لا تبك يا بابا

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • حنين حمودة
    أديب وكاتب
    • 06-06-2010
    • 402

    لا تبك يا بابا

    لا تبك يا بابا

    حين دخلت غرفة الجلوس، كان بابا كالمعتاد يقرأ في الصحيفة.
    كان وجهه الكئيب قد زادت تجاعيده، وكبر في أيام أكثر من عشر سنوات.
    وقفت أتأمله دون أن أحدث أي صوت..
    كان ظهره محنيا، وذراعاه من الضعف بحيث لم تستطيعا رفع الصحيفة إلى أعلى كما يفعل عادة،
    وكانت الدموع تترقرق في عينيه..

    اقتربت منه بصمت، فتنبه لي، وأغلق الصحيفة بسرعة وأبعدها عنه، ليتوجه لي بكل الحب والحفاوة.
    قلت له: ما لك بابا؟
    لم يسحبني لأجلس في حضنه كما يفعل عادة.
    لم يقبلني..
    حتى أنه لم يمسك يدي!
    كان يخاف أن أكبس على زر عنده.. فتتدفق الدموع..
    قال لي وهو يحرك رأسه يمنة ويسرة: لا أعرف، دخل شيء في عيني!
    تحدثنا.. عن الأشياء التي تدخل في العيون فتجرحها!!
    عم سكون قطعه صوت ماما وهي تناديه منالداخل.
    رسم ابتسامة مغصوبة على وجهه، وهو يهز رأسه .. وغادر إلى المطبخ.
    صرت وحدي، فذهبت بسرعة لأرى ما كان يحاول أن يخفيه عني.
    فتحت الصحيفة، وكانت الصورة التي ترسم الموت والدمار هناك*!
    كانوا ثلاثة أطفال.. وكان الدم يتدفق من الصورة ليملأ الغرفة عندي!
    تدفق الدمع من عيني، ورأيتني أشهق.. بصوت مكبوت.
    تذكرت يوم أن دخلنا البيت أنا وأخواي الصغيران فجأة، قبل أسبوع. سمعت موسيقى الأخبار، وحين وصلنا غرفة الجلوس كانت موسيقى المسلسل اليومي.
    في اليوم التالي أحضر بابا تلفزيونا صغيرا، وضعه في غرفة النوم الخاصة به وبماما.

    دخلت إلى غرفتي لأبحث عما أساهم به لمساعدة الشعب المظلوم.
    أمسكت حصالتي، لم يكن بها الكثير، لكنها كل ما أملك.
    حملتها وتوجهت نحو باب الغرفة.
    تذكرت هديتي العزيزة..
    حين صوبتها نحو أخي الصغير إبراهيم، قال لي أبي:
    لا.. لا ياحبيبي. هي لا تصوب نحو الصديق أبدا.. هي لحماية المظلوم.
    عدت إليها..
    تركت الحصالة،
    وحملتها بعشق..
    قبلتها، وخرجت بها.
    "صورة بندقية"
    وضعتها فيحضن بابا. نظر إليها، ثم رفع رأسه متسائلا. قال: ما بها بندقيتك؟
    قلت بعنفوان: هيا ندافع بها عن ليبيا.

    2\2011


    *هناك: أي مكان يعم فيه الظلم. كانت غزة- فلسطين، وصارت ليبيا..
    ويمكن أن نسميها بأسماء لا تحد على امتداد الظلم والظلمة.

  • مها راجح
    حرف عميق من فم الصمت
    • 22-10-2008
    • 10970

    #2
    فكرة حمل البندقية وتصويبها لم أحبذها هنا وإن كانت رمزا..(مجرد رأي شخصي)
    قلمك جميل استاذة حنين ويحمل الكثير للطفولة
    تحيتي
    رحمك الله يا أمي الغالية

