شعري على نهج الشهيد

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • منجية بن صالح
    عضو الملتقى
    • 03-11-2009
    • 2119

    شعري على نهج الشهيد

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    شعــــــــري علـــــى نهـــــج الشّهيـــــد
    للشاعر التونسي

    محمد نجيب بالحاج حسين

    أنا ثـــــائرٌ منذ الصّبـــــــا ، لا تُسنِدوا لي منصِبا
    سأكـــــــون دوما مُتعِبا ، للخــــــائنين ، ومرعِبا

    لن أترك القلمَ الذي ينثــــــــــــــــــال حبرا مُلهِبا

    أنا مستديــــــــــــمُ الإعتكافِ بثورتي ، لن أهرُبا
    والرّاكبون مع الجمـــــــــوع ، يسايرون المركبا
    سينالهم منشار شعري ، قــــــــــــاصفا متعصّبا
    ما من مجـــــــــــــــال للنّفاق ، ولن ينالوا مأربا
    شعري سيمتشق الحروف ، ويعتلي أسمى الرّبى
    قصفا سيمضي في خلايا المجرميــــــــن مخرّبا
    سَحقا لمن خــــــــــــان الحمى ، ثم انثنى مستعجِبا
    أضحى زعيـــــــــــــــــــما ثائرا ، وكأنّه ما أذنبا
    أنا ، والجهاز ، وموقعي ، والشعر نصنع كوكبا
    نبني عليه مراصدا ، للكشف عن أهل الوبـــــــا
    لن يستطيع مخـــــــــــــــادع ، أن يستفزّ ويكذبا
    شعري تأبّط مدفعا ، نحو الطغــــــــــــاة مصوّبا

    شعري على نهج الشّهيد ، ولن يخون المذهبـــــا


    التعريف بالشاعر محمد مجيب بلحاج حسين:
    - شاعر من قرية الميدة، من ولاية نابل(الوطن القبلي)بتونس.
    - من مواليد 21 يناير 1953م.
    - يشغل حالياً خطة مساعد بيداغوجي بتونس( مساعد موجّه للتعليم الإبتدائي).
    - وهو عضو في اتحاد الكتاب التونسيين، وهو مسؤول في فرع ولاية نابل.
    - إمام وخطيب جمعة.
    - أصدر مجموعتين شعريتين: قصائدٌ كتبني، وقصائد أرهقتني.
    - يكتب في عدد من المواقع الأدبية منها: المنابر الثقافية، وساحات أقلامنا، والمعهد العربي للبحوث والدراسات الاستراتيجية، ومنتدى القصيدة العربية، وغيرها.
  • منجية بن صالح
    عضو الملتقى
    • 03-11-2009
    • 2119

    #2
    قـــــــراءة منجيـــة بـــــــن صالــــــح
    لقصيــــــدة
    شعــــــري على نهــــج الشهيـــــد
    للشاعر محمد نجيب بالحاج حسين

