رواية كرتونية درامية ( بائعة التفاح )

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • إبتسام ناصر بن عتش
    أديب وكاتب
    • 19-02-2011
    • 194

    رواية كرتونية درامية ( بائعة التفاح )

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


    أبطال وشخصيات القصة :

    v ماري : فتاة صغيرة تبلغ من العمر احدى عشر عاما ذات شعر أجعد بني وقصير يصل إلى الكتفين وبشرة بيضاء مائلة إلى السمار وعينان عسليتان واسعة معبرتان عن كل ما يجول في خاطرها وأنف صغير مستقيم وفم باسم وهي طفلة طيبة و طموحة ومتسامحة وتحب مساعدة الآخرين, تقيم مع جدتها في منزل صغير.



    v الجدة مريم :وهي أم والد ماري امرأة حكيمة, ومسلمة الديانة, وعربية, مريضة بمرض الرعاش كانت في الماضي تخيط الملابس لسكان الحي ولكنها عندما أصيبت بمرض الرعاش لم تستطع الاستمرار في عملها, تجيد القراءة والكتابة يملأ شعرها البياض لكبر سنها دائما تربط شعرها على شكل كعكة و دائما ترتدي طرحة بيضاء على شعرها ربت ماري منذ كانت ماري رضيعة وعلمتها القراءة والكتابة وماري والجدة مريم جدا متعلقتان ببعضهما البعض.



    v جوليت :بسبب الظروف تلتقي ماري بجوليت فتصبحان أعز صديقتان .. جوليت فتاة ذات شعر أسود داكن وطويل وعينان بنيتان ناعسة وبشرة شديدة البياض تبلغ من العمر إثنى عشر عاما .. جوليت ذات الطبع الصريح والمرح أحيانا تكون جدية كانت جوليت مشردة لا مسكن لها ولا عائلة, تعمل بائعة للفحم وتقيم عند السيدة ( إلي ) الغضباء ربة عملها والتي لم تذُق منها إلا الشتائم والإهانات وأحيانا تطردها السيدة (إلي) من منزلها فترة طويلة إذا غضبت منها.



    v روز :وهي جارة ماري الطيبة امرأة أرملة بدينة وبيضاء في الأربعين من عمرها ذات شعر أجعد أحمر وقصير لا يكاد يصل إلى كتفيها .. تتسم بقوة الشخصية والمشاعر المرهفة تعطف على ماري والجدة مريم لظروفهما الصعبة لديها ابنة شابة تدعى سارة وتساعدها في أعمال المنزل طويلة القامة وجسدها نحيل, دائما تقوم بعمل ظفيرة على شعرها الأحمر الطويل, و لديها أيضا ابن يدعى جوزيف متزوج ويعمل موظف في كندا ويرسل لهما مصروفا شهريا.



    v الخال جيمس :خال ماري الشرير والقاسي رجل في منتصف الأربعينيات لم يعرف الشيب طريق رأسه بعد وهو ذو عينان جادتان وشعر ذهبي ناعم وشخصية صارمة, دائما يرتدي الملابس الفاخرة والأنيقة لديه مصنع حلوى ذو مبنى شاهق الإرتفاع يعيش في منزل كبير و جميل بالقرب من منزل ماري وجدتها, يحب ابنته جودي كثيرا لأنها ابنته الوحيدة فقد طلق زوجته عندما كان عمر جودي خمسة أعوام, وكلف نفسه جاهدا للعمل ليوفر لابنته الوحيدة أفضل رعاية, يظن أن ابنته أفضل فتاة في الكون.



    v جودي :ابنة الخال جيمس في ربيعها السادس عشر .. ملامحها جميلة, ذات شعر أشقر وطويل وعينان كاللؤلؤ الأزرق, تمتاز بعنق طويل كعارضات الأزياء وجسد نحيل جميل وهي فتاة مدللة ومتكبرة, تحب أن تكون محور اهتمام والدها.



    v فابيان :فتى في الثالثة عشر من عمره ذو شعر بني وقامة طويلة بسبب الظروف تلتقي ماري به وهو فتى ذو شخصية قوية وقيادية.


    v توم :طفل في الرابعة من عمره ذو شعر أشقر وكثيف وهو طفل دائم البكاء.



    v روبن و روين :وهما شقيقان . روين فتاة تبلغ من العمر تسعة أعوام و روبن يبلغ من العمر عشر أعوام.



    v والدا ماري :لم تراهما يوما فقد توفيا وهي رضيعة في حادث سير مريع لكن الجدة مريم كانت دائما تحكي لماري عنهما, والدة ماري فاحشة الثراء ومن العائلات الثرية المرموقة في فرنسا, ووالد ماري فقير جدا وعربي ومسلم الديانة كان سائق أسرة والدة ماري حصلت بينهما قصة حب طويلة بالخفاء وعندما أعلنت والدة ماري حبها لسائق أسرتها دبت المشاكل في عائلتها إلا أنها تزوجت سائق أسرتها الفقير المسلم فانكروها عائلتها وحرمت من الميراث عاشا معا حياة قاسية فقيرة إلا أنهما تخطيا كل تلك المشاكل والظروف وأنجبا ماري.



    v منزل ماري والجدة :منزل صغير وقديم جدا يشبه الكوخ يتكون من مدخل في وسطه طاولة طعام خشبية ودائرية, ويوجد في يسار المدخل مطبخ خارجي قديم, و في وسط جدار المدخل المواجه للباب الخارجي توجد نافذة زجاجية محطمة و تحت النافذة كرسي كانت جدتها دائمة الجلوس عليه, و يوجد في يمين المدخل غرفة واحدة وهي غرفة النوم الصغيرة والتي فيها سرير واحد تتشاركان فيه ماري والجدة



    .





    مـقـدمـة

    في ليلة هادئة وفي ضاحية من ضواحي فرنسا ولدت ماري عام 1978 مارس 19 كانت ماري طفلة هادئة ودائمة الابتسام والداها كانا لطيفان معها ويلهوان معها كثيرا أما جدتها الحنون كانت تطهو لها ألذ المأكولات و كانت تدللها كثيرا عاشوا معا في منزل صغير حياة هادئة بسيطة وفي أحد أيام العيد بينما كانت أنوار العيد المبهجة مضاءة في الطرقات سمعت الجدة خبر وفاة والدا ماري في حادث سير مريع ولحسن الحظ حينها كانت الرضيعة ماري برفقة جدتها في المنزل فأطفأت الجدة أنوار المنزل وضمت الرضيعة ماري التي كانت تلهو مع نفسها لا تعلم ما الذي يجري نحوها وقالت الجدة : لا تقلقي أنت بأمان معي سأكلف نفسي جاهدة لإسعادك وسأكون لك الأم والأب والجدة الحنونة. ومرت الشهور و بدأت ماري تكبر وعملت الجدة خياطة تخيط الملابس لسكان الحي إلا أنها كانت تحصل من عملها نقود قليلة جدا لا تكفي كمصروف لها ولحفيدتها عاشت ماري في فقر شديد مع جدتها إلى أن أصيبت الجدة بمرض الرعاش واضطرت إلى ترك العمل مما أدى إلى ازدياد أزمة فقرهما حتى أنهما أصبحتا لا يجدان ما يأكلانه بالأيام لم تستطع ماري التعلم في المدرسة مثل أقرانها الأطفال لملازمة جدتها المريضة التي تتحرك بصعوبة وللقيام بأعمال المنزل ولعدم مقدرة جدتها على دفع تكاليف دراستها فقررت الجدة أن تعلمها القراءة والكتابة في المنزل كانت أسعد الأوقات لماري عندما تحكي لها الجدة عن والداها ومرت السنين إلى أن أصبح عمر ماري احدى عشر عاما .. وهنا تبدأ القصة...
    التعديل الأخير تم بواسطة إبتسام ناصر بن عتش; الساعة 20-11-2012, 23:59.




    سبحآن الله وبحمدهـ سبحآن الله العظيم
  • ريمه الخاني
    مستشار أدبي
    • 16-05-2007
    • 4807

    #2
    السلام عليكم
    حقيقة لو كان هذا النص كما زعمت فنحن بانتظار كاتبة كبيرة تاتينا بقوة
    اتمنى لك النجاح وبالتوفيق

    تعليق

    • إبتسام ناصر بن عتش
      أديب وكاتب
      • 19-02-2011
      • 194

      #3
      وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

      شكرا لك يا ريمه هذه شهادة أعتز بها
      التعديل الأخير تم بواسطة إبتسام ناصر بن عتش; الساعة 20-11-2012, 23:57.




      سبحآن الله وبحمدهـ سبحآن الله العظيم

      تعليق

      • إبتسام ناصر بن عتش
        أديب وكاتب
        • 19-02-2011
        • 194

        #4
        الــبـدايـة

        ( الفصل الأول )

