[align=justify][align=left][align=justify]كغيري من عشرات الملايين ومن بداية تظاهرات شباب ثورة 25 يناير المجيدة كنت أظنها مجرد مظاهرات عابره ستستمر يوما أو يومان أو ثلاثة كسائر صور المظاهرات والاحتجاجات والإعتصامات التي عصفت بالبلاد وفي معظم المصالح والهيئات للتعبير عن الرفض والمطالبة بالحقوق المنقوصة ،فصارت صور المظاهرات والاحتجاجات أو الاعتصامات أحياناً "موضة" في السنتين الأخيرتين تحديداً،وكثيراً جداً تعبيراً عن الغضب والظلم الدفين الشديد للمطالبة بالحقوق ولمكافحة الفساد وغلاء الأسعار والفقر و..غيره،وتلك المرة امتدت المظاهرات لتصل لذروتها في أحداث جمعة الغضب الأليمه 28/01/2011 ليختفي الأمن وتحدث الكوارث وتشتعل الحرائق في كثير من المباني والهيئات وتمتد أعمال النهب والتخريب والسرقة لمعظم المباني والهيئات والثكنات وتتعالي صيحات وأصوات الاستغاثات وجعلتنا جميعاً قلوبنا تخفق ونشعر هلعاً أن بلادنا تنهار ،فلا أمن ولآ أمان ولا اطمئنان ولا أمل في مستقبل ، فلا وجود للدولة أو الحكومة أو مسئوليها ،عشرات الملايين من الناس في حالة ذهول تام،ومئات الملايين حول العالم تتجه أنظارهم إلي حرائق القاهرة والسويس ،والإسماعيلية ومعظم عواصم المحافظات ،حتى ظننت شخصياً أن مسئولي الدولة تركوا البلاد وهربوا.! ، ومما زاد الطين بله خروج رئيس المجلس الموقر ليفيد أنه سيلقي بيان.!ّ عندها ظننا أن ربما حدث خطب ما لرئيس البلاد مرض أو موت أو انقلاب عسكري أو غيره.!،ثم عادت المصادر لتعلن أن رئيس المجلس يفيد أن الرئيس "المتنحي"مبارك سيلقي خطاب ، وزادنا طمأنه بعض الشيء قراره باعتباره الحاكم العسكري بنزول الجيش وفرض حظر التجول، ظللنا نعتصر من وقت الإعلان عن الخطاب لساعات طويلة أكثر من سبع ساعات ،وبُث الخطاب المسجل المتأخر للغاية وبإجراءاته المتأخرة بعد الخراب والدمار والحرائق ليزيد المتظاهرين شراسة وتكتل وتجمع وعدداً بميدان التحرير ،وبدأت شعارات المتظاهرين تتبدل فجأة من تلك الليلة تبدلت الشعارات بعد أن كان شباب المتظاهرون يرددون "يا نظيف يا نظيف .مش لاقيين الرغيف "، لا للفساد" غيرها ، تحولت بقدرة قادر إلي "الشعب يريد إسقاط النظام. "، ارحل.، وغيرها من شعارات مثيره مما جعلنا ننقسم لفريقين، فريق متخوف ومؤيد للاستقرار واستمرار النظام السابق وينادي بصرف المتظاهرين من ميدان التحرير ومن شتي أماكن التظاهر بكل المدن، وفريق مٌشجع للتظاهر والمتظاهرين وتأييدهم ودعمهم،والذي لاقي الأخير الدعم الإعلامي من مختلف القنوات والمحطات الاعلاميه الخارجية وكذلك التأييد من الخبراء والإستراتيجيين ،فظللنا من اليوم 29 /01/ وحتي 10/02/2011 نعتصر غضباً وألماً وتخوفاً علي البلاد ،ننام ونستيقظ هلعاً علي صيحات المتظاهرات الذين لا ينامون أو ينامون بالتناوب في ميدان التحرير والميادين والشوارع المحيطة به،خوفنا جميعاً سواء مؤيدين ومعارضين كان علي امن واستقرار البلاد، ومما يحيط بها من أخطار وما يدور حولها من مطامع،وبعد أن حدث في اليوم المشهود "جمعة الرحيل" 11/02/ تنحي الرئيس السابق انتشرت الأفراح حتى صباح اليوم التالي ،وبعد أن استمتع الجميع بالإحتفال ببهجة المناسبه التاريخيه كانت الصوره أعظم حضارةً وإشراقاً،فانتشر الجميع صبيه وشباب ورجال ونساء ينظفون الشوارع ويبنون ويصلحون ما تم تخريبه وتدميره، بنات وشابات في عمر الزهور ينظفن ويغسلن الجدران ويدهنون الحوائط.، وكان يٌظن أن حماس هؤلاء الشباب سيصمد يوماً أو يومان وسيملون ويرحلون إلا أنهم استمروا ومازالت مجهودات وشعارات هؤلاء الشباب والشابات وحتى الصبية تزيد وتتضاعف يوما بعد الآخر كل يوم شعار بأحسن منه "يلا نعمر بلدنا " ،يلا نعمر مصر، يلا نبني مصر ،معاً لأعمار مصر ،إيدي في أيدك نبني مصر، حركة إعمار مصر ، وغيرها العشرات من شعارات الخير والبناء والتعمير وحتى بعض "الجروبات " الثورية تحولت إلي حركات تعمير وبناء ومر أكثر من عشرة أيام وحركات الشباب يبذلون أقصي ما في وسعهم للنظافة وتجميل وبناء مصر الجديدة وبجهودهم الذاتية ،وتمنيت شخصياً لو تنحي الرئيس مبارك منذ أمد بعيد لتحدث تلك الصحوة الوطنية والشبابية ،وليتكشف ويفضح كم الفساد والمفسدين والمتلاعبين بأقوات الشعب والعابثين المستهزئين بأموال وثروات البلاد،وهنا دعوه لكل رجال الأعمال والأثرياء من أبناء مصر لتقديم الدعم المادي والمعنوي لهؤلاء الشباب والمتطوعين والأخذ بأيدهم نحو مزيداً من العطاء والبناء،ويجب أن ينسي أو يتناسى الجميع أي اتهامات فالجميع سواء من كانوا مع النظام أو مع الثورة بالتأكيد كانت رغبتهم استقرار وأمن مصر بالدرجة الأولي فيجب آلا ننشغل وأن نهم جميعاً ولنستجيب جميعاً لنداءات إعمار وبناء مصرنا الجديدة علي أسس من العدالة الإجتماعيه والحريه والديمقراطية والتساوي في الحقوق والواجبات أمام القوانين[/align][/align][/align]