أوجات .. لا تعترف بالموت ( 5 و 6 ) / ربيع عقب الباب

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • ربيع عقب الباب
    مستشار أدبي
    طائر النورس
    • 29-07-2008
    • 25792

    أوجات .. لا تعترف بالموت ( 5 و 6 ) / ربيع عقب الباب

    5
    حين طرق عليه عصمت باب المعمل فى ذلك المساء ، توقف قليلا ، ولكنه سرعان ما تحرك خارج دائرة احتمالاته ، واعتبر هذه الزيارة نوعا من العبث ، دفعه إليها عنجهيته ، وإحساسه بالقيمة و التفرد ، ولم يثقل على نفسه مثقال ذرة فى كونها زيارة بريئة من عدمه ، ثم أنه كان حريصا بشكل لا إرادي ، خاصة و قد ترك خلفه تساؤلات لم يجب عليها ، وخلافات أدت إلى وضعه داخل شبكة عنكبوتية من رجال الحراسة ، الذين لم يفارقوه حتى الآن ، يحتفظ بكل أوراقه في رأسه ، حتى تجاربه ، بأرقامها ، ومعادلاتها ، التي تصل في معظم الأحيان إلى أرقام لا يمكن للعقل البشرى حفظها !
    ليلتها رحب البروفيسور سعيد بعصمت بابتهاج ، وشكره على هذه المفاجأة السارة التي لم تكن تخطر بباله ، ثم استأذنه فى تغيير ثيابه ، وتركه على مكتبه المعملي ، وعرج صوب حجرة الملابس ، وداخلها كانت الشياطين تتلاعب برأسه ، وتجهده فى البحث عن حقيقة هذه المداهمة ، وفى لمح البصر كان يبص من خلال خصاص الباب على الزائر ، ويشهد بأم عينيه عبثه بالأوراق ، ثم فتحه لدرج المكتب ، وسحب ما يحمل من نتائج لأبحاث وضعها سعيد خصيصا لكي يقرؤها أي زائر ، إذا ما دفعه الفضول ، حب التلصص إلى ذلك ، فاعتدل ، وأبدل ملابسه ، وخرج بعد أن أصدر عدة كحات عامدا :" آسف على التأخير ".
    أخذ عصمت وقتا طويلا ليتماسك :" هل رأيت سينما هذه الأيام ؟ ".
    همهم ببساطة ، وابتسم ناظرا فى وجه عصمت :" كما ترى ، تجدني مشغولا باستمرار".
    :" هذا لا يمنع أن تمارس حياتك ".
    :" وهل جد جديد .. هل باض الديك ؟".
    :" باض بيضة ثمينة .. بنت أسطورة .. يهيأ لي أنها لن تعمر طويلا !! ".
    :" معقول ؟ ".
    :" رجالي فى الرقابة الذين شاهدوا الفيلم .. أكدوا لى .. وأنا مدعو الليلة لافتتاح عرضه بسينما ريفولى ".
    :" هنيئا لك .. ومالي أنا بعلية القوم و الرؤساء ؟ ".
    :" سوف تأتى معي رضيت أم أبيت ".
    كان يعرف أن الأسطورة لم تكن سوى عنبر ، صنيعته و حبيبته ، ولكنه كان دائما يتخوف من إظهار علاقته بها ، وأمسك عن زيارتها تماما في العاصمة ، رغم أن هذا كلفه الكثير من الجهد النفسي ، والمعاناة شديدة الوطأة ، و بذل مجهودا خارقا لكي يقنع عنبر بهذا ، رغم انهيارها ، وبكائها الذي سحقه ، وأدمى قلبه ، وفى نهاية الأمر تفهمت ما يرمى إليه ، وإن لم تقتنع تماما بما قدم لها من محاذير ، وانتهت إلى أن تتم مقابلاتهما فى قرية المرة ، هناك مع أبى أيوب ، وفقط ، وأن يكون اللقاء أسبوعيا .
    حاول سعيد الاعتذار ، ولكن عصمت أصر على ذلك ، وهو يضحك ، ويجذبه بقوة :" ألا تحب أن ترى تأثير أخيك على الجميلات ".
