العائلة / محمد فطّومي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • محمد فطومي
    رئيس ملتقى فرعي
    • 05-06-2010
    • 2433

    العائلة / محمد فطّومي

    العائلة



    لاحت في الأفق غيمة داكنة بلون التّراب. اقتربت مهيبة كزحف الجراد. خيّم سكون ثقيل يوهم بأنّ الزّمن قد توقّف. أقفرت الشّوارع و سيطرت على الهواء رائحة نديّة خانقة. مع أوّل وميض للبرق بدأت الأوراق تتطاير و العلب تتدحرج، و الأكياس تعلق بين قضبان الحديد البارزة فوق السّطوح.
    يومها ردمت الرّيح المدينة بالتّراب و لم تنزل قطرة ماء واحدة.

    خشي باديس من أن يباغته البَرَد. فحثّ خطاه مسرعا نحو البيت الكبير.

    خُلق باديس و إخوته ليكونوا أفرادا في عائلة. و خُلقت عائلة باديس كي تكون مُنجزا بحدّ ذاته. و لها ككلّ عائلة ربّ مهيمن، لكنّ هيمنته لا تعني أنّه مصروف عن عبادة بقيّة أفرادها. للقلوب أعناق ممدودة، و الأصفاد تشهد، كما يُقال، لكن الشّاي هو الشّاي، إذ لا أحد في العائلة يجرؤ على خرق القاعدة و التّخلّف ليلة واحدة عن حلقة الشّاي اليوميّة، و إلاّ قُتل رميا بالشّاي حتّى الموت.

    دفع باديس الباب الخارجيّ بساقه و دلف. وقعت عيناه على ورقة مقلوبة عليها آثار النّعال. تناولها. كانت عبارة عن وصل تسليم. دقّق النظر فيها جيّدا كأنّه يُنوّمها، إن هي إلاّ لحظات حتّى لانت للشّاي.
    بعد صلاة العشاء مباشرة اجتمعت العائلة حول المائدة. جلبت الخالة فاطمة الطبق النحاسيّ الكبير و فوقه إبريق الشّاي و علبة السكّر و أصناف مختلفة من الفناجين بحسب ثقل كلّ منهم في ميزان العائلة..
    قرقر إبريقُ الشّاي فوق الكانون. بعد برهة سكت. لتتحوّل القرقرة شخيرا متقطّعا.. حين انتظم الشّخير استلّ باديس الورقة من جيبه مادّا عنقه متظاهرا بقراءتها:
    - انظروا ماذا وجدّت. لن تُصدّقوا..ناول الورقة إلى والده مُضيفا:
    - أحدهم تعمّد أن يلقي بها من تحت الباب..إنّها باسم الدكتور نادر غلام جارنا.. لا شكّ في أنّه هو من ألقاها بنفسه..ما أوضع مستواه و أنقص عقله.. المسكين يعتقد أنّه الوحيد الذي اشترى سيّارة بين كلّ النّاس.
    ثمّ صمت هنيهة كما لو أنّه ينتظر مفعول مُخدّر ما، مانحا المجال لوالده كي يستوعب الأمر. أثناء انهماك الحاج في التأمّل، استحالت عينا باديس مشرطين، و بدا عليه اعتزاز بائع شوارع سعيد بآلة تسجيله التي تنادي على بضائعه نيابة عنه.
    عائلة باديس جسم يمتصّ دوران من حوله كي يخلّد ثباته. لذا وجب الصّبر.

    تململ الحاج . جاس ببصره فوق الوصل مليّا ثمّ قال دون أن يرفع عنه عينيه:
    - ماذا يقصد؟ أوصلت به الدّناءة إلى هذا الحدّ؟ من يظنّ نفسه؟ طيّب..سيّارتك سعرها كذا.. و ماذا بعد؟
    كان الحاج يدرك جيّدا أنّه طقس شاي، لكن ما العمل مادامت قرابين أبنائه تُشعره بالجبروت و تُكسبه ألوهيّة صغيرة..
    أحسّ باديس بأنّه قد صوّب جيّدا فأشرق وجهه.
    قام الوصل بلفّة كاملة بين الأيادي قبل أن يقف في الأخير عنده مرّة أخرى.
    لم يحبّ باديس الشّايَ يوما لكنّ إيمانه قاطع بأنّه الوحيد القادر على مساعدته في استعطاف والده لعلّه يهبه الشّقّة العلويّة.
    - المسألة واضحة وضوح الشّمس.. أراد أن يتباهى أمامنا بسيّارته الجديدة لمّا لاحظ أنّنا لا نعيره و إيّاها اهتماما..المريض.. نسي أنّ أبي أرفع منه بكثير..

