كتب الأستاذ عبد الرحيم صادقي مقامته الكبشية,
فرددت عليه معارضا:
فقلت لمقامته الكبشية معارضا, وللمستور مما أخفاه عنا نابشا:
حدثنا محرز, جار لمعوز, ذميم أسمر, يكنى أبا الأنور, قال:
بصُرت بجاري السعيد, يدخل الحارة ليلة العيد , وقد بدا مرتبكا يترقب, وجبينه بالعرق يتصبب, فقلت أمر ما دهاه, ولعل كد النهار أوهاه, فلما تبينته فإذا هو متوشح بصوف, فخلته يحاذر البرد المخوف , ثم بدا يتوشح مثل الهُرير, بل لو شئت لشبهته بالنُّغير, فقلت مرحى مرحى, أقبل يوم الأضحى, فأجابني مهنئا على استحياء, فتفرست فيه من ألف لياء, ثم تبسمت وتنحنحت, ورمقت هيئته وألمحت, فقلت: "ما أجمل الوشاح! لولا أن الصيف قد لاح, أصوف في أوج الصيف, أم جراب حشوه ليف؟ أم أنها آخر "موضة", فهي أزياء معروضة؟ أم أنك اليوم مزكوم, وزكام الصيف مشئوم؟ "
فحدجني ببصره, ورماني بشرره, واحمرت كالطماطم أوداجه , كأنه كبش أهينت نعاجه, فقال: "خذها يا محرز, من سيدك معوز, كلمات كالنبال, تهوي عليك كالنعال, ولولا أني أحمل الخروف الزاهد, لذقت مني بطشي الزائد, ولكنت عفرت بالتراب خِلقتك, ولكنت أشبعت صفعا صلعتك, ثم إنا في شهر حرام, فلأصفحن صفح الكرام, ولأراعين فيك وجه الكبيش, يا أذل وأخف من حُبيش, أوَما تذكر حالك قبل عام, حين جعت فوهبناك الطعام , ثم دنا منك العيد ولا قربان, فأكرمناك كدأب العُرْبان, أوَنسيت كيف اقتنيت شريط ثغاء, يحكي صوت خروف كالببغاء, فكنت تضغط الزر ساعة وساعة, فيالها من حيلة بادية البراعة, فكانت الحارة كلها تسمع, لترجيع مسجّلك بَعْ بَعْ, ففطن لك صبيان الجيران, وتلصصوا من خلف الجدران, وهل تلتبس الآلة بالخرفان, يا لئيم يا قليل العرفان؟ فتجمع إشفاقا عليك أهل الحي, ليرحموا حالك وآخر الدواء الكي, فاقتنوا لك كبشا أقرن, ثم جاءوك به فأجبت يا أرعن: "خذوه لغيري فغيري أحوج, فعندي كبش حولي أهوج" فأجبتك على البديهة يومذاك, بما لم أقصد به حينها أذاك: "خذ للشواء سليل النعاج, ودع الفنان للذوق والمزاج"" فأفحمني معوز بن عالة, ومضى وتركني في شر حالة .
فرددت عليه معارضا:
فقلت لمقامته الكبشية معارضا, وللمستور مما أخفاه عنا نابشا:
حدثنا محرز, جار لمعوز, ذميم أسمر, يكنى أبا الأنور, قال:
بصُرت بجاري السعيد, يدخل الحارة ليلة العيد , وقد بدا مرتبكا يترقب, وجبينه بالعرق يتصبب, فقلت أمر ما دهاه, ولعل كد النهار أوهاه, فلما تبينته فإذا هو متوشح بصوف, فخلته يحاذر البرد المخوف , ثم بدا يتوشح مثل الهُرير, بل لو شئت لشبهته بالنُّغير, فقلت مرحى مرحى, أقبل يوم الأضحى, فأجابني مهنئا على استحياء, فتفرست فيه من ألف لياء, ثم تبسمت وتنحنحت, ورمقت هيئته وألمحت, فقلت: "ما أجمل الوشاح! لولا أن الصيف قد لاح, أصوف في أوج الصيف, أم جراب حشوه ليف؟ أم أنها آخر "موضة", فهي أزياء معروضة؟ أم أنك اليوم مزكوم, وزكام الصيف مشئوم؟ "
فحدجني ببصره, ورماني بشرره, واحمرت كالطماطم أوداجه , كأنه كبش أهينت نعاجه, فقال: "خذها يا محرز, من سيدك معوز, كلمات كالنبال, تهوي عليك كالنعال, ولولا أني أحمل الخروف الزاهد, لذقت مني بطشي الزائد, ولكنت عفرت بالتراب خِلقتك, ولكنت أشبعت صفعا صلعتك, ثم إنا في شهر حرام, فلأصفحن صفح الكرام, ولأراعين فيك وجه الكبيش, يا أذل وأخف من حُبيش, أوَما تذكر حالك قبل عام, حين جعت فوهبناك الطعام , ثم دنا منك العيد ولا قربان, فأكرمناك كدأب العُرْبان, أوَنسيت كيف اقتنيت شريط ثغاء, يحكي صوت خروف كالببغاء, فكنت تضغط الزر ساعة وساعة, فيالها من حيلة بادية البراعة, فكانت الحارة كلها تسمع, لترجيع مسجّلك بَعْ بَعْ, ففطن لك صبيان الجيران, وتلصصوا من خلف الجدران, وهل تلتبس الآلة بالخرفان, يا لئيم يا قليل العرفان؟ فتجمع إشفاقا عليك أهل الحي, ليرحموا حالك وآخر الدواء الكي, فاقتنوا لك كبشا أقرن, ثم جاءوك به فأجبت يا أرعن: "خذوه لغيري فغيري أحوج, فعندي كبش حولي أهوج" فأجبتك على البديهة يومذاك, بما لم أقصد به حينها أذاك: "خذ للشواء سليل النعاج, ودع الفنان للذوق والمزاج"" فأفحمني معوز بن عالة, ومضى وتركني في شر حالة .
تعليق