تباشيرٌ
الألقُ المهدَّد
المحُارَب
تحشَّدَتْ حولَهُ أسرابُ الظلام
وهو يشعُّ نوراً ذهبياً
كي يبعثرَها أو يحيلَها أسرابَ ضياء
يمدُّ إليها خيطاً من حرير
فتمدُّ إليهِ حبلاً من صوف
يريدُ لها أن تبرقَ من جحورِ العُزلة
فتريدُ لهُ أن يخفتَ في كبدِ النفوس
لا مناصَ من الموت
من الحياةِ الأخرى
ها هو
سيَتحركُ حاملاً بذوراً نارية
لينثرَها شرراً
نعم
لقد زرعَ في ميدانِ المواجهةِ
أزهارَ القرنفل
تُغيرُ الأسرابُ العمياءُ البلهاء
لكي تُقطِّعَ الأزهار
لكي تقتلَ البراءةَ الحالمة
لكي تفتكَ بالجمالِ الوضّاءِ المشرق
يا إلهي
لقد حزَّ رقبةََ النورِ سيفٌ أسود
وأراقَ على جانبيهِ
وميضاً أحمر
فوا عجبا
أرى النَّأنأَةَ تعرو اختيالَ سيفِ المكر
فلقد تفشى الوميضُ حتى جابَ أفئدةَ الخلائق
فبوركَ الألقُ الذهبي
لقد ضمَّ بأجنحتِهِ الشفيفةِ ملكوتَ الخلود
فلتغنِّ بساتينُ السماء
فلقد تلاشتِ الغلظةُ
وولى الجبابُ
ونُثرتْ جواهرُ الوداعةِ واللطف
لتُبشِّرَ ملامحَ البؤساء
وتُقِضَّ مضاجعَ الخونة
بالأمس
حين كانَ المعدمونَ ينتظرونَ التباشيرَ المجهولة
وكانت أحداقُهم الكروية
تتأملُ الأفقَ بسأم
أصبحوا يَعونَ تماما
إنَّ التباشيرَ القادمة
هي تباشيرُ الحياة ...
تعليق