حوار التيه .. قاسم بركات و سهير الشريم

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • قاسم بركات
    أديب وكاتب
    • 31-08-2009
    • 707

    #16
    تيه

    من منا امتلكَ هديلَ الأنفاسِ ؟ كأنها لعبةُ عضِّ الأصابعِ .! بدايةُ الوجعِ شهوةٌ غامضة ، ولقاءٌ مع المرارةِ .
    دونَك مبتورةٌ أحلامُ التيهِ ، لن أمحوَ جلوسَ الزهر عن سريرِ الكلماتِ .
    يسائلني الزهرُ من عجبٍ ، هل مررتِ في الظلام فأوجعتْك أشواكي ؟
    أتعرفين كيف يكونُ الموتُ حزينا ؟ حين نموتُ سهوا ونشوةُ اللقاء على الأبوابِ .
    كأنك استحوذتِ سنابلَ التعب ! كأنك صرتِ خلودا ذابلا في لوحةِ عتابٍ !
    هاتي أنوثتَك أمسحُ حزنَ القصيدِ ، وأرتّبُ هدنة للوجع ، لا شيء في التيه يسكنُ الخلودَ ، ولكنه يبقى نشيدَ الأحلام ، وهمساَ في الغيابِ للكواكبِ المجاورة .
    فلا تعتبي ، كأني افتقدتُ ظلَّ زيتونتي ! وكأن الشمسَ عَلِقَتْ في الغروب ، كأن حديقةَ النشيدِ ضبابٌ على الزجاجِ مبحوحةُ الأغاني .
    سأصبُّ من إناءِ الغناءِ كل القصائدِ لأبللَ زهرة تشرينَ بريشةِ العناق ، فهلا ابتسمتِ كي نختطفَ الدهشةَ من عيونِ العابرين ؟ لا ، لن يسقطَ الزهر من الذاكرة سيبقى أبيضَ الحضورِ ، يركبُ كلَّ الألوانِ وتشتهيه كلُّ الأحلام .
    أتذكرين حين سافرتُ إليك وجلستُ على أريكةِ الانتظار ؟ أخيرا أتيتِ ببهاءِ النورِ في الظلام . ذهبَ السؤالُ لأنك تتهادين في الابتسامةِ . حين أراك يعانقني زهرُ الشفاه ، ويهربُ القلقُ , فهل نحن أغبياءُ حين تتلامس كلماتُنا وتلتقي بشوق الخطى إلى اللقاء ؟! كم من مرةٍ امتدتْ يدي إلى زهرةٍ لأهديَها ، زهرة ، فأهديتُها قبلاتِ الصباح ، وقلتُ في حدودِ نفسي إن الأمنياتِ أجملُ ما للعشاق .
