بذلة الرئيس !! / ربيع عقب الباب

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ربيع عقب الباب
    رد
    المشاركة الأصلية بواسطة آسيا رحاحليه مشاهدة المشاركة
    بذلة الرئيس , و حذاء الرئيس و حلاّق الرئيس و عطر الرئيس و حتى كلب الرئيس..
    كلهم أهم من الشعب و أبناء الشعب..
    أعجبني جدا سطر النهاية.. كان ميتا المسكين مثل الآلاف غيره و الآن فقط هو حيّ .
    عندما يصبح الموت حياة ..تلك هي المأساة حقا.
    شكرا على النص أستاذ ربيع.
    تحيتي و تقديري.
    أشكرك أستاذة آسيا على المرور الجميل
    نعم أستاذة .. اليوم فى الموت حياة
    ومن الموت توهب الحياة
    دم الشهيد و آلاف الجرحى هو من صنع اليوم .. هو من أجج الثورة ، و أعطاها لون الاكتمال !!\

    تحيتي و تقديري

    اترك تعليق:


  • محمد فطومي
    رد
    المعادلة مريعة و قاضية و أكبر بكثير من مجرّد التّنظير أو لطم الوجه أو ضرب كفّ بكفّ بقيّة العمر..حذار فنحن إزاء الشّعب ،و روح الأرض لا تلغو كثيرا كدأب النّخب..الإعجاز قاهر و القهر أشدّ فتكا من العراء..اكتشاف كالورم يصيب الحواسّ و المدارك بشلل دائم تستحيل معه العودة إلى الحياة وسط علبة صفيح ،و أمثال سعد ممّن يجب أن تظلّ الحقيقة محجوبة عنهم ضمانا لحياتهم كثيرون لكنّ سنّة التّعبير تقضي بأن يلخّص واحد منهم فقط ما جرى على جسده.

    تدهشني الفروع التي تصنعها للمأساة أستاذي الغالي ربيع.
    محبّتي لك.

    اترك تعليق:


  • ربيع عقب الباب
    رد
    المشاركة الأصلية بواسطة بسمة الصيادي مشاهدة المشاركة
    نعم مات ثلاثين سنة من أجل بذلة رئيس .....!
    هو وغيره من الذين كانت بذلة الرئيس أهم منهم بكثير
    وأهم من مسكنهم ودفئهم وحياتهم ...... !
    إنه الظلم سيدي، الظلم بأبشع صوره
    الرئيس نسي أنه مجرد كائن بشري تترتب عليه واجبات اتجاه شعبه
    بل ظن نفسه أنه يساوي آلاف منهم بل ملايين .. سرقهم، سلبهم حقوقهم، وباعهم مقابل ثياب وعطور و..!


    أستاذي العزيز
    مؤلمة هذه القصة حقا بل فاقت حدود الوجع لدرجة أنها دفعت ذلك الرجل إلى الرقص بجنون،
    مثل زوربا وفي النهاية قال كلمته الأخيرة مبتسما ... ابتسامة تحمل في ثناياها الكثير ..!
    كنت رائعا هنا وأكثر
    الواقع أشد إيلاما
    الواقع منسوج من دم و دموع و فقر و عرى و إهانة و إهدار لكرامة الإنسان
    الواقع و إن حاولت المقاربة أشد قسوة

    لم أقصد أن أسوق ألما و قسوة ، و لكن هى محاولة للكشف
    عن البطولات الرهيبة للرئيس غير المؤسف على عمره
    التى قدمها للشعب المصري طيلة ثلاثين عاما ، و لن أنفض
    عنها حتى أتوجه على قائمة الأبالسة الكبار جدا !!

    احترامي و تقديري

    اترك تعليق:


  • آسيا رحاحليه
    رد
    بذلة الرئيس , و حذاء الرئيس و حلاّق الرئيس و عطر الرئيس و حتى كلب الرئيس..
    كلهم أهم من الشعب و أبناء الشعب..
    أعجبني جدا سطر النهاية.. كان ميتا المسكين مثل الآلاف غيره و الآن فقط هو حيّ .
    عندما يصبح الموت حياة ..تلك هي المأساة حقا.
    شكرا على النص أستاذ ربيع.
    تحيتي و تقديري.

    اترك تعليق:


  • بسمة الصيادي
    رد
    نعم مات ثلاثين سنة من أجل بذلة رئيس .....!
    هو وغيره من الذين كانت بذلة الرئيس أهم منهم بكثير
    وأهم من مسكنهم ودفئهم وحياتهم ...... !
    إنه الظلم سيدي، الظلم بأبشع صوره
    الرئيس نسي أنه مجرد كائن بشري تترتب عليه واجبات اتجاه شعبه
    بل ظن نفسه أنه يساوي آلاف منهم بل ملايين .. سرقهم، سلبهم حقوقهم، وباعهم مقابل ثياب وعطور و..!


