أدخل قلبي و أخرج شَوْقَما شئت

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • جلال داود
    نائب ملتقى فنون النثر
    • 06-02-2011
    • 3893

    أدخل قلبي و أخرج شَوْقَما شئت

    قالت له بدهشةِ مَنْ أقتحم المجهول :
    كمعرفتي لأول مرة بأن الماء يتغلغل داخل مسام التربة ،،
    فيروي البذرة المنتظِرة بين طيات الظلمة فتنتفض منتعشة ،، هاشَة باشَة ،، فتنمو في صمت و هدوء ، يتراقص ساقها الطري نحو الضوء و الهواء ، و تجد طريقها للحياة بين ذرات التراب ..
    و كمعرفتي لأول وهلة ،، بأن بعض الورد الجميل يجاور أشواكا قد تجرح و تُدْمي ، فتنْسرب الأصابع بين الأشواك بحذر و أناة لتلامس حرير الزهر و تتنسم عبقه ..
    و كمعرفتي الآن بأن ذلك الدفء الذي كان يغمر جسدي و يجعل الفرح يزغرد في دواخلي عند رؤيتك هو كالإحساس بالماء يطفيء حرارة الظمأ الساكن في الجوف وكتفيؤ الظل في قيظ الهجير ..
    فقد عرفتُ الآن ، و يا لجمال ما عرفتُ : أن ما كان ينتابني هو ..
    حبك .. عشقك .. غرامك .. إرتماء روحي بين أركانك ..
    ذوبان كياني على قِمَمك ..
    هو الشمس التي تأبى الغروب حتى و إن زحف الليل ..
    هو القمر المعاند طيات السحاب ليرسل شعاعه خيوطا تغازل نوافذي و ستائري ..
    عرفت لماذا إختار قلبي مكانا له بين أضلعك ملاذا و سُكْنَى ،، ثم يبقى فيني نابضا فقط لكى يَمُدَني بأسباب الحياة ..
    عرفت الآن إسما لذاك الألم المباح و الذي كنت أسعى إليه راضية بكامل قواى القلبية ...

    قال مندهشا : حسِبْتُك لا تأبهين لتنقٌلي من غصن إلى غصن ،، و من زهرة إلى زهرة ..
    قالت بثقة العارف: تركْتك تتنقَل من غصن إلى غصن لأنني على ثقة بأن عُشَك هنا يقبع في أعلى فرع بشجرتي ، بعيداً عن الأنواء و الأعاصير ،، في حِرْز مكين، فغرِدْ أنَى شئتَ و ما شاء لك التغريد ، لأنني على يقين بأنك حتماً ستعود إليَ لتستكين في دفء عشك المبني من أهدابي و المفروش بجدائلي ،، وتركتك تسعى من زهرة إلى أخرى لأنني أعلم عِلْم المحبين أن خلية نحْلك مبنية على تلَة من تلال قلبي ، فدعْ نحْلك يحط رحاله على من شئتَ و ما شاء من الأزهار والورود و ليرتشف حتى الإرتواء ، بل حد الثمالة ،، فلا محالة رحيقك مصيره خليتي ،، قَطْرة تِلْو القطرة ،، و حتى آخر نقطة ، فلِمَ أقلق ؟
    قال بتململ : الإنسان أحيانا تنتابه الكآبة و الملل فيتوق إلى تغيير نمط ما إعتاد عليه ،، ألا تعلمين ذلك ؟
    قالت بصبر : روحي تنتمي إلى روحك بصلة العشق و الغرام ،، و قلبي يمت إلى قلبك بصلة لا تنفصم عراها ، و بنبض لا يستكين ، هما من نفس القبيلة وذات العشيرة ،، دمك هو بعض دموع حزني اللانهائي ..أما دمي فهو في الأصل قد تفجَر منبثقاً من ينابيع شوقي إليك ...
    قال مراوغاً : حتى المطر يمكنه أن يسقي بلدة و يمتنع عن أخرى قريبة ..
    قالت بتصميم : دع سحابك يذهب حيث شاء و يمطر أنَى أراد.. فكل الخير الآتي بعد زخات أمطارك سيأتيني طوعا ..
    قال بتحفز : لِمَ لَمْ تقولي ( أو كرهاً ) ؟
    قالت : حبنا مُطْلَق القياد ،، متروك الرسن و اللجام ،، و مطيته تعرف طريقها حتى وسط دياجير الظلام .. لا يُرْغِمه أحد على إرتياد طريق لا يرغبه ،، فهو يثق في بوصلته ،، و يحدد خطاه و يتحسس دروبه حتى في الأوحال و بين الأغصان المتشابكة في الأحراش و الأدغال ..
    قال و قد إتسعتْ حدقتاه : أواثقة أنتِ إلى هذا الحد ؟
    قالت : أدخلْ قلبي و أخرج شَوْقَما شئت .. فأنت الآن من أشيائي الخاصة .. بل أنت قناعة من قناعاتي ..و أنا لا أفرط أبدا في أشيائي و قناعاتي. ...
    ***
    جلال داود ( أبو جهينة ) الرياض
  • نجيةيوسف
    أديب وكاتب
    • 27-10-2008
    • 2682