        الساعة الثانية عشر ليلا جلست ماري على كرسي المائدة قرب جدتها ونظرت إلى النافذة ورأت أوراق الشجر المتساقطة في الخارج ابتسمت وهمست بصوتها الرقيق: ما أروع فصل الخريف! ثم أمسكت بطنها وهي تشعر بالجوع وسألت جدتها : جدتي هل يوجد طعام أكله؟ ابتسمت جدتها وردت : يوجد خبز لكنه قديم بإمكانك تحميته. نظرت ماري إلى الخبز الذي في السلة لكنه قليل لم تود أن تأكل الخبز لأنها فكرت برغبة جدتها المريضة والمسنة ربما تجوع جدتها وتأكل من الخبز القليل فجأة بدأت قطرات المطر تهطل فرحت ماري وقالت لجدتها : جدتي إن المطر يهطل. تبسمت الجدة بصوت خفيف وقالت : عندما كنت في عمرك كنت أخرج الشارع أثناء سقوط المطر وألعب فيه وأحيانا أشطف شعري بالمطر لكن هذا ليس جيدا مضر للصحة. نظرت ماري بلطف وقالت : المطرمدهش جميلة قطرات المطر تشعرني بالراحة والهدوء. بدأ صوت الرعد يأتي خافت ماري من صوت الرعد وضمت يداها على صدرها وبدأت الجدة تسعل بشدة ويداها ترتجف من مرض الرعاش ولا يوجد لديها دواء بسبب شدة فقرهما أشفقت ماري على جدتها ونظرت بحزن ممزوج بالقهر وقالت في نفسها : جدتي لن أسمح لنفسي أن أتركك من دون دواء وأنت مريضة.. سأعمل لأشتري دواء لك ولأحضر طعاما لنا. ثم نظرت بقلق إلى جدتها وسألتها برقة : جدتي ما رأيك أن أعمل؟ نظرت الجدة بغضب وقالت : ماري مستحيل أن أجعلك تعملي أنت صغيرة على العمل. قالت ماري راجية: أرجوك جدتي إذا عملت سأشتري دواء لك وحأضر طعاما لنا سوف تتحسن أوضاعنا. غضبت الجدة وتنهدت وقالت بهدوء : اذهبي نامي ولا تفكري بالعمل مرة أخرى أنت صغيرة على العمل ولن تقوين عليه. نهضت ماري من الكرسي وهي حزينة ومخفضة رأسها وذهبت إلى غرفة النوم استلقت على السرير وهي تفكر أن تبحث عن عمل وكانت مصرة على العمل.
        في صباح اليوم التالي استيقظت ماري وهي تتثاءب كانت الجدة في الخارج تطعم العصافير فتات الخبز جلست ماري على كرسي المائدة دخلت الجدة المنزل وتركت الباب مفتوحا خلفها قالت الجدة ببهجة لماري : صغيرتي ها قد استيقظتِ! كان يوجد في المائدة خبز وكوبا ماء بارد جلست الجدة على كرسي مواجه لماري وبدأن يأكلن الخبز معا وبينما كانت ماري تمضغ الخبز قالت لجدتها : جدتي أنا مصرة على العمل. ردت الجدة : ماري لن تستطيعين العمل أنت صغيرة عيشي طفولتك العمل شاق ومتعب. قالت ماري : بلا جدتي بإمكاني أن أعمل لم أعد صغيرة. ردت الجدة : ماري أخبرتك لا يمكنك العمل. قالت ماري وهي حزينة : أرجوك جدتي أنت دائما تقولين لي أن العمل أهم شيء في الحياة وها أنا أود أن أعمل ألم تقولي أن الحياة كفاح. نظرت الجدة بحزن إلى ماري وسألتها : ماري لماذا تريدين أن تعملي؟ ردت ماري : أود أن أعمل لأدرس وأحقق أمنيتك بأن أتعلم وأود أيضا شراء دواء لك. شعرت الجدة باللوم وقالت لماري بعطف :أنا آسفة ماري لأنني لا أستطيع توفير متطلباتك, فأنا لا أريد رؤيتك تتعذبين. نظرت ماري بلطف وقالت : لا بأس جدتي لن أتعذب أنا أود أن أعمل لم أعد صغيرة. تنهدت الجدة وهي حزينة وقالت لماري: صغيرتيليتك تفهمين أنا أعلم أنك تودين العمل من أجلي .. لا أود أن أتعبك معي بسبب مرضي وكبر سني. نظرت ماري بلطف وقد ظهر بريق في عينيها البريئتان وقالت للجدة : جدتي أنت فعلت لي الكثير وحان دوري الآن أود أن أرد لك الجميل لا أستطيع رؤيتك مريضة ومن دون دواء أرجوك جدتي أود أن أعمل. حزنت الجدة وابتسمت بلطف وقالت : ما أطيبك! وصمتت قليلا وهي تفكر بحيرة ثم قالت : صغيرتي لا يمك.. وقبل أن تكمل الجدة حديثها أخفضت ماري رأسها وهي حزينة لم تكن الجدة تستطيع رؤية ماري حزينة فقالت لماري : حسنا ماري .. أنا موافقة على أن تعملي. فرحت ماري كثيرا وقالت ببهجة : شكرا جدتي .. حسنا أنا ذاهبة لأبحث عن عمل. ثم وقفت ماري أمسكت الجدة يد ماري وقالت بتعجب : الآن .. لكن الوقت مبكر جدا! عاودت ماري الجلوس على الكرسي وقالت : أنا أود الذهاب الآن الأفضل أن أذهب مبكرا كي أعود مبكرا لا تقلقي علي فقد طلع النور. ردت الجدة : حسنا ماري اذهبي لكن لا تتأخري عودي مبكرا أنتظرك. وقفت ماري من كرسيها ونظرت الجدة بحزن إلى ماري وقالت لها بصوت منخفض : رافقتك السلامة ماري. ابتسمت ماري وقالت : لا تقلقي علي سأعود مبكرا. وخرجت ماري وأغلقت الباب ورائها عندما خرجت وقفت الجدة من كرسيها وفتحت الباب ونظرت إلى ماري وهي تغدو ذاهبة تبحث عن عمل قالت الجدةوهي حزينة تحدث نفسها : مسكينة حفيدتي ليست كبقية الأطفال يلهون ويدرسون لا أعلم كيف أسعدها لا أودها أن تعمل لتوفر لي الدواء والعناية ليتها تفهم أنني أشعر بالظلم تجاهها عندما تفعل ذلك من أجلي لا أود أن أكون حِمْلٌ عليها .. كم أتمنى أن تصبح حفيدتي في المستقبل امرأة متعلمة و ناجحة ليت حلمي هذا يتحقق. سارت ماري كثيرا وذهبت إلى أول محل رأته وهو محل لبيع الورود تعمل فيه امرأة سألت ماري المرأة: سيدتي هل يمكنني أن أعمل معك؟ نظرت إليها المرأة بذهول ثم ضحكت بصوت عال وقالت لها : أنت مضحكة أنصحك أن لا تبحثي عن عمل لن تجدي أي عمل لأنك صغيرة على العمل ساعدي والدتك في المنزل هذا أفضل لك هيا الآن اذهبي من هنا عودي إلى منزلك. ابتعدت ماري من قرب محل الورود وغدت وهي تبحث عن عمل في كل مكانولكن للأسف لم تجد ماري أي عمل فكل مكان تذهب إليه لا يقبل بها لصغر سنها ولكن ماري كانت تقول لهم : لا بأس سوف أفعل كل ما تطلبونه مني سوف ترون بأنني سأكون عاملة مجتهدة.وبرغم كل توسلاتها لم يكترث لها أحد, إلى أن حل الظلام وهي لم تجد أي عمل خافت ماري كثيرا فلقد ابتعدت كثيرا عن منزلها ولا تعلم أين هي الآن وكانت قلقة على جدتها وتتسائل في ذهنها : ربما الآن جدتي قلقة علي! .. كيف أعود إلى المنزل؟ وضعت ماري يداها على ذراعيها وهي تنظر بقلق يمينا ويسارا فلا أحد في الشارع غيرها فجأة هطل المطر فرحت ماري ونظرت بتأمل إلى المطر وهو يهطل وقالت ببهجة : المطر .. المطر يهطل! .. لكنه سيكون أجمل إذا كنت برفقة جدتي.
        نظرت الجدة إلى النافذة وهي قلقة لأن ماري تأخرت والمطر بدأ يهطل قالت الجدة وهي حزينة : أين أنت ماري! أخبرتك ألا تبحث عن عمل. فكرت ماري أن تشطف شعرها بالمطر كما كانت تفعل جدتها وأمسكت شعرها الأجعد وهي تقربه إلى قطرات المطر فجأة هبت رياح شديدة وأتى صوت رعد قوي خافت ماري كثيرا وقالت : يا إلهي أنقذني! فجأة إذ بامرأة عجوز تقترب من ماري بخطوات هادئة وهي تصفر بهدوء كصوت الرياح إلتفتت ماري إلى الخلف ورأت تلك المرأة لكن لم تراها جيدا لأن الرياح شديدة والمطر قوي
        تبدو تلك المرأة قاسية الملامح وطويلة وعريضة المنكبين ومظهرها جدا مريب وترتدي معطف بني طويل بدأت تلك المرأة تقترب من ماري أكثر خافت ماري كثيرا لأن تلك المرأة كانت تنظر إليها بعمق تبسمت المرأة بصوت خفيف وقالت لماري :لا تخافي صغيرتي أنا هنا لأساعدك.بدأ قلب ماري يدق بشدة فلم تطمئن لتلك المرأة أمسكت تلك المرأة كتف ماري وسألتها بلطف : أيتها الآنسة الصغيرة ماذا بك أمازلت خائفة مني؟ردت ماري : لا لست خائفة منك. قالت تلك المرأة :إذن لماذا أنت خائفة؟ أرى في عيناك البريئتان نظرات الخوف والقلق.ردت ماري :أنا خائفة لأنني كنت أبحث عن عمل فأنا وجدتي محتاجون جدا و قد أضعت الطريق والآن أنا تائهة عن منزلي. قالت تلك المرأة التي تدعى سلفينا:لا تقلقي فأنا سأساعدك, هل تعملي عندي؟أجابت ماري :أريد الذهاب إلى جدتي الآن إن جدتي مريضة وتحتاج إلي.وضعت السيدة سلفينا ذراعها فوق كتفا ماري وقالت بلطف :لا تقلقي سأبحث عن جدتك فأنت ليس لديك مكان تنامين فيه ولا تعلمين أين يقع منزلك .. هيا تعالي معي.




