الشعر ينظمني - باسل البزراوي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • منجية بن صالح
    عضو الملتقى
    • 03-11-2009
    • 2119

    الشعر ينظمني - باسل البزراوي

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


    الشعــــرُ ينظمنــــي
    الشاعـــــر الفلسطينـــــي
    باســـل البـــــزراوي

    أنا لم أكن أهذي بهنّ وأهذرُ
    وأبـوحُ مـا كـنّ الفـؤادُ وأنثـرُ

    فمنَ البدايةِ كنتُ أعلو صهـوَةَ ال
    الشعرِ الجريحِ .. وموجُـهُ يتفجّـرُ

    غازلتُ موطِنِيَ الحبيـبَ وهاجَنـي
    عشقُ الربـا وجراحُهـا تستنفـرُ

    ونسجتُ من عشقِ الترابِ ربابَـةً
    تشـدو بأحلامـي وحلمـي يكبـرُ

    وغزلتُ من نَوْحِ السحابِ قصائدي
    ومنَ الهمومِ شربـتُ مـا يتعكّـرُ

    وحفرْتُ في صدري فلسطينَ الهوى
    وبكيتُ من أطلالهـا مـا دمّـروا


    وحملتُ في القلب الصغيرِ مواجعي
    وعلى جناح النسـر ليلـي مُقمِـرُ

    فمنَ العيـونِ الدامعـاتِ تخالُنـي
    أمتاحُ ما يوحـي القصيـد ويُثمـرُ


    ومن الرياح العازفاتِ على الـذرى
    وقّعـتُ أغنيَتـي وصوتـي يهـدُرُ

    مـاذا أقـولُ وقـد رأيـتُ بناتنـا
    تمضي إلى ساح النضـالِ وتبحـرُ


    وعلى اخضرار جراحهنَّ تبسّمـت
    حُمـرُ الفجـاجِ وليلُهـا مُتعسّـرُ


    وكأنّـهـنّ عـنـادلٌ وسنـابـلٌ
    وكـأنّ صُبـحَ وجوههـنّ البيـدرُ


    وكأنّهـنّ لنـا فلسطيـنُ الـتـي
    رفلـتْ بأعـراسِ الشهـادة تُبكِـرُ


    أترونَنـي غَـزِلاً بطهـرِ مليحـةٍ
    ودموعُها مثـلُ الفـراتِ وأغـزَرُ

    واللهِ إنّ بـيَ المشاعـرَ أورقــتْ
    وبيَ المعانـي الصاديـاتُ تُغَـرّرُ

    وعلى ندى قلبي الصغيـرِ تربّعـتْ
    أغلى قصائـديَ الشفيفـةِ تسكـرُ

    أرخت ضفائرَهـا هنـاكَ وهاجَهـا
    وجـدٌ دفـيـنٌ نــارُهُ تتسـعّـرُ

    أنا رغم أيّامـي الثقـالِ وجدتنـي
    روحي تهيمُ ولونُ قلبـي أخضـرُ


    فالحبّ يُبحـرُ فـي دمـي وكأنّـه
    خمـرٌ يُعاقرُنـي وربـعٌ أخـضـرُ


    تمتـاحُ منـهُ الفاتنـاتُ حنيـنَـهُ
    ويبوحُ ما يُشفي الصـدورَ ويبهـرُ


    فالشعرُ ينظمني ويكشـفُ لُجّتـي
    فأنـا المتيّـمُ والقصيـدة مِجهَـرُ.

    هيَ مبدئـي ومنارتـي ومحجّتـي
    وهيَ الهوى الساري بقلبي يهـدرُ


    وهي اختلاجُ الروحِ , مَربَعُ صبوَتي
    وهْيَ الحِمى وهْـي البهـاءُ النيِّـرُ


    وهيَ الكرامةُ ..لا تنـازُلَ عنهمـا
    صِنوانُ روحي والنجيـعُ الأحمـرُ
  • منجية بن صالح
    عضو الملتقى
    • 03-11-2009
    • 2119

    #2
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    بطاقة هوية الشاعر القدير باسل البزراوي

    وقفت على ضفاف القصيد و كأني عل ضفاف وطني, أجوب ربوعه و أتفيأ ظلالهتشرق شمسه دافئة المعالم رائعة السمات تصطحبني كلماته المضمخة بعطر الوطن و شذاه , بألمه و فرحه, بسعادته و شقائه , بروعة جمال طبيعته و طبع أهله, صمودهم كرامتهم و إيبائهم الشامخ بحضوره في سماء الوطن الكبير, لتكون القصيدة وطنا و أما و حبيبة و جرحا ينزف ,ووفاء دافق كالسيل المنهمر زلاله العذب, نحو محيط تلتقي فيه البحور و القوافي , لتحيك لنا من خمائل الطبيعة و جدائل الأم و الحبيبة وطنا, يحتضن رقعته فتكون لنا وقفة أو وقفات على ضفاف القصيد, نتأمل شاعر بحر القوافي السامق و المتألق في سماء الوطن
    و ها أنا معكم على شاطيء بحر الشاعر الفلسطيني باسل البزراوي والذي يقول

    في قصيدته …… الشعر ينظمني

    فالشعرُ ينظمني ويكشفُ لُجّتي=فأنا المتيّمُ والقصيدة مِجهَرُ.
    هيَ مبدئي ومنارتي ومحجّتي=وهيَ الهوى الساري بقلبي يهدرُ
    وهي اختلاجُ الروحِ , مَربَعُ صبوَتي=وهْيَ الحِمى وهْي البهاءُ النيِّرُ
    وهيَ الكرامةُ ..لا تنازُلَ عنهما=صِنوانُ روحي والنجيعُ الأحمرُ

