القمر الغريق >>>" فلسفة ميلاد أم فلسفة موت؟ "

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • علي الفارسي
    عضو الملتقى
    • 25-02-2011
    • 38

    القمر الغريق >>>" فلسفة ميلاد أم فلسفة موت؟ "

    القمـــــرالغريق




    (( 1 ))
    أتذكر أهازيج الصغار

    وترانيم الطفولة عند شواطئ البحار

    أعبث بالرمل وأجمع المحار




    أتذكر إنني اً كنت واقفاً يوماً


    أغنى للقمـــر


    وأغازل حسنه


    وأتذكر بكائي عندما رأيته يسقط




    في البحر قبالة الفجر




    لم أعلم حينها


    هل هو إعلان لبدأ يوم جديد




    ببزوغ فجر جديد ؟




    أم إنه إعلانٌ بموت الحياة




    بسقوطالقمـــروغرقه في أعماق البحر ؟


    مرت الأيام بل والسنون




    ولا زلت أجهل سر ذلك المنظر المتكرر كل يوم




    هل هو إعلان ميلاد أم إنه إعلان موت .




    (( 2 ))


    دوماً أتعطش للعودة


    ألتف حولي وأستدر




    لعل في استدارتي




    يقبع الماضي . .




    هنا خلفي ..




    ولكنني سرعان ما تداهمني الدموع




    فإني أشعر به ولكنني لا أراه




    فأين أنت يا ماضيا الجميل




    أين أنت ؟




    هل مازلت عائشاً




    أم إنك آثرت الرحيل ؟





    (( 3 ))



    في دنيانا تمضي الأعمار


    ولا ندري ما تخفيه لنا الأقدار

    نفرح بالكبر وبعد الكبر



    تحصدُ الأعمار




    نفرح بميلاد الصغار




    والنهاية نعلمها حتمية




    آهٍ مساكين مساكين يا صغار





    لن تبقوا كذلك




    فالعجلة لا تزال تطوي الأيام




    سجل الماضي قد طوي




    والحاضر في الغـد سيطوى




    والمستقبل مفقود




    إلا عند الرب الدائم الموجود




    (( 4 ))




    أتذكر الماضي فقد كان لي ماضٍ يوماً




    بقي معي قابعاً دهراً




    أبى أن يفارق فكري بعدما أبى البقاء معي




    أعلنها لي صراحة إني :


    (( مفقودٌ مفقودٌ مفقود


    ولكني سأبقى أعيش فكرك لتستزد مني



    فلك أن تستزيد علماً وخبرة




    ولك أن تستزيد كدراً وقهراً




    هذا هو الماضي




    ارتشف منه ما تريد ))




    وها أنا ذا أنهل من ماضيا كأس الحنظل




    وأتذوق عذوبته بمرارة الحاضر المجهول


    ومنظر القمـــر الغريق




    يحطم فكري ويغتال تأملي




    فلم أستطع أن أفارقه يوماً




    غزا بي كل شئ




    واحتل واستعمر كياني




    فلم أزل أسير القمـــر المسكين




    ولم أزل أجهل تلك الصورة




    هل القمـــرمات ؟




    أم أن الفجر قد أنجب يوماً جديداً ؟


    ****






    " حــ ــ ــــ ـــ ــ ــــ ـرف "

  • ربيع عقب الباب
    مستشار أدبي
    طائر النورس
    • 29-07-2008
    • 25792

    #2
    تمتلك أسلوبا جميلا و رقيقا مع الخاطرة
    اللغة راقية و رائقة
    و الفكرة واضحة بشكل لا يقبل الالتباس
    و التساؤلات مشروعة و محركة للعقل و المخيلة

    ليكن التأسى على الماضى و على الفجر الجديد مقابل الفجر الماضى أو البائد
    لتكن حالة الحزن دافع للابداع و الكتابة الجميلة !!


