[align=justify]دائمًا ما تقدم أمريكا فاتورة كبيرة ومخيفة لقاء خدماتها التي لا تعد ولا تحصى لشعوب الأرض قاطبة. يا أخي والله أمريكا هذه نحمّلها أكثر من طاقاتها! هكذا بدأت أردد بيني وبين نفسي طبعًا خشية أن يتهمني أحد ما بالعمالة أو ما شابه ذلك، ويعمل وطني ابن وطني وحفيد وطني على حسابي، وقد لا يكون وطنيًا ولا ما يحزنون فقط يريد أن يتسلق على ظهري كما البزيق – بعيد عنكم- ليثبت أنه وطني. فالوطنية أنواع كما تعلمون، وتقاس بمدى قربك أو بعدك عن أولي الأمر فقط لا غير، وتخضع لحسابات لا علاقة لها بالدقة أو النزاهة أو الوطن نفسه وغير ذلك من الشعارات التافهة، نعم تافهة بمقاييس الأهواء والنفاق والعمالة سادة الموقف الآن.
لنعد إلى موضوعنا ولننس ما قلته عن الوطنية والأوطان والعمالة فالكل وطني رغم أنف الوطن نفسه، أين توقفت قبل أن أحشر نفسي وأتطرق إلى مسألة الوطن؟ نعم تذكّرت؛ أمريكا ، كنت أقول بالأمس فقط استمعت إلى مسئول أمريكي وهو يتحدث عن الفواتير والحسابات المكلفة لعملياتها العسكرية فأصبت بعقدة نفسية نظرًا للتضحيات الجسام التي تقدمها لنا نحن العرب على وجه الخصوص. فبدأت أتساءل كيف السبيل لمساعدتها وهي التي تفعل ذلك ولا ناقة لها ولا جمل ولا أي شيء آخر بتاتًا، ثمّ تراجعت عن التّفكير في ذلك، بعد أن اكتشفت أنّها تفعل ذلك ولها كل النوق والجمال والأحصنة ومعها الحمير والبغال، هل جاء اكتشافي هذا متأخّرًا بعض الشيء؟
أجدني في حيرة كبيرة، قبل قليل كنت أقول أنها تقدم خدمات جليلة ولا ناقة لها ولا جمل والآن أقول عكس ذلك، ما العمل لكي أخرج من هذا التناقض؟ يجب أن أتخذ موقفا من أمريكا الآن، فبعد غارات بني صهيون على غزة أجدني مضطر لفعل ذلك فقد بلغ السيل الزبى يا عرب، أمريكا ومعها المجتمع الدولي تقاتل في ليبيا من أجل الإنسانية كما تزعم! وأطفال غزة يقتلون بسلاح ومباركة أمريكية ودولية عريضة، كيف سأوازن بين مشاعري هنا وهناك؟ ثمة سؤال يلح عليّ " ترى هل أهل فلسطين بشر؟ " طيب إذا كانوا بشرا فأين هذا الذي يطلق على نفسه مجتمع دولي؟
أي مجتمع دولي وأي زفت الطين؟ ما هذا التخريف أما آن لنا أن نتعلم؟ هكذا صرخ بي الكيبورد وأنا أحدث نفسي، حتى الجماد تحرك وشعر بمعاناة أهل فلسطين! ما العمل، أترانا ننتظر معجزة ما تحقق لنا عدالة المجتمع الدولي؟ شخصيًا أفضل أن تتحقق عدالة المجتمع الدولي على طريقة الزير سالم. آهٍ لو يظهر عندنا الزير سالم! ليت عندنا مهلهل واحد حتى لو كان تاريخه مدججًا بالزنى، وحتى لو شرب المحيط الهندي ومعه بحر العرب خمرة، ليت لنا زير واحد، زير وليس وزير أو مسئول أو حاكم لا يحلو له السهر إلا في تل أبيب ويدعي الشرف والعفاف كأفصح ما تكون...
ليت لنا زير مهلهل ينتفض غضبًا لما يجري في أرض العروبة، فقد كتبنا كثيرًا وصرخنا كثيرًا" وامعتصماه" لكن لا حياة لمن تنادي! نريد الزير - واكليباااه- ليقاتل أبناء العمومة فلعله يفنيهم عن بكرة أبيهم! نعم... نعم هم أبناء العمومة رغمًا عن الجميع ونحن لا نريد أن نصالح! رحم الله لاءات الخرطوم الثلاث؟ سؤال؛ أين الوعود الأمريكية بدولة فلسطينية؟ طز ذهبت مع الريح.أين خارطة الطريق؟ طز لم يكن يوجد طريق من الأصل. أين المؤتمرات والمؤامرات الشرمية ؟ طز يا عرب! هذه الطزات الثلاث بدلا عن لاءات الخرطوم الثلاث.
