تويت
عاصفة من الكلمات
أَثقُب بأظافري وأقرأُ كلماتي على عرش زهرتي ،وأسبح بحروفي على زورق مُبحر مُورق يبوح عشقاً وهذيانا.. المتعجلة المتسابقة
أفراحي.. كلماتي ..وغرامي... كتابي...
قلمي.......
قلمي أنت زادي.. أهمس باسمكْ.. حبِّي لكَ.. و أُرسل معكَ ولَعي و أَشواقي..
و أنتَ يا قلمي .. نهرٌ يتدفق منه بديع المعاني ونَقْش الحروف السابحات..
قلمي ..أنت ضوْءٌ من حكاياتي تزْهو في ربيع مُزْهر كشلاَّل يصبُّ في مَوكب من بين الرموز ومعاني الحُكماء.
......
كلماتٌ ..كلماتٌ..كلماتْ...
أيتها الكلمات... أنتِ سَيِّدة القلم تقْرأين وترْمقين بتأَمِّلٍ وصمتٍ واحترام... و تمنحيني العِزَّة وحُسْن الخَطّ و الاسْتقبال..
يا لي منْ عاشقة للكلمات... قلبي بكِ ولكِ مُغرم..
عجباً لكِ .....أيتها الحروف لقد شُغِفْتُ بعروقكِ و غرامكِ وهِمتُ بحُسنِ جمالكِ وبهائكِ الساحر الفتَّاك
وبضوئكِ أَسَرْتي فؤادي.. لم أعرف أنَّ همْس الكلمات أبْلغ من صِبا الفؤاد
عجباً لكِ... ولأوراقكِ أيتها الكلمات
بكِ تضيء المُعتمات
أيتها الكلمات... أراكِ تحلِّقين بحُمرة الشَّفق والمسافات و ترحلين بعشبكِ الأخضر إلى الورودِ و أوراق الغُصون.. لتعيشين مع سَهدِ العشاق ...
ولأَمْسِكِ يا كلماتي أُمْنيات.. ولغَدكِ روحٌ خَاطرةٌ ذات مِداد
ولتمايلكِ أنين ورنَّات تتراقص على بِساط متنقل بَلسمه دَوحَة من قافية الأرواح السَاكِنات
وبكؤوسك المتجاورات ترْتوين ثمالة تبتغينها بين موائد الملذات
فاشربي بلهفة و بفَيْض ونسيان .. واسقيني كأس من شفتاكِ الشهيّتان
أيتها الكلمات... أراكِ في ضوء النهار تنتشين من نسمات روح الحياة
وتنشدين رنينا في الآفاق بأرقِّ لَحن وشعر في مملكة الحياة..
أيتها الكلمات ..إني أسمع موسيقاكِ وأنت ترقصين على نغمات حروف أسْدَتْ بروحها روعة تنبثق من نَسج الأفكار...
وتَلجُّ حروفكِ بلهيب عاصف وأنين من بين أدْمع العشاق..
وأراكِ عند المنام زاهِية نَضِرة كالشمس تَتَبَدَّد منها الظلمات
أيتها الكلمات.. أنتِ ضوء...أنتِ نهر عذب من الإلهام..
أَشْعر ببوحكِ وعلى شفتيْ تتهادين كعاشق مجنون لا ييأس من الغرام
وبحروفك تهاجمين الجيوش.. لتحَرِّرِين السُطورِ والأقلام في المدائِن و المُعَلَّقات
وعلى عرش صدرك تجلسين ..وبالعجز تصلين الأبيات على إيقاع رَنَّانْ
وللأنباط والقبائل وجبال فارس والعراق .. ولدت كلماتك بين البحور وامتدت على بساط شعريْ
فانطلقتِ بكلماتكِ نحو أهازيجكِ و فوق ظهور الفرسان و الخيول
فجاءت كلماتكِ راقصة على قرع الطبول وغناء النساء بلحن سامري جذاب
أيتها الكلمات..انثري صورك وعباراتك بأجمل العبارات
...
كلماتي..كلماتي... في خاطري لكِ ابتسامة الأمجاد ..
سأقتحمكِ برغبتي ...
.
وأُزْهر بكِ عُمري وهَواي و فؤادي و صِباي...
وأُزْهر بكِ عُمري وهَواي و فؤادي و صِباي...
وأَتطلُّع إليكِ بروحٍ ورعْشةٍ وخيال ..
إني أَنْتفِض لبركانكِ المَغْرورْ ..وأذوبُ لعناقِ حروفكِ في الظلام
أنتِ زاهيَة مُشِعَّة نَضِرَة بأحاديثكِ وحركاتكِ وتراتيلكِ..
ويْحكِ ..ويْحكِ.. من كلمات
وحروفكِ تَفضح شوقي و سِرُّ حبِّي لكِ..
