أنيميا وثلاسيميا >> مسرحية حول أمراض الدم الوراثية

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • علي الفارسي
    عضو الملتقى
    • 25-02-2011
    • 38

    أنيميا وثلاسيميا >> مسرحية حول أمراض الدم الوراثية

    أنيميا وثلاسيميا ..




    " يظهر الأب جالساً بالقرب من المذياع , الذي أخذ يذيع خبر تخرج دفعة جديدة من طلبة الجامعة "

    الأب : الحمد لله حمداً كثيراً , ها قد أتى اليوم الذي أرفع رأسي به ابتهاجاً بتخرجك يا بُني .
    المذياع : الحاصل على المركز الأول في كلية الهندسة الطالب مشعل عبدالله الراشد .
    الأب : خالد .. يا خالد .

    ( يدخل خالد )

    خالد : أمرك يا أبي .
    الأب : تعال اسمع يا بُني , أخاك مشعل حصل على الأول بين طلاب كليته .
    خالد : الحمدلله على ذلك يا أبي , هذا نتيجة الجد والاجتهاد .
    الأب : أشعر بالفخر يا بُني , إنهُ لشرف كبير للأسرة كلها .

    ( صوت طرق على الباب )

    الأب : افتح الباب يا خالد .
    خالد : أمرك أبي .

    ( يذهب خالد لفتح الباب ويعود بصحبه عمه محمود )

    محمود : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    الأب : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته , أهلاً بك يا أخي .
    محمود : لقد فرحتُ كثيراً بهذا الخبر , لم أستطع البقاء في البيت , فجئتُ مُهنئاً .. إنهُ شرف كبير للعائلة بأسرها .
    الأب : صدقت يا محمود .. صدقت يا أخي .. مشعل ولدٌ نجيب , مُجتهد , وها هو قد تخرج الآن , وغداًر بإذن الله سوف يعمل , ويكون مهندساً كبيراً في الوزارة , وما بقي عليه إلا الزواج .
    محمود : والعروس موجودة .
    الأب : هذا ما أريدهُ فعلاً , يجب أن نزوِّج مشعل بابنتك فاطمة .
    محمود : وفاطمة لن تجد أفضل من ابن عمها .. مهندس العائلة .

    ( صوت طرقٌ على الباب , يذهب خالد لفتح الباب ويعود بصحبة مشعل )

    مشعل : أبي .. أبي .
    الأب يحتضن ابنه : أهلاً بك يا بُني , أهلاً بك رافع الرأس وباهج الصدر .
    محمود : أهلاً بك يا فخر العائلة , أهلاً بك يا بُني .
    مشعل : الحمدلله , هو صاحب الفضل .
    الأب : صدقت يا بُني , ولجهدك أيضاً دور .
    خالد : هذا صحيح , إن الله لا يضيع عمل عاملُ منكم .
    مشعل: ولتشجيعكم فضلٌ أيضاً .
    الأب : اسمع يا بُني , فرحتنا كبيرة اليوم بلا شك , لكنها لن تكتمل إلا إذا رأينا عروسك .
    مشعل: ولكن يا أبي ..
    محمود : ما حاجتك لقول لكن يا بُني .. الزواج نصف الدين .
    مشعل: هذا صحيح يا عمي , لكن ...
    الأب : لا تعود لقول لكن يا بُني .
    خالد : بزواجك يا أخي ستصبح الفرحة فرحتين .
    مشعل: أقدر لكم ذلك , لكني لازلت في بداية حياتي , كما أني لم أعمل بعد .
    محمود : غداً ستعمل وتصبح كبير المهندسين .
    مشعل: أحتاج أن أكوِّن نفسي أولاً .
    الأب : تكون نفسك من أجل ماذا ؟
    مشعل: يجب أن يكون عندي بيت .
    الأب : بيتُنا كبير , وانتقي منه القسم الذي تُريد .
    مشعل: والمهر ؟
    محمود : لا أريد عليك مهراُ بني , يكفيني فخراً إنك شرفتنا .
    مشعل باستغراب : لا تُريد مهراً , وما علاقتك بالأمر يا عمي .