        سبحآن الله وبحمدهـ سبحآن الله العظيم

        تعليق

        • إبتسام ناصر بن عتش
          أديب وكاتب
          • 19-02-2011
          • 194

          #5
          ( الفصل الثاني )
          ذهبت ماري مع السيدة سلفينا ولكن للأسف لم تعلم ماري حقيقة العجوز سلفينا بأنها امرأة شريرة وقاسية تخطف الأطفال لتجعلهم يعملوا لديها خادمين وتعذبهم لأنها تكره الأطفال كثيرا وتستغل براءتهم, وعندما اقتربت ماري من منزل السيدة سلفينا كان المنزل يبدو كمنزل الأشباح والأشجار الطويلة والمخيفة من حوله كأنها حاجز للقصر كان المنزل يبدو كالسجن تماما من الخارج خافت ماري وتوقفت في مكانها نظرت إليها السيدة سلفينا بتعجب وسألتها : لماذا توقفتي؟! ردت ماري وهي خائفة : أريد العودة إلى منزلي الآن جدتي بحاجة إلي. انعقد جبين السيدة وقالت بصرامة : الوقت متأخر والمطر يهطل في صباح اليوم التالي سوف أصطحبك إلى منزلك هيا أدخلي منزلي. أدخلت السيدة سلفينا ماري المسكينة منزلها وهي تمسك يد ماري بقوة ثم دفعتها بقوة على الأرض وقالت لماري بصوت عال :من الآن وصاعدا ستنادينني سيدتي وسوف تكونين خادمتي أتفهمين.خافت ماري كثيرا وعلمت أنها وقعت في كارثة لأنها لم تنفذ كلام جدتها فجأة أمسكت السيدة سلفينا يد ماري بقوة وأخذت تسحبها في الأرض ثم أنزلتها إلى الدور السفلي في قبو متسخ ومظلم أرضيته الصلبة تبدو مؤلمة ثم دفعتها من يدها على الأرض وابتسمت ابتسامة ماكرة وخرجت وجدت ماري في القبو خمسة أطفال متسخين كانوا ينظرون إليها بدهشة وقد أشفقوا عليها لأنهم علموا أنها ستحتجز معهم في هذا القبو المخيف ثم قالت ماري لهم وهي حزينة وصوتها يدل على شدة حزنها :أنا أدعى ماري وقد كذبت علي تلك السيدة جعلتني أعتقد أنها طيبة و تود مساعدتي والآن أنا خائفة على جدتي فهي مريضة جدا وقد يحصل لها مكروها إذا تأخرت عن المنزل. قال لها فابيان البالغ من العمر ثلاثة عشر عاما وهو الأكبر بينهم :لا تقلقي سنخرج من هنا قريبا سأعرفك بنفسي وبأصدقائي .. أنا فابيان وعمري ثلاثة عشر عاما وأنا الأكبر هنا, وهذا توم الصغير طفل لطيف جدا وذكي عمره أربعة أعوام, وهذه جوليت فتاة مشاكسة عمرها اثنى عشر عاما..أحمر وجه جوليت خجلا وتبسمت بصوت خفيف وقالت لماري : سررنا بمعرفتك ماري من الوهلة الأولى عندما رأيتك علمت أنك فتاة طيبة.ردت ماري بصوت منخفض محاولة اخفاء ألمها وخوفها بابتسامة بريئة : شكرا جوليت وأنا أيضا سررت بمعرفتكم.ثم أكمل فابيان حديثه : ولم يبقى إلا الشقيقان روبن وروين إنهما لطيفان جدا ويحبان مساعدة الآخرين روبن عمره عشر أعوام وهو فتى شجاع ويمكنك الاعتماد عليه وروين فتاة دائما متذمرة من كل شي. أحمر وجه روين وقالت بغضب : لا أنا لست كذلك.ضحك فابيان وأكمل حديثه : اعلمي ماري أنك لست وحدك هنا بل نحن معك.فابتسمت ماري ابتسامة حزينة لأنها شعرت بالأمان عندما قال لها فابيان ذلك إلا أنها ما زالت قلقة على جدتها المريضة,
          وفي تلك الأثناء كانت الجدة قلقة وحزينة وتبكي خائفة على حفيدتها وأخذت تلوم نفسها على ماحصل وتقول :هذا كله بسببي لماذا تركتها تذهب ..إذا حل الصباح وماري لم تأتي سوف أبحث عنها إلى أن أجدها.وبينما كانت الجدة تنتظر ماري في المدخل وهي جالسة على كرسي تحت نافذة كبيرة أسندت رأسها على الكرسي وهي متعبة فغلبها النوم من دون إرادتها وقد حلمت بكابوس مؤلم أن ماري في مكان مظلم وتناديها وكلما تقترب منها الجدة تبتعد ماري وتبكي وتقول :جدتي أنا بحاجة إليك أرجوك احميني اقتربي مني .. حاولي أرجوك.فاستيقظت الجدة من نومها وهي مرتعبة وقالت وهي حزينة :أين أنت ماري أين ذهبتِ!أما ماري فلم تسلم في تلك الليلة المخيفة من الكوابيس فقد كانت تتقلب وهي نائمة يمينا ويسارا عدة مرات لأنها كانت تحلم أن جدتها توفيت من شدة القلق عليها.
          في اليوم التالي عندما حل الصباح، أيقظت السيدة سلفينا الأطفال بوحشية وهي تضربهم وهم نائمين على ظهورهم بعصاها الخشبية, كانت السيدة سلفينا تملك قصرا كبيرا وحديقة واسعة مغلقة بأسوار حتى لا يهرب أحد الأطفال من القصر, استيقظوا الأطفال ليطهوا الإفطار للسيدة سلفينا ودخلوا المطبخ ودخلت ورائهم السيدة سلفينا لتراقبهم كانوا خائفين وكان الهدوء يسود المكان فأي أحد يتكلم توبخه السيدة الشريرة فجأة قالت السيدة لتوم الصغير بصرامة:توم ليس هكذا تغسل الكأس اغسلها جيدا أيها القذر. ثم عاود توم الصغير غسل الكأس وسأل السيدة وهو ينظر إليها ببراءة:هكذا سلفينا؟فاقتربت منه تلك السيدة الشرسة وصفعته صفعة قوية على خذه وقالت له بنبرة حادة :ناديني سيدتي ولا تنظر إلي بل أنظر إلا الأرض عندما تحدثني.خاف توم كثيرا وكاد أن يبكي لكنه يعلم أنه إذا بكى سوف تضربه تلك السيدة بقسوة ونظر إلى الأرض وقال بهدوء وهو حزين وعيناه تكاد تدمع :حسنا سيدتي.فضربته على ذراعه ودفعته على المغسلة قائلة له :اكمل عملك.غضب فابيان كثيرا وحدق النظر إلى السيدة كثيرا كان فابيان يخطط أن ينتقم من السيدة سلفينا بأي طريقة
          لم تكن السيدة سلفينا تحب أن ينظر أحد الأطفال إليها بل ينظر إلى الأرض اكبارا وتعاليا منها كانت السيدة سلفينا أشبه بالمعقدة تكره الأطفال ولا تحب أن ترى أحدا وسريعة الغضب, وفي تلك الأثناء خرجت جدة ماري في الصباح الباكر للبحث عن ماري في كل مكان وكانت تسأل الناس عنها إلا أنها لم تجد جوابا واضح فبعض الناس لا يجيبونها والبعض الآخر يقولون لها أنها كانت تبحث عن عمل وذهبت إلى حي آخر لكن لا يعلمون عن مكانها شيئا ظلت الجدة تبحث عن حفيدتها وهي متعبة جدا وتسير بخطوات بطيئة من شدة تعبها, عندما انتهوا الأطفال من اعداد الإفطار للسيدة سلفينا قدموه لها في غرفة طعامها الفاخرة وهي تجلس على كرسيها بغطرسة وبعدها باشروا غسل أرضية القصر المخيف وتنظيف أرجائه إلى أن أتى آخر الليل وضعتهم السيدة في القبو وأغلقت عليهم باب القبو, جلسوا في الظلام الحالك وهم مرهقين ومتذمرين وكل شخص مشتاق ومتلهف لرؤية عائلته قالت روين وهي تتصبصب عرقا :آه كم أنا متعبة.رد فابيان بسخرية ومزاح :أرأيتم ألم أخبركم أنها دائما متذمرة.غضبت روين وقالت :لا تقُل ذلك أنا حقا متعبة يا لك من فتى شرير.ضحك فابيان بصوت عال ثم نبهه روبن :فابيان اخفض صوتك كي لا تأتي إلينا سلفينا وتوبخنا.رد فابيان وعلامات القهر ظاهرة عليه :لست خائف منها.ثم ألقى نظرة حزينة إلى توم وسأله :كيف حالك توم هل أنت بخير؟رد توم :نعم أنا بخير لكنني متعب وأود أن أنام.قال فابيان بلطف :لا بأس نام بقربي.فاستلقى توم قرب فابيان قالت روين لماري بهمس :هكذا حياتنا هنا, ننام متأخرا ونستيقظ مبكرا لنقوم بالأعمال الشاقة كأننا نعمل خدم عند سلفينا إنها حقا من دون قلب ولا مشاعر لا أعلم كيف تفكر.أومأت ماري رأسها بحزن وقالت :كلامك صحيح إنها من دون مشاعر فقط تهمها راحة نفسها وتسعدها تعاسة غيرها.في اليوم التالي استيقظت الجدة في الصباح الباكر وهي حزينة وظلت تبحث عن ماري في كل مكان وهي مريضة ولم تتوقف عن البحث عنها ليلا ونهارا ويوما بعد يوم،
          وفي تلك الأثناء كانت ماري تنظف القصر وتغسل الأطباق وملابس سلفينا وتحمل الخشب وإذا تفوهت بكلمة لم تعجب السيدة سلفينا فإنها تنال عقابها.
          التعديل الأخير تم بواسطة إبتسام ناصر بن عتش; الساعة 23-02-2011, 11:35.




          سبحآن الله وبحمدهـ سبحآن الله العظيم

          تعليق

          • إبتسام ناصر بن عتش
            أديب وكاتب
            • 19-02-2011
            • 194

            #6
            ( الفصل الثالث )
            إلى أن جاء فصل الشتاء وبدأ الثلج يتساقط بغزارة في النهار, كانت ماري جالسة في القبو وهي حزينة تنظر إلى سقف القبو الذي فيه فتحة دائرية صغيرة تراقب من خلاله سقوط الثلج, وكانت صديقتها جوليت جالسة قربها ابتسمت ماري لأنها تذكرت عندما كانت تلعب مع جدتها أثناء سقوط الثلج في الشتاء ثم نظرت إلى جوليت وقالت لها: كنت أنتظر أنا وجدتي فصل الشتاء وهبوط الثلج ولكن للأسف لقد ابتعدنا عن بعضنا وربما الآن جدتي في حالة سيئة.ثم نظرت ماري إلى الأرض وقالت وهي تكاد تبكي :لن أسامح نفسي إذا حصل لها أي مكروه.ردت جوليت بلطف وهي حزينة :لاتقلقي سنخرج من هنا جميعا فنحن فكرنا في خطة رائعة لكننا قلقون من تنفيذها ..أتعلمينماري أنا لم آتي إلى هنا برغبتي بل السيدة سلفينا كذبت علي كانت تعلم أنني مشردة لا مسكن لي ولهذا عندما رأتني وأنا أبيع الفحم اقتربت مني و أخبرتني أنها تود شراء كمية من الفحم لكن نقودها في منزلها وطلبت مني أن آتي معها إلى منزلها لتحضر النقود وعندما دخلت منزلها نظرت إلي بغضب وأنزلتني إلى هذا القبو.ردت ماري :عملك جميل أنا أريد أن أعمل بائعة مثلك.قالت جوليت: بإمكاني أن أخبر المرأة التي كنت أعمل عندها أن توظفك إذا خرجنا من هنا .. فأطفال كثر يعملون عندها بائعين .. إنها ثرية ولكن لا يبدو عليها ذلك منهم من يبيع الأزهار ومن يبيع الكبريت ومن يبيع الفحم و جميعهم أصدقائي.ردت ماري ببهجة :شكرا جوليت, أنا بحاجة إلى العمل كثيرا.ثم أخفضت رأسها وقالت وهي حزينة :لكن أعتقد أننا لن نخرج من هنا أبدا.ردت جوليت بابتسامة حزينة :لا تيأسي ما دامت الحياة مستمرة.ثم قالت ماري في حيرة :لا أعلم لماذا السيدة سلفينا تكره الأطفال كثيرا!أجابت جوليت بهمس :لقد وجدنا في خزانة السيدة دفتر مذاكراتها مكتوب فيه .. أنها عندما كانت صغيرة في المدرسة كان الفتيان والفتيات يسخرون منها ولهذا كتبت في مذكراتها بأنها ستنتقم من جميع الأطفال ولابد أن ذلك هو السبب. ردت ماري وعيناها تحمل الحزن واليأس :لا أعلم لماذا السيدة سلفينا بهذه القسوة .. لماذا لا تخطف إلا الأطفال الفقراء أو المشردون إنها حقا قاسية ما ذنبنا نحن!أخفضت جوليت رأسها وهي حزينة لأنها لم تستطع الإجابة.
            أما جدة ماري فهي تبحث عن ماري في الثلوج ومن يدري ستموت أم ماذا فهي مريضة, وبينما كانت الجدة تبحث عن ماري وقعت على الأرض وأغمي عليها ولم يراها سوى جارتها روز وقد أنقذتها قبل فوات الأوان ولكن مرض الجدة قد أشتد عليها وكانت ترتجف بشدة وتتنفس بصعوبة وهي ساقطة على الأرض فحملتها الجارة روز إلى منزلها وأدخلتها غرفة نومها وعندما كانت الجدة مستلقاة على سريرها والجارة روز بقربها قالت الجدة لروز : لماذا جلبتني إلى المنزل؟! اتركيني أذهب أريد البحث عن ماري ولن أرتاح حتى أجدها.ردت روز :لا تستطيعين النهوض الآن، أنت مريضة جدا والنهوض والبحث في الثلوج سيزيد مرضك.قالت الجدة :لا يهم .. لن أترك حفيدتي تائهة في الشوارع.ردت روز بلطف لتهدئتها : لا تقلقي، حفيدتك ستعود قريبا أنا متيقنة من ذلك.
            وعندما أتى الليل كان توم يبكي بشدة وممكسا بطنه ويقول :فابيان أنا جائع لا أستطيع التحمل.رد فابيان :لا أعلم من أين أحضر لك الطعام. ثم سأل روبن : روبن ألديك أي شيء يأكله؟ رد روبن :من أين لي طعام أنا أيضا جائع.غضب فابيان وقال:توم صغير لن يستطيع التحمل سوف يموت هكذا.ثم بدأ توم ينعس ونام على الأرضية الصلبة المؤلمة اقترب فابيان من توم ورآه يرتجف وهو نائم من شدة البرد نظر فابيان إلى ظهر توم الواضح من سترته الملوثة والممزقة و مرر كفه ببطء على ظهر توم ثم قال بحزن :مسكين توم ظهره متقشر وممتلئ بالأجراح لا أتحمل رؤيته هكذا سأفعل المستحيل لإخراجه من هذا المكان.وكانت حرارة توم مرتفعة جدا قالت جوليت :لابد أن حرارته مرتفعة من شدة البرد وليس لديه غطاء يدفئه.عندما قالت جوليت ذلك خلع فابيان سترته وغطى بها توم وهو نائم نظرت ماري إلى فابيان وقالت في نفسها وهي مبتسمة :إن فابيان كالأب تماما حنون ومتعاطف مع توم كثيرا كم هو طيب جدا.
            ذاقوا الأطفال في ذلك القصر المخيف أشد العذاب فقد كانوا ينامون في القبو في أرض صلبة مؤلمة ومن دون غطاء يدفئهم في الشتاء وملابسهم الممزقة تزيدهم بردا وكان القبو الذين هم فيه محتجزون مليء بنفايات سلفينا وتطعمهم وجبة واحدة في اليوم وهي فضلات طعامها أو الطعام البائث مع العمل يوميا وحمل الأشياء الثقيلة على ظهورهم الصغيرة و تضربهم دائما إذا غضبت منهم هذه هي حياتهم في منزل السيدة سلفينا.




