الإبداع بين كمال الأوصاف النفسية؛وتمام الاكتساب ؛وإتقان الصنعة الفنية. المحور الثالث : طور الصنعة الفنية المبحث الأول : الإطار الفني لظاهرة الصنعة الأدبية. لمفهوم الصنعة عند ابن أبي الأصبع مدلول فني يعكس كفاءة المبدع، وقدرته على إعادة تأمل الأثر الأدبي بعد لحظات الارتجال المصحوبة بمخاض نفسي، ينتج عنه انبثاق النص، الذي لا يستوفي شروط الاكتمال الفني، لذلك يستلزم نوعا من إعادة التأمل بتهذيبه، وتنقيحه، وإمعان النظر في عيوبه. إن هذه السيرورة الإبداعية، ذات قيمة فنية ؛ في تصور ابن الأصبع، حيث ترجمها في خطابه النقدي داعيا إلى ابتكار القصيدة أولا، ثم التفكير فيها ثانيا. فقال : " أشعرها أولا، ونقحها ثانيا، وكرر التنقيح، ولا تخرجها عنك إلا بعد تدقيق النقد، وإنعام النظر" (.1) والظاهر أن مفهوم "الصنعة" قد اختلط بمفهوم التكلف في ذهن النقاد القدامى - قبل ابن أبي الأصبع – واعتبر التفكير في القصيدة بعد إنشائها صنعة، أي مظهر من مظاهر التكلف. فتم تصنيف الجهود الإبداعية لزهير، والحطيئة ضمن قائمة الشعر المتكلف، لأن مبدعي...

أكثر...