    #2
    المشاركة الأصلية بواسطة جلال داود مشاهدة المشاركة
    قالت له بدهشةِ مَنْ أقتحم المجهول :
    كمعرفتي لأول مرة بأن الماء يتغلغل داخل مسام التربة ،،
    فيروي البذرة المنتظِرة بين طيات الظلمة فتنتفض منتعشة ،، هاشَة باشَة ،، فتنمو في صمت و هدوء ، يتراقص ساقها الطري نحو الضوء و الهواء ، و تجد طريقها للحياة بين ذرات التراب ..
    و كمعرفتي لأول وهلة ،، بأن بعض الورد الجميل يجاور أشواكا قد تجرح و تُدْمي ، فتنْسرب الأصابع بين الأشواك بحذر و أناة لتلامس حرير الزهر و تتنسم عبقه ..
    و كمعرفتي الآن بأن ذلك الدفء الذي كان يغمر جسدي و يجعل الفرح يزغرد في دواخلي عند رؤيتك هو كالإحساس بالماء يطفيء حرارة الظمأ الساكن في الجوف وكتفيؤ الظل في قيظ الهجير ..
    فقد عرفتُ الآن ، و يا لجمال ما عرفتُ : أن ما كان ينتابني هو ..
    حبك .. عشقك .. غرامك .. ارتماء روحي بين أركانك ..
    ذوبان كياني على قِمَمك ..
    هو الشمس التي تأبى الغروب حتى و إن زحف الليل ..
    هو القمر المعاند طيات السحاب ليرسل شعاعه خيوطا تغازل نوافذي و ستائري ..
    عرفت لماذااختار قلبي مكانا له بين أضلعك ملاذا و سُكْنَى ،، ثم يبقى فيني نابضا فقط لكى يَمُدَني بأسباب الحياة ..
    عرفت الآناسما لذاك الألم المباح و الذي كنت أسعى إليه راضية بكامل قواى القلبية ...

    قال مندهشا : حسِبْتُك لا تأبهين لتنقٌلي من غصن إلى غصن ،، و من زهرة إلى زهرة ..
    قالت بثقة العارف: تركْتك تتنقَل من غصن إلى غصن لأنني على ثقة بأن عُشَك هنا يقبع في أعلى فرع بشجرتي ، بعيداً عن الأنواء و الأعاصير ،، في حِرْز مكين، فغرِدْ أنَى شئتَ و ما شاء لك التغريد ، لأنني على يقين بأنك حتماً ستعود إليَ لتستكين في دفء عشك المبني من أهدابي و المفروش بجدائلي ،، وتركتك تسعى من زهرة إلى أخرى لأنني أعلم عِلْم المحبين أن خلية نحْلك مبنية على تلَة من تلال قلبي ، فدعْ نحْلك يحط رحاله على من شئتَ و ما شاء من الأزهار والورود و ليرتشف حتى الارتواء ، بل حد الثمالة ،، فلا محالة رحيقك مصيره خليتي ،، قَطْرة تِلْو القطرة ،، و حتى آخر نقطة ، فلِمَ أقلق ؟
    قال بتململ : الإنسان أحيانا تنتابه الكآبة و الملل فيتوق إلى تغيير نمط ما اعتاد عليه ،، ألا تعلمين ذلك ؟
    قالت بصبر : روحي تنتمي إلى روحك بصلة العشق و الغرام ،، و قلبي يمت إلى قلبك بصلة لا تنفصم عراها ، و بنبض لا يستكين ، هما من نفس القبيلة وذات العشيرة ،، دمك هو بعض دموع حزني اللانهائي ..أما دمي فهو في الأصل قد تفجَر منبثقاً من ينابيع شوقي إليك ...
    قال مراوغاً : حتى المطر يمكنه أن يسقي بلدة و يمتنع عن أخرى قريبة ..
    قالت بتصميم : دع سحابك يذهب حيث شاء و يمطر أنَى أراد.. فكل الخير الآتي بعد زخات أمطارك سيأتيني طوعا ..
    قال بتحفز : لِمَ لَمْ تقولي ( أو كرهاً ) ؟
    قالت : حبنا مُطْلَق القياد ،، متروك الرسن و اللجام ،، و مطيته تعرف طريقها حتى وسط دياجير الظلام .. لا يُرْغِمه أحد على ارتياد طريق لا يرغبه ،، فهو يثق في بوصلته ،، و يحدد خطاه و يتحسس دروبه حتى في الأوحال و بين الأغصان المتشابكة في الأحراش و الأدغال ..
    قال و قد اتسعتْ حدقتاه : أواثقة أنتِ إلى هذا الحد ؟
    قالت : أدخلْ قلبي و أخرج شَوْقَما شئت .. فأنت الآن من أشيائي الخاصة .. بل أنت قناعة من قناعاتي ..و أنا لا أفرط أبدا في أشيائي و قناعاتي. ...
    ***
    جلال داود ( أبو جهينة ) الرياض