وأنت خفايا ذكرياتي وشُجوني وشَقائي وعشقي وفرحتي ..
وأنتِ مِحْبَرة أوراقي و غصوني ..وماضي صِباي حروفكِ الناعسات
هلمِّ معي أيتها الكلمات ....لنَرسُم لوْحة فوْق شَفَق المغيب بألوان المساء
هلمي معي...لِنَحْفر الحروف بين الشواطئ والرمال
عجباً لكِ ..أيتها السطور والكلمات تعثَّرتُ بكِ حالمة وتهاديتُ من بين نور سمائكِ فكنتِ شمس يتدفق منه قلم ضوئكِ الوهَّاج
كلماتي هلاَّ... تجدين لي ما في جسور قلبي وتُلًمْلِمين رياحي لتتلاشى بين رذاذ الأمطار وتُسامرين الضباب والسراب ؟
هلاَّ... تواسيني بابتسامة من خَلْف الظلام ؟
يا كلمات قد توردَّتْ وجْنتاها من غزل العشاق
يا كلمات قد تلاشتْ بها الأمواج على عاصفة الأدباء
تكلَّمي.. انْطقي .. انْتفضي ..انثري.. أنشدي ..
أَصْغي .. لفؤادي و غرام قلبي واستعيدي سحره البسام
دَاوي حُزني أَضيئي لي الشموع لألقاكِ بقُبْلة من طوقِ أنفاسكِ
سأقبِّلكِ في لحظة نشْوتي وفرْحتي.. وأعانق حروفك وأرتعش لظلِّك
وأسْند ظَهْري إليكِ وأعتدل في جلستي وأُخْرِج من شفتي العَذْبة تنهداتٌ وآهات
أيتها الكلمات... أنتِ سيّدة القلم
أنت الحُبَّ والوَطن
آهٌ....آهٌ....وَ..آهْ..
يا لك من كلمات ..إنك تعذبّيني تَنفِرين منّي بين الحين والآن
أنتِ هاجس من الرؤى والأفكار تجمعنا العروق والجذور و المسافات...
وتَحرُّكاتك تُطاردني مُتحدِّية الجُسور والصِعاب..
كلمات مترادفات متعاكسات ومشاكسات.....علامات تعجب و استفهام
مشكلات بورود حمراء... ...وفواصل متشابكات
عبرتِ بخطواتكِ بقوة وإصرار فوق حدود جِسري لألتقي بأُناس تجمع بيني وبينهم الأحلام..
أيتها الكلمات ..امنحيني الدفء والحنان خاطبيني بتودُّد وإحساس..
لن أُطاوِع جُوعي سأنقضُّ عليكِ باندفاع وأَلْتَهم نبرات أحرفك ..
يا لَكِ من كلمات.. تُداعب الأفراح بالأحزان و تَرثي الحياة بشتَّى الألوان..
أنتِ لكِ وَجْهان ..أحدهما مبتسمٌ وهَّاج ..و الآخر له مَدامع تَسيل من بين الصخور والوديان
فهلْ منْ ذاكَ شانْ ..!
تَعَالِي ..تَعالي ...
أَكادُ انْهمر في حَقلي الشَهِيْ في المنام
لا تخافين..لن أبوح بسرِّك لسَعفِ النَّخل والصبَّار
من أنتِ؟ لا أدري.... !
هل أنتِ قصة النجوم ورقيبُ الأسْرار ؟ .. أم أنتِ هذيانْ الليل يسامركِ العشاق ! أنتِ رائحة الخُلد والجِنان..
أنتِ العِناق وشَلَّال من الأنهار.. أنتِ جدارُ الصمت والوفاء..
وتتفجَّر من بين أحضانكِ عاصفة تنشقُّ شوقاً من بين الأفق و السماء
أيتها الكلماتْ ...سأظل أكتب كلماتي ولن أمَلّ حتى أسْتأنس من بين أنفاسكِ
سأجْتاح ضوءكِ وأسدل خصلات شعري على وسادتي وأفرشكِ في مضجعي لأحتويكِ بهالة من التخيلات والكلمات
كلماتي ...كلماتي..
اعْصفي بحروفكِ على لَحن الواحات ....
كلماتي ..كلماتي ....
انْشِدي بلحن عودكِ على تيجان الشُعراء... وارْقصي مع سرّ المعاني في رَوضة الرِّيحان
أنتِ نور البدر ونجوم الظلام
أنتِ عاصفة في فنون الآداب و الكلمات
.........................................
خولة الراشد
الخميس 17 -يونيو
2010
الساعة 5: 38 دقيقة
مساء
عاشقة الكلام .. خولة
من قرأها فقد عشق حياتي و قلمي وكلماتي...
بقلم خولة الراشد
تعليق