    وما أن أصبحا أمام مركز البحوث حتى أحاطت بهما كوكبة من الحرس الخاص ، شدت سعيد فحولتهم ، وكثرتهم ، و غرابتهم ، فقد حمل البعض منهم ملامح أوربية ، استرعت انتباهه ، وجعلته يتذكر الرجال الذين تعقبوه حتى توجه إلى الطائرة ، يتذكر ملامحهم و أحجامهم ، وأشكالهم ، وكاد من فرط الانغماس فى هذه الأفكار يؤكد لنفسه ، أنهم هم نفس الرجال ، مع الاختلاف فى الملبس !
    أمام سينما ريفولى توقف الركب وسط زحام شديد ، فقد وصلت فى نفس اللحظة السيارة التى تقل الممثلة الأكثر شهرة ، وخلفها رتل من سيارات فخمة ، وهتفت الجموع المتراصة باسم الممثلة ، وعلا التصفيق ، بينما كانا يتحركان لمصافحتها بكل سهولة ويسر بين الجماهير .
    لم يشعر أنه أساء لعنبر و لنفسه إلا هذا المساء ، حين لطمت وجهه كلمات عصمت :" بإشارة منى تأتى راكعة تحت حذائي .. هووووهوه .. فى الفراش يأتون بالعجب العجاب .. يالهن من ممثلات !! "
    كيف فكر ، و كيف دبر الأمر ، كانت تحاول أن تقترب منه ، ولو بالموافقة على اختياره ، ممثلة ، متى رآها تمثل ، وتشخص ؟ كان سؤالا بريئا ، تحول إلى نقمة ، ليس بريئا بالمرة ، أظلمت الدنيا فى وجهه ، وصافحها ، وهو لا يكاد يرى أمامه ، بينما كانت ترتعش ، وترتجف من هول المفاجأة ، وانسحب من أمامها ، ودهشة عصمت تكاد تأتى على وجهه :" ألا تنتظر .. يا أخى .. العروس أولا .. إنها ليلتها ".
    كان كل همه الساعة ، كيف يمكنه الانسحاب ، و التخلص من هذا الوجع ، الذى ينتابه لأول مرة :" يا أبا أيوب .. أوجات ما خلقت إلا لتسعد أهل الوادي ".
    ياله من مخرف ، أحمق ، أبله ، ضيع جوهرته فى لحظة غريبة ، ومقولة أغرب ، وظن أنه فى أوربا أو أمريكا ، حتى هناك أيضا لن يكون الأمر إلا على هذا النحو ، صحيح هناك ديمقراطية الاختيار ، ولكن هناك أيضا لا ديمقراطية النوازع والأهواء ، للحكام ، ولأولاد الحكام ، وأقرباء الحكام ، السلطة التى تمنح صاحبها ، الكثير من الحقوق ، حتى الحق في الاعتداء على حرية الآخرين ، وسلب حقوقهم .. أنت واهم .. أنت غبي لا عقل لك !!
    عند هذا الحد لم يستطع ، أصابه غثيان مفاجىء ، فأسرع صوب دورة المياه ، وأفرغ أحشاءه كاملة ، كاد يفقد روحه على الحوض ، وعيناه تذرفان دموعا ثقيلة ، وكتب جملة فى منديل ورقى ، وخرج يترنح برغمه ، وحين أصبح أمامها تماما ، ترك ما في يده ، فحط بين أصابعها !!
    كان عصيا على الدنيا ، وليس على عصمت وحده ، الذي حاول بشتى الطرق أن يستبقيه إلى جانبه ، فخلى سبيله بعد أن غمز بعينه إلى أحد الرجال ، بتتبعه ، واقتفاء أثره ؛ فقد غذى فى صدره هومة التوجس ، بعد أن ظل طوال الطريق يضاحكه ، ولم يتوقف عن الحديث معه لحظة ، ثم فجأة تنقلب ملامحه ، وتسود جبهته بشكل قاس ، لا بد أن في الأمر شيئا !!
    غادر سعيد دار السينما وهو يتطوح ، بدنه يرتعد كأن به حمى ، ووجه يفرز صهدا ، وبالكاد استطاع التلويح لإحدى السيارات :" مطار القاهرة يا أسطى ".
    sigpic
  • ربيع عقب الباب
    مستشار أدبي
    طائر النورس
    • 29-07-2008
    • 25792

