حُب في عيد الحب

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • فاروق طه الموسى
    أديب وكاتب
    • 17-04-2009
    • 2018

    حُب في عيد الحب

    [frame="14 70"]
    أُسافرُ خلف التلال .. ممتطياً حمار أم حسين الأسود .
    الأبيض كان هدفي .. فهو أكثر وجاهة ..
    لكنه رفسني عندما داهمتُ الزريبة .. على غفلةٍ منها " أم حسين يعني " ..
    سلوى تنتظرني عند الوادي .. تسرح بالبقرة وفكري سارحٌ فيها ..
    مددتُ يدي نحوها .. ثمّ أخفضتُها .. لقد كانت المسافةُ بضعاً وعشرين متراً ..
    اقتربتُ أكثر ..
    واسترخيتُ أكثر .. وقفز الحمار ..
    أجفَلَتهُ قبّرة فرماني ..
    ضحكتْ سلوى .. وضحكتًُ .
    تحسستُ فمي فوجدتُه لزجاً .. تراب .. دم ..
    لم أهتمّ .
    تابعتُ تقدمي .. وعالجتُ حَرَجي بزهرةٍ بريةٍ شككتُها في شعرها ..
    " تقبر قلبي " قالتْ .. قلتُ مرحباً ..
    وساد الصمت لبرهة ............ فكسرتُه شعراً :
    " حُبكِ في قلبي يفلح .. كفلاحة الثور لأرضنا " ..
    وردّت عليَّ :
    " أحبك أكثر من بقرتنا هذه " .. وأقسمت برأس المختار .

    تكاثرتْ حولنا الفراشات .. وغردتْ فوق رأسينا العصافير ..
    وعلى هذا الحال أكملنا جلستنا .. حتى قطعتْ استرسالي فردة حذاء !
    عانقت رقبتي .. قفزتُ على إثرها كالمجنون .. فارتبكتْ سلوى
    ولاذت بي ..
    ولمّا حاولتُ الهرب .. أُسرت أُذني ..
    -"أين الحمار " .. ؟
    -" أيُّ حمار " .. ؟
    لينقطع شريط ذاكرتي هنا ......................
    ومنذ ذلك اليوم لم أعد ارى بعيني اليمين .....
    ولا بالأخرى عُدت رأيتُ سلوى ......
    وماعادتْ تُراسلني .
    [/frame]
    التعديل الأخير تم بواسطة فاروق طه الموسى; الساعة 14-02-2011, 11:14.
    من لم تحلّق به حصيرة المسجد البالية .. فلن يطير به بساط السندباد
  • ربيع عقب الباب
    مستشار أدبي
    طائر النورس
    • 29-07-2008
    • 25792

    #2
    قصة طيبة
    شبيهة ربما بتلك القصص التراثية
    فى طريقة المعالجة
    أعادتنى إلى الكثير من الأعمال
    و عدت منها لا أرى لا بعينى اليمني و لا اليسري !!
    وهذا جزاء ما كان حبه يتفوق على حب البقر !

    مختذلة فى موقف ما بين الحمار و الحذاء
    و الحبيبة و فردة العين !

    محبتي
    مررت للتحية و التهنئة بالثورة و النصر
    sigpic

    تعليق

    • بسمة الصيادي
      مشرفة ملتقى القصة
      • 09-02-2010
      • 3185

      #3
      نعم قصة قريبة من القلب
      لأنها خرجت من قلب الكاتب لتدخل مباشرة إلى قلب القارئ
      أما النهاية فكانت حزينة جدا لماذا يغيب القمر دائما عن ليل العشاق؟!
      مودتي
      في انتظار ..هدية من السماء!!

      تعليق

      • فاروق طه الموسى
        أديب وكاتب
        • 17-04-2009
        • 2018

        #4
        المشاركة الأصلية بواسطة ربيع عقب الباب مشاهدة المشاركة
        قصة طيبة
        شبيهة ربما بتلك القصص التراثية
        فى طريقة المعالجة
        أعادتنى إلى الكثير من الأعمال
        و عدت منها لا أرى لا بعينى اليمني و لا اليسري !!
        وهذا جزاء ما كان حبه يتفوق على حب البقر !

        مختذلة فى موقف ما بين الحمار و الحذاء
        و الحبيبة و فردة العين !

        محبتي
        مررت للتحية و التهنئة بالثورة و النصر

        لم أقترب يوماً من هذه القصيرة ..
        ولأنني وجدتها طويلة جداً على القصيرة جداً .. أليت وضعها هنا ..
        ورحت أفتش عنها في الخاطرة أو في الساخر .. أو ربما في أدب الطفل
        أشكر حضورك أخي ربيع ..
        وسلامة عينيك ..
        من لم تحلّق به حصيرة المسجد البالية .. فلن يطير به بساط السندباد

