[align=justify]
اللغة والشعر في قصيدة
( طوفان غيمة ) لـ توليب محمد
طوفان غيـمة
من طفلة الأمس
من بدء التّشكّل
صُغتُ ضفائري
جناحين ملوّنين
أراودُ السّماء لهوًا
وأصْغيْتُ لغيمة تناديني
فدنوْتُ...
وارْتَديتُها كَسِـرِّي
قد يأتي...!!!
من إعصار الوجْد
من دمي السّاهر
غزلتُ لكَ
لُهاث القلب
وسادة تنام عليها
وأسْريْتُ إلى غوايتي بكَ
وفتحتُ شرفتي على قوس طيْفِكَ
وما أتَيْتَ...!!!
من قيْد القلب
وركض الرّيح الشّريدة
واحتمال ماء السّراب
أدركتُ خسارة اليقين
وجحيم المسافات
وأعْلَنَ الهديلُ
احتفال العراء بي
وما أتَيْتَ...!!!
من قَبْري الجليد
ووحشة البياض
وجرح مفتوح
على ريح خرساء
وريح مكتظّة خرائب
أطفأتُ خُطاي إليكَ
وانعطفتُ إلى نحيب الظّلام
لِمَاذا الآنَ أتيـت...؟؟؟
من بدء التّشكّل
صُغتُ ضفائري
جناحين ملوّنين
أراودُ السّماء لهوًا
وأصْغيْتُ لغيمة تناديني
فدنوْتُ...
وارْتَديتُها كَسِـرِّي
قد يأتي...!!!
من إعصار الوجْد
من دمي السّاهر
غزلتُ لكَ
لُهاث القلب
وسادة تنام عليها
وأسْريْتُ إلى غوايتي بكَ
وفتحتُ شرفتي على قوس طيْفِكَ
وما أتَيْتَ...!!!
من قيْد القلب
وركض الرّيح الشّريدة
واحتمال ماء السّراب
أدركتُ خسارة اليقين
وجحيم المسافات
وأعْلَنَ الهديلُ
احتفال العراء بي
وما أتَيْتَ...!!!
من قَبْري الجليد
ووحشة البياض
وجرح مفتوح
على ريح خرساء
وريح مكتظّة خرائب
أطفأتُ خُطاي إليكَ
وانعطفتُ إلى نحيب الظّلام
لِمَاذا الآنَ أتيـت...؟؟؟
توليب
دائما كنت أشعر أن العبارة الشعرية واحدة .. وأن الشعر واحد ... أي أن الشعر لا يتجزأ أينما كان، وكيفما كتب .. وبأية تقاطيع بدأ وكيفما انتهى .. ولكنني بالرغم من كل ذلك دخلت إلى فهم قصيدة النثر متأخراً. .. بل متأخراً جداً. وبالرغم من كل ذلك أيضاً لا زلت أكتب الشعر كيفما يأتي إليّ من هناك ... ، .. فإذا أتت القصيدة موزونةً مقفاةً أتركُها هكذا حتى تنتهي .. منطلقاً من مبدأ الحرية الذي أحمله دائماً وأبداً. ... ومن نفس المبدأ أترك القصيدة الحرة ( التفعيلة ) تتناسل بين يدي حتى تبلغ ذروتَها ونشوتَها.
لكنني من خلال قراءاتي الكثيرة والمتعددة والمتنوعة .... بدأت أرى ما لم أكن أراه سابقاً .. أرى شِعريّة جديدة متدفقة ... هي نادرةٌ حقاً مثلُها في ذلك مثلُ رفيقاتها في أي نوع من أنواع الكتابة، ولكنها ظاهرة تستحق الدراسة والتحليل .. بالرغم من كل ما كتب عنها وخاصة ( في مجلة شعر / التي أشرف على ظهورها في لبنان أدونيس ويوسف الخال .. وآخرون ). وما أراه في بعض الأحيان ( وفي بعض المواقع ) يجعلني أعتقد أنها تمر بأزمة كغيرها من صنوف الكتابة، بل ربما أكثر من غيرها بسبب حداثتها نسبيا، واستسهال كتابتها في كثير من الأحيان. ( أترك هذا الأمر للمناقشة مع الإخوة الكبار هنا ).