    أستاذي العزيز
    مؤلمة هذه القصة حقا بل فاقت حدود الوجع لدرجة أنها دفعت ذلك الرجل إلى الرقص بجنون،
    مثل زوربا وفي النهاية قال كلمته الأخيرة مبتسما ... ابتسامة تحمل في ثناياها الكثير ..!
    كنت رائعا هنا وأكثر

    اترك تعليق:


  • بذلة الرئيس !! / ربيع عقب الباب

    حين كان سعد يصل إلى ذيل صفحة الجريدة التي ألقى بها أحد المارة أمام عشته ، فى قرف و ضيق ، فى ذاك المساء ، كانت أعداد ضخمة من النازحين من ليبيا تتحرك أمامه على شاشة التليفزيون ، بعضهم يبكي ، و يتحسر على خمس سنين قضاها ، بعيدا عن أولاده ، و بلدته ، وزوجه
    و البعض الآخر يسجد على تراب الوطن ، وهو يتمزق ، و يئن ، و ينظر صوب الشاشة ربما للتصوير ، و تطير رسالة إلى ذويه بوصوله سالما .

    بمجرد قراءة الجملة ألأولى فى العمود ، كان يأكل الكلمات ، ووجهه يزداد مع كل سطر امتقاعا ، و هو لا يصدق ما يقرأ ، فيعاود القراءة
    ليجد نفس الكلمات ، هى هى ، لم تتغير ، لم يختل نظره فى الدوران معها ، فيبتلع ريقه غير مصدق ، ثم يعلو صوته مناديا ولده مجيد ، الذى أقبل مترنحا ، وهو مستسلم لغفوة آنية : خذ اقرأ هذه .. خذ .. ".
    تهالك مجيد ، وحط بجانبه : اقرأ جورنال يا أبي .. لم أتعلم هذا !!".
    زغدة فى جنبه بغيظ :" ستقرأ .. هيا لا تناكفني .. خذ ".

    تأتأ مجيد ، أكل بعض الحروف ، وربما الكلمات ، لكنها وصلت بنفس المعنى . و حين كان يلقي بالجريدة ، ويزحف هربا ، لم يكن سعد فى موضعه ، بله كان هناك ، يلف و يدور حول صهريج المدينة : يعنى لو اشترى كل سنة بذلة ، لأصبح عنده ثلاثين ، أى بمعدل ثلاثين بيتا أو ربما أكثر ، هذا لو افترضنا أن البيت بمقدار ست و تسعين ألفا .. لا .. لا علينا أن نضرب فى اثنتين ، فيصبح الرئيس مالكا لستين بيتا ، يضعها فى دولاب ملابسه أو جناحه ".

    يلف و يدور ، ثم يبدأ بتسلق الصهريج ببطء :" ستون عائلة مشردة فى علب الصفيح ، كل عائلة على الأقل أربعة أفراد .. أربعة آدميين بلا ماض ، و لا حاضر ، و لا مستقبل ".
    أصبح على قمة الصهريج ، ذاك القلب الذى يضخ المدينة ، يغذيها بالرى .
    نال منه غثيان ، تقايأ ، غرق وجهه فى دموع ، و عرق غزير ، ترنح ، حط طائره مهيضا :" أى فى الوقت الذى عجزت فيه عن دفع رسوم المدرسة الحكومي لمجيد كان الرئيس المخلوع يدفع ست و تسعين ألف جنيه لتلك الشركة فى أوربا ثمنا لبذلة قد يرتديها مرة ، ثم يلقى بها للنار أو للعفن ".
    قهقه بلا توقف ، حتى سمع صوته فى كل الميدان ، بل هناك فى علب الصفيح المجاورة للمقابر ، ثم رقص كابرع راقص عرفته البلاد ، و حين ارتفعت الأصوات تناديه بالتوقف ، و النزول فورا اختفى .. اختفى تماما
    كأنه ما كان سوى شبح أو عفريت ، فانسحب الناس عائدين إلى دورهم ، و البائعون إلى بضاعتهم ، و هم يلطمون الكفوف ، و يضحكون على غفلتهم !

    فى الصباح كان سعد ببسمة لم تمر بثغره يوما ، معلقا على مشنقة ، تتدلى من أعلى الصهريج ، مخلفا جملة هناك خفتت حروفها ، ولم تنل ما تستحق من اهتمام :" لأجل بذلة الرئيس مت لثلاثين سنة فى علبة من الصفيح البارد !! ".
يعمل...
X