سيدة من ورق
عبرَ دهاليزي الملغومة بالصمت والخوف ، رأيتكِ تجتازين أسوارَ التردد غير آبه بالدخان .
وعبرَ شوارعك المسكونة بالتحدي ، كنتُ أنظرُ إليكِ من كوّة الفزع وأنتِ طائرة على جناحين من سعير الرغبة الدفينة في صدر عبرَ الأزمنة ولم يبقَ فيه سوى أطلال لمجدٍ غابر .
لملمتُ أشرعتي المذعورة ، واختبأتُ وراءَ فزعي ، وأنا أسمعُ صَهيلكِ يطوي المسافات ويختزلُ الزمنَ المّر طمعاً في فريسة تدقين عنقها وتعصرين جلدها لعلها تمنحكِ حقنة من دفء وأنتِ في عمق الصقيع .
أكلَ التحدي النازف من عينيكِ ذيول إرادتي ، وبدأتُ أتعرى أمام بريقكِ الطافح بالعنفوان ، وألسنة الحريق المتعالية منحتني فرصة الهروب إلى حاضنات الصمت ، وذهول يصرخ بي : مَنْ يلقّحُ مَنْ في هذه المغامرة التي لا تعرف حسابات التكافؤ .
في لحظات التوجس المبهم ، اتخذتِ مكانكِ ، وابتسامة الظفر أراها تأكل شفتيكِ ، وفريستكِ أعلنت استسلامها لمشيئتكِ ، تأملتُ التألقَ المنتصر فيكِ ، فأعلنتُ هزيمتي ، صرختُ بانكسار ذليل : ازرعي في جسد الفريسة بذورَ الاشتعال ، واسقيها عنفَ الشهوة ، واقتحمي معاقل الجليد ، فأنا لا أصلحُ للزرع ، جربيني بلا مناورة ، مزقي أشرعتي المنكفئة على هزيمتي ، ستجدين هزائم أخرى ستقودكِ إلى الخراب .
مددتِ يديكِ لتمسكَ أصابعي ، استفزني اللهب المستعر في دمكِ الفائر ، تخطيتِ الحواجزَ الواحد تلو الآخر ، وفريستكِ مدحورة تحت قدميكِ ، صرختُ من ثقل الاشتعال دون أن تسمعي صراخي ، استيقظت بؤرُ الدود الراكدة ، تحركتْ جحافلـُها ، بدأتْ تنهشُ في العظام ، وأنتِ كبحار متمرس على مواجهة الأعاصير لا يعرف غير التحدي وإحراز النصر .
أطلقتُ صرخة ، لا أعرفُ كيفَ خرجتْ ؟
ــ أنا فريستكِ ، خذيها هنيئاً لكِ سيدتي .
ازدادَ أوارُ النار على اللحم الساخن بالهزيمة ، مخالبكِ امتدت نحو الشريان الغافي منذ مغادرة صدركِ عرشَ الإغراء ، شفتاكِ تتمتمان بتعويذة وعرة مطلسمة ، عيناكِ تتقدان بتأجج مخيف ، أسنانكِ لهما صريرٌ مرعب ، أنفاسكِ مصحوبة بلهاث مجنون أدركتُ معها أنّ الساعة آتية لا ريب فيها .
بدأ الهجوم الصاعق ، حصلَ بطريقة خاطفة ، أرفقي بضحيتكِ قليلا سيدتي ، ألا تسمعي نواحها الذي ملأ أفقكِ الرحيب ، ألم تتخضب أحلامكِ ببخار دمها الملوث ، ألم تشعري بعنف السكين المبحر بين دهاليز الأوردة والشرايين .
أنتِ تطلقين صرخة الانتصار ، وأنا أصرخُ من عار الهزيمة ، ورماحكِ لا تعرف الحياء فقد فضحتْ كلّ الأسرار التي جاهدتُ على إخفائها منذ التحاقي في حظيرتكِ الكبيرة .
حوافركِ تغوص في جسدي ، وأنيابكِ مغروسة في لحمي ، ونشوة سادية تجوبُ شفتيكِ ، وأنا مستسلمٌ لأعراس الذبح التي تقيمينها على أبواب قلبي .
سمعتُ صرختكِ الرادعة :
ـ أريد المزيد المزيد .
