كتب مصطفى بونيف
جــاءك "الفيسبوك" يا تارك الصلاه!!
جلس "جاك" وهو شاب أمريكي أمام حاسوبه، ثم ولج إلى عالم الأنترنت...ليدخل صفحة "الفيسبوك"..ليتواصل مع صديقته البريطانية "كارلا"...كتب على جدارها معلقا على صورتها وهي تلبس بيجاما حمراء " الجميل جميل ولو لتوًّه قايم من النوم، والقبيح قبيح ولو يتحمم كل يوم"...فكتبت كارلا على جداره ردا رقيقا " ثانك يو، يو آر فيري كند" يعني " شكرا أنت تستخلص الخل من الباذنجان".
ثم ضربا موعدا لقضاء عطلة ممتعة في باريس...وكذلك فعل جمع من الشباب في الكوكب الآخر بالفيسبوك، الذي أصبح بمثابة الحديقة أو النادي الذي يجتمع فيه الصحب والأحباب..من شباب وشابات.
وفي كوكبنا العربي....وعلى نفس الموقع "الفيسبوك"...جلس محمود على الحاسوب..وكتب على جداره...
" يكفينا بطالة، يكفينا فقر، يكفينا تهميش"
فردت عليه خديجة من بلد عربي آخر " يكفينا عنوسة...".
وانتشرت الرسائل على جدران "الفيسبوك"...رسائل التذمر، والقرف،والفقر.
سأل الحاكم العربي وزيره " ما هي أخبار الشعب؟"، فأجابه الوزير " الشعب يسلم عليك ويدعو لك ليل نهار".
- لو أن الشعب يعرف كم نتعب في سبيل إسعاده.
فأجابه الوزير في حماس " الشعب يحبك ويقدر تعبك، ويريدك حاكما أبديا، الشعب من حبه لك يتمنى أن تحكمه لألف عام حتى وأنت في آخرتك".
ابتسم الحاكم في غرور ثم قال لوزيره: " سوف نناقش هذا الأمر...أن أحكم الشعب من الآخرة...
- لكنك ستكون مشغولا بما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على بال بشر!.
- يا وزيري الحبيب، إن شعبا مثل شعبنا يستحق أن أتفرغ له حتى وأنا في الفردوس.
- يا سيادة الحاكم أتمنى أنك لم تنس زيارتك التفقدية لسويسرا حيث ملاجئ اليتامى ....73 مليون يتيم ينتظرون عطفك وحنانك ولمسة يدك التي تبعث فيهم الحياة.
كتب محمود على جداره بالفيس بوك...موعدنا في الساحة الكبرى احتجاجا على "البطالة، والعنوسة، وأزمة السكن، وغلاء الأسعار".
كتب جاك لصديقته البريطانية "كارلا"..ومجموعته، "موعدنا في الشانزي ليزيه" لقضاء أجمل الأوقات، الآيس كريم هناك بارع الذوق.
في الساحة الكبرى...
وصل محمود يحمل لافتة كتب عليها..( أريد شغلا).
وصلت خديجة تحمل لافتة كتبت عليها ( أريد عريسا).
وما هي إلا دقائق حتى امتلأت الساحة الكبرى بعشرات الشباب..كل يحمل لافتة كتب عليها ما هو محروم منه...!
توقفت سيارة الشرطة، وفرقت تجمع الشباب الذين تركوا الساحة مذعورين.
في الشانزيليه..
وصل جاك يحمل لافتة كتب عليها ( آي لوف يو كارلا) أي ( أريد بوسة يا كارلا).
وصلت كارلا تحمل لافتة كتبت عليها ( آي ونت آيسكريم بالشوكلاطة)
وما هي إلا ثواني حتى تجمع (الجروب) حاملين لافتات عليها قلوب حمراء...ثم تحول التجمع إلى مهرجان للقبل والبوسات التي ملأت ميدان الشانزيليه مع روائح العطور الفخمة.