    #2
    6 – خطف سعيد
    حين وضع أبو أيوب الحبة تحت إبط سعدية الغجرية في ذلك المساء ، وهى تلفظ أنفاسها الأخيرة ، كان سعيد يتعجب مما ألم بالرجل ، كيف جرؤ على الملوك النائمين هكذا ، ولأجل من .. بنية لقيطة لا يعرف عنها سوى أن سعيدا حملها إلى هنا ، في ذلك الشتاء الرهيب ، وكاد يقتل نفسه لأجل إنقاذها ، وما أن شعر بالدف ء يدب في جسده ، وبالأشياء تبهت وتتحول إلى خيالات ضبابية ، حتى أخذته سنة من نوم عميق ، وفى الصباح ، كان يقترب منها !
    ما تصور لحظة أن تكون سعدية بكل هذا الجمال المذهل ، الذي دوخه هو الصغير ، فتراجع باحثا عن أبى أيوب ، الذي يبدو أنه لم ينم في ليلته تلك ، وهناك على حافة النهر كان أبو أيوب يقف ناظرا إلى البر الآخر ، وسرعان ما أقبل عبده النوتي بقاربه ، وناوله مقطفه الذي يضع فيه صيده ، وانسحب عائدا إلى الضفة الأخرى :" بالهناء و الشفاء ".
    تقدم سعيد من أبى أيوب ، وحمل عنه المقطف الذي تفوح منه رائحة السمك ، ويتلوى تحت ضربات القراميط التي تلطمه ، ابتسم الرجل لمرآه ، وربت على كتفه ، و هو لا يتوقف :" هل صحت جنية الوادي ؟ ".
    :" مازالت نائمة ".
    :" ألن تقول لي من أين جئت بها ؟ "
    حكى له عن المطاردة ، و مهارة البنت ، التي دوخت الرجال ، وكادوا يفلحون في الإيقاع بها ، وافتراسها ، لولا حكمة ربك ، التي حركت السحابة ، فحطت بأثقالها كما تعرف ، فتفرق الرجال ، والأولاد ، وتركوها نهبا لهذا الطوفان الذي لم يكن في الحسبان ، وظلت المسكينة تبحث عن مأوى ، وأنا أتابعها ، حتى اختبأت تحت كومة من قش الأرز ، وأنت تعرف بقية الحكاية :" ألا تعرف من هي ؟"
    :" بعض الوقت ونعرف ما نريد معرفته .. لكن قل لي ما حكاية الحبة التي وضعتها تحت إبطها بالأمس ؟".
    :" تريد أن تعرف .. لم ؟"
    :" إن كان سرا فلا تقل شيئا ؟ ".
    :" حتى لو كان سرا ، تعرف كم أحبك ، أنت ولدى يا سعيد ، ما تمنيت أن يكون لي ولد بعدما حملتك و ربيتك في الدوار، واكتفيت بك ".
    في دقائق معدودة كان السمك المشوي يسيل له اللعاب ، بينما سعدية تقعد مستكينة كقطة أليفة ، منهكة ، تتابع الرجل ربما بخوف ، وتطلع ، وتعاين المكان مشدودة لغرابته :" حمدا لله على السلامة ".
    :" من أنت ؟".
    :" هذا الرجل الذي حملك إلى هنا ".
    :" أنت .. ليتك تركتني ".
    :" كنت على وشك الموت ، والطوفان يحاصرك ".
    انهارت باكية ، فأنهى أبو أيوب ما بيده ، وخطا مسرعا، ثم ربت على كتفها :" نأكل أولا حتى تستردي عافيتك ، وبعد ذلك نعرف حكايتك ".
    :" لم نختر آباءنا و أمهاتنا .. جلبابك جف .. تستطيعين أن تلبسينه ".
    :" اسمك سعدية ؟"
    :" نعم وأنت ؟"
    :" عندما تنتهين نادى على ، حتى أجعل عمك عبده يوصلك إلى الضفة الأخرى ".
    :" هل ستعودين إلى أهلك ؟".
    :" لا .. لن أعود إليهم ".
    :" وإلى أين تذهبين ؟ ".
    :" أرض الله واسعة ".
    :" لو كان أبى يوافق لأخذتك عندنا ".
    :" أليس عندكم دوار كبير ؟ ".
    :" كل من بالدوار رجال و صبيان ".