    فمن منا يستجيبُ للغرور ؟ ألا تعلمين أني نحتُّ بطاقةَ الميلاد في ذاكرةٍ غيرِ قابلةٍ للنسيان ؟!
    أدهشتْك كلماتي ، فهربتِ من غرورك إلى غروري . غريبة أنتِ حين تدوسين مفرداتي ، فلا تعتبي فالعتابُ عيدُ المستسلمين .كم أعلنتُ أن اللامبالاة تلهبُ قلمَ الكتابة ! تأملي جسورَ اللوحاتِ ، هي جسورُ التيهِ لا تنفعُ للعبِ الورقِ .
    تشابهتِ الجسورُ ، ولم يكن جنونا أن تكوني كما الأميرةِ النائمةِ ، لتسرقني لحظاتُ التأملِ في ملائكيةِ الهدوءِ فأتيهُ في صمتٍ ، وأتجاهلُ أسرّة الانتظارِ ، لتتجمَّلَ شهيةُ البقاءِ في كأسِ الزهرةِ .
    تمتد يدي بتلقائيةٍ ناعسةٍ لأشربَ قهوةَ الصباحِ ، وأتفرغَ خلسةً لنظراتي المشاكسةِ ، حتى إذا تثاءبَ الفراشُ اختطفتُ سهوَ النومِ ، لأتذكرَ أنَّ مطلعَ الألمِ في العتابِ ، وأن ما اقتطعناهُ من مشاهدِ الذكرياتِ ما هو إلا لونٌ في اللوحةِ الأولى .
    أخذتْني روحُ التأملِ إلى الجدرانِ المذنبةِ فعرفت أنَّ الانتظارَ أريكةٌ تقودني إلى زهرة .كم يلزمني من العمرِ لأحتسي ماءَ الزهر ِ ! كم يلزمني من العمرِ لتغفرَ لي زهرةٌ تتلوها زهرة ! ياللعصفورةِ حين ترتبك أمام التيهِ ! وتتسكعُ في مرافئِ وجهي زائرةً لبداياتٍ أخرى ، جاءني نبي الكلامِ قائلا إنَّ اللوحاتِ أنثى ، وإن الورقةَ أنثى ، والقلمُ أدب .
    ياعصفورةَ التيهِ احملي ما حصدتِ من قمحي خبزا لزهرتي النائمةِ ، واهدي استفاقتي حلماً تقبضه أصابعُ التيه ما بين المسافاتِ ، وقولي ما أجملَ نومَ الأحلامِ في مرايا اللجينِ ! فمن منا يعشق جناحَ الفراشةِ ؟ ومن منا يتنصّتُ على سذاجةِ الأفكار ؟ يارسولَ المسافاتِ قولي ، إني لن أفيقَ مهما استفزتني اللغةُ المتهكمةُ
    حتى لا ينبئني الكلام أن لا كلامَ ، وأن هناك وجوهٌ أخرى .

