[align=center]
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يسرني كثيرا إنضمامي إليكم بالملتقى وفي صحبة أعضائه الفطاحل ، وأتمنى -ورجاءً- منكم مساعدتي في تحسين وتطوير اسلوبي الأدبي بنقد بناء .
وهذه أول مشاركة لي معكم
* أمل يحتضر *
تحرك القطار وقد شرع في الأنين ، لتثاقل ما يحمله من هموم راكبيه .. الذين حملوا مع أوزانهم القطوب والعبوس .. يتزاحمون فوق بعضهم البعض في قطار الدرجة الثالثة ، المخصص لأصحاب الضنك والقحط .. فاكتظ بهم القطار حتى تدلى البعض من أبوابه .
اصطحبني وسط هذه الجموع الغفيرة معه من المزارع إلى العمران .. وقد زاد طنينه ليذكرني بهمومي وعلتي التي حملتني إلى اللحاق بركبه العتيق .. رفقا بي أيها القطار ، فلا يمكنني نسيان أسرتي التعسة .. وأبي الحمََـال المسكين ، الذي لا يملك ما يؤهله إلا لحمل المحاصيل الزراعية ، فلا هو يملك أرضا ولا إرثا ، ويكسب القليل يوما بيوم فلا يفيض ولا يكفي ! حتى ثقل العبء عليه فشاب وانحنى ظهره .. وأمي الشابة الهِرَمة ! حين تستقبل أبي في عودته ليجلب لها قلائل الأطعمة ، وما إن تضعه على الطاولة المهشمة ، فيتنازع عليه إخوتي التسعة ! فتحاول أمي اقتسامه بينهم لفض النزاع ، فما يكون نصيب الفرد سوى الفتات ! وقلمـا تبقَ لأبي وأمي منه نصيب !
كنت أشعر أحيانا ببعض التميز بين إخوتي ، ربما لأنني الوحيد الحاصل على شهادة محو الأمية .. ولكنني طمحت في أن أكون أكثر تميزا ، وظننت أنه يمكنني إنتزاع أسرتي من تلك الفاقة .. وسيطر ذلك الخاطر على عقلي ، فخلت أن خلاص تلك الأسرة في يدي .. وما كان أمامي سوى أن ألوذ إلى المدينة ، حيث كانت لي هناك أحلاما وردية ، هربا من الجهل والفقر الشديد الذي حرم إخوتي التعليم وتركهم جوعى يفتقرون إلى غذاء العقل والبطن ، ووصل به الأمر إلى الفتك برضيع أختي ! وفي ذلك حديث مؤلم ..
حينما تثاقل عليه المرض بعد وصفات "الحاجة مبروكة" ، ركضت أختي –التي لم تتجاوز السادسة عشرة- إلى المركز الطبي تطلب النجدة ، فكان مكتظا بالمرضى ، لا سيما أن العلاج هناك مجاني .. فكادت تسقط راكعة أمام "الممرضة" لتنجُ بطفلها ، فما كان لها من جواب سوى :
- الدخول في غير موعدك يكلفك عشرين جنيها .
- إنني لا أملك حتى ربع المبلغ !
- إذن ، إنه النظام ..
- ألا يحوي نظامكم شفقة أو رحمة ؟!
- .. التزمي بدورك وكفى !
أجهشت أختي بالبكاء ، وحاولت مرارا رجائها واستعطافها دون جدوى .. ثم صرخت صرخة أسكتت نواح الجموع الأخرى حين قضى رضيعها نحبه بين يديها ، وأسلم الروح ممن لا يرحم إلى أرحم الراحمين !
مشاهد مؤلمة ! وحينما يكون أقرانك أحد أبطالها يزداد ألمك !
ربما كان لأبي العذر في غضبه حينما أبصرني أتركهم في هذا الوحل وأرحل .. وإتهامه لي بالأنانية والهرب من العمل كحمََـال مثله ، وقوله الذي مازال يرن بأذني :
- إنك تبحث عن سبيلك لخلع الجلباب ، وارتداء البذلة !
لا أنكر أن ذلك الأمر جزء من أحلامي .. ولكنه لا يبصر حقيقة نواياي من خلاص تلك الأسرة البائسة !
اخترقت الوجوه الكثيفة وطللت من النافذة .. وقد اختفى الأخضر تماما ، وبدا العمران يلوح بمبانيه الشاهقة في الأرجاء .. ثم أبطأ القطار شيئا فشيئا ، وأطلق صفير عالٍ معلنا عن بلوغ المراد .
تكتلت الجموع على الأبواب تتسابق في الخروج .. ثم خرجت بعد معاناة أتباطئ في السير متأملا المارين .. كلٌ يعرف طريقه ، إلا أنا ! وما في جيبي سوى قروش قليلة لا تكفي لأستأجر مبيتا .. فلتبدأ رحلتي الشاقة في البحث عن عمل من الآن ..