    ( دب الحرج في محمود فسكت )

    الأب : لأن العروس هي فاطمة ابنة عمك محمود .
    مشعل : فاطمة .. يبدو أن هناك مؤامرة أحيكت ضدي .
    محمود : مؤامرة !! ماذا تقول ؟
    مشعل : عذراً عمي لم أقصد شيئاً , على العكس , فاطمة فتاة جميلة , طيب الخلق والخُلق , والزواج منّا يُشرفني , ويسعدني , بل إنها فتاة أحلامي كذلك .
    الأب : هذا القول الذي يطيب لنا سماعه .
    مشعل : لكن يا أبي ...
    محمود : هل عدت لكلمة لكن من جديد ؟
    مشعل : أجل يا عمي , ولكن متى ستزوجني من هذه الفاطمة ؟
    الأب : الخميس القادم سنعقد قرانكما .. ما رأيك يا محمود ؟
    محمود : على بركة الله .. والآن أستأذنكم لأبشر العروس وأمها .

    (( يخرج محمود ))

    مشعل : لقد أحرجتني يا أبي .
    الأب : ألا ترغب في الزواج من ابنة عمك ؟
    مشعل : بالعكس أبي , إني أتمناها .
    الأب : وماذا إذاً ؟
    مشعل : لم أكن أرغب في الزواج بهذه السرعة .
    الأب : العمر يجري يا بُني , وأريد أن افرح بك , وبأبنائك قبل أن ينقضي العمر .
    مشعل : أطال الله في عمرك يا أبي , لا تقل ذلك .
    الأب : الموت حق .. ولا مفر منه .

    (( طرق على الباب ))

    الأب : افتح الباب يا خالد .

    (( يذهب خالد لفتح الباب بينما يخرج الأب من الجهة الأخرى , فيعود خالد ومعه الدكتور سليمان ))

