قال : طعم الخيانة علقمٌ تجيد المرأة تركيب مكوناته متفوقة في هذا المجال على الرجل.
قالت : الخيانة ديْدن الرجل منذ بدء الخليقة.
قال : لا تذهبي بعيداً .. هل سمعت بقصة الرجل الذي قام بتصوير خيانة زوجته ثم هرب عشيقها قافزاً من النافذة فكسر ساقيه و إرتج عقله ؟
قالت : نعم ، ثم ماذا ؟
قال : أستغرب قوة أعصاب الزوج ..
قالت : ماذا كنت تريده أن يفعل ؟
قال : من الطبيعي أن تثور رجولته و تنفجر براكين غيرته فيذبح العشيق و زوجته من الوريد إلى الوريد.
قالت : يا لك من مُغالٍ .. كم من إمرأة عرفتْ خيانة زوجها فسكتتْ درءاً للفضيحة و حفاظاً على أولادها و تماسُك أسرتها.
قال : أنا لا أؤيد أي إمرأة تواصل مسيرة حياتها مع رجل يخونها . هذه جزئية من قاعدة ( بوفوار وسارتر ).
قالت : لا تفلسف الأمر .. لأن بوفوار و سارتر عقدا ميثاقا غرامياً على مفهوم "الإخلاص الحر". اتفقا على أن يسمح الواحد منهما للآخر بإقامة علاقات جنسية وعاطفية موازية، شرط الشفافية المطلقة بينهما وانعدام الخبث والاسرار، درءاً لوحش الغيرة وبشاعة الغدر. هكذا عاش الاثنان عدداً لا يحصى من العلاقات، منها العابر ومنها غير العابر. فكيف تربطها بإمرأة إمتدتْ إليها سكين الخيانة بطعنة في صميمها ؟
قال : لذا فأنا أكرر ما قلته ، بأن التي تمكث مع زوج خائن و بعلمها و تحت سمعها و بصرها بحجة الحفاظ على ترابط أسرتها إنما تطبق جزءاً من نظرية سارتر و بوفوار . كانت فلسفتهما قائمة على المقولة : ( أخونك بمعرفتك ) فقدّم سارتر و بوفوار هذه "الفلسفة" على أنها المعادلة السحرية لإنجاح العلاقة بين اثنين وحمايتها من كل تهديد يتربص بها. وعكسا طوال حياتهما قابلية هذه المعادلة للنجاح.
قالت : باسم الصراحة والحرية بالذات، و باسم هذا الانتصار "الوهمي" على الغيرة، كانت العلاقة ممسوخة وغير متكافئة، فعانت بوفوار من جهتها الأمرين بسبب تعلقها بسارتر وخوفها حد الهوس من فقدانه لصالح احدى غريماتها . من جهته كان سارتر يخفي حقائق كثيرة عن بوفوار ويكذب عليها غالبا. بذلك يكون الكاتبان خدعا نفسيهما طوال حياتهما.
قال : هل تعتقدين أن الحرية هي الإنطلاق في العلاقات ؟
قالت : من قال هذا ؟ أقول لك أن كل منهما خدع الآخر بشكل أو آخر ، وخدعا الآخرين بل تسبّب هذا الميثاق بمعاناة عدد هائل من الرجال والنساء الذين نشدوا في شرط الحرية المطلقة مفتاح الراحة من عذابات الغيرة في علاقاتهم، وإذا بهم يضحون أسرى حريتهم المنشودة هذه.
قالت : ماذا كنت تنتظر من ذاك الزوج الذي قام بتصوير خيانة زوجته ؟
قال : التصرف الطبيعي أن يثور لكرامته و يقتلها و يقتل عشيقها.
قالت : و أزيد عليك بأن أقول : ثم يقتل نفسه لأنه غير جدير بالحياة ..
قال : لماذا ؟
قالت : من أعطاه سيف القصاص ؟ لم أصلاً يلطخ يديه بدم خائنة ؟ فليتركها تنطلق مع من تشاء و يتحلل من زواجها و إرتباطها. و دعني أسألك : ماذا كانت ستفعل الزوجة إن داهمتْ زوجها في أحضان أخرى في بيتها ؟
قال : ألم تسمعي بتلك التي ذبحت زوجها بعد أن وضعتْ له المخدر ثم قامت بتقطيعه إلى أجزاء صغيرة و وضعتْ كل جزء في كيس و وزعتْ الأكياس على ( براميل النفايات ) في أحياء المدينة ؟ أتدرين لماذا فعلتْ ذلك ؟ لمجرد أنها سمعتْ أنه يحب فتاة و ينوي الزواج بها.
قالت : هذه حالة فردية.
قال : لقد سألتيني سؤالاً و أعطيتك أنموذجاً.
قالت : أتقْبل أن تتحدث زوجتك عن خطيبها السابق مثلاً ؟
قال بإنفعال : و لماذا تتحدث عن رجل تركتْه لعدم إقتناع أحدهما بالآخر؟
قالت : لا تتهرب. هل تقبل؟
قال : في أي شكل تتحدث عنه ؟
قالت : عن إيجابياته.