    نطقت راضية: المغرور..كيف سمح لنفسه بالتّطاول على أخي و استفزازه في عقر داره؟ التفتت إلى باديس و تابعت: ماذا تنوي أن تفعل؟ وغد كهذا لا يجب أن نسكت عليه. حتما سيظنّ أنّنا ضعفاء!
    تعلم راضية يقينا أنّ العاصفة هي التي قادت الورقة إلى بيت والدها مصادفة، لكن لا خيار أمامها لتجعل أخاها يضغط على زوجها كي يصرف النّظر عن فكرة الانتقال للسكن في حيّ بعيد عن الحيّ الذي يسكنه أهلها، سوى بنصرته في كلّ ما يخوضه من معارك.
    كشفت الخالة فاطمة الغطاء عن الإبريق، فتصاعد البخار دفعة واحدة مصدرا حشرجة أدنى إلى الاحتجاج. ها هو البخار يتلوّى كأفعى تخرج من سلّة. ها هو يتّخذ شكل آدميّ من بخار..
    تمطّى كائن البخار ثمّ انطلق يذرع الغرفة.
    و لأنّه وثيق الصّلة بكلّ المواضيع فقد تقدّم المخلوق بخطى مهيبة نحو كرسيّه قبل أن يغرق في مراقبتهم.

    صبّت الخالة فاطمة الشّاي في الفنجان الأوّل، عدّل الجميع جلساتهم.
    ارتشف "رسّام" الأخ الأوسط و زعق:
    - غدا أعلّمه درسا في الأدب.. لا أستحقّ أن أكون رجلا إن لم أحطّم وجهه . ألا ترون بأنّه يدوس على كرامة أمّي؟
    يُدرك " رسّام" كباقي العائلة أنّ القصّة شاي، لكن ما العمل مادام عاطلا عن العمل، و عليه أن يدفع ضريبة نومه حتّى منتصف النّهار.
    أعادت الخالة فاطمة الإبريق فوق النّار و توعّدت :
    - غدا أذهب إلى زوجته و أروي لها الحكاية، فإمّا أن توقف زوجها عند حدّه و إلاّ فلي معها تصرّف آخر. و هي تعرف جيّدا ماذا باستطاعتي أن أفعل..السّاحرة..(ثمّ خطر لها فجأة):لم لا يكون عملا من أعمال السّحر؟ أنسيتم أنّها ساحرة؟

    الدّكتور "نادر غلام " يحبّ الخالة فاطمة، و كانت هي في قرارة نفسها تجلّه و تنزله مكانة الشاب المثاليّ في أحيان كثيرة، لكنّ خوفها من الحاج هو الذي تلبّسها لحظتها؛
    فقد بدّدت نصف نفقة البيت في شراء أقمشة للسّتائر، و الشّهر لا يزال " يتمرّغ في الحشيش" كما اعتادت القول كلّما استفحل بها ضيق النّفقات. أمَا و قد علم مخلوق الشّاي نيّتها السّليمة فقد أيّد كلامها بتوقّفه عن الغدوّ و الرّواح و جلوسه قبالتها. كذا ألقت عن عاتقها حمل موقفها.
    تمدّد مخلوق البخار على بطنه جاعلا رأسه بين كفّيه، تلقّى باديس الإشارة على أنّ الكائن في أتمّ الرّضا عن أدائه. فدفن كلتا يديه داخل معطفه و خفق بهما كديك يهمّ بالصّياح. أخرج هاتفه الجوّال و زأر:
    - سأرفع به قضيّة في ردّ الاعتبار. سأكلّم صديقي لؤي أوّلا لأسأله عن حظوظنا فيها و عمّا يجب أن نفعله بالضّبط.
    داعب بأنامله لوحة الجوّال. قرّبه من أذنه ثمّ قال بمرارة من أضاع فوزا مؤكّدا. هاتفه مغلق ، لابدّ أنّه نائم.
    عاد مخلوق البخار يذرع الغرفة جيئة و ذهابا ينشر عبق الزّعتر في أرجائها.
    في تلك اللّحظة نطق رمزي الأخ الأصغر:
    - دعوا الأمر لي رجاء. ألا ترون بأنّه قد انتهك عرضنا، و شوّه سمعة إخوتي البنات. ثمّ صاح فجأة: لن أسمح لأيّ مخلوق بأن يمسّ شعرة واحدة من رأس أخواتي. سأذهب إليه حالاّ. همّ بالقيام فعلا. لكنّ كائن الشّاي سحبه من يده و أجلسه من جديد، كما ليعينه على إتمام عرضه بسلام دون الّلجوء إلى التّنفيذ.
    رمزي يعتبر "نادر غلام" الأكثر نبلا و شهامة بين الرّجال كافّة، لكنّه تورّط في وعد صديقته بجولة في سيّارة أخته. و لا سبيل إلى ذلك إلاّ بالدّفاع عن شرفها.

    كانت الصّور في التّلفزيون تتراقص دون صوت. و كان جهاز التّحكّم بيد الحاج. لمّا نبتت للحوار فروع و للفروع أغصان، لم يعد أحد يهتمّ بما يبثّه التلفزيزن. فكانت مناسبة سخيّة ليحقّق الحاج بضع الدّقائق في مشاهدة مباراة مصارعة بين شابّتين. كان بودّه لو تمكّن من متابعتها مدّة أطول لولا أن لاحظ امتعاض الكائن البخاريّ.

