سوناتا الحروف -كتابة تتلبس شكل القصة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • يحي الحسن الطاهر
    أديب وكاتب
    • 20-03-2011
    • 111

    سوناتا الحروف -كتابة تتلبس شكل القصة

    سوناتا الحروف- كتابة

    (1)
    جدل الفراغ والملاء
    يحي الحسن الطاهر
    جلست الحروف - ذاتصفاء- تتسامر حول مواقعها في الكتابة ، كانت البهجة تغمر الجميع، من هذا التآلف البديع الحميم، الذي يلفها جميعا بعباءته الدفيئة ، كانت الصغار منها ،مثل الدال والباء تتضاحك جزلى، وتكركر ضحكاتها فقاقيع ملونة ، تتحول غماما متراقصا، يحجب عن الحروف شمس العدم، وفراغ الملاء السحيق ، كان الجميع في بهجة ومسرة عميمة ، لا يكدر صفوها الا من ازيز بدا خفيضا وصار يتعالى شيئا فشيئا ، احتار الجميع من مصدر ذلك الصوت الغريب ، الذي يشبه انينا مكتوما يضمر غيظا دفينا ، علم الجميع بعد مدة طويلة، تساقطت فيها برهات الزمان، قطرة اثر قطرة، في الوادي السحيق للأبدية ، علموا ان مصدر هذا الصوت، هو من بعض ذوات الاسنان والاضراس من الحروف: الظاء والطاء والضاد ، التي انبرت خطيبا:
    فليعلم الجميع هنا ان العدالة هي ما ننشد ، ولا تغرنكم هذه الهناءة العابرة ، انظروا الي ما حسبتموه تجانسا ، اين هذا التجانس؟ الا تتبادلون المواقع بكيفية خارجة عن ارادتكم ؟ الا يمتن بنو الفانين عليكم بالوجود نفسه ، الا يزيحون بفوضى وجودكم شعورهم بالعدم ، ثم أين هذه الكيميائية العذبة لانسجامكم المزعوم ؟ الا تتناحرون حينا، حتى يخفي بعضكم بعضا فيما تزعمونه بلاغة وتجويدا ؟ ثم انظروا الي أنا : على الرغم من انكم تتسمون باسمى، لغة الضاد ، فما ذاك بميزة لي : فأنا أقلكم ورودا ، وغالبا ما تستقبحون صوتي، فلا تدعوني افتتح الكتابة ، تحاولون زجي بينكم ، في وسطكم ، كي تضبطون ايقاعكم المشروخ، برنينى العميق، فيالها من غفلة وحيف! علا حينها صياح الحروف واشتد ضجيجها ، كانت بعضها تشتكي من البرد، لكونها تأتي في مفاتح الجمل ، وأخرى تتذمر من الضيق والاختناق والانحباس، لتوسطها بين أحرف حارة، تتلظى بمشاعر الغيظ والمرارة ، اما التي غالبا ما تأتي في أواخر الكلام، فخوفها من حافة العدم التي تطل عليها أصاب الجميع برعدة بالغة ( لعلمهم بأن ذلك مصير محتمل للجميع) علا الصياح وضج السامر بالشجار ، وتشابكت الحروف بالأيدي والأرجل فهنا ترى حرف( الألف) ينتصب عصى غليظة تنهال ضربا ،على ظهر الحروف المنبسطة مثل (الغين، والعين والجيم والحاء والخاء) حتى تدميها وتتقاطر دمائها مشكلة نقاطا للثاء والتاء والنون ، فما تلبث هذه الأخرى، أن تنالها عضات الأحرف المسننة مثل الشين والسين ، فتتلوى الما حتى تصير مرة (كافا ومرة دالا وزالا - ) حتى اذا بلغ بها الألم منتهاه وأشتد بها الوجع ،
    فرت هاربة واختفت، في تضاعيف مجوفة مثل، التشديد أو التسكين أو حتى الاضمار والاقلاب ، ومن طريف ما يروى من أمرها ، أنه يحكى ان بعضها ينقلب محض أحرف ناعمة لينة، لا تستفز نعومتها شرا ، بل يسعى بعض الاحرف اليها رغبة في شميم فائح انوثتها الانيقة، وتتأبى هي في دلال وغنج ، ولعل هذه النعومة وذاك الدلال، هو ما زين لها ان تنبري لفض هذا الاشتجار ، اقترحت الياء خطيبا :
    قالت الياء ، بعد ان تنهنهت طويلا حتى كادت تنقلب باءا ، ولكنها انحنت بسرعة تلملم نقطتها، التي تطايرت من تنورتها الضيقة ، ثم قالت في نعومة مخاطبة الضاد:
    انظروا الي : انا آخر كم ورودا في الابجدية ، وليس في ذلك عيب ، اذا وجد الطموح والحيوية ، فهاأنتم تروني آتى في اشد لحظات وجودكم وثوقا ، اليس بي تصاغ كل راهن حركة الكائنات ؟ يجري ، يبكي، اليس في بركة موضعي، انبثاق الفعل من جوف السكون؟ ما افعالكم غيري سوى ماض غائب؟ جرى، بكى ، نام ، فيا أيتها الضاد لا يحزنك موضعك ، فما يقعد بك هو قصور همتك لا بعد موضعك ، ثم هيا أخبريني:
    أين هذا الرنين العميق الذي به تفاخرين ؟ أين هو من عذوبة رنين السين وهمس الشين ، ورقة الحاء ودفئها ، التي أوحت الى بنو الفانين بأن يفتتحوا بها كل مفردة دفيئة، مثل، حلم وحب وحرية وحنان وحسن ؟ أين انت من ذاك بل دعينا من هذه المراقي التي لا تطيقين واخبرينا : أين أنت من جلال وجمال الميم ؟ وسكونها العميق ، اليست هي اشارة وعبارة علي الطمأنينة اذ بها كل ما يأوي اليه بنو الفانين، فهي مهد ، منزل ، مسكن ، موطن ، حسنا ..لنترك كل ذلك ..فهيا أخبرينا ..أين أنت من طلاوة وحلاوة العين؟ عسلها ، عنبرها ، عبقها ، عشقها ؟
    جلست الياء في زهو وخيلاء وقد رأت ما يتخايل من اعجاب من مقالتها، في الاخاديد العميقة، للسين والشين ، ولشد ما أعجبها تقوس النون فرحا، حتى كادت أن تنكفئ على وجهها باءا ممسوخة ، أو يذهب بها التمايل فرحا، الى حد أن تصير الفا ممدودة ، ولأمر ما تشابهت الألف الممدودة نطقا وشكلا بالدودة ، فزعت الياء من هذه الخواطر واستعاذت بالألف والام مرتين وبالهاء، من الخيلاء والغرور، وما سيجره عليها من ويل وثبور ، الم يرسم لها كل هذه المسوخ المحتملة؟
    فجأة شق ضجيج الحروف وتشاكسها صياح عظيم:
    جفلت الحروف ووجفت ، ثم سكنت تتصنت ما كنه هذا الصوت المريب ، تبينت انه آت من جب عميق ، انه داعي النوم ، تواثقت على أن لا يؤذين بعضكم بعضا حتى الغد ، دعونا ننام ولنا ملتقى غدا لا نخلفه.
    سوناتا الحروف- كتابة – جريدة المدينة- ملحق الأربعاء الثقافي