    محبتي
    sigpic

    تعليق

    • علي الفارسي
      عضو الملتقى
      • 25-02-2011
      • 38

      #3
      المشاركة الأصلية بواسطة سهير الشريم
      خاتمة أم قفلة رائعة لجمال تلك التأملات العميقة ..
      وما زال الأمل معلقا بين أهداب الليل ينتظر بزوغ هذا الفجر ليتلقف يوما مشرقا بنبض الشمس الدافىء
      ولكن يا عميق .. ولغياب القمر حزن آخر ..
      فحين يغادر البدر السماء تذوي على حزن الغياب وترتدي ثوب العزاء
      ويبقى الوجع ويبقى الأمل متأملا بين سطورك فرحا بيوم جديد

      الكاتب القدير علي الفارسي

      كنت رائعا بحق الحرف .. فما أجمل حضورك الراقي
      و
      بانتظار مزيدك الجميل

      مودتي
      زهرة تشرين

      الأستاذة .. سهير الشريم

      أشكرك على عمق الرد
      إنك لامستي شغاف الموضوع
      فلسفة الحياة بين ميلاد وموت
      بين نقيضين تسير قافلة العمر
      وإنقضاء يوم من عمرنا
      في حقيقته موت له
      برغم ميلاد يوم جديد
      هذا دأب الحياة الفانية
      قصيرة هي
      إلا لمن إزداد منها


      زهرة تشرين

      لقبك الناعم
      الجميل الراقي
      ذكرني بكلمات أعجبتني ذات يوم
      ويسرني هنا
      أن أهديك إياها
      عسى أن تدخل السرور إلى قلبك الكبير

      يا زهرة تشرين
      يا ربيع الوادي
      غنيتك بحنين لَـ يرجع عـ بلادي
      يا نبع الطفولة .. يا حلم الغفا
      يا ريت بتدعولي .. اتحمل ها الجفا
      وادعوا لحبيبي ..
      تاني يعود عـ بلادي

      يا زهرة تشرين
      يا ربيع الوادي
      غنيتك بحنين لَـ يرجع عـ بلادي
      تذكرك لمساتك
      وأيام الهوا
      بتخدني ضحكاتك
      وأحلامنا سوا
      وكلمة بجوابك
      بتصبر عالنوا
      وشجرة بأوطانك
      تتمايل في الهوا
      يا ليتك بتعود
      ناطرتك بالوادي

      يا زهرة تشرين
      يا ربيع الوادي
      غنيتك بحنين لَـ يرجع عـ بلادي
      متغرب بالنجمة
      وساكن مطرحك
      وأنا وحدي بالعتمة
      بتأملني معك
      وتناديني زهرة .. من بينة الأزهار
      زهرة ملت تنطر .. ومل الإنتظار
      ومرقت وحدي بعيد عـ آخرة الوادي
      ندهت بصوت شريد .. وضل الصدى ينادي
      وحده جواب يعود
      زلزل أرض الوادي
      إنك ما بتعود
      تاني علي بلادي
      يا زهرة تشرين

      تقديري لك

      أخيك

      "حرف"


      تعليق

      • علي الفارسي
        عضو الملتقى
        • 25-02-2011
        • 38

        #4
        المشاركة الأصلية بواسطة ربيع عقب الباب مشاهدة المشاركة
        تمتلك أسلوبا جميلا و رقيقا مع الخاطرة
        اللغة راقية و رائقة
        و الفكرة واضحة بشكل لا يقبل الالتباس
        و التساؤلات مشروعة و محركة للعقل و المخيلة

        ليكن التأسى على الماضى و على الفجر الجديد مقابل الفجر الماضى أو البائد
        لتكن حالة الحزن دافع للابداع و الكتابة الجميلة !!


        محبتي
        أستاذ ,, ربيع عقب الباب

        صدقاً
        ترتاح نفسي حين أجد لك رداً
        على مواضيعي
        أنت أستاذ
        وأنا تلميذ أرغب في أن أنهل
        من فيض معلمه الكثير

        بكل عبارات التقدير
        أسطر لك هذه الحروف
        فتقبلها

        تلميذك

        "حرف"

        تعليق

        يعمل...
        X