    انتصف الليل فتثاءب كائن البخار. نهض الجميع استعدادا للنّوم. فُتحت نافذة الغرفة لتهوئتها فتسلّل المخلوق عبرها كخيط. أُطفئت الأنوار و ران الصّمت، و لم يبق في مخيّلاتهم ذرّة واحدة من حديث الليلة. وحدها لسعات الشّاي ظلّت تلذع الألسن.

    ***

    قبل الفجر بقليل خرج باديس كعادته ليفتح دكّانه. هاله ما رأى. كانت قفّة سعف كبيرة. تفحّص ما بداخلها فإذا بها رضيع حديث ولادة. اقشعرّ بدنه. ارتبك. احتار ماذا يفعل. قرّب رأسه من الطّفل. فسمعه يتنفّس و يئنّ بصوت ضعيف. همس باديس:إنّه حيّ.. ويلي ما هذه المصيبة؟..ما دخلنا نحن؟
    التفت يمينا و شمالا ليتأكّد من خلوّ الحيّ من المارّة تماما. ثمّ حمل القفّة و وضعها على عتبة منزل جاره الرّابع. كانت تلك أقصى ما قد تسمح به ثغرة الزّمن تلك، قبل أن ينتبه إليه أحدهم.
    ثمّ ركض مبتعدا عن الحيّ دون التفاتة، و هو يحدّث نفسه بأنّ الشّاي الّليلة سيكون بعنوان : " لو كنت مكان جارنا (صدّيق) لأقمت الدّنيا و أقعدتها على رأس فاقدة الإنسانيّة والدة الطّفل.."
    ***


    محمد فطومي








    مدوّنة

    فلكُ القصّة القصيرة
  • جمال عمران
    رئيس ملتقى العامي
    • 30-06-2010
    • 5363

    #2
    الاستاذ محمد فطومى
    اسعدنى ان اكون اول المارين من هنا ..من بين مفردات ملحمة الشاى هذه..ولكم ذكرتنى بــ ( ملحمة اسرة فورسايت )او ( صاحب الملك )..ودعنى اصدقك القول ان ضعف الابصار عندى هو السبب الرئيس لابتعادى عن قراءة الق ق ..بيد انى احيانا ما اغالب (دموع وحرقان العين ) واقرأ ق ق وهاهى رائعتك ..وقد اتممت مطالعتها مع آخر( شفطة شاى )....!!
    شكرا لك استاذى..
    *** المال يستر رذيلة الأغنياء، والفقر يغطي فضيلة الفقراء ***

    تعليق

    • محمد فطومي
      رئيس ملتقى فرعي
      • 05-06-2010
      • 2433

      #3
      سعيد صديقي جمال،لأنّك أوّل المارّين و لأنّها حازت على إعجابك و لأنّها رافقت فنجان شايك و " هذا هو الأهمّ ".
      هنيئا لك صديقي هذا القلب الودود.
      محبّتي.
      مدوّنة

      فلكُ القصّة القصيرة

      تعليق

      • عبدالمنعم حسن محمود
        أديب وكاتب
        • 30-06-2010
        • 299

        #4
        ثلاثية (الخوف والإنمحاء والتطبيع) ..
        - مهزلة الركض وبين يديك طبقا من البيض
        - حتمية الفتور والعراك المهيمنة
        - الكتابة الزرقاء لأشياء حمراء في أصلها
        إشارات لن تجد من بعدك يا باديس من يمس كتف الزواج مسا طفيفا، حتى لو صار طبق البيض مجانا ..
        ...............
        فإنّه على استعداد لقضاء مائة سنة أخرى يكتب كلمة أحمر بقلم أزرق
        كثيف وأنيق جدا هذا التوصيف ويزداد كثافة وأناقة حتى لو قفزت فوق أسوار الزور.
        ................
        الأجندة الخفية هي الأجمل في الأمر لمجلس الوزراء الموقر (فوزية، وجيهة، فاطمة، راضية/ رسام، رمزي، الحاج محمود، باديس) وعبر النسيج الذي جمع هذا الكم تطل حرفية القص..
        ذكاء كتابي رفيع المستوى يفتح نافذة شهية المتلقي لاستقبال مزيد من أعضاء العائلة لينضموا لمجلسها الذي يقارب مجالس حكوماتنا في أعلى مستوياتها.
        تقبل إعجابي وودي.
        التواصل الإنساني
        جسرٌ من فراغ .. إذا غادره الصدق


        تعليق

        • محمد فطومي
          رئيس ملتقى فرعي
          • 05-06-2010
          • 2433

          #5
          العائلة صديقي عبد المنعم،العائلة أو القبيلة،لست تجد من بوسعه أن يضخّ قصصا تعبّر عن فظاعة ما يدور حولك أو فوقك في الدّواوين السياسيّة.
          و مقنعة لو وقفت عند حدود الرّواية دراميّا.
          و كما قلت عبد المنعم؛خوف و انمحاء و تطبيع،و أضيف :خواء و ركوب للأحداث و تطويع للشّرارة لخدمة المصلحة.
          و في الأخير لسنا نقبض سوى على خيوط واهية من كلّ تلك الأسود.