    يحي الحسن الطاهر

    (2)
    قلق التكوين
    حسنا :
    كانت الاحلام التي داعبت مخيلتهم تلك الليلة، غريبة حقا ، حلمت الباء بأنها تتنزه وحيدة، قرب شاطئ منسي بعيد ، لم تكن هنالك أية اشارة لحياة عاقلة ، قالت تخاطب ذاتها:
    حسنا لم لا أدعو بعض أخواتي فنتحد( وربما ..وربما) ثم تضج الحياة بهذا الشاطئ ، كانت فرحة بهذا الخاطرة المباغتة فأنستها فرحتها، وما بداخلها من نداءات الخصوبة ، انها تفترش لحافا وتضجع قريبة من النون، التي كانت ترقب حركتها،لكونها لم تنم في تلك الليلة، كانت النون ترى في وجه الباء تعابير متعددة ، فتارة تراها مرة ترتعد خوفا ..وفجاءة تضحك بسعادة ، ثم تارة أخرى ، ترى تلك النظرة التي تعرفها كل الحروف، الرغبة وشهوة الخصوبة ونداء اللذة،،والمعروف لدى الحروف جميعها، ان النون هي أكثرهم حنوا وعطفا على الجميع، أكثرهم حيوية وحماسا في تلبية نداءاتهم جميعها، كانت النون تحاول ان تفكك شفرة هذا الحلم، الذي يدور في الأزقة القصية لروح الباء وعقلها، كانت ترغب في مفاجأتها بتحقيقه،صارت تقترب أكثر وأكثر، حتى تستطيع سماع هلوستها الخفيضة ، الألف كان يرقب من مكمنه البعيد كل هذا ، وعرف بحدس الحروف القوي، ما كان يدور بين الباء والنون من جدل صامت ، فصار ينادي على التاء ان تقترب..وحين صارت قريبة جدا، نهض الألف بخفة من مكانه ، وتمطى حتى يذهب غائلة نومه العميق ، وحتى يستطيع حمل النون، بقوسها ونقطتها عاليا، كي ترى من علو ما يدور بخلج الباء،فهمت التاء بأن الألف يريدها، أن تقترب حتى لا يسقط ، وهو يشب على أطراف قدميه، كي يتمكن من رفع النون الى أعلى أفق ممكن، لعلمه المسبق بأن الحروف جميعا، حين تحلم ،تغوص في أحلامها عميقا حتى تأمن من التلصص، فهمت التاء كل ذلك ، وتولى الألف اعداد كل شيء ، أمر النون بأن تلتصق بالباء بخلس حتى لا تزعج نومها، ورفع النون عاليا، وهي ملتصقة بالباء..فهمت التاء مكر الألف، فأتت تسعى وهي تحتك بالألف، في وضعه المضحك ذاك: يرفع النون الملتصقة بالباء النائمة ، أحدثت كل تلك الضجة أصواتا مزعجة جدا ، جعلت الباء تستيقظ فزعة ، وحين حاولت الصراخ ، نبهتها النون من عليائها تلك :انظري ألينا، الم نشكل جميعا ما ينقص هذا الشاطئ المهجور، دعونا فقط نتناسل أكثر فأكثر، دعونا نرتدي بعض الألوان المختلفة ، ولكن دعوتا نقصقص قليلا من أطراف أثواب النوم الطويلة هذه ، دعونا نرتدي أثوابا اكثر قصرا، حتى نسمح للنسيم العليل للشاطئ بان يرعش اجسادنا، وسترون كيف يضج الشاطئ بالمرح ، وكيف تنشر الريح خرافة ما تثرثره الماء من اشجان عشقها الى اليابسة،ضحكت الباء في سعادة ، سعادة لم تكن تحلم بها ، فما فعله الاندغام الجميل للألف والنون والتاء كان أكثر مما تتوقع ..