أنيميا وثلاسيميا ..
" يظهر الأب جالساً بالقرب من المذياع , الذي أخذ يذيع خبر تخرج دفعة جديدة من طلبة الجامعة "
الأب : الحمد لله حمداً كثيراً , ها قد أتى اليوم الذي أرفع رأسي به ابتهاجاً بتخرجك يا بُني .
المذياع : الحاصل على المركز الأول في كلية الهندسة الطالب مشعل عبدالله الراشد .
الأب : خالد .. يا خالد .
( يدخل خالد )
خالد : أمرك يا أبي .
الأب : تعال اسمع يا بُني , أخاك مشعل حصل على الأول بين طلاب كليته .
خالد : الحمدلله على ذلك يا أبي , هذا نتيجة الجد والاجتهاد .
الأب : أشعر بالفخر يا بُني , إنهُ لشرف كبير للأسرة كلها .
( صوت طرق على الباب )
الأب : افتح الباب يا خالد .
خالد : أمرك أبي .
( يذهب خالد لفتح الباب ويعود بصحبه عمه محمود )
محمود : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأب : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته , أهلاً بك يا أخي .
محمود : لقد فرحتُ كثيراً بهذا الخبر , لم أستطع البقاء في البيت , فجئتُ مُهنئاً .. إنهُ شرف كبير للعائلة بأسرها .
الأب : صدقت يا محمود .. صدقت يا أخي .. مشعل ولدٌ نجيب , مُجتهد , وها هو قد تخرج الآن , وغداًر بإذن الله سوف يعمل , ويكون مهندساً كبيراً في الوزارة , وما بقي عليه إلا الزواج .
محمود : والعروس موجودة .
الأب : هذا ما أريدهُ فعلاً , يجب أن نزوِّج مشعل بابنتك فاطمة .
محمود : وفاطمة لن تجد أفضل من ابن عمها .. مهندس العائلة .
( صوت طرقٌ على الباب , يذهب خالد لفتح الباب ويعود بصحبة مشعل )
مشعل : أبي .. أبي .
الأب يحتضن ابنه : أهلاً بك يا بُني , أهلاً بك رافع الرأس وباهج الصدر .
محمود : أهلاً بك يا فخر العائلة , أهلاً بك يا بُني .
مشعل : الحمدلله , هو صاحب الفضل .
الأب : صدقت يا بُني , ولجهدك أيضاً دور .
خالد : هذا صحيح , إن الله لا يضيع عمل عاملُ منكم .
مشعل: ولتشجيعكم فضلٌ أيضاً .
الأب : اسمع يا بُني , فرحتنا كبيرة اليوم بلا شك , لكنها لن تكتمل إلا إذا رأينا عروسك .
مشعل: ولكن يا أبي ..
محمود : ما حاجتك لقول لكن يا بُني .. الزواج نصف الدين .
مشعل: هذا صحيح يا عمي , لكن ...
الأب : لا تعود لقول لكن يا بُني .
خالد : بزواجك يا أخي ستصبح الفرحة فرحتين .
مشعل: أقدر لكم ذلك , لكني لازلت في بداية حياتي , كما أني لم أعمل بعد .
محمود : غداً ستعمل وتصبح كبير المهندسين .
مشعل: أحتاج أن أكوِّن نفسي أولاً .
الأب : تكون نفسك من أجل ماذا ؟
مشعل: يجب أن يكون عندي بيت .
الأب : بيتُنا كبير , وانتقي منه القسم الذي تُريد .
مشعل: والمهر ؟
محمود : لا أريد عليك مهراُ بني , يكفيني فخراً إنك شرفتنا .
مشعل باستغراب : لا تُريد مهراً , وما علاقتك بالأمر يا عمي .
( دب الحرج في محمود فسكت )
الأب : لأن العروس هي فاطمة ابنة عمك محمود .
مشعل : فاطمة .. يبدو أن هناك مؤامرة أحيكت ضدي .
محمود : مؤامرة !! ماذا تقول ؟
مشعل : عذراً عمي لم أقصد شيئاً , على العكس , فاطمة فتاة جميلة , طيب الخلق والخُلق , والزواج منّا يُشرفني , ويسعدني , بل إنها فتاة أحلامي كذلك .