    أجمل التحايا زهرة تشرين .
    التعديل الأخير تم بواسطة قاسم بركات; الساعة 18-05-2011, 10:28.
    قاسم بركات

    تعليق

    • بلال عبد الناصر
      أديب وكاتب
      • 22-10-2008
      • 2076

      #17
      حوار !
      نهايته كـ بدايته !
      تيه

      الـقديران قاسم \ سهير
      الـغموض الذي سكن قَلب الشَاعر \ الكَاتب
      يَجعلهُ يحلق بَين الضَباب كـما في صَحوة
      السَماء , يَعلمُ تَماماً ما يريد و ماذا يَفعل
      ولو كَان قَلبهُ مَعصوراً بـ التيه
      و لو كان شعوره ضَائعاً كـما القَدمين !

      فـهو ... حَتماً
      سـيرسمُ لوحةً أشبهُ بكَوكبٍ فـي مُخيلته قد طُبع
      إلا أن من حَسرته ... يَندبُ التيه فـيه !


      الـتيه
      نَغمةُ القَلب المُشتاق
      إلى المُحال على وجه هذا الكونْ !

      رائع ثم رائع ثم رائع !
      و أصمتْ

      تعليق

      • قاسم بركات
        أديب وكاتب
        • 31-08-2009
        • 707

        #18
        تيه

        من منا في حيرةٍ من العواقبِ القادمة ؟ لو أن طرفَ الريح يحملُني إليكِ ما انتظرت !!
        سأعودُ حتما حين تتنفسُ الفرصُ وينتهي الانفرادُ الحالم ، عودةً لا تؤجَل ،
        سأجد نظرةً أخرى تكفي لأن أعرفَك أكثرَ، تكفي لأن أخرجَ من ازدحامِ الكلماتِ ،
        لأتخلصَ من عبءِ الذاكرة ، ونعتذرَ لبقايا الأمكنة .
        أحقا أيتها الكلماتُ أنت متعبة؟! أحقا طار بك الوجعُ لرسمِ لوحةٍ تهيجُ بطرقِ المدنِ المحمومةِ ؟!
        أحقا صار للمساحاتِ شوقٌ بعددِ الأيامِ الماضية ؟!
        كم أشبهُك حين تمتلئين بالأحاسيس المتناقضة وكم تشبهينني حين نعدو نخلقُ مساحاتٍ لا سطو فيها على الأحلام .
        كم أتحايلُ على السطور باللغةِ البريئة وهي تجرفني سريعا لأكونَ أكثرَ حماقة ،
        تراني سأكون بريئا حين تؤثثين لوحةً على قلبي بألوان الزهرةِ ؟ أعرفُ أنني سأغرقُ كإسفنجة باتت في الماء
        تراني أصافح اللحظة حين تتحسسُ يدَك أغوارَ عمر بات يرتجفُ أن تحصدَه زهرةٌ ؟
        أرهقتني الكلماتُ الاستثنائية يا زهرة ،
        فكم من أغنيةٍ ستمر بي! وكم من زهرةٍ ستراقصُني في الميلادِ القادم !
        يسرقني التيهُ إلى أرضٍ غيرِ أرضي . هناك بكت زيتونةٌ وقالت تركوا زادهم ولم يأكلوه،
        فعرفت أن للأمهاتِ قلبٌ واحدٌ وعرفتُ أن الزيتونة وليمةُ حبٍ وفائضُ أنوثةٍ
        وعرفت أن الدارَ كحبِّ الأطفالِ تملأ الصدورَ بالدفء كقطوفِ العنبِ تحتضنها أوراقُ الدالية .
        فمن منا يمتلك سحرَ اللحظة ؟
        أكان لي أن أتواطأَ مع رجولتي وأنسى تعابيرَ وجهِك حين تطرقُ عيني بلهجةٍ أنثويةٍ خجول ،
        وتداهم أطرافي لتشاطرَك الرسوماتِ العالقةَ بالذاكرة.
        تسائلني مساحاتُ الفصولِ ما بين عينيك عن فضولٍ يبحث عن بقايا لونٍ لجسدِ امرأة داست وجدي،
        صبتِ الماء وانتظرتْ أن تمتلئ أواني الفخارِ ما بين راحتيها وسكبت خلاصةَ الصبحِ ثم هَمَت في نعاسٍ .
        رأيتها كنبعِ الماء يراودُها الكلامُ ، فتتلعثمُ بخوفٍ .
        هي الإجابات المستعصية ،
        فلمَ تنكسرُ الحروف على الشفاه ؟
        ولماذا مدتْ يديها وقالت خذ بعضَ الكلام ، خذ بعضَ سكوتِ الريحِ وانثرْه طقوسا للدار ؟
        لا أدري !!
        ربما تكون حكايا قنديلٍ معلقٍ على جدارٍ ،
        ربما كانت تعدُّ فراشَ النعاسِ ،
        ربما تعدُّ رقصةً لفارسٍ يرتبُّ الشمسَ لتزهرَ زهرة !
        ربما .. لا أدري !
        هذا المكان يقلدُنا في كل شيء!
        تراك أنت ترقصين أمام دهشتي وتلفين خيباتي بعشقٍ يتدحرجُ على كواكب تطير؟
        ربما .. لا أدري !!!
        تحياتي إلى الزهرة
        التعديل الأخير تم بواسطة قاسم بركات; الساعة 24-05-2011, 17:01.
        قاسم بركات