    لبست ثوبها ، وتقدمت بثبات ، وهى تديم النظر في الأشياء ، والتوابيت ، والحجرات ، كأنها تحفرها في ذاكرتها ، والدموع في عينيها لا تتوقف ، وسعيد يستوقفها : " مازال في الوقت متسع ".
    :" إن شاء الله تأتى لزيارتنا .. هيا ؛ فعبده دائما متعجل .. هيا ".
    كأنها خطفت منه ، دار ، و دنا من الماء ، وانزلقت قدمه ، مما دفع أبو أيوب للضحك ، بينما كانت لا تقل عنه شغفا ، وتطلعا :" البنت لن ترجع إلى أهلها ".
    :" قالت لك ؟".
    :" فأين تذهب ؟ ".
    :" لا أعرف ".
    :" قدمنا لها كل ما نقدر عليه .. يتولاها المولى ".
    فجأة قامت سعدية واقفة في القارب ، وألقت بنفسها في النهر :" قلت لك لن ترجع إلى أهلها ". وألقى هو الآخر بنفسه في النهر ، وغطس طويلا ، وعاد بها بين دهشة أبى أيوب ، وعبده المراكبى :" اخص عليك يا عبده .. كيف تركتها تلقى بنفسها ؟".
    :" اعذرني يا أبا أيوب فلم أتصور أن تفعل ذلك ".
    :" لم فعلت ذلك ؟ ".
    :" طهرني المطر من نجاستهم ، فأصبح الموت أحب إلى من العودة ".
    :" وما العمل ؟ و أنا أعيش هنا وحدي ؟".
    : " قلت لي اسم أبيك إيه ؟".
    :" ينادونه "الوزة" ، لكنه ليس أبى ، قالت أمي ذات مرة ، أن أبى رجل كبير ، من علية القوم ، له خدم وحشم ، ويملك الأطيان ".
    :" الوزة .. الوزة .. لكن هذا اسم لمخبر كنت أعرفه وليس غجريا ؟ ".
    : " هل تعرفه حقا ؟".
    :" نعم كنت أعرف رجلا بهذا الاسم .. ربما ليس هو من أعرف ".
    :" وأمك ؟".
    :" ناداها الكسيح مرة باسم حمامة ".
    :" هذا الاسم سمعته قبل الآن .. حمامة الغجرية .. أين أين .. هيه ..شخت يا أبا أيوب .. تعالى يا بنيتي .. أما أنت فهيا إلى الدوار ، قبل أن تقلب البلدة رأسا على عقب .. هيا ".
    هتفت سعدية :" يمشى هكذا .. وفى هذا البرد ؟ ".
    همس أبو أيوب في أذن سعيد :" هيه .. هل عرفت سر الحبة التي تحت إبطها ؟ ".
    من يومها لم يحاول سعيد إثارة موضوع هذه الحبة ، وتناساها برغمه ، وإن ظلت عالقة بذهنه كل هذه السنين ، يحيره السؤال و يضنيه ، حتى أنهكه تماما ،ترك دراسته بالأزهر الشريف بعد اجبارة على نيل العالمية ، و في كلية دار العلوم استقر به الحال !
    كان إذا اختلى بسعدية ، طالبها راجيا أن ترفع ذراعها ليرى الحبة ، ويعاين موضعها
    :" سوف أقول لأيوب ".
    :" وأهن عليك ؟ ".
    :" لا أستطيع ".
    :" لو قلت حرمني منك ".
    :" نعم أعرف أنه صعب ، لكنه طيب القلب مثل النهر ، يترقرق حنانا و عذوبة ، وإذا ابتعد عنى قليلا لمصلحة ما ، أحس بالفقد و الحزن .. شيء ما يربطني بهذا الرجل ".
    في إحدى المرات ، وفى غيبة من أبى أيوب ، استطاع سعيد أخذ عينه من الحبة ، وأكد على عدم كشف هذا الأمر للرجل ، وهناك في العاصمة كان يجرى تجاربه ، التي لم تتوصل إلى حقيقة تركيب هذه الحبة ، و الغريب الذي أحدثته في سعدية ، كان شيئا استثنائيا ، لم تستطع الامكانات المحدودة في الجامعة أن تكشف كنهه .
