ضياع...منيرة الفهري

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • منيره الفهري
    مدير عام. رئيس ملتقى الترجمة
    • 21-12-2010
    • 9870

    ضياع...منيرة الفهري


    ضياع

    منيرة الفهري

    انتحى زاوية من الساحة و جلس فيها القرفصاء منطو ...مطأطئ الرأس...صخبٌ و هرجٌ و مرجٌ ...و أطفال يلعبون في الأروقة ...تجمّع آخرون حول النصب التذكاري الذي يحمل العلم في قمّته...يرددون أنشودة بالأنجليزية كانوا بصدد حفظها في القسم...ركض آخرون في الساحة مندفعين و كأنهم يثأرون لصمتٍ فيالقسم دام ساعتين...
    و هو هنا منزو وحده...لم يعد طفلا ليعدو كما يعدون...و يركض و يفتك لمجة صديق له...لا...كل هذا لم يعد يعنيه...
    -يا فادي ألم تعدني بلعب الغميضة في الساحة ذات يوم؟
    نظر إليها...كانت صديقة المقعد رنا...
    أردفت قائلة : مالك يا فادي ..لنقتسم لمجتي لأني أرى أنك لم تأت بالخبز المحشو بالجبن كالعادة...
    نظر إليها في إعياء...قال رائفا بحالها:
    -لا يا رنا لقد أكلت جيدا في الصباح و لست جائعا...
    ابتعدت رنا بعد محاولات باءت بالفشل لتخرج صديقها فادي من وحدته...هي لا تفهم...فمنذ أيام و هو على هاته الحالة...
    أحس بوجع في بطنه: آه نعم هو لم يأكل منذ غداء الأمس...ترقرقت دمعتان على وجنتيه و هو يذكر الجو المشحون في المنزل بين أمه و أبيه الذي يأتي متأخرا كل ليلة تفوح منه رائحة الكحول...و أمه التي لم تعد تحتمل تصيح في وجهه غير آبهة بولديها النائمين...و كم من مرة كان يقوم فزعا ليسأل ما الأمر على إثر سماع
    صراخ أبيه وهو يقول كلاما لا يريد أن يتذكره...كان يعود للفراش و هو يرتعش خوفا ...ثم لا يفتأ أن يذهب إلى سرير أخته الصغيرة التي استيقظت مذعورة
    و يحاول أن يهدّئ من روعها...
    وبالأمس نادَته أمّه بعد أن عاد من المدرسة و قالت له في كثير من الألم. سننفصل أنا و أبوك و ستعيشان معي هنا في بيتنا هذا...أما أبوك فسيذهب لحال سبيله.
    كانت كلمات أمه كوقع الصاعقة عليه ...صاح بكل قواه: لا ...لا يا أمي ..أرجوك لن أعيش بدون أبي ..لااااااااااا
    و جرى إلى غرفته و ارتمى على حافة السرير يبكي و يردد: لا..لا..لا..أرجوكما لا..لا..
    ثم ما لبث أن نام...استيقظ و هو يحس بجسمه منهكا...لم يعرف السبب من أول وهلة و لكن سرعان ما تذكر الخبر المفجع...انتظر أباه ليفسر له...لينفي هذه الفاجعة....ليقول له إن أمك تمزح معك...ليقول له أنا أحبكما جدا يا فادي و لن أترككما مهما حصل...تمنى أن يسمع هذا من أبيه.
    دخل الأب على غير عادته باكرا و كان صاحيا هذه المرة...هرع إليه فادي يمسك بأطراف سرواله باكيا...سأله : هل صحيح ما قالته أمّي؟
    و لم ينف أبوه و اكتفى بأن قال: نعم و ستعيش مع أمك...هذه هي الحياة يا فادي...و...
    لم يستمع فادي إلى باقي الحديث...بل خرج مسرعا للشارع عله يتنفس هواء غير الهواء...عله يسمع كلاما غير الكلام...
    و اليوم هاهو في ساحة المدرسة يفكر في مصيبة حلت به و بأخته الصغيرة...ما ذنبه حتى يعيش محروما من أبيه...لااااااااااا....لقد كان أبوه كل حياته...و أمه طبعا...كانا ينحتان شخصية الطفل ذي الحادية عشر سنة...ويكملانها...و الآن كيف ستكون حياته الصغيرة بدون أبيه...و في المدرسة من سيستلم جائزته آخر كل سنة....المدرسة؟ و ما لزوم المدرسة الآن و قد أصبح يتيما لا أب له....
    دق جرس الدخول إلى الأقسام...اصطف الجميع أمام قاعات الدراسة...نظر فادي إلى أصدقائه...ثم إلى المعلمة و هي تستحثه للدخول...
    و دون أن يدري سحبته رجلاه خارج المدرسة...ترك محفظته في القسم...لم يعد لها لزوم...فالحياة في الشوارع لا تحتاج كتابا و كراسا و قلما.
    التعديل الأخير تم بواسطة منيره الفهري; الساعة 17-03-2011, 09:23.
  • رشيد الميموني
    مشرف في ملتقى القصة
    • 14-09-2008
    • 1533