    للشعر جماليةٌ حالمة تتشكلُ في فكرِ القارئ, وتختزنُها ذهنيّتُهُ, تنعشُ وجودَهُ فتدركُهُ الأفكارُ وتجعلُهُ يتفاعلُ معها وبها وكأنها تتكوّرُ فيه ليكبرَ حُلمُهُ وخيالُهُ وينسجَ بلغته الشعريّةِ أجملَ الصور الملونة أو الرسوم الحالكة التي خطَّها قلمُ رصاصٍ أطلقَ العنانَ لريشتِه ليضفيَ على البياضِ شيئاً من عتمةِ وجودِهِ .
    هكذا تكونُ القصيدةُ لوحةً زيتيةً تغادرُ أعماقَ الشاعرِ لتتجلّى برسومِها ومعانيها على أرضِ واقعِ الإنسانِ فيكونُ لها بيانٌ وإبانة, وإفصاحٌ عن تجربتِه الشعوريّة التي تجسّدُها التجربة الشعريّة, وتصبحُ مرآةً عاكسةً لبحرٍ من المشاعرِ المتلاطمةِ أمواجُهُ ورسومَ خيالٍ يعانقُ المستحيلَ ويجعلُهُ متاحاً وسهلَ المنال, ينحتُ الشاعرُ القصيدَ كما ينحتُ النجارُ الخشبَ ويشكِّلُهُ أيضاً كما يُشكَّلُ الطينُ بين يَديّْ الخزافِ ألأن الإنسانَ خلقَ من طينٍ فأصبحتْ له القدرةُ على تشكيلِ مشاعرِهِ وأحاسيسهِ ووجعِهِ ويرسمُها ويطرحُها نسيجاً متكاملاً لمادةٍ تتحركُ حينما يلقى الشعرَ على مسامعِ المتلقّي ؟ أم أنَّ الشعرَ ملكةٌ تستحوذُ على الشاعرِ و تفرضُ عليه وجودَها و تخطُّ مشاعرَهُ التي تصهرُ مفرداتهِ لتجعلَها تقطرُ حباً أو حِقداً أو ثورةً أو تبني قصوراً في خياله يهربُ إليها كلّما أنهكَهُ وجعُ الحياةِ وأرادَ أنْ يحتميَ من رمضاءِ صحرائهِ القاحلة .
    الشعرُ هو خيالُ الشاعرِ المتحركِ على أرضِ الواقعِ والمتآلفِ معها على مستوى المفرداتِ والصورِ التي تستقي وجودَها منه لتكونَ أقربَ إليهِ تستشفُّ بعضاً من مصداقيّةٍ هي في حاجةٍ إليها حتى تكونَ أقربَ إلى واقعِ القاريء تتفاعلُ معه لتفرضَ عليه جماليةَ معانيها و حسنَها ,فكرَها ثورتَها ,تمردَها... كلُّ هذه المعاني تختزلُها الكلماتُ لتكونَ مركباً مسافراً في بحرِ المتلقى الذي تشبعُ نهمَهُ للخيال و الصورةُ والوجدانياتُ التي لا يمكنُ أن يعيشَ بدونها.

    هكذا نرى الشعرَ يحملُ في طياتهِ زخماً هائلاً من مشاعرَ ومفرداتٍ تطيحُ بصورٍ لترسخَ أخرى, تقتلعُ معانياً لتغرسَ أخرى,, تعبرُ بنا عالمَ الشاعرِ لتجعلَنا نحلقُ في سمائهِ ونرى وجودَهُ من خلالِ كلماتهِ وكأننا نحلقُ في رحابَةِ الفضاءِ لتكونَ لنا نظرةٌ شموليةٌ متكاملةٌ تتواصلُ مع كلِّ تفاصيلِ مشاعرهِ الكامنةِ داخلَهُ وحتى التي أرادَ إخفاءَها خوفاً عليها من عدمِ فهمِ يشوِّهُ وجودَها وجمالَها لنجدَ أنفسَنا أمامَ سؤالٍ يطرحُ هل الشعرُ جمالٌ وروعةُ معانٍ و مشاعر ؟ أم تعبيرٌ وجدانيٌّ عن مخزونٍ عاطفيٍّ يتفجرُ من عينٍ شاعرةٍ ليتحررَ من قيودِ سجنهِ ؟ أم هو رسالةٌ ضمَّنها الشاعرُ كلماتِهِ لتكونَ شاهدةً على العصرِ بما فيه الزمانُ و المكانُ و الإنسانُ ؟ أم هو رسالةٌ يصدرُها الشاعرُ لتكونَ كلمةً تفرضُ وجودَها على ساحةِ الفكرِ و الأدبِ وتنتقمُ لنفسِها من ظلمِ الإنسانِ للإنسانِ وظلمِهِ لها عبرَ تاريخٍ أصابَ مفرداتِهِ تشوُّهٌ مزمنٌ أخلاقيٌّ وخُلُقي ؟
    هذه مجموعةٌ من الأسئلةِ تطرحُ نفسَها لتجعلَ كلاًّ منا يتغيّا ما يشبعُ رغبتَهُ في الكتابةِ و يجيبُ عليها قبل أن يخطَّ قلمُهُ مفرداتهِ التي تجسِّدُ مبنى القصيدة ومعناها أو النصَّ الأدبي.
    هكذا وجدتُ نفسي أتحاورُ مع قصيدةِ "شعري على نهج الشهيد" للشاعرِ القديرِ محمد نجيب بلحاج حسين لأقرأ ثورةً اجتاحت كيانَهُ و طفتْ على صفحتِهِ البيضاءِ, ليقولَ لنا الشاعرُ:

    أنا ثـــــائرٌ منذ الصّبـــــــا ، لا تُسنِدوا لي منصِبا
    سأكـــــــون دوما مُتعِبا ، للخــــــائنين ، ومرعِبا
    لن أترك القلمَ الذي ينثــــــــــــــــــال حبرا مُلهِبا
    تقدمُ لنا القصيدةُ الشاعرَ لتقولَ لنا أنتم في حضرةِ ثائرٍ, سلاحُهُ قلمٌ و َكلمةٌ وغضبٌ مُدوٍّ كبحرٍ هائجةٌ أمواجُهُ يجتاحُ أرضَ القصيدِ لتكون ِلثورةِ الإنسانِ والقلمِ صدىً في فضاءِ الكلمةِ الشاعرةِ بوجودِ الظلم والقمعِ الذي استفحلَ وجودُهُ في طبيعةِ البشرِ والجغرافيا . ثورةُ الشاعر ليست وليدةَ اللحظةِ لكنها مرافقةٌ له منذُ صباهُ وكأنها جزءٌ منه لا يتجزأ فهو ليس في حاجةٍ لمناصبَ أو قيمةً ماديةً تسندُ ثورتَهُ الهادرةَ داخلَه بل له توقٌ و شوقٌ للتعبيرِ عن مشاعرِ حُبٍّ للوطنِ المغتصبِ بالفكر و الفعلِ و كأنهُ يتحررُ مما في داخلِه بالكلمةِ ليحررَ وطنَهُ من وجود الطاغيةِ الغاصبِ للقيمِ الإنسانيةِ والأخلاقِ النبيلة .يطرحُ الشاعرُ على نفسهِ النضالَ الذي يشعرُهُ بوجودِه الإنسانيِّ الراقي وهو ذاتُه الشعورُ الذي يتعب في الوقت نفسِهِ كلَّ من تجعلُهُ نفسُهُ باغيا ومتسلطا
    على الأرضِ والعرضِ ومن سرت الخيانةُ في دمِهِ ليقولَ لنا أن للكلمةِ وقعاً يرعبُ وخوفاً يسكنُ جبنَ الطغاة.
    يعلنُ الشاعرُ عن سلاحِه الفتاكِ ليقولَ لنا أن قلمَهُ لن يهدأ فمدادُه سوف يلهبُ أرضَ الخونةِ ويغرقُهم ,,فصدقُ المشاعرِ هو الفاعلُ وله وقع يزلزلُ كيانَ فاقدي الإنسانيةِ من البغاة. تلتحفُ الكلمةُ وفاءَ الشاعر للوطنِ و بأجملَ ما فيه من كرامةٍ و شموخٍ و إباءٍ لتكونَ سلاحاً مقاوما يدمِّرُ فكرَ كلِّ متخاذلٍ ليزرعَ فيه من جديدٍ قيمَ الشجاعةِ و الإقدامِ و التي تسيرُ به على دربِ الحريةِ و الكرامة
    و يصبحُ الشاعرُ عابداً معتكفاً على جبلِ الشموخِ كزاهدٍ في الدنيا و ملذاتِها المحرمةِ لأنها ثمرةُ جورٍ وظلمٍ لينشرَ قيماً أخرى تناساها الإنسانُ واحترفَ الجشعَ و النهمَ القاتلَ لأجملِ المشاعرِ النبيلة.. و يقول الشاعر:

