أوجات .. لا تعترف بالموت ( 4 ) / ربيع عقب الباب

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • ربيع عقب الباب
    مستشار أدبي
    طائر النورس
    • 29-07-2008
    • 25792

    أوجات .. لا تعترف بالموت ( 4 ) / ربيع عقب الباب

    4
    حين لطمت كلمات أبى أيوب أذن عبده النوتى :" حتى اسألوا عبده المراكبى ". تظاهر باليقظة ، و أمن على كلام أبى أيوب ، بل راح يحكى استكمالا لحديث الرجل ، عن البنت اليتيمة التى أخرجها من بين ضلوع النيل ، وأعطاها لأبى أيوب ، لنجدتها ، ورعايتها ، حتى يظهر لها أهل ، إن كان لها أهل !
    وحين احتوتهما الطريق كان عبده يتساءل :"ما حكايتها .. ولم حشرتني في هذه القصة الغريبة ؟ ".
    اختلى به أبو أيوب ، وحكى له ما وصله عن سعدية ، وما عرفه منها هي ، وتركه ومضى ، دون شفقة على الرجل الذي أصابه مس من غضب :" ومالنا بها يا أبا أيوب ؟ ".
    لكن عبده لم يسترح لهذا الأمر ، وهذه الكلمات التى ألقاها أبو أيوب فى وجهه ومضى ، لا لم يسترح ، وهجست الظنون فى صدره ، ودوخته :" ما لنا و الغجر ؟ ". وهنا اتسعت طاقة نور فى رأسه ، وعلى الفور كان يتذكر أخا العمدة الصغير ، هذا العربيد الذي طارده العمدة فى القرية ، بل البلاد كلها ، لكي يعيد له اتزانه ، ويرجع عن تهوره ، وفضائحه التي أصبحت تطارد الكبير ، حتى وصلت إلى حد العار الذي لا يغسله سوى الدم ، وفى المرة قبل الأخيرة ، التقطوه عاريا من دار استأجرها لغجرية ، وحبسوه فى الدوار ، هناك فى مخزن محكم ، لا يرى أحدا ، و لا يراه أحد ، ولكنه فى غفلة من الجميع ، وبمساعدة مجهولة حتى الآن تمكن من الهرب ، وغادر القرية إلى الأبد ، و إلى الآن لا يعلم أحد فى القرية عنه شيئا ، وطاشت كل محاولات أخيه الكبير فى العثور عليه !
    شم عبده رائحة كامل أخى العمدة فيما دفع به أبو أيوب ، وبعد تكرار هذه المشاهد العجيبة ، التى زاحمت عقله ، على غير انتظار ، ولكنه شعر بالخجل فيما توصل إليه ، وعده نوعا ردئيا من الأوهام ، و الوسوسة الشيطانية التى يجب أن يتطهر منها فورا !
    وفى ليلة شتوية كان عبده مضطجعا على الضفة إلى جوار قاربه ، وقد التحف بأكياس من الفل ، إلى جانب حمل من صوف الأغنام ، حين سمع صوتا أجش يناديه :"يا مراكبى ..يا عبده ".
    انتظر عبده ، ولم ينطق ، وترك لأذنيه مهمة البحث فى حقيقة صاحب الصوت الغريب ، كان دبيب قدميه يوحى بغرابته ، فتحرك بحرص ، وتطلع فى الملامح التى واجهته ، وبالفعل كان الرجل غريبا ، لم يره قبل اللحظة ، ولا يدرى أي شيطان أتى به إلى هنا بعكازيه ، إنه يحمل نفس الملامح البشعة التي تحدث عنها أبو أيوب ، هل يكون هو ؟ هكذا ساءل عبده نفسه :" قل لى أين أجد أبا أيوب حارس المقابر ؟ ".
    همهم عبده ، ونط واقفا :" تريد أبا أيوب ؟".
    :" نعم أريده ".
    :" لم أرك قبل اللحظة .. فماذا تريد من الرجل ؟".
    :" استودعته أمانة ، وحان وقت ردها ".
    :" وهل هذا وقت يصلح لرد الأمانات يا شيخ ؟".
    :" إن صاحبة الأمانة تلفظ أنفاسها وتريدها ".