    سليمان : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته يا باش مهندس .
    مشعل : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته يا دكتور .. تفضل .. تفضل يا صديقي .
    سليمان : جئت لأسبق الجميع مباركاً لك هذا التخرج المشرف .
    مشعل : أشكرك يا صديقي , هذا لطفٌ بالغٌ منك .. كما أني أريدك أن تبارك لي في أمر آخر .
    سليمان : شيء آخر , وما هو ؟ لقد شوقتني لذلك كثيراً .
    مشعل : إنهُ خبر طازج , حتى أمي لازالت لا تعرفهُ .
    سليمان : ما كل هذا التشويق , قُل يا رجل لأفرح معك .
    مشعل : والدي وعمي محمود .
    سليمان : ماذا بهما ؟
    مشعل : لقد فاجآني قبل قليل .
    سليمان : فاجآك بماذا ؟ أنت تتلف أعصابي بأسلوبك البارد هذا .
    مشعل : تشويق يا أخي تشوووووويق .
    سليمان : تشوقت صدقني , فقط قُل ماذا هناك ؟
    مشعل : على هونك يا سليمان , حسناً سأخبرك بالأمر .
    سليمان : هات .
    مشعل : والدي وعمي من شدة فرحهما بي قررا تزويجي احتفالا بتخرجي وحصولي على المرتبة الأولى في الهندسة
    سليمان : بهذه السرعة .
    مشعل : أهكذا تبارك لي ?
    سليمان : أعذرني يا صاحبي , لكني تفاجأت من هذا الخبر الغير متوقع .
    مشعل : لازلت لم تُبارك لي .
    سليمان : مبارك لك هذا الزواج , ولكن قُل لي من هي سعيدة الحظ التي ستخطف منّا أعظم مهندسي المستقبل ؟
    مشعل : إنها ابنة عمي محمود .
    سليمان : ابنة عمك ؟
    مشعل : أجل ابنة عمي , وماذا في ذلك ؟
    سليمان : محمد يا صديقي , اعلم أنني أكثر من يسعد لسعادتك , وزواجك بلا شك جُل ما يُسعدني ولكن ..
    مشعل : لكن ماذا ؟
    سليمان : هناك فحص يُجرى قبل الزواج من قبل الخطيبين , ينبغي أن تقوما به .
    مشعل : ماذا تقول يا دكتور ؟ أنا ولله الحمد بصحة جيدة , وابنة عمي كذلك .
    سليمان : الفحص ضروري لكل مقبلين على الزواج , سواء يعانون من الأمراض أو لا يعانون منها .
    مشعل : ولماذا ?
    سليمان : طلب المشورة قبل الزواج يُساهم في الوقاية والحد من انتشار الأمراض الوراثية .
    مشعل : انتشار , أشعر أنك تُبالغ يا دكتور في استخدام هذا اللفظ .
    سليمان : بالعكس يا صديقي , فهناك مجموعة لا حصر لها من الأمراض تنتقل وراثياً عبر الجينات , كما أن أمراض الدم الوراثية , هي أكثر الأمراض الوراثية شيوعاً في السلطنة .
    مشعل: وهل هذا كله بسبب زواج الأقارب ؟
    سليمان : أجل يا صديقي , بل وأكثر من ذلك .
    مشعل : لكن .. يا دكتور .
    سليمان : قُل لي بصراحة ماذا يشغل بالك ؟
    مشعل : أخشى من الفحص .
    سليمان : لماذا ؟
    مشعل : أخشى أن يظهر الفحص أننا نحمل جينات مصابة .
    سليمان : يجب أن نفرق أولاً بين الشخص المصاب والشخص الحامل للمرض ..
    مشعل : وما الفرق ؟
    سليمان : المُصاب هو الشخص المريض , ويُعاني فعلياً من المرض , أما حامل المرض , فهو الشخص الذي يحمل جينات مُصابة , بينما لا يكونُ هو نفسهُ مُصاباً .
    مشعل : هذا يعني إن لم نكن مُصابان , فاحتمالية حملنا للمرضَ واردة .
    سليمان :وارده نعم , وربما أيضاً لا تحملان جينات مصابة بأي مرض وراثي , وهذه هي قيمة الفحص ..
    مشعل: أعذرني يا صديقي , هل لك أن تشرح لي احتمالات نتائج الفحص ؟
    سليمان : حسناً , هناك عدة احتمالات هي كالتالي :

    1-أحد الطرفين مُصاب بأحد أمراض الدم الوراثية , كأنيميا الفول , أوالأنيميا المنجلية , أوالثلاسيميا .. , بينما الطرف الآخر سليم , ففي هذه الحالة يُتوقع أن يُصاب الأبناء كلهم بالمرض .

    2-أن يكون الطرفين مصابين بالمرض , وفي هذه الحالة يُنصح بعدم زواج الطرفين , لأن احتمالية انتقال المرض للأبناء كاملة أي بنسبة 100 % .

    3-أن يكون أحد الطرفين مصاباً بالمرض , والطرف الآخر حامل للمرض , ففي هذه الحالة يكون احتمالية انتقال المرض للأبناء كبيرة, ويُنصح بعدم زواج الطرفين .

    4-أن يكون الطرفين حاملين للمرض , ففهي هذه الحالة تكون عرضة إصابة الأبناء واردة ولكنها بنسبة أقل .

    5-الاحتمال الجميل أن يكون الطرفين سليمين ولا يحملان جينات مصابة , وفي هذه الحالة يُنصح بالشروع في الزواج , حتى يتسنى لنا الحضور يا صديقي .