الأب : هذا القول الذي يطيب لنا سماعه .
مشعل : لكن يا أبي ...
محمود : هل عدت لكلمة لكن من جديد ؟
مشعل : أجل يا عمي , ولكن متى ستزوجني من هذه الفاطمة ؟
الأب : الخميس القادم سنعقد قرانكما .. ما رأيك يا محمود ؟
محمود : على بركة الله .. والآن أستأذنكم لأبشر العروس وأمها .
(( يخرج محمود ))
مشعل : لقد أحرجتني يا أبي .
الأب : ألا ترغب في الزواج من ابنة عمك ؟
مشعل : بالعكس أبي , إني أتمناها .
الأب : وماذا إذاً ؟
مشعل : لم أكن أرغب في الزواج بهذه السرعة .
الأب : العمر يجري يا بُني , وأريد أن افرح بك , وبأبنائك قبل أن ينقضي العمر .
مشعل : أطال الله في عمرك يا أبي , لا تقل ذلك .
الأب : الموت حق .. ولا مفر منه .
(( طرق على الباب ))
الأب : افتح الباب يا خالد .
(( يذهب خالد لفتح الباب بينما يخرج الأب من الجهة الأخرى , فيعود خالد ومعه الدكتور سليمان ))
سليمان : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته يا باش مهندس .
مشعل : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته يا دكتور .. تفضل .. تفضل يا صديقي .
سليمان : جئت لأسبق الجميع مباركاً لك هذا التخرج المشرف .
مشعل : أشكرك يا صديقي , هذا لطفٌ بالغٌ منك .. كما أني أريدك أن تبارك لي في أمر آخر .
سليمان : شيء آخر , وما هو ؟ لقد شوقتني لذلك كثيراً .
مشعل : إنهُ خبر طازج , حتى أمي لازالت لا تعرفهُ .
سليمان : ما كل هذا التشويق , قُل يا رجل لأفرح معك .
مشعل : والدي وعمي محمود .
سليمان : ماذا بهما ؟
مشعل : لقد فاجآني قبل قليل .
سليمان : فاجآك بماذا ؟ أنت تتلف أعصابي بأسلوبك البارد هذا .
مشعل : تشويق يا أخي تشوووووويق .
سليمان : تشوقت صدقني , فقط قُل ماذا هناك ؟
مشعل : على هونك يا سليمان , حسناً سأخبرك بالأمر .
سليمان : هات .
مشعل : والدي وعمي من شدة فرحهما بي قررا تزويجي احتفالا بتخرجي وحصولي على المرتبة الأولى في الهندسة
سليمان : بهذه السرعة .
مشعل : أهكذا تبارك لي ?
سليمان : أعذرني يا صاحبي , لكني تفاجأت من هذا الخبر الغير متوقع .
مشعل : لازلت لم تُبارك لي .
سليمان : مبارك لك هذا الزواج , ولكن قُل لي من هي سعيدة الحظ التي ستخطف منّا أعظم مهندسي المستقبل ؟
مشعل : إنها ابنة عمي محمود .
سليمان : ابنة عمك ؟
مشعل : أجل ابنة عمي , وماذا في ذلك ؟
سليمان : محمد يا صديقي , اعلم أنني أكثر من يسعد لسعادتك , وزواجك بلا شك جُل ما يُسعدني ولكن ..
مشعل : لكن ماذا ؟
سليمان : هناك فحص يُجرى قبل الزواج من قبل الخطيبين , ينبغي أن تقوما به .
مشعل : ماذا تقول يا دكتور ؟ أنا ولله الحمد بصحة جيدة , وابنة عمي كذلك .
سليمان : الفحص ضروري لكل مقبلين على الزواج , سواء يعانون من الأمراض أو لا يعانون منها .
مشعل : ولماذا ?
سليمان : طلب المشورة قبل الزواج يُساهم في الوقاية والحد من انتشار الأمراض الوراثية .
مشعل : انتشار , أشعر أنك تُبالغ يا دكتور في استخدام هذا اللفظ .
سليمان : بالعكس يا صديقي , فهناك مجموعة لا حصر لها من الأمراض تنتقل وراثياً عبر الجينات , كما أن أمراض الدم الوراثية , هي أكثر الأمراض الوراثية شيوعاً في السلطنة .