أخذت أتجول بضواحي القاهرة .. وقد ظننت أن الزحام يشتد فقط داخل محطات القطار ، ولكن خاب ظني فلم أجد ركنا هادئا ، فتزدحم الشوارع بالسيارات تارة ، وبالمدنيين تارة أخرى .. وأرهبني كثيرا وجود بعض الشحاذين ! فكان يشعرني النظر إليهم بأن لا مكان لي هنا .. فكان مظهرهم يماثلني إلى حد كبير ! وكنت أقابل بعض نظرات الاحتقار من المارين كتلك التي يصوبونها للشحاذين .. وشعرت للحظات أن الأرض التي تحملني ، ترفضني وتلعن وصولي إليها ! ولكن تدفعني المشاهد المؤلمة في ذاكرتي إلى الإقدام والمثابرة ..
ووسط هذه الخواطر ، استوقفني بناء ضخم ، مازال في مرحلة الإنشاء .. معماريون يشرفون ، وعمال يصعدون ويهبطون حاملين مواد البناء من طوب وأسمنت وخلافه .. فتقدمت في خطوات مترددة إلى أحدهم أسأله عملا ، فقادني إلى رئيسهم .. فمثلت بين يديه وأخبرته بحقيقة أمري ووصولي لتوي من القرية ، وذكرت له في إهتمام حصولي على شهادة محو الأمية ، فلم يهتم ! ولكنه سمح لي بالمبيت في الموقع على أن أنضم إلى "الحمََالين" بأجر يومي !
باغتني قوله ، ووجدتني أقع فيما لم تهجس به خواطري ! فقد اغتربت وشسعت المسافات بيني وبين أسرتي حتى أجد نفس مصير أبي ! فسألته في رجاء عن عمل آخر ، فأجابني :
- عجبـا ! فبالكاد ما يجد ذووا الشهادات أعمالا تلائم مؤهلاتهم ، وأنت تطلب ما يفوق مؤهلاتك بكثير !
فانجلى لي المستور ووجدتني ألجأ إلى غير ملجأ .. وقد سخر مني القدر وشاء أن أواجه ذاك المصير الذي يحملني إلى المهالك ، فأحمل حمولات أعظم ثقلا من الحاصلات الزراعية ، وبأجر يومي لا يزيد عما يتقاضاه أبي في ليلته !
وانقضت عدة أسابيع ولم يجد جديد .. إلا أنني بدأت أعاني مشكلات الظهر وآلامه ، وقد شرع في الإنحنـاء .. فكرهت الأرض التي لعنتني من قبل ، واستشعرها الآن تحثني على القفول إلى ترابي وفأسي وأحضان أسرتي البائسة .. لعل في جيبي قروش تكفي لاستقلال قطار الدرجة الثالثة ، ولكن جال بخاطري ما سيزيدهم حالي من تعاسة .. فأعرضت عن أمر عودتي ، وودت لو تنقبض روحي التي أتعجب لتشبثها بالحياة ! ربما أغفل عن أمل ينتظرني في أحلك الظلمات ! أو أعيش لأبني آمالا زائفة فأسقط من أعلاها ميتــا !
في أحد ليالي الشتاء القارصة ، ومازلت ضيفا ثقيلا على رصيف البناء .. ازداد حنيني لأسرتي ، ففكرت أن أرسل إليهم خطابا ، وليقرأه عليهم كاتب الديوان أو ساعي البريد .. وألحت عليََ الفكرة فانتظرت انقضاء الليل ..
وما إن لاح الصباح بإشراقة شمسه الدافئة ، فذهبت لتوي بعد إذن من رئيسي قاصدا أقرب مكتب بريد .. فأحضرت ورقا وقلم ، وظرف وطوابع .. وشرعت في الكتابة محاولا أن أبدي أضداد الحقائق ، محاولا أن أدخل فيهم بعض السرور وإن كان زيفــا ..
- "أبي العزيز ، أمي ، إخوتي .. أكتب إاليكم وتذرف عيني ، ويعتصر قلبي شوقا إاليكم ، وحبــا .. وددت لو أمثل بين أيديكم الآن ، أعانقكم واحدا واحدا ، فلم أشعر أبدا بحبي لكم كمـا الآن ! ولكن تمنعني عنكم أشد الظروف .. فأشغل الآن منصبا هاما بإحدى الشركات الكبرى بالقاهرة .. ولا ينقصني من مباهج الحياة سوى رؤياكم" .
انتهيت وكدت أسمع في أذني ضحكات قدري الساخرة .. فطويت الورقة داخل الظرف .. وقد شرعت أكتب بيانات الراسل والمرسل إليه .. فتذكرت أنه ليس لي عنوان !