    #2
    أختي الفاضلة منيرة ..
    يشرفني ان أكون أو من لامس حروف هذه القصة المؤثرة ..
    جعلتنا نعايش ماساة هذا البريء لحظة بلحظة .. ونتأمل في متاهة هذه الحياة الحافلاة بالمتناقضات .
    هو ضياع بكل ما تحمله الكلمة من معنى ..
    هناك مقولة "يفعلها الكبار و يذهب ضحيتها الصغار."
    نقلتنا أختي الكريمة إلى جو المدرسة بساحتها و ضجيجها و شقاوة صغارها
    فأحسست أنني هناك أعيش هذا الجو الرائع .
    أحييك و انتظر المزيد من إبداعاتك .
    مودتي .

    تعليق

    • منجية بن صالح
      عضو الملتقى
      • 03-11-2009
      • 2119

      #3
      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

      الأخت العزيزة منيرة

      مأساة أطفال الشوارع هي واحدة و أسبابها تتعدد فكل إختلال توازن في الأسرة يؤدي إلى إختلال في المجتمع و أيضا في الأفراد و هذا المرض تفشى في مجتمعاتنا العربية بصفة مهولة لقد قلدنا الغرب في كل شيء دون أن نحسب حساب مضاعفات التقليد الأعمي
      قصة واقعية يعيشها آلاف الأطفال خطها قلمك المبدع فكانت منيرة القاصة و الأديبة التي تأخذ من كل شيء بطرف و ترسم لنا صور الواقع لعلنا نبحث عن حلول ناجعة لمشاكلنا الإجتماعية المتفاقمة

      دمت مبدعة و راقية
      كل التحية و الود

      تعليق

      • محمد فطومي
        رئيس ملتقى فرعي
        • 05-06-2010
        • 2433

        #4
        ثمن باهض جدّا لنزوة رخيصة جدّا.من بيده الحلّ آثر حياة الّلهو .مقامر بائس لم يبق له ما يراهن عليه فرهن أولاده و خسرهم بجرّة ورق و بعض الكؤوس.
        تلك هي الحياة؟؟
        المحقّ الذي يفتكّ قوت عياله بالحديد و النّار يستحي أن يقول تلك هي الحياة،و الشقيّ الأنانيّ المفلس يبشّرنا بأنّ الحياة سحق من أجل دوخة عابرة..ما هذا؟
        نصّ مؤثّر و صادم بالفعل،كان حاضرا ببراعة زمن انقلب المركب لخصومة دارت بين ريحين أحدها مجنونة و الأخرى متهالكة.
        لا ينجدنا الأمل في حالة مماثلة..يجب أن نقرّ بأنّ الطّفل ضاع و المحفظة الملقاة في زاوية من قاعة الدّرس تشهد..تلك هي الحقيقة و لا دخل للعواطف في عناد بهذا الحجم.

