ذاكَ النَّهرُ .. يَغسلُ أقدامَه

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • أ.د/ مصطفى الشليح
    أديب و كاتب
    • 02-06-2007
    • 91

    ذاكَ النَّهرُ .. يَغسلُ أقدامَه

    [frame="13 90"]
    .
    .

    ذاكَ النَّهرُ .. يَغسلُ أقدامَه





    [align=justify]شاعرٌ يتذكرُ أنَ الكلامَ يسيرُ إلى موجةِ النهر منذ التفات المكان إلى النهر يغسلُ أقدامه اللغويةَ بالفجر منذ انتباه العصافير للشدو في مقلة الكلم الطيب المتعالي، ومنذ اكتفائيَ بالنبر شكوى إلى نقطةٍ لم تزل تترنح بالسطر. منْ يتذكَّرُ شاعرَه والمراكبُ تجري إلى مُستقر من الأمر ؟ ومن راكبٌ ؟ ثمَّ منْ خاطبٌ ودَّ هذي المسافاتِ بالقيد والنير؟

    مرَّ المعزون قدام عينيَ. يَشتعلُ الوقتُ بالدمع. لا وقتَ للجمع بيني وبيني. أرى شمعةً تتوجَّعُ عندَ كلام الرياح إلى العمر. تلك ذبالتها تنحني ليمرَّ إلى الجمر قلبي، وهذي ذؤابتها تختفي، مُترنحةً، عن يديَّ وعن وجهتي، والطريقُ همى شائكا. كانَ في جبتي فاتكا وأنا كنتُ في خطوتي هالكا. لم أكن سالكا غيرَ قلبي على موجةٍ للحنين استبدَّت بقلبيَ. ألقى الحنينُ إليَّ اكتفائيَ بالجزر. مدٌّ هناكَ ولستُ أراه. يدايَ سرابٌ ورملٌ يدايَ وصحراءُ مروحة العمر.

    أدخلُ في عتمة الصحو. أدخلُ في أول اللغو. أدني المحارةَ من شفةِ النهر يا زبدا أتلقفه فإذا بعَصايَ تهشُّ على مهرةٍ للجراح، ولي بالجراح يدٌّ سوفتني الذي كانَ في عبق الياسمين إذا أتلفتني وما قطفتني سؤالا لقلبيَ عن قلبيَ المُختفي في خطايَ، مُخاطبةَ، ما خطاي تدبرُ لي من شرك في الطريق. أهزُّ صباحيَ من زرقة الكلماتِ حماما. بكى، في يديَّ، الصباحُ وبين يديَّ شكاةُ الحمام إليَّ هديلٌ توشَّحَ باللفح.

    قلتُ له: خذ وشاحكَ باللمح واسكنْ إليكَ على حافةِ الجرح. لا تطمئنَّ إليكَ وأنتَ على جرف شبه هار، ولا تطمئنَّ إلى لغةِ الملح. دمعُكَ في لغةِ السفح مرآة ذاتكَ كيْ تستبيحَ ذهابك في البوح. اخرج، كما أنتَ، وأخرج، كما لستَ أنتَ. ألا امزجْ شرابكَ بالرّيح حتَّى تطيرَ، وأنتَ كما أنتَ حين أتيتَ وما أنتَ أنتَ، ألا استبق ريشتكَ اللغوية واقفة في المهبِّ الأخير إلى النهر.

    لستَ على وتر للغناء فهاتِ سماءكَ روحا لكلِّ البكاء على موجةٍ ألفتْ نهرها تستحمُّ بلثغته السلويةِ في كلِّ رفَّة رمشٍ وفي حكمةِ الصَّرح، من قبل يَرتدُّ طرفكَ. لا عرشَ للروح تبكي على روحها حين مرَّ المعزون قربكَ مثلَ سلام ولستَ تراه. ثمَّ لا عرشَ. للسبتِ في مقلتيكَ هُويتُه. ولك الصخرُ تنحتُه لتقولَ وما أنتَ تقولُ كلاما شبيهَ كلام ولستَ تراه. كأنَّكَ تذكرُ طفلا عدا، بالزمان، إلى عمره، وفراشته الحجريَّة بالسور ناظرة: فيمَ يلهثُ خوفك يا صاحبي ؟ ما أنا لاهثٌ. كيفَ ؟ يحملني عابثٌ ناكثٌ ويُطوحُ بي. حادثٌ أنتَ أيها الألمُ المُسترقُّ دمي, حادثٌ أنتَ.

