تويت
قال الحارث بن هشام : "أدركنا الجوع في بعض الربوع، فسألنا عمن يُؤوينا ليلة، ويكفينا عَيْلَة، فدُللنا على بيت من بني قيلة. فصمدنا إليه، نعرف من أنفسنا وننكر، ونمشي الهوينى وَنُحْضِر. حتى اقتربنا من البيوت، وقد أعوزنا القوت. وسألنا عن شريف القوم، فقيل هو مشغول، جاءه ضيف على بعير مهزول، فهو يطعم ضيفه ويسقيه، ويسمع منه خبر الرجل السفيه. فقلنا: تمام الضيافة حسن الحديث، وأن نسمع خبر الرجل الخبيث. ودخلنا عليه فإذا معه الشيخ أبو الفتح ، وهو يقول: وسلني عنه إذ يصول، أنبيك عن خبره أمام بيت مهدم، يهرش رأسه المعمم، ويقول من زنقة لزنقة، أحمقُ في حلقة، ثوب تحت إبطه مثقوب، عضه جرذ لعوب، فهو يسب الجِرذان، ويخلع عنهم رداء الأمان. يقرأ من صحيفة خضراء، خبر الأرض والسماء، ويتنقل بين الخيام، ويشرب من لبن النوق الكرام، فتظهر له أصناف المعاني، دون أن يقرأ أو يعاني، فإذا أقبل أهل التمريض، لم يغنه التصريح عن التعريض، حتى إذا سارت بخبره الركبان، وجاء عهد بان كي مون بعد عهد عنان، ركب الخيل ولوى العنان، وأقبل على طواحين الهواء دون توان، فهزمها في بضع ثوان. وخاطب الشعب يقول : كذاك كان أبو منيار، لا يقبل الضيم، ولا يرضى بالصَّغار، وكذلك كان عمر المختار، وكذلك أنا أبو هانيبال، إذا رأى العدو يختال، أتاه بما لا قبل له به من الأقوال، فوالذي خلقني فجعلني نادرة الدهر، وأضحوكة العصر، لأقلبن في بني غازي الجدران، بحثا عن الفئران، ولأبيحنها ثلاثا، ولأكونن عَبَّاثا عَيَّاثا، حتى لا يبقى على وجهها من لا يعرف فضلي، وأنَّ النساء لا يلدن مثلي. ودعك من قولهم حظر الأجواء، وكثرة الأسماء، وكلام وقرار، ونهيق الحمار، ونعيق وغراب، وتهديد وسباب، وتصويت بليل، ولطم وويل، فإن الشعب مسلح بحبي، ومغرم بقربي، يموت لأبقى، وأبقى ليرقى، فيزداد حبا، وأزداد حمقا. ومن لهم برأس بلد أصابته السويداء وامتنع أن يُرقى، ومن لهم بمن يحيي فيهم الحجاج، ويردهم إلى سواء المنهاج، فأنا أقتلهم إصلاحا، وأذبحهم مرتاحا، وأهزهم كالأشجار هزا، وأقطفهم رمزا رمزا، ولن يروا مني نكوصا ولا عجزا، فطزا في العالمين طزا."
-
التعديل الأخير تم بواسطة توفيق صغير; الساعة 03-04-2011, 09:32. -
مقامة لطيفة أستاذي العلمي..
جلت لنا كثيرا من حال المجنون.. وأشبعتْه ذما وإن لبست لباس المدح..
وما انتهيت من قراءتها حتى تطلعت إلى قفو آثارها وآثار سابقتها مقامة الأستاذ صادقي حتى نتم ثلاثية القذافي
[gdwl]اللهم احقن دماء إخواننا في سوريا وفي كل البلاد وأبدلهم من بعد خوفهم أمنا
لا يحسن أن ينزل على أفضل رسول، أفضل كتاب بلسان مفضول, ومن لم يعقل عن الله تعالى:{بلسان عربي مبين} فلا عَقِل.(الزمخشري)
قد لا توجد لغة سوى العربية, بهذا التناسق الأصيل بين الروح والكلمة والخط, كأنها جسد واحد. (جوته)[/gdwl] -
"تمام الضيافة حسن الحديث، وأن نسمع خبر الرجل الخبيث".
والله إننا لنسمعه على مضض، ونرجو من الله العوض. رجل خبيث، له الموت الحثيث. لو أن القارعة تحل بداره، فريحنا الله من أخباره.
الأستاذ محمد العلمي، تحية طيبة. عارضتَ فأفدت، وقلتَ فأجدت. لك مني التحية والمودة. وفي انتظار قفو الآثار، من هشام ذي السيف البتار، ليهوي به على السفيه، بالكلام الفصيح النبيه، أقول لك وله: أدام الله لكما السرور.تعليق
تعليق