صارت تضحك بشكل هستيري مجنون ، حتى بدأ الجميع يرتجون في مواضعهم ، لم يستطع الألف بكل قوته وصلابته المعهودة ،أن يوقف النون التي كانت تتقافز خائفة ، تحاول أن تتملص من هذه الكينونة ، أخيرا أستقر ضحك الباء وسكن، ولكن بعد أن ذهبت النون بعيدا في الحافة من هذا النسيج ، صارت قبل الباء ذاتها حتى تأمن في مستقرها ذاك من احتمال انهيار الكيان جميعه ، ضحك الألف حين نظر عبر الفرجة الضيقة لتنورة النون الى ما صاروا عليه بعد تبدل المواقع ، وقال انظروا ما لدينا من تنوع ، ثم في برهتعشق صاح بالباء:
    بوركت ، فقد منحتينا الظل وهذا الألق.
    بدأت الأحرف الأخرى تستيقظ تباعا، بعضها بتثاقل ، مثل الظاء والطاء والضاد ، لعلمها بأن لا حاجة للجميع اليها، في هذا الصباح الباكر ، وان شاركتهم جميعا الاندهاش العظيم ، اذ رأوا كيف استحال المكان ، فبالأمس بعد كل ذلك الشجار ، نام الجميع في خلاء قصي وهاهم الآن يستيقظون قرب شاطئ ضاج بالحياة، تمرح فيه حسان بهيجات ويزدان بالاشجار الجميلة، وكل صنوف النبات ، أحس الجميع بالجوع وتنادوا :
    هيا ، تعالوا نشكل بتراصنا ما ترغبون فيه من طعام وفاكهة وشراب،ثم فجأة صاحت الكاف:
    مالي لا أرى الشين والألف والياء ،ألم تلحظوا ان الألف أيقظ الجميع ، أين ذهب؟ بدأ القلق ينتاب الجميع ، صاروا يتلفتون يمنة ويسرة ، بل بلغ بهم القلق لئن ينتدبوا بعض الحروف المائية ( فهم قبائل شتى ، كما هو معروف) بأن تذهب الى النهر وتغوص بحثا عل الشين والألف والنون تكون قد استهوتها غواية الماء ومن يسبحن فيه،كانت الألف وصويحباتها يضحكون بهناءة غامرة في خبائهم البعيد وهم يصنعون للجميع مشروب الصباح الذي يشتهون . جاءوا يسعون بالوان متعددة بين الأخضر والأسود والأحمر وقد أدغموا في نسيجهم الحميم سينا خجلي، كافا عجلى، وراءا مرتعدا، من كون ان هذا المزيج سوف ترشفه الحروف وتمحق وجوده في برهات قلائل وربما تطالب بالمزيد .
    ارتج سكون الشاطئ وضج بكل هذه الأصوات ، فهاهي الريح في البعيد، تزمر تراتيل الموج وتهامس الاشجار في عشقها الذي لاينتهي أبدا للبوح والغناء، ثم هاهو الموج ، طفل الماء الشقي الذي لا يعرف سوى اللعب والتقافز ، يرتل الآن صلواته السرية لجنياته ، وبعد كل هذا يأتي صوت ارتشاف الحروف لعصير وجودها.
    فجأة أطبق ظلام كثيف ، صارت الشين والألف والياء لا ترى شيئا، علمت انها الآن في القاع العميق تنام محض ذكرى لذة الصباح المعتاد للحروف ، ولكنها في غور وجودها ذاك كانت تدرك انها سرعان ما تتجشأها الحروف ، فتخرج منسلة كغمام ناعس جميل عبر شقوق استلذاذ الجميع .
    يحى الحسن الطاهر