    تعالو معنا لنرى كيف إنتظمت حياة الشاعر باسل البزراوي على أرض فلسطين الحبيبة قلعة الصمود و الكرامة كما إنتضمت كلماته على أرض القصيد ليكون باسل البزراوي شاعرا شامخا بشعره في سماء فلسطين العربية الأبية
    - باسل محمدالبزراوي
    ولد في قرية "رابا" في محافظة جنين الفلسطينية عام 1958.
    تعلم في مدرسة القرية,وفي عام 1976 التحق بالجامعة الأردنية, ودرس اللغة العربية مدة ثلاث سنوات, ولم يكمل تعليمه فيها بسبب الاعتقال في الضفة الغربية , والمنع من السفر بعد خروجه من المعتقل.
    أكمل تعليمه في جامعة بيرزيت في رام الله, وتخرج فيها في قسم اللغة العربية وآدابها عام 1984.
    عمل دقاقاً في مقالع الحجارة حتى عام 1994.
    عيّن معلماً في مدارس محافظة جنين عام 1994, بعد مجيء السلطة الوطنية الفلسطينية, وما زال على رأس عمله في مدرسة قريته, كما يعمل مدرّساً غير متفرغ في جامعة القدس المفتوحة.
    حصل على ماجستير في النقد الأدبي عام 2008.
    مؤلفاته:
    1-
    أغنيات في الزمن المستعار: 1986شعر
    2-
    أقول لكم 1992 شعر.
    3-
    ملامح الغربة والحنين في الشعر الشعبي الفلسطيني 2001.
    4-
    نفحات من مرج ابن عامر1999 ديوان شعر مشترك مع شعراء من منطقة جنين.
    5-
    سميح القاسم: دراسة نقديّة في قصائده المحذوفة. رسالة ماجستير غير منشورة 2008.
    هذا هو شاعرنا باسل البزراوي و الذي تحيك كلماته معاني القصيد كما تحيك الأنامل أجود خيوط الحرير تتماسك لتجعلك تحلق في سمائها و ترتشف حلاوتها التي تتربع على عرش فؤادك وتشدو أعذب ألحان الحب الذي ليس له مدى لأنه يحتوى الأوطان و الإنسان في نفس الأن فتراه يقول:

    في قصيدة الشعر ينضمني

    أنا لم أكنْ أهذي بهنّ وأهذرُ=وأبوحُ ما كنّ الفؤادُ وأنثرُ
    فمنَ البدايةِ كنتُ أعلو صهوَةَ ال=شعرِ الجريحِ .. وموجُهُ يتفجّرُ
    غازلتُ موطِنِيَ الحبيبَ وهاجَني=عشقُ الربا وجراحُها تستنفرُ
    ونسجتُ من عشقِ الترابِ ربابَةً=تشدو بأحلامي وحلمي يكبرُ
    وغزلتُ من نَوْحِ السحابِ قصائدي=ومنَ الهمومِ شربتُ ما يتعكّرُ
    وحفرْتُ في صدري فلسطينَ الهوى=وبكيتُ من أطلالها ما دمّروا

    و يسترسل الشاعر في وصف حبه الهادر للوطن و الوفاء المطلق للكلمة و القيمة الإنسانية حيث تتجسد فيه و في القصيد روح الصمود و يقول

    أنا لن أخونَ دمي ولاكلمَاتي
    وأزيِّفَ النبضَ الأصيلَبذاتي
    أنا لن أخون قصيدتي فحروفُها
    روحي ال تحلّقُ في مدىشرفاتي
    و يقول في قصيدة أخرى بعنوان جهينة
    عهدتُ النوى حتى أذيبَتحُشاشتي
    وفاضَ شفيفُالقولِ وامتدّني جِسْرا
    فميلي كما شاءَ الزمانُ وكلّلي
    ربيعَك نأياً طال واستوقدالفكرا
    لك العهدُ أنتبقيْ على الشعر ديمةً
    تهلُّ بغيثٍ يخصبُ الروحَ والطهْرا
    أغنّي على ليلى وليلى تُريقُني
    على صهوة الهجرانِ إذ تمتطيالهجرا
    فتراه يستعير مفردات الطبيعة الكونية ليجعل منها نسيجا يحتوى كيان الأنثى التي تجسدها كلمات تروح و تغدو بين محيط الشاعر الداخلي و محيطه الخارجي لتكون الروح هي الحادي و الرسول المسافر بينهما ويختفي الزمان و المكان و نبقى على ضفاف القصيدة نتأمل مدها و زجرها المتناغم و المبدع بالكلمة و المعنى
    و فاء الشاعر باسل البزراوي للقيمة الإنسانية و للكلمة الصادقة يمتد خارج الوطن الأم ليشمل الوطن الكبير فنراه يقول في توأم روحه و هو الشاعر التونسي
    محمد نجيب بالحاج
    يا توأمَ الروحِ وشّيتَ الجوى شالا
    فباتَ شعرُك في خدِّ الورى خالا
    ثم يقول
    لا فرق "ميدة" أو "رابا" إذا صرختْ
    تفي إليها لضمْد الجرحِ رئبالا

    فتونسُالطهر مثل القدس تبرقها
    سهماً يصول على الأعداءقتّالا
    و تتواصل الكلمات كما المشاعر و عمقها في القصيد لتغطي مساحة الوطن الكبير في وجدان الشاعر كما على الأرض
    فمشاعر الوفاء عند الشاعر تتعدى الفرد لتشمل أرض الوطن فتراه لا يستطيع كبح جماح قوافيه التي تسبح في بحور شعره بعد ثورة تونس يقول