النقد:
لست ناقداً .. ولا أريد أن أكون ( الآن على الأقل ) .. وما سأقوم به هنا ليس إلا محاولة لفهم اللغة ( واللغة تحديداً ) في قصيدة شاعرة مُقِلَّة جداً .. رغم أن ما يكْمُن من طاقات لديها تستدعي التّفجيرَ، بحزام الشِّعر الناسف . ..... إنها بحاجة إلى تثوير بجماهيرية تونس وثورتها التي فتحت عصر الثورات العربي ... ولن أكتب ناقداً أبداً هنا .. بل إنني وجدتُ ما هو أهم من النقد ... وجدت الدراسة ... دراسة كل كلمة، وكل فاصلة، وكل عبارة شعرية، على الأقل هنا. فالأنانية الأدبية ( التي تعني المعرفة ) وزيادة المعرفة والتحصيل المعرفي أهم بكثير من التعالي المعرفي والتكابر بالمعرفة الذي يمارسه بعض النقاد ( وليس كلهم ).
اقتربت من هذا النوع من الشعر وأعدت قراءة ما كنت قد أرهقت نفسي في قراءته سابقاً .. ورأيت أن الكتابة وحدة لا تتجزأ ، وأن الشاعرية لا تتجزأ أيضاً.
كثيراً ما نفتقد الجانب اللغوي عند قراءاتنا السريعة للشعر، وكذلك عند ترجمته إلى لغات أخرى غير اللغة التي يكتب بها عادة. نفتقد التركيب اللغوي الخاص، نفتقد الطاقة الكامنة والإيحاءات اللغوية التي تدل عليها كلمات القصيدة عادة وعباراتها.
الكلمة كائن حي في شكلها وفي ولادتها وفي تطورها وفي أداء دورها اللغوي والأدبي في كل عبارة في هذه القصيدة ( التي نحن بصددها ).
هناك العديد من الشعراء الذين يرفضون الهبوط – بحسب تعبيراتهم إلى اللغة الواقعية، وهناك الكثيرون أيضاً الذين يرون أن الشاعرية هي هذا الهبوط إلى اليومي المعاش، والجانبان أبدعا بشكل ملفت للنظر.
الشاعرة هنا تنتمي إلى جانب الشعراء الذين يريدون الحفاظ على اللغة المثالية ( من المثال ) لا من النظرة المثالية للكون. إنها تريد لغة عربية صافية، ورمزية متمسكة برومانسية راقية.
لفت نظري هنا في هذا النص ..
أصالة الكلمات .... رغم حداثة القصيدة ...
لفتت نظري بنية العبارة .... رغم حداثة النص ... رغم تجدده من خلال علاقاته البنيوية الجديدة ..
لفتت نظري اللغة المستخدمة في هذا النص .... رغم أن الكلمات هي نفسها الكلمات المتاحة لكل كاتب.
ولذا قررت الدخول في مغامرة صعبة.
لكنني من خلال قراءاتي الكثيرة والمتعددة والمتنوعة .... بدأت أرى ما لم أكن أراه سابقاً .. أرى شِعريّة جديدة متدفقة ... هي نادرةٌ حقاً مثلُها في ذلك مثلُ رفيقاتها في أي نوع من أنواع الكتابة، ولكنها ظاهرة تستحق الدراسة والتحليل .. بالرغم من كل ما كتب عنها وخاصة ( في مجلة شعر / التي أشرف على ظهورها في لبنان أدونيس ويوسف الخال .. وآخرون ). وما أراه في بعض الأحيان ( وفي بعض المواقع ) يجعلني أعتقد أنها تمر بأزمة كغيرها من صنوف الكتابة، بل ربما أكثر من غيرها بسبب حداثتها نسبيا، واستسهال كتابتها في كثير من الأحيان. ( أترك هذا الأمر للمناقشة مع الإخوة الكبار هنا ).
النقد:
لست ناقداً .. ولا أريد أن أكون ( الآن على الأقل ) .. وما سأقوم به هنا ليس إلا محاولة لفهم اللغة ( واللغة تحديداً ) في قصيدة شاعرة مُقِلَّة جداً .. رغم أن ما يكْمُن من طاقات لديها تستدعي التّفجيرَ، بحزام الشِّعر الناسف . ..... إنها بحاجة إلى تثوير بجماهيرية تونس وثورتها التي فتحت عصر الثورات العربي ... ولن أكتب ناقداً أبداً هنا .. بل إنني وجدتُ ما هو أهم من النقد ... وجدت الدراسة ... دراسة كل كلمة، وكل فاصلة، وكل عبارة شعرية، على الأقل هنا. فالأنانية الأدبية ( التي تعني المعرفة ) وزيادة المعرفة والتحصيل المعرفي أهم بكثير من التعالي المعرفي والتكابر بالمعرفة الذي يمارسه بعض النقاد ( وليس كلهم ).
اقتربت من هذا النوع من الشعر وأعدت قراءة ما كنت قد أرهقت نفسي في قراءته سابقاً .. ورأيت أن الكتابة وحدة لا تتجزأ ، وأن الشاعرية لا تتجزأ أيضاً.
كثيراً ما نفتقد الجانب اللغوي عند قراءاتنا السريعة للشعر، وكذلك عند ترجمته إلى لغات أخرى غير اللغة التي يكتب بها عادة. نفتقد التركيب اللغوي الخاص، نفتقد الطاقة الكامنة والإيحاءات اللغوية التي تدل عليها كلمات القصيدة عادة وعباراتها.
الكلمة كائن حي في شكلها وفي ولادتها وفي تطورها وفي أداء دورها اللغوي والأدبي في كل عبارة في هذه القصيدة ( التي نحن بصددها ).
هناك العديد من الشعراء الذين يرفضون الهبوط – بحسب تعبيراتهم إلى اللغة الواقعية، وهناك الكثيرون أيضاً الذين يرون أن الشاعرية هي هذا الهبوط إلى اليومي المعاش، والجانبان أبدعا بشكل ملفت للنظر.
الشاعرة هنا تنتمي إلى جانب الشعراء الذين يريدون الحفاظ على اللغة المثالية ( من المثال ) لا من النظرة المثالية للكون. إنها تريد لغة عربية صافية، ورمزية متمسكة برومانسية راقية.
لفت نظري هنا في هذا النص ..
أصالة الكلمات .... رغم حداثة القصيدة ...
لفتت نظري بنية العبارة .... رغم حداثة النص ... رغم تجدده من خلال علاقاته البنيوية الجديدة ..
لفتت نظري اللغة المستخدمة في هذا النص .... رغم أن الكلمات هي نفسها الكلمات المتاحة لكل كاتب.
ولذا قررت الدخول في مغامرة صعبة.
صوت الشاعرة:
من طفلة الأمس
من بدء التّشكّل
صُغتُ ضفائري
جناحين ملوّنين
ما هو الشعر ؟ هو سؤال ......... من أصعب الأسئلة !!
للشعر تعريفات كثيرة وكلها تحد من حريته، ومنها:
- الموزون المقفى.
- الكلام الذي يثير الدهشة.
ومنها:
- أن الشعر هو كل ما لا يمكن كتابته نثراً .
الصياغة الشعرية - بهذا المعنى - هي أمر لا يمكن كتابته نثراً ....
ولكن هل يمكن أن نقترب وندنو من الشعر بناءً على هذا التعريف يا ترى؟
الاختصار في الشعر أيضا هو أمر لا يمكن كتابته نثراً.
التكثيف الشعري – كما يرى المنظرون للشاعرية – لا يمكن كتابته نثراً.
للشعر تعريفات كثيرة وكلها تحد من حريته، ومنها:
- الموزون المقفى.
- الكلام الذي يثير الدهشة.
ومنها:
- أن الشعر هو كل ما لا يمكن كتابته نثراً .
الصياغة الشعرية - بهذا المعنى - هي أمر لا يمكن كتابته نثراً ....
ولكن هل يمكن أن نقترب وندنو من الشعر بناءً على هذا التعريف يا ترى؟
الاختصار في الشعر أيضا هو أمر لا يمكن كتابته نثراً.
التكثيف الشعري – كما يرى المنظرون للشاعرية – لا يمكن كتابته نثراً.
وبناء على ذلك:
يمكننا فهم هذه المقطوعة الشعرية المزدهرة بالشعر
المتخمة بالتكثيف الشعري المبهر.
الشاعرية الكثيفة هنا في هذه المقطوعة
لا يمكن نثرها كما هي ... أقصد ... دون تدخل الخيال الشعري ..
ولا الذهاب في رحلة صوفية ... شفافيتها أكثر بكثير من غموضها.
إنها صعبة المراس .....
نعم هذه المقطوعة صعبة المراس.
إنها تكثيف للعبارة الشعرية هنا.
تكثيف للكلمة التي لا تدخل في القاموس إذا خرجت منه.
للكلمة الخارجة والمتمردة على القاموس.
والمتمردة حتى على حروفه. والتي هجرته بلا عودة.
الكلمات هنا تمردت
بشكل تستطيع معه كل كلمة أن تحمل معاني صفحاته
وهي الفارّة منه:
بجناحيها .
وبحريتها.
وبعنفوانها.
وبكنوزها.
***
لننظر إلى إعادة صياغة الضفائر
الصياغة ( كلمة الصياغة ) هنا مهمة جداً ....
لأنها إعادة تشكيل هذه الضفائر
وليس إعادة رسمها
أو التلاعب بشكلها
بل إعادة ( صياغة )
وكأنما الضفائر ( شِعر ) بكسر العين
كأنما الضفيرة فلسفة امرأة
لا بد من إعادة صياغتها
يمكننا فهم هذه المقطوعة الشعرية المزدهرة بالشعر
المتخمة بالتكثيف الشعري المبهر.
الشاعرية الكثيفة هنا في هذه المقطوعة
لا يمكن نثرها كما هي ... أقصد ... دون تدخل الخيال الشعري ..
ولا الذهاب في رحلة صوفية ... شفافيتها أكثر بكثير من غموضها.
إنها صعبة المراس .....
نعم هذه المقطوعة صعبة المراس.
إنها تكثيف للعبارة الشعرية هنا.
تكثيف للكلمة التي لا تدخل في القاموس إذا خرجت منه.
للكلمة الخارجة والمتمردة على القاموس.
والمتمردة حتى على حروفه. والتي هجرته بلا عودة.
الكلمات هنا تمردت
بشكل تستطيع معه كل كلمة أن تحمل معاني صفحاته
وهي الفارّة منه:
بجناحيها .
وبحريتها.
وبعنفوانها.
وبكنوزها.
***
لننظر إلى إعادة صياغة الضفائر
الصياغة ( كلمة الصياغة ) هنا مهمة جداً ....
لأنها إعادة تشكيل هذه الضفائر
وليس إعادة رسمها
أو التلاعب بشكلها
بل إعادة ( صياغة )
وكأنما الضفائر ( شِعر ) بكسر العين
كأنما الضفيرة فلسفة امرأة
لا بد من إعادة صياغتها
ولكن هذه الإعادة هي على شكل جناحين ملونين
هما الطفولة.
إذن هنا نحن أمام العودة إلى الطفولة ...
التي هي صياغة جديدة للنفس
وليست صياغة للضفائر فحسب.
هما الطفولة.
إذن هنا نحن أمام العودة إلى الطفولة ...
التي هي صياغة جديدة للنفس
وليست صياغة للضفائر فحسب.
صوت الشاعرة :
أراودُ السّماء لهوًا
راود - يراود ...
ورد في القرآن الكريم .. وراودته عن نفسه
أغرته بنفسها
ما أجمل الإغراءات هنا
طفلة ... تراود السماء عن نفسها ...
تستغل طيب السماء ولطفها ..
وغير ذلك لا يعنيها بأي أمر.
تستجلبها !!!
تغريها بجمال الضفائر وتغريها ( لهواً ).
طفلة قادرة على تحدي قوانين الدنيا بكلمة ( المراودة )
القوانين الطبيعية لا يلغيها إلا الإغراء ..
والمراودة إغراء ..
والطفلة التي لا تعرف قوانين الدنيا
ةهذه القةانين لا تعنيها بشيء
تحاول أن تسترد السماء ( لهواً )
فتراودها بألعابها ... بضفائرها ... بلهوها
ورد في القرآن الكريم .. وراودته عن نفسه
أغرته بنفسها
ما أجمل الإغراءات هنا
طفلة ... تراود السماء عن نفسها ...
تستغل طيب السماء ولطفها ..
وغير ذلك لا يعنيها بأي أمر.
تستجلبها !!!
تغريها بجمال الضفائر وتغريها ( لهواً ).
طفلة قادرة على تحدي قوانين الدنيا بكلمة ( المراودة )
القوانين الطبيعية لا يلغيها إلا الإغراء ..
والمراودة إغراء ..
والطفلة التي لا تعرف قوانين الدنيا
ةهذه القةانين لا تعنيها بشيء
تحاول أن تسترد السماء ( لهواً )
فتراودها بألعابها ... بضفائرها ... بلهوها
صوت الشاعرة :
وأصْغيْتُ لغيمة تناديني
فدنوْتُ...
وارْتَديتُها كَسِـرِّي
لكن السماء أيضا تراود
والطفلة تعي ذلك بحدس ألعابها الجميلة
وبخبرة من تأملاتها ....
وهي تأمر ألعابها.
ولكن ما هي نتيجة المراودة ... يا ترى ؟؟؟؟
غيمة تتكلم ... و( أصغيت ) لغيمة... والفعل أصغى هنا لا يعني الاستماع فحسب .. وهنا تكمن اللغة .. الإصغاء هو الميل إلى الأمر وحسن الاستماع إليه ..
وربما يعني التوحد بين الجسد والصوت ..
كما أرى هنا.
الغيوم نزلت .... والطفلة دنت ..
ومع الضفيرتين
شاءت الطفلة أن ترتدي جسد الغيمة .. لا أن تلبسه
الرداء هو ما نلبسه فوق اللباس وليس العكس ...
لذلك ارتدت الغيمة
ولم تلبسها
هنا الفرق طبعا ليس كبيراً
ولكن الطفلة تشاء أن ترتدي الغيمة هكذا فوق ملابسها ..
وقد أبدعت في اختيار لفظتها.
فهل ستنزل الغيوم على ذات الضفيرة العذبة بطفولتها الدائمة؟
ولكن الأهم كيف تم ارتداء الغيمة
( ارتديتها كسرّي ... )
والسر رداء جميل !!!!!!!!
ثم تتحول الغيمة تدريجيا إلى قوس قزح يطل من الشرفة لاحقاً
والطفلة تعي ذلك بحدس ألعابها الجميلة
وبخبرة من تأملاتها ....
وهي تأمر ألعابها.
ولكن ما هي نتيجة المراودة ... يا ترى ؟؟؟؟
غيمة تتكلم ... و( أصغيت ) لغيمة... والفعل أصغى هنا لا يعني الاستماع فحسب .. وهنا تكمن اللغة .. الإصغاء هو الميل إلى الأمر وحسن الاستماع إليه ..
وربما يعني التوحد بين الجسد والصوت ..
كما أرى هنا.
الغيوم نزلت .... والطفلة دنت ..
ومع الضفيرتين
شاءت الطفلة أن ترتدي جسد الغيمة .. لا أن تلبسه
الرداء هو ما نلبسه فوق اللباس وليس العكس ...
لذلك ارتدت الغيمة
ولم تلبسها
هنا الفرق طبعا ليس كبيراً
ولكن الطفلة تشاء أن ترتدي الغيمة هكذا فوق ملابسها ..
وقد أبدعت في اختيار لفظتها.
فهل ستنزل الغيوم على ذات الضفيرة العذبة بطفولتها الدائمة؟
ولكن الأهم كيف تم ارتداء الغيمة
( ارتديتها كسرّي ... )
والسر رداء جميل !!!!!!!!
ثم تتحول الغيمة تدريجيا إلى قوس قزح يطل من الشرفة لاحقاً
صوت الشاعرة:
قد يأتي...!!!
من إعصار الوجْد
من دمي السّاهر
غزلتُ لكَ
لُهاث القلب
وسادة تنام عليها
وأسْريْتُ إلى غوايتي بكَ
وفتحتُ شرفتي على قوس طيْفِكَ
وما أتَيْتَ...!!!
كبرت الطفلة .. وهي تنتظر ..
ولهاث القلب بدأ يتحول إلى وسادة. و تبدأ دارة التحولات....
***
التشبيه:
للتشبيه في القاموس القديم وفي الشعر القديم جانبان
( المشبه والمشبه به )
ولكنهما يتحاوران يتحركان ..
يتداخلان في زمن الشعر وزمن الشاعرية.
يختفي أحدهما مع الزمان ..
ليطل الآخر عبر المكان ..
لكن الشاعرة هنا بحداثتها تلغي الجانبين..
تلغي المشبه والمشبه به ......
ليتداخلا في لوحة شعرية قوامها الكلمة، والصورة.
( يأتي إعصار الوجد / الدم الساهر / لهاث القلب ... الخ )
****
ولهاث القلب بدأ يتحول إلى وسادة. و تبدأ دارة التحولات....
***
التشبيه:
للتشبيه في القاموس القديم وفي الشعر القديم جانبان
( المشبه والمشبه به )
ولكنهما يتحاوران يتحركان ..
يتداخلان في زمن الشعر وزمن الشاعرية.
يختفي أحدهما مع الزمان ..
ليطل الآخر عبر المكان ..
لكن الشاعرة هنا بحداثتها تلغي الجانبين..
تلغي المشبه والمشبه به ......
ليتداخلا في لوحة شعرية قوامها الكلمة، والصورة.
( يأتي إعصار الوجد / الدم الساهر / لهاث القلب ... الخ )
****
وأسريت إلى غوايتي ....
سير الليل نحو الغواية ...
يقول بدوي الجبل ( من الغواية سلسلنا هدايتنا )
تتكئ الشاعرة على تراث لغوي كبير عندما تكتب ..
تتكئ على لغة عظيمة منفتحة ..
تخرجها من عباءة الرمل إلى فضاء الواحة ...
نسلسل الهداية من الخطيئة ومن الإغراءات ..
وهدايتي بك
هذا نسيج القلب يفتح لك مسراه إلى الغواية
التي هي طريق الهداية
لانفتاح شرفة على قوس قزح
القادم من مراودة السماء وارتداء الغيمة.
سير الليل نحو الغواية ...
يقول بدوي الجبل ( من الغواية سلسلنا هدايتنا )
تتكئ الشاعرة على تراث لغوي كبير عندما تكتب ..
تتكئ على لغة عظيمة منفتحة ..
تخرجها من عباءة الرمل إلى فضاء الواحة ...
نسلسل الهداية من الخطيئة ومن الإغراءات ..
وهدايتي بك
هذا نسيج القلب يفتح لك مسراه إلى الغواية
التي هي طريق الهداية
لانفتاح شرفة على قوس قزح
القادم من مراودة السماء وارتداء الغيمة.
صوت الشاعرة:
من قيْد القلب
وركض الرّيح الشّريدة
واحتمال ماء السّراب
أدركتُ خسارة اليقين
وجحيم المسافات
وأعْلَنَ الهديلُ
احتفال العراء بي
وما أتَيْتَ...!!!
هناك ركن كبير من أركان الحياة
كثيراً ما يلقيه الأدباء على الكلمات الشاعرية
التي هي ( كائنات حية ) كما أسلفت.
وهذا العنصر هو عنصر العلاقات ..
العلاقات بين الكلمات ...
والأشياء ...
انكسار وانهيار العلاقات الاجتماعية يؤدي إلى ثورة اجتماعية ....
وانهيار العلاقات القديمة بين الأشياء ....
وبين الكلمات في الشعر ... يؤدي إلى ثورة في الشعر.
وهذا هو الطموح الأكبر.....
كثيراً ما يلقيه الأدباء على الكلمات الشاعرية
التي هي ( كائنات حية ) كما أسلفت.
وهذا العنصر هو عنصر العلاقات ..
العلاقات بين الكلمات ...
والأشياء ...
انكسار وانهيار العلاقات الاجتماعية يؤدي إلى ثورة اجتماعية ....
وانهيار العلاقات القديمة بين الأشياء ....
وبين الكلمات في الشعر ... يؤدي إلى ثورة في الشعر.
وهذا هو الطموح الأكبر.....
***
هنا ... وبهذه المناسبة
تحشد الشاعرة مجموعة من عبقريات اللغة،
لتعلن وهي تنتظر حبيبها ..
أن العراء بدأ بمسرحية الاحتفاء ....
واحتمالات التناقض
الذي يظهر الحسن،
ويدمر العلاقات القديمة
ليقيم عليها احتفاءات جديدة.
هنا ... وبهذه المناسبة
تحشد الشاعرة مجموعة من عبقريات اللغة،
لتعلن وهي تنتظر حبيبها ..
أن العراء بدأ بمسرحية الاحتفاء ....
واحتمالات التناقض
الذي يظهر الحسن،
ويدمر العلاقات القديمة
ليقيم عليها احتفاءات جديدة.
صوت الشاعرة
من قَبْري الجليد
ووحشة البياض
وجرح مفتوح
على ريح خرساء
وريح مكتظّة خرائب
أطفأتُ خُطاي إليكَ
وانعطفتُ إلى نحيب الظّلام
لِمَاذا الآنَ أتيـت...؟؟؟
تتصاعد اللغة
لتصل قمتها هنا في صوت الشاعرة ...
وتصويرها ..
ورسمها للأشياء بكلمات خاصة بها ...
كلمات ترسم شكل الأشياء بطريقة مختلفة عن الشكل المتعارف عليه ...
من خلال العلاقة التي أنشأتها بين المفردات.
هنا أيضاً يبدو اللفظ عادي
ولكن إتقانه يبدو غير عادي
مثله في ذلك مثل معناه الذي خرج من سطوة الكلمات التقليدية.
ولا تدع لنا الصورة الشعرية - التي ترسمها الكلمات - أية فرصة للمتناقضات إلا وتنتهزها.
فتجمع من المفردات شتاتها
وتدخلها في مرحلة الانسجام المتناقض.
وتتصاعد دهشة اللغة بنا .... لكي نكتظّ بها ...
كما اكتظت رياحها بالخرائب
التي تبعثر الجسد والروح
لتكوّن منها جسداً جديداً وروحاً جديدة ...
وقبل أن تنهي الخرائب ...
يأتي زمن آخر ..
زمن جديد ..
تبنيه على أنقاض اللغة القديمة
وتشعله في نفوسنا ثورة شعرية جديدة.
تشعل نبوءة جديدة
بثورة جديدة.
***
ومع قمة اللغة الشعرية
تنطلق اللهفة
والألم ...
وعندما يأتي ( ؟؟؟ ) متأخراً جداً
يقف الحرف الشعري مشدوها
/ قبر بارد
/ خُطا كانت مشتعلة الخطو تنطفئ.
/ الريح التي كانت مجنونة تنتحر وتتوقف
/ والخرائب تتتابع فيها
يصرخ الحرف : لماذا لم تأت قبل الآن.
****
خاتمة
الشعر حياة
الشعر خلق
والقصيدة الحديثة ... تتخلى عن ثقل الواقعية بشكل كبير.
والشاعرة / توليب
شاعرة متميزة باختيار قصيدتها الحديثة
وباختيار حرفها
بشكل خاص جداً
بشكل يدل على نظم جديد في نوعية الشعر ( الحر – المنثور )
وهو الشعر المعروف بانعتاقه ... وحريته
إلا أن الشاعرة تستهلك المفردات بدقة مدهشة
وترتبها بشكل ملفت للنظر
فتنتظم المفردات لديها بشاعرية متدفقة
ومهما اكتظت الحروف - وهي كثيرة لديها - يبقى لديها النَّظْم الخاص
النظم الذي يذكرنا بأسلوب جميل وراق في الشعر الحر.
****
أرجو أن أكون قد وفقت فيما رميت إليه
وأعتذر من الشاعرة لتدخلي بقصيدتها دون إذن منها
محبتي
لتصل قمتها هنا في صوت الشاعرة ...
وتصويرها ..
ورسمها للأشياء بكلمات خاصة بها ...
كلمات ترسم شكل الأشياء بطريقة مختلفة عن الشكل المتعارف عليه ...
من خلال العلاقة التي أنشأتها بين المفردات.
هنا أيضاً يبدو اللفظ عادي
ولكن إتقانه يبدو غير عادي
مثله في ذلك مثل معناه الذي خرج من سطوة الكلمات التقليدية.
ولا تدع لنا الصورة الشعرية - التي ترسمها الكلمات - أية فرصة للمتناقضات إلا وتنتهزها.
فتجمع من المفردات شتاتها
وتدخلها في مرحلة الانسجام المتناقض.
وتتصاعد دهشة اللغة بنا .... لكي نكتظّ بها ...
كما اكتظت رياحها بالخرائب
التي تبعثر الجسد والروح
لتكوّن منها جسداً جديداً وروحاً جديدة ...
وقبل أن تنهي الخرائب ...
يأتي زمن آخر ..
زمن جديد ..
تبنيه على أنقاض اللغة القديمة
وتشعله في نفوسنا ثورة شعرية جديدة.
تشعل نبوءة جديدة
بثورة جديدة.
***
ومع قمة اللغة الشعرية
تنطلق اللهفة
والألم ...
وعندما يأتي ( ؟؟؟ ) متأخراً جداً
يقف الحرف الشعري مشدوها
/ قبر بارد
/ خُطا كانت مشتعلة الخطو تنطفئ.
/ الريح التي كانت مجنونة تنتحر وتتوقف
/ والخرائب تتتابع فيها
يصرخ الحرف : لماذا لم تأت قبل الآن.
****
خاتمة
الشعر حياة
الشعر خلق
والقصيدة الحديثة ... تتخلى عن ثقل الواقعية بشكل كبير.
والشاعرة / توليب
شاعرة متميزة باختيار قصيدتها الحديثة
وباختيار حرفها
بشكل خاص جداً
بشكل يدل على نظم جديد في نوعية الشعر ( الحر – المنثور )
وهو الشعر المعروف بانعتاقه ... وحريته
إلا أن الشاعرة تستهلك المفردات بدقة مدهشة
وترتبها بشكل ملفت للنظر
فتنتظم المفردات لديها بشاعرية متدفقة
ومهما اكتظت الحروف - وهي كثيرة لديها - يبقى لديها النَّظْم الخاص
النظم الذي يذكرنا بأسلوب جميل وراق في الشعر الحر.
****
أرجو أن أكون قد وفقت فيما رميت إليه
وأعتذر من الشاعرة لتدخلي بقصيدتها دون إذن منها
محبتي
جعفر
[/align]
تعليق