    keizenk@gmail.com
    سوناتا الحروف

    (3)
    ذاتمرح ما

    تبارت الحروف جميعا في أي تشكيل يكون أكثر شهية للافطار الذي بدأت تحس دنو وقته من تلك الاختلاجات العميقة في امعائها الخاوية ، بعد لغط وفوضي عظيمين وقفت اللام وقالت:
    اعرف جليا انكم الآن كما أنتم دوما، تنظرون مني أن أدعو الحاء والميم الي الالتصاق بي ، وان نعيد ترتيب اندغامنا ونسكب عصير فوضانا علينا، لأنه بغير ذلك لن يكون لنا أي طعم ، حسنا ، لابأس سنفعل كل ذلك ، ونتبادل المواقع ، وساكون عادلة:
    مرة سأكون في الابتداء وتأتي الحاء في الوسط والميم في الختام ، ثم ستاتي الميم في البدء وأتوسطهم ثم نختتم بالحاء، وبعد أن تمتلئ امعائكم ، ستأتى الحاء في البدء ولابأس لي في أن أتوسط مرة أخرى ، وليته يكون تشكيلا سعيدا.
    دهش الجميع من فصاحة اللام وبلاغة خطابها، سال لعابهم جميعا وصاروا يهيبون بها أن تشرع وصويحباتها

    sigpic

    سارة..توتا..نونا ...حوتة ..والله وبس!!!
    yahia.change@gmail.com
    http://truthsekkers.blogspot.com/201...g-post.html#!/
    https://groups.google.com/forum/#!forum/yahiahassan
  • عائده محمد نادر
    عضو الملتقى
    • 18-10-2008
    • 12843