        أمتعني ما قرأت هنا أ.منيرة القديرة.
        شكرا لما تقدّمينه من أدب و نبل.
        مدوّنة

        فلكُ القصّة القصيرة

        تعليق

        • منيره الفهري
          مدير عام. رئيس ملتقى الترجمة
          • 21-12-2010
          • 9870

          #5
          المشاركة الأصلية بواسطة محمد فطومي مشاهدة المشاركة
          ثمن باهض جدّا لنزوة رخيصة جدّا.من بيده الحلّ آثر حياة الّلهو .مقامر بائس لم يبق له ما يراهن عليه فرهن أولاده و خسرهم بجرّة ورق و بعض الكؤوس.
          تلك هي الحياة؟؟
          المحقّ الذي يفتكّ قوت عياله بالحديد و النّار يستحي أن يقول تلك هي الحياة،و الشقيّ الأنانيّ المفلس يبشّرنا بأنّ الحياة سحق من أجل دوخة عابرة..ما هذا؟
          نصّ مؤثّر و صادم بالفعل،كان حاضرا ببراعة زمن انقلب المركب لخصومة دارت بين ريحين أحدها مجنونة و الأخرى متهالكة.
          لا ينجدنا الأمل في حالة مماثلة..يجب أن نقرّ بأنّ الطّفل ضاع و المحفظة الملقاة في زاوية من قاعة الدّرس تشهد..تلك هي الحقيقة و لا دخل للعواطف في عناد بهذا الحجم.

          أمتعني ما قرأت هنا أ.منيرة القديرة.
          شكرا لما تقدّمينه من أدب و نبل.
          الاستاذ العزيز محمد فطومي
          شكرااا داااائما و أبدا.
          نفتقدك هنا

          تعليق

          • عكاشة ابو حفصة
            أديب وكاتب
            • 19-11-2010
            • 2174

            #6
            أستاذتي منيرة الفهري ، السلام عليكم ورحمة الله .

            خاتمة ’ ضياع ....’ ، أو ما يصطلح على تسميته هنا بالقفلة جعلتني أعيش الحزن الذي ألم بتلميذ مجتهد يغادر المدرسة في اتجاه الشارع تاركا ورائه المحفظة ، لأن الشارع كما جاء على لسان القاصة لا يحتاج الى كتابا ، كراسة أو قلما . الشارع عالم آخر يدخله الصغار مرغمين بفعلنا نحن الكبارنتيجة أفعالنا وأخطائنا الغير محسوبة العواقب ...

            عدت الى تاريخ كتابة هذه القصة الجميلة ، الحزينة والمعاشة ، فكان 17 مارس من سنة 2011 .
            كم عمر هذا التلميذ الآن اذا أضفنا فارق السن ؟ ، من سنة 2011 الى سنة 2020 ؟ . أي + 10 سنوات دون الحديث عن التاريخ الحقيقي لكتابتها .
            فالقصة لا تشيخ مع مرور الزمن . وأمثال هذا التلميذ كثيرون بيننا ، أليس كذلك أستاذتنا ؟؟؟ .
            أنا آخد دائما كتابات الإخوة هنا مأخد الجد ،خاصة اذا كانت قريبة من الواقع . وهناك ظروف متشابهة ما بين بطل قصتنا التلميذ و آخرون وربما أكثر .
            عشت أمرها وأحمد الله على كل حال . كما احمد جب وعلا على هذا الابتلاء . ’ وما يلقها إلا الذين صبروا ’ .