    أبا جهينة

    وقد أجبرتني على قراءة نصك هذا بشغف حتى النهاية ، أغبطك ، أغبطك كثيرا ، لغة صافية ، وفكرة تنساب جدولا بين السطور ، وامرأة قل نظيرها بين النساء . ما أشد حظوتها بما لديها من يقين .

    حوار رائع أخرج النص من نوع الرسالة الأدبية ولم يستطع إخراجها من روض الجمال .

    حقيقة سعدت كثيرا بالقراءة لك ، وأعجبني أيما إعجاب نصك وبقدر ما أعجبني تملكتني الحيرة في عشيرته وفصيلته . يصعب علي أن أخلي قسم الرسائل منه وحواره يمنعني من اعتباره رسالة .

    هو حائر بين القصة والخاطرة فإلى أين تريدني ـ على مضض والله ـ أن أرسله ؟؟

    ربما يناسبه أكثر قسم حوارات قال وقالت فإن أذنت أرسلناه إليها وكلنا أمل أن يزور جمال حرفك قسمنا مرة أخرى .

    تقبل كبير احترامي وترحيبي بهذا الألق .

    همسة

    فقط ، عذرا إن أزعجك تلويني بالأحمر لما ترى ، يبدو أنك على خصام مع همزة الوصل . هههههه
    ودم بخير أبدا.


    sigpic


    كلماتنا أرواحنا تهمي على السطر

    تعليق

    • جلال داود
      نائب ملتقى فنون النثر
      • 06-02-2011
      • 3893

      #3
      نجية يوسف
      تحايا باسقات
      و الشكر كل الشكر لمرورك الباذخ و تعليقك البهي.

      هو حائر بين القصة والخاطرة فإلى أين تريدني ـ على مضض والله ـ أن أرسله ؟؟

      ربما يناسبه أكثر قسم حوارات قال وقالت فإن أذنت أرسلناه إليها وكلنا أمل أن يزور جمال حرفك قسمنا مرة أخرى .

      تقبل كبير احترامي وترحيبي بهذا الألق .


      أرسليه أينما شئت ، فيكيفيني هذا التعليق الأنيق
      و سأضرب بأوتاد خيام قلمي هنا في مضارب قسمك


      همسة

      فقط ، عذرا إن أزعجك تلويني بالأحمر لما ترى ، يبدو أنك على خصام مع همزة الوصل . هههههه
      ودم بخير أبدا.


      لوحة مفاتيحي تعاندني و تمد لسانها لكل الهمزات و حركات إعراب أخرى ، و هي لوحة عاشرتْ أصابعي و تأبى نفسي مفارقتها ( هههه)
      أكرر الشكر و لك مني ألف تحية

      جلال داود - أبو جهينة

      تعليق

      • منجية بن صالح
        عضو الملتقى
        • 03-11-2009
        • 2119

        #4
        السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

        الأستاذ الكريم أبو جهينة
        حوارية رائعة تفترش الصدق و تلتحف الجمال
        مبنى و معنى و سعدت جدا بقراءتها
        مرحبا بك كاتبا مبدعا في قسم فنون النثر
        نتمنى أن تثري القسم و تنظم إلى رواده بقلمك السخي
        و سوف نكون في إنتظار رسائلك و التي لا نشك في أنها
        ستكون مميزة
        كل التحية و التقدير