توقفت سيارة الشرطة الفرنسية...ليصفق رجالها طويلا لمهرجان الحب.
قرأ الحاكم العربي على شريط أخبار إحدى الفضائيات ( فرقت الشرطة العربية جمعا من الشباب تجمعوا بالساحة الكبرى لمطالبة الحكومة للتكفل بمشاكلهم).
استشاط غضبا وطلب وزيره : ما الذي يحدث؟
رد الوزير ساخرا : لا تقلق يا سيادة الحاكم، هؤلاء شباب الأنترنت والفيسبوك.
وأحضر له "اللاب توب" وفتح له صفحة "شاكيرا" قائلا : " أنظر هذا هو الفيسبوك".
حملق الحاكم في صورة شاكيرا ثم قال: " هذا هو الفيسبوك؟".
- أي نعم هذا هو الفيسبوك.
- والشباب الذين خرجوا هم شباب الفيسبوك؟
- نعم يا سيادة الرئيس!.
- لم أكن أعرف بأن الشباب عندنا جميل ، وملفوف، وأبيض ....
ثم فتح له الوزير صفحة إليسا ...
صرخ الحاكم...ما أعظم شبابنا، وما أوسع صدره!.
- شبابنا رائع يا سيادة الحاكم لولا وجود بعض الخلفيات الأجنبية التي تريد أن تنفذ بعض أجنداتها.
- أنا لا أخاف من خلفيات شبابنا الثقافية لأنها مبنية على قاعدة متينة، صممتها بعناية ...
- طبعا، عناية حاكم ...أنت من يصمم القواعد وتحن ننطلق بإشارة اصبعك الصغير.
الحاكم (غاضبا): أصابعي كلها كبيرة...لا تجعلني أفقد أعصابي ...حسّن ألفاظك.
كتب محمود على جداره ( نريد حرية، نريد التغيير)
كتبت خديجة ( نريد أن نتنفس حرية وكرامة)
وصلت الرسالة إلى المجموعة كلها ..سنلتقي في الساحة الكبرى لنعلن عن ثورة!
كتب جاك على جداره "شكرا لجمالك يا كارلا""
كتبت كارلا وشكرا لذوقك ولطفك يا جاك.
وكتبت المجموعة ....شكرا لله الذي أعطانا هذه النعمة.
في الساحة الكبرى
وصل محمود يحمل لافتة كتب عليها " أريد حرية، أريد كرامه"
وصلت خديجة تحمل لافتة كتبت عليها " نريد أن نتنفس هواء جديدا"
وبعد فترة ..تجمع العشرات ثم المئات، ثم الألوف يحملون شعارات " ارحلوا .."
تدخلت سيارات شرطة مكافحة الشعب ...
ونشبت معارك ....
الساحة تعج بالملايين، يطلبون تغيير النظام.
ذعر الحاكم مما يشاهده على الفضائيات.
دخل عليه وزيره ...." لا تقلق هذه مجرد زوبعة في الفيسبوك وقوات الأمن تتعامل معها.
رد الحاكم غاضبا: - فيسبوك ولا فيس أمك...هاهي ذي الخلفيات قد تنامت وكبرت ...أريد أن أخطب في شعبي فورا.
خرج الحاكم في يأس.." أيها الشعب، لقد فهمتكم، غلطوني وقالوا لي أن المسألة لا تعدو مجرد خلفيات ومقدمات، لكن سأوفر لكم كل الذين تطلبونه"...
كتب محمود على جداره...يا شباب البلد، ويا مزّات الوطن اتحدوا....
كتبت خديجة ..ارحل ...!
رن هاتف الحاكم من رقم مجهول ...
" ألو....إن البيت الأبيض يأمرك أن ترحل فورا ".
كتب جاك على جداره.." تعالوا لنتجمع في ساحة الشانزليزيه، لندعم حرية الشباب العربي!.
مصطفى بونيف
( مهداة إلى شباب الثورات العربية الذين غيروا التاريخ والجغرافيا).
