تويت
كلكامش يتأمل في ولادة الفجر الأخير
آخر طيف يلمحه
هو أن يجتاز براهين المطر
حيزا متنافرا
محرما فيه التأمل
الروح أن تستمد منه الفيض
وتقطع وعدا أبديا
بأن تعانق الجسد المتخم بالأوهام
حسه المتداخل هو الإصغاء
حس يتعدى الأبد
حوله تدور الألغاز بداخله
ولنا باب يدخلنا خارجه
ومنه تعود العبرات المكتظة
تراجيديا كان السراب
يرسم خطوطا تتناهى في الشفق العبقي
وفطنته تمازج بوحه
عبر تراخي خيوط شباك التعتيم
وخيط الشفق الوردي آخر الأسرار
حقبته يقتلها النسيان
فيودع المساء المساء
ويظم حزنه إلى أحزان الكوخ المهجور
كلكامش ... يهب النار نورا
يأخذ ايماضة للتجلي
ثم يركب قاربه الساهي
تغالطه الأشباح والاتجاهات
والأصوات المحتقنة
في السراب المغترب
والسراب المغترب أرق نائم
على سكر الطرقات
في الرحيل
تذكر أشياء
لم تحدث
في زمن مبهم
يسمع الأنهار كصوت نهار
يفشي آخر الأسرار
وعندما رأى ظل الماء
وأيقن رعشته
رثته كل نباتات الظل
ورثى ليلا حالك
طالما يسقط فرضا
وينقض آخر
في فكري الطاغي المتوحش
......
على هذه الميول يوما
سأصعد معه
كي نغسل أنفسنا من كل خطايانا
ونصلي لله نافلة
في عمق الليل المتوجس
نتحسس ملمس السماء
ونشاهد ولادة الفجر الجديد
من الغرب
نهاية الأحزان
في تلك المشاهد الحتمية
نهاية تعلل كل النهايات
نهاية صباح فارقنا طويلا
هو الآخر كان متوشحا بالسواد
لون الحياة
وعندما نصل إلى سهو النجوم
نرثي عمرا لم يسترح
وقد أدرك نهاية السهول
فنكلم الليل عندما تنام الأحلام
نغطيها بالقش
ونكمل رحلتنا
من دون أحلام منحت لنا
ومن دون كلمات
نلقن بها كشهداء الأحزان
منذ مساء طويل
نادينا الشرق بقمر آفل
والثريات القريبة المتأرجحة
أضلت من اهتدى ...
لا وجوم
فالنهر المنحسر أكمل مسيرة الأحزان
بصفاء أرواحنا بدأ يغسل كدره
بهديره الماضي أطلق أغنية الموت
حزن سكن وجوه الأطفال
مقبل من لقاء الأفقين
وتعيش فيه قبور الأحباب
ويمنحنا بعض الأمل الكاذب
هنا نجهل الأسباب
ثم نواسي الأطفال بنفس القمر
وعندما تهدأ الرياح يوما
ربما سنجهل المجهول
ولن يعاود الصبح عودته الغائبة
(مروان الهيتي)
تعليق