مشعل: وهل هذا كله بسبب زواج الأقارب ؟
سليمان : أجل يا صديقي , بل وأكثر من ذلك .
مشعل : لكن .. يا دكتور .
سليمان : قُل لي بصراحة ماذا يشغل بالك ؟
مشعل : أخشى من الفحص .
سليمان : لماذا ؟
مشعل : أخشى أن يظهر الفحص أننا نحمل جينات مصابة .
سليمان : يجب أن نفرق أولاً بين الشخص المصاب والشخص الحامل للمرض ..
مشعل : وما الفرق ؟
سليمان : المُصاب هو الشخص المريض , ويُعاني فعلياً من المرض , أما حامل المرض , فهو الشخص الذي يحمل جينات مُصابة , بينما لا يكونُ هو نفسهُ مُصاباً .
مشعل : هذا يعني إن لم نكن مُصابان , فاحتمالية حملنا للمرضَ واردة .
سليمان :وارده نعم , وربما أيضاً لا تحملان جينات مصابة بأي مرض وراثي , وهذه هي قيمة الفحص ..
مشعل: أعذرني يا صديقي , هل لك أن تشرح لي احتمالات نتائج الفحص ؟
سليمان : حسناً , هناك عدة احتمالات هي كالتالي :
1-أحد الطرفين مُصاب بأحد أمراض الدم الوراثية , كأنيميا الفول , أوالأنيميا المنجلية , أوالثلاسيميا .. , بينما الطرف الآخر سليم , ففي هذه الحالة يُتوقع أن يُصاب الأبناء كلهم بالمرض .
2-أن يكون الطرفين مصابين بالمرض , وفي هذه الحالة يُنصح بعدم زواج الطرفين , لأن احتمالية انتقال المرض للأبناء كاملة أي بنسبة 100 % .
3-أن يكون أحد الطرفين مصاباً بالمرض , والطرف الآخر حامل للمرض , ففي هذه الحالة يكون احتمالية انتقال المرض للأبناء كبيرة, ويُنصح بعدم زواج الطرفين .
4-أن يكون الطرفين حاملين للمرض , ففهي هذه الحالة تكون عرضة إصابة الأبناء واردة ولكنها بنسبة أقل .
5-الاحتمال الجميل أن يكون الطرفين سليمين ولا يحملان جينات مصابة , وفي هذه الحالة يُنصح بالشروع في الزواج , حتى يتسنى لنا الحضور يا صديقي .
مشعل: إذاً فهو حقاً فحصٌ ضروري , ولكن هناك مشكلة .
سليمان : ما المشكلة ؟ خير إن شاء الله .
مشعل : لم يعد هناك متسع من الوقت , فقد حُدد الخميس القادم موعداً لعقد القران .
سليمان : الفحص لن يحتاج وقتاً طويلاً .
مشعل : ولكن الاستعداد للزواج يحتاج ذلك الوقت , وافترض لا سمح الله إننا نحمل جينات مُصابة بالمرض , فما الحل ؟ هل أرفض الزواج والناس محتشدون في المسجد لحضور عقد القران ؟ مستحيل أن أفعل ذلك .
سليمان : إذاً فعليك تأجيل الزواج أسبوعاً آخر على الأقل .
مشعل: إذاً عليّ أقنع والدي بذلك .
سليمان : أتمنى أن توفق في ذلك , استودعك الله الآن , فقط لا تنسى أن تخبرني بالنتائج .
(( يغادر سليمان بينما يبقى مشعل يحدث نفسه ))
مُعاق , يا إلهي , أيعقل أن يولد ولدي مُعاقاً ؟ أو مُصاباً بمرض ما ؟ لا أستطيع أن أحتمل فكرة الإعاقة , يا إلهي يجب أن نقوم بالفحص , يجب أن نقوم بالفحص .
(( يسرح مشعل في ولادة ابن معاق , فيدخل طفل على كرسي متحرك ))
مشعل: كيف حالك يا جاسم ؟
(( الابن لا يجيب ))
مشعل: ماذا بك يا بُني ؟ لماذا أنت حزينٌ هكذا ؟
(( الابن لا يُجيب ))
مشعل : أرجوك أن تتكلم يا بُتي , لا أطيق صمتك هذا .