قال : إن كان به إيجابيات فلم تركته؟
قالت بثقة : لأن سلبياته طغتْ عليها.
قال : لا .. لا أقبل. لأنها قبلتْ بي لأن إيجابياتي طغتْ على سلبياتي.
قالت : ربما أخفيتها أيام الخطوبة
قال بحدة : ليس لدي ما أخفيه عنها لا قبل و لا بعد.
قالت : دع عنك العصبية فأنا أحاورك لنصل إلى نتيجة. هل تقبل أن تقول زوجتك و هي جالسة أمام الشاشة : ( يا الله .. هذا فنان جذاب كامل الرجولة ) ؟
قال و الغضب يعلوه : هل أنت جادة في سؤالك هذا ؟
قالت بثقة : تماماً ..
قال : ربما أدى ذلك إلى إنفصالنا.
قالت : قل لي بكل صراحة و تجرد .. ألا تقولها في سرك عندما ترى ممثلة أو فنانة أو فتاة في الشارع ؟
فصمت طويلا ..
فبادرته : أرجوك أجب بكل صراحة فأنا أعرف صراحتك.
قال : نعم أقولها في سري و ليس بذلك الشكل السافر أمامها و كأنني أستفزها.
قالت : إذن هي متصالحة مع نفسها و تفكيرها و منطقها. لم تخنْك حتى بالسر .. قالت رأيها و تركتْ لك أمر نقاشها حتى فيما تراه هي مقنعاً بالنسبة لها.
قال : إذن فليحتفظ كل واحد برأيه.
قالت بضحكة ساخرة : فتلك هي الخيانة الفكرية ، و يدخل في باب النوايا غير الحسنة.
قال بغضب : هل تريدين منها أن تجلس و تتغزل في جمال ذاك و جاذبية هذا أمامي ثم أبدأ بعدها في وصف قوام هذه و نعومة تلك ؟ ما هذا؟؟؟ عن أي خيانة تتحدثين ؟
قالت : لم أقل لك أن تتغزل أو توصف .. قلت لك لو أنها قالت رأيها في شكل معين فقط.
قال : كلها تدخل في نطاق الغزل الصريح .. فلا تستعملي كلمات مبطنة لمعانٍ لا تقبل التأويل أو التحريف.
قالت : إذن تريدها مبطنة و سراً يعشعش في الدماغ و ترقد في الذاكرة ؟
قال : هو كذلك.
ثم هب واقفاً و هو يقول : بدأتُ حديثي عن الخيانة .. فجرجرتيه إلى دهاليز أخرى.
قالت : الخيانة لا تتجزأ.
قال : لنا لقاء آخر.
قالت : الخيانة ديْدن الرجل منذ بدء الخليقة.
قال : لا تذهبي بعيداً .. هل سمعت بقصة الرجل الذي قام بتصوير خيانة زوجته ثم هرب عشيقها قافزاً من النافذة فكسر ساقيه و إرتج عقله ؟
قالت : نعم ، ثم ماذا ؟
قال : أستغرب قوة أعصاب الزوج ..
قالت : ماذا كنت تريده أن يفعل ؟
قال : من الطبيعي أن تثور رجولته و تنفجر براكين غيرته فيذبح العشيق و زوجته من الوريد إلى الوريد.
قالت : يا لك من مُغالٍ .. كم من إمرأة عرفتْ خيانة زوجها فسكتتْ درءاً للفضيحة و حفاظاً على أولادها و تماسُك أسرتها.
قال : أنا لا أؤيد أي إمرأة تواصل مسيرة حياتها مع رجل يخونها . هذه جزئية من قاعدة ( بوفوار وسارتر ).
قالت : لا تفلسف الأمر .. لأن بوفوار و سارتر عقدا ميثاقا غرامياً على مفهوم "الإخلاص الحر". اتفقا على أن يسمح الواحد منهما للآخر بإقامة علاقات جنسية وعاطفية موازية، شرط الشفافية المطلقة بينهما وانعدام الخبث والاسرار، درءاً لوحش الغيرة وبشاعة الغدر. هكذا عاش الاثنان عدداً لا يحصى من العلاقات، منها العابر ومنها غير العابر. فكيف تربطها بإمرأة إمتدتْ إليها سكين الخيانة بطعنة في صميمها ؟
قال : لذا فأنا أكرر ما قلته ، بأن التي تمكث مع زوج خائن و بعلمها و تحت سمعها و بصرها بحجة الحفاظ على ترابط أسرتها إنما تطبق جزءاً من نظرية سارتر و بوفوار . كانت فلسفتهما قائمة على المقولة : ( أخونك بمعرفتك ) فقدّم سارتر و بوفوار هذه "الفلسفة" على أنها المعادلة السحرية لإنجاح العلاقة بين اثنين وحمايتها من كل تهديد يتربص بها. وعكسا طوال حياتهما قابلية هذه المعادلة للنجاح.
قالت : باسم الصراحة والحرية بالذات، و باسم هذا الانتصار "الوهمي" على الغيرة، كانت العلاقة ممسوخة وغير متكافئة، فعانت بوفوار من جهتها الأمرين بسبب تعلقها بسارتر وخوفها حد الهوس من فقدانه لصالح احدى غريماتها . من جهته كان سارتر يخفي حقائق كثيرة عن بوفوار ويكذب عليها غالبا. بذلك يكون الكاتبان خدعا نفسيهما طوال حياتهما.