    #2
    الزميل القدير
    يحيى الحسن الطاهر
    أحلى نصوصي كتبتها وأنا أستمع لسوناتا
    تفصلني عن عالمي فأغيب تماما ولا أعود أتذكر إلا أني كنت هناك
    سويعات كثيرة قضيتها مع سوناتا ولم أشعر بملل أو شيء من معالجة لأمر ما
    كانت تحصيل حاصل بالنسبة لي ولم تزل المفضلة عندي
    وهل فاتني شيء ما هنا؟
    أم هي مجرد نص كتبته لأمر ما
    لا أدري
    فصلت الحروف
    وقاربتها
    وجعلت الميم أولا ثم آخرها
    والياء
    ولم أصل
    فهل كنت بعيدة لهذه الدرجة.أم أنها الأفكار التي لا نستطيع أن نصلها؟!!
    شاي
    شربته وألفت صحبته
    لكني أحببت القهوة عليه فهجرته
    وسأنام زميلي بعد قليل لأني تعبت
    ودي ومحبتي لك

    الممسوس

    الممسوس! أي ريح صرصر عصفت اليوم الشمس مبتورة الخيوط، وشبح القادم ينسل خفية يغطي وجهه غروب أصهب. لم أكد أعرفه لولا وشم أنزله على كفه في ليلة دهماء غاب عنها القمر، أريق فيها الكثير من دمه وحبر صبه فوق الجرح، يدمغ يده فيه ويئن مبتلعا وجعه. لم تك ملامحه تشبه ذاك الشاب الجسور الذي ملأ حيطان الشارع برسومه، وأنا صبي ألاحقه مثل ظله/
    الشمس شمسي والعراق عراقي ..ماغير الدخلاء من أخلاقي .. الشمس شمسي والعراق عراق

    تعليق

    • يحي الحسن الطاهر
      أديب وكاتب
      • 20-03-2011
      • 111

      #3
      المشاركة الأصلية بواسطة عائده محمد نادر مشاهدة المشاركة
      الزميل القدير
      يحيى الحسن الطاهر
      أحلى نصوصي كتبتها وأنا أستمع لسوناتا
      تفصلني عن عالمي فأغيب تماما ولا أعود أتذكر إلا أني كنت هناك
      سويعات كثيرة قضيتها مع سوناتا ولم أشعر بملل أو شيء من معالجة لأمر ما
      كانت تحصيل حاصل بالنسبة لي ولم تزل المفضلة عندي
      وهل فاتني شيء ما هنا؟
      أم هي مجرد نص كتبته لأمر ما
      لا أدري
      فصلت الحروف
      وقاربتها
      وجعلت الميم أولا ثم آخرها
      والياء
      ولم أصل
      فهل كنت بعيدة لهذه الدرجة.أم أنها الأفكار التي لا نستطيع أن نصلها؟!!
      شاي
      شربته وألفت صحبته
      لكني أحببت القهوة عليه فهجرته
      وسأنام زميلي بعد قليل لأني تعبت
      ودي ومحبتي لك

      الممسوس

      http://www.almolltaqa.com/vb/showthr...-ديسمبر
      العزيزة عائدة..


      دوما تتقاطر حروفك سحرا وثنيا قديما ...تتناثر شلالات من موسيقى تتشقق من مرمر الروح منسكبة في جداول كهوفها العميقة سادرة في غي فتنتها لا تلوي على شيء إلا الإدهاش والمباغتة ..أعشق ما تكتبين ...وما ينكتب من خلال مالم تكتبين ...أغامر في فض غرابة مالم تسطريه حرفا بعد: تلك الصور ...الأفكار ...المشاعر...التي تتكوثر في مخيلتك الأنيقة ولا تجد عبر الحرف مساربا كي تتنفس بهاء ميلادها كتابة تعيننا في زمان الحزن هذا...أيتها الصالحة ...


