أخي الكريم الشاعر بلا قصيدة ......

بحركات تشكيلية لغوية... وتصويرية انسيابية .....رشيقة ورائعة ..........تجاوزت حدود الزمان والمكان وحلقت بجميل الكلم بعيدا فوق أعالي الحروف والنقاط وفي بطون المعاني والمشاعر ..... كفراشة تبحث عن شيء ما .... ربما عن نار تحرق أجنحتها الرقيقة وهي لا تدري ...وتعود أدراجك.....إلي لا مكان وإلي لا زمان... هي شريعة الكون ...أن نعيش أيامنا وأقدارنا ونحن لا ندري متي نفك رموز المعادلة الأسطورية التي تكتنف وجودنا ...حتي إذا ما اقتربنا من تحقيق حلم ما...... تلاشي ما بأيدينا أو انتهي بنا العمر ........نولد غرباء من ظلمة الرحم إلي ظلمات الحياة وننتهي إلي ظلمة القبر.... ويمضي بنا قطار العمر سريعا يتوقف عند كل محطة لينتهي عندها أجل أحد الأحباب أو الأقارب ونبكيه ونحن لا ندري أننا نبكي أنفسنا التي استولت عليها الغربة ... ونبحث من جديد عن شيء يؤنس تلك الغربة أو ينسينا ثنايا الوحدة فلا نزداد إلا غربة في غربة ... ولا يُطمْئِن النفس التي نطقت بالتوحيد إلا أننا نؤمن بالله تعالي وأننا ما خلقنا إلا لتوحيد الله عز وجل ونشر دينه في الأرض...

لست بصدد استنبات أو استنباط فلسفة هي حقيقة وجدت لأجلها سائر المخلوقات ولكن الهموم والشعور بالتفتت والضياع والألم يأخذوا بالمرء بعيدا إلي صحراء هي أشد وحشة من واقع الحياة الذي ربما لو فكر به قليلا لوجده كما قال رب العزة أن الدنيا لا تسوي عند الله جناح بعوضة .......

ومع كل ذلك أقول لك جميل جدا ما سطره قلمك ...به سحر اللغة والتصوير .. وبراعة التعبير عن إحساس صادق يمثل طبيعة النفس البشرية التي تعيش يومها بكل حالاته (its ups and downs ).....

أخي (شاعر بلا قصيدة) أنت شاعر رقيق الحس شديد الأحزان عظيم الصبر قوي الأرادة جميل المشاعر .....ولكن دعني أخي الكريم أصحح اسمك فأنت لست( شاعر بلا قصيدة) بل أنت (شاعر القصائد وسيد الحروف الجميلة والمعاني السامية) ......

أخيرا اقبل مني عاطر تحياتي واحتراماتي

أختك

وفاء

تحياتى البيضاء
نص جميل فيه عاطفة نبيلة ولغة شعرية لها إيقاعها الذى يتناغم مع قلق الحالة الوجدانية التى تعبر عنه التجربة ، ربما كان النص محتاجا إلى أن يكون أقل استطرادا حتى يتحقق له قدر أعلى من التكثيف الفنى