حقيبة
في الليلة الظلماء
حيث النجمُ خبأ ضوءَه
في قريةِ البؤساء
حيثُ الشارعُ الطينيُّ تغسلهُ الدموع
أعددتُ للسفرِ الطويلِ حقائبي
وخرجتُ من داري ألمـلمُ ذكرياتي
ووصلتُ أقصى موطني
وعلى مشارفهِ رأيتُ منايَ تُذبحُ غيلةً
وجَّهتُ وجهي للظلام
ودخلتُ مقبرةً اغترابي في حياة
فشعرتُ بالضيقِ الشديدِ
أينَ الحقيبة ؟؟ أينَ الحقيبة ؟؟؟!!!
أوه
يا للبلاء ...
يا للغباء ...
فلقد نسيت حقيبة قد كان داخلها هواء !
البائع المتجول
في غربةٍ .. في ساعةٍ .. في لحظةٍ .. في ثانية
من كلِّ دفءٍ عارية
وأنا أفتشُ عن بقايا موطني
في السوقِ .. حيثُ البائعون مبعثرون
إني غريبٌ ضائعٌ متسكعٌ
قسراً أتيتُ إلى هنا
أين ؟؟
أين ؟؟
أين ؟؟
وهناك في أحدى جهاتِ السوقِ أرنو بائعا متجولا
يرنو بعينيه ملامحَ غربتي
لكنه قد كانَ يأكلُ صمتَهُ
حين اقتربتُ سمعتُهُ
نادى بأعلى صوتِهِ ( من يشتري ؟ وطن .. وطن ) !!
تعليق