    مرَّ المعزون. كانوا فرادى يمرون يَسترقون يدي بحديثِ وما أنا سامعُه. وإذا ما أنا متُّ كيفَ ترى كنتُ أسمعُه ؟ أنتَ تهذي يقولُ الشبيهُ. تلفَّتَ منِّي الخفيُّ الجليُّ الحفيَّ بما لستُ أجمعُه من بقايايَ، مُنشذراتٍ، وما لستُ أذرعُه في بقايايَ، مُبتدراتٍ إلى خشعةٍ، وتلفتُ أبحثُ عني، وإني قريبٌ إليَّ بما ليسَ منِّي. يَمرُّ المعزون. عما قليل سآخذ نهرَ المعاني إلى خلوةٍ ثمَّ أسأله عن صباحيَ في هذياني، وعما قليل سينفضُّ جمع المعزين.
    لن تتبقى سوى دمعةٍ لي.

    يقولُ الشبيهُ: أما زلتَ تهذي وقد وثبَ السبتُ، من خرجه، بغتة واختفى في الذهاب إلى آخر البدء ؟
    قلتُ: سلاما لأمِّي أنا .. حينَ ألقتْ على كل أسئلتي شالها

    وسلاما لأمِّي .. وقد كانتِ النهرَ، عندَ سلا، وفتاها على قدم النَّهر قبَّلَ أحوالَها
    والكلامُ يسيلُ على الفجر ينهلُ سلسالَها مثلَ طفل تملَّى سلا ..
    كمْ تجلَّى وفي قلبه غصَّةٌ .. حاضنا شالَها ..
    [/align]
    .
    .
    [/frame]
    [align=center].
    .[/align]


    [align=center] أنا
    حينَ الكلامُ أجرى دمي
    قلتُ : .. أمانًا

    هُنا
    دمٌ مطلولُ


    وهُنا يظمأ الحمامُ
    ولا إلفٌ

    .. هُنا ماءٌ ظامئٌ مقتولُ
    [/align]

    [align=center].
    .
    [/align]
  • محمد الصاوى السيد حسين
    أديب وكاتب
    • 25-09-2008
    • 2803

    #2
    تحياتى البيضاء

    كمتلق أجد أننى أمام نص مختلف مغاير، نحن أمام لغة شعرية تكسوها مسحة صوفية تمنحها عذوبة وبهاء كما تمنحها غموضا وتكثيفا بما يجعلنا فى رأيى أمام نص شعرى على جماله وعذوبته يتناغم أكثر مع المتلقى الخاص وليس المتلقى العام للنص الشعرى

    - ربما أجد من حيث بنية الشكل أننا لسنا أمام السطر التفعيلى بل الأمام السطر النثرى لكن مع الموسيقى وهذا ما أراه قديحدث التباسا لدى المتلقى حيث إن سطر التفعيلة الذى يقصر ويطول والذى يوظف علامات الترقيم والسكون والإشباع وكذا الذى يوظف التدوير والقطع والكثيرالكثير من السمات البنيوية للسطر الشعرى التفعيلى بما يجعله مكونا حيا فارقا فى بنية النص التفعيلى بحيث يصعب أن يزاحمه السطر النثرى فى وظيفته الفنية أو أن يقوم بدوره الإيقاعى والجمالى والتخييلى

    - يظل هذا النص نصا منفتح للتأويل وإعادة القراءة وانتاج الدلالات المختلفة لما يحويه ويكنزه من ثراء وعذوبة

    تعليق

    • محمد الصاوى السيد حسين
      أديب وكاتب
      • 25-09-2008
      • 2803

      #3
      تحياتى البيضاء

      طاب لى أستاذى أن أقبس قبسا من جماليات هذا النص على هذا الرابط
      نتواصل معكم هنا لنضع صورا بلاغية مشروحة البيان والمعنى لعلها تنال رضاكم ، وتعجب أذواقكم ، فتتكرموا بالإضافة إليها من إبداعاتكم الأدبية البليغة ، حتى نستمتع بما تقدمونه معنا من صور بلاغية مختلفة في التشبيه والاستعارة والكناية والمجاز المرسل وكل ألوان البيان البلاغية الممتعة في الشعر والنثر وفنون الأدب العربي. من انتاجكم ،

      تعليق

      يعمل...
      X