    مشعل: إذاً فهو حقاً فحصٌ ضروري , ولكن هناك مشكلة .
    سليمان : ما المشكلة ؟ خير إن شاء الله .
    مشعل : لم يعد هناك متسع من الوقت , فقد حُدد الخميس القادم موعداً لعقد القران .
    سليمان : الفحص لن يحتاج وقتاً طويلاً .
    مشعل : ولكن الاستعداد للزواج يحتاج ذلك الوقت , وافترض لا سمح الله إننا نحمل جينات مُصابة بالمرض , فما الحل ؟ هل أرفض الزواج والناس محتشدون في المسجد لحضور عقد القران ؟ مستحيل أن أفعل ذلك .
    سليمان : إذاً فعليك تأجيل الزواج أسبوعاً آخر على الأقل .
    مشعل: إذاً عليّ أقنع والدي بذلك .
    سليمان : أتمنى أن توفق في ذلك , استودعك الله الآن , فقط لا تنسى أن تخبرني بالنتائج .

    (( يغادر سليمان بينما يبقى مشعل يحدث نفسه ))

    مُعاق , يا إلهي , أيعقل أن يولد ولدي مُعاقاً ؟ أو مُصاباً بمرض ما ؟ لا أستطيع أن أحتمل فكرة الإعاقة , يا إلهي يجب أن نقوم بالفحص , يجب أن نقوم بالفحص .

    (( يسرح مشعل في ولادة ابن معاق , فيدخل طفل على كرسي متحرك ))

    مشعل: كيف حالك يا جاسم ؟

    (( الابن لا يجيب ))

    مشعل: ماذا بك يا بُني ؟ لماذا أنت حزينٌ هكذا ؟

    (( الابن لا يُجيب ))

    مشعل : أرجوك أن تتكلم يا بُتي , لا أطيق صمتك هذا .

    (( يرفع الابن عينيه في عيني أبيه بنظرة حزينة ))

    الابن : أنت السبب يا أبي .
    مشعل : السبب !! السبب في ماذا ?

    (( يسكت الابن من جديد ))

    مشعل : تكلم يا بُني ... تكلم .
    الابن : يقول المعلم أن أحد مسببات الإعاقة هي الأمراض الوراثية .

    (( يصمت مشعل ))

    الابن : هل قمت بفحص ما قبل الزواج أبي ؟

    ((مشعل لا يقوى على الرد ))

    الابن : إذاً فأنت السبب , لو انك قمت بذلك الفحص لتداركت الأمر , ولما كنتُ معاقاً .. أنت السبب يا أبي , ولن أسامحك على ذلك .. لن أسامحك على ذلك (( يتكرر الصوت حتى يصرخ مشعل لاااااااااا ))
    الأب : ماذا بك يا بُني ؟
    مشعل: لا أريد أن أنجب ولداً مُعاقاً يا أبي .
    الأب :ولد مُعاق !! ما هذا الكلام يا بُني ؟!!
    مشعل: أبي , أنا مُقبل على الزواج يا أبي , أليس كذلك ؟ كما أن عروسي هي إبنة عمي ؟
    الأب : فتاةٌ رائعة , إنَّها اختيار أبيك يا بُني ( يقولها بفخر ) .
    مشعل : بل أكثر من رائعة , لكن يا أبي ..
    الأب : لكن ماذا ؟
    مشعل : ولكنها ابنة عمي ...
    الأب : وهذه أهم نقطة في الأمر .
    مشعل : لأنها ابنة عمي أبناءنا أكثر عرضةً للأمراض الوراثية يا أبي .
    الأب : أمراض وراثية .. كلامٌ فاضي , لا أساس له .إنك وكل أفراد أسرتنا بخير , وعائلة عمك كذلك , فمن أين تأتي الأمراض الوراثية ؟
    مشعل: ليس شرطاً أن نكون مصابين بالمرض حتى نورّثه , البعض من الناس يحملون جينات حاملة للمرض , هذه الجينات تنتقل من جيل إلى جيل .
    الأب : جينااات , وحامل مرض ... لم أفهم شيء .
    مشعل : حسناً أبي سأشرح لك الأمر بالتفصيل .. للأمراض الوراثية علاقة وثيقة بالزواج بين الأقارب ....