        تعليق

        • قاسم بركات
          أديب وكاتب
          • 31-08-2009
          • 707

          #19
          تيه


          النورُ يسبحُ في الماء ، تتلاشى الحيرةُ وتبقى العيونُ محدقةً في الظلام ،
          أيتها المسافاتُ التي تحملُ شوقي رفقا ، فشدْوُ الزهرِ يحيلني إلى حطام !
          أيتها الفرشاةُ المخضبةُ بالرضابِ اصلبي حلُمي واتشحي بالأحلامِ فقد صنعتِ الابتسامة وتجاوزتِ الارتياب .
          كتبتُ الأنثى في حدِّ الاحتمال ، وإلى جواري حقيبةُ مسافرةٌ فيها شوقٌ كما القممِ للنسور، شوق السنين الطويلةِ تلعبُ ما بيني وبين الطفولة، لتنتهي البداية ،
          وتُمحى بقيةُ الأسماءِ من الذاكرة لأبقى واسمَك حيثُ لا أحدَ يعاتبُ هزلي ، لا أحدَ يسرقُ حلُمي.
          في كل مرةٍ ينحدر تردّدي ما بين أصابعي لترسمَ طوافَ الأقلامِ حولَ الزهرة ،
          تُراني أحاديُ الجانب حين أكادُ المَس ما تبقى من أقنعةٍ وهي تحادثني على عمرٍ يتدرج يحمل اسمها ؟ وتودِع المتعةَ في صفحاتٍ لا تُكتشف .
          هو الجرحُ المكابرُ حين يمرُّ الغرباءُ ، لأبقى أهذي .
          أتحملينَ اسما آخر أكثر أنوثة يثقل كاهلَ العمرِ ؟
          حتى الحروف العادية لا تمر صدفة !
          ألم يحِنِ الموعدُ لنمسحَ الانتظارَ من عواقبِ الطريق ؟
          كأنك تنتمين إلى وحدتي ، إلى ملامح البكاءِ المتنقلِ فوق تُرهاتِ الحديث حين أراك اقربَ إليَّ من رائحةِ الزهرةِ وبعيدةً كالغيم تسحبُه السماء .
          عدْ أيها الليلُ وسجل احتضارَ الوقتِ في حلُمِ الرجالِ ، عد أيها الوقتُ واروِ عني أن اسمي يحتضن ضبابَ اللوحة ، وقل للتيه إن الموت هو العادة حين نصيرُ إلى الحسرة والانتماء إلى الاختصار.
          كم كلمةٍ مرت بنا وأحطناها بدهاليزَ لا تعرفُ الترويضَ حتى إذا ما انهارت قِبابُ الأثوابِ عن لحمنا أيقظتنا الدموعُ وتسمرنا بحواجزِ النظرات !
          قلتُ حين انتهى الحديث : أمقتُ الصمت الذي أمارسه لأن الحظَ لا يواتيني مع الكلمات.
          ذات مرة قال لي الشعورُ إنني مدين إليكِ بأجوبةٍ أكثرَ مما أكتب .
          لا عليك قد تكتشفين رجلا مر من هنا يعبث بأعماقِ الشعورِ
          تُراني كسوتُ أحلام الحائرين خارجَ حدود الإرادة ؟ !
          دعينا نختزلُ المعاناةِ ونتقلبُ على الجدران كلوحاتٍ متفردةٍ لا تُقرأُ إلا بأعينِنا ، ولا تُرسم إلا بأصابعِنا ،
          واستدرجي يدك عبر المساحات ، استدرجْ يدي جسرا تنقلُك بأقدامٍ حافيةٍ .
          أسرعي ودقي بأصابعِ قدميكِ ألوانا تشكِّل آخرَ الأسئلةِ المستحيلة وآخرَ الإجاباتِ المقتضبةِ ..
          يا للمساءِ في مشهدِ المرورِ الممتلئِ بالشمسِ وهي تسكبُ ألوانا لا تنتظر !!
          هل تدهشُك مثلي رغبةُ الحنين إلى الربيع في كلِّ شيءٍ حين تتفوق الألوانُ في الحضور؟ لا تخلو إلا منا لأننا نمثِّلُ الألوانَ الشاردة .
          أغمضي عينيك لأخبرَك كيف تتعلمين النسيانَ ، كيف تصففينَ الذاكرةَ بالأشواقِ ، كيف تتعلمين أن تراوغي عادةَ التفكيرِ ، كيف أشتاقُ إلى أن اشتاقَ إليك ، كيف أسافرُ في المساءِ أبحثُ عن عشقٍ نرقدُ فيه ونخطُ مراسيمَ العودة .
          متى سنرجعُ لأهديَك توقيعي ما بين عينيْكِ ؟
          هو الجسدُ المهاجرُ ، هو حشد الأغنياتِ على حدودِ صوتِك وثوبُك الخجولُ يعلنُ الحياءَ من ملامسةِ سترتي ، هي الأربعين وخمسةُ كؤوسٍ متنافرةً توحي بالحنين إلى حبٍ بلا طقوسٍ وتصلي في قداسٍ يسردُ بمرارةٍ استحالةَ اللقاء .
          أرق التحايا زهرة تشرين
          التعديل الأخير تم بواسطة قاسم بركات; الساعة 16-06-2011, 22:37.
          قاسم بركات