    خضراءُ نبضُكِ فيالوريد جداولُ
    وعلىربوعك تستفيقُ صواهلُ,
    وعلى ثراكِ الحرّمنبتُ عزّةٍ
    تزهو بهافي راحتيكِ خمائلُ
    و في آخر القصيد لا ينسى الشاعر باسل البزراوي أن يرسل تحية فلسطينة تغازل الخضراء التونسية فبحار الحب تفيض على ضفافه لتروي أرض الوطن العطشى للتواصل و الحب الصادق و يقول

    فمن الفلسطينيّ ألفُ تحيةٍ
    لعيونِ تونسَ في الصباحِتغازلُ

    و في الختام أقول أني لم أوفي شعر الأستاذ القدير باسل البزراوي حقه فشعره يستحق منا دراسة معمقة لقد نضحت أشعاره حبا و عشقا لتراب الوطن الصغير و الكبير فكان لفكره المقاوم سلاحا أقتطعه من صخر كرامته و إيبائه و شموخ رواسي قيمه الإنسانية فكان له كلمة قاطعة و قلما دوى صداه في أرجاء الوطن ليستنهض الهمم


    تقرير منجية بن صالح للصالون الأدبي
    التعديل الأخير تم بواسطة منجية بن صالح; الساعة 08-09-2011, 16:21.

    تعليق

    • منجية بن صالح
      عضو الملتقى
      • 03-11-2009
      • 2119

      #3
      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

      قــــــــــــــراءة قصيـــــــــدة
      الشعــــرُ ينظمنــــي
      الشاعـــــر الفلسطينـــــي
      باســـل البـــــزراوي
      للكلمة جمالٌ يدخلك عالمَهُ, عالمَ الصمتِ حين تختفي فيه ملامحُ الصورة والاسم والرسم ولا يبقى سوى المعنى وألوانهِ القزاحية, يغمرُك بهاؤها فتفترشُ نفسَك و تلتحفُ روحَك حتى تستطيعَ اختزال روعتها التي تتخللُ وجدانك وتتربعُ على عرشِ قلبك. هكذا تعيشُ أجملَ معاني الحبِّ الذي يختفي أمامه الزمانُ و المكانُ لتكونَ في عالمٍ له أبعادٌ غيرُ محدودةٍ و كأنك تعيشُ المطلق الذي يلغي وجودَ الكلمةِ ليبقى فيك معناها الذي يكون له جناحٌ ملائكيٌّ يحلقُ بك في سماءٍ أنت اخترت التواجدَ في فضائها.
      هكذا أختارُ موقعي في عالمِ الكلمة التي تغريني بقراءتها وتستدرجُني إلى فضائها المشبع بالجمال البحت, عشقي لها يجعلها تسكنني وتغازلُ نفسي المتعطّشة للحب والألفة والتواصل الواعي بأهمية الكلمةِ الصادقة النقية في حياتنا وعلى أرض وجودنا الذي يؤول إلى اللاشيء بدون الحب.
      ألتفتُ حولي لأجدَها تكتبني وتطفو على صفحتى لتعودَ و تغوصُ في أقاصي أعماقي وكأنها تبحثُ عنّي لترسمَ بالقلم ما تثيرُه القراءةُ في بحرِ وجداني المتيم بحبِّ الكلمة والمعنى, ربما لأنه تذوق حلاوةَ روعتها فعشقها واحتضن وجودَها وألف دلالاتها التي تعمّقت في روحي, وصارت جزءاً من حياتي.
      هكذا وجدتُ نفسي كلمةً بين كلماتِ الوجود أقرأها لتقرأني, أخالُ نفسي أدوِّنُ وجودَها على صفحاتي البيضاء فأجدها تكتبني وكأنها روحٌ تحركُ قلمي كما المشاعر التي تشكل أمواجَ بحري ليكونَ لها مدٌّ و جزرٌ.. هدوءٌ وحركة متناغمة على أرضِ الشاطئ الذي يحتضن أرضي العطشى المتأملة الحالمة في عالم الجمالِ وروعة الكلمةِ التي تشفُّ وترف لتجعلَ من الصدقِ قصيدةً ومن الحبِّ أجنحةً تأخذك إلى عالمٍ غيرِ محدودِ الأبعادِ فتكون كطائرٍ ليس كالطيور مقرُّهُ أرضُ و فضاؤُهُ سماء.
      هو الحبُّ الهادرةُ أمواجُهُ فينا يبحثُ عن التحررِ والانعتاق من نفسِ كبلها الهوى وجعلها تعيشُ معاناةِ الواقع وآلامِهِ المتجددةِ فينا عبر الزمان والمكان لتجعلَ من الإنسانِ أسيرَها الذي لا يقدرُ على التحرر والانفلاتِ منها حتى يعرفَ معنى الحبِّ الحقيقيِّ, هذا الملكُ المتربعُ على عرشِ القلبِ الذي ينبضُ فيه, وبه تعصفُ بعرشهِ أهواؤنا المتقلبة أسيرةَ تردّينا في مستنقعِ النفسِ وطموحاتها الأرضيّةِ المتدنية والتي تفقدُ الإنسانَ هُوِّيَتَهُ لتجعلَهُ يُشبه كائناتٍ أخرى, ولا يستطيعُ التواصلَ مع روحِهِ الناطقةِ بأروعِ مشاعرِ الحبِّ بالحرفِ والكلمة النقية الندية التي تبدو كأنها وردة تفتحتْ على نسَماتِ الفجر لتستقبلَ قطرَ نداه بشوقٍ يملأ عليها حياتها.
      يمكنُ للبعضِ أن يقولََ ما هذا الحبُّ الذي تتحدثينَ عنه؟ فهو غيرُ موجودٍ, وإن وُجدَ فمكانُهُ الخيالُ المحلقُ في سماه ولا مكان له على الأرضِ! أقول إنّ الخيالَ يستقي مفرداتِه من الواقع, وكلّما كانت الكلمةُ صادقةً ومشاعرُ الحبِّ هادرةً في بحرِها فإنّ الكلمة تُمعنُ في الدفاع عن وجودها وتُغرقُ كلَّ كذبةٍ أرادتْ أن تتجملَ وكلَّ كلمةٍ أرادت أن تتزينَ برداءِ الكبر والرياء لتسكنَ بُعدها وترتمي على الشاطيء لتغفو بين أحضانهِ و تهمسَ للأرض بأجمل مفرداتِ الحبِّ و العشق التي أضناها الفراقُ,وأرّقها البعدُ والحرمان, وهي ذاتُها المسافرة عبر زمانِ كلِّ إنسانٍ ومكانهِ مادامَ أنّه أقرَّ وأعترفَ أنَّ له قلبٌ تربعَ على عرشهِ الحبُّ و أقامَ مملكتَهُ على كيانهِ لتمتدَّ أطرافُها على أرضِ الواقعِ ليصبحَ الخيالُ حقيقةً والحقيقةُ واقعاً .
      هكذا وجدتُ نفسي في بحرِ الشعرِ يَكتبُني مدادُ كلماتِهِ وأنا أقرأ قصيدةَ " الشعرُ ينظمُني" للشاعر الكبيرِ بكلمتِهِ الصادقةِ الوفيّة للوطنِ باسل البزراوي الفلسطيني الهوى و الهوية.وهي القصيدةُ التي تضمّنها ديوان" صليلُ القوافي" الذي صدر عن المركز الفلسطيني للثقافة والإعلام في جنين قبل أيام قليلة أي في منتصف شباط 2011, وهو لمجموعة من شعراء جنين ونابلس, ومن الجدير بالذكر أنّ الشاعر غيّر عنوان قصيدته فقد نشرها تحت عنوان "وغزلتُ من نبع السحاب" .
      يقول الشاعرُ وهو يتحدث عن نفسِه وكأنه يتحدثُ عن تجاربِ كلِّ من عشق الكلمةَ الصادقةَ الوفية في مبناها ومعناها, فتحيا بها نفسُه ليحيا بها غيرُهُ.
      أنا لم أكن أهذي بهنّ وأهذرُ
      وأبـوحُ مـا كـنّ الفـؤادُ وأنثـرُ

