[align=right]
[/align]
حبال بايدة
شعر عمر ابو غريبة
*انقطع حبل المشنقة بالمختار فقال أسد الصحراء في ذلك الموقف العظيم متفائلا بزوال دولة الطغيان:يلعن هيك دولة حبالها بايدة.
أجـــتازُ عَبرَ دِيـــــــــارٍ جــــازَها عمَــــــرُ
وهالةٌ من سَـنا المختـــــــــارِ تنتشــــــــرُ
وتلك أمجــــــادُه في الأرضِ مــــــاثِلــــةٌ
في كلِّ رُكنٍ سـَــــــرى ذكــرٌ له عَطِــــــرُ
هـــــذي خُطـــــاهُ بِمَتْنِ البِيـــــــدِ بادِيـــةٌ
كأنهــــــــا حَبـَــــــقٌ في الأرضِ مُنْتَـــثَرُ
إنْ تقْصُصِ الرمـــــلَ يحْكِ الرملُ وطأَتَهُ
فكلُّ حبـــــةِ رمــــــــلٍ مسَّـــــها أثـــــــرُ
من ســــيِّدٍ فــارِهٍ في المجدِ مُكتَهِــــــــلٍ
كأنما شـــــــيبُه غـــــــارٌ له نَضـِــــــــرُ
يُزري بعـــــــزمِ شــــــبابٍ طالما قعدوا
إذا شـبابُ الهوى من شيبِه سخـــــروا
قد طأطأ الدهـــــرُ للمختـــارِ معترفــــاً
غلبْتَ أعوامَـــه فالدهـــــــرُ منكسِــــرُ
بعزمةٍ في صـــميمِ المجـــــدِ راســـخةٍ
لم يثنِهــــا جَلَلٌ والعـــــــــزمُ مقتــــدرُ
ما كان عـــــادٍ كمثلِ الدهـــــرِ بطشـتَه
خاب العُداةُ إذنْ كيداً فلا انتصـــــروا
وغضبةٍ لحِمى الإســــــلامِ ثائــــــــرةٍ
تأبى الهـــوانَ لشـــــعبٍ دَأْبُـه الفَخَــرُ
لمّا أغـَـــــرَّ دفـــــينّ الحقــــدِ قوّتُـــــه
وانسلَّ يحدوهُ سوءُ االنفسِ والغَـــــرَرُ
حتى إذا حطَّ في المرســــى مراكبَـــــه
نادتْك بُرقــــةُ والواحــــــاتُ والثُّغـُـــرُ
فقُمتَ تنفُخُ في كِـــير الوغى غضبــــاً
والزّنْــدُ يقدَحُ عزمــــاً مِلؤهُ شَـــــــرَرُ
تصـولُ في غَمرةِ الأنواءِ تصفعهـــــا
مجاهداً ما اعتراه الياسُ والخَـــــوَرُ
وثائـــــــراُ أسَـــداً من خلفِه أُسُــــــدٌ
كل البـــلادِ بأعقــابِ العِـدى عُمَــــــرُ
ظنّوا مَـــراحاً وظنُّ الســوءِ أوردهم
من المنايــــــــا فمـاً ما انفكَّ ينفغــرُ
ما قَـــرَّ جَنبٌ لطاغٍ فيكِ مضطــــجِعٌ
والأرضُ مثلُ لظى البركانِ تستعــــرُ
أعيَيْتَ يا شيخُ في الساحاتِ حيلتَهم
ورَنَّقَ الصَّفْوَ في أحــــــــلامِهم كَدَرُ
حتى كَبَتْ بك في غمْراتِها فَـــــرَسٌ
ما ردَّها قبلُ من أهوالِهــا الخطَـــــرُ
لا يشــــــــمتنَّ عـدوٌّ هــدَّه طَــــرَدٌ
إنْ نالَ صــيداً فقد أعيا به الظفَــــــرُ
قد ســـــــاقك اللهُ مأســوراً على قدَرٍ
منه فلا كفـــــرَ إن أهوى بنا القــدَرُ
وكنتَ مستشهداٍ من قبلِهـــــا فهدى
إليك أجـــراً وأجــــــرُ القتلِ مدَّخَــــرُ
إذا اصطفى اللهُ عبــــــداً زاد محنتًــه
والله يبلو الذي أصـــــــفى ويختبــــرُ
فجيءَ بالحبلِ مشـــــــــدوداً بحقدِهِمُ
والناسُ قد جُمِعوا والمــــــوتُ يبتَدِرُ
فانبَتَّ حبلٌ من الأعـــــداءِ مـــرتعشٌ
كذاك حبلُ دُعـــــــاةِ الشــــــرِّ منبترُ*
ما لُفَّ حول شَـــموخِ العُنْقِ يشنقها
حتى تباكى على الأقـــــــــدامِ يعتذرُ
تفاءل الشــــيخُ والآجــــــالُ ترمقه
بادتْ حبالُــــــكمُ والظلمُ مُندثـــــــرُ
لمّا ترنّح جســـــماً ما هوى وعلا
فوق الرقابِ وطرْفُ العِلجِ منحسرُ
تلقّفتْـــــه أيـــــــادٍ من مــــــلائكةٍ
إنا جزيناهمُ الحسنى بما صــبروا
ما زلتَ يا سيدي في أرضِنا علَماً
يلتفُّ من حولِه الأفرادُ والزُّمَــــرُ
ولا يزال لك العِــــرفانُ متصــــلاً
وما يوفّيك عرفــانٌ ولا شُـــــــكُرُ
وأنت فوق جبينِ المجدِ ناصيةٌ
وأنت في مصطلى ديجــورِنا قمــــرُ
فانعمْ برَوحٍ وريحانٍ ومغفرةٍ
تترى.عليك ســـــــــــلامُ اللهِ يا عمرُ..
[/align]
تعليق