قال : هل تعتقدين أن الحرية هي الإنطلاق في العلاقات ؟
قالت : من قال هذا ؟ أقول لك أن كل منهما خدع الآخر بشكل أو آخر ، وخدعا الآخرين بل تسبّب هذا الميثاق بمعاناة عدد هائل من الرجال والنساء الذين نشدوا في شرط الحرية المطلقة مفتاح الراحة من عذابات الغيرة في علاقاتهم، وإذا بهم يضحون أسرى حريتهم المنشودة هذه.
قالت : ماذا كنت تنتظر من ذاك الزوج الذي قام بتصوير خيانة زوجته ؟
قال : التصرف الطبيعي أن يثور لكرامته و يقتلها و يقتل عشيقها.
قالت : و أزيد عليك بأن أقول : ثم يقتل نفسه لأنه غير جدير بالحياة ..
قال : لماذا ؟
قالت : من أعطاه سيف القصاص ؟ لم أصلاً يلطخ يديه بدم خائنة ؟ فليتركها تنطلق مع من تشاء و يتحلل من زواجها و إرتباطها. و دعني أسألك : ماذا كانت ستفعل الزوجة إن داهمتْ زوجها في أحضان أخرى في بيتها ؟
قال : ألم تسمعي بتلك التي ذبحت زوجها بعد أن وضعتْ له المخدر ثم قامت بتقطيعه إلى أجزاء صغيرة و وضعتْ كل جزء في كيس و وزعتْ الأكياس على ( براميل النفايات ) في أحياء المدينة ؟ أتدرين لماذا فعلتْ ذلك ؟ لمجرد أنها سمعتْ أنه يحب فتاة و ينوي الزواج بها.
قالت : هذه حالة فردية.
قال : لقد سألتيني سؤالاً و أعطيتك أنموذجاً.
قالت : أتقْبل أن تتحدث زوجتك عن خطيبها السابق مثلاً ؟
قال بإنفعال : و لماذا تتحدث عن رجل تركتْه لعدم إقتناع أحدهما بالآخر؟
قالت : لا تتهرب. هل تقبل؟
قال : في أي شكل تتحدث عنه ؟
قالت : عن إيجابياته.
قال : إن كان به إيجابيات فلم تركته؟
قالت بثقة : لأن سلبياته طغتْ عليها.
قال : لا .. لا أقبل. لأنها قبلتْ بي لأن إيجابياتي طغتْ على سلبياتي.
قالت : ربما أخفيتها أيام الخطوبة
قال بحدة : ليس لدي ما أخفيه عنها لا قبل و لا بعد.
قالت : دع عنك العصبية فأنا أحاورك لنصل إلى نتيجة. هل تقبل أن تقول زوجتك و هي جالسة أمام الشاشة : ( يا الله .. هذا فنان جذاب كامل الرجولة ) ؟
قال و الغضب يعلوه : هل أنت جادة في سؤالك هذا ؟
قالت بثقة : تماماً ..
قال : ربما أدى ذلك إلى إنفصالنا.
قالت : قل لي بكل صراحة و تجرد .. ألا تقولها في سرك عندما ترى ممثلة أو فنانة أو فتاة في الشارع ؟
فصمت طويلا ..
فبادرته : أرجوك أجب بكل صراحة فأنا أعرف صراحتك.
قال : نعم أقولها في سري و ليس بذلك الشكل السافر أمامها و كأنني أستفزها.
قالت : إذن هي متصالحة مع نفسها و تفكيرها و منطقها. لم تخنْك حتى بالسر .. قالت رأيها و تركتْ لك أمر نقاشها حتى فيما تراه هي مقنعاً بالنسبة لها.
قال : إذن فليحتفظ كل واحد برأيه.
قالت بضحكة ساخرة : فتلك هي الخيانة الفكرية ، و يدخل في باب النوايا غير الحسنة.
قال بغضب : هل تريدين منها أن تجلس و تتغزل في جمال ذاك و جاذبية هذا أمامي ثم أبدأ بعدها في وصف قوام هذه و نعومة تلك ؟ ما هذا؟؟؟ عن أي خيانة تتحدثين ؟
قالت : لم أقل لك أن تتغزل أو توصف .. قلت لك لو أنها قالت رأيها في شكل معين فقط.
قال : كلها تدخل في نطاق الغزل الصريح .. فلا تستعملي كلمات مبطنة لمعانٍ لا تقبل التأويل أو التحريف.
قالت : إذن تريدها مبطنة و سراً يعشعش في الدماغ و ترقد في الذاكرة ؟
قال : هو كذلك.
ثم هب واقفاً و هو يقول : بدأتُ حديثي عن الخيانة .. فجرجرتيه إلى دهاليز أخرى.
قالت : الخيانة لا تتجزأ.
قال : لنا لقاء آخر.
***
جلال داود ( أبو جهينة ) الرياض
تعليق