          تعليق

          • قاسم بركات
            أديب وكاتب
            • 31-08-2009
            • 707

            #20
            تسارعتُ كظبيٍّ في بياض الصحراء!
            أكحّلُ صغيرتي برملِ الخلود
            أليسَ الجسدُ من الرمل؟
            لأرقصَ فوق الكثبانِ الشاردة،
            وأبتاعَ قليلا من الوحدةِ والسكونِ
            وأخفيَ أسئلتي وحفيفَ تنهداتي وبراءةَ قبلاتي
            وأدخلَ المرايا أستعيدُ بعضَ طفولتي وذاكرتي،
            بعضاً من عمريَ الماضي
            وبعضَ أسفٍ لعمريَ المؤجل،
            لا عليكِ أنتِ،
            ولا عليكِ أنتِ،
            هو وجديَ المعتقُ في كل الفصول،
            حين تمر بي كلُّ الحكايا،
            وترسمُ شيئاً من تيهي ما بينَ امرأتين
            ورجلٌ في فراغِ الأحلامِ
            يحملُ اسما فيهِ تفاصيلُ المسافاتِ وملامحُ العشقِ القديم،
            كأني أتقنُ السفر،
            وكأنكِ تتقنينَ المشيَ بين حنايا القلبِ
            وترسمينَ الدهشةَ بلونِ الصمتِ،
            هاتِي بعضَ الذكرى
            أحُفُها بلغةٍ تفيضُ بالفوضى،
            بلا حيادٍ بلا حواسَ تعرفُ الغدرَ،
            كأنَ لحظةَ التأملِ تُسرِعُ إلى موكبِ النجوم،
            تحمل الحلم أفواجا من الشمسِ،
            فاستلقِي فوقَ سحابي وألقي بالحيرةِ من بقايا العمرِ،
            دعينا نتكونُ من العهدِ الجديد،
            ونرجمُ جثمانا يحترفُ حشدَ الماضي في الذاكرة،
            لنقذفَ سنينَ العمرِ المستهلكة،
            ونمشي بصمتٍ فوقَ الدروبِ والجسورِ الوليدةِ وروحِ البقاءِ الخالد،
            خذيني بصمتٍ ما بين أحضانِ الليمونِ
            وضمي صحوي وصحوتي ، ونومي وحلمي
            واغفري مذاق المرارةِ في الغياب،
            وامضِي بالرقصِ على جسدي لأنسى الوجباتِ الوهميةِ،
            مهما هربتِ سأرى في عينيكِ قلقي
            وحيرةً تتعانقُ مابين التيهِ وتراتيلَ إلى صلاةٍ تُبيحُ لِروحيَ المتشردةِ أن تنتمي إليكِ،
            وألعنُ الغيابَ المطلق، والوداعَ المطلق، والصمتَ المطلق،
            وأطلقُ انتماءاتيَ الغريبة،
            أطلق هزائمي المكابرة،
            وأزيلُ وشمَ الذنوب ،
            حيثُ أسألُ أينكِ ؟
            فقط كي لا يحضرَ موعدُ مأتمي،
            كي يفوزَ سكوتي،
            وأسجلَ انتصاراتي على هزائمي،
            كي لا أكون َآخرَ الرجالِ في اللحظاتِ اليتيمة
            غائباً على أبوابِ اسمِكِ،
            كم تمنيتُ ألا أكونَ مباحا لزهرِ البساتين،