      هذه السوناتا ...هي حلم فاجأني ذات ليلة : رأيت الحروف هكذا تتصايح ...تتشاجر..ثم تفضي إلى سعادة خلية من عناقها الأزلي مادام هناك : قلب يعشق...عقل يفكر..روح يرتعش بكل ما يزدهي وينمو وفق قانون لهوه الخاص..لم أفعل شيئا عزيزتي غير ما أجيده: الإصغاء...ثم الإصغاء الحميم لهمسها ...ولكني ويا للمكر: أفشيت ما استسرته روحي من همسها الحميم ...نشرت على الملأ غائلة شجارها...فيا ويل قلبي من لعنتها القادمة ...: قد تحجب ذاتها عني ...يغيب عني الشعر...القصة .... .وحتى الكتابة الفكرية الجامدة التي أعالج في الترجمة ...الأبحاث وغيرها ...تغيب عني حبورها جزاءا وفاقا لما اختلست من حوارها وأذعته على بني الفانين ...سماحك أيتها اللغة مسكني الأليف ومربع لهوي وجنوني فما أنا سوى فقير يعتاش ببهاء الكلمات ...يتنفس هواؤها المعبق بصياح النوارس ...حزن القمر ...وتلك الشقاوة الصبيانية للموج..فاغفري لي ذللي ..ولن أعود لمثلها وأيم العشق!!


      ...وسماحك عائدة فقد فجر ما كتبتيه كل هذا الشجو ..لك مودتي في الخالدين ....
      لأا أدري ...حقا ...لماذا مد ت هذه القصة : ب(عضا مما حكاه الموج لجدي ذات ليلة) عنقها صائحة: عائدة ...عائدة ..عائدة : كما بهجة الصغار حين يرون قطع الحلوى ...أو يهللون اذا ما دعاهم أب روؤم للنزهة ...هذه القصة اختارتك سيدتي ..فهل تقبلينها عربون صداقة؟
      بعضا مما حكاه البرق لجدي ذات ليلة
      قصة قصيرة
      يحي الحسن الطاهر