    دون كلمة ، تحرك عبده ، وأعد نفسه لخوض النهر ، وساعد الرجل حتى أصبح على ظهر القارب ، وراح يجدف ببطء عجيب ، وتوجس قاتل ينحت صدره ، ويؤهله لأى بادرة تصدر عن الرجل ، فعل كان أم كلمة ، و ينتظر أن يسأله عن الموتور ، ولم لا يعمل ، وبالفعل كان الذئب العجوز ، يردد السؤال ، فهمهم عبده هامسا :" دعنا نعبر دون أن يحس بنا أحد .. أنسيت أننا فى أرض تسيطر عليها أرواح الملوك ".
    توجس الذئب خيفة ، وراح يلتفت هنا و هناك دون خوف ، فما كان يؤمن بأرواح ، و لا بملوك ، و لا أي شيء ، كل ما يريده " سعدية " و لا بد من العودة بها ، بعد كل هذا الهروب الطويل ، وكساد تجارته ، وفشل صبيانه فى العثور عليها سنة بعد أخرى ، حتى تعثر مصادفة فيمن نقل إليه أوصاف البنت التي انتشالها عبده المراكبى ، ذات ليلة شتوية ، وأعطاها لأبى أيوب حارس المقابر .
    أخذ نفسا عميقا ، ثم رفع أحد عكازيه بقوة ، وبشكل مفاجىء ، وحين كانت العصا على وشك الإطاحة بعبده المراكبى ، نط فى النهر المرتفع كعادته فى ذلك الوقت ، ثم بدأت ملاعبته ، و ضربات العجوز تطيش فى الماء ، وعبده يهزهز القارب ، يؤرجحه بقوة .. بقوة .. حتى اختل توازن الشيخ ، وسقط ، وابتلعه الماء .
    سبح خلفه عبده ، وهناك فى القاع ، على أمل أن ينهى عليه ، لكنه ما عثر له على أثر ، فعاد أدراجه ، وعلى القارب التقط أنفاسه :" أصلحك الله كنت أنتظر أن تبدأ أنت ..فلم أعرف كيف أكون معتديا ".
    أدار الموتور ، وانتظر قليلا ، ثم اندفع صوب الضفة الأخرى ، غادر القارب ، وارتمى على الرمل ، قليلا من الوقت حتى هدأ تماما ، ثم تقدم صوب المقابر ، وجسده يرتعد من قسوة البرد ، دار مع التواءات السكة ، حتى إذا دنا ، علا صوته مهمهما :" أبا أيوب ".
    هتف أبو أيوب حين أبصره ، و الماء يقطر من ملابسه :" هل كان الصيد يستحق ؟ ".
    كان يلتفت ، وينتظر أن يرى شيئا ، ولما لم يبصر أحدا هتف :" أظن ذلك .. أين بنيتك الجميلة ؟ ".
    هنا تأكد لأبى أيوب أن الصيد لم يكن سوى عين سعت خلف البنت ، فجذب الرجل ، حتى أصبحا أمام راكية النار ، وعبده لا يتوقف عن البحث :" أين هي ؟ ".
    كانت أوجات نائمة فى تابوت الملكة بعد إصرار أبى أيوب ، خوفا عليها من هذا البرد القارس ، وبعد طول إلحاح منه ، ورفض عجيب من جانبها ، حملها ، ووضعها بين أحضان الملكة ، وهى تضحك ، وتسخر من خوفه :" أستطيع أن أقف عارية وسط الثلج يا أبى ".
    لكنه لم يصدق ما تفوهت به ، وأغلق عليها التابوت وهى تبكى :" أنت تقتلني يا أبى .. إني أختنق ".
    رغم ذلك لم يتراجع ، وأغلق التابوت ، وعاد إلى فرشته ، أمام راكية النار ، الغريب أنها نامت ، ولم تحرك ساكنا ، وهو على قلقه العجيب ، يشرب كوب الشاي المغلي ، يتوقع أن يقتحم عليه خلوته طارق ما ، ربما كان قلبه و عقله مشغولين بسعيد ، الذي أجبر على السفر إلى أم الدنيا ، ليدرس فى الأزهر ، و ربما كان خوفا على أوجات لقيطته ، ولكنه حين دخل عليه عبده المراكبى كان يتنهد بارتياح :" هل تأكدت أنه وحده ؟".
    كان الدفء يتسرب إلى رأسه ، فتناول رشفة من الكوب ، وطوح رأسه :" سوف يهلون .. وليطهرهم النهر جميعا ".
    sigpic
  • محمد سلطان
    أديب وكاتب
    • 18-01-2009
    • 4442

