جريمة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • الحاج بونيف
    عضو الملتقى
    • 29-02-2008
    • 139

    جريمة

    كانت الشاهدة الوحيدة على الجرم ..
    لم تستطع تقديم شهادتها كاملة.. تختنق بالبكاء، تتأثر لهول ما رأت.. قالت:
    ـ جاء مسرعا بسيارته، ثم طخ... ضربه بمقدمة السيارة، ومرر العجلة الأمامية عليه..
    تضع يديها الصغيرتين على عينيها، وتمسح الدمع الهاتن على وجنتيها الحمراوين..
    تشهق، تلعن أصحاب السيارات الذين يسرعون في الطرقات.. تتحسر على الذي ضاع في لمح البصر..
    ـ أما كان له أن يلتفت يمينا وشمالا قبل العبور؟.. هكذا قلت لها أحاول تهدئتها.
    ـ لقد كان واقفا على الرصيف ثم انطلق فجأة يحاول العبور إلى الجهة الأخرى، فجاءت السيارة مسرعة وصدمته..
    نهض من بين عجلاتها متثاقلا، يجر نفسه جرا، يبدو أن الاصطدام أثر على رأسه، ثم مرور العجلة الأمامية على ظهره أثّر على كامل قواه، فلم يطق التنقل والانسحاب بعيدا .. لذلك آثر الاستلقاء بقرب الرصيف متسربلا بدمائه..
    تمدد على قارعة الطريق، لم يلتفت إليه من ضربه، كل الذي فعله أنه نظر في المرآة العاكسة وفر هاربا.. كانت الطريق شبه فارغة لذلك اغتنم فرصة وجوده وحده ففرّ مقترفا جريمة وذنبا سيحاسبه الله عنهما ..!!
    ـ ومن تدخّل لإسعافه؟
    ـ لا أحد.. لم يكن بالشارع أحد سواي، وأنا أخاف من رؤية الدم، لذلك وضعت يدي على عيني ودخلت إلى البيت، والصورة المفزعة لذلك المنظر تلاحقني، وتسيطر على كياني، فيقشعر لها بدني..
    رغم سرعته، إلا أن السيارة استطاعت أن تلقفه بسرعة مذهلة.. لقد خدعته حين خرجت فجأة من المنعطف المجاور، لم يكن منتبها، لا أدري ما الذي جعله يعبر؟!! لقد كان يقف بجواري، يتأملني بعينيه الواسعتين، ويحرك رأسه حين كنت ألعب بالكويرات ..
    فجأة انطلق، ليس من عادته أن يقطع الطريق بلا سبب.. لا أدري ما الذي أصابه؟
    ـ وأين هو الآن؟!!..
    ـ تركته في مكانه مضرجا بدمائه ممدّدا على الرصيف!!!..
    ـ هيا بنا نسرع به إلى الطبيب المختص، عله يستطيع فعل شئ لإنقاذه..!!
    خرجنا جميعا من البيت، وجدناه نائما، يسبح في بركة من دمائه التي لطخت كل جسده الجميل..
    كان قد فارق الحياة..
    ـ لا بد من دفنه، قلت.
    ـ لا بد من معاقبة القاتل، قالت..
    ـ كيف نعرفه ؟
    ـ إن سيارته صغيرة .. ويضع نظارات..
    ـ سنبحث عنه.. لا تقلقي..
    ـ أسرع لتأتينا بالمجرفة قلت لأخيها الذي كان يضحك على سذاجتها..
    ـ بالمجرفة؟؟
    ـ لا بد من إقامة مأتم له ودفنه كما يليق به، فأنا أحبه..
    رق حالي لها ودموعها تنهمر على فقد حبيبها الذي كانت لا تفارقه أبدا.. احتضنتها بين يدي، وفارقت بها المكان..
    وطمأنتها أنني سأحضر لها قطا بشعر أبيض منقط ، وسأعلمه كيف يعبر الطريق، قالت:
    ـ سأربطه ولن أتركه يعبر وحده..
    ـ اتفقنا.. !!
  • غفران طحّان
    عضو الملتقى
    • 25-01-2008
    • 112

    #2
    نص رااائع
    متميّز بجدارة
    أستاذي الرائع الحاج بونيّف
    أشغتلت روحي بألم لذلك الراحل
    وببرودة ذلك المحاور
    فكان المصدوم قطّاً
    ربّما يستحق الألم ولكن
    نمتلك ما يكفي منه ...إلى أمد ليس بالقليل
    أستاذي
    دمت متألقاً
    سلامي لروحك العذبة

    تعليق

    • سماح شيط
      عضو الملتقى
      • 29-02-2008
      • 31

      #3
      أستاذي وأبي الرائع الحاج بونيف
      ندرة من الناس الذين يعتبرون موت الحيوانات الاليفة فرصة للحزن لأجلهم وندرة أكثر من يعتبرونها قصة تستحق الكتابة
      أوقن أن من يكتبونها أصحاب حس رهيف لا يدانيهم أحد في صفاء قلوبهم وعلو مشاعرهم
      كان لدي قط يوما ورحل .
      حتى اليوم أبكيه عندما أتذكر
      شكرا لقصتك الجميلة الممتلئة حنانا ورقة واحساس
      تقبل فائق احترامي وتقديري
      [color=#FF1493][size=4]إن المستقبل يمتلكه أولئك الذين يؤمنون بجمال أحلامهم [/size][/color]:emot66:

      تعليق

      • فيصل الزوايدي
        أديب وكاتب
        • 11-09-2007
        • 224

        #4
        أخي الرائع الحاج بونيف قصة متقنة خاصة في خداعها للقارئ الذي سيكتشف في النهاية الضحيةَ ..
        دمت متألقا
        مع ودي الدائم

        تعليق

        • الحاج بونيف
          عضو الملتقى
          • 29-02-2008
          • 139

          #5
          المشاركة الأصلية بواسطة غفران طحّان مشاهدة المشاركة
          نص رااائع
          متميّز بجدارة
          أستاذي الرائع الحاج بونيّف
          أشغتلت روحي بألم لذلك الراحل
          وببرودة ذلك المحاور
          فكان المصدوم قطّاً
          ربّما يستحق الألم ولكن
          نمتلك ما يكفي منه ...إلى أمد ليس بالقليل
          أستاذي
          دمت متألقاً
          سلامي لروحك العذبة
          أختي المبدعة/ غفران
          تحية طيبة
          شكرا على القراءة الجميلة والتعليق اللطيف. خالص التقدير والاحترام.

          تعليق

          • الحاج بونيف
            عضو الملتقى
            • 29-02-2008
            • 139

            #6
            المشاركة الأصلية بواسطة سماح شيط مشاهدة المشاركة
            أستاذي وأبي الرائع الحاج بونيف
            ندرة من الناس الذين يعتبرون موت الحيوانات الاليفة فرصة للحزن لأجلهم وندرة أكثر من يعتبرونها قصة تستحق الكتابة
            أوقن أن من يكتبونها أصحاب حس رهيف لا يدانيهم أحد في صفاء قلوبهم وعلو مشاعرهم
            كان لدي قط يوما ورحل .
            حتى اليوم أبكيه عندما أتذكر
            شكرا لقصتك الجميلة الممتلئة حنانا ورقة واحساس
            تقبل فائق احترامي وتقديري
            الكاتبة المتألقة / سماح
            تحية طيبة
            صدقت، فالرحمة للإنسان والحيوان عند ذوي القلوب الرحيمة..
            سعدت بكلماتك اللطيفة، وسعدت أكثر بندائك الرائع لي أبي..
            فنعمت البنت أنت بنيتي..
            خالص مودتي وتقديري واحترامي

            تعليق

            • الحاج بونيف
              عضو الملتقى
              • 29-02-2008
              • 139

              #7
              المشاركة الأصلية بواسطة فيصل الزوايدي مشاهدة المشاركة
              أخي الرائع الحاج بونيف قصة متقنة خاصة في خداعها للقارئ الذي سيكتشف في النهاية الضحيةَ ..
              دمت متألقا
              مع ودي الدائم
              أخي المبجل/ فيصل الزوايدي
              تحية طيبة
              وأشكرك على القراءة الجميلة والمرور الكريم والتعليق اللطيف..
              خالص التقدير والود.

              تعليق

              • علاء الدين حسو
                عضو الملتقى
                • 08-12-2007
                • 124

                #8
                هنا في هذا النص اثبات اخر على الق الحاج بونيف
                فالتشويق كان في غاية الروعة والقفلة اروع
                شكرا اخي الحاج
                دمت القا

                تعليق

                • الحاج بونيف
                  عضو الملتقى
                  • 29-02-2008
                  • 139

                  #9
                  المشاركة الأصلية بواسطة علاء الدين حسو مشاهدة المشاركة
                  هنا في هذا النص اثبات اخر على الق الحاج بونيف
                  فالتشويق كان في غاية الروعة والقفلة اروع
                  شكرا اخي الحاج
                  دمت القا
                  أخي العزيز/ علاء الدين حسو
                  أستبشر دائما بطلعتك البهية وقراءتك المشجعة.
                  لك مني أطيب التحيات والشكر والتقدير.

                  تعليق

                  • ثروت الخرباوي
                    أديب وقانوني
                    • 16-05-2007
                    • 865

                    #10
                    والله يا أستاذنا كنت بحدسي أتوقع بل وأتخيل النهاية .. هل تعرف لماذا ؟ لأنني وسبحان من مزج الأفكار بالأفكار .. كنت قد كتبت قصة شبيهة بقصتك هذه ولكن مع اختلاف الأحداث والشخصيات .كان ذلك منذ عشرين عاما تقريبا . كانت عن فلاح جلس يبكي بحرقة على قارعة الطريق فقد وموت أحب أحبابه وأخذ يعدد للناس صفات هذا الحبيب ثم إذا بهذا الميت حماره الذي نفق .. .. ولكن قصتك طبعا ـ وهذه شهادة حق ـ أكثر إتقانا وأيسر في التناول وأرقى في الحوار وتسلسل الأحداث

                    للتثبيت تقديرا وحبا وإكراما لكاتب كبير

                    تعليق

                    • إيمان بونيف
                      عضو الملتقى
                      • 01-01-2008
                      • 15

                      #11
                      السلام عليكم و رحمة الله
                      لقد كنت متفاجئة جدا و أنا أقرأ القصة و لم أتوقع أسلوبا راقيا كهذا أبدا
                      أبدعت يا أستاذ الحاج بونيف قصة في منتهى الروعة مع تسلسل مثير للأحداث
                      تقدير كبير لك كاتبا كبيرا كما قال السيد ثروت الخرباوي

                      تعليق

                      • الحاج بونيف
                        عضو الملتقى
                        • 29-02-2008
                        • 139

                        #12
                        المشاركة الأصلية بواسطة ثروت الخرباوي مشاهدة المشاركة
                        والله يا أستاذنا كنت بحدسي أتوقع بل وأتخيل النهاية .. هل تعرف لماذا ؟ لأنني وسبحان من مزج الأفكار بالأفكار .. كنت قد كتبت قصة شبيهة بقصتك هذه ولكن مع اختلاف الأحداث والشخصيات .كان ذلك منذ عشرين عاما تقريبا . كانت عن فلاح جلس يبكي بحرقة على قارعة الطريق فقد وموت أحب أحبابه وأخذ يعدد للناس صفات هذا الحبيب ثم إذا بهذا الميت حماره الذي نفق .. .. ولكن قصتك طبعا ـ وهذه شهادة حق ـ أكثر إتقانا وأيسر في التناول وأرقى في الحوار وتسلسل الأحداث

                        للتثبيت تقديرا وحبا وإكراما لكاتب كبير
                        أخي المفضال/ الأديب ثورت الخرباوي
                        تحية طيبة
                        سعدت بهذا التثبيت لهذه القصة التي نالت إعجابكم، وأقدر فيكم ذوقكم الأدبي الرفيع..واغتبطت أن تناصا قد حدث بين قصتي هذه وبين قصة لكم..
                        وحكمكم على مستوى القصة وسام على صدري أتشرف به.
                        خالص التقدير والود والاحترام.

                        تعليق

                        • الحاج بونيف
                          عضو الملتقى
                          • 29-02-2008
                          • 139

                          #13
                          المشاركة الأصلية بواسطة إيمان بونيف مشاهدة المشاركة
                          السلام عليكم و رحمة الله
                          لقد كنت متفاجئة جدا و أنا أقرأ القصة و لم أتوقع أسلوبا راقيا كهذا أبدا
                          أبدعت يا أستاذ الحاج بونيف قصة في منتهى الروعة مع تسلسل مثير للأحداث
                          تقدير كبير لك كاتبا كبيرا كما قال السيد ثروت الخرباوي
                          لاأدري كيف أناديك يا إيمان؟
                          هل أنت ابنتي؟ أم أختي؟
                          إننا نحمل نفس الاسم، لعلنا من العائلة نفسها، ولكن لا يهم، فكلنا إخوة..
                          شكرا على القراءة الجميلة، والتعليق الأجمل..
                          تقبلي صادق التحيات والود والتقدير.

                          تعليق

                          • السحاب الأحمر
                            عضو الملتقى
                            • 14-03-2008
                            • 54

                            #14
                            تحية طيبة عطرة للجميع ..
                            أضيف صوتي المعجب جدا بنصك إلى أصوات الأخوة الكرام أعضاء المنتدى ..
                            جميل جدا ، رائع جدا ، في منتهى الروعة ..أسجل إعجابي الشديد بكل حرف و كلمة وردت في هذه القصة الرائعة ..
                            جعلتني هذه القصة أبحر إلى اللامكان ..لا أعرف أين أذهب ، ذهبت بي إلى اللامكان ..بالخيال وسحر كلماتك ضللت و تهت في إبداعك ..
                            بالفعل أعجبتني القصة إنطلاقا من العنوان ..إلى العبرة المستنبطة منها ..
                            أنتظر و بشغف قراءة المزيد ..
                            لك مني أطيب تحية ..أطيب المنى ..
                            كتاباتك و أسلوبك هي من أبرز وقائع حياتنا
                            سلام

                            تعليق

                            • ثروت الخرباوي
                              أديب وقانوني
                              • 16-05-2007
                              • 865

                              #15
                              المشاركة الأصلية بواسطة السحاب الأحمر مشاهدة المشاركة

                              جميل جدا ، رائع جدا ، في منتهى الروعة ..أسجل إعجابي الشديد بكل حرف و كلمة وردت في هذه القصة الرائعة ..
                              جعلتني هذه القصة أبحر إلى اللامكان ..لا أعرف أين أذهب ، ذهبت بي إلى اللامكان ..سلام
                              عذرا للحاج بونيف ولكنني لم افهم حكاية الذي يبحر إلى اللامكان ولا يعرف اين يذهب .. المهم أنه ذهب أخيرا إلى اللامكان

                              تعليق

                              يعمل...
                              X