    خلال رحلته الطويلة في أمريكا ، كان جل شغله هذه الحبة ، تركيبها الكيماوي ، تأثيرها على البشر ، وهل هي مصنوعة أم طبيعية ، وظل هذا هو محور دراسته ، وتجاربه ، وبالفعل توصل إلى نتائج مذهلة ، جعلته محط أنظار أساتذته ، الذين لم يتوانوا عن تبليغ سادتهم في البنتاجون بأهمية تلك الأبحاث التي يقوم بها البروفيسور سعيد ، وذات مساء فجرها قنبلة في وجوه الجميع :" لقد توصلت إلى مادة كيماوية خطيرة من شأنها إطالة عمر الإنسان ، ووقايته نهائيا من أي مرض ".
    وخرجت الصحافة وبالعناوين الرئيسية :" باحث مصري يفجر قنبلة في مركز الأبحاث ".
    :" مادة كيماوية تطيل عمر الإنسان وتحميه نهائيا من الأمراض ".
    :" بروفيسور سعيد يكتشف سر الخلود ".
    كانت أياما عصيبة بالفعل ، بالنسبة لسعيد ، صحافة ، وصحافيون ، وشركات أدوية من مختلف بقاع الأرض ، وشبكات للمافيا ، والبنتاجون ، ورجاله ، تليفونات ، وسيارات فارهة ، ومقابلات لا تنتهى ، ولا بد أن يكون له رأى في كل ما يتم ، وفى كل مقابلة :" مازال البحث غير مكتمل ".
    وخلال هذه الفترة تعرض سعيد لأربع عمليات اختطاف ، نجا منها جميعا ، ومآل ذلك يرجع إلى يقظته ، والحراسة المشددة من قبل البنتاجون على مقر سكنه ، وعمله ، ومقابلاته ، وتليفوناته ، للدرجة التي أحس فيها بالاختناق ، فذاب منهم في براح العاصمة ، وظلوا لأيام يجدون خلفه ، حتى أعادوه إلى حظيرتهم !
    كم من مرة تعرضت أبحاثه ، وبيته ، ومكتبه للتفتيش والسرقة، وكان دائما يضحك وبسخرية يردد :" إنهم يبحثون عن شيء لا وجود له ".
    ثم فاجأ الجميع برغبته في السفر إلى القاهرة ، إنه في حاجة إلى قسط من الراحة الجبرية ، حتى يستطيع استكمال بحثه الخطير ، ولكنه لم يجد أي موافقة من أحد ، وظل الأمر معلقا :" أنا لست عميلا لديكم أو عالما من علمائكم ".
    :" أصبحت هكذا .. لا تغضب .. نحن نحاول حمايتك بروفيسور .. ألم تر بنفسك ؟!! ".
    :" أنا لا أرى شيئا بالمرة إلا أنني أريد العودة إلى مصر .. هل هذا ممكن ؟ ".
    :" انتظر بعض الوقت حتى ننهى بعض الإجراءات اللازمة ".
    وكان من بين هذه الإجراءات توقيع مهم ، ولازم ، بعدم التصريح بأي حديث نهائيا بخصوص البحث إلا هنا في الولايات المتحدة ، وأن يوقع على تعهد بعدم بيع حقوق البحث أو التعاقد مع شركات الأدوية أي كانت هذه الشركات إلا بعد الرجوع لهم ، وموافقتهم على هذا الأمر شخصيا . وضرب بكل هذا عرض الحائط ، ولم يوقع على شيء ، بل رفض تأجيل ذلك ، على أساس أنها مجرد أوهام تراود السادة هناك ، وأنه أقوى مما يتصورون ، ولن يضعف أمام أي إغراء مادي أو تلويح مجنون بالتصفية الجسدية !!
    أوغر عليه صدور الجميع ، فجعلوا كل همهم البحث ، أوراق البحث ، ونتائج التجارب ، وعاثوا في أوراقه ، في البيت ، والمعمل ، والمكتب ، ولكنهم ما توصلوا لشيء ، ولذي أصبح من الأهمية بمكان الحفاظ على حياته ، لأن هذا الخبيث اختزن كل شيء في مكان مجهول ، لا يعلم به أحد !
    وسط هذا الجو المتأزم ، والتعقيد الذي أحدثه سعيد ، وإصراره على مغادرة الولايات المتحدة ، ورفضه لأى توقيعات يريدونها ، ومحاصرة الشركات ، والأثرياء اليهود ، و المافيا ، اختفى سعيد ، وقامت الدنيا و لم تقعد !!