    #2
    "لم تكن " أوجات " خيالا أو جنية من الجن الأحمر أو الأزرق ، أو ملكة فرعونية ترقد في تابوت منذ آلاف السنين ، إنها "سعدية" الغجرية ، وهى نفسها "عنبر" الممثلة الأكثر شهرة في البلاد ، بجمالها الآسر ، وعودها الفارع ، وأداؤها الذي يطيح بالعقول سواء كانت على خشبة المسرح أم على الشاشة الصغيرة ، حركتها الملائكية التي لها فعل السحر في قلوب ومشاعر المشاهدين ، فما من رجل وقع تحت تأثيرها إلا وذهب ذهاب الآبقين والشهداء على حد سواء ، فقد سجلت إحصائيات الداخلية أرقاما مذهلة من بلاغات الزوجات عن إصابات وكدمات وربما طعنات أفضت إلى موت ، كما أشادت محاكم البلاد مجتمعة بفضل الممثلة عنبر فى إسباغ حالة من التمرد لدى الأزواج ، فجرى الماء فى قنواته الشرعية ،........."

    هذه الفقرة المسبوقة في الجزء الثاني ذكرتني بخبر قد أذيع عبر وسائل الإعلام المختلفة على أثر تحقيقات النيابة العامة في كشف المستور للمدعي وغير المأسوف عليه صفوت الشريف وإدانته في قضية مقتل سعاد حسني "سندريلا الشاشة " حينما أذاعت خبر نشرها مذكرتها الخاصة وعلاقاتها بالشخصيات المهمة في الدولة وبالطبع تورطه فيها معهم ..

    ومع الفارق بين ما تداولته وسائل الإعلام وبين "أوجات" إلا أنني أشم نفس الشئ .. فهل ستكشف الرواية التي تنبأت لها بغد باهر لو زالت الغمة وكان لها الإنصاف الذي تستحقه , بكل هذه المتشابهات والمفارقات العجيبة ؟؟
    رغم أن الرواية شرعت قبل الثورة بسنة أو يزيد تقريبا ..
    ربيعي الغالي .. سيصدق إحساسي نحوها لأنها كانت أسبق من كل التوقعات .. صدقني ؛ فاستمر .. وأواصل معك حتى النهاية ...

    محبتي وتقديري
    صفحتي على فيس بوك
    https://www.facebook.com/profile.php?id=100080678197757