        تعليق

        • جلال داود
          نائب ملتقى فنون النثر
          • 06-02-2011
          • 3893

          #5
          المشاركة الأصلية بواسطة منجية بن صالح مشاهدة المشاركة
          السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


          الأستاذ الكريم أبو جهينة
          حوارية رائعة تفترش الصدق و تلتحف الجمال
          مبنى و معنى و سعدت جدا بقراءتها
          مرحبا بك كاتبا مبدعا في قسم فنون النثر
          نتمنى أن تثري القسم و تنظم إلى رواده بقلمك السخي
          و سوف نكون في إنتظار رسائلك و التي لا نشك في أنها
          ستكون مميزة

          كل التحية و التقدير

          منجية بن صالح
          السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته
          كلماتك نياشين تزين صدر النص و افتخر بها
          شكرا للمرور و يسعدني أن أكون هنا بينكم

          تعليق

          • أمريل حسن
            عضو أساسي
            • 19-04-2011
            • 605

            #6
            أخ جلال..عباراتك تشد من الوهلة الأولى...فكر حي ومتجدد وقلم كالنهر يمر بسلاسة ...

            متدفق المشاعر ..ثاقب النظرة..طبعا شىء ممتع جدا هذا الحوار ..ولكن كنت أقرأ قصة محكية باتقان جميل..

            وكم ..وكم..أعجبني تفكير امرأتك هذه...واثقة من حبها ومن نفسها إلى حد يثير الاعجاب..

            جميل جدا قلمك وونتظرجديدك..
            [IMG]http://www.uparab.com/files/xT4T365ofiH2sNbq.jpg[/IMG]

            تعليق

            • جلال داود
              نائب ملتقى فنون النثر
              • 06-02-2011
              • 3893

              #7
              أمريل
              تحايا مقيمة و تقدير
              الشكر لك على هذه الكلمات الطيبة و مرورك البهي

              تعليق

              • همس العامري
                أديب وكاتب
                • 01-01-2013
                • 909

                #8
                لي عودة بإذن الله لحديثك الرائع

                الأرض لاتنسى جباه الساجدين
                والليل لاينسى دعاء العابدين


                اللهم برحمتك يا أرحم الراحمين
                ارحم جميع أموات المسلمين وأغفر لهم

                تعليق

                • جلال داود
                  نائب ملتقى فنون النثر
                  • 06-02-2011
                  • 3893

                  #9
                  همس
                  انا في انتظار عودتك
                  والى ذلك الحين ، كوني بخير

                  تعليق

                  • همس العامري
                    أديب وكاتب
                    • 01-01-2013
                    • 909

                    #10
                    المشاركة الأصلية بواسطة جلال داود مشاهدة المشاركة
                    قالت له بدهشةِ مَنْ أقتحم المجهول :
                    كمعرفتي لأول مرة بأن الماء يتغلغل داخل مسام التربة ،،
                    فيروي البذرة المنتظِرة بين طيات الظلمة فتنتفض منتعشة ،، هاشَة باشَة ،، فتنمو في صمت و هدوء ، يتراقص ساقها الطري نحو الضوء و الهواء ، و تجد طريقها للحياة بين ذرات التراب ..
                    و كمعرفتي لأول وهلة ،، بأن بعض الورد الجميل يجاور أشواكا قد تجرح و تُدْمي ، فتنْسرب الأصابع بين الأشواك بحذر و أناة لتلامس حرير الزهر و تتنسم عبقه ..
                    و كمعرفتي الآن بأن ذلك الدفء الذي كان يغمر جسدي و يجعل الفرح يزغرد في دواخلي عند رؤيتك هو كالإحساس بالماء يطفيء حرارة الظمأ الساكن في الجوف وكتفيؤ الظل في قيظ الهجير ..