    sigpic

    تعليق

    • محمد سلطان
      أديب وكاتب
      • 18-01-2009
      • 4442

      #3
      وبدأ الحديد ينصهر .. وأخذت الأحداث تتجه إلى منحى كنا نحذره ..

      ومستمر سطوع نجم الأوجات .. سعدية .. عنبر .. الغجرية .

      وهكذا أرى الجزء الخامس

      متــــــــــــــــــــــابع
      صفحتي على فيس بوك
      https://www.facebook.com/profile.php?id=100080678197757

      تعليق

      • محمد سلطان
        أديب وكاتب
        • 18-01-2009
        • 4442

        #4
        وحقها أن تقوم ولا تقعد ..

        هل تعلم كم نملك من المفكرين والعلماء ؟

        كم من أساتذة وقانونيين كما صنعوا دساتير كثيرة لدول العالم بل وشاركوا في سن قوانينها وبعد هذا هل نحن عاجزون على وضع دستور يناسب المواطن المصري ويضمن مشروعيته لا مشروعية الحاكم ؟؟

        البروفيسور سعيد عينة من هؤلاء الكبار .. ومن باب ولى أن تكون براءة الاختراع الكيميائية تنمتى لأرض الكنانة .. ؟؟

        وترى هل ستوافق المحروسة على تبني هذا الصنيع ولن تفرط فيه ؟؟ ربما هذا ما ستكشفه الأجزاء القادمة ..

        كان الجزء السادس إلى حد بعيد جذاب ويثير فضيلة التكشف والبحث وما تخفيه السطور .. وهذا ما بان من خلال الحوار الممتع .

        أعتقد أن عزم الرواية في هذا الجزء .. مستمر معك ...

        ومتــــــــــــــــــــابع
        صفحتي على فيس بوك
        https://www.facebook.com/profile.php?id=100080678197757

        تعليق

        • ربيع عقب الباب
          مستشار أدبي
          طائر النورس
          • 29-07-2008
          • 25792

          #5
          المشاركة الأصلية بواسطة محمد ابراهيم سلطان مشاهدة المشاركة
          وحقها أن تقوم ولا تقعد ..

          هل تعلم كم نملك من المفكرين والعلماء ؟

          كم من أساتذة وقانونيين كما صنعوا دساتير كثيرة لدول العالم بل وشاركوا في سن قوانينها وبعد هذا هل نحن عاجزون على وضع دستور يناسب المواطن المصري ويضمن مشروعيته لا مشروعية الحاكم ؟؟

          البروفيسور سعيد عينة من هؤلاء الكبار .. ومن باب ولى أن تكون براءة الاختراع الكيميائية تنمتى لأرض الكنانة .. ؟؟

          وترى هل ستوافق المحروسة على تبني هذا الصنيع ولن تفرط فيه ؟؟ ربما هذا ما ستكشفه الأجزاء القادمة ..

          كان الجزء السادس إلى حد بعيد جذاب ويثير فضيلة التكشف والبحث وما تخفيه السطور .. وهذا ما بان من خلال الحوار الممتع .

          أعتقد أن عزم الرواية في هذا الجزء .. مستمر معك ...

          ومتــــــــــــــــــــابع
          كل ما أريد قوله محمد
          أني على باب الله و كل ما أختزن هو نهاية سعيد المأسوية
          سعيد المنتهك مثل آثار مصر و شعب مصر
          و بيد من هذا الفريق التافه الشرس من زمن مبارك و أولاده

          لن ازيد هنا
          و سوف لن أخيب ظنك أبدا
          فما كان هنا سوى مقدمة أحداث و فرش رقعة العمل
          فى اللاحدود الزمانى لكي أعطى استطاعتى فى البحث عن الحقيقة الضائعة و غير الضائعة فى ذلك الزمن المحنة !!

          محبتي
          sigpic

          تعليق

          • محمد سلطان
            أديب وكاتب
            • 18-01-2009
            • 4442

            #6
            [align=right]بالأمس كنت مع سعيد شحاتة وكنا نتابع بعد التطورات حول صفحة على الفيس بوك تحت مسمى "حزب إئتلاف الثقافة الجماهيرية " والتي نطالب فيها بإقالة مجاهد وأعوانه وفي ثنايا الحديث تطرقنا إلى ربيع عقب الباب الشاعر والأديب والكاتب والمسرحي الروائي وبعض الكتب التي عُرضت له في معرض الكتاب في مركز مطوبس وكانت تضم مجموعة من الكتب المسرحية والقصصية والشعرية وتساءلنا لو كان معنا على الصفحة , فترى كيف سيكون رده ؟؟ كيف ستكون كلمته في حقه المهضموم وخاصة بعد أن أثنى سعيد على اسمه المطروح على الساحة الثقافية في قاهرة المعز ؟ لم هو صامت لايطالب بحقه ؟؟ ولم سمير صامت لا يطالب بحقه ؟؟
            تحدثت معه وبصحبة مجموعة من الشباب والشعراء عن أوجات وإرهاصاتها لتي بدأت قبيل عام تقريبا .. وتمنينا لو التففنا حول كلمتك التي لن تكون سوى الاولى ولا مجال لها لأن تكون نهائية في شئون كثيرة مطروحة وتحتاج إلى سوطك كي يرحل كل فاسد ..
            تحدثنا عن سوق اللبن وكيف لم نسمع عنها في وسائل إعلام الثقافة حتى الآن وأين هي من حقها في التناول والطرح بشكل نقدي يستحقه كاتبها ؟ وكيف كان الراعي هذا العام للمسابقة "صفوت اللا شريف" وكيف يظل اسمه هو الراعي للمسابقة وحتى بعد الثورة وإلى الآن ؟؟ أليست من الأشياء التي تثير البكاء حتى الضحك ؟؟