    (( مؤثر موسيقي ))

    مشعل مُنهياً الحديث : وهذه هي حكاية الجينات والأمراض الوراثية , أتمنى شرحي كان واضح وبسيط يا أبي .
    الأب : واضح مخيف يا بُني , وبما أن الأمر بهذه الخطورة , لابد من الحديث مع عمك محمود وابنته .
    مشعل : حسناً يا أبي .. عليك إقناع عمي في الأمر .
    الأب : إذاً هيّا بِنا إليه .
    مشعل : هيّا بنا .

    (( يهم مشعلووالده بالخروج , فيسمعا طرقاً على الباب ، يفتح مشعل الباب فيدخل عمه محمود ))

    مشعل : عمي محمود , كنّا بصدد الخروج لزيارتك هذه اللحظة .
    محمود : أعذراني على هذه العودة السريعة , فالأمر خطير .
    الأب : ما الأمر يا محمود ؟ لقد أفزعتني .. خيراً إن شاء الله .
    محمود : لا أعرف ماذا أقول ؟
    مشعل: ماذا هناك ؟ هل حصل مكروه لا سمح الله .
    محمود : لا ولكنهُ على وشك الوقوع .
    الأب : وما ذاك ؟ تكلم ولا توترني أكثر .
    محمود : لا أعرف من أين أبدأ يا أخي , إني في غاية الخجل .
    الأب يُحدث نفسه : لو أنك تعرف , ما في قلبي , لعرفت إني من هو في غاية الخجل .(( يلتفت لأخيه )) : لا عليك يا أخي تكلم ، فلا مجال للخجل بيننا .
    مشعل: صحيح .. صحيح يا عمي , لا وجود للخجل بيننا , هيّا تكلم يا عمي .
    محمود : أتكلم , كيف أبدأ , وماذا أقول ؟
    الأب : سوف تقول يا أخي , لكن أنا كيف أفاتحك بالموضوع ؟ (( يلتفت على ابنه ))
    مشعل : ما كل هذا الارتباك يا عمي ؟
    محمود : مشعل بُني , أنت تعرف أن الزواج قسمة ونصيب .
    الأب : قسمة ونصييييييب !!
    محمود : لا تغضب يا أخي .. وأنت كذلك يا بُني ... فالأمر خطير .
    مشعل : هل رفضتني فاطمة ؟
    محمود : إطلاقاً , بل العكس هو الصحيح , فقد أسرها الخبر جداً , ولكن .....
    مشعل : ولكنك , وجدتَ زوجاً لها أفضل مني .
    الأب : زوجٌ أفضل من مشعل , أنسيت انهُ الأول على دفعته ؟
    محمود : لا أُفضِّلُ أحداً عليك بُني , الأمر أكبر من ذلك .
    مشعل : أكبر!! إلى ما ترمي عماه ؟
    الأب : اهدأ يا محمود , وأخبرنا بالأمر كله .
    محمود : عندما غادرتُكم , ذهبتُ إلى البيت مُبشراً ابنتي فاطمة وأمها بأمر الخطبة , ففرحتا بذلك فرحاً شديداً , وبعد لحظة من ذلك انقلب حال ابنتي , وخيم عليها حزنٌ عميق , وأخذت دمعاتها تنحدرُ من عينيها دون إرادة , فاقتربتُ منها وسألتها عن حالها ..
    الأب : أكمل يا محمود أكمل .. ما الذي أحزنها فجأة ؟
    محمود : تقول أنها تذكرت شيئاً عن الأمراضِ الوراثية .. وبما أنها ومشعل أبناء عمومة , فهذا يعني أن أبناءهما أكثر عرضة للإصابة بالأمراض .
    مشعل : وماذا بعد ؟
    محمود : لا أعرف ماذا أقول لك يا بُني , لا نُريد أن نفرح اليوم , ونبكي غداً .
    مشعل: والحل ؟
    محمود : الزواج قسمة ونصيب , وإن شاء الله ستجد لك زوجة تناسبك يا بُني , وستجد فاطمة من يُناسبها هي أيضاً .
    الأب : ما هذا الكلام يا أخي .. (( يقولها وهو يضحك ))
    محمود : ما المضحك في الأمر ؟
    مشعل: أنسيت يا عم أن زوجتك هي ابنة عمك , وقد أنجبتما أطفالاً كالأقمار .. لا يُهددهم أيُّ مرض ؟
    محمود : ماذا ؟ هذا صحيح .. كيف لم انتبه لذلك ؟
    الأب : هه
    محمود : اضحك .. يا عبدالله .. اضحك .. أنا من سببت ذلك لنفسي .
    مشعل : لا عليك عماه .
    محمود : لا أعرف من أين أتت هذه الأفكار لفاطمة ؟ , سأذهب لأبشرها .
    الأب : على رسلك يا محمود , لماذا أنت متعجل هكذا دوماً .. تمهل قليلاً ...
    محمود : ولكن الفتاة ...
    الأب : ماذا بها ؟ تبكي ؟ دعها تبكي .. لا بأس بذلك .
    محمود : ليس البكاء وحده , الوقت يداهمنا , وليس أمامها للاستعداد للزواج إلا أياماً قليلة .
    مشعل : أي زواج ؟
    محمود : زواجك من فاطمة .
    مشعل : لن يحصل هذا الزواج .
    محمود : ماذا تقول ؟
    الأب : أنسيت أنها ابنة عمه وأكثر عرضه للأمراض الوراثية .
    محمود : سوف أجن من حديثكم .. هل ستتزوج من ابنتي أم لا .
    مشعل : لا ..
    محمود : تقول ... لا .
    مشعل : أجل أقول لا .. ليس قبل إجراء فحص ما قبل الزواج .
    محمود : فحص ماذا ؟
    الأب : تعال يا أخي لأشرح لك الأمر .