هدير زهدي
بتاريخ/
1/1/2011
[/align]
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يسرني كثيرا إنضمامي إليكم بالملتقى وفي صحبة أعضائه الفطاحل ، وأتمنى -ورجاءً- منكم مساعدتي في تحسين وتطوير اسلوبي الأدبي بنقد بناء .
وهذه أول مشاركة لي معكم

* أمل يحتضر *
تحرك القطار وقد شرع في الأنين ، لتثاقل ما يحمله من هموم راكبيه .. الذين حملوا مع أوزانهم القطوب والعبوس .. يتزاحمون فوق بعضهم البعض في قطار الدرجة الثالثة ، المخصص لأصحاب الضنك والقحط .. فاكتظ بهم القطار حتى تدلى البعض من أبوابه .
اصطحبني وسط هذه الجموع الغفيرة معه من المزارع إلى العمران .. وقد زاد طنينه ليذكرني بهمومي وعلتي التي حملتني إلى اللحاق بركبه العتيق .. رفقا بي أيها القطار ، فلا يمكنني نسيان أسرتي التعسة .. وأبي الحمََـال المسكين ، الذي لا يملك ما يؤهله إلا لحمل المحاصيل الزراعية ، فلا هو يملك أرضا ولا إرثا ، ويكسب القليل يوما بيوم فلا يفيض ولا يكفي ! حتى ثقل العبء عليه فشاب وانحنى ظهره .. وأمي الشابة الهِرَمة ! حين تستقبل أبي في عودته ليجلب لها قلائل الأطعمة ، وما إن تضعه على الطاولة المهشمة ، فيتنازع عليه إخوتي التسعة ! فتحاول أمي اقتسامه بينهم لفض النزاع ، فما يكون نصيب الفرد سوى الفتات ! وقلمـا تبقَ لأبي وأمي منه نصيب !
كنت أشعر أحيانا ببعض التميز بين إخوتي ، ربما لأنني الوحيد الحاصل على شهادة محو الأمية .. ولكنني طمحت في أن أكون أكثر تميزا ، وظننت أنه يمكنني إنتزاع أسرتي من تلك الفاقة .. وسيطر ذلك الخاطر على عقلي ، فخلت أن خلاص تلك الأسرة في يدي .. وما كان أمامي سوى أن ألوذ إلى المدينة ، حيث كانت لي هناك أحلاما وردية ، هربا من الجهل والفقر الشديد الذي حرم إخوتي التعليم وتركهم جوعى يفتقرون إلى غذاء العقل والبطن ، ووصل به الأمر إلى الفتك برضيع أختي ! وفي ذلك حديث مؤلم ..
حينما تثاقل عليه المرض بعد وصفات "الحاجة مبروكة" ، ركضت أختي –التي لم تتجاوز السادسة عشرة- إلى المركز الطبي تطلب النجدة ، فكان مكتظا بالمرضى ، لا سيما أن العلاج هناك مجاني .. فكادت تسقط راكعة أمام "الممرضة" لتنجُ بطفلها ، فما كان لها من جواب سوى :
- الدخول في غير موعدك يكلفك عشرين جنيها .
- إنني لا أملك حتى ربع المبلغ !
- إذن ، إنه النظام ..
- ألا يحوي نظامكم شفقة أو رحمة ؟!
- .. التزمي بدورك وكفى !
أجهشت أختي بالبكاء ، وحاولت مرارا رجائها واستعطافها دون جدوى .. ثم صرخت صرخة أسكتت نواح الجموع الأخرى حين قضى رضيعها نحبه بين يديها ، وأسلم الروح ممن لا يرحم إلى أرحم الراحمين !
مشاهد مؤلمة ! وحينما يكون أقرانك أحد أبطالها يزداد ألمك !
ربما كان لأبي العذر في غضبه حينما أبصرني أتركهم في هذا الوحل وأرحل .. وإتهامه لي بالأنانية والهرب من العمل كحمََـال مثله ، وقوله الذي مازال يرن بأذني :
- إنك تبحث عن سبيلك لخلع الجلباب ، وارتداء البذلة !
لا أنكر أن ذلك الأمر جزء من أحلامي .. ولكنه لا يبصر حقيقة نواياي من خلاص تلك الأسرة البائسة !
اخترقت الوجوه الكثيفة وطللت من النافذة .. وقد اختفى الأخضر تماما ، وبدا العمران يلوح بمبانيه الشاهقة في الأرجاء .. ثم أبطأ القطار شيئا فشيئا ، وأطلق صفير عالٍ معلنا عن بلوغ المراد .
تكتلت الجموع على الأبواب تتسابق في الخروج .. ثم خرجت بعد معاناة أتباطئ في السير متأملا المارين .. كلٌ يعرف طريقه ، إلا أنا ! وما في جيبي سوى قروش قليلة لا تكفي لأستأجر مبيتا .. فلتبدأ رحلتي الشاقة في البحث عن عمل من الآن ..