          الغالي حسن،أسعدتني القراءة المختلفة.
          التعديل الأخير تم بواسطة محمد فطومي; الساعة 03-04-2011, 15:31.
          مدوّنة

          فلكُ القصّة القصيرة

          تعليق

          • إيمان الدرع
            نائب ملتقى القصة
            • 09-02-2010
            • 3576

            #6
            زوبعتني هذه الزّوبعة ..
            فوجدتني أقبض بكلتا كفّي على قطرات الشّاي لئلاّ تنفلت من بين أصابعي ..
            ماتع هذا التّوظيف ، ورائع سبر أغوار نصّ تحتاج في كلّ جملة أن تستمهل العينين كي تتأكد من التقاطهما لشوارد الكلمات...
            يسعدني قلمك دائماً ...لأنه يجيد التوغّل في عمق الدّروب التي تجتاح جغرافية الزمان ، والمكان ..
            ومع أطيب أمنياتي ...أهديك تحيّاتي ..أخي محمد ..

            تعيش وتسلم يا ااااااوطني ...يا حبّ فاق كلّ الحدود

            تعليق

            • محمد فطومي
              رئيس ملتقى فرعي
              • 05-06-2010
              • 2433

              #7
              مرورك يجعلني أفرح كطفل صغير سيّدتي.
              أشكرك من أعماقي أ.إيمان على كلماتك الجميلة.
              مدوّنة

              فلكُ القصّة القصيرة

              تعليق

              • مريم بن بخثة
                أديبة وكاتبة
                • 08-06-2012
                • 33

                #8
                هي فعلا زوبعة حقيقية حتى لو كانت شبيهى بالسراب تنتهي انطفاء نار المدفأة و عودة كل واحد من الأسرة إلى غرفته، لكنها تكشف حقيقة عن الادعاءات الزائفة التي ننلصقها بالبعض رغبة في مصلحة ذاتية.كانها تقول لك ان الغاية تبرر الوسيلة حتى لو كانت ظالمة.انحني لجلال حرفك و روعته.
                التعديل الأخير تم بواسطة مريم بن بخثة; الساعة 19-02-2015, 09:38.

                تعليق

                • بسمة الصيادي
                  مشرفة ملتقى القصة
                  • 09-02-2010
                  • 3185

                  #9
                  مساؤك بنكهة الشاي محمد
                  عارف لو قرأ القصّة قارئ ساذج لقال ماهذا ؟
                  سطور طويلة من أجل الحديث عن وصل ..
                  ولاعتبر الحديث مضيعة لوقت .....
                  لكن على القارئ أن يكون مثلك .. ذكيا ..
                  أنت تمتاز بالذكاء الحاد ولك مقدرة على إخفاء المعنى في تفاصيل صغيرة
                  لا علاقة واضحة تربطها مع الحدث الرئيسي ...
                  أعجبني أن القصة انتهت بمفارقة عجيبة ... فالطفل وهو الإنسان الضعيف
                  أو المحتاج من الشعب .. لم يرتق إلى مستوى الإيصال المزعوم ليكون محور الحديث ...
                  هذه هي أحاديثهم وتنديداتهم فعلا ... رجال ذابت رجولتهم ككقطع سكرا في فنجان شاي ...
                  وللأسف بعضنا مازال مقتنعا وراضيا ومستمتعا بهذه النكهة المزيفة!
                  لك كل ودي وتقديري أيها العبقري
                  في انتظار ..هدية من السماء!!

                  تعليق

                  • محمد فطومي
                    رئيس ملتقى فرعي
                    • 05-06-2010
                    • 2433

                    #10
                    المشاركة الأصلية بواسطة مريم بن بخثة مشاهدة المشاركة
                    هي فعلا زوبعة حقيقية حتى لو كانت شبيهى بالسراب تنتهي انطفاء نار المدفأة و عودة كل واحد من الأسرة إلى غرفته، لكنها تكشف حقيقة عن الادعاءات الزائفة التي ننلصقها بالبعض رغبة في مصلحة ذاتية.كانها تقول لك ان الغاية تبرر الوسيلة حتى لو كانت ظالمة.انحني لجلال حرفك و روعته.
                    العفو أختي مريم..
                    لك كلّ التقدير و الشّكر عرفانا لك بقراءتك المتعمّقة التي دلّت على نضج أدبيّ عال و إلمام جادّ بشجرة القصّة القصيرة..
                    أجدّد شكري لك.
                    مدوّنة

                    فلكُ القصّة القصيرة

                    تعليق

                    • محمد فطومي
                      رئيس ملتقى فرعي
                      • 05-06-2010
                      • 2433

                      #11
                      المشاركة الأصلية بواسطة محمد فطومي مشاهدة المشاركة
                      زوبعة شاي