    تعليق

    • محمد سلطان
      أديب وكاتب
      • 18-01-2009
      • 4442

      #3
      خبر نشرته صحيفة الانباء الدولية ذكرت إنه سيتم الكشف عن سر قتل الفنانة سعاد حسني خلال الأيام القليلة القادمة ، وهذا استنادا لتقارير عن تورط الأمين العام السابق للحزب الوطني صفوت الشريف في جريمة قتلها .
      وحسب الصحيفة ورد في تقارير تحصلت عليها أن صفوت الشريف كان دوره يتمثل في تصوير الفنانات في اوضاع جنسية كاملة لتهديدهن بتلك الصور نحدث هذا اثناء عمله بجهاز المخابرات .
      واضافت الصحيفة بان الهدف من تصوير المسئولين في اوضاع جنسية مع فنانات وفتيات هواستعمالها كورقة ضغط عليهم ، و هذا ما أكده وزير الداخلية السابق حبيب العادلي حيث قال بان مقر الحزب الوطني كانت به غرفة تسمي غرفة جهنم كانت توضع بها ملفات فساد و فضائح المسئولين .
      واكدت معلومات أخرى تعرض الفنانة سعاد حسني للتهديد قبل وفاتها مما ترك انطباعا يشكك في قصة انتحارها .
      ومن بين التحقيقات الحديثة التي قامت بها سكوتلانديارد ورد ذكر اسم صفوت الشريف حيث اشارت التحقيقات الى تورطه في مقتل الفنانة سعاد حسني عن طريق استئجار قاتلين محترفين ، هذه التحقيقات ورد فيها بان صفوت الشريف قام بعدة زيارات إلي لندن قبل مقتل سعاد حسني .

      المصدر :
      http://www.klamarab.net/vb/showthread.php?p=78930#post78930
      التعديل الأخير تم بواسطة محمد سلطان; الساعة 11-03-2011, 14:10.
      صفحتي على فيس بوك
      https://www.facebook.com/profile.php?id=100080678197757

      تعليق

      • ربيع عقب الباب
        مستشار أدبي
        طائر النورس
        • 29-07-2008
        • 25792

        #4
        المشاركة الأصلية بواسطة محمد ابراهيم سلطان مشاهدة المشاركة
        خبر نشرته صحيفة الانباء الدولية ذكرت إنه سيتم الكشف عن سر قتل الفنانة سعاد حسني خلال الأيام القليلة القادمة ، وهذا استنادا لتقارير عن تورط الأمين العام السابق للحزب الوطني صفوت الشريف في جريمة قتلها .
        وحسب الصحيفة ورد في تقارير تحصلت عليها أن صفوت الشريف كان دوره يتمثل في تصوير الفنانات في اوضاع جنسية كاملة لتهديدهن بتلك الصور نحدث هذا اثناء عمله بجهاز المخابرات .
        واضافت الصحيفة بان الهدف من تصوير المسئولين في اوضاع جنسية مع فنانات وفتيات هواستعمالها كورقة ضغط عليهم ، و هذا ما أكده وزير الداخلية السابق حبيب العادلي حيث قال بان مقر الحزب الوطني كانت به غرفة تسمي غرفة جهنم كانت توضع بها ملفات فساد و فضائح المسئولين .
        واكدت معلومات أخرى تعرض الفنانة سعاد حسني للتهديد قبل وفاتها مما ترك انطباعا يشكك في قصة انتحارها .
        ومن بين التحقيقات الحديثة التي قامت بها سكوتلانديارد ورد ذكر اسم صفوت الشريف حيث اشارت التحقيقات الى تورطه في مقتل الفنانة سعاد حسني عن طريق استئجار قاتلين محترفين ، هذه التحقيقات ورد فيها بان صفوت الشريف قام بعدة زيارات إلي لندن قبل مقتل سعاد حسني .

        المصدر :
        http://www.klamarab.net/vb/showthrea...8930#post78930
        و سوف تكشف لنا الأيام ما هو أنكى و أبشع
        كلنا مستهدفون حين يستهدف الوطن
        زراعته ، و صناعته ، وترابه ، و قيمه ، و سيادته ، و أولاده
        كلنا مستهدفون صحيا و تعليميا و اجتماعيا .. مستهدفون فى كل طريق
        توقف للحظة صديقي و فكر
        قل لى ما حجم المأساة ؟!!!


        محبتي
        sigpic

        تعليق

        يعمل...
        X