لقد ذل من بالت عليه الثعالب.

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • الضيف حمراوي
    أديب وكاتب
    • 28-11-2008
    • 70

    لقد ذل من بالت عليه الثعالب.

    لقد ذل من بالت عليه الثعالب


    أرب يبول الثعلبان برأسه؟ لقد ذل من بالت عليه الثعالب.


    شياطين، وأنذال؛ وسفلة تحولوا إلى أرباب متراتبة، أدناها شرطي أخرق ؛ يحتل وسط الطريق، ويحمل رشاشا؛ ومسدسا وعصا ، وأعلاها أبله؛ جاهل؛ عنيد ، دانت له الرقاب فأذاقها بأسه الشديد ، يلي في رتبته ورذائله، ملك ملوك إفريقيا ، مباشرة؛ تلكم هي العصابة واقتسم أفرادها الأوطان. فتربع كل منهم في منصبه ؛ يرى نفسه ربا في موقعه مشكلا مع نظائره وشركائه في الفهم ؛ والقناعات؛ والقيم ؛ فئة متميزة عن غيرها في السلوك ؛ والمسكن؛ والملبس والمكسب ، واستقلت كل فئة من الأرباب بحي، أو مدينة، أو دائرة، أو ولاية، أو جهة أو مؤسسة أو جهاز تعبث بها ومن خلالها بعبيد الله ، وتتصرف في مصائرهم حسب مصالحها وأهوائها شر عبث ، وأفظعه ، في الدماء والأموال والأعراض والحقوق . والدمى المسكينة، حائرة؛ صامتة، ساكتة، مرعوبة صابرة، محتسبة،تفكر في الثورة عليه ، فتمنعها أخلاقها ، وتجارب ماضية مريرة ، وحزمة من الاحتمالات غير المتوقعة، دمار ، وحرائق ؛ وأرواح تزهق ,


    و أجساد تحرق ؛ وتدفع نحو الأودية والأنهار؛ بخراطيم المياه المضغوطة محوا لآثار الجرائم البشعة؛ حسب تصور عقلية وحوش متألهة لها أجساد بشرية غيبت عن وعيها "الله "الحقيقي واستحضرت غضب أمريكا وأوروبا .


    طبيعة الزمرة الحاكمة في الوطن العربي منذ نشأتها الأولى ؛ وخلدها التاريخ ، يقودها سفاح ، أو حاكم بأمره ، أو منصور، أو منتصر ، أو صدام ا أو فرعون متخفي، أو زير ، أو سفيه منزه عن المساءلة ؛ ذلك ديدن السلطان وزمرته ، منذ أن صار للعربي سلطان قائم في أساسه ومبدإ أمره على غزو الناس في مدنهم ومساكنهم وحملهم بالإكراه على إتباع ما يري وما يسن؛ والتصفيق لما يقول والثناء عليه ، وعلى وجوب حبهم بل عشقهم له ، والفناء من أجله ؛ وفي تحقيق رغباته كحبهم لربهم أو أكثر وإلا استحقوا اللعنة في الدنيا والآخر "من أطاعني فقد أطاع الله ومن عصاني فقط عصاه" وصية لرعيته في شأنه ، في مكانه وزمانه ؛ ولا تخص غيره وقد تتجسد في شعارات مثل : الله ، ليبيا، ومعمر. والأحسن منها" ليبيا ومعمر "مع الاستغناء عن الله لأن " الله" الحقيقي ليس فردا من القبيلة، وقد لا يرضيه فساد الفاسدين المفسدين الذين تداعوا ورقى بعضهم بعضا ، وتقاربوا ؛وتناصروا ؛ وتصاهروا حتى تجمعوا وتميزوا كـ"صفوة ملعونة" تحتل الصدارة في كل شيء - إلا في العلم والأخلاق والقناعة صفات السذج ، الأطهار ؛ الأبرار الأتقياء الأتقياء – وهم – أي الأرباب الذليلة- يحملون له الضغينة لأنه ينافسهم في الربوبية مع يقينهم بأنه سيسحقهم عاجلا أو آجلا..


    تلك هي مأساة الذليل السفيه الذي تحول- بحكم بنية ذهنية عربية هجينة كسيحة منذ نشأتها الأولى- إلى إله تحميه آلهة دونه رتبة تعبده وتأتمر بأمره ، يحكم أمة من البشر هو أقل قيمة من فضلاتهم التي يتخلصون منها اتقاء لسمومها على أجسادهم،لكنهم لسر ما يصدقونه فيما يوحى إليه،ويقبلون عن طيب خواطر ما يفعل بهم ،لأن ما يفعله بهم ، توجبه ، الشريعة ، والقانون ، و...... و تقره مجالسه التي انتخبها لتمثلهم وتصادق على ما أراد فعله بهم عن طريق مؤسسات "تنفيذية وأمنية " لتحقيق"مشيئة الله" فيهم بغية نيل رضاه.


    فسبحان الله الذي منح لأمتي عقولا وبسط أمامها كونه الفسيح المتنوع، فيه للناس عبر، كما منح بقية خلقه، فأبت إلا أن تطرح عقولها ؛ وتسير في معايشها سيرة البهائم؛ تتبع سفهاءها ؛ وتموت دفاعا عنهم ،أو رضا بما يصنعون بها.وهي تتصور ان ذلك من الله قدر مسطر ، فلا بد ولا مفر.
يعمل...
X