بكيتُ ، وأنا تحت قبضة إعصاركِ قائلاً بخجل :
ـ خذي ما تريدين ، فكلّ ما أملكه قد أستبيح ، لقحّي دمي بجنونكِ سيدتي ، فقد استيقظ الدود في دمائي الآسنة ، ابصقي جوعكِ في أوردتي ، فجحافل الدود انتفضت بفعل سوط شراستكِ ، أمطريني غضبكِ وحقدكِ ، فأوردتي أنعشها السوط ، فاستيقظت تاركة وراءها ذيول هزيمتها المخزية .
بدأ الخوارُ يأخذ شكلاً آخر ، احذري لغة العشق فكلّ حروفها مصابة بالتعفن ، ابعدي هذا الهمس الخفي ، فصراخ سوطكِ لا زال يفتك في دمي ولحمي ، وأنتِ أراكِ تستبدلين مكانكِ ، وتتحولين إلى سيدة وديعة حالمة .
دمي يختضّ بفعل ثورة الدود ، وسوطكِ بدأ يتراخى بين يديكِ ، لم يكن قادراً على تلبية ما تريدين ، ولابدّ من إعادة صياغة أفكاري من جديد ، وأنا أشاهد عرشكِ المزيف يتهاوى بفعل الدود الزاحف ليلتهم غطرستكِ المزيفة .
ما الذي يبكيكِ سيدتي !!؟ قبل قليل كنتِ سلطانة القسوة وراعية الدمار ، فما الذي أحالكِ إلى رماد !!!؟ ها أنذا أسمعُ نشيجكِ المخزي ، ولهاثكِ المذل ، وأحسّ بسوطكِ المحقون بالغضب الحاقد قد استحالَ إلى خيط من حرير .
اركعي سيدتي عند قدميّ ، فلطالما ركعتُ تحت قدميكِ ، اغسلي وجهي بدموعكِ ، فكلّ دموعي سفحتها بين يديكِ ، أدّي قسم الولاء للدود الذي احتلّ منابع جبروتكِ ، احرقي لغتكِ المتبخترة في مواقدي ، وتعلمي آداب الطاعة لعبدكِ القديم الذي تحرر الآن .
بعد قليل ، سيهجم الليل ، ومع الظلام سيكون موعدكِ مع ثورة الدود ، وبعد انتهاء التلاحم ، سأرفعُ راية النصر ، وأهتفُ بكل قوتي :
ـ ما عدتِ سيدة كما عهدتكِ من قبل ، انكِ سيدة من ورق .
عبرَ دهاليزي الملغومة بالصمت والخوف ، رأيتكِ تجتازين أسوارَ التردد غير آبه بالدخان .
وعبرَ شوارعك المسكونة بالتحدي ، كنتُ أنظرُ إليكِ من كوّة الفزع وأنتِ طائرة على جناحين من سعير الرغبة الدفينة في صدر عبرَ الأزمنة ولم يبقَ فيه سوى أطلال لمجدٍ غابر .
لملمتُ أشرعتي المذعورة ، واختبأتُ وراءَ فزعي ، وأنا أسمعُ صَهيلكِ يطوي المسافات ويختزلُ الزمنَ المّر طمعاً في فريسة تدقين عنقها وتعصرين جلدها لعلها تمنحكِ حقنة من دفء وأنتِ في عمق الصقيع .
أكلَ التحدي النازف من عينيكِ ذيول إرادتي ، وبدأتُ أتعرى أمام بريقكِ الطافح بالعنفوان ، وألسنة الحريق المتعالية منحتني فرصة الهروب إلى حاضنات الصمت ، وذهول يصرخ بي : مَنْ يلقّحُ مَنْ في هذه المغامرة التي لا تعرف حسابات التكافؤ .
في لحظات التوجس المبهم ، اتخذتِ مكانكِ ، وابتسامة الظفر أراها تأكل شفتيكِ ، وفريستكِ أعلنت استسلامها لمشيئتكِ ، تأملتُ التألقَ المنتصر فيكِ ، فأعلنتُ هزيمتي ، صرختُ بانكسار ذليل : ازرعي في جسد الفريسة بذورَ الاشتعال ، واسقيها عنفَ الشهوة ، واقتحمي معاقل الجليد ، فأنا لا أصلحُ للزرع ، جربيني بلا مناورة ، مزقي أشرعتي المنكفئة على هزيمتي ، ستجدين هزائم أخرى ستقودكِ إلى الخراب .
مددتِ يديكِ لتمسكَ أصابعي ، استفزني اللهب المستعر في دمكِ الفائر ، تخطيتِ الحواجزَ الواحد تلو الآخر ، وفريستكِ مدحورة تحت قدميكِ ، صرختُ من ثقل الاشتعال دون أن تسمعي صراخي ، استيقظت بؤرُ الدود الراكدة ، تحركتْ جحافلـُها ، بدأتْ تنهشُ في العظام ، وأنتِ كبحار متمرس على مواجهة الأعاصير لا يعرف غير التحدي وإحراز النصر .
أطلقتُ صرخة ، لا أعرفُ كيفَ خرجتْ ؟
ــ أنا فريستكِ ، خذيها هنيئاً لكِ سيدتي .
ازدادَ أوارُ النار على اللحم الساخن بالهزيمة ، مخالبكِ امتدت نحو الشريان الغافي منذ مغادرة صدركِ عرشَ الإغراء ، شفتاكِ تتمتمان بتعويذة وعرة مطلسمة ، عيناكِ تتقدان بتأجج مخيف ، أسنانكِ لهما صريرٌ مرعب ، أنفاسكِ مصحوبة بلهاث مجنون أدركتُ معها أنّ الساعة آتية لا ريب فيها .
بدأ الهجوم الصاعق ، حصلَ بطريقة خاطفة ، أرفقي بضحيتكِ قليلا سيدتي ، ألا تسمعي نواحها الذي ملأ أفقكِ الرحيب ، ألم تتخضب أحلامكِ ببخار دمها الملوث ، ألم تشعري بعنف السكين المبحر بين دهاليز الأوردة والشرايين .
أنتِ تطلقين صرخة الانتصار ، وأنا أصرخُ من عار الهزيمة ، ورماحكِ لا تعرف الحياء فقد فضحتْ كلّ الأسرار التي جاهدتُ على إخفائها منذ التحاقي في حظيرتكِ الكبيرة .
حوافركِ تغوص في جسدي ، وأنيابكِ مغروسة في لحمي ، ونشوة سادية تجوبُ شفتيكِ ، وأنا مستسلمٌ لأعراس الذبح التي تقيمينها على أبواب قلبي .
سمعتُ صرختكِ الرادعة :
ـ أريد المزيد المزيد .
بكيتُ ، وأنا تحت قبضة إعصاركِ قائلاً بخجل :
ـ خذي ما تريدين ، فكلّ ما أملكه قد أستبيح ، لقحّي دمي بجنونكِ سيدتي ، فقد استيقظ الدود في دمائي الآسنة ، ابصقي جوعكِ في أوردتي ، فجحافل الدود انتفضت بفعل سوط شراستكِ ، أمطريني غضبكِ وحقدكِ ، فأوردتي أنعشها السوط ، فاستيقظت تاركة وراءها ذيول هزيمتها المخزية .
بدأ الخوارُ يأخذ شكلاً آخر ، احذري لغة العشق فكلّ حروفها مصابة بالتعفن ، ابعدي هذا الهمس الخفي ، فصراخ سوطكِ لا زال يفتك في دمي ولحمي ، وأنتِ أراكِ تستبدلين مكانكِ ، وتتحولين إلى سيدة وديعة حالمة .
دمي يختضّ بفعل ثورة الدود ، وسوطكِ بدأ يتراخى بين يديكِ ، لم يكن قادراً على تلبية ما تريدين ، ولابدّ من إعادة صياغة أفكاري من جديد ، وأنا أشاهد عرشكِ المزيف يتهاوى بفعل الدود الزاحف ليلتهم غطرستكِ المزيفة .
ما الذي يبكيكِ سيدتي !!؟ قبل قليل كنتِ سلطانة القسوة وراعية الدمار ، فما الذي أحالكِ إلى رماد !!!؟ ها أنذا أسمعُ نشيجكِ المخزي ، ولهاثكِ المذل ، وأحسّ بسوطكِ المحقون بالغضب الحاقد قد استحالَ إلى خيط من حرير .
اركعي سيدتي عند قدميّ ، فلطالما ركعتُ تحت قدميكِ ، اغسلي وجهي بدموعكِ ، فكلّ دموعي سفحتها بين يديكِ ، أدّي قسم الولاء للدود الذي احتلّ منابع جبروتكِ ، احرقي لغتكِ المتبخترة في مواقدي ، وتعلمي آداب الطاعة لعبدكِ القديم الذي تحرر الآن .
بعد قليل ، سيهجم الليل ، ومع الظلام سيكون موعدكِ مع ثورة الدود ، وبعد انتهاء التلاحم ، سأرفعُ راية النصر ، وأهتفُ بكل قوتي :
ـ ما عدتِ سيدة كما عهدتكِ من قبل ، انكِ سيدة من ورق .
تعليق