      فمنَ البدايةِ كنتُ أعلو صهـوَةَ ال
      الشعرِ الجريحِ .. وموجُـهُ يتفجّـرُ
      يُعبِّر الشاعرعن نقاء كلماته ,فهي لا تتجمل وهو لا يهذي بل يبوح بما يكنه فؤادُه من مشاعرَ نازفةٍ, فالشعرُ جريحٌ له أمواجٌ تتفجرُ من الأعماق لتكسو أرضَه وتغطي ربوعَها ..تعلنُ عن وجودِها في المحيط الطبيعي والإنساني .فاضَ ألمُهُ ففاضت جراحُه وجعاً وحزناً, حملتها أمواجٌ عاتية لتلقيها على شطآن الوطن. و يقول الشاعر

      غازلتُ موطِنِيَ الحبيـبَ وهاجَنـي
      عشقُ الربـا وجراحُهـا تستنفـرُ

      ونسجتُ من عشقِ الترابِ ربابَـةً
      تشـدو بأحلامـي وحلمـي يكبـرُ

      وغزلتُ من نَوْحِ السحابِ قصائدي
      ومنَ الهمومِ شربـتُ مـا يتعكّـرُ
      إيمانُهُ بوجودِ مملكةِ الحبِّ التي تعتلي عرشَ كيانهِ يجعلُهُ يغازلُ أرضَه, فهي حبيبته .يهيجُ عشقه عند رؤيتها هي جريحة تنزفُ, فمن لا يعرفُ مذاقَ الحبِّ الكامنِ فيه لا يستطيعُ أن يبوحَ بكلماتِ الغزلِ ولا يقدرُ على نسجِ خيوطِ العشقِ ليرتقَ بها فتقَ كلماتٍ عبثَ بها الهوى . يركبُ الشاعرُ صهوةَ الشعرِ ليركضَ به الخيالُ الجامحُ ويأخذهُ إلى مناطقَ تستحيلُ على الواقع ليكونَ العشقُ حاضراً, وهو ينسجُ له من الترابِ ربابة تشدو أعذبَ الألحانِ فيكبرُ حلمُهُ الذي جعلتهُ الجراحُ جنيناً لا يقدرُ على تغييرِ الواقعِ أو السيطرة عليه .
      للشاعر قدرةٌ فريدةٌ على تشكيلِ الخيالِ وإختراعِ المفرداتِ التي ترسمُ حلمَه بريشةِ فنانٍ حذقَ رسم السطورِ والألوانِ بالكلمة التي عشقَ وجودَها فأطاعتهُ و جعلت لرسومِه روحاً تحلقُ بك في سمائها فتراه يبحرُ في حزنهِ لينسجَ من نوحِ السحابِ قصائدَ العشق الفلسطيني, وليشربَ هموماًَ بها مزاجُهُ تعكرَ حتى لا تغرقَ أرضُهُ الحبيبة أو ربما قاسمَها الهمَّ الذي تعانيه وأدمى جراحَها ليخفف عنها.