                      لاحت في الأفق سحابة بنّيّة داكنة في لون التّراب.اقتربت كئيبة شاحبة كزحف الجراد ،ثمّ سرعان ما غلّفت سماء المدينة بأسرها .و خيّم سكون مقيت يوهم بأنّ الزّمن توقّف.و غُلّقت الدّكاكين و أقفرت الشّوارع و سيطرت على الهواء رائحة نديّة خانقة،و ارتبكت الطّيور و بدت كأنّها أضاعت أوكارها.و مع أوّل وميض للبرق بدأت الأوراق تتطاير و العلب تتدحرج و الأكياس تعلق في قضبان الحديد البارزة فوق السّطوح.
                      يومها ردمت الرّيح المدينة بالتّراب و لم تسقط قطرة ماء واحدة.
                      خشي باديس ككلّ النّاس أن يباغته تساقط البرد،فتلك في متداولهم مؤشّراته و لا ريب.حثّ خطاه مسرعا نحو البيت الكبير.لم يستطع الرّكض لأنّه كان يحمل بين يديه طبقا من البيض،و لكنّه مع ذلك حاول،فبدا من بعيد كأنّه يرقص.لعن في سرّه البيض و السّاعة التي تزوّج فيها. في العلن كان باديس دائما يُظهر أنّ مشروع زواجه خارج عن حتميّة الفتور و العراك المهيمنة على جميع الأزواج.و بالرّغم من شعوره بالقرف و الملل تجاه زوجته،فإنّه على استعداد لقضاء مائة سنة أخرى بين أسوار الزّور،يكتب كلمة أحمر بقلم أزرق.كلّ ذلك لماذا؟ ..فقط كي لا يأتي اليوم الذي ترتشف فيه العائلة الكبيرة الشّاي على جلودهما.و هو سيّد العارفين.
                      الحياة المستقلّة بكلّ ما تحمله التّجربة من تفاصيل أمر مرفوض تماما في العائلة و ربّما تسبّب لصاحبه في القطيعة و كساد في البضاعة.لا أحد يجرؤ على خرق القاعدة و التّخلّف ليلة واحدة عن حلقة الشّاي اليوميّة ،و إلاّ سيُفهم ذلك على أنّها مناورة انسحاب و بداية إفلات و تمرّد ،و سوف يُتّهم بمحاولة البحث عن بدائل و التّدبير خلسة لشأن فيه ثرثرة للجميع،و سيُرمى بالبخل و التّآمر ضدّّ العائلة بقصد حرمانهم من مضغ الحدث الذي جعله يبتعد.و ربّما جمّدوا مساهماته في حلقة الشّاي من مواضيع و أخبار جديدة لأسبوع كامل.بل أكثر من ذلك ربّما جرّدوه بطولاته كلّها تجاه العائلة و أوسمة النّضال التي نالها في السّابق،و حوّلوه إلى قرطاس مكسّرات.و هذا أفظع ما كان يرعبهم على الإطلاق.
                      التّجديف بالألسن و إثارة الحماس و الجدل و الأعصاب و التّهويل، مسائل هيّنة من اليسير جدّا ارتجالها و الإبحار فيها.المصيبة تكمن دائما في الشّرارة الأولى.و التّتويج يؤول في النّهاية إلى صاحب الفكرة.و هذا يعني أنّ حظوظه في الكلام و في الشّاي ستكون أوفر،و سيكون هو الأجدر باتّخاذ القرار أو تسليط الأحكام و البتّ في العقوبات.لم أعرّج على ما يذكّر باعتراف بجميل أو امتنان لأحد ما من الغرباء،لأنّها مسائل رتيبة ،تجلب السّأم و النّعاس،و لا تتلاءم في نظرهم مع تركيبة الشّاي ،و هي بالإضافة إلى ذلك تعكّر نكهته في الأفواه،و تهدّد انسجام العائلة و دفء اللّغو و تجعل مجلسهم عرضة للصّمت،فيطول اللّيل نتيجة لذلك و هذا مخيف.
                      دفع باديس الباب الخارجيّ بساقه و دلف.فوقعت عيناه على ورقة مقلوبة عليها آثار النّعال.وضع طبق البيض جانبا و تناولها.كانت عبارة عن وصل تسليم أو شيء من هذا القبيل .دقّق النظر فيها جيّدا يستنطقها ،لعلّها تجود عليه بما قد يُفيده تلك اللّيلة و لكنّها أبت.آنذاك صبّ فوقها كلّ ما ورثه و طوّره من فنون التّطويع ،فلانت و استجابت. دسّها في جيبه،و بقي يترقّب مجيء اللّيل بفارغ الصّبر و قد اكتمل الحبك في رأسه.
                      بعد صلاة العشاء مباشرة اجتمعت العائلة حول المائدة.و جلبت الخالة فاطمة الطبق النحاسيّ الكبير و فوقه إبريق الشّاي و علبة السكّر و أصناف عدّة من الفناجين.فيما تكفّلت وجيهة كعادتها بإدخال كانون الفحم.جلس الحاجّ محمود قبالة التلفزيون و شغّله.لا أحد غيره يحقّ له أن يلمس جهاز التّحكّم في حضرته.
                      قرقر إبريقُ الشّاي فاستلّ باديس الورقة من جيبه و مدّ عنقه متظاهرا بقراءتها:
                      - انظروا ماذا وجدّت .ناول الورقة إلى والده و أردف:
                      - أحدهم تعمّد أن يلقى بها من تحت الباب..لا شكّ أنّه" نادر غلام " جارنا الطّبيب ،هو من ألقاها بنفسه..ما أوضع مستواه و ما أنقص عقله.
                      المسكين يعتقد أنّه الوحيد الذي اشترى سيّارة بين كلّ النّاس.
                      ثمّ سكت ليترك الفرصة لوالده كي يستوعب الأمر و عيناه استحالتا مشرطين.
                      تململ الحاج و جاس ببصره فوق الوصل مليّا و قال دون أن يرفع عينيه عليه:
                      - ماذا يقصد؟ أوصلت به الدّناءة إلى هذا الحدّ؟من يظنّ نفسه؟سيّارتك سعرها كذا و ماذا بعد؟
                      قال ذلك رغم علمه بأنّ "نادر غلام" الطّبيب،رجل متواضع و على درجة عالية من الأخلاق،و بأنّها إحدى شطحات الشّاي،و لكن ما العمل مادامت قرابين أبنائه تُشعره بالجبروت و تُكسبه هيبة السيّد دون منازع.