جــاءك "الفيسبوك" يا تارك الصلاه!!

جلس "جاك" وهو شاب أمريكي أمام حاسوبه، ثم ولج إلى عالم الأنترنت...ليدخل صفحة "الفيسبوك"..ليتواصل مع صديقته البريطانية "كارلا"...كتب على جدارها معلقا على صورتها وهي تلبس بيجاما حمراء " الجميل جميل ولو لتوًّه قايم من النوم، والقبيح قبيح ولو يتحمم كل يوم"...فكتبت كارلا على جداره ردا رقيقا " ثانك يو، يو آر فيري كند" يعني " شكرا أنت تستخلص الخل من الباذنجان".
ثم ضربا موعدا لقضاء عطلة ممتعة في باريس...وكذلك فعل جمع من الشباب في الكوكب الآخر بالفيسبوك، الذي أصبح بمثابة الحديقة أو النادي الذي يجتمع فيه الصحب والأحباب..من شباب وشابات.
وفي كوكبنا العربي....وعلى نفس الموقع "الفيسبوك"...جلس محمود على الحاسوب..وكتب على جداره...
" يكفينا بطالة، يكفينا فقر، يكفينا تهميش"
فردت عليه خديجة من بلد عربي آخر " يكفينا عنوسة...".
وانتشرت الرسائل على جدران "الفيسبوك"...رسائل التذمر، والقرف،والفقر.
سأل الحاكم العربي وزيره " ما هي أخبار الشعب؟"، فأجابه الوزير " الشعب يسلم عليك ويدعو لك ليل نهار".
- لو أن الشعب يعرف كم نتعب في سبيل إسعاده.
فأجابه الوزير في حماس " الشعب يحبك ويقدر تعبك، ويريدك حاكما أبديا، الشعب من حبه لك يتمنى أن تحكمه لألف عام حتى وأنت في آخرتك".
ابتسم الحاكم في غرور ثم قال لوزيره: " سوف نناقش هذا الأمر...أن أحكم الشعب من الآخرة...
- لكنك ستكون مشغولا بما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على بال بشر!.
- يا وزيري الحبيب، إن شعبا مثل شعبنا يستحق أن أتفرغ له حتى وأنا في الفردوس.
- يا سيادة الحاكم أتمنى أنك لم تنس زيارتك التفقدية لسويسرا حيث ملاجئ اليتامى ....73 مليون يتيم ينتظرون عطفك وحنانك ولمسة يدك التي تبعث فيهم الحياة.
كتب محمود على جداره بالفيس بوك...موعدنا في الساحة الكبرى احتجاجا على "البطالة، والعنوسة، وأزمة السكن، وغلاء الأسعار".
كتب جاك لصديقته البريطانية "كارلا"..ومجموعته، "موعدنا في الشانزي ليزيه" لقضاء أجمل الأوقات، الآيس كريم هناك بارع الذوق.
في الساحة الكبرى...
وصل محمود يحمل لافتة كتب عليها..( أريد شغلا).
وصلت خديجة تحمل لافتة كتبت عليها ( أريد عريسا).
وما هي إلا دقائق حتى امتلأت الساحة الكبرى بعشرات الشباب..كل يحمل لافتة كتب عليها ما هو محروم منه...!
توقفت سيارة الشرطة، وفرقت تجمع الشباب الذين تركوا الساحة مذعورين.
في الشانزيليه..
وصل جاك يحمل لافتة كتب عليها ( آي لوف يو كارلا) أي ( أريد بوسة يا كارلا).
وصلت كارلا تحمل لافتة كتبت عليها ( آي ونت آيسكريم بالشوكلاطة)
وما هي إلا ثواني حتى تجمع (الجروب) حاملين لافتات عليها قلوب حمراء...ثم تحول التجمع إلى مهرجان للقبل والبوسات التي ملأت ميدان الشانزيليه مع روائح العطور الفخمة.