      تعليق

      • منجية بن صالح
        عضو الملتقى
        • 03-11-2009
        • 2119

        #4
        و يقول الشاعر

        وحفرْتُ في صدري فلسطينَ الهوى
        وبكيتُ من أطلالهـا مـا دمّـروا

        وحملتُ في القلب الصغيرِ مواجعي
        وعلى جناح النسـر ليلـي مُقمِـرُ

        فمنَ العيـونِ الدامعـاتِ تخالُنـي
        أمتاحُ ما يوحـي القصيـد ويُثمـرُ

        و ينتقلُ الشاعرُ من حبِّ الكلمةِ الشاعرةِ في القصيدِ و بحورِه إلى حزنِ يغمرِ وجدانهِ لأمِّ كيانِه ألا وهي فلسطينُ التي يحتضنُ وجودَها صدرُه فينبضُ لها قلبُه حباً ووجعاً يجتاحُه لتدمعُ مآقيه لما يصيبُها من دمارٍ و مع كل هذا الألم يبقى شامخاً كليلِه الحزين المحلقِ على جناحِ النسر. فالجراحُ تدمي القلبَ و لا تكسرُ الهامة بل تجعلُها مرفوعة القامَة ليكتبَ الشاعرُ صدقَهُ ووفاءَهُ بمدادِ دمع أوجده على أرض القصيد و يقول

        ومن الرياح العازفاتِ على الـذرى
        وقّعـتُ أغنيَتـي وصوتـي يهـدُرُ

        مـاذا أقـولُ وقـد رأيـتُ بناتنـا
        تمضي إلى ساح النضـالِ وتبحـرُ

        وعلى اخضرار جراحهنَّ تبسّمـت
        حُمـرُ الفجـاجِ وليلُهـا مُتعسّـرُ

        وكأنّـهـنّ عـنـادلٌ وسنـابـلٌ
        وكـأنّ صُبـحَ وجوههـنّ البيـدرُ

        وكأنّهـنّ لنـا فلسطيـنُ الـتـي
        رفلـتْ بأعـراسِ الشهـادة تُبكِـرُ

        أترونَنـي غَـزِلاً بطهـرِ مليحـةٍ
        ودموعُها مثـلُ الفـراتِ وأغـزَرُ
        من حب الكلمة والقصيد و الوطن و الحبيبة فلسطين ينتقل الشاعر إلى ذكر بنات مسقط رأسه بصوته الهادر أمام مشهد ألف وجوده لأنه يتعايش معه فيألمه و يدمي قلبه الجريح و لا يجد ما يقول أمام صبايا تروح و تغدو أمامه و تحتل ساحات النضال الفلسطيني لتكون أرض الإنسان مقاومة على أرض الطبيعة و يسيل دم التراب على التراب صورة أتقن الشاعر رسمها بدمع مآقيه و بكلمات الحب النازفة من جراح قلبه الصغير أمام الوجع الكبير و أمام حبه للأرض و العرض و الناطق بالكلمة الصادقة الوفية و التي تجتاح بحور شعره لتهدر أمواجه العاتية و تعبر عن ثورتها على الظلم و الاستبداد و الذي يحاول أن يفرض نفسه ليصير واقعا مألوفا و مقبولا .
        هكذا تتداخل مفردات المقاومة على أرض فلسطين الأم و على أرض القصيد لتكون هي نفسها لكن أدواتها مختلفة. رغم آلام الشاعر المتكررة أمام المشهد الفلسطيني يأبى شموخه و كبريائه أن ينكسر أمام طغيان الاحتلال و جبروته.
        صبايا المقاومة الفلسطينية و هن على ساح النضال يتميزن بجمال آخر لا تتمتع به كل النساء و كأنهن يكتسبنه من وجودهن المقاوم فيكسوهن رداء الشهادة بهاء آخر لا تعرفه بنات جنسهن على رقعة أرض غير مقاومة لنرى الشاعر ينسج لهن أجمل رداء غزل تعرفه القصيدة الشاعرة بهذا الوجود الجمالي الراقي و الذي يسمو بالكلمة الغازلة المتغزلة بصبايا فلسطين الأرض و الأم الحبيبة ليقول لنا أن للألم جمال تذرفه دموع القلب المحب للوطن و الشهادة و أرض الصمود فالمرأة هي الأرض و الأم الولادة و الصبية الجميلة و التي يحيك لها الشاعر أحلى غزل يلف وجودها لأنها أرض عشقه الشهيدة و الشاهدة على كل زمان و مكان و لأنها أيضا أرض الخصوبة و العطاء لأجيال الفداء
        و يقولُ الشاعر مسترسلاً في الإفصاح عن أجمل مشاعر الحب التي يفجِّرُها الوجعُ الدفينُ في ذاته

