إنبلج الصبح من جديد ليجده فاغرا فاه مبتلعا كل ما هبّ ودبّ وهو
يسبح من الشمال لليمين غير مبال بمياه البحيرة التي كادت أن تنضب
لتنضب معها آخر قطرة من نهر عزّه المنساب على مدّ البصر..وبينما
هو يصارع من أجل بسط نفوذه الموبوء...رآها هناك..شحرورة على
غصن تدلّت أوراقه حتى كادت أن تلامس وجه البحيرة الراكد...وراحت
تردد أحلى الأنغام، بينما راح الصبيـــة يرمونها بفتات الخبز ..لتلتقطه
من حين لآخر..ثم تواصل الغناء..هالته تلك العلاقة الحميمية التي
لم يألفها ، والثقة التي جمعت بين الصبيــــة والشحرورة..فازداد
وجعه..وراح يدفع بجثته الضخمة إلى ضفاف البحيرة،عساه يلتقط بعض
ما تقتات به الشحرورة، أو ربما كان حظه أو فر في إلتقاطها هي ..أو بعض
الصبيـــة..وبذلك يكون قد تخلص مما قد يغلي دمه المتصقّع ..
وبينما هو على تلك الحال..ظن الجميع أنه حوت أصيل يريد الإنتحار بعدما بقي
وحيدا..ببحيرة قد جفّت جوانبها..ورغم تجمْهر الصيادين من حوله..لم يبال
وظلّ ينتفض ليلتهم المزيد..فالمزيد من الفتات..متناسيا أن حركته اللامتناهية
قد عكرت ماء البحيرة ليصير وحلا في لحظات..ورغم كون الشحرورة قد طارت
لتغني على غصن آخر أكثر أمان ،والصبيــــة أسرعوا الخطى بعيدا للبحث
عنها..ظل ينتفض مصرا على إلتهام آخر قطعة خبز على ضفاف البحيرة ، لينتبه
من غفلته و يجد نفسه داخل شَرَك موحل يكتم الأنفاس الشرهة ..!
فاستكان مرغما.. ربما يرسب الوحل ، ويطفو الماء نقيا..
فيأخذ نفسا عميقا يستعد بعده لحركته الدؤوبة في الإبتلاع العشوائي..
و فيما هو يلبس ثوب السكون ، فوجىء بالشباك تنقض عليه لتقيّد حركته، وتشلّ
نظره ، وترغمه على البحث في دائرة مغلقة.
حاول بكل ما أو تي من دهاء أن يتملّص من تلك الشباك المتماسكة لكن إحتياجه
للأوكسجين أفقده القوة والإصرار..لينساب مع شباك الصيد التي راحت تعبث به
يمينا وشمالا دون هوادة..كما كان يعبث بأمان البحيرة منذ الولادة..
يسبح من الشمال لليمين غير مبال بمياه البحيرة التي كادت أن تنضب
لتنضب معها آخر قطرة من نهر عزّه المنساب على مدّ البصر..وبينما
هو يصارع من أجل بسط نفوذه الموبوء...رآها هناك..شحرورة على
غصن تدلّت أوراقه حتى كادت أن تلامس وجه البحيرة الراكد...وراحت
تردد أحلى الأنغام، بينما راح الصبيـــة يرمونها بفتات الخبز ..لتلتقطه
من حين لآخر..ثم تواصل الغناء..هالته تلك العلاقة الحميمية التي
لم يألفها ، والثقة التي جمعت بين الصبيــــة والشحرورة..فازداد
وجعه..وراح يدفع بجثته الضخمة إلى ضفاف البحيرة،عساه يلتقط بعض
ما تقتات به الشحرورة، أو ربما كان حظه أو فر في إلتقاطها هي ..أو بعض
الصبيـــة..وبذلك يكون قد تخلص مما قد يغلي دمه المتصقّع ..
وبينما هو على تلك الحال..ظن الجميع أنه حوت أصيل يريد الإنتحار بعدما بقي
وحيدا..ببحيرة قد جفّت جوانبها..ورغم تجمْهر الصيادين من حوله..لم يبال
وظلّ ينتفض ليلتهم المزيد..فالمزيد من الفتات..متناسيا أن حركته اللامتناهية
قد عكرت ماء البحيرة ليصير وحلا في لحظات..ورغم كون الشحرورة قد طارت
لتغني على غصن آخر أكثر أمان ،والصبيــــة أسرعوا الخطى بعيدا للبحث
عنها..ظل ينتفض مصرا على إلتهام آخر قطعة خبز على ضفاف البحيرة ، لينتبه
من غفلته و يجد نفسه داخل شَرَك موحل يكتم الأنفاس الشرهة ..!
فاستكان مرغما.. ربما يرسب الوحل ، ويطفو الماء نقيا..
فيأخذ نفسا عميقا يستعد بعده لحركته الدؤوبة في الإبتلاع العشوائي..
و فيما هو يلبس ثوب السكون ، فوجىء بالشباك تنقض عليه لتقيّد حركته، وتشلّ
نظره ، وترغمه على البحث في دائرة مغلقة.
حاول بكل ما أو تي من دهاء أن يتملّص من تلك الشباك المتماسكة لكن إحتياجه
للأوكسجين أفقده القوة والإصرار..لينساب مع شباك الصيد التي راحت تعبث به
يمينا وشمالا دون هوادة..كما كان يعبث بأمان البحيرة منذ الولادة..
من مجموعة (نوافذ موجعة )
تعليق