            قصة ’ ضياع ... ’ تطرقت فيها أستاذتي المحترمة الى أبغض الحلال عند الله تعاالى ألا وهو - الطلاق - ، الذي قال فيه الحق سبحانه :
            * إمساك بمعروف أو تسريح بإحسان * صدق ربي جل في علاه.
            الأم الماكثة بالبيت رفقة الأطفال والأب السكير العربيد يدخل متأخر بشكل يومي ...
            وحال الطفل داخل المدرسة وفي وقت الإستراحة الذي انزوى الى ركن من الساخة وقت الاستراحة، ولم يخرج خبزه المدهون بالجبن كالعادة ...
            وكيف بتلميذة في مثل سنه أن تنتبه الى هذا التلميذ الذي يجلس بجانبها على الطاولة ومحاولتها إخرجه من واقع صادف الفراق أو ’ الطلاق’ دون أن تدري هي الحالة في مثل سنها .
            أستاذتي الفاضلة ، رجعتي بي إلى أيام الدراسة عندما كنا صغارا في أواخر الستينات من القرن الماضي . وكيف كنا نركد ونلعب لمدة محددة في الزمان لمدة 10 دقائق فقط بين الحصتين و التي كنا ننتظرها بفارغ الصبر.
            سرد جيد جعلني أعيش القصة لحضة بلحضة ، ما بين المنزل حيث يعيش التلميذ داخل أسرة متفككة والمدرسة ، و جعلتني أعيش اتخاد القرار من طرف تلميذ ترك محفظه بالقسم ليخرج الى الشارع .
            الشارع وما أدراكم ما الشارع ؟ ....
            السؤال المطروح ، من المسؤول ؟ ، ومن يتحمل المسؤولية أمام طفل مجتهد كان يتوج بالجوائز عند نهاية كل موسم دراسي ؟ ،
            ومن كان يتسلم الجائزة ؟ ، وهي إشارة الى ’ أم مغلوبة على أمرها ’ جالسة بالمنزل والأب هو رب الأسرة الآمر الناهي ، رغم إعوجاجه ودخوله المتأخرليلا الى المنزل وإفزاعه الأم والأبناء وحتى الجيران بتصرفه الخاطئ . بسبب إدمانه على شرب أم الخبائث . أنا مع الأم فقد صبرت بما فيه الكفاية ، لكن من يدفع الثمن ؟ ، بطبيعة الحال الأطفال ، والأطفال وحدهم إذا لم يكن هناك تموين ...
            الحديث يطول ويطول وأتكلم من التجربة المرة للطلاق الذي كان سببا في حرماني من فلذة كبدي حفصة الغالية .
            أقف هنا، وأستأدنك لأهديها الى ابنتي حفصة لعلها يوما ما تقرؤها في صفحتي ...
            كوني بخير والى فرصة قادمة بحول الله .

            أخوك عكاشة أبو حفصة .

            *********************

            ملحوظة : كتابتنا القديمة كلها جميلة ، و كانت تحييها أستاذتنا الغائبة عائدة محمد نادر - عجل الله بعودتها - ، بعدما كانت تخرجها من الصفرية .
            أتمنى أن يعود هذا الزمن الجميل . شكرا على التفهم .
            التعديل الأخير تم بواسطة عكاشة ابو حفصة; الساعة 28-07-2020, 00:00.
            [frame="1 98"]
            *** حفصة الغالية أنت دائما في أعماق أعماق القلب, رغم الحرمان...فلا مكان للزيارة ما دمت متربعة على عرش القلب.
            ***
            [/frame]

            تعليق

            • منيره الفهري
              مدير عام. رئيس ملتقى الترجمة
              • 21-12-2010
              • 9870