    تعليق

    • حنين حمودة
      أديب وكاتب
      • 06-06-2010
      • 402

      #3
      أستاذتي مها،
      سأثقل عليك لكني أحب أن تقرئي ما كتبت يوما..
      السيدة ... الفاضلة:
      السلام عليكم ورحمة الله ،
      بدءاً ذي بدء، أبارك لنا النصر، فنصركم نصر للأمة.
      أخجل من نفسي وأنا أشارككم نصرا حلمنا به منذ اكثر من نصف قرن، ولم نقدم فيه اليوم أكثر من الفتات، والدعاء ...
      هل يمكن أن تصدقي أن دعائي صنع شيئا؟! انا أحب أن أصدق.
      قلت في باب التمني: يا رب ينزلوا طيارة.
      وارتفعت مخاوفي وقتها فصرت أردد : اني مغلوب فانتصر .. اني مغلوب فانتصر.
      وجاء الخبر العاجل: سقطت طيارة.
      قمت أهلل وأكبر. قلت: يا رب ناقلة جند.
      قالت أمي: منيح إذا كانت مروحية.
      وكانت ناقلة جند.
      زدت وكأنني أفرك المصباح ولي ثلاث أمنيات: يا رب يأسروهم.

      لا تظني بأنني لا أفهم معنى الدمار والشهادة ولهذا أفرح بالنصر متناسية ما سواه،
      فأنا من فلسطين، حيث القتل والتدمير حدث يومي. .
      اعتدنا أن نقدم الشهداء دون مقابل، مع أبطالنا في لبنان.. اختلفت المعادلة!
      " يومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله "
      فرحة كأم على طفلها الوليد، وخائفة عليه فالحساد والأعداء والمتواطئون في كل مكان..
      وجدتني أرى فيك لبنان، وارى لهفي عليه.
      أعذريني، وتقبلي مني مشاعري القاصرة في زمن البطولات.
      حنين 8/06

      أنا عربية مترعة بالهموم والشعور بالقصور والذل.
      أنا عربية أؤمن بالكفاح المسلّح.. ولا أرى ضيرا في تعليم الأبناء معنى السلاح، ولمن يوجه.
      للدقة، أرى لزوما في ذلك.


      مودتي وتقديري
      التعديل الأخير تم بواسطة حنين حمودة; الساعة 27-02-2011, 16:09.

      تعليق

      • إبتسام ناصر بن عتش
        أديب وكاتب
        • 19-02-2011
        • 194

        #4
        رائعة جدا أعجبتني فكرة القصة وأظن أنك كاتبة صغيرة في العمر لأن أكثر كتاباتك الجميلة والمعبرة
        في قسم أدب الطفل مثلي هل يمكنك اخبارك كم عمرك؟؟
        صحيح رأيي في القصة أنها جميلة وتستحق النشر والله يكون بعون أباك ويكون بعون جميع أهالي
        ليبيا




        سبحآن الله وبحمدهـ سبحآن الله العظيم

        تعليق

        • امنة فزاع
          • 18-02-2011
          • 8

          #5
          اللهم انصر المسلمين فى كل البلاد وان شاء الله رينا يرفع عن ليبيا ةالامة الاسلامية جميعا ولاحول ولا قوة الا بالله

          تعليق

          • حنين حمودة
            أديب وكاتب
            • 06-06-2010
            • 402

            #6
            عزيزتي ابتسام،
            أنا خصيصا لم أضع عمري..
            لأني أريد ممن يقرأ أن يشعر بطفولتي التي تتلبسني
            ولا أريد للأرقام أن تعكر هذا الصفاء.
            أنا أحيانا أكون في الصف الأول الإبتدائي، وأحيانا الاعدادي..
            وأحيانا .. أكون أما!

            هنا فرصة لك يا حبيبتي.. أن تكوني ما تشائين!
            مودتي الخالصة

            تعليق

            • حنين حمودة
              أديب وكاتب
              • 06-06-2010
              • 402

              #7
              هذه القصة كتبت لغزة.. وصيرتها للمناسبة ليبيا.. واليوم تنطق بأعلى صوتها:غزّةاللهم انصر اهلنا في غزّة

              تعليق

              • اسيل الشمري
                أديبة ومهندسة
                • 10-06-2014
                • 422

                #8
                راقت لي القصة في معناها وفحواها
                لله دركِ أختي حنين
                نسأل الله النصر لكل المظلومين في كل مكان..
                تقديري






                تعليق

                يعمل...
                X