حنانُ الله ( تلاوة على جثة الروح )

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • نافع سلامة
    عضو الملتقى
    • 24-05-2008
    • 30

    حنانُ الله ( تلاوة على جثة الروح )

    [poem=font=",6,blue,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4," type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black""]
    إلى اللهِ الحَلِيمِ شَكَوتُ دَائِي =علَى بَلوَى وحَلّتْ فِي دِمَائِي
    فلَيسَ سِواهُ يَملِكُ أيَّ نَفْعٍ =بِدَفْعِ الضُّرِ أو جَلْبِ الدَّواءِ
    ومَن فِي الخَلْقِ يَخلُو مِن مُصَابٍ= أرُونِي سَالِماً مِن دُونِ دَاءِ؟
    خُلِقْنا كُلَّنَا مِن طِينِ أرضٍ =ومِن رُوحِ الإلَهِ علَى السَّوَاءٍ
    فَلا أحَدٌ علَى البَلوَى كَبِيرٌ =ولا صِغَرٌ بِعَينِ الاِبتِلاءِ
    هِيَ الدُّنيا سَوادٌ في بَياضٍ= خَلِيطٌ مِن بُكَاءٍ فِي غِنَاءِ
    وأفضَلُ غَانِمٍ فِيهَا فُؤَادٌ= تَدَارَكَ ذَنبَهُ قَبْلَ الفَنَاءِ
    وعَزَّزَ دَمعَهُ في العَينِ دَمعٌ =جَرَى فِي القَلبِ أوَّابَ الدُّعَاءِ
    فمَن كَسَبَ ارتِيَاحَاً فِي مَعِيْشٍ= يُعَانِي مِن مَعِيشٍ فِي الثَّرَاءِ!
    ومَن سَلِمَتْ بِهِ الأيّامُ صُبحَاً =فَهَل تَدرِي أيَسْلمُ فِي المَسَاءِ؟
    وكُلُّ صَغيرةٍ في الدِّينِ بلوَى= وإنْ كَانتْ كَذرَّاتِ الهَوَاءِ
    وكُلُّ كَبيرةٍ في المَالِ فَدْوَى= ولَو لَم تُبْقِ شَيئاً للبَقَاءِ
    فَلا تَجزَعْ لغَيرِ اللهِ رُكْنَاً =إذا دَارَتْ عَليكَ رُحَى القَضَاءِ
    ولن يُِفتِِيكَ فِي أمْرٍ مَرِيرٍ= سِِوى مَن ذَاقَ مِن نَفسِ الوِعَاءِ
    فَدَقِّقْ فيكَ عَن نِعَمٍ خَوَافٍ= إذَا لَم تَلقَ نُعْمى فِي العَرَاءِ
    وحَسْبُكَ بَسمةً مِن وَجْهِ حِبٍّ =عَلَتْ فَوقَ الشِفاهِ بَلا رِيَاءِ
    وحُضنٌ دَافءٍ تَأوِي إلَيهِ= بقَصرٍ مِن لازُورْدٍ أو ظِبَـاءِ
    لِخَمْسٍ لَم أذُقْ حُضْنَاً لأُمّي= ولم أسمَعْ لطِفلٍ صَوتَ بَاءِ
    ولم أجْلِسْ إلَى أهْلٍ وصَحْبٍ =ولم أغْمِضْ ورَأسِي فِي صَفَاءِ
    تَنَزَّلَ دَمعُهَا فِي كُلِّ حَيٍّ =عَلى وَلَدٍ تَوَغّلَ فِي التَّنَاءِ
    أُهَاتِفُهَا فَتَصْرُخُ :ها صَغِيرِي= ألم يَئِنِ الرِّجُوعُ إلَى سَمَائِي
    ألم تَشْبَعْ فِرَاقَاً واغتِرَابَاً =فَقَد شَبِعتْ جِرَاحيَ مِن أنَائِي
    وقد نَضَبَتْ عَلَيكَ عُيُونُ قَلبِي =ومَا عِندِي سِوى نَزْفِ الدِّمَاءِ
    تَعَالَ فلم يَعُدْ فِي العُمْرِ إلاَّ =عِظَامٌ يَابِسَاتٍ مِن خَوَاءِ
    يُتمتِمُ دَاخِلي بُركَانُ وَيلٍ =أحتّى الأمُ يَغْمُرُهَا شَقائِي
    ألا يَكفِي حَبِيبَاً ذَابَ هَجرَاً =ويَأكُلُهُ الحَنِينُ مَعَ البُكَاءِ
    تُمزِّقُنِي (تَعَالَ) فَكَيفَ يَأتِي= حَبِيسٌ خَلفَ قُضبَانِ العَمَاءِ؟
    وقَيّدَهُ الكَفِيلُ بِألفِ لَيلٍ =وسَمّرهُ (الشِّؤُوْنُ) بألفِ لاءِ