توقفت سيارة الشرطة الفرنسية...ليصفق رجالها طويلا لمهرجان الحب.
قرأ الحاكم العربي على شريط أخبار إحدى الفضائيات ( فرقت الشرطة العربية جمعا من الشباب تجمعوا بالساحة الكبرى لمطالبة الحكومة للتكفل بمشاكلهم).
استشاط غضبا وطلب وزيره : ما الذي يحدث؟
رد الوزير ساخرا : لا تقلق يا سيادة الحاكم، هؤلاء شباب الأنترنت والفيسبوك.
وأحضر له "اللاب توب" وفتح له صفحة "شاكيرا" قائلا : " أنظر هذا هو الفيسبوك".
حملق الحاكم في صورة شاكيرا ثم قال: " هذا هو الفيسبوك؟".
- أي نعم هذا هو الفيسبوك.
- والشباب الذين خرجوا هم شباب الفيسبوك؟
- نعم يا سيادة الرئيس!.
- لم أكن أعرف بأن الشباب عندنا جميل ، وملفوف، وأبيض ....
ثم فتح له الوزير صفحة إليسا ...
صرخ الحاكم...ما أعظم شبابنا، وما أوسع صدره!.
- شبابنا رائع يا سيادة الحاكم لولا وجود بعض الخلفيات الأجنبية التي تريد أن تنفذ بعض أجنداتها.
- أنا لا أخاف من خلفيات شبابنا الثقافية لأنها مبنية على قاعدة متينة، صممتها بعناية ...
- طبعا، عناية حاكم ...أنت من يصمم القواعد وتحن ننطلق بإشارة اصبعك الصغير.
الحاكم (غاضبا): أصابعي كلها كبيرة...لا تجعلني أفقد أعصابي ...حسّن ألفاظك.
كتب محمود على جداره ( نريد حرية، نريد التغيير)
كتبت خديجة ( نريد أن نتنفس حرية وكرامة)
وصلت الرسالة إلى المجموعة كلها ..سنلتقي في الساحة الكبرى لنعلن عن ثورة!
كتب جاك على جداره "شكرا لجمالك يا كارلا""
كتبت كارلا وشكرا لذوقك ولطفك يا جاك.
وكتبت المجموعة ....شكرا لله الذي أعطانا هذه النعمة.
في الساحة الكبرى
وصل محمود يحمل لافتة كتب عليها " أريد حرية، أريد كرامه"
وصلت خديجة تحمل لافتة كتبت عليها " نريد أن نتنفس هواء جديدا"
وبعد فترة ..تجمع العشرات ثم المئات، ثم الألوف يحملون شعارات " ارحلوا .."
تدخلت سيارات شرطة مكافحة الشعب ...
ونشبت معارك ....
الساحة تعج بالملايين، يطلبون تغيير النظام.
ذعر الحاكم مما يشاهده على الفضائيات.
دخل عليه وزيره ...." لا تقلق هذه مجرد زوبعة في الفيسبوك وقوات الأمن تتعامل معها.
رد الحاكم غاضبا: - فيسبوك ولا فيس أمك...هاهي ذي الخلفيات قد تنامت وكبرت ...أريد أن أخطب في شعبي فورا.
خرج الحاكم في يأس.." أيها الشعب، لقد فهمتكم، غلطوني وقالوا لي أن المسألة لا تعدو مجرد خلفيات ومقدمات، لكن سأوفر لكم كل الذين تطلبونه"...
كتب محمود على جداره...يا شباب البلد، ويا مزّات الوطن اتحدوا....
كتبت خديجة ..ارحل ...!
رن هاتف الحاكم من رقم مجهول ...
" ألو....إن البيت الأبيض يأمرك أن ترحل فورا ".
كتب جاك على جداره.." تعالوا لنتجمع في ساحة الشانزليزيه، لندعم حرية الشباب العربي!.
مصطفى بونيف
( مهداة إلى شباب الثورات العربية الذين غيروا التاريخ والجغرافيا).
تعليق