                      أشرق وجه باديس و داعبه شعور بأنّ اقتراحه نال استحسان الجميع،فأعقب:
                      - أنا أفهمه .إنّما أراد أن يتباهى أمامنا بسيّارته الجديدة ..الغشيم..يحسب أنّه بذلك سيغيظنا .و لكن هيهات ،نحن أرفع منه بكثير..
                      قام الوصل بلفّة كاملة بين الأيادي ليقف في الأخير عند باديس مرّة أخرى.
                      ليست لباديس غاية من وراء كلّ هذه الحركات سوى إمتاع العائلة،و استعطاف والده لعلّه يهبه الشّقّة العلويّة.
                      نطقت راضية :المغرور..كيف سمح لنفسه أن يتطاول على حرمات النّاس و يستفزّهم في عقر دارهم؟( و التفتت لباديس ).ماذا تنوي أن تفعل؟أخرق كهذا لا يجب أن نسكت عليه.حتما سيظنّ أنّنا جبناء.
                      راضية أيضا تعلم أنّ العاصفة هي التي قادت الورقة إلى بيت والدها مصادفة،لكنّها لا تجد حيلة تجعل أخاها يضغط على زوجها كي يصرف النّظر عن فكرة الانتقال إلى حيّ آخر سوى نصرته في كلّ ما يخوضه من معارك.
                      صبّت الخالة فاطمة الشّاي في الفنجان الأوّل ،فعدّل الجميع من جلستهم.
                      ارتشف "رسّام" الأخ الأوسط و زعق:
                      - غدا أعلّمه درسا في الأدب،سأحطّم وجهه .سترون.
                      لا أحد أثناه عن عزمه لأن لا أحد يصدّق الآخر.فـ"رسّام " أيضا يُدرك بأنّ القصّة افتراء و تلفيق مضحك،و لكن ما العمل مادام عاطلا عن العمل،عليه أن ينفع من وقت إلى آخر..كــضريبة للنّوم حتّى منتصف النّهار.
                      أعادت الخالة فاطمة الإبريق فوق النّار و توعّدت :
                      - غدا أذهب إلى زوجته و أروي لها الحكاية ،فإمّا أن توقف زوجها عند حدّه و إلاّ فلي معها تصرّف آخر.و هي تعرف جيّدا ماذا باستطاعتي أن أفعل..السّاحرة..(ثمّ خطر لها فجأة):لم لا يكون عملا من أعمال السّحر؟أنسيتم أنّها ساحرة؟
                      "نادر غلام " الطّبيب يحبّ الخالة فاطمة ،و لم تكن الخالة فاطمة هي التي تتحدّث في الحقيقة.كان خوفها من الحاج محمود هو الذي يتحدّث؛
                      فقد بدّدت نصف نفقة البيت في شراء أقمشة للسّتائر.و لكنّ الله عليم بذات الصّدور.سيغفر لها حتما.و سوف لن تصلى النّار التي وقودها النّاس و الحجارة.
                      أدخل باديس كلتا يديه داخل معطفه و خفق بهما تماما كما يفعل الديك قبل الصّياح،و أخرج هاتفه الجوّال و زأر:
                      - أنوي أن أرفع به قضيّة في ردّ الاعتبار .سأكلّم صديقي لؤي و أسأله عن حظوظنا فيها و عمّا يجب أن نفعل بالضّبط.
                      ...هاتفه مغلق .من المؤكّد أنّه نائم.
                      في تلك اللّحظة نطق رمزي الأخ الأصغر:
                      - دعوا الأمر لي أرجوكم.ألا ترون بأنّه ينتهك عرضنا،ويشوّه سمعة إخوتي البنات.ثمّ صاح فجأة:لن أسمح لأيّ مخلوق بأن يمسّ شعرة واحدة من رأس أخواتي.سأذهب إليه حالاّ. وهمّ بالقيام .و لكنّ رسّام سحبه من يده و أقعده من جديد،يعينه على إتمام عرضه بسلام دون الّلجوء إلى التّنفيذ.
                      رمزي يعتبر "نادر غلام" الأكثر نبلا و شهامة بين الرّجال كافّة، دون أن يستثني أخاه باديس،لكنّها المصلحة.فقد وعد صديقته بجولة في سيّارة أخته وجيهة.و لا سبيل لذلك إلاّ بالدّفاع عن شرفها.
                      كانت الصّور في التّلفاز تتراقص دون صوت .و طال النّقاش و ابتعدت العائلة بالتّهديد و الوعيد كثيرا على أنغام إبريق الشّاي.و مع تمام العاشرة، انضمّت فوزيّة زوجة باديس و وجيهة أخته إلى قائمة المحاربين،دفعا للّوم و إبداءا للولاء لا أكثر.و اعتلى الجميع حلبة الشّاي و راحوا يتنافسون في سبّ الطّبيب و التّنكيل بعرضه.
                      عند منتصف اللّيل تفرّق الجميع استعدادا للنّوم.و حين أُطفأت الأنوار و ران الصّمت،تبخّر كلّ الكلام و لم يبق في خيالهم ذرّة واحدة منه.وحدها لسعات الشّاي كانت تتجوّل فوق الألسن.
                      قبل الفجر بقليل خرج باديس كعادته ليفتح محلّه،فهاله ما رأى.كانت قفّة كبيرة لم ير مثل زخرفها.تفحّص ما بداخلها و إذا بها مولود جديد.اقشعرّ بدنه و لم يدر ماذا يفعل.قرّب رأسه من الطّفل فسمعه يتنفّس و يئنّ بصوت ضعيف.همس باديس:إنّه حيّ ويلي ما هذه المصيبة؟..ما دخلي أنا؟
                      و التفت يمينا و شمالا ليتأكّد من خلوّ الحيّ من المارّة تماما.ثمّ حمل القفّة و وضعها على عتبة منزل جاره الرّابع و كانت تلك أقصى ما قد تسمح به ثغرة الزّمن تلك،قبل أن ينتبه إليه أحدهم.
                      ثمّ ركض مبتعدا عن الحيّ دون التفاتة و هو يحدّث نفسه بأنّ محور الشّاي الّليلة سيكون بعنوان : لو كنت مكان جارنا "صدّيق" لأقمت الدّنيا و أقعدتها على رأس الّلئيمة فاقدة الإنسانيّة والدة الطّفل..