    تعليق

    • منجية بن صالح
      عضو الملتقى
      • 03-11-2009
      • 2119

      #3
      أنا مستديــــــــــــمُ الإعتكافِ بثورتي ، لن أهرُبا
      والرّاكبون مع الجمـــــــــوع ، يسايرون المركبا
      سينالهم منشار شعري ، قــــــــــــاصفا متعصّبا
      ما من مجـــــــــــــــال للنّفاق ، ولن ينالوا مأربا
      و يتعرضُ الشاعرُ لفئةٍ من الناسِ تركبُ موجَ الطغاة و تسايرُ فكرَهم من منطلقٍ انتهازيٍّ لتحقيقِ مصالحها الخاصة, وهؤلاء هم أخطرُ من أسيادهم على الناسِ لأنهم اليدُ الخفيةُ التي تنفذُ فكراً و سلوكا ظالما و خائنا للوطنِ و لمنظومة فكرية سليمة .
      للشاعر قدرةٌ رائعةٌ على صياغةِ الكلمةِ المناضلةِ على أرضِ القصيد ليجعلَها سلاحا متعددَ الأشكال فهي الثورةُ و المدادُ الملهبُ للمشاعر و الأرض تحتَ أقدامِ الطغاة ,وهي المنشارُ الذي ينشرُ به هذه الفئةَ الراكبة لموجةِ المصلحةِ على حسابِ الشعبِ الكادحِ الذي يرزحُ تحت نيرِ الظلم و الخوفِ من القمعِ لتصبحَ الكلمةُ مدفعاً قاصفاً ومدمرا لهذا الفكر الغاصبِ والباغي والمحترفِ للنفاقِ المزمنِ والمتلونِ بالكلمة و الفعل. يحذرُهم الشاعرُ بسلاحِهِ المتمكنِ من استعمالهِ والذي حذقَ تشكيل وجودهِ الصارمِ والمقاتل على أرضِ القصيدةِ المناضلة بالكلمةِ و القلم و يقولُ الشاعرُ وهو يمجدُ سلاحَهُ ويصونُ وجودَهُ ليجعلَه في أعلى المراتبِ شامخا على أعلى القممِ السامية :

      شعري سيمتشق الحروف ، ويعتلي أسمى الرّبى
      قصفا سيمضي في خلايا المجرميــــــــن مخرّبا
      سَحقا لمن خــــــــــــان الحمى ، ثم انثنى مستعجِبا
      أضحى زعيـــــــــــــــــــما ثائرا ، وكأنّه ما أذنبا
      يستعملُ الشاعرُ كلماتهِ كمدفعٍ يدمرُ به فكرَ الطغاةِ ومساعديهم و لا يكتفي بذلك بل إنه يتخللُ خلاياهم السرطانيةَ الممتدة من كيانهِم المريض على أرضِ المجتمعِ لتسريَ فيه عدوى أمراضِهم المزمنةِ و القاتلة للشعوبِ وللحريةِ و الكرامة
      و يقولُ أنَّ أساسَ هذا الخرابِ هو الخيانةُ الظالمةُ و المدمرةُ لكيان ووحدة الشعوبِ المستكينةِ للخوفِ و الهيمنةِ ,تتركُ المجالَ مفتوحاً أمام النفاقِ يستبيحُ الأرضَ والعرضَ و يدمرُ كلَّ قيمِ الإنسانيةِ الجميلةِ و التي لا تكونُ فاعلةً ومنتجة إلا بها
      فللإنتهازيين قدرةٌ عجيبةٌ على التأقلمِ مع الأوضاعِ تراهم ينسلخون من أعمالهِم القبيحةِ ليتلفعوا بغيرِها و كأنهم أفعى تنسلخُ من جلدِها لكن سُمَّها يبقى دائما مقيما فيها لتستعملَهُ وقتَ ميسرة وتقتلَ فريسةً توافرت لها وأتتها صاغرةً تبحثُ عن السكينةِ والأمانِ لما رأْتْهُ من زيفِ مظهر
      و يعودُ الشاعرُ ليرسيَ قواعدَ خاصةً يسيرُ عليها شعرُهُ و يحدِّدُ بها موقعَه من الكلمةِ والكتابة و يقول