                    الله الله ما أروعك

                    فقد عرفتُ الآن ، و يا لجمال ما عرفتُ : أن ما كان ينتابني هو ..
                    حبك .. عشقك .. غرامك .. إرتماء روحي بين أركانك ..
                    ذوبان كياني على قِمَمك ..
                    هو الشمس التي تأبى الغروب حتى و إن زحف الليل ..
                    هو القمر المعاند طيات السحاب ليرسل شعاعه خيوطا تغازل نوافذي و ستائري ..
                    عرفت لماذا إختار قلبي مكانا له بين أضلعك ملاذا و سُكْنَى ،، ثم يبقى فيني نابضا فقط لكى يَمُدَني بأسباب الحياة ..
                    عرفت الآن إسما لذاك الألم المباح و الذي كنت أسعى إليه راضية بكامل قواى القلبية ...

                    قال مندهشا : حسِبْتُك لا تأبهين لتنقٌلي من غصن إلى غصن ،، و من زهرة إلى زهرة ..
                    قالت بثقة العارف: تركْتك تتنقَل من غصن إلى غصن لأنني على ثقة بأن عُشَك هنا يقبع في أعلى فرع بشجرتي ، بعيداً عن الأنواء و الأعاصير ،، في حِرْز مكين، فغرِدْ أنَى شئتَ و ما شاء لك التغريد ، لأنني على يقين بأنك حتماً ستعود إليَ لتستكين في دفء عشك المبني من أهدابي و المفروش بجدائلي ،، وتركتك تسعى من زهرة إلى أخرى لأنني أعلم عِلْم المحبين أن خلية نحْلك مبنية على تلَة من تلال قلبي ، فدعْ نحْلك يحط رحاله على من شئتَ و ما شاء من الأزهار والورود و ليرتشف حتى الإرتواء ، بل حد الثمالة ،، فلا محالة رحيقك مصيره خليتي ،، قَطْرة تِلْو القطرة ،، و حتى آخر نقطة ، فلِمَ أقلق ؟
                    قال بتململ : الإنسان أحيانا تنتابه الكآبة و الملل فيتوق إلى تغيير نمط ما إعتاد عليه ،، ألا تعلمين ذلك ؟
                    قالت بصبر : روحي تنتمي إلى روحك بصلة العشق و الغرام ،، و قلبي يمت إلى قلبك بصلة لا تنفصم عراها ، و بنبض لا يستكين ، هما من نفس القبيلة وذات العشيرة ،، دمك هو بعض دموع حزني اللانهائي ..أما دمي فهو في الأصل قد تفجَر منبثقاً من ينابيع شوقي إليك ...
                    قال مراوغاً : حتى المطر يمكنه أن يسقي بلدة و يمتنع عن أخرى قريبة ..
                    قالت بتصميم : دع سحابك يذهب حيث شاء و يمطر أنَى أراد.. فكل الخير الآتي بعد زخات أمطارك سيأتيني طوعا ..
                    قال بتحفز : لِمَ لَمْ تقولي ( أو كرهاً ) ؟
                    قالت : حبنا مُطْلَق القياد ،، متروك الرسن و اللجام ،، و مطيته تعرف طريقها حتى وسط دياجير الظلام .. لا يُرْغِمه أحد على إرتياد طريق لا يرغبه ،، فهو يثق في بوصلته ،، و يحدد خطاه و يتحسس دروبه حتى في الأوحال و بين الأغصان المتشابكة في الأحراش و الأدغال ..

                    جميل منها تلك الثقة والثيات في حبهاله

                    قال و قد إتسعتْ حدقتاه : أواثقة أنتِ إلى هذا الحد ؟
                    قالت : أدخلْ قلبي و أخرج شَوْقَما شئت .. فأنت الآن من أشيائي الخاصة .. بل أنت قناعة من قناعاتي ..و أنا لا أفرط أبدا في أشيائي و قناعاتي. ...
                    ياله من جمال

                    ***
                    جلال داود ( أبو جهينة ) الرياض
                    حوار بينهما سجلته أناملك الجميلة
                    وفكرك العبقري الراقي في جذب حواسنا إليك راق لي كثيراً كثيرا
                    كل الشكر أديبنا الرائع جلال داود

                    التعديل الأخير تم بواسطة همس العامري; الساعة 26-11-2014, 12:08.

                    الأرض لاتنسى جباه الساجدين
                    والليل لاينسى دعاء العابدين


                    اللهم برحمتك يا أرحم الراحمين
                    ارحم جميع أموات المسلمين وأغفر لهم

                    تعليق

                    • جلال داود
                      نائب ملتقى فنون النثر
                      • 06-02-2011
                      • 3893

                      #11
                      همس العامري
                      تحايا مقيمة
                      شكرا لهذا المرور الفخيم

                      تعليق

                      يعمل...
                      X