              #7
              المشاركة الأصلية بواسطة رشيد الميموني مشاهدة المشاركة
              أختي الفاضلة منيرة ..
              يشرفني ان أكون أو من لامس حروف هذه القصة المؤثرة ..
              جعلتنا نعايش ماساة هذا البريء لحظة بلحظة .. ونتأمل في متاهة هذه الحياة الحافلاة بالمتناقضات .
              هو ضياع بكل ما تحمله الكلمة من معنى ..
              هناك مقولة "يفعلها الكبار و يذهب ضحيتها الصغار."
              نقلتنا أختي الكريمة إلى جو المدرسة بساحتها و ضجيجها و شقاوة صغارها
              فأحسست أنني هناك أعيش هذا الجو الرائع .
              أحييك و انتظر المزيد من إبداعاتك .
              مودتي .
              الأستاذ العزيز رشيد الميموني
              حضورك مميز دائما
              شكراا من القلب أخي الفاضل

              تعليق

              • ناريمان الشريف
                مشرف قسم أدب الفنون
                • 11-12-2008
                • 3454

                #8
                يقول علماء النفس أن الطفل يشعر بعلاقة أمه وأبيه من عمر سنتين
                وبالتالي هذا ينعكس على شخصيته ..
                وكم تؤثر الخلافات الزوجية على الأطفال .. فما الحال بعد الانفصال ؟!
                قصة مزعجة .. تتكاثر في مجتمعاتنا خاصة هذه الأيام
                فلم يعد الأبوان يشعران بالمسؤولية تجاه الأبناء ..
                بارك الله فيك ..
                كم أحب سردك التلقائي من غير تكليف ..
                وكأنني كنت ألاحق الطفل في مدرسته وأشاهد حتى إيماءات وجهه
                لك خالص التقدير
                غاليتي .. صباح الورد
                ناريمان
                sigpic

                الشـــهد في عنــب الخليــــل


                الحجر المتدحرج لا تنمو عليه الطحالب !!

                تعليق

                • منيره الفهري
                  مدير عام. رئيس ملتقى الترجمة
                  • 21-12-2010
                  • 9870

                  #9
                  المشاركة الأصلية بواسطة عكاشة ابو حفصة مشاهدة المشاركة
                  أستاذتي منيرة الفهري ، السلام عليكم ورحمة الله .

                  خاتمة ’ ضياع ....’ ، أو ما يصطلح على تسميته هنا بالقفلة جعلتني أعيش الحزن الذي ألم بتلميذ مجتهد يغادر المدرسة في اتجاه الشارع تاركا ورائه المحفظة ، لأن الشارع كما جاء على لسان القاصة لا يحتاج الى كتابا ، كراسة أو قلما . الشارع عالم آخر يدخله الصغار مرغمين بفعلنا نحن الكبارنتيجة أفعالنا وأخطائنا الغير محسوبة العواقب ...

                  عدت الى تاريخ كتابة هذه القصة الجميلة ، الحزينة والمعاشة ، فكان 17 مارس من سنة 2011 .
                  كم عمر هذا التلميذ الآن اذا أضفنا فارق السن ؟ ، من سنة 2011 الى سنة 2020 ؟ . أي + 10 سنوات دون الحديث عن التاريخ الحقيقي لكتابتها .
                  فالقصة لا تشيخ مع مرور الزمن . وأمثال هذا التلميذ كثيرون بيننا ، أليس كذلك أستاذتنا ؟؟؟ .
                  أنا آخد دائما كتابات الإخوة هنا مأخد الجد ،خاصة اذا كانت قريبة من الواقع . وهناك ظروف متشابهة ما بين بطل قصتنا التلميذ و آخرون وربما أكثر .
                  عشت أمرها وأحمد الله على كل حال . كما احمد جب وعلا على هذا الابتلاء . ’ وما يلقها إلا الذين صبروا ’ .

