السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
     
					ثـــــائرة حتـــى بعد النصــــــر
فلسطينية الهوى, تونسية الموطن ,عروبية الوجدان ,إسلامية الفطرة ,هذه هويتي الثورية على الظلم و البغي, في وطن جلده الطغاة و طمسوا معالمه العروبية. خرس الكلام عندما دنسه من فقد الهوية, و لبس وشاح العولمة الصهيونية ,اغتال النبتة و جرد الإنسان من قيم الإنسانية ,صمتت الطبيعة من هول المشهد و فقر القفر على الأرض و في الفضاء.
  اختفى الحب و فقد من الإنسان و بكى حزنا و ألما من غد مظلم فقدت فيه الكلمة البيان .
  و كنت أنا على ضفافك وطني ,أتأمل خيال الطغيان, كيف تجسد على الواقع و أصبح الفاعل على الأرض, يستبيح العرض و الفكر و حياة كل كائن خرس فيه الكلام .تذكرت يوم مولدي و أنا بين أحضان أمي الحبيبة, أجول ببصري أبحث عن أب لي كنت أنتظر وجوده يعانقني و يطبع قبلة دافئة على جبيني . 
  سألت أمي قالت : أبوك في ميدان الشرف ,يدافع عن الأرض و العرض و القيمة التي ضاعت في الزحام . ترك لك وصية عندي, أن لا تحزني بنيتي فأنا معك بروحي و الوجدان ,أنت قطعة مني كامنة في قلبي, أنت في حضني ألقنك البيان, حتى تتواصلي معي بالروح الناطقة في الكون, يسمعها كل من كان له قلب و ألقى السمع وهو شهيد. اسمك سارة حتى يكون لك من الفرح نصيب, في زمن متجهم عصيب, فأنت هبة و سعادة  سكنت القلب و الوجدان …. فهل تسمعين؟
  -        نعم أمي سمعت قلبك النابض بالحب و الفرح و الألم و الأمل, اختزلت طاقتك و روحا من روح أبي الغائب الحاضر, و أنتظر قبلته الدافئة و ضمته الناطقة بالحب و الحياة 
  نعم سمعته يخاطبني, و تفصح كلماته عن وجوده, يناديني و يشد أزري, لا تحزني بنيتي أنا معك و فيك و بك أتجدد, لتكون حياتك أفضل. لك شرف الأنوثة و الأمومة. إحذري أن تتخلي عنهما أو أن تسلبا منك .أنا على الجبهة أقاتل بالحرف و الكلمة.... سلاحي قلم و ساعد يحارب الفساد والطغيان .حذاري أن تنسي أنك قيمة و مبدأ قبل أن تكوني إنسان. أنت روح قارئة, و أنت ساعد فاعل في الحياة و على الأرض في أجيال تخلفينها لتكون جيوشا ضد الظلام .
  بنيتي الجهل قاتل و الفقر جاهل لا تتخلي عن الكلمة و الحرف ففيهما البيان 
  و هما سلاحك ضد سكان الليل و سارقي الفكر و تجار الكلام .
  أرسل إليك, مفاتيح المنطق القادر على الإدراك بعقل الإنسان, حتى لا يستولي عليك العجز و الخذلان. هكذا يتلاشى من  أمامك كل فكر جبان, يبحث عن مفردات العجز و الإحباط و النسيان ,لهوية الكرامة و شهامة الإنسان .
  لا تبتئسي حبيبتي فغيابي وجود آخر, و حياة تعمر أرضي لتكوني أنت الخصوبة و العطاء, و أمل قادم يزرع الشجرة و النبتة التي تغذي العصفور و النملة و الإنسان, بمبادئ و قيم حتى لا يتناساها الزمان, و تعيش و تتجدد في ذاكرة كل إنسان .
  إزرعي النصر على أرض الكرامة, و أسقيها بماء الشهامة ,و أحضنيها بحب, حتى تكبر في سماء الثورة ,لك  الشرف كله فأنت الأمومة و العطاء, و الأنوثة المحبة الحالمة بغد أفضل و بأمل لا يموت حتى يتجدد في كل الأجيال .
  قلت لك المجد و العزة أبي, لك الشهامة و الكرامة و الكبرياء ,لم يتركني غيابك فيحتضنني حضورك,لأكون الأنثى و الأم و الأرض و الثورة, التي يعانق عطائها عنان السماء .كن قرير العين في وجودك و الغياب, فلي شرف حمل المشعل و تسليمه لثورة حتى بعد النصر تخترق زمان كل مكان  فلأمي ولك كل الحب و الدعاء .....
							
						
تعليق