            سبحآن الله وبحمدهـ سبحآن الله العظيم

            تعليق

            • إبتسام ناصر بن عتش
              أديب وكاتب
              • 19-02-2011
              • 194

              #7
              ( الفصل الرابع )
              في اليوم التالي أرادوا الأطفال تنفيذ خطتهم بأن يهربوا من قصر الأشباح (قصر السيدة سلفينا) ولكن الخوف تملكهم من أن تكتشف السيدة سلفينا خطتهم وتعاقبهم عقابا شديدا ولكن فابيان كالعادة شجعهم على الهروب من القصر المخيف إلى أن قال لهم فابيان بصرامة :أتودون البقاء في هذا القبو إلى الأبد ألا تفكروا في مستقبلكم كيف سيكون ثقوا بي فهي لن تسمعنا نحن أذكى منها بكثير.رد روبن بتأدب واحترام:حسنا فابيان نحن واثقون منك أنت الأقوى والأكبر بيننا أتمنى أن تنجح خطتنا ونهرب من قبضة سلفينا.قال فابيان :اليوم ليلا سننفذ خطتنا, والله سيكون معنا.بدأ الجميع يقولون في خوف :اليوم لا .. لا يمكننا فعل شيء.رد فابيان بغضب :إذن متى سننفذ خطتنا لن يفيدكم الخوف..إذا لم ننفذها اليوم فلن ننفذها أبدا.قالت ماري : حسنا فابيان كما تريد اليوم سننفذ خطتنا لكن علينا توخي الحذر. قالت جوليت :نعم هذا صحيح .. عندما تذهب سلفينا إلى غرفتها سننفذ الخطةلذلك علينا مراقبتها.أمسك توم كف فابيان و قال وهو خائف وعيناه تبرقان : فابيان ماذا علي أن أفعل الآن. ضحك فابيان وقال بلطف :لا تخاف أنت لن تفعل شيئا فقط أبقى هادئ ولا تبكي.
              وعندما حل الليل كانوا الأطفال ينتظرون دخول السيدة سلفينا إلى غرفتها ولكنها تأخرت كثيرا قالت روين بضجر :أوه لقد تأخرت اليوم كثيرا في النوم متى تودنا أن نهرب أعتقد أنها تظن أننا نود الهروب.رد أخاها روبن بهمس :روين اصمتي .. ثم أكمل حديثه بوضوح : ربما يكون ذلك في صالحنا كلما كان الوقت متأخرا. فجأة سمعوا الأطفال خطوات السيدة سلفينا وهي تصعد الدرج المؤدي إلى غرفتها نظر فابيان نظرة نافذة ثم وقف بسرعة و فتح باب القبو ببطء ورأى السيدة سلفينا وهي تصعد الدرج و تتثاءب ابتسم فابيان وقال لأصدقائه : يا رفاق يبدو أنها ذاهبة لتنام هيا لننفذ خطتنا.قالت روين :ولكن هل أنتم متأكدون أننا سننجح ولن تستطيع سلفينا اللحاق بنا؟ رد فابيان : لا تقلقوا لن تستطيع تلك المرأة اللحاق بنا أو حتى سماع خطواتنا ربما تكون هي الآن غارقة في النوم فقط فالنكن متعاونون وهادؤون كي نستطيع الهروب.
              فخرجوا إلى الحديقة ببطء وصمت و معهم حبال لتمكنهم من التسلق إلى خارج القصر, جميعهم خرجوا ولكن فابيان كان يحمل توم الصغير على ظهره لهذا قال بأنه سيخرج آخر شخص لتفادي تأخيرهم إلى أن أتى دور فابيان في تسلق الحبل وبينما كان فابيان يتسلق الحبل كاد أن يسقط بسبب ثقولة توم على ظهره فخاف توم الصغير وصرخ بصوت عال وحينها ..
              سمعت السيدة سلفينا التي كانت نائمة في غرفتها صرخة توم فنزلت إلى الحديقة مسرعة ولكن فابيان تمكن من النزول قبل أن تصل إليه سلفينا فأصبحوا جميع الأطفال خارج أسوار القصر أسرعت سلفينا وفتحت باب القصر بمفتاح أخرجته من جيب سترتها و ركضت ورائهم ولحسن الحظ أنها لم تستطع اللحاق بهم إلا أنهم ابتعدوا كثيرا عن القصر كانوا سعداء جدا, و توقفوا في طريق خال من المنازل فيه سكة حديدية طويلة وأعشاب صغيرة جانبية.
              قال فابيان : أنا سأصطحب توم معي لأنني أعتبره كأخي الصغير ولكن للأسف لن يبقى معي مدة طويلة لأنني سوف أبحث عن عائلته .. أليس كذلك توم؟رد توم وهو فرحا :بالتأكيد وأنا أود الذهاب معك فابيان.ضحك فابيان وقال لتوم: يا لك من فتى لطيف.قفز توم فرحا وهو يقول ببراءة : هي مرحى لن أرى وجه السيدة سلفينا لن توبخني ولن تضربني مجددا. ابتسم الجميع وهم سعداء ثم قال فابيان لأصدقائه :أتمنى لكم حظا موفقا يا رفاق وأتمنى أن أراكم مجددا.ثم صافح روبن بحرارة وقال له: لن أنساك يا صديقي .. انتبه على شقيقتك روين وانتبه على نفسك. رد روبن :لا تقلق سنكون أنا وروين من الآن أكثر انتباها على بعضنا.ثم نظر إلى جوليت وماري وقال لهما وهو مبتسم : أنتما كالشقيقتان تماما لا أعلم لماذا أراكما هكذا .. أتمنى أن لا تفترقا فالصداقة لا تقدر بثمن.ابتسمت ماري وقالت :فابيان .. سأشتاق إليك.
              ثم قالت جوليت : شكرا على أنك ساعدتنا كثيرا وكنت متعاونا مع الجميع واهتممت بنا كما يهتم الوالد بأبنائه.ضحك فابيان وقال :هذا واجبني فأنا الأكبر بينكم.ثم وضع فابيان كفه على شعر توم وقال بلطف:ماذا سنفعل الآن يا توم؟رد توم :أم لا أدري؟تبسم فابيان بصوت خفيف وقال :سنذهب إلى المنزل سأريك عائلتي بالتأكيد سيسرون بك.فلوح فابيان يده إلى أصدقائه مودعا وذهب كان يسير وهو فرحا وكان توم أشد فرحا يسير وهو يقفز ويمسك ذراع فابيان ويقول له :فابيان اشتري لي حلوى.ثم نظرا الشقيقان روبن وروين إلى ماري وجوليت قالت روين لهما بمشاكسة :سنذهب الآن وداعا جوليت وداعا ماري ربما نلتقي يوما ما لن أنساكما.ابتسمت ماري برقة وردت :شكرا روين وأنا أيضا لن أنساك ولن أنساك أيضا يا روبن.ثم قالت جوليت :بالتأكيد سنتقابل دائما.قال روبن : أتمنى ذلك كسبنا صداقتكما الآن علينا الرحيل سنشتاق إليكما لن ننساكما سلام إلى حين اللقاء مجددا.
              ورحلا الشقيقان (( روبن وروين )) والآن لم يبقى سوى ماري وجوليت كانت ماري تنظر إلى الطريق بحيرة لا تعلم أين تذهب الآن,
              وكانت جوليت تنظر إلى ماري كثيرا كأنها تود أن تقول لها شيئا لكنها مترددة من البوح به لاحظت ماري ذلك وسألت جوليت بهدوء :ماذا بك جوليت أتودين قول شيء؟قالت جوليت بتردد :آ نعم .. إلى أين أنت ذاهبة الآن؟أجابت ماري في حيرة :لا أعلم أنا تائهة عن منزلي.قالت جوليت سريعا :لا بأس أنا أعلم أين يقع حيك لقد أخبرتني عنه مرارا وتكرارا.ثم صمتت قليلا وأكملت حديثها بحياء :ولكن أرجوك أود الذهاب معك فأنا ليس لدي منزل ولا عائلة.تربت ماري على كتف جوليت وقالت بلطف :بالطبع جوليت بإمكانك الذهاب معي فأنت صديقتي ومثل شقيقتي سأكون مسرورة بإقامتك معي. ردت جوليت ببهجة :شكرا ماري سنكون معا دائما وسنساعد بعضنا في شتى الأمور لن أنسى فضلك هذا أبدا.ابتسمت ماري و قالت :علينا أن نسرع .. لأنني متلهفة لرؤية جدتي. قالت جوليت وهي تمسك كتف ماري :لقد أخبرتني عن حيك أعلمه جيدا أنا أعلم كل الأحياء لأنني كنت بائعة أنه بعيدا جدا عن هنا لا بأس سنسرع في سيرنا لنتمكن من الوصول إليه سريعا.
              التعديل الأخير تم بواسطة إبتسام ناصر بن عتش; الساعة 23-02-2011, 11:54.




              سبحآن الله وبحمدهـ سبحآن الله العظيم

              تعليق

              • إبتسام ناصر بن عتش
                أديب وكاتب
                • 19-02-2011
                • 194

                #8
                أنا متشوقة لردودكم أيها الكتاب والأدباء

                كم أتمنى أن تنال إعجابكم وكم أتمنى قراءة ملاحظاتكم
                التعديل الأخير تم بواسطة إبتسام ناصر بن عتش; الساعة 21-11-2012, 00:00.




                سبحآن الله وبحمدهـ سبحآن الله العظيم

                تعليق

                • إبتسام ناصر بن عتش
                  أديب وكاتب
                  • 19-02-2011
                  • 194

                  #9
                  ( الفصل الخامس)
                  عندما ذهبت ماري مع جوليت إلى الحي الذي تعيش فيه كان الجميع ينظرون إليها بدهشة فهناك أناس يظنون أنها ماتت وأناس يظنون بأن مكروه قد أصابها ولن تعود أبدا.