            إليك بيان الحزب لتطلع عليه :

            بسم الله الرحمن الرحيم

            (البيان الأول لحزب ائتلاف الثقافة الجماهيرية)

            مرحباً بعودة الثقافة الجماهيرية إلى الجماهير

            *****

            علّمتنا الثورة المصرية أن نقف ضد الفساد بمختلف ألوانه وأشكاله، فعندما خرج المصريون عن صمتهم لم يخرجوا لمحاسبة الخائن بعد الاطلاع على مستنداته التى تم تستيفها وترتيبها ولكن خرجوا ليعلنوا أن الفساد استشرى وحان وقت اقتلاع جذوره، من هذا المنطلق يشرفنا أن نسير على نهج ثوار مصر الشرفاء، لنطالب بالآتى:

            *****

            1. أن يتغير مسمى الهيئة العامة لقصور الثقافة إلى الهيئة العامة للثقافة الجماهيرية.

            2. إقالة الدكتور أحمد مجاهد رئيس الهيئة الحالى، وجميع مستشاريه،الذى حول تبعية الثقافة الجماهيرية من وزارة الثقافة فى عهده إلى جمعية الهانم للرعاية المتكاملة.

            3. انتخاب رئيس الهيئة القادم من قياداتها لفترة انتقالية لمدة عام، يتولى خلالها إعادة هيكلة الهيئة فنياً وإدارياً.

            4. أن يوافق رئيس الهيئة المنتخب على تكوين حزب ائتلاف خاص بمثقفى وفنانى الهيئة على أن لا يقتصر تشكيل الحزب على ديوان عام الهيئة ولكن يشمل كافة مبدعى ومثقفى الأقاليم التابعة للهيئة.

            5. أن يشارك حزب ائتلاف الهيئة فى وضع السياسات التى يجب أن تتبعها الهيئة فى الشارع المصرى.

            6. أن يكون حزب ائتلاف الهيئة بمثابة المحرك لسياسات الهيئة داخل القاهرة وخارجها.

            7. أن تكون جميع كوادر الهيئة الفنية والإدارية من الرئيس إلى مديرى الإدارات من أبناء الهيئة.

            8. أن يكون اختيار رئيس الهيئة بالانتخاب، وكذا رؤساء الإدارات المركزية، مع وضع الضوابط التى تكفل اختيار الأكثر كفاءة علمياً وإدارياً وفنيا لتولى هذه المناصب.

            9. دمج بعض الإدارات التى تشترك فى نفس طبيعة النشاط.

            10. دعوة الجمعية العمومية للجنة النقابية للعاملين بالهيئة لاجتماع طارئ، على أن يكون أول بند على جدول أعمالها، حل مجلس إدارتها الحالى، وإعمال حقها الطبيعى فى اختيار من يمثلونها.

            11. تبنى مناهج لتطوير وتطهير الهيئة، وليس تصفيتها، حتى تكون قادرة على مواكبة التطورات المتسارعة وفق المعطيات الجديدة التى أحدثتها ثورة 25 يناير.

            12. أن تتوجه الهيئة العامة للثقافة الجماهيرية إلى الجماهير مباشرة، ودون وسيط لتسهم فى التنمية البشرية والثقافية الحقيقية لتقدم المجتمع، وذلك من خلال إعداد برامج غير تقليدية تراعى البعد الثقافى والترفيهي لجذب أكبر عدد من الجمهور على مختلف اتجاهاته وانتماءاته.

            13. الاهتمام بالاحتياجات الثقافية لبعض النماذج الفئوية فى المجتمع مثل ذوى الاحتياجات الخاصة، والمسنين والمساجين عند وضع البرامج والخطط للأنشطة.