        تعليق

        • فاروق طه الموسى
          أديب وكاتب
          • 17-04-2009
          • 2018

          #5
          المشاركة الأصلية بواسطة بسمة الصيادي مشاهدة المشاركة
          نعم قصة قريبة من القلب
          لأنها خرجت من قلب الكاتب لتدخل مباشرة إلى قلب القارئ
          أما النهاية فكانت حزينة جدا لماذا يغيب القمر دائما عن ليل العشاق؟!
          مودتي
          ربما لأن القمر صار عاشقاً .. وجد " قمرايا " جميلة أشغلته عن العاشقين ..
          أو ربما لأن العشق ماعاد عشقاً وقد غلفته بعض الضبابية ..
          وكله يبقى شكوك ..
          مالايقبل الشك أن حضورك الجميل قد زيّن متصفحي أستاذة بسمة ..
          ورسم على شفاه النص بسمة
          تحيتي
          من لم تحلّق به حصيرة المسجد البالية .. فلن يطير به بساط السندباد

          تعليق

          • فجر عبد الله
            ناقدة وإعلامية
            • 02-11-2008
            • 661

            #6
            حب في عيد الحب

            وما بين السفر والزريبة والحمير والفراشات والزهور والعصافير تتشكّل هنا لوحة قزحية الملامح لذيذة الطعم - ألوانها لها طعم لذيذ - كيف لا .. ! وهي لوحة ربيعية استطاع الأديب المبدع فاروق رسمها بتلقاية رائعة وسرد ممتع

            يجمع بين الحكواتي الذي يحكي حكايا العشق .. لكن بصورة الكوميديا التي تعطي للحكاية تميزا يجعل القارئ يستمتع فعلا بما يقرأ

            نجد هنا حبا بريئا - صبيانيا - عفويا يجمع البطل والبطلة .. البطل الذي سرق الحمار من زريبة أم حسين والبطلة التي كانت ترعى بقرتها في الوادي .. رائحة البداوة بادية في هذه القصة التي تشهد ولادة حب قد اندثر مع الأيام .. البطل في آخر الحكاية استفاق من ذكرياته على هول فقدان بصر عينه اليمنى وفقدان سلوى .. فقدان شيئين أحب للإنسان من الأشياء الأخرى

            البصر والحبيبة

            لنعود لعيد الحب الذي لم يكن عيدا بل كان حزنا وألما بفقدان العين والحبيبة ..

            " حب في عيد الحب " أهو موسم للحب هذا العيد للحب .. ؟ كما أن الربيع موسما يأتي بعده الخريف .. أتساقطت أوراق الحب كما تساقطت أوراق شجر الوادي واختفت الحبيبة كما اختفت الفراشات ..؟ !
            ليكون الحب مجرد موسم يأتي ثم يغيب .. يأتي كما فاكهة الموسم ليذبل ويموت ..!!

            لكن ما حكاية الشعر في هذه القصة - البدوية ، الأمية ربما - أمية البطلين بما أن البطل سارق للحمير ومسافر على طول الخط .. ترحال دائم والبطلة التي ترعى البقرة .. جاء الشعر هنا كما قطعة لحم في صحن فول لأسرة فقيرة ..

            لكن أهذا شعر .. ؟ ! بل هو كذلك في نظر البطلين اللذين أرادا أن يكون هذا ( الشعر ) كما وردة في باقة أوراق الصبار .. وردة يزينان بها جلستهما ويتقمصان دور الأبطال القدامى حين كان الحب والشعر يجمعهما .. لندرك أن أسلوب هذه القصة والتي جاء السرد على لسان البطل فيها ما هو إلا تأثير لسماع حكايات العشاق القدامى .. ليكون هو أيضا - البطل - فارسا مغوارا يقتحم الصعاب لأجل الظفر بلقاء حبيبته .. كانت الصعاب هنا هي زريبة أم حسين التي اقتحمها وكان الحمار - فرسا - عند البطل امتطى صهوته لأجل لقاء الحبيبة .. لكن تأتي نهاية القصة لتأكد أن البطل لم يعرف أن يكون بطلا فقد فقدَ بصر عينه اليمنى .. لكنه يجيء بدليل أنه عرف كيف يتقمص دور الشعراء العشاق فقد فقد حبيبته كما فقدوا هم الحبيبة ..

            الأديب المبدع فاروق طه شكرا لهذا الهطول
            ماتعة هذه القصة
            تحاياي العاطرة

            تعليق

            • فاروق طه الموسى
              أديب وكاتب
              • 17-04-2009
              • 2018

              #7
              ماذا ينقص النص بعد قراءة متعمقة من أديب ملم .. ؟
              والأكثر من ذلك .. أديبة ..
              أديبة .... فالقراءة المرفقة بالعاطفة التي تسكبها تاء التأنيث تجمل حتى الزهور ..

              بسبرك لأغوار النص .. كنتِ كفراشة جالت على حروفي فحضر معها الربيع ..
              قبل هذه القراءة وبعيداً عنها كنتُ من المعجبين جداً بفكر فجر عبد الله ..
              وإلمامها الواسع بفن القصة ..
              ولطالما قلت لنفسي أنها مثال المشرف المتمكن ..
              ولا أحاول هنا أن أرد الجميل إنما لأعترف بجميل ..
              شكراً لك أخت فجر على هذا الحضور المميز
              لك كل التحية
              التعديل الأخير تم بواسطة فاروق طه الموسى; الساعة 25-04-2011, 12:40.
              من لم تحلّق به حصيرة المسجد البالية .. فلن يطير به بساط السندباد

              تعليق

              يعمل...
              X