      حدثت هذه القصة قبل نصف قرن تقريبا ، كما يروي جده ، وهو يضحك بصورة حادة ، ويسعل كاشفا عن أسنان بيضاء نقية مثل نتف من الثلج الناصع البياض ، صغيرة كأسنان الأطفال، مشعة بضياء وهاج ، لشد ما أعجبته هذه الأسنان ، في صغره كان يعتقد إنها هي مصدر الضوء الوحيد بالغرفة في قريتهم التي لم تعرف حينها إن هناك شيئه اسمه الكهرباء ، بل كثيرا ما اعتقد إنها تضيء كل القرية وبخاصة حين يشرع في ضحكته المجلجلة .. ولأنه كان كثيرا ما يخشى العفاريت التي تنتشر في الظلام وتحاول اختطاف الأطفال ، كان يحرص دوما على جعل جده يضحك كثيرا لكي لا يختفي الضوء وتلتهمه " أم كلعلع" الشمطاء ..أو ابنتها " الشكلوتة" القبيحة ذات العين الواحدة ، التي كثيرا ما تزور الصبية في أحلامهم ..بعد يوم مليء بالشقاوة وإغاظة الكبار.. كانت أمسية الاثنين، فيما أذكر، بدأ جده- الذي ناهز المائة وعشرون عاما، ولا يزال أسود الشعر وعيناه تشعان ببريق مدهش روايته:
      الشمس كانت على وشك المغيب، الريح في تلك الأمسية كانت تعصف بقوة، كنت أحس بشدتها من ضجيج الموج وصرير النوافذ والأبواب بمنزلي..السماء كانت ملبدة بغيوم كثيفة..تتشقق كل حين بسياط لاهبة من البرق ، الذي يعبر ظلمتها كمهر يركض من أقصاها إلى أقصاها ، تتلوى من شدة وقع سياط البرق ..تركض ..تلتصق ببعضها كي تتشارك هذه الآلام المبرحة .. البرق كان يومض ويختفي كاشفا عن مشاهد متعددة مما سيحدث في هذه الليلة، بصورة أقرب..يا ولدي ..إلى الأفلام السينمائية التي أخذتني إليها..حين زرتك بالبندر..أتذكر؟
      لم يترك لي جدي، برهة لكي أجيبه..بل شرع في حكايته ... كنت أشاهد كل تفاصيل حياتك..قبل أن تولد ..أراك وأنت تنمو ..تصير صبيا ..ليس كما جميع الصبيان ..كنت دوما تحيرني كثيرا ..تحتال علي كي تضحكني .ولا أعرف سر هذا الإصرار في عينيك الصغيرتين علي إضحاكي حتى حين أكون في الصلاة.. تأتي لتجلس أمامي.. وحين يختفي البرق .ينهشني الفضول لكي أعرف ..ماذا فعلتما أنت وزوجتك الأولى ..فآخر مشهد رأيتكما فيه..كان وأنتما تتضاحكان عاليا وتدلفان إلى غرفة في مدينة بعيدة جدا عن قريتنا هذه... كانت هي تصر – كعادتها دوما- أن نذهب إلى إحدى صديقاتها..بينما كنت – كعادتي دوما – أفضل البقاء بالمنزل ..وتحديدا بغرفة النوم ..أو الذهاب إلى البحر للتسكع حول الشاطئ ومشاهدة النوارس وهي تحلق عاليا وتهبط ملامسة لسطح البحر بشهية مجنونة للمرح .. قلت لها:
      لا أود حقا الذهاب إليها .. مللت من أحاديثها المكررة عن أسرتها ..وكيف اشترى أباها تلك السيارة الفارهة أو ذاك القصر البديع ..أو كيف سافرت أمها إلى كل تلك المدن ...وهذه الأشياء الثمينة التي جلبتها معها ..معاطف الفرو ..العطور التي تحشد في قواريرها كل حدائق العالم ..دعينا نذهب إلى البحر .. إلى حيث..
      باغتني حينها جدي بسؤال:
      أين تنوي الذهاب ..وما هذه الشوارع الفسيحة التي تترامى مد البصر؟ يأتي البرق فأراك ..مرة أخرى صبيا ( يضحك جدي عاليا وهو يتمتم كأنه يحادث نفسه):
      البرق ذو ذاكرة مثقوبة ..فقبل قليل رأيتك رجلا ..يقتاد فتاته إلى غرفته .. والآن ها أنت صبيا..لا يهم .. فربما غرقت الأزمنة في جوف هذه السحب الكثيفة .. كانت أمك ..في تلك الأمسية..تحيط بها الكثير من النسوة..يشجعنها لتخفيف أوجاع المخاض ..كنت أنت تولد للتو ....أظلمت الغرفة قليلا حين صمت جدي عن سرد القصة ..كان مغمضا عيناه...كأنه يتأمل في ما يتسكع في فضائهما الفسيح المعتم من مشاهد..قلت ..محاولا استدراجه للحديث..وماذا حدث بعد ذلك يا جدي..