      أنا ، والجهاز ، وموقعي ، والشعر نصنع كوكبا
      نبني عليه مراصدا ، للكشف عن أهل الوبـــــــا
      لن يستطيع مخـــــــــــــــادع ، أن يستفزّ ويكذبا
      بعد أن كان الشعرُ سلاحاً يزرعُ الردى في صفوفِ جحافلِ البغاةِ و مساعديهم يصبحُ كوكبا شامخا يضيء عتمةَ أرضٍ استفحل فيها الظلمُ و الظلمات, فالشاعرُ و جهازُه و شعرُه هما مادةٌ انصهرت في هذا الكيانِ الذي يشكلُه الكلمُ المناضلُ ليصبح الحرفُ رصاصةً فيها خلاصُ الإنسانِ من بغي أخيه الإنسانِ ليكونَ الشعرُ و الشاعرُ كوكبا و مرصدا لأنه يحتوي على جوامعِ كلمِ الأبجديةِ و مفرداتها المتناقضةِ في ظاهرِها لكنها تتكاملُ بوجودِها حتى تنعكسَ سيماتها على أرض الحقيقةِ و تتجلى أمامَ كلِّ من تاهتْ منهُ و أضاعَ معالمَ طريقهِ في زحمةِ قيمٍ منافقة تقولُ ما لا تفعلُ و تضمر. هكذا ينكشفُ الزيفُ و الخداعُ و يتهاوى بناؤهما ليترك مكانهُ لسواعدَ الكلمِ الصادقِ و للقيمة الإنسانية الراقيةِ تشيدُ صرحا جديدا يكونُ فيه الإنسانُ الواعي بوجودِه الناضجِ و المؤمن بأنّ له رسالةً ساميةً هو الفاعلُ على الأرضِ و في الواقعِ ليلغيَ وجودَ خيالِ الطغاة المتكبر المتجبر.
      هكذا ينسجُ الشاعرُ من قصيدتِه مبادئَ و قيماً جميلةً تختفي أمامَ قبحِ أفعالنا و سوء مآلنا على الأرضِ والحضارةِ التي تقدمُ للإنسان وجودا آخرَ يكسبُهُ علما و فنا و معرفةً بطبيعتهِ ككائنٍ إنسانيٍّ ينبضُ حياةً و روعةً تجعلُه مبتكرا خلاقا صاحب رسالةٍ ساميةٍ راقية.
      و يعودُ الشاعرُ في آخر القصيدِ ليرسخَ شعرَه و رسالتَه في فكرِ المتلقي و يقول

      شعري تأبّط مدفعا ، نحو الطغــــــــــــاة مصوّبا
      شعري على نهج الشّهيد ، ولن يخون المذهبـــــا