(( يرفع الابن عينيه في عيني أبيه بنظرة حزينة ))
الابن : أنت السبب يا أبي .
مشعل : السبب !! السبب في ماذا ?
(( يسكت الابن من جديد ))
مشعل : تكلم يا بُني ... تكلم .
الابن : يقول المعلم أن أحد مسببات الإعاقة هي الأمراض الوراثية .
(( يصمت مشعل ))
الابن : هل قمت بفحص ما قبل الزواج أبي ؟
((مشعل لا يقوى على الرد ))
الابن : إذاً فأنت السبب , لو انك قمت بذلك الفحص لتداركت الأمر , ولما كنتُ معاقاً .. أنت السبب يا أبي , ولن أسامحك على ذلك .. لن أسامحك على ذلك (( يتكرر الصوت حتى يصرخ مشعل لاااااااااا ))
الأب : ماذا بك يا بُني ؟
مشعل: لا أريد أن أنجب ولداً مُعاقاً يا أبي .
الأب :ولد مُعاق !! ما هذا الكلام يا بُني ؟!!
مشعل: أبي , أنا مُقبل على الزواج يا أبي , أليس كذلك ؟ كما أن عروسي هي إبنة عمي ؟
الأب : فتاةٌ رائعة , إنَّها اختيار أبيك يا بُني ( يقولها بفخر ) .
مشعل : بل أكثر من رائعة , لكن يا أبي ..
الأب : لكن ماذا ؟
مشعل : ولكنها ابنة عمي ...
الأب : وهذه أهم نقطة في الأمر .
مشعل : لأنها ابنة عمي أبناءنا أكثر عرضةً للأمراض الوراثية يا أبي .
الأب : أمراض وراثية .. كلامٌ فاضي , لا أساس له .إنك وكل أفراد أسرتنا بخير , وعائلة عمك كذلك , فمن أين تأتي الأمراض الوراثية ؟
مشعل: ليس شرطاً أن نكون مصابين بالمرض حتى نورّثه , البعض من الناس يحملون جينات حاملة للمرض , هذه الجينات تنتقل من جيل إلى جيل .
الأب : جينااات , وحامل مرض ... لم أفهم شيء .
مشعل : حسناً أبي سأشرح لك الأمر بالتفصيل .. للأمراض الوراثية علاقة وثيقة بالزواج بين الأقارب ....
(( مؤثر موسيقي ))
مشعل مُنهياً الحديث : وهذه هي حكاية الجينات والأمراض الوراثية , أتمنى شرحي كان واضح وبسيط يا أبي .
الأب : واضح مخيف يا بُني , وبما أن الأمر بهذه الخطورة , لابد من الحديث مع عمك محمود وابنته .
مشعل : حسناً يا أبي .. عليك إقناع عمي في الأمر .
الأب : إذاً هيّا بِنا إليه .
مشعل : هيّا بنا .
(( يهم مشعلووالده بالخروج , فيسمعا طرقاً على الباب ، يفتح مشعل الباب فيدخل عمه محمود ))
مشعل : عمي محمود , كنّا بصدد الخروج لزيارتك هذه اللحظة .
محمود : أعذراني على هذه العودة السريعة , فالأمر خطير .
الأب : ما الأمر يا محمود ؟ لقد أفزعتني .. خيراً إن شاء الله .
محمود : لا أعرف ماذا أقول ؟
مشعل: ماذا هناك ؟ هل حصل مكروه لا سمح الله .
محمود : لا ولكنهُ على وشك الوقوع .
الأب : وما ذاك ؟ تكلم ولا توترني أكثر .
محمود : لا أعرف من أين أبدأ يا أخي , إني في غاية الخجل .
الأب يُحدث نفسه : لو أنك تعرف , ما في قلبي , لعرفت إني من هو في غاية الخجل .(( يلتفت لأخيه )) : لا عليك يا أخي تكلم ، فلا مجال للخجل بيننا .
مشعل: صحيح .. صحيح يا عمي , لا وجود للخجل بيننا , هيّا تكلم يا عمي .