      دعني قليلا ..كانت عيناه مغرورقتين بالدمع كحبات مسبحة تقاطر لؤلؤها على خديه ...فقد رأى " جدتي" الراحلة..بين النسوة حول سرير أمي .. صارت الآف العفاريت الصغيرة تتسلل من خلل شقوق الغرفة ...حاول إحداها الإمساك بي .. فررت بعيدا كي أختبئ تحت الطاولة أو في حجر جدي ..طاردتني ..كنت أرتجف خوفا و أحاول الهروب .. ولكن هاهي الابتسامة تشع مرة أخرى غامرة بضيائها الساحر جنبات الغرفة وصوت جدي العميق يتسلل بدفء إلى أذني ..حين ولدت لم تكن تصرخ كما الأطفال ..صمت لوهلة وصرت تحدق بعينين مذهولتين حولك كمن أفاق من نوم عميق ...كنت تبتسم للجميع ...وكم كانت دهشة النساء عظيمة حينها وهن يشهدن هذه الحادثة الغريبة:" أنظرن ...قالت احدهن..عيناه مفتوحتين ويبتسم...هل رأيتن شيئا مثل هذا من قبل؟ ...حوقلت كبار النسوة وتمتمن تعاويذا سرية ...لم أسمع منها شيئا .. وحدها أمك كانت تبتسم وهي تنظر إليك في رضا وإعجاب بليغين ( أخبرتني فيما بعد كيف كنت تهمس لأذنيها وأنت داخل أحشائها...بأنك ستولد مفتوح العينين ومبتسما ...حتى لا يفاجئها ذلك فيما بعد!! )
      لن أذهب معك .. يمكنك أن تذهبي لوحدك إذا شئت ...أما أنا فسأذهب إلى البحر ...وسأعود إلى المنزل ... رأينا أنا وجدي الذي كان يجلسني في حجره وقتها.. كما اعتاد حين يحكي لي حكاياه كل ليلة...رأينا كيف تحاول زوجتي بإصرار أن تدفعني لزيارة صديقتها الثرثارة...كنت أحاول أن أتطلع إلى هذا الرجل الذي سأكونه بعد ربع قرن من الزمان...قلت لجدي:
      انه يشبهني كثيرا..أليس كذلك؟
      يشبهك؟ قال جدي باستغراب ...هذا أنت ...كيف يشبهك يا ملعون ( اعتاد جدي أن يقولها كثيرا وهو يضحك ) كنت في السابعة من عمري حينها ..وكان البرق ما يزال يشق طريقه من خلل السحاب ميمما شطر غرابة ما تصورني مشاهدها كهلا تعدي الخامسة والأربعين ، كنت أنظر ألي في دهشة ..وأنا أداعب طفلتي" ريم – ست الحريم" كما كان يدعوها أحد أصدقائي ، كانت مثل عمري وأنا أراني من مقعدي الوثير في حجر جدي ، في السابعة أو دونها بقليل ...كانت تحكي لي – وهي تضحك بأسنانها المليئة بثقوب تحكي عن ألاف قطع الحلوى التي سكنتها مغارة لشغف صغيرتي ، تحكي حكاية طولية عن كيف اتفقتا هي و" إيمان أختها " على صغيري " محمود الذي لم يكن مثلي يخشى العفاريت لذا لم يلجأ لإضحاك جده كثيرا مثلما أفعل الآن خوفا من ظلام غرفة لا يشع فيها ضياء ابتسامة جدي الساحر ..كنت أطالع البرق بشغف وأنا أراه يحكي حكايتي..( كنت أكتم دهشة عظيمة إذ لم يذكر أي شيء عن زوجتي الثانية..فقد انفصلت عن الأولى وتركتها لصديقتها الثرثارة وتزوجت أخرى ...كما أخبرني ) فجأة قال وكأنه اضطلع على ما يجول بخاطري حينها..
      زوجتك الثانية؟ والدة هؤلاء الأطفال الرائعون...سأحكي لك عنها تمهل قليلا... هاأنت الآن قد كبرت وصرت تذهب إلى المدرسة ، تعود في الظهيرة لتحكي لي عن أستاذ التاريخ ، وعن شغفه الشديد بالبرق ( ذات يوم أخبرنا إن البرق يعرف كل شيء..هل هذا صحيح يا جدي؟ البرق يحكي عن كل شيء ..حتى الفراعنة ..وكيف كانوا ينامون ليلا وقد أرهقهم حمل كل هذه الصخور الثقيلة للمعابد والأهرامات ...ولكنك أخبرتني إنهم لم يكونوا يحملونها على أكتافهم كما قال لنا ..كنت تحدثني إنهم يجعلونها تتحرك فقط لأنهم يرغبون في ذلك ويركزون أفكارهم عليها ...يأمرونها في سرهم بأن تتحرك إلى هذه الناحية أو تلك..ولا يمكنها سوى الإذعان لرغبتهم ..هل تذكر ذلك ؟ وهل يكذب البرق أم يكذب أستاذ التاريخ؟
      البرق يا ولدي يلملم ما تمزق من أشلاء السحاب ، الذي يهطل مطرا يحكي عشق الماء إلى اليابسة ..تزدهي حينها بكل صنوف الحياة ، تمتلئ الجداول والأنهار ...التي يشرب منها البشر وحيواناتهم ويأكلون ما تنبته الأرض الخصيبة ، لذا البرق لا يكذب ، من ما شربه الناس وأكلوه يروي حكاياتهم ، فكيف يكذب؟ محمود يلقي بحقيبته المدرسية جانبا وهو يستأذنني :
      أريد أن ألعب الكرة خارجا يا أبي ..
      ريم وإيمان يرغبون في بعض الحلوى ..
      بينما جدي يسترسل في حكايتي ..
      هل تريد أن تعرف حقا لماذا لم أحكي لك عنها..عن زوجتك؟
      لأنها ..هي هذا البرق ..

      جدة -23/12/2011م





      sigpic

      سارة..توتا..نونا ...حوتة ..والله وبس!!!
      yahia.change@gmail.com
      http://truthsekkers.blogspot.com/201...g-post.html#!/
      https://groups.google.com/forum/#!forum/yahiahassan

      تعليق

      يعمل...
      X