        واللهِ إنّ بـيَ المشاعـرَ أورقــت
        وبيَ المعانـي الصاديـاتُ تُغَـرّرُ

        وعلى ندى قلبي الصغيـرِ تربّعـتْ
        أغلى قصائـديَ الشفيفـةِ تسكـرُ

        أرخت ضفائرَهـا هنـاكَ وهاجَهـا
        وجـدٌ دفـيـنٌ نــارُهُ تتسـعّـرُ

        و يطفو بيتُ القصيد على بحر وجدان الشاعر ليرسمَ أرقَّ الكلمات والأحاسيس وأعذبها, ويقسم بأن شجرة مشاعرِه أورقت أمام مشاهد العز ليكون الشجرة التي تثمرُُُ كلماتٍ تغذي العقلَ و الروحَ و تبث روحَ الكرامة وتستلُّ سيفَ الشجاعة والإقدام من غمدِه فتدوِّي الكلمةُ المقاومة في أرجاء القصيد, فهي المحملة بقوة الوجع و دفقِ أمواج بحر الحب الهادرة فيه والذي يغرقُ عند ثورتهِ الأرض ويدافعُ عن العرض.
        يا له من سلاحٍ تجاهلنا وجودَه وما رأينا فيه إلا شقه المسلح. وها هو الشاعريجعلُ من كلماته سلاحاً يصيبُ الوهن والخذلان في المقتل ليكونَ لشعرُه إشراقة حبٍّ ملائكيّ السماتِ, روحاني الوجود يرفرفُ في سماء فلسطينَ يحتضنُ الأرضَ والعرضَ,ويحتضنُ الوطنَ ويحمي وجودَهُ كما يحافظُ الرجلُ الهمامُ على شرفِ بيته..

        الكرامةُ و الحبُّ عند الشاعرِ وحدةٌ لا تتجزأُ لكنّ مظاهرَها تتعدَّدُ لتكونَ هي الوطنَ والأمَّ والصبيَّة و فلسطين و الكلمة و القصيد تتشكل بكلياتها في وجدانه لتتفاعل في خياله و يسمو بها إلى أبعادها الحقيقية حتى لا تتجزاء بل تصبح كلا يشكل وحدة متناغمة لا تنفصم عراها فهي حية في كيانه و على أرض وطنه و القصيد و في فكر المتلقي و كأنها تنفخ الحياة فينا ليقول لنا الشاعر أن الكليات إذا تجزأت فقدت حياتها و أصبحت جثة هامدة لكن الشاعر يأبى إلا أن يجعل كلماته تنبض كقلبه المحب العاشق عندما تحتضن جفونه مرآ حبيبته يحيا بحب ليحيا شعره و يبث روح المقاومة في القاريء .

        هكذا تكون الكلمة سلاحا مقاوما يخترق الزمان و المكان و لا يبلى مهما جارت الأيام و مهما استعمل الأعداء من أسلحة فتاكة لقتل هذه الروح و يقول الشاعر في هذا السياق

        أنا رغم أيّامـي الثقـالِ وجدتنـي
        روحي تهيمُ ولونُ قلبـي أخضـرُ

        فالحبّ يُبحـرُ فـي دمـي وكأنّـه
        خمـرٌ يُعاقرُنـي وربـعٌ أخـضـرُ

        تمتـاحُ منـهُ الفاتنـاتُ حنيـنَـهُ
        ويبوحُ ما يُشفي الصـدورَ ويبهـرُ
        و يجعلنا الشاعر نبحر في شعره لنتذوق أجمل و أروع المعاني التي ترتقي بنا إلى فضاء ملائكي يعرج بك إلى عوالم أخرى نفتقد وجودها أو نعجز على التواصل معها لمحدودية العقل لكن الشاعر يجعلنا نتفيأ ظلالها على أجنحة رفيف الكلمة و التي تحلق في سماء الخيال الامحدود الأبعاد لتجعلنا نستكشف وسعا ليس له مدى و لا يحده حد .
        فكل ما زاد حزن الشاعر كل ما زهت ألوان الحب فيه و أورقت خمائله . يبحر الحب في دمه ليكون له شطآن و ربوع خضراء يغرق الفاتنات في بحر حنينه و تبهر القلب روعته و كأن للشاعر مخزونا من العواطف و الأحاسيس الجياشة تطفو على سطح أرض الطبيعة و الإنسان و القصيد ليتوحد الحب فيه وينظمه الشعر أبياتا تسكن الروح و قوافي هي موج بحر الشعر وإيقاع يرسم خطو المشاعر على أرض القصيد و يقول لنا الشعر الناظم و المختزل لكيان ملاك الشاعر الإنسان على أرض الحب و القضية

        فالشعرُ ينظمني ويكشـفُ لُجّتـي
        فأنـا المتيّـمُ والقصيـدة مِجهَـرُ.

        هيَ مبدئـي ومنارتـي ومحجّتـي
        وهيَ الهوى الساري بقلبي يهـدرُ

        وهي اختلاجُ الروحِ , مَربَعُ صبوَتي
        وهْيَ الحِمى وهْـي البهـاءُ النيِّـرُ