                  قصة ’ ضياع ... ’ تطرقت فيها أستاذتي المحترمة الى أبغض الحلال عند الله تعاالى ألا وهو - الطلاق - ، الذي قال فيه الحق سبحانه :
                  * إمساك بمعروف أو تسريح بإحسان * صدق ربي جل في علاه.
                  الأم الماكثة بالبيت رفقة الأطفال والأب السكير العربيد يدخل متأخر بشكل يومي ...
                  وحال الطفل داخل المدرسة وفي وقت الإستراحة الذي انزوى الى ركن من الساخة وقت الاستراحة، ولم يخرج خبزه المدهون بالجبن كالعادة ...
                  وكيف بتلميذة في مثل سنه أن تنتبه الى هذا التلميذ الذي يجلس بجانبها على الطاولة ومحاولتها إخرجه من واقع صادف الفراق أو ’ الطلاق’ دون أن تدري هي الحالة في مثل سنها .
                  أستاذتي الفاضلة ، رجعتي بي إلى أيام الدراسة عندما كنا صغارا في أواخر الستينات من القرن الماضي . وكيف كنا نركد ونلعب لمدة محددة في الزمان لمدة 10 دقائق فقط بين الحصتين و التي كنا ننتظرها بفارغ الصبر.
                  سرد جيد جعلني أعيش القصة لحضة بلحضة ، ما بين المنزل حيث يعيش التلميذ داخل أسرة متفككة والمدرسة ، و جعلتني أعيش اتخاد القرار من طرف تلميذ ترك محفظه بالقسم ليخرج الى الشارع .
                  الشارع وما أدراكم ما الشارع ؟ ....
                  السؤال المطروح ، من المسؤول ؟ ، ومن يتحمل المسؤولية أمام طفل مجتهد كان يتوج بالجوائز عند نهاية كل موسم دراسي ؟ ،
                  ومن كان يتسلم الجائزة ؟ ، وهي إشارة الى ’ أم مغلوبة على أمرها ’ جالسة بالمنزل والأب هو رب الأسرة الآمر الناهي ، رغم إعوجاجه ودخوله المتأخرليلا الى المنزل وإفزاعه الأم والأبناء وحتى الجيران بتصرفه الخاطئ . بسبب إدمانه على شرب أم الخبائث . أنا مع الأم فقد صبرت بما فيه الكفاية ، لكن من يدفع الثمن ؟ ، بطبيعة الحال الأطفال ، والأطفال وحدهم إذا لم يكن هناك تموين ...
                  الحديث يطول ويطول وأتكلم من التجربة المرة للطلاق الذي كان سببا في حرماني من فلذة كبدي حفصة الغالية .
                  أقف هنا، وأستأدنك لأهديها الى ابنتي حفصة لعلها يوما ما تقرؤها في صفحتي ...
                  كوني بخير والى فرصة قادمة بحول الله .

                  أخوك عكاشة أبو حفصة .

                  *********************

                  ملحوظة : كتابتنا القديمة كلها جميلة ، و كانت تحييها أستاذتنا الغائبة عائدة محمد نادر - عجل الله بعودتها - ، بعدما كانت تخرجها من الصفرية .
                  أتمنى أن يعود هذا الزمن الجميل . شكرا على التفهم .
                  الأستاذ الفاضل عكاشة ابو حفصة
                  تحية خالصة لمرورك الجميل المثري هنا
                  كل الشكر و الامتنان سيدي الكريم

                  تعليق

                  • عبده حسين امام
                    أديب و شاعر
                    • 08-10-2020
                    • 29

                    #10
                    دام نبض القلم والأدب الراقى
                    سرد متمكن

                    تعليق

                    • منيره الفهري
                      مدير عام. رئيس ملتقى الترجمة
                      • 21-12-2010
                      • 9870

                      #11
                      المشاركة الأصلية بواسطة عبده حسين امام مشاهدة المشاركة
                      دام نبض القلم والأدب الراقى
                      سرد متمكن
                      شكرااا من القلب أستاذنا الشاعر الكبير
                      عبده حسين امام
                      تشرفت بمرورك الكريم على قصتي المتواضعة
                      تحياتي سيدي الفاضل

                      تعليق

                      يعمل...
                      X