    تُوَارِيْهِ الشَّوارِعُ مِثلَ قِطٍّ =جَنِيبٍ يتَّقي شَرَّ المُوَاءِ
    لهَا اللهُ العُرُوبَةُ فِي عُرُوقِي= يُمزِّقُ صَدْرَهَا كفُّ الإخَاءِ
    ألَسْنَا كُلُّنَا أبْنَاءُ وَحْيٍّ= وِلِدْنَا ذَاتَ نُوْرٍ مِن حِرَاءِ؟
    ويَنْظِمُنَا كِتَابُ اللهِ عُقْدَا =علَى صَدْرِ البَسِيْطَةِ والجِوَاءِ
    تَرَكتُ النِّيلَ لا مِن قَحْطِ حَالٍ= ولا مِن فَرْطِ بَطشٍ أو بُغَاءِ
    فَلا أرضٌ وجَفَّ الرِّزقُ مِنهَا= ولا وَطنٌ وعنهُ العدّلُ نَاءِ
    هُو الطِّيشُ البَلِيدُ و وَهمُّ حُلْمٍ= تَلاعَبَ بالقَنَاعةِ والرِّضَاءِ
    فَبِعتُ إلَى الدُّجَى نَوّارَ حَقلِي= وفأْسِي واشتَريَتُ خُطَى البَلاءِ
    حَنَانُ اللهِ كَيفَ ارْتَبْتُ فِيْهِ=ومَن يَرْتابُ في أُفِقِ البَهاءِ!
    عَصَافِيرٌ غَوَادٍ كُلُّ فَجرٍ=إلَى نَهرٍ تَدَثَّرَ بالهَنَاءِ
    وفلاّحٌ يَفُوحُ الرِّيفُ مِنْهُ= كَأُغنيةٍ وفَاحَتْ بالنَّقَاءِ
    يَحُثُّ حِمَارَهُ وبِكُلِّ لُطفٍ =يُعاتِبُهُ بِ (هاءٍ) أو بِ (حَاءِ)
    تقلّدَ فَأسَهُ المَبْلُولُ طِيناً =عَلى كَتِفٍ أشدِّ علَى العَيَاءِ
    وُجُودٌ لوعَمَلْتَ العَقلَ فِيهِ =رَأيتَ اللهَ لا رَيبٌ بِرَاءِ
    عَبِيرُ الصّبحِ يُنشِيكَ ابْتَهَاجَا= ويَغسِلُ عَن حَيَاتكَ مِثلَ مَاءِ
    وأشجَارٌ إذَا ألقَيتَ سَمعَاً لهَا= ألقَتْ عَليكَ مِنَ الثَّناءِ
    فلا تَقْصُصْ علَى العَينينِِ نَخلاً =كَفَاهَا العُشبُ شَوقاً للرَّوَاءِ
    ويَنبٌوعٌ تَشعّبَ فِي الرَّوَابِي= كَبَرقٍ شَاعَ في عَرَضِ السّماءِ
    إلَى حَقلٍ هُنَاكَ وخُذْ عُيُونِي= أيَا بَحرَ الحَنِينِ، و صِلْ بَقائِي
    وأَحْسِنْ رَكْعَتَينِ وَرَاءَ كُوْخٍ= تُصَلِّي خَلْفَهُ شَمسُ الفَضَاءِ
    وسَلّمْ لِي علَى زَهرٍ حَنُونٍ= تَقَابَلَ والنَّسِيمُ بِلا جَفَاءِ
    تَجَاسَرَ خَلْفَهُمْ شَجَرٌ عَتِيْقٌ =وكَشَّرَ للرِّياحِ وللغُثاءِ
    فَقَد عَزّ اللِقَاءُ ومَا بِأمرِي =شِرَاعِي الآنَ فِي مَرمَى الهَوَاءِ
    وهَا فَوقَ المَوَاجعِ جِسمُ رُوحِي= لهَا المَولىَ مُمزّقةُ الرِّدَاءِ
    ويَجرُفُهَا الضَّياعُ كَمثلِ رَملٍ= إلَى قَاعِ الحَياةِ بِلا عَنَاءِ
    ويَمضَغُها الظَّلامُ ولَيسَ عِندي= ولَو حِرزَاً كَشَمعٍ للضِّياءِ
    إِلَى اللهِ اتَّخَذْتُكَ حَبْلَ وَصْلٍ= لَعَلَّ اللهُ يَقْبَلُ لِي رَجَائِي
    يُفَرِّجُ كُرْبَتِي وهُمُومَ خَمْسٍ= مَلآنَ العُمْرَ مِن مِزَقِ الشَّقَاءِ[/poem]


    ...
    ..
    .
    التعديل الأخير تم بواسطة نافع سلامة; الساعة 28-03-2011, 17:58.
  • مباركة بشير أحمد
    أديبة وكاتبة
    • 17-03-2011
    • 2034

    #2
    نسجت قصيدتك ،عذبة الحروف، من الحرير
    واتقن الوجدان عزفها والتصوير.
    بوركت وبورك القلم أيها الشاعر القدير.

    تعليق

    يعمل...
    X