                  وعندما وصلت قرب منزلها تأخرت في الوقوف عند باب منزلها كانت تتذكر كلام جدتها وهي تنصحها ثم قالت ماري تحدث نفسها :جدتي لا أعلم كيف هي حالتك الآن لن أسامح نفسي إذا حصل لك أي مكروه. ثم دخلت منزلها وفتحت الباب ببطء ولم تجد أمامها جدتها بل وجدت جارتها روز وهي تعد الطعام تعجبت ماري وقالت بهدوء :مرحبا روز.إلتفتت روز نحوها بذهول واتسعت عيناها عندما رأت ماري وقالت ببهجة :ماري كيف أتيت وأين كنت؟!نظرت ماري إلى الأرض وأجابتها بحزن :قصة طويلة.ابتسمت روز بلطف وقالت :لا بأس جدتك قلقة عليك اذهبي إليها.فدخلت ماري غرفة النوم التي مستلقية فيها الجدة وفضلت جوليت البقاء خارجا روت جوليت للجارة روز كل ما حصل لماري عند السيدة سلفينا وكيف اختطفتها السيدة .. دخلت ماري غرفة النوم وهي تشعر بالأسى على جدتها
                  وعندما رأت جدتها مستلقاة على السرير ومريضة أشفقت عليها كثيرا وأدمعت عيناها واندفعت مسرعة إليها وجلست قربها على السرير وقالت لجدتها والحزن واضح على عيناها :أنا آسفة جدتي اشتقت إليك كثيرا ولن أتركك مرة ثانية وسنكون معا دائما.
                  عندما سمعت الجدة صوت ماري أفاقت ونهضت من السرير وضمت ماري بقوة وسألتها في ذهول :أين كنت طوال هذه المدة؟ردت ماري وهي حزينة :لقد تهت عن المنزل ولم أكن أعلم أين أنا فجأة تقدمت مني امرأة وقالت أنها ستوصلني إلى منزلي وستوفر لي عملا ثم اصطحبتني إلى منزلها واحتجزتني في قبو حيث كان يوجد خمسة أطفال محتجزون فيه لو تعلمين جدتي كم كانت تعذبنا كثيرا .. حمدا لله أننا تمكنا من الهروب. ردت الجدة وهي تكاد تبكي : كنت أعلم أنك تائهة لأن أحلامي أظهرت لي ذلك .. الآن لا تذهبي إلى أي مكان بعيد عن هذا الحي ولا أودك أن تبحثي عن عمل.ردت ماري :بلا جدتي وعدتك بأن أعمل ولن أبتعد عن المنزل .. صديقتي جوليت التي كانت معي محتجزة وجدت لي عملا عند سيدة كانت تعمل عندها سابقا.ردت الجدة :لكن لا أريدك أن تبتعدي عن الحي.ثم أمسكت الجدة أذن ماري وقالت مازحة :كي لا أغضب منك.تبسمت ماري بصوت خفيف وردت:حسنا أعدك بذلك.
                  ألقت ماري نظرة سريعة على باب الغرفة ثم قالت للجدة : جدتي أود أن أعرفك على صديقتي كانت معي محتجزة .. ليس لديها منزل تقيم فيه أودها أن تقيم في منزلنا فهي صديقتي وأنا أعتبرها كأختي اسمها جوليت.
                  ردت الجدة :أين هي جوليت لا أراها؟نادت ماري صديقتها جوليت وعندما دخلت جوليت خجلت كثيرا و أحمرت وجنتيها, قالت ماري :هذه صديقتي جوليت.ابتسمت الجدة ورحبت بجوليت قائلة :أهلا بك جوليت.ثم دعتها الجدة إلى الجلوس قربها قائلة بلطف :تعالي صغيرتي اجلسي قربي. فجلست جوليت قربها على السرير وقالت بصوت منخفض:هل بإمكاني مناداتك جدتي؟ردت الجدة :بالطبع صغيرتي .. ومن الآن ستنامين في هذا السرير قربي وقرب ماري .. صحيح أنه صغير لكنه سيكفينا.فرحت ماري كثيرا وقالت بسرور :جوليت سنتشارك كل شيء من الآن .. هذا رائع.خجلت جوليت و ردت بخجل :شكرا لكما.فجأة دخلت الجارة روز الغرفة وقالت :يبدو عليكم السعادة أم .. ماذا تقولون هل بإمكاني مشاركتكم الحديث؟ردت الجدة :طبعا روز تعالي. وجلسن ماري وجوليت و روز طويلا برفقة الجدة إلى أن قالت روز : أعذروني سأذهب الآن إلى منزلي لأبقى برفقة ابنتي سارة بالتأكيد تنتظرني الآن. قالت الجدة : حسنا روز اذهبي وأوصلي سلامي إلى ابنتك سارة. فذهبت روز, وأكملتا ماري وجوليت الحديث مع الجدة كانتا تحكيان للجدة مواقفا مضحكة حصلت لهما إلى أن غلبهم النوم فناموا معا في سرير واحد .. الثلاثة معا كان منظرهم جدا جميل وهم نائمين في سرير صغير قرب بعض .. كأسرة متحابة تماما هكذا تكون الحياة جميلة عندما تكون الأسرة متحابة ومتعاونة.
                  التعديل الأخير تم بواسطة إبتسام ناصر بن عتش; الساعة 23-02-2011, 12:06.




                  سبحآن الله وبحمدهـ سبحآن الله العظيم

                  تعليق

                  • إبتسام ناصر بن عتش
                    أديب وكاتب
                    • 19-02-2011
                    • 194

                    #10
                    ( الفصل السادس )
                    في اليوم التالي في منتصف النهار أخذت ماري مكنسة خشبية طويلة ونظفت بها أرضية المدخل كانت جوليت في الخارج تتأمل الحي ثم دخلت منزل ماري وقالت : الحي رائع وهادئ. ابتسمت ماري وقالت : لهذا أحبه! أحكت جوليت شعرها ثم قالت : صحيحماري أتذكرين عندما قلت لك أنني سأجعلك تعملين عند السيدة التي كنت أعمل عندها بائعة؟ردت ماري :نعم أذكر!قالت جوليت :حسنا إذن لنذهب إليها.ردت ماري ببهجة :الآن نذهب! .. إنني جدا متشوقة للذهاب إليها وبإمكاني أن أبدأ العمل من اليوم إن أرادت ذلك.ابتسمت جوليت وقالت :هذا رائع فالسيدة إلي التي ستعملين عندها تحب العاملين النشيطين وتقدرهم كثيرا.ثم ذهبتماري إلى جدتها لتخبرها أنها وجدت عملا كانت الجدة مستلقية على السرير ووجهها جدا شاحب من مرض الرعاش الذي اشتد عليها عندما رأت ماري جدتها اشفقت عليها كثيرا واقتربت منها وقالت بهدوء :جدتي .. جوليت وجدت لي عملا عند سيدة سأعمل عندها بائعة. قالت الجدة بصوت مرهق :جيد ماري .. انتبهي على نفسك.
                    _لا تقلقي جدتي سأنتبه على نفسي .. ولن أذهب إلى أي مكان بعيد عن الحي.
                    _عودي مبكرا قبل الليل.
                    _ حسنا.
                    ثم قبلت ماري جدتها وذهبت مع جوليت إلى منزل المرأة التي تجعل الأطفال يعملون بائعين ويحضرون لها ما كسبوه من البيع وتعطيهم مقابل ذلك أموالا قليلة جدا فقد كانت تلك المرأة تستغل براءة الأطفال, عندما وصلتا ماري وجوليت إلى منزل تلك المرأة كان المنزل يبدو من الخارج مهجورا ولا يقيم فيه أحد فجدار المنزل الخارجي متقشر وتملأه كتابات ورسومات طرقتا الباب فتحت لهما امرأة سمينة و لطيفة قالت المرأة السمينة بسرور : جوليت .. كيف حالك أين كنت طوال هذه المدة؟أحكت جوليت شعرها بعبث وردت ضاحكة :آ .. كنت مريضة.ردت المرأة :آه حقا لماذا لم تخبريني؟!ردت جوليت :لم أكن أستطيع النهوض من الفراش.ضحكت تلك المرأة بصوت عال وقالت :سأحاول تصديقك .. حمدا لله على سلامتك.ثم نظرت إلى ماري وسألت جوليت :من هذه الفتاة التي معك؟ردت جوليت : هذه صديقتي ماري تود أن تعمل عند السيدة (إلي).
                    ردت المرأة :أهلا بها .. انتظرا قليلا سأخبر السيدة (إلي) بقدومكما.عندما دخلت المرأة السمينة غرفة السيدة (إلي) قالت ماري لجوليت :تلك المرأة تبدو لطيفة.ردت جوليت : نعم هي كذلك ليست كالسيدة (إلي) المسئولة عن البائعين.ثم همست جوليت :السيدة (إلي) جدا عصبية وشديدة لذلك علينا أن لا نعصي أوامرها كي لا تغضب وتوبخنا.خرجت المرأة السمينة من غرفة السيدة وأذنت لماري وجوليت بالدخول عند السيدة (إلي) عندما دخلتا ماري وجوليت مكتب السيدة (إلي) الواسع والمليء بالأغراض المتناثرة وبينما كانت تجلس بغطرسة على كرسي عال بني و تضع يداها على مكتبها الخشبي الفخم كانت السيدة (إلي) امرأة كبيرة في السن يملأ شعرها البياض عيناها حادتان نظرت إلى ماري وجوليت بغضب كما تنظر دائما إلى عمالها الأطفال وقالت بنبرة حادة :جوليت .. أين كنت طوال هذه المدة ولماذا تركتي العمل فجأة من دون أن تخبريني!ردت جوليت وهي خائفة بصوت مرتجف :سامحيني سيدتي ..كانت لدي ظروف صعبة منعتني من القدوم.قالت السيدة :لماذا لم تخبريني هكذا تتركي العمل فجأة .. لا تنسي أنني سأضل غاضبة منك أيتها المهملة.ثم طرقت على طاولة مكتبها بعصاها الخشبية الطويلة التي تمسكها لإخافة بها الأطفال الذين يعملون عندها وقالت بصرامة :لا تكرري فعلتك الغبية مرة أخرى .. وإلا ستنالين عقابك وأنت تعلمين ما هو.خافت جوليت كثيرا وابتعدت إلى الخلف خطوتين ويداها ترتجف تعجبت ماري من شدة خوف جوليت من السيدة (إلي) ثم أشارت السيدة (إلي) بعصاها باحتقار إلى ماري وهي تنظر إليها من رأسها إلى أخمص قدماها قائلة تسألها :وأنت هل تريدين أن تعملي عندي؟ردت ماري :نعم سيدتي وبإمكاني أن أعمل أي عمل تطلبينه مني, حتى إن كان صعبا.ابتسمت السيدة وأومأت رأسها باستحسان وقالت :جميل!ثم فكرت السيدة ثواني قليلة وهي تطرق اصبعها على طاولتها ببطء في حيرة ثم قالت :ما رأيك أن تبيعي التفاح؟ردت ماري :حسنا .. سأبدأ العمل من اليوم إن أردتي.رفعت السيدة حاجبها وقالت بفخر :يبدو أنك ستكونين عاملة مجتهدة!ابتسمت ماري ببراءة ثم قالت السيدة لجوليت بنبرة حادة : و أنت جوليت هل تريدين العودة إلى عملك؟أومأت جوليت رأسها بنعم ثم قالت السيدة :إذن سوف تبيعي الفحم مثلما كنت تعملين سابقا و أنتِ ماري سوف تبيعي التفاح ومن هذه اللحظة سوف تبدأن العمل.ثم أعطت السيدة (إلي) سلة التفاح لماري وقالت بصرامة ولهجة آمرة:لا تعودي إلا وقد بعتي جميع التفاح وإذا حصل خلاف ذلك فسأحرمك من الأجرة.وأعطت سلة الفحم لجوليت وقالت :وأنت بيعي جميع الفحم. ثم خرجتا ماري وجوليت من منزلها وعندما خرجتا قالت جوليت:الآن علينا أن نذهب إلى مكان مزدحم بالناس ولا بد أن نفترق كي نبيع كمية كثيرة ولا تعاقبنا السيدة إلي. فابتعدتا ماري وجوليت وكل واحدة ذهبت في طريق آخر بينما كانت ماري تبيع التفاح حاولت ماري ذات الصوت الناعم المنخفض أن ترفع صوتها قائلة :تفاح .. تفاح طازج من يشتري التفاح الطازج؟
                    وظلت تردد ذلك وإذا بفتاة شابة اقتربت منها و سألتها :أواثقة أنه طازج؟ ردت ماري :نعم.فاشترت الفتاة من ماري كمية كثيرة من التفاح وبعدها أتى رجل وقال لماري :تفاح أحمر يفتح الشهية.ثم ضحك وقال بلطف :سأشتري بعض منه.واشترى بعض التفاح لحسن الحظ باعت ماري في ذلك اليوم كمية كثيرة من التفاح وعندما حل الليل تذكرت ماري طلب جدتها أن تعود قبل الليل ثم عادت بخطوات سريعة إلى منزل السيدة إلي ظلت تطرق الباب كثيرا إلى أن فتحت لها المرأة السمينة وقالت لها :لماذا تأخرتي؟! جوليت ذهبت لتبحث عنك.قلقت ماري كثيرا وقالت :مسكينة جوليت .. كان علي أن لا أتأخر أنا آسفة.قالت المرأة بعطف :لا تتأخري مجددا كي لا تغضب منك السيدة إلي وتوبخك احذري منها إنها قوية.. أدخلي عندها الآن.فدخلت ماري عند السيدة إلي صاحت عليها السيدة إلي :أغلقي الباب واقتربي مني.فأغلقت ماري الباب واقتربت منها سألتها السيدة بجدية :لماذا تأخرتي؟!ردت ماري برقة:آسفة .. لم أكن أعلم أنه يجب أن آتي قبل الليل.ردت السيدة بتوبيخ :لا تختلقي الأعذار كان من المفترض أن تخبرك جوليت بذلك.ثم نظرت السيدة بطمع إلى سلة التفاح التي تحملها ماري وأخذتها بقوة من يدي ماري وقالت : يبدو أنك بعتي الكثير من التفاح! .. أعطني المال الذي كسبتيه من البيع. فأعطتها ماري المال الذي كسبته, كانت ماري تنظر إلى السيدة بتعجب فقد كان منظر السيدة وهي تعض شفتاها وتنظر بخبث إلى الأموال وهي تعدها جدا مريب ثم أعطت السيدة لماري مبلغا قليلا مقارنة بما كسبته ماري من البيع وقالت السيدة بنبرة حادة :كان من المفترض أن تبيعي جميع التفاح الذي في السلة إذا بعتي غدا بنفس هذه الكمية سأعاقبك وأحرمك من الأجرة.ثم نظرت السيدة مجددا إلى الأموال التي كسبتها ماري وألقت نصف نظرة على ماري كانت ماري تنظر إلى السيدة منتظرة أن تسمح لها السيدة بالانصراف نظرت السيدة بحدة إلى ماري وقالت بتوبيخ:لماذا تنظرين هيا أخرجي ماذا تنتظرين .. أتتوقعين مني أن أعطيك مالا أكثر!فضحكت السيدة بسفاهة وخرجت ماري من منزلها كانت ماري حينها قلقة على جوليت التي ذهبت لتبحث عنها وكانت تنتظرها في الخارج قرب باب منزل السيدة إلي وكانت السماء حينها رمادية قاتمة تنذر بتساقط الأمطار الغزيرة بين لحظة وأخرى نظرت ماري إلى السماء وقالت :يا إلهي ساعدني!ثم أنزلت رأسها وقالت وهي قلقة وحزينة :ربما السماء ستمطر وجوليت لم تعد بعد .. هذا بسببي. فجلست على الأرض وأخفضت رأسها وهي حزينة بعد برهة أتت جوليت واقتربت من ماري بينما كانت ماري مخفضة رأسها وضعت جوليت يدها على كتف ماري وسألتها بنبرة هادئة :أكنت تنتظريني؟رفعت ماري رأسها بسرور عندما سمعت صوت جوليت ووقفت وقالت بلهفة : آه جوليت أنا آسفة لأنني تأخرت أظن أنني أتعبتك.ابتسمت جوليت وردت :لا بأس أنظري إلي أنا بخير أعتقد أن العمل اليوم طويل ومتعب لا تقلقي ستعتادين عليه.ابتسمت ماري وقالت :لا بأس في ذلك حمدا لله أننا انتهينا من العمل .. لنذهب إلى المنزل أظن أن جدتي الآن قلقة لأنني تأخرت كان علي ألا أتأخر لأنني وعدتها بذلك.فعادتا ماري وجوليت إلى المنزل وعندما دخلت ماري المنزل قالت بسرور وهي مبتسمة :لقد عدنا جدتي.ردت الجدة بلطف :كنت أنتظركما تأخرتما كثيرا اجلسا سأحمي لكما الحساء الذي أحضرته جارتنا روز.أمسكت ماري ذراع الجدة وابتسمت وقالت بهدوء :استريحي جدتي أنا سأحمي الحساء.كان مرض الجدة حينها واضح عليها حتى أنها كانت تتحرك بصعوبة ابتسمت الجدة ابتسامة صغيرة وجلست على كرسي المائدة بجوار جوليت وسألتهما :كيف كان عملكما؟ردت ماري وهي تضع القدر على المقود وتشعل النار :كان مريح وأنا أصبحت أبيع التفاح.ردت الجدة :بائعة التفاح .. عمل رائع.ثم قالت الجدة : الجارة روز جارة طيبة ووفية اعتنت بي عندما كنت مريضة.ابتسمت ماري برقة وقالت :نعم أعلم ذلك.أكلوا الحساء معا في جو يسوده الهدوء ثم نامتا جوليت والجدة وظلت ماري مستيقظة جالسة في المدخل في كرسي تحت النافذة ثم نظرت إلى مطبخهم الذي لا يوجد فيه أي قطعة طعام ثم أخرجت من جيب ثوبها المبلغ الذي كسبته من البيع فكرت أن تشتري به قطعة لحم كبيرة وبعض الخضر وإذا بالجدة تسعل بشدة ونادت ماري أسرعت ماري إليها وبينما كانت جوليت نائمة نوما عميقا قرب الجدة على السرير قالت الجدة وهي متعبة وتسعل وصوتها المختنق يدل على شدة تعبها :أعطني ماء.أسرعت ماري وأعطت الجدة كوب ماء وعندما شربت الجدة الماء استلقت على السرير وبعدها فكرت ماري أن تشتري دواء للجدة بدلا من أن تشتري قطعة اللحم الكبيرة التي كانت تشتهيها, ماري حقا طفلة طيبة ولديها صفة الإثار تود راحة الآخرين وسعادتهم.
                    التعديل الأخير تم بواسطة إبتسام ناصر بن عتش; الساعة 23-02-2011, 12:22.




                    سبحآن الله وبحمدهـ سبحآن الله العظيم

                    تعليق

                    • إبتسام ناصر بن عتش
                      أديب وكاتب
                      • 19-02-2011
                      • 194

                      #11
                      ( الفصل السابع)
                      في صباح اليوم التالي بينما ماري وجوليت في طريقهما إلى منزل السيدة ( إلي ) للعمل مرتا قرب صيدلية صغيرة قالت ماري : سأذهب إلى الصيدلية لأشتري دواء لجدتي.فدخلتا الصيدلية
                      سألت ماري البائع :هل لديك دواء لمرض الرعاش؟
                      البائع :نعم.
                      ماري :كم ثمنه؟
                      البائع :عشر يورو.
                      حزنت ماري وأخفضت رأسها وردت :سآتي غدا لأشتريه.سألتها جوليت بنبرة تعجب:لماذا غدا؟!ردت ماري بصوت منخفض :لدي خمس يورو فقط لا أستطيع دفع ثمن الدواء .. سأشتريه غدا.
                      قالت جوليت :لا ماري اشتريه اليوم فجدتك مريضة جدا أنا أيضا لدي خمس يورو ومبلغي مع مبلغك سيصبح عشر يورو وبإمكانك شراء الدواء.
                      ماري :لكنها نقودك!
                      جوليت :أنا كأختك وتسرني مساعدتك.
                      قالت ماري برقة :شكرا جوليت.
                      ثم دفعت ماري للبائع الثمن وأعطاها الدواء وبعدها ذهبتا إلى العمل
                      قالت لهما السيدة إلي : رائع لقد أتيتما مبكرا .. هيا الآن خذا سلاتكما وأبدآ بالعمل.
                      خرجتا ماري وجوليت من منزل السيدة إلي وهما مسرورتان فقد كان الجو جميل والأسواق مزدحمة بالناس إلا أنهما حاولوا البيع لكن بلا جدوى فلم يكثرت أحد لهما فجأة توقفت جوليت قرب محل لبيع الوجبات الخفيفة ابتسمت وقالت بلهفة لماري : رائحة الطعام شهية. ابتسمت ماري وقالت : إنني جائعة جدا هيا لنبتعد من هنا كي لا نجوع أكثر.
                      جوليت : ألن نشتري اليوم طعاما؟
                      ماري : إذا بعنا كمية كثيرة سوف نحصل على أجرة كثيرة وسوف نتمكن من شراء طعاما لنا جدتي مريضة إنني خائفة عليها كثيرا حمدا لله أنني اشتريت لها دواء لكنني أود أيضا شراء طعام لها.
                      جوليت : لماذا أنت مهتمة جدا بجدتك يا ماري؟!
                      ماري : لقد اعتنت بي جدتي منذ صغري وكانت تعمل قبل مرضها لإعالتي والآن علي الاعتناء بها كما كانت تعتني بي لن أنسى فضلها أبدا.
                      جوليت: آه ماري تبدين من أحاديثك أكبر من عمرك أنا أكبرك بعام وأشعر أنك تكبرينني في التفكير!
                      خجلت ماري وقالت : شكرا جوليت.
                      ثم واصلتا السير حل الليل وبدأت الأحياء تخلوا من الناس قالت جوليت : ماري لم نبيع شيئا حتى الآن كيف سنعود هكذا بالتأكيد ستوبخنا السيدة إلي بشدة!
                      ماري : لا بأس يا جوليت سوف تتفهم أننا لم نستطع بيع شيء.
                      قالت جوليت بتوتر : ربما لا تعلمين أن السيدة إلي تغضب كثيرا إذا لم نبع شيئا إنها شرسة .. شرسة جدا لا تعلمين كيف كانت تعاملني عندما كنت أقيم عندها كانت تطردني من منزلها أثناء البرد القارص والثلوج الكثيفة حتى أثناء المطر الغزير لم ترحم ضعفي وفقري.
                      تعجبت ماري وقالت : يا إلهي هل يعقل هذا!
                      جوليت : نعم توقعي من السيدة إلي أكثر من ذلك إنها لا ترحم أحدا.
                      ساد الصمت قليلا بين الصغيرتان ثم قالت جوليت بصوت هادئ ممزوج بالخوف : والآن ماذا علينا أن نفعل؟!
                      قالت ماري مداعبة : لنعود إلى منزل السيدة إلي لا أحد في الشوارع لمن نبيع هل نبيع للأشجار أم للأنوار المعلقة في الطرقات! ضحكت جوليت ثم قالت وهي قلقة : حسنا لنعود إلى منزل السيدة. و عادتا إلى منزل السيدة إلي سألتهما السيدة : ما بال سلاتكما كما هي لماذا لم تبيعا شيء؟!
                      أجابت ماري : لم يشتري أحد منا.انعقد جبين السيدة و نظرت إلى ماري نظرة حادة وقالت : ما هذا الرد السخيف كان عليكما البقاء في الشوارع ولا تعودا إلا وأنتما بعتما الكثير. ثم وقفت السيدة وأخذت تطرق عصاها على كفها ببطء وهي تنظر إلى ماري نظرة كره ممزوجة بالغضب وقالت بنبرة حادة : ماري ربما أنت لا تعلمينني ماذا ألم تخبرك المتشردة جوليت عني ألم تقول لك أنني لا أحب الكسولين في العمل! ثم صوبت نظرة حادة نحو جوليت وسألتها : ألم تخبريها عني أيتها الغبية؟ خافت جوليت وردت بتوتر : آه .. آسفة سامحيني. صاحت السيدة : أكره غبائك. ثم أكملت حديثها بوضوح : وأنت ماري عليك أن تكوني مجتهدة في عملك وإلا سوف تطردين من العمل وأنت بحاجة إلى هذا العمل كثيرا أعلم ظروفك القاسية وأعلم حال جدتك الهرمة المريضة سوف أذمرك إذا عصيتني سوف أطردك من العمل وحينها ربما تصبحين متسولة في الشوارع هل فهمتي سوف أحطمك أيتها الحثالة. ثم صاحت : أخرجا من منزلي لن تأخذا اليوم الأجرة هيا انصرفا من أمامي لا أريد رؤيتكما في منزلي. خرجتا ماري وجوليت من منزلها قالت ماري لجوليت بنبرة حزينة : كنت أود شراء طعاما لكن لم تعطنا السيدة إلي الأجرة هذا مؤسف. ردت جوليت : أخبرتك أن السيدة إلي قاسية كان عليك الحذر منها لا تردي عليها في لحظات غضبها.
                      وعندما عادتا من عملهما الشاق ذهبت ماري إلى جدتها التي كانت مستلقية على السرير وأعطتها علبة الدواء قالت الجدة : صغيرتي كنت بحاجة إلى هذا الدواء.ثم قالت ماري لجدتها وهي حزينة : آسفة جدتي لم أحصل اليوم على أجرة لأنني لم أستطع بيع التفاح سامحيني إذا حصلت على أجرة في الغد سوف أعطيك إياها. ردت الجدة بلطف :لا بأس يا ماريسأجمع الأموال التي تكسبينها من عملك لتكون مصروفا لنا وسأخزن مبلغا لدراستك أنا لست سعيدة لأنك لا تدرسين يجب أن تدرسي لتحصلي على شهادة تفيدك في مستقبلك وأيضا جوليت يجب أن تدرس كي يكون لكما مستقبل مشرق جميل.
                      التعديل الأخير تم بواسطة إبتسام ناصر بن عتش; الساعة 23-02-2011, 12:31.




                      سبحآن الله وبحمدهـ سبحآن الله العظيم

                      تعليق

                      • إبتسام ناصر بن عتش
                        أديب وكاتب
                        • 19-02-2011
                        • 194

                        #12
                        ( الفصل الثامن )
                        في اليوم التالي عصرا بينما كان خال ماري ذاهبا إلى مصنعه (مصنع الحلوى) رأى ماري وهي تبيع التفاح في الشارع غضب كثيرا وشعر بالإحراج وعندما رأته ماري ذهبت لتلقي عليه التحية قائلة له :مرحبا خالي.رد بنبرة جافة وكبرياء:ماري اذهبي بعيدا من هنا .. لا تبيعي قرب مصنعي أتودين أن تسببي لي الإحراج .. أخبري جدتك أنني أريدها في حديث هام وسآتي إليها اليوم ليلا .. إذا أمكنني ذلك.ثم ذهب متجها إلى مصنعه تعجبت ماري من طلب خالها وقالت تحدث نفسها :غريب ! .. خالي لم يأتي يوما إلى منزلنا ما الذي يريده من جدتي؟!فمشت ماري بعيدا عن مصنعه كي لا تغضبه لم يكن خال ماري يحب ماري وجدتها فقد كان ينكرهما ولا يعترف بصلة القرابة التي تجمعه بهما لأنه من عائلة ثرية مرموقة وهما فقيرتان جدا وعندما أتى الليل
                        كانت ماري جالسة على الأرض قرب جدتها بينما كانت جدتها جالسة على كرسي تحت النافذة تحكي لماري عن والداها وتقول :أتعلمين ماري كانت والدتك إليزابيت امرأة جميلة وشقراء وكانت شخصيتها قوية وكانت تدللك كثيرا أما والدك محمد فقد كان يحب والدتك كثيرا أعتقد أنهما كانا أسعد زوجين. ابتسمت ماري وردت : آه جدتي أتمنى أن أرى والداي.قالت الجدة :أنت تشبهين والدك كثيرا لون بشرتك وعيناك العسليتان الواسعة مثله.ثم سألت الجدة ماري وهي متعجبة وتنظر يمينا ويسارا :أين جوليت لا أراها؟!ردت ماري :ربما تكون نائمة لأنها قالت لي أنها متعبة وتود أن تنام.قالت الجدة وهي تترب على كتف ماري :وأنت أيضا يجب أن تنامي لقد انتهيتما اليوم مبكرا من العمل دائما تنتهيا الساعة التاسعة تماما الآن الساعة الثامنة هذا رائع .. هيا ماري عليك أن تنامي لاحظت أن نومك هذه الأيام أصبح متعكر لماذا تسهرين لن يفيدك السهر.ردت ماري :جدتي أود الجلوس معك.تبسمت الجدة بصوت خفيف وقالت : أنظري ماذا صنعت لك.ثم أخرجت من جيبها قطعة قماش بيضاء توجد بها رسومات ورود صفراء وقد أخاطت الجدة لماري في هذه القطعة نصف تفاحة حمراء اندهشت ماري وقالت :جدتي هذه قطعة جميلة!ابتسمت الجدة وقالت :لم أنتهي منها بعد عندما تذهبين إلى العمل أنا أكمل لك خياطة هذه القطعة التي على شكل تفاحة واثقة أنها ستعجبك كثيرا.فرحت ماري وقالت :جدتي كنت أعتقد أنك أصبحت لا تستطيعين الخياطة بسبب مرض الرعاش.أخذت الجدة نفسا عميقا وردت وهي تنظر بحزن إلى قطعة القماش :لا بأس في ذلك هذه قطعة صغيرة أحاول جاهدة صنعها لك لإسعادك صغيرتي.ابتسمت ماري وردت:شكرا جدتي.ثم صمتت قليلا وتذكرت طلب خالها وقالت للجدة : جدتي كدت أن أنسى .. خالي يود رؤيتك وطلب مني اخبارك بذلك.ردت الجدة : مرحبا به في أي وقت.بعد برهة دخل الخال جيمس منزلهما وهو غاضب دون أن يطرق الباب وقفت الجدة من كرسيها مرحبة به قائلة :مرحبا جيمس تفضل بالجلوس.كان يبدو على الخال جيمس الغضب وكان ينظر إلى منزلهما بكبرياء وقال :لا أود الجلوس في هذا المنزل الهالك سأقول لك كلمة وأذهب.ردت الجدة بهدوء :كما تريد.قال وهو غاضب :كيف تسمحين لماري أن تعمل بائعة متجولة في الشوارع كأنها تطلب عطف الناس ألا تخجلي؟! ألا تشعري بالعار؟!ردت الجدة بثقة :وما في ذلك من إحراج إنها لا تعمل عملا سيئا كي أخجل أو أتضايق حفيدتي فقط تساعدني وأظهرت لي أنها كبرت وأصبحت مسئولة لذلك أنا فخورة بها الآن.رد الخال جيمس : لعطفي عليكم فقط .. سأعطيكما مبلغا من المال واجعلي ماري تترك عملها فعملها الرخيص يحرجني ويشوه سمعة عائلتي أنسيتي أن والدتها تكون شقيقتي.ثم أخرج من جيب سترته كمية من المال و رماه باذلال على الجدة غضبت الجدة وقالت :نحن لسنا بحاجة إلى أموالك.و أرجعت أمواله إليه وأكملت حديثها :أنت تعلم أننا لا نطلب شيئا من أحد .. منذ متى تذكرت أن لشقيقتك ابنة لماذا لم تأتي لتسأل عنها من قبل منذ أن ولدت ماري وأنت لم تأتي لتراها .. هذه أول مرة تطأ قدماك منزلنا ولم تأتي لتسأل عنا بل أتيت لتقول لنا أننا نحرجك هذه حياتنا ونفعل ما يرضينا أتودنا أن نموت جوعا مقابل إرضاء كرامتك.نظر الخال جيمس إلى الجدة باذلال وقال :هكذا أنتما لن تتغيرا .. طوال حياتكما عار على عائلتنا أنتما تسببان لنا الإحراج دائما ما ذنب شقيقتي إن تزوجت من رجل فقير وخادم لدينا ومسلم عربي لقد استغليتم طيبتها.فخرج الخال جيمس و أبعد ماري التي كانت تستمع إلى حديثهما وهي قرب باب المنزل حتى أنه لم ينظر إلى ماري عندما أبعدها إكبارا منه وأغلق الباب بقوة وعندما خرج ارتعشت الجدة بشدة بسبب قهرها فركضت ماري نحوها وحضنتها قائلة :لا تبالي جدتي أنا مسرورة بعملي الأهم أن نعيش حياة كريمة دون احتياج لأحد.ردت الجدة وهي ترتعش من شدة الغضب :أنا دائما فخورة بك و فخورة بما تفعليه وفخورة بابني محمد لطالما كان والدك محمد رجل شريف ومحترم ويحب مساعدة الآخرين.ردت ماري :أعلم ذلك جدتي .. أرجوك لا تغضبي لا ترهقي نفسك.أما جوليت التي كانت في غرفة النوم وقد سمعت كل الحديث الذي جرى بين الجدة والخال جيمس قالت تحدث نفسها :أتعجب من قسوة خالها أحقا يوجد أقرباء بهذه القسوة !
                        التعديل الأخير تم بواسطة إبتسام ناصر بن عتش; الساعة 23-02-2011, 12:39.




                        سبحآن الله وبحمدهـ سبحآن الله العظيم

                        تعليق

                        • إبتسام ناصر بن عتش
                          أديب وكاتب
                          • 19-02-2011
                          • 194

                          #13
                          أرجو منكم أن تخبروني ما هو رأيكم بالرواية




                          سبحآن الله وبحمدهـ سبحآن الله العظيم

                          تعليق

                          • إبتسام ناصر بن عتش
                            أديب وكاتب
                            • 19-02-2011
                            • 194

                            #14
                            ( الفصل التاسع )


                            في اليوم التالي استيقظت ماري في الصباح مبكرا للذهاب إلى العمل حينها كانت جوليت جالسة على مائدة الطعام قرب الجدة كانت الجدة وجهها جدا شاحب ويبدو عليها المرض بشدة سألت ماري جدتها : جدتي أأنت بخير؟ كانت الجدة سارحة وأجابتها بتردد :نعم .. أنا بخير .. آ .. حسنا سأحضر لكما خبزا تتناولانه صحيح .. الحليب قد انتهى والبيض أيضا أنا آسفة صغيرتاي لا شيء ستأكلانه غير الخبز وإذا أردتما شرب شيء يوجد ماء بارد في علبة صغيرة.ثم وقفت الجدة وقالت :سأحضر لكما الماء.فجأة سقطت الجدة وتأوهت وقفت ماري بسرعة وأمسكت يد الجدة وقالت :جدتي إن كنت متعبة استلقي على السرير أنا سأفعل كل شيء.وساعدت ماري جدتها على النهوض قالت الجدة بابتسامة رقيقة : بإمكاني فعل كل شيء ما زلت بكامل نشاطي استريحي أنت ورائك عمل طويل.ردت ماري :لا جدتي أنت أهم من كل شيء.وقفت جوليت وقالت : بإمكاني احضار الماء استريحا أنتما.ثم ذهبت جوليت وأحضرت الماء, وبعدها قالت الجدة بحنان لهما :انتبها على نفسيكما ماري انتبهي على نفسك, جوليت أنا أعتبرك مثل حفيدتي انتبهي على نفسك صغيرتي.شعرت جوليت حينها بحنان الأسرة الذي لم تشعر به من قبل وكادت أن تدمع عيناها وابتسمت وقالت بهدوء:حسنا جدتي.ومن ثم قالت الجدة وهي تمسك رأسها : آه رأسي يؤلمني كثيرا أشعر بالدوار سأرتاح في فراشي أنتظر عودتكما. عندما ذهبتا ماري وجوليت إلى العمل استقبلتهما السيدة إلي بعصاها التي كانت تطرقها ببطء على طاولتها وهي تقول بنبرة حادة :اسمعا لن أتحمل استهتاركما عليكما أن تكونا جادتان في العمل وعليكما بيع كل ما في سلاتكم.ردت جوليت :لكن سيدتي هذا الأمر ليس بيدنا.ردت السيدة بنبرة حادة:كفى أصمتي أيتها اللعينة وإلا سألقنك درسا لن تنسيه طوال حياتك كي تعلمي أن هذا الأمر بيدك.. نعم بيدك.. والآن ماذا تنتظران اذهبا إلى العمل.وذهبتا ماري وجوليت وهما تتجولان بسلاتهما في الأسواق جوليت كانت تمشي وتقول :أرجوكم اشتروا مني الفحم إنه جيد. وماري تقول : تفاح .. تفاح طازج من يشتري التفاح الطازج.ولم يسلما من المعاملة السيئة من بعض المارة في السوق الذين يصطدمون بهما من دون رحمة ويقولون لهما : ابتعدا من هنا خذا سلاتكما الرخيصة وابتعدا من هنا هذا سوق محترم وليس للعب الأولاد.وكالعادة عادتا من العمل وهما لم تبيعا شيئا وقد وبختهما السيدة إلي بشدة قائلة لهما:حقيرتان لا تعلمان معنى المسئولية في العمل أنتما لستما صغيرتان بما فيه الكفاية حتى لا تجيدان البيع.ردت ماري بهدوء :سيدتي حاولنا البيع لكن لم يكترث أحد لنا.نظرت السيدة إلى ماري بغضب وأخذت سلة التفاح التي كانت فوق مكتبها ورمتها على وجه ماري بقوة حيث أن جميع التفاح الذي في السلة سقط على جسد ماري سقطت ماري أرضا من شدة الألم وكانت جوليت خائفة جدا تنظر إلى الأرض وهي خائفة ويداها ترتجف من شدة الخوف وبعدها قالت السيدة لهما بلا رحمة :تستحقان هذا وأكثر.وصاحت بأعلى صوتها :أخرجا من منزلي بسرعة لا أود رؤية مظهركما القذر. وخرجتا ماري وجوليت من منزلها كانت السماء تمطر حينها وكانتا ماري وجوليت جائعتان جدا سقطت ماري أرضا من شدة الجوع والبرد إلا أن جوليت ساعدتها على اكمال سيرها وعندما وصلتا إلى المنزل كانت الجدة حينها على السرير تكتب رسالة ويبدو عليها المرض بشدة وعندما دخلتا ماري وجوليت غرفة النوم كان يبدو على ماري المرض إلى أنها حاولت أن تخفي مرضها كي لا تقلق جدتها وضعت جوليت معطفها على السرير قرب الجدة ثم خرجت من الغرفة جلست ماري على الأرض نظرت ماري إلى الجدة وسألتها بلطف وهي مبتسمة ببراءة:جدتي ماذا تكتبين في هذه الورقة؟ردت الجدة بابتسامة حزينة والمرض يبدو عليها واضحا:ستعلمين ذلك قريبا وستقرئين الرسالة.ردت ماري :لماذا لا أقرأها الآن معك.قالت الجدة :لا ماري ليس مناسب قراءة الرسالة الآن.ابتسمت ماري وأخفضت رأسها وهي ترتجف بسبب المطر الذي سقط عليها في طريق عودتها من العمل لاحظت الجدة ذلك على ماري واقتربت من ماري بهدوء ومعها شرشف النوم الممزق الذي يتغطيان به ووضعته فوق كتفا ماري لتدفئتها و جلست الجدة قرب حفيدتها على الأرض وقالت لها بنبرة أمل :لاتحزني أنتِ لستِ وحيدة وإن كنتِ وحيدة أنظري إلى السماء فالقمر وحيد لكنه أجمل من في السماء الحياة جميلة وأجملها نقائك عيشي حياتك ولا تفكري إلا بربك كوني أنت ولا تكوني غيرك انتصري على كل الصعاب وتحديها أنت جوهر غالي الثمن لا تجعلي الشيطان يحبطك كوني قوية وتحدي الصعاب ومهما واجهتك مصاعب قولي الله معي ويحميني كوني حمامة بيضاء نقية تنشر السرور لمن ينظر إليها ابتسمي وأنسي الحزن فأنت نقية يا نجمة في السماء أنت نقية وهذا ما يهم أنت نقية وغيره لا يهم, واعلمي ماري .. مهما كانت الحياة كئيبة نحبها .. و مهما كانت الحياة قاسية نعيشها لكن رغما عنا لابد أن يكون وراء الفرح حزن وألم ومعاناة .. المشقة والألم جزء من الحياة وعليك الاعتياد عليها اجعلي ايمانك بالله قوي كي تعيشي بسلام وهدوء.ابتسمت ماري وأسندت رأسها على ذراع جدتها وقالت بلطف:جدتي, أنت دائما تمدينني بالأمل والتفاؤل.ثم دخلت جوليت غرفة النوم وقالت :آه يراودني النعاس سأنام. ورمت جسدها المنهك على السرير.

                            وهكذا أصبحت ماري تبيع التفاح تحت الأمطار والثلوج ومرت الأيام والشهور وهي تبيع في أقسى الفصول.
                            التعديل الأخير تم بواسطة إبتسام ناصر بن عتش; الساعة 23-02-2011, 17:59.




                            سبحآن الله وبحمدهـ سبحآن الله العظيم

                            تعليق

                            • إبتسام ناصر بن عتش
                              أديب وكاتب
                              • 19-02-2011
                              • 194

                              #15
                              ( الفصل العاشر)
                              بعد مرور ثلاثة أشهر دخلت ماري منزلها ولم يكن يوجد فيه أحد فوجدت جدتها مغمضة عيناها ومستلقاة على السرير أعتقد ماري أن جدتها نائمة ثم اقتربت منها بهدوء وقبلتها كما تفعل عادة وكان جسد الجدة باردا جدا قالت ماري تحدث نفسها :إنه موعد دواء جدتي يجب أن أعطيها الدواء الآن.ثم قالت بهدوء :جدتي.لم تجاوب الجدة فرددت ماري :جدتي .. جدتي.ولم تجاوب أيضا تعجبت ماري من ذلك لأن جدتها تستيقظ من أخف حركة ثم هزت ماري جدتها وقالت مرة أخرى :جدتي استيقظي إنه وقت دوائك!ولكن الجدة ظلت صامتة فحركت ماري يدَ جدتها إلى أنها سقطت فعلمت ماري أن جدتها توفيت لم تستطع تقبل الأمر بل كانت صدمة كبيرة لها وصاحت باكية بصوت عال :جدتي لا .. لا تموتي ليس لي أحد سواك .. لا أستطيع العيش بدونك.ثم بدأت تبكي بصوت عالٍ وكانت تحرك جدتها بقوة إلى أن سقطت رسالة من تحت وسادة الجدة وهي الرسالة التي كتبتها الجدة لماري قبل أشهر عندما كانت تعلم باقتراب وفاتها أسرعت ماري بفتح الرسالة وكانت تقرأها والدموع متدفقة على عيناها البريئتان ويداها الصغيرتان ترتجف من شدة الصدمة والحزن كانت الرسالة التي كتبتها الجدة قصيرة ولكنها تحمل عبر كثيرة والمكتوب فيها : 2(( ماري حفيدتي الصغيرة سيأتي يوم وأموت فيه لن أعيش طويلا لا تبكي فهذا قدر من الله ولا تيأسي من القدر أعلم أنك ستواجهين مصاعب عديدة بعد موتي و إذا واجهتك الظروف الصعبة لا تتذمري منها تحدي الظروف ولا تبكي فسيأتي يوم وتتحقق فيه أحلامك كوني صبورة ومتسامحة و قوية ومثابرة ولا تبكي مهما حصل فإن البكاء سيجلب لك الهم والغضب أتمنى أن تصبحي في المستقبل امرأة ناجحة عاقلة ومهذبة وأتمنى أن تساعدي الضعفاء دوما وأتمنى أن تتمسكي بتعاليم دينك الإسلامي واجعلي كتاب الله صديقك واجعلي ايمانك بالله قوي كي تعيشي حياة هانئة واعلمي أنني أحبك وراضية عنك.)) بعدما قرأت ماري الرسالة لم تتوقف عن البكاء بل ظلت تبكي بصوت عال حتى أن صوت بكائها كان مسموعا خارج المنزل وحين عادت جوليت من منزل روز كانت تتسلى هناك بخياطة الصوف مع روز و ابنتها سارة عندما دخلت منزل ماري سمعت صوت ماري وهي تبكي فعلمت أن مكروها ما قد أصاب الجدة وقالت و هي خائفة :ما الذي يحصل هنا؟!عندما رأت الجدة مستلقاة على السرير ولا تتحرك وماري بقربها منهارة وتبكي أصيبت بالدهشة والخوف وقالت وهي مرتعبة :ماري هل الجدة .. ماتت !! لم تستطع ماري الإجابة من شدة الحزن فقط أومأت رأسها بنعم قالت جوليت وهي حزينة :لا!سقطت جوليت على الأرض من شدة الصدمة التي وقعت عليها ووضعت كفيها على الأرض وقالت :ماري أهذا صحيح هل الجدة ماتت؟! ردت ماري والدموع على خذيها وصوتها المتقطع يدل على شدة حزنها : نعم جوليت .. جدتي رحلت كانت مريضة جدا .. لم أكن أتوقع أنني عندما أعود إلى المنزل سأجدها ميتة. نظرت جوليت إلى ماري بتعجب وقالت :لا أعلم ماذا أقول لك لا أظنك سوف تستطيعين تحمل رحيلها عنك!ثم نظرت إلى الأرض وأكملت حديثها :وأنا أيضا لن أستطيع تحمل رحيلها.وبدأت تبكي بصمت ثم مسحت دموعها وقالت :علي اخبار روز بذلك سأعود حالا.فركضت جوليت نحو منزل روز لإخبارها أن الجدة توفيت ولتقف قرب ماري في هذا الوقت المرير كانوا الناس ينظرون إلى جوليت وهي تركض بدهشة ويتسائلون : ماذا بها هذه الفتاة؟! لماذا تركض هكذا كأن شخص يلاحقها. عندما وصلت إلى منزل الجارة روز طرقت الباب بقوة وسرعة تعجبت روز التي كانت تخيط الصوف مع ابنتها سارة وقالت تحدث نفسها :من الذي يطرق الباب هكذا!وذهبت مسرعة وفتحت الباب وعندما فتحته اندفعت جوليت نحوها قائلة وهي تتعثم : جدة ماري .. قد .. ماتت.اندهشت روز وقالت :ماذا الجدة مريم ماتت! ردت جوليت :نعم وماري الآن منهارة و تبكيبشدة.فأسرعت روز إلى منزل ماري وعندما رأت الجدة اخفضت رأسها وأدمعت عيناها بل كانت تود البكاء لكنها صمتت أما ماري فقد كانت منهارة ممسكة كف جدتها بقوة وتبكي ورسالة جدتها مفتوحة ومرمية قربها على الأرض قالت جوليت لماري بلطف لتهدئها :ماري أنا و روز معك لن نتركك سنبقى بجانبك.ثم أكملت روز الحديث:نعم هذا صحيح لن نتركك أبدا.ثم تربت روز على كتف ماري وقالت :لا تبكي امسحي دموعك أنظري ماذا كتبت جدتك في الرسالة تطلب منك أن لا تبكي وأن تكوني قوية هل ستخالفين أوامر جدتك هذا قدر من الله كلنا سنموت ماري .. كلنا سنموت.مسحت ماري دموعها وقالت : صحيح جدتي طلبت مني أن لا أبكي وأن أكون قوية .. لن أنساك جدتي.ردت روز :أحسنتِ ماري كوني قوية هكذا.فاقتربت جوليت من روز وهمست لها :أتعلمين روز لم أرى يوما ماري تبكي بشدة هكذا فمن المعروف عنها أنها تخبئ مشاعرها ولا تظهر حزنها لأحد.ردت روز :مسكينة ماري فقدت جدتها التي كانت لا تستطيع مفارقتها وكذلك أبويها لم تراهما يوما الآن أصبحت وحيدة تماما.ثم نظرت إلى جوليت وقالت بجدية:أنتما الآن تعيشان نفس الحال لذلك عليكما أن لا تفارقا بعضكما البعض أبدا مهما حصل.
                              كانت تلك الليلة ليلة كئيبة مليئة بالأحزان لماري فقد كانت تفكر بجدتها وتبكي بكاءً مكثوما أما جوليت فقد خرجت إلى الشارع وهي حزينة كي تنسى الصدمة والحزن التي هي عليه وكانت جوليت تتذكر كلام الجدة عندما تقول لها :أنا أراك مثل ماري وأعتبرك حفيدتي.
                              التعديل الأخير تم بواسطة إبتسام ناصر بن عتش; الساعة 23-02-2011, 18:12.




                              سبحآن الله وبحمدهـ سبحآن الله العظيم

                              تعليق

                              يعمل...
                              X