            أن أؤجلَ أمنياتي وأزماتي وصهيلَ آهاتي إلى موعدِ النسيان،
            ولكنهُ أنتِ في نهارٍ لا يغيب وليل لا يُرهقُ العيون،
            أنتِ تسافرينَ في صوتي وحاراتِ شوقي
            وتنحَتين جسداً على جسدي
            تكتبينَ هديلَ القلوبِ
            وتغنينَ أغنيةَ الرحيلِ ما بين طوقِ مناجاتي وابتهالاتي
            سأغني وإياكِ أغنيةَ اللقاءِ
            فلا تحدثيني بغرورِ أنثى
            سأعصرُ من بين شفتيكِ سكرَ الحروفِ وعسلَ الكلماتِ
            قصيدةً لا تُغنى إلا منكِ
            تحملُ رائحةَ العشقِ وشهدَ المساءِ
            أهو اللقاءُ أيها الجميلُ الأعذبْ ؟
            يطوفُ كغزالةٍ شاردةٍ ما بين أوتارِ الغناء
            وترانيمِ الفجرِ المسكوبِ على شراشفِ الزهرة
            أيا امرأةً عشقتْ المستحيل
            دعيني أصبُّ خلاصةَ دمي ما بين يديكِ
            ما بين أطرافكِ في هذا الصباحِ
            فتعالي أعيدي بعضَ أنفاسيَ المنتظرة
            أترغبينَ في الصلاةِ ثانيةً ؟
            سأستدعي الفراشاتِ الغائبةَ
            لتحملَ الدعاءَ إلى نوافذِ المغفرةْ ..
            اكتشفتُ أني في الغيابِ أعشقُ شراهةَ العتابِ
            لأكتبَ إليكِ جنوني
            ما دامت الحياةُ تتنفّس
            لم يعد صمتي يكفي!
            ولن أدعَ عصفورةَ الليلِ تصدحُ ما بين المسافاتِ
            أيها القلبُ الصغيرُ لا تمتحنْ قلبي!
            في أسماءٍ تشبهني
            وأنتِ نصفُ الغربةِ وسفرُ الغيومِ
            وحنيني وأنيني ووداٌع يهددني باللقاءِ المتأخر ..
            يا امرأةً تتبخترُ فوق عرشي،
            كلُّ صباحاتِ الكونِ لا تكفي
            لتغردَ إليكِ بنشوةِ الحنينِ ورسائلِ الغائبين ..
            كلُّ تيهِ القصيدِ لا يكفي
            لأن يفيضَ من هشاشةِ وجدي
            يرشحُ بأنفاسي حول موائدَ زهرةٍ تجمعُ كلَّ الظلالِ وتدعوني .
            لا محالَ في سفرِ اللقاء !
            ولا حمّى تعلو الطرقات !
            ووفائي بانحنائي لزهرةٍ كلما تمايلتْ زادَ عشقي وغنائي .
            للتيهِ رتابةُ السكونِ وللقلبِ حماقةُ الخضوع .
            في التيهِ حرارةُ الشوقِ ووداعٌ بلا رجوع .
            في التيهِ أزف للذاكرةِ ذكرى أخرى نظيفة
            ولفارسِ التيهِ أشلاءٌ تناثرتْ
            تباركُ للوداعِ ما خطه الارتباكُ الأخيرْ ..
            تحياتي زهرة تشرين





            التعديل الأخير تم بواسطة قاسم بركات; الساعة 22-08-2011, 21:02.
            قاسم بركات

            تعليق

            يعمل...
            X