طيب إلى حين أن نجد هذا الزير الشجاع ماذا سنفعل لكي نخفف من آلام العروبة المستباحة، كي نخفف من آلام هذه الأمة التي استبيحت بيضتها جهارا نهارا منذ قرن ونيف؟ أرى أن أفضل حل هو أن نتقدم رسميًا إلى أمريكا بطلب لكي تخفف بعض الشيء من تلك الفاتورة التي تقدمها لنا بعد كل خدمة. اكتشافي الذي جاء متأخرًا بعض الشيء أذهلني حقيقة، صحيح نسيت أن أخبركم عن اكتشافي الذي يعلمه كوكب الأرض ومعه المريخ وبلوتو أيضًا والذي يقول أن الشعوب هي التي تدفع ثمن تلك الفاتورة الأمريكية. الشعوب كلها وهي تقسم إلى قسمين:
1- قسم معنوي إنساني بحت وهذه يدفع معظمها أهل فلسطين.
2- قسم مالي طويل الأمد وهذه أيضًا يدفعها أهل فلسطين مع بقية الشعوب الكادحة والمطحونة .
كيف سنخفف من معاناة الأمة؟ سأقترح على جامعة الدول العربية اقتراحًا بحكم أن علاقاتها الآن كأحسن ما يكون مع أمريكا خصوصًا بعد أن أيدت الحظر الجوي على ليبيا التي يحكمها فكر شخص -لا نحبه قطعًا - من القرون الوسطى، ذبح بعض أبناء شعبه كما يقولون ويروجون فجاءت أمريكا على وجه السرعة وفي فترة قياسية تستحق عليها أن تدخل كتاب جينيس للمعونات الإنسانية ومعها بريطانيا وفرنسا ربما لذبح نصف الشعب أو ربعه أو كله فأنا لا أعلم الغيب حقيقة. طبعًا جامعتنا العربية المسكينة لم تكن تعلم أن الحظر الجوي سيتطور إلى ضربات جوية مرعبة، فقد كانت تعتقد أن الحظر الجوي عبارة عن " ممنوع أن تطير أي طائرة ليبية فوق الأرض" فإذا بالرياح تأتي على عكس ما تشتهيه السفن! أنا شخصيًا أتضامن مع ذهول الجامعة التي لم تكن تعلم ذلك قطعًا، ثم إني مطمئن تمامًا لتلك الضربات، لا أخفيكم فقد اقتحمت مؤخّرًا موقعًا للبنتاغون الأمريكي واكتشفت أنّهم قد وضعوا ذبذبات خاصة في كل صاروخ تعمل بــ( الأشعة الإنسانية) فبمجرد أن ينطلق الصاروخ إلى هدفه ترصد هذه الأشعة – المكتشفة حديثًا – صرخات الأطفال والنساء والشيوخ فيبتعد عنها حتى لو كانت في عمق الهدف، وإن استمرت هذه الصرخات فإنه وبشكل إنساني أوتوماتيكي يفجر نفسه بنفسه بعيدًا جدًا عن الهدف. نعم فالبشر أهم من أي شيء آخر عند العم سام حتى أهم من النفط نفسه ومن شركات السلاح والدواء المسكينة والفقيرة، والمجتمع الدولي يؤكد ذلك بزعامة الذنبين بريطانيا ومعها فرنسا صاحبة الثورة العظيمة والتي أهدت تمثال الحرية لأمريكا لتذكرنا بمبادئها العظيمة. لكم كنّا نتمنى لو اكتشفت هذه الأشعة قبل ذلك على سبيل المثال إبان غزو العراق أو أفغانستان! فلربما كانت الفاتورة البشرية أقل من تلك الأعداد المهولة من الضحايا الذين سقطوا تحت الدمار ومنهم من تحول إلى رماد. لكن ما باليد حيلة. فالتطور يجب أن يأخذ دورته الكاملة في هذه الحياة ولا شيء يأتي عبثًا كما تعلمون. ثمة إشاعة تقول بأن أمريكا ستمد الصهاينة بهذه الأشعة الإنسانية عمّا قريب، سؤال مزعج يقلقني " هل سينتظرون حتى يفني الصهاينة أهل فلسطين؟"


من هنا رأيت أن أقترح على جامعتنا العربية ومعها كل من يهمه الأمر أن ترسل لأمريكا لكي تعمم على أحبتها في كل مكان ومعها المجتمع الدولي ما يلي : رأفة بشعوبنا البريئة والمسكينة والمحبة للسلام العادل والشامل؛ ونظرًا لكون شعوبنا فقيرة ولا تملك موارد مالية ولا ثروات طبيعية إذ أن النفط والغاز عندنا لا يقبل القسمة على حاكم وشعب، ولأنها على وشك الانفجار من نفسها وصمتها، ولكوننا زبائن لديكم منذ مدة طويلة وسنبقى كذلك ولا بديل سواكم نقترح أن تخفضوا من فاتورتكم وفق الترتيب الآتي :
1- مع كل 10 طلعات هجومية لطائرات f16 طلعة مجانية هاجمة ماجنة لقاذفة b- 52 .
2- مع كل 10 صواريخ توما هوك تطلقونها علينا أطلقوا صاروخ كروز مجانًا.
3- مع كل 10 طلعات هجومية للأباتشي طلعة مجانية لطائرة الشبح .
4- الدفن والأكفان علينا والحساب عليكم، والدفع علينا والله رقيبكم وحسيبكم فيما لو تلاعبتم بالفاتورة.
ربما تنال هذه الاقتراحات بعض الاهتمام، فكلنا هنا لخدمة الأمة وأولي الأمر الذين لا يأتيهم الباطل لا من بين أيديهم ولا من خلفهم.
[/align]