                      محمد فطّومي


                      أجمل المساءات بسمة..
                      نعم بالفعل نسقط أحيانا إمّا في " ما هذا؟" و إن نجونا فستكون " ماذا يعني هذا؟" هه
                      الغلط الجسيم هو أن يتلوّن القاصّ حسب الأمزجة و المطالب التي لا تجتمع على أمر، عوضا عن الاهتمام بتطوير منجزه حسب ما يتلقّاه من توجيهات نقديّة " إصلاحيّة".
                      نُشر النصّ بصيغته التي قرأتِ الآن سنة 2011 بعدها بسنوات أعدتُ الاشتغال عليه و أزعم للأفضل، هنا اقتباس للنصّ الأصلي و في الأعلى عدّلتُه بالصّيغة الجديدة و لكِ أن تلاحظي الاختلاف في الطّرح و الوجهة الفنيّة.
                      و هنا تحظرني مقولة لغادة السمّان: "لو لم أكن قد نشرتُ أعمالي لما كنتُ نشرت حرفا منها" .
                      أشكرك صديقتي الرائعة.
                      مدوّنة

                      فلكُ القصّة القصيرة

                      تعليق

                      • بسباس عبدالرزاق
                        أديب وكاتب
                        • 01-09-2012
                        • 2008

                        #12
                        السلام عليكم

                        أستاذي محمد فطومي
                        استغربت تغييرك للعنوان ، عن نفسي أميل للعنوان الأول، أجمل و مدهش و أيضا له عامل جذب يساعد الكثيرين على الدخول


                        القصة جميلة لا شك في ذلك

                        أيضا اللغة كانت جميلة و أحيانا نجد فلاشات مدهشة و رائعة
                        و هو تصوير رائع لما يحدث للعائلات هذه الأيام، فكل شخصية هنا كانت نموذجا معينا لشريحة ما من المجتمع رغم أن القصة ركزت على الشخص المعذب و الذي يعيش حالة اجتماعية صعبة، و هي لم تأتي ببطل شهم بل أتت بشخصية عادية قد يجد الكثير من القراء أنفسهم فيها أو بعض شخوصها..
                        و هنا نلمس وعي الكاتب و جماله
                        نعم لأنه أتى بشخصية معينة و عالجها اجتماعيا من خلال تصرفها و أحيانا كان السارد يلج بنا في عمق الشخوص ليخرج لنا بما يموج في دواخلها
                        فهم أشخاص لهم آراؤهم اتجاه الحياة و لكن ضرورات المجتمع تقتضي تبني تصرفات و سلوكيات معينة حفاظا على بقائها