    (( يأخذ الأب أخيه ليحدثه عن الفحص .. مع مؤثر موسيقي ))

    محمود : الآن فهمت .. إذاً سوف نؤجل الزواج .
    مشعل : إلى متى ؟
    محمود : ليس قبل الفحص .

    (( يضحك الجميع , فيدخل كورال إنشاد لأداء نشيد تختتم به المسرحية ))


    بقلمي .. علي الفارسي
    التعديل الأخير تم بواسطة علي الفارسي; الساعة 09-03-2011, 21:13.
  • ح ـنين عبدالجواد
    عضو الملتقى
    • 23-02-2011
    • 100

    #2
    أعجبني قطع النهايه سعيد وملىء بالمرح
    وكأنه تَحضر لكارثة مرض احدهما بالامراض الوراثية
    النهاية المفتوحة تعطي مجال اوسع في تصور النهايات
    التي نتمناها سعيدة دائما


    اخي علي الفارسي

    روعه ما قرأته
    مسرحيه جميله كتبتها بإتقان
    حتى انك لعبت دور المخرج وليس الكاتب فقط
    يعافيك ربي
    تقديري واحترامي


    [CENTER]
    [SIZE=5][COLOR=Purple]أول وأفضل إنتصار
    [/COLOR][/SIZE] [SIZE=5][COLOR=Purple]هو الإنتصار [COLOR=Red]على[/COLOR] النفس وغزوها
    [/COLOR][/SIZE] [SIZE=5][COLOR=Purple]لإنه عندما تغزوك نفسك [COLOR=Red]و[/COLOR]تنتصر عليك
    يكون ذلك من أكثر الأمور[/COLOR][/SIZE][SIZE=5][COLOR=Purple] [COLOR=Red]مدعاة[/COLOR] للعار والخجل

    [/COLOR][/SIZE] [COLOR=Black][SIZE=5][COLOR=Black]أفلاطون [/COLOR][/SIZE]
    [/COLOR]
    [/CENTER]

    تعليق

    يعمل...
    X