لوحتان لشاعر مغترب

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • زين العابدين الطائي
    أديب وكاتب
    • 02-10-2010
    • 14

    لوحتان لشاعر مغترب

    حقيبة

    في الليلة الظلماء
    حيث النجمُ خبأ ضوءَه
    في قريةِ البؤساء
    حيثُ الشارعُ الطينيُّ تغسلهُ الدموع
    أعددتُ للسفرِ الطويلِ حقائبي
    وخرجتُ من داري ألمـلمُ ذكرياتي
    ووصلتُ أقصى موطني
    وعلى مشارفهِ رأيتُ منايَ تُذبحُ غيلةً
    وجَّهتُ وجهي للظلام
    ودخلتُ مقبرةً اغترابي في حياة
    فشعرتُ بالضيقِ الشديدِ
    أينَ الحقيبة ؟؟ أينَ الحقيبة ؟؟؟!!!
    أوه
    يا للبلاء ...
    يا للغباء ...
    فلقد نسيت حقيبة قد كان داخلها هواء !




    البائع المتجول

    في غربةٍ .. في ساعةٍ .. في لحظةٍ .. في ثانية
    من كلِّ دفءٍ عارية
    وأنا أفتشُ عن بقايا موطني
    في السوقِ .. حيثُ البائعون مبعثرون
    إني غريبٌ ضائعٌ متسكعٌ
    قسراً أتيتُ إلى هنا
    أين ؟؟
    أين ؟؟
    أين ؟؟
    وهناك في أحدى جهاتِ السوقِ أرنو بائعا متجولا
    يرنو بعينيه ملامحَ غربتي
    لكنه قد كانَ يأكلُ صمتَهُ
    حين اقتربتُ سمعتُهُ
    نادى بأعلى صوتِهِ ( من يشتري ؟ وطن .. وطن ) !!






  • محمد الصاوى السيد حسين
    أديب وكاتب
    • 25-09-2008
    • 2803

    #2
    تحياتى البيضاء

    كمتلق أجد أن النصين يكتنزان جمالية حقيقية هى جمالية المفارقة ، النص الأول يبدو للمتلقى قنوط بطل النص الذى عبر عنه الشاعر ، ويأسه الذى يدفعه إلى أقصى بلاده نائيا حاملا حقيبته ، فإذا به يفاجئنا أنه لم يحمل شيئا ، كأنه لم يقدر على أن يقتلع جذور حياته من رحم الوطن ، أيضا النص الثانى يحمل جمالية المفارقة ويستدرجنا فنيا عبر مدارج السياق إلى فكرة شعرية صادمة ذكية التخييل وهى الوطن قد رخص حتى صار سلعة تباع على الأرصفة

    - لابد أيضا أن أحيى كمتلق هذى اللغة الشعرية التى مازت النصين فهى لغة تعى أن النص يقوم فى جوهره على السرد مما جعلها تجىء سلسة تستعين بالمشهدية أكثر من الخيال الجزئى مما جعلنا نرى السياق كمشهد مكتمل جلى للوجدان

    تعليق

    يعمل...
    X