كانت الشاهدة الوحيدة على الجرم ..
لم تستطع تقديم شهادتها كاملة.. تختنق بالبكاء، تتأثر لهول ما رأت.. قالت:
ـ جاء مسرعا بسيارته، ثم طخ... ضربه بمقدمة السيارة، ومرر العجلة الأمامية عليه..
تضع يديها الصغيرتين على عينيها، وتمسح الدمع الهاتن على وجنتيها الحمراوين..
تشهق، تلعن أصحاب السيارات الذين يسرعون في الطرقات.. تتحسر على الذي ضاع في لمح البصر..
ـ أما كان له أن يلتفت يمينا وشمالا قبل العبور؟.. هكذا قلت لها أحاول تهدئتها.
ـ لقد كان واقفا على الرصيف ثم انطلق فجأة يحاول العبور إلى الجهة الأخرى، فجاءت السيارة مسرعة وصدمته..
نهض من بين عجلاتها متثاقلا، يجر نفسه جرا، يبدو أن الاصطدام أثر على رأسه، ثم مرور العجلة الأمامية على ظهره أثّر على كامل قواه، فلم يطق التنقل والانسحاب بعيدا .. لذلك آثر الاستلقاء بقرب الرصيف متسربلا بدمائه..
تمدد على قارعة الطريق، لم يلتفت إليه من ضربه، كل الذي فعله أنه نظر في المرآة العاكسة وفر هاربا.. كانت الطريق شبه فارغة لذلك اغتنم فرصة وجوده وحده ففرّ مقترفا جريمة وذنبا سيحاسبه الله عنهما ..!!
ـ ومن تدخّل لإسعافه؟
ـ لا أحد.. لم يكن بالشارع أحد سواي، وأنا أخاف من رؤية الدم، لذلك وضعت يدي على عيني ودخلت إلى البيت، والصورة المفزعة لذلك المنظر تلاحقني، وتسيطر على كياني، فيقشعر لها بدني..
رغم سرعته، إلا أن السيارة استطاعت أن تلقفه بسرعة مذهلة.. لقد خدعته حين خرجت فجأة من المنعطف المجاور، لم يكن منتبها، لا أدري ما الذي جعله يعبر؟!! لقد كان يقف بجواري، يتأملني بعينيه الواسعتين، ويحرك رأسه حين كنت ألعب بالكويرات ..
فجأة انطلق، ليس من عادته أن يقطع الطريق بلا سبب.. لا أدري ما الذي أصابه؟
ـ وأين هو الآن؟!!..
ـ تركته في مكانه مضرجا بدمائه ممدّدا على الرصيف!!!..
ـ هيا بنا نسرع به إلى الطبيب المختص، عله يستطيع فعل شئ لإنقاذه..!!
خرجنا جميعا من البيت، وجدناه نائما، يسبح في بركة من دمائه التي لطخت كل جسده الجميل..
كان قد فارق الحياة..
ـ لا بد من دفنه، قلت.
ـ لا بد من معاقبة القاتل، قالت..
ـ كيف نعرفه ؟
ـ إن سيارته صغيرة .. ويضع نظارات..
ـ سنبحث عنه.. لا تقلقي..
ـ أسرع لتأتينا بالمجرفة قلت لأخيها الذي كان يضحك على سذاجتها..
ـ بالمجرفة؟؟
ـ لا بد من إقامة مأتم له ودفنه كما يليق به، فأنا أحبه..
رق حالي لها ودموعها تنهمر على فقد حبيبها الذي كانت لا تفارقه أبدا.. احتضنتها بين يدي، وفارقت بها المكان..
وطمأنتها أنني سأحضر لها قطا بشعر أبيض منقط ، وسأعلمه كيف يعبر الطريق، قالت:
ـ سأربطه ولن أتركه يعبر وحده..
ـ اتفقنا.. !!
لم تستطع تقديم شهادتها كاملة.. تختنق بالبكاء، تتأثر لهول ما رأت.. قالت:
ـ جاء مسرعا بسيارته، ثم طخ... ضربه بمقدمة السيارة، ومرر العجلة الأمامية عليه..
تضع يديها الصغيرتين على عينيها، وتمسح الدمع الهاتن على وجنتيها الحمراوين..
تشهق، تلعن أصحاب السيارات الذين يسرعون في الطرقات.. تتحسر على الذي ضاع في لمح البصر..
ـ أما كان له أن يلتفت يمينا وشمالا قبل العبور؟.. هكذا قلت لها أحاول تهدئتها.
ـ لقد كان واقفا على الرصيف ثم انطلق فجأة يحاول العبور إلى الجهة الأخرى، فجاءت السيارة مسرعة وصدمته..
نهض من بين عجلاتها متثاقلا، يجر نفسه جرا، يبدو أن الاصطدام أثر على رأسه، ثم مرور العجلة الأمامية على ظهره أثّر على كامل قواه، فلم يطق التنقل والانسحاب بعيدا .. لذلك آثر الاستلقاء بقرب الرصيف متسربلا بدمائه..
تمدد على قارعة الطريق، لم يلتفت إليه من ضربه، كل الذي فعله أنه نظر في المرآة العاكسة وفر هاربا.. كانت الطريق شبه فارغة لذلك اغتنم فرصة وجوده وحده ففرّ مقترفا جريمة وذنبا سيحاسبه الله عنهما ..!!
ـ ومن تدخّل لإسعافه؟
ـ لا أحد.. لم يكن بالشارع أحد سواي، وأنا أخاف من رؤية الدم، لذلك وضعت يدي على عيني ودخلت إلى البيت، والصورة المفزعة لذلك المنظر تلاحقني، وتسيطر على كياني، فيقشعر لها بدني..
رغم سرعته، إلا أن السيارة استطاعت أن تلقفه بسرعة مذهلة.. لقد خدعته حين خرجت فجأة من المنعطف المجاور، لم يكن منتبها، لا أدري ما الذي جعله يعبر؟!! لقد كان يقف بجواري، يتأملني بعينيه الواسعتين، ويحرك رأسه حين كنت ألعب بالكويرات ..
فجأة انطلق، ليس من عادته أن يقطع الطريق بلا سبب.. لا أدري ما الذي أصابه؟
ـ وأين هو الآن؟!!..
ـ تركته في مكانه مضرجا بدمائه ممدّدا على الرصيف!!!..
ـ هيا بنا نسرع به إلى الطبيب المختص، عله يستطيع فعل شئ لإنقاذه..!!
خرجنا جميعا من البيت، وجدناه نائما، يسبح في بركة من دمائه التي لطخت كل جسده الجميل..
كان قد فارق الحياة..
ـ لا بد من دفنه، قلت.
ـ لا بد من معاقبة القاتل، قالت..
ـ كيف نعرفه ؟
ـ إن سيارته صغيرة .. ويضع نظارات..
ـ سنبحث عنه.. لا تقلقي..
ـ أسرع لتأتينا بالمجرفة قلت لأخيها الذي كان يضحك على سذاجتها..
ـ بالمجرفة؟؟
ـ لا بد من إقامة مأتم له ودفنه كما يليق به، فأنا أحبه..
رق حالي لها ودموعها تنهمر على فقد حبيبها الذي كانت لا تفارقه أبدا.. احتضنتها بين يدي، وفارقت بها المكان..
وطمأنتها أنني سأحضر لها قطا بشعر أبيض منقط ، وسأعلمه كيف يعبر الطريق، قالت:
ـ سأربطه ولن أتركه يعبر وحده..
ـ اتفقنا.. !!
تعليق