محمود : أتكلم , كيف أبدأ , وماذا أقول ؟
الأب : سوف تقول يا أخي , لكن أنا كيف أفاتحك بالموضوع ؟ (( يلتفت على ابنه ))
مشعل : ما كل هذا الارتباك يا عمي ؟
محمود : مشعل بُني , أنت تعرف أن الزواج قسمة ونصيب .
الأب : قسمة ونصييييييب !!
محمود : لا تغضب يا أخي .. وأنت كذلك يا بُني ... فالأمر خطير .
مشعل : هل رفضتني فاطمة ؟
محمود : إطلاقاً , بل العكس هو الصحيح , فقد أسرها الخبر جداً , ولكن .....
مشعل : ولكنك , وجدتَ زوجاً لها أفضل مني .
الأب : زوجٌ أفضل من مشعل , أنسيت انهُ الأول على دفعته ؟
محمود : لا أُفضِّلُ أحداً عليك بُني , الأمر أكبر من ذلك .
مشعل : أكبر!! إلى ما ترمي عماه ؟
الأب : اهدأ يا محمود , وأخبرنا بالأمر كله .
محمود : عندما غادرتُكم , ذهبتُ إلى البيت مُبشراً ابنتي فاطمة وأمها بأمر الخطبة , ففرحتا بذلك فرحاً شديداً , وبعد لحظة من ذلك انقلب حال ابنتي , وخيم عليها حزنٌ عميق , وأخذت دمعاتها تنحدرُ من عينيها دون إرادة , فاقتربتُ منها وسألتها عن حالها ..
الأب : أكمل يا محمود أكمل .. ما الذي أحزنها فجأة ؟
محمود : تقول أنها تذكرت شيئاً عن الأمراضِ الوراثية .. وبما أنها ومشعل أبناء عمومة , فهذا يعني أن أبناءهما أكثر عرضة للإصابة بالأمراض .
مشعل : وماذا بعد ؟
محمود : لا أعرف ماذا أقول لك يا بُني , لا نُريد أن نفرح اليوم , ونبكي غداً .
مشعل: والحل ؟
محمود : الزواج قسمة ونصيب , وإن شاء الله ستجد لك زوجة تناسبك يا بُني , وستجد فاطمة من يُناسبها هي أيضاً .
الأب : ما هذا الكلام يا أخي .. (( يقولها وهو يضحك ))
محمود : ما المضحك في الأمر ؟
مشعل: أنسيت يا عم أن زوجتك هي ابنة عمك , وقد أنجبتما أطفالاً كالأقمار .. لا يُهددهم أيُّ مرض ؟
محمود : ماذا ؟ هذا صحيح .. كيف لم انتبه لذلك ؟
الأب : هه
محمود : اضحك .. يا عبدالله .. اضحك .. أنا من سببت ذلك لنفسي .
مشعل : لا عليك عماه .
محمود : لا أعرف من أين أتت هذه الأفكار لفاطمة ؟ , سأذهب لأبشرها .
الأب : على رسلك يا محمود , لماذا أنت متعجل هكذا دوماً .. تمهل قليلاً ...
محمود : ولكن الفتاة ...
الأب : ماذا بها ؟ تبكي ؟ دعها تبكي .. لا بأس بذلك .
محمود : ليس البكاء وحده , الوقت يداهمنا , وليس أمامها للاستعداد للزواج إلا أياماً قليلة .
مشعل : أي زواج ؟
محمود : زواجك من فاطمة .
مشعل : لن يحصل هذا الزواج .
محمود : ماذا تقول ؟
الأب : أنسيت أنها ابنة عمه وأكثر عرضه للأمراض الوراثية .
محمود : سوف أجن من حديثكم .. هل ستتزوج من ابنتي أم لا .
مشعل : لا ..
محمود : تقول ... لا .
مشعل : أجل أقول لا .. ليس قبل إجراء فحص ما قبل الزواج .
محمود : فحص ماذا ؟
الأب : تعال يا أخي لأشرح لك الأمر .
(( يأخذ الأب أخيه ليحدثه عن الفحص .. مع مؤثر موسيقي ))
محمود : الآن فهمت .. إذاً سوف نؤجل الزواج .
مشعل : إلى متى ؟
محمود : ليس قبل الفحص .
(( يضحك الجميع , فيدخل كورال إنشاد لأداء نشيد تختتم به المسرحية ))
بقلمي .. علي الفارسي
تعليق