      يتأبطُ الشاعرُ مدفعَ كلماتِه يصوبُه نحوَ الطغاةِ ليلغيَ هذا الفكرَ القاتلَ و الذي استخدموه ضدَّ الشعوبِ و الأفرادِ ليدوسوا به على الكرامةِ و يسعتبدوا وجودهم الفاعلَ على أرضِ البيان و الإنسان .
      هكذا يقولُ لنا الشاعرُ إنّ شعرَه مقاتلٌ يبحثُ عن الشهادةِ في ساحِ القتال , في فضاءِ الأدبِ المناضلِ حتى الموت ليكونَ الشاهدَ على عصرِ البغي فللكلمة وجود يخلدهُ القلمُ, فهو لا يعترفُ بالزمان و المكان لأنه يخترقُ كلَّ الحقبِ التاريخية ليكونَ حاضراً فيها وكأنه يجددُ نفسَه أو كأنَّ الحركةَ التاريخية توقفت على الأرض ليكونَ الطغيانُ هو نفسُه له أهراماتُ فرعون ليصبحَ في حاجةٍ لعصا موسى و لمنطقِ سيدنا إبراهيم عليه السلام ليزيحَ هذا الوجودَ القاتلَ للإنسان و بيان الكلمة و القلم فكلُّ متجبرٍ يستعملُ سلاحا ماديا و آخر فكرياً معنوياً منها أدواتُ الجهل المختلفة ليزرعَ الخوفَ في النفوس و يقضي على كلِّ نفسٍ مقاومٍ يطمحُ إلى حياة كريمةٍ مستقلةٍ وحرة لا تقبلُ الخضوعَ و لا الركونَ إلى منطقِ الذل الذي يهدر كل الطاقاتِ الحيةَ في الإنسان و يقضي عليها.
      كلُّ من سلكَ دربَ الشهادةِ كانت له قناعةٌ راسخةٌ لا يثنيهِ شيء و لا يفكرُ في الرجوعِ إلى الخلفِ و التخلي عن مبادئ و قيمٍ رسخت فيه و رسخت وجوده على أرضِ الواقعِ الإنساني و أرضِ الجغرافيا فهو المقاتلُ بالكلمة متواجدٌ على كل شبر ُمن الأرضِ أين ما يوجدُ ظلمٌ و غيابٌ للعدل و إهدارٌ للكرامة فالكلمةُ لا تعترف بالحدود و لا بالسدود التي تجعلُها في بركةٍ راكدةٍ يصيبُها عفنُ المستنقعات بل هي تهوى ركوبَ المخاطرِ و الإبحار في مركبِ الحياة و التي لا يحدُّها حدٌّ و لا تعترفُ إلا بحرية يكونُ مجراها و مرساها باسم الله تعالى لأنها تدافعُ عن حق المظلومِ و تستميتُ في المقاومة فإما النصرُ و إما الشهادة لأن لها حياةً في ذاكرة الزمان و الإنسان تؤرخُ وجودَها بدمِ مدادها و كأنه شريانُ حياة يغذي وجود الأجيال القادمة
      هكذا كنا مع الشاعرِ القدير و المقاومِ بالفكر و القلمِ محمد نجيب بالحاج حسين في ساح نضالِِ الأدبِ بالكلمة الشاعرةِ بوجودها الفاعلِ و القادر على تغييرِ رداءة الواقع إلى الأفضلِ أين تكونُ للإنسان كرامةٌ و للحرية علامةٌ فارقة و بصمة مشرقةٌ على القصيد و النص و الكتابة بصفةٍ عامة و في سماءِ الأدب المقاوم فكلماتُ القصيد ترزحُ تحت ثقلِ همِّ الأمة المستفحلِ على الأرض و في الفكر و كأنها تريدُ إقتلاعَ جذورِه بكلِّ ما أوتيت من قوةٍ مقاومةٍ لها كرٌّ وفرٌّ تستعرض قوتها تارةً و تفصحُ عن شراسةِ العدو و خداعه و خيانته و كأنها تستأصلُ منها ألما و حزنا يقعدُ وجودها أو ربما يثبطُ عزيمَتها في المضي قدما إلى ساحة المقاومة و تشكيل أسلحتها لتعيدَ انتشارَها لتكونَ الكلمة جيشا و الجيشُ كلمة تصيب العدو في المقتل .
      هكذا كانت قصيدةُ "شعري على نهج الشهيد" للشاعر القديرِ محمد نجيب بالحاج و كأنها الحربُ و المحاربُ المقاومةُ و المقاومُ لنتبينَ أن للكلمة ساحاتٍ هجرناها و تركناها صفصفا يحتلها الغريبُ لينطلقَ منها و يدمرُ الفكرَ و الوجودَ الفاعل فينا و النابضَ بالحياة الخلاقةِ و المبدعةِ على جميع المستوياتِ و تبقى لنا ذكرى و ذكرياتُ حبِّ الوطنِ و لذةِ الموت عشقا لقيمة إسمُها كرامةٌ و لجمال خلاق إسمه حرية

      تعليق

      • نجيةيوسف
        أديب وكاتب
        • 27-10-2008
        • 2682

        #4
        أن نسمعها بصوتك الرخيم ، ونقرأها هنا فإنما هي جمال على جمال .

        رائعة في نفَسك النقدي ، ورائع شاعرنا في روح شعره .

        ولا يغيب عنا أن الناقد الحق هو عين القارئ على مواطن الجمال ، وهو المفتاح الذي من خلاله ندخل إلى معالم النص وروحه .

        تقبلي وشاعرنا الكريم كل تقدير وكل احترام .


        sigpic


        كلماتنا أرواحنا تهمي على السطر

        تعليق

        • منجية بن صالح
          عضو الملتقى
          • 03-11-2009
          • 2119

          #5
          السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

          الغالية نجية

          كلمات أخت عزيزة لها قلم جميل و رأي جدير بالإحترام في هذا الفضاء الأدبي تشرفني و تحفزني على المزيد من العطاء
          لك كل الود و التحية

          تعليق

          يعمل...
          X