            14. إعداد برامج ثقافية ذات طبيعة خاصة، والتوجه بها إلى المناطق العشوائية مثل (ثقافة البيئة ـ ثقافة الحوار ـ الثقافة السياسية ـ الثقافة الشعبية ـ ثقافة تنمية المجتمع ـ الثقافة الرقمية).

            15. تفعيل برامج جادة للحوار البناء بين الشباب والأجيال المختلفة، و نقل الثقافة والمعرفة من جيل إلى جيل، واحترام الاختلاف مع الآخر، والخروج من تلك الحلقات النقاشية بمجموعة من التوصيات ومحاولة تفعيلها عمليا.



            انتظرونا فى البيان الثانى



            حزب ائتلاف الثقافة الجماهيرية



            السعيد فتحى المصرى **** سعيدحامد شحاتة[/align]
            التعديل الأخير تم بواسطة محمد سلطان; الساعة 12-03-2011, 17:06.
            صفحتي على فيس بوك
            https://www.facebook.com/profile.php?id=100080678197757

            تعليق

            • ربيع عقب الباب
              مستشار أدبي
              طائر النورس
              • 29-07-2008
              • 25792

              #7
              إنها مأساة لم يتعرض لها كاتب و لن يتعرض بعد فى الدنيا و ليس فى مصر وحدها
              أتدرى حجم ما كتبت للطفل ، و الأعمال التى تم نشرها فى مجلات من قصة و رواية
              و سيناريو ومسرحية .. كل هذا لم يتم جمعه فى كتاب ، أى أنني لست معدودا بين كتاب الأطفال
              إلا من خلال الموسوعة العربية و المصرية لكتاب الأطفال !!
              8 روايات للطفل منشورة مسلسلة فى مجلة ماجد
              10 مسرحيات للطفل لم تنشر رغم أنه تم عرض بعضها على خشبة المسرح
              عشرات القصص المنشورة فى مجلة ماجد و علاء الدين و براعم الإيمان
              مجموعة سيناريوهات أيضا منشورة بمجلة ماجد و علاء الدين

              هذا كان للطفل .. و الخارطة لا تؤكد هذا
              أما بالنسبة للمسرح
              لدي أكثر من 15 نصا مسرحيا لم يتم نشرها بما فيها الأعمال الحاصلة على جوائز
              حيث تم نشرها من خلال سلسلة جمع العدد الواحد كل من فاز فى المسابقة على اختلاف درجاتهم

              بالنسبة للرواية
              قمت بنشر روايتى الأولى فى طبعة خاصة محدودة ( من يقتل الغندور ؟ ! ) بعد أن تآمر عليها الأقزام فى هيئة قصور الثقافة
              تقدمت برواية سوق اللبن لهيئة الكتاب سنة 1989 و قمت بسحبها سنة 1995 دون نشر بعد أن أجيزت
              و كأنها مؤامرة حلت بها و بي
              تقدمت بها للنشر لاتحاد الكتاب بالقاهرة ، وظلت إلى ألان فى أضابيرهم ما بين راحل و قادم
              حتى قرروا منذ سنة نشرها ، و تمت البروفة النهائية بالهيئة المصرية العامة للكتاب فى شهر مايو من العام الماضى ، و إلى ألان لم تغادر الهيئة !!
              منذ سنة 2006 شرعت فى كتابة روايتى الثالثة ( أوجات ) و توقفت بعد أن كتبت بعض فصولها .. ربما كان التردد ، لمن أكتب ، للعتة و الغبار ، ثم حين يدركني الأجل لصناديق القمامة أو لباعة الطعمية

              بالنسبة للقصة القصيرة
              توقفت عن ارتكابها لأكثر من 19 عاما ، و عدت إليها مع دخولى عالم النت ، و أنا أحاول فيها
              و لكن سوء الحظ و المصير يلازمنى
              نشرت أربع مجموعات أحد الأربعة بهيئة الكتاب سنة 1992
              و قمت بنشر المجموعات الثلاث فى طبعات محدودة
              العام الماضى دفعت بمجموعتى الخامسة للنشر بالهيئة ، بعد معجزة تم قبولها ، و لا أدرى ما مصيرها إلى الآن !!
              عندى بالادراج ما يقارب أربع مجموعات قصصية ، و لا أدرى إلى أبن أتجه بها !!
              و ثلاث مجموعات شعرية .................................................. ..........!!

              لي عودة لأكمل الحديث معك بخصوص الائتلاف مع تحياتي لسعيد شحاتة
              sigpic

              تعليق

              يعمل...
              X