                        نص رائع حقا استمتعت فيه بذوق الشاي و روعة القص

                        تقديري أستاذي محمد فطومي
                        السؤال مصباح عنيد
                        لذلك أقرأ ليلا .. حتى أرى الأزقة بكلابها وقمامتها

                        تعليق

                        • محمد فطومي
                          رئيس ملتقى فرعي
                          • 05-06-2010
                          • 2433

                          #13
                          المشاركة الأصلية بواسطة بسباس عبدالرزاق مشاهدة المشاركة
                          السلام عليكم

                          أستاذي محمد فطومي
                          استغربت تغييرك للعنوان ، عن نفسي أميل للعنوان الأول، أجمل و مدهش و أيضا له عامل جذب يساعد الكثيرين على الدخول


                          القصة جميلة لا شك في ذلك

                          أيضا اللغة كانت جميلة و أحيانا نجد فلاشات مدهشة و رائعة
                          و هو تصوير رائع لما يحدث للعائلات هذه الأيام، فكل شخصية هنا كانت نموذجا معينا لشريحة ما من المجتمع رغم أن القصة ركزت على الشخص المعذب و الذي يعيش حالة اجتماعية صعبة، و هي لم تأتي ببطل شهم بل أتت بشخصية عادية قد يجد الكثير من القراء أنفسهم فيها أو بعض شخوصها..
                          و هنا نلمس وعي الكاتب و جماله
                          نعم لأنه أتى بشخصية معينة و عالجها اجتماعيا من خلال تصرفها و أحيانا كان السارد يلج بنا في عمق الشخوص ليخرج لنا بما يموج في دواخلها
                          فهم أشخاص لهم آراؤهم اتجاه الحياة و لكن ضرورات المجتمع تقتضي تبني تصرفات و سلوكيات معينة حفاظا على بقائها

                          نص رائع حقا استمتعت فيه بذوق الشاي و روعة القص

                          تقديري أستاذي محمد فطومي
                          القدير عبد الرزاق بسباس
                          تحيّة طيّبة لك.
                          أشكر لك تفاعلك الأنيق صراحة، و عنايتك الجادّة بكلا الاحتمالين.
                          أعتزّ بشهادتك و أولي رأيك الإصغاء و التّحصيل التامّين.
                          أتمنّى أن أكون دائما عند مستوى انتظاراتك من جانبي و حسن ظنّك بي.
                          محبّتي و امتناني.
                          مدوّنة

                          فلكُ القصّة القصيرة

                          تعليق

                          • البكري المصطفى
                            المصطفى البكري
                            • 30-10-2008
                            • 859

                            #14
                            الأديب الراقي محمد فطومي ؛ جميل هذا النص القصصي الذي يشخص متاهة الحياة في سوء التقدير ؛ والنوايا الزائفة ؛ وقد أبدعت حين ألفت بي الطقس الاحتفالي للشاي بزوبعته ؛ والنفوس التي تغلي كمرجل على النار . في هذا السياق المصاحب لتقاليد معهودة؛ تصبح لذة الشاي ممزوجة بمتعة الكلام الذي يعتصر آلام النفوس وآمالها في مجمع عائلي ....هذه هي القاعدة؛ وهذا سر الوفاء والإخلاص لطقس الشاي حتى في أحلك الأوقات ...أعجبني هذا التوليف الجميل ؛ وأعتقد أنه معيار مهم من أدبيته ..
                            مودتي وتقديري.

                            تعليق

                            • محمد فطومي
                              رئيس ملتقى فرعي
                              • 05-06-2010
                              • 2433

                              #15
                              المشاركة الأصلية بواسطة البكري المصطفى مشاهدة المشاركة
                              الأديب الراقي محمد فطومي ؛ جميل هذا النص القصصي الذي يشخص متاهة الحياة في سوء التقدير ؛ والنوايا الزائفة ؛ وقد أبدعت حين ألفت بي الطقس الاحتفالي للشاي بزوبعته ؛ والنفوس التي تغلي كمرجل على النار . في هذا السياق المصاحب لتقاليد معهودة؛ تصبح لذة الشاي ممزوجة بمتعة الكلام الذي يعتصر آلام النفوس وآمالها في مجمع عائلي ....هذه هي القاعدة؛ وهذا سر الوفاء والإخلاص لطقس الشاي حتى في أحلك الأوقات ...أعجبني هذا التوليف الجميل ؛ وأعتقد أنه معيار مهم من أدبيته ..
                              مودتي وتقديري.
                              أعتزّ بشهادتك أديبنا القدير البكري مصطفى،
                              إشادتك بالنصّ المتواضع و قد صار في مطلق حيازة القارىء، تساوي الكثير بالنسبة لي.
                              شرّفتني أستاذي العزيز بقراءتك المتبصّرة.
                              تقديري