بالروح..بالدم..للحرية
على أكتاف الشباب محمول , تحوطه ألحان الفرح .
بين صويحباتها , يرقص قلبها طرباً , وعلى وجهها ينسدل الحياء .
زفافهما جاء أخيراً , ليجعل الادنيا في أعينهما تتزين سعادة , وبيت صغير له باب يغلق عليهما , ينحتان خلفه بسمة على شفتيهما , تعاهدا ألا يسمحا لها أن تذوي يوماً.
عشرون يوماً مضت , وهل عليهما الخبر السعيد , والقلق والأمل يتصارعان داخليهما عن المستقبل , وجاءت البسمة لتنحي كليهما جانباً , فاللحظة لا تسمح بغيرها .
وفي الثامن والعشرين بدأ هدير طوفان الغضب .. انضم إليه , بكل إصرار يدفعه يأس الماضي وقلق المستقبل , وتدافع الرصاص سيلاً يبغي تفريق الطوفان , فكان هو وآخر وشابة و طفل و...... بحر من دماء سالت لتنبت حرية وطن .
صرخت : " لماذا ؟ ماذا فعل ؟! " , قالوا : " الأوامر هكذا " , وسجنوا بسمتها خلف قضبان من دمع ٍ ينهمر .. وضعوها في سجن الحزن عروساً شابة , صحبت حزنها يدخل الحي بيتاً بيتا ألماً لفقدانه عريساً شاباً .. جاء الكل يعزيها , قالت : " لا عزاء , من أراد أن يعزيني فليصحبني للميدان , قد عاهدت زوجي ألا أسمح لبسمتي أن تذوي , و براً بعهدي لن أرجع من الميدان إلا بها ! " .
حتى الميدان تستنفر الناس لصحبتها .. تنعي إليهم شهيداً خشي أن يموت الوطن !.
طريق قاسي مر بالغضب والرحيل , وأخيراً جاء الفرج يوم الصمود , ومن عينيها انسابت دموع الفرح تذيب قضبان الحزن , لتشهد ميلاداً جديداً لبسمتها والوطن .
تعليق