أخذت أتجول بضواحي القاهرة .. وقد ظننت أن الزحام يشتد فقط داخل محطات القطار ، ولكن خاب ظني فلم أجد ركنا هادئا ، فتزدحم الشوارع بالسيارات تارة ، وبالمدنيين تارة أخرى .. وأرهبني كثيرا وجود بعض الشحاذين ! فكان يشعرني النظر إليهم بأن لا مكان لي هنا .. فكان مظهرهم يماثلني إلى حد كبير ! وكنت أقابل بعض نظرات الاحتقار من المارين كتلك التي يصوبونها للشحاذين .. وشعرت للحظات أن الأرض التي تحملني ، ترفضني وتلعن وصولي إليها ! ولكن تدفعني المشاهد المؤلمة في ذاكرتي إلى الإقدام والمثابرة ..
ووسط هذه الخواطر ، استوقفني بناء ضخم ، مازال في مرحلة الإنشاء .. معماريون يشرفون ، وعمال يصعدون ويهبطون حاملين مواد البناء من طوب وأسمنت وخلافه .. فتقدمت في خطوات مترددة إلى أحدهم أسأله عملا ، فقادني إلى رئيسهم .. فمثلت بين يديه وأخبرته بحقيقة أمري ووصولي لتوي من القرية ، وذكرت له في إهتمام حصولي على شهادة محو الأمية ، فلم يهتم ! ولكنه سمح لي بالمبيت في الموقع على أن أنضم إلى "الحمََالين" بأجر يومي !
باغتني قوله ، ووجدتني أقع فيما لم تهجس به خواطري ! فقد اغتربت وشسعت المسافات بيني وبين أسرتي حتى أجد نفس مصير أبي ! فسألته في رجاء عن عمل آخر ، فأجابني :
- عجبـا ! فبالكاد ما يجد ذووا الشهادات أعمالا تلائم مؤهلاتهم ، وأنت تطلب ما يفوق مؤهلاتك بكثير !
فانجلى لي المستور ووجدتني ألجأ إلى غير ملجأ .. وقد سخر مني القدر وشاء أن أواجه ذاك المصير الذي يحملني إلى المهالك ، فأحمل حمولات أعظم ثقلا من الحاصلات الزراعية ، وبأجر يومي لا يزيد عما يتقاضاه أبي في ليلته !
وانقضت عدة أسابيع ولم يجد جديد .. إلا أنني بدأت أعاني مشكلات الظهر وآلامه ، وقد شرع في الإنحنـاء .. فكرهت الأرض التي لعنتني من قبل ، واستشعرها الآن تحثني على القفول إلى ترابي وفأسي وأحضان أسرتي البائسة .. لعل في جيبي قروش تكفي لاستقلال قطار الدرجة الثالثة ، ولكن جال بخاطري ما سيزيدهم حالي من تعاسة .. فأعرضت عن أمر عودتي ، وودت لو تنقبض روحي التي أتعجب لتشبثها بالحياة ! ربما أغفل عن أمل ينتظرني في أحلك الظلمات ! أو أعيش لأبني آمالا زائفة فأسقط من أعلاها ميتــا !
في أحد ليالي الشتاء القارصة ، ومازلت ضيفا ثقيلا على رصيف البناء .. ازداد حنيني لأسرتي ، ففكرت أن أرسل إليهم خطابا ، وليقرأه عليهم كاتب الديوان أو ساعي البريد .. وألحت عليََ الفكرة فانتظرت انقضاء الليل ..
وما إن لاح الصباح بإشراقة شمسه الدافئة ، فذهبت لتوي بعد إذن من رئيسي قاصدا أقرب مكتب بريد .. فأحضرت ورقا وقلم ، وظرف وطوابع .. وشرعت في الكتابة محاولا أن أبدي أضداد الحقائق ، محاولا أن أدخل فيهم بعض السرور وإن كان زيفــا ..
- "أبي العزيز ، أمي ، إخوتي .. أكتب إاليكم وتذرف عيني ، ويعتصر قلبي شوقا إاليكم ، وحبــا .. وددت لو أمثل بين أيديكم الآن ، أعانقكم واحدا واحدا ، فلم أشعر أبدا بحبي لكم كمـا الآن ! ولكن تمنعني عنكم أشد الظروف .. فأشغل الآن منصبا هاما بإحدى الشركات الكبرى بالقاهرة .. ولا ينقصني من مباهج الحياة سوى رؤياكم" .
انتهيت وكدت أسمع في أذني ضحكات قدري الساخرة .. فطويت الورقة داخل الظرف .. وقد شرعت أكتب بيانات الراسل والمرسل إليه .. فتذكرت أنه ليس لي عنوان !
هدير زهدي
بتاريخ/
1/1/2011
[/align]
تعليق