        وهيَ الكرامةُ ..لا تنـازُلَ عنهمـا
        صِنوانُ روحي والنجيـعُ الأحمـرُ
        و تنعكس الآية عند الشاعر و يصبح الشعر هو الذي ينظمه لتتخلق الكلمات وتصبح القصيدة عقد لؤلؤ يخلب الألباب بروعته يتصدر دواوين الشعر و يضفي عليها من جماله و نوره المشرق على حدقات القراء فهو المتيم و المحب الولهان تكتبه القصيدة لتجهر بما استعصى على الشاعر البوح به بلسان البيان فللقلم ريشة لها ألوان الحب و عطره الذي يحتضن ربوع أرضه ليغفو بين خمائلها و في جدائل الصبايا في ساح المقاومة
        الشاعر المتيم بحب الكلمة يجد نفسه أمام شعر ينظمه ليقول لنا أن سلطان الشعر إستحوذ على وجدانه و بيانه و أصبح مبدأه ,منارته و محجته و الهوى الذي ملك قلبه و عصف ببحره الهادر على أرض وطنه, فالقصيدة إختلاج روحه وهي الحمى الذي تلتجئ إليه كلماته وأيضا كرامته التي يستميت في الدفاع عنها بقلمه المقاوم على ساح صفحات القصيد و التي تختزل كل مشاعر الألم لتفجر ينابيع حب قلبه أين تكمن روح أرضه لتصبح الكلمة جمالا يشرق ضياءها في ربوع الوطن الكبير تشعل جذوة المقاومة في الفكر لتحرك الساعد و تستنهض الهمم الغافية
        هكذا تصبح القصيدة روح الشاعر و الفاتنة المحبة و الملهمة ومحيط الحب الهادر السابحة فيه بحور شعره . تشرق شمسه على تراب الوطن و تمتلك ناصية القلم ليكتب أرق المشاعر و يرسم أجمل لوحات العشق و الهيام بطبيعة الأرض و الإنسان ويمتزج التراب بالتراب ليكون الوطن شامخا على ضفاف بحر القصيد يسرج خيول خيال القوافي لتنطلق محملة بأروع الكلمات و معانيها تجوب أطراف الوطن الكبير تحلق في سمائه لتنشر عطر حب الكرامة و الإيباء و الفكر المقاوم بالكلمة التي توقظ كل من غفا فيه الوهن و نسي وجع الأمة و نزيف جروح الشهادة على أرض القضية
        كنت معكم متأملة و قارئة لأجمل مشاعر الحب المضمخة بطيب و قدسية الأرض الفلسطينية و أروع المشاعر الإنسانية التي تنفخ الروح في الكرامة العربية
        كنت معكم مع أروع الكلمات المحلقة في سماء فلسطين الحبيبة و القضية و الصبية الفاتنة الأبية في صمودها في ساحات الشهادة و الشموخ و أنا على أرض "أمة إقرأ" وجدت نفسي بين كلمات الشاعر باسل البزراوي نقطة في بحور شعره سابحة مع أمواج قوافيه .

        تعليق

        • د.نجلاء نصير
          رئيس تحرير صحيفة مواجهات
          • 16-07-2010
          • 4931

          #5
          الشاعر الراقي والقدير :باسل بزراوي
          الناقدة والأديبة الراقية :منجية بن صالح
          سلمت غاليتي علي هذا الطرح وهذا الاختيار
          كم سعدت بمروري هنا في روضة الشعر الرصين والتحليل والقراءة
          الوافية الممزوجة بروحك الراقية منجية
          دمت رمزا للتألق
          وفقك الله غاليتي
          sigpic

          تعليق

          • نضال يوسف أبو صبيح
            عضـو الملتقى
            • 29-05-2009
            • 558

            #6
            جمالٌ عارمٌ يحتلُّ جنبات هذا المتصفح

            الجميلة الرائعة منجية

            جميلةٌ قراءتُكِ جدًا جدًا
            ولا تقلُّ جمالاً عن قصيدة أستاذنا العزيز باسل

            أعتذر عن تدخلي
            لكن في النهاية أكتبي
            تمَّ بعون الله ورعاية بيبسي كي نستطيع أن نعرف النهاية

            أمزح فقط
            تحياتي

            تعليق

            • باسل محمد البزراوي
              مستشار أدبي
              • 10-08-2010
              • 698

              #7
              المشاركة الأصلية بواسطة منجية بن صالح مشاهدة المشاركة
              السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


              الشعــــرُ ينظمنــــي
              الشاعـــــر الفلسطينـــــي
              باســـل البـــــزراوي

              أنا لم أكن أهذي بهنّ وأهذرُ
              وأبـوحُ مـا كـنّ الفـؤادُ وأنثـرُ

              فمنَ البدايةِ كنتُ أعلو صهـوَةَ ال
              الشعرِ الجريحِ .. وموجُـهُ يتفجّـرُ

              غازلتُ موطِنِيَ الحبيـبَ وهاجَنـي
              عشقُ الربـا وجراحُهـا تستنفـرُ

              ونسجتُ من عشقِ الترابِ ربابَـةً
              تشـدو بأحلامـي وحلمـي يكبـرُ

              وغزلتُ من نَوْحِ السحابِ قصائدي
              ومنَ الهمومِ شربـتُ مـا يتعكّـرُ

              وحفرْتُ في صدري فلسطينَ الهوى
              وبكيتُ من أطلالهـا مـا دمّـروا


              وحملتُ في القلب الصغيرِ مواجعي
              وعلى جناح النسـر ليلـي مُقمِـرُ

              فمنَ العيـونِ الدامعـاتِ تخالُنـي
              أمتاحُ ما يوحـي القصيـد ويُثمـرُ


              ومن الرياح العازفاتِ على الـذرى
              وقّعـتُ أغنيَتـي وصوتـي يهـدُرُ

              مـاذا أقـولُ وقـد رأيـتُ بناتنـا
              تمضي إلى ساح النضـالِ وتبحـرُ


              وعلى اخضرار جراحهنَّ تبسّمـت
              حُمـرُ الفجـاجِ وليلُهـا مُتعسّـرُ


              وكأنّـهـنّ عـنـادلٌ وسنـابـلٌ
              وكـأنّ صُبـحَ وجوههـنّ البيـدرُ


              وكأنّهـنّ لنـا فلسطيـنُ الـتـي
              رفلـتْ بأعـراسِ الشهـادة تُبكِـرُ


              أترونَنـي غَـزِلاً بطهـرِ مليحـةٍ
              ودموعُها مثـلُ الفـراتِ وأغـزَرُ

              واللهِ إنّ بـيَ المشاعـرَ أورقــتْ
              وبيَ المعانـي الصاديـاتُ تُغَـرّرُ

              وعلى ندى قلبي الصغيـرِ تربّعـتْ
              أغلى قصائـديَ الشفيفـةِ تسكـرُ

              أرخت ضفائرَهـا هنـاكَ وهاجَهـا
              وجـدٌ دفـيـنٌ نــارُهُ تتسـعّـرُ

              أنا رغم أيّامـي الثقـالِ وجدتنـي
              روحي تهيمُ ولونُ قلبـي أخضـرُ


              فالحبّ يُبحـرُ فـي دمـي وكأنّـه
              خمـرٌ يُعاقرُنـي وربـعٌ أخـضـرُ


              تمتـاحُ منـهُ الفاتنـاتُ حنيـنَـهُ
              ويبوحُ ما يُشفي الصـدورَ ويبهـرُ


              فالشعرُ ينظمني ويكشـفُ لُجّتـي
              فأنـا المتيّـمُ والقصيـدة مِجهَـرُ.

              هيَ مبدئـي ومنارتـي ومحجّتـي
              وهيَ الهوى الساري بقلبي يهـدرُ


              وهي اختلاجُ الروحِ , مَربَعُ صبوَتي
              وهْيَ الحِمى وهْـي البهـاءُ النيِّـرُ


              وهيَ الكرامةُ ..لا تنـازُلَ عنهمـا
              صِنوانُ روحي والنجيـعُ الأحمـرُ
              الأستاذة الرائعة منجية بن صالح
              السلام عليك أيتها التقيّةُ النقيّة
              لقد سعدتُ كثيراً بهذا النص النقديّ
              الإبداعي الذي يشهدُ لك سبكُه وتوغّلُه
              في أجواء القصيدة وعالمها الداخلي
              بأنّك تتبوّئين مكانةً عالية في النقد الأدبيّ,
              والقراءات الموازية للنصوص..
              ولا يسعني أستاذتي إلا أن أشكرك جزيل الشكر
              وأحييك بأجمل التحايا من فلسطين التي
              تحبّك بقدر ما تحبّينها وأكثر
              لك احترامي وتقديري.

              تعليق

              • منجية بن صالح
                عضو الملتقى
                • 03-11-2009
                • 2119

                #8
                المشاركة الأصلية بواسطة نجلاء نصير مشاهدة المشاركة
                الشاعر الراقي والقدير :باسل بزراوي
                الناقدة والأديبة الراقية :منجية بن صالح
                سلمت غاليتي علي هذا الطرح وهذا الاختيار
                كم سعدت بمروري هنا في روضة الشعر الرصين والتحليل والقراءة
                الوافية الممزوجة بروحك الراقية منجية
                دمت رمزا للتألق
                وفقك الله غاليتي

                الأخت الغالية نجلاء

                كم أنا سعيدة برقة كلماتك و برأيك الذي أعتز به
                و شاعرنا باسل البزراوي يستحق هذا و اكثر لقلمه المناضل و
                شموخه على أرض الكرامة فلسطين
                لك كل الود و التحية

                تعليق

                • منجية بن صالح
                  عضو الملتقى
                  • 03-11-2009
                  • 2119

                  #9
                  المشاركة الأصلية بواسطة نضال يوسف أبو صبيح مشاهدة المشاركة
                  جمالٌ عارمٌ يحتلُّ جنبات هذا المتصفح

                  الجميلة الرائعة منجية

                  جميلةٌ قراءتُكِ جدًا جدًا
                  ولا تقلُّ جمالاً عن قصيدة أستاذنا العزيز باسل

                  أعتذر عن تدخلي
                  لكن في النهاية أكتبي
                  تمَّ بعون الله ورعاية بيبسي كي نستطيع أن نعرف النهاية

                  أمزح فقط
                  تحياتي
                  الأستاذ الكريم نضال يوسف

                  شكرا على تواصلك مع الموضوع و على تعليقك
                  الخفيف الظل
                  لك كل التحية و التقدير

                  تعليق

                  • منجية بن صالح
                    عضو الملتقى
                    • 03-11-2009
                    • 2119

                    #10
                    المشاركة الأصلية بواسطة باسل محمد البزراوي مشاهدة المشاركة
                    الأستاذة الرائعة منجية بن صالح
                    السلام عليك أيتها التقيّةُ النقيّة
                    لقد سعدتُ كثيراً بهذا النص النقديّ
                    الإبداعي الذي يشهدُ لك سبكُه وتوغّلُه
                    في أجواء القصيدة وعالمها الداخلي
                    بأنّك تتبوّئين مكانةً عالية في النقد الأدبيّ,
                    والقراءات الموازية للنصوص..
                    ولا يسعني أستاذتي إلا أن أشكرك جزيل الشكر
                    وأحييك بأجمل التحايا من فلسطين التي
                    تحبّك بقدر ما تحبّينها وأكثر
                    لك احترامي وتقديري.
                    الشاعر القدير باسل البزراوي

                    إنه شرف لي أن أقدم قراءة نقدية لقصيدة شاعر فلسطيني في قامة باسل البزراوي
                    و رأيك هو شهادة أعتز بها و أتمنى أن أقدم دائما الأفضل لأكون في خدمة الكلمة الراقية و المناضلة و هذا يسعدني ويسعد من حولي وهو مطمحي و رسالتي التي افتخر بحملها و تبليغها
                    ألف شكر لك شاعرنا القدير لأنك أتحت لي الفرصة للتواصل مع روائعك الشعرية
                    لك مني كل التحية و التقدير

                    تعليق

                    يعمل...
                    X