آخر كلمات الثائر
احمليني زهرة بين يديك
احفظيني من صقيع الليل
من خوفي عليك
آه من غدر الزمان
وانكساف البدر من قبل الأوان
ردّديني أغنيات ونشيد..
واتركي قلبي لديك..
إنّني الآن بعثت ..
من ثرى عمر دفين
وزمان مرّ في مرّ السكون
أنشر عمرا جديدا
بات منك واليك..
إنّني المكتظّ بالأمجاد عدت
أكتب الخلد..
على القبر الوحيد
استقي من قبلة الأوطان..
أروي مقلتيك..
إنّني المسكون بالتاريخ جئت
عبر باب الفاتحين..
فازرعيني بذرة خير عميم
واحمليني سنبلات في يديك ..
إنّني المبعوث من زمن بعيد
افتحي الأبواب أمّي
واحضني في الأفق نجمي
إنّني الان مع الله.. وحلمي
قبلة من شفتيك..
إنّني الآن مع الأطيار
لكن، جنّتي في راحتيك..
فمتى ارتاح أمي
من لظى خوفي عليك..؟
أسمعت ؟
إنّه صوت السيوف.. !
زغردي قد جاء نصر الله حلّ..
سنبلات الحقل..
يحكي قمحها أحلى قصيد
مزهر في مسمعيك ..
وتجلّى ، في سما الأوطان عيد
برزخ نور فريد..
في خطى نشء جديد..
جاء بالفخر إليك..
قد أتوا أمّاه من كلّ الديار
من تخوم الأرض .. من أمل بعيد
من جراح الظلم ..
من دمع الثّّّكالى..
من أنين القهر..
من قيد بكى في معصميك..
فاذكري أمّاه أبطال الفداء
خلدي من هزّ عرش الكون
قال:
ألف مرحى للشهادة.. !
فحياتي لن تساوي بسمة
من شفتيك..
وبدرب الأوفياء..
رفرفت روح الشهيد..
كفكفي أمّاه دمعا قد جرى
في وجنتيك..
روّهم أمّاه غيثا..
إنّهم غيث إذا الغيث تجلّى
منعشا قفرا وبيدا ..
عادوا بالبشر إليك.. !
إنّهم ماء إذا ما عانق الماء السيول
فانبرت ،ما همّها نار الوعيد
تجرف الأحزان لمّا أن تبدّت ..
نظرة من ناظريك..
إنّهم أعياد شعب
عاش لا يعرف عيدا
إنّهم زهر حياة عاشها الشعب شريدا
غنّهم أحلى نشيد ساحر من شفتيك :
إرادة الحياة -لأبي القاسم الشابي
إذا الشعبُ يوما أراد الحيـــاة فلا بدّ أن يستجيــبَ القـدر
ولا بدّ لللّيل أن ينجلــــي ولا بدّ للقيــد أن ينكــسر
إذَا مَا طَمَحْـتُ إلِـى غَـايَةٍ رَكِبْتُ الْمُنَى وَنَسِيتُ الحَذَر
ولا بدّ لللّيل أن ينجلــــي ولا بدّ للقيــد أن ينكــسر
إذَا مَا طَمَحْـتُ إلِـى غَـايَةٍ رَكِبْتُ الْمُنَى وَنَسِيتُ الحَذَر
وَمَنْ لا يُحِبّ صُعُودَ الجِبَـالِ يَعِشْ أَبَدَ الدَّهْرِ بَيْنَ الحُفَـر
"أُبَارِكُ في النَّاسِ أَهْلَ الطُّمُوحِ وَمَنْ يَسْتَلِـذُّ رُكُوبَ الخَطَـر
وأَلْعَنُ مَنْ لا يُمَاشِي الزَّمَـانَ وَيَقْنَعُ بِالعَيْـشِ عَيْشِ الحَجَر
هُوَ الكَوْنُ حَيٌّ ، يُحِـبُّ الحَيَاةَ وَيَحْتَقِرُ الْمَيْتَ مَهْمَا كَـبُر
فَلا الأُفْقُ يَحْضُنُ مَيْتَ الطُّيُورِ وَلا النَّحْلُ يَلْثِمُ مَيْتَ الزَّهَــر
وَتَبْقَى البُـذُورُ التي حُمِّلَـتْ ذَخِيـرَةَ عُمْرٍ جَمِـيلٍ غَـبَر
وَذِكْرَى فُصُول ٍ ، وَرُؤْيَا حَيَاةٍ وَأَشْبَاح دُنْيَا تَلاشَتْ زُمَـر
وَأَعْلَنَ في الْكَوْنِ أَنَّ الطُّمُوحَ لَهِيبُ الْحَيَـاةِ وَرُوحُ الظَّفَـر
إِذَا طَمَحَتْ لِلْحَيَاةِ النُّفُوسُ فَلا بُدَّ أَنْ يَسْتَجِيبَ الْقَـدَرْ
غنهم يا تونسي .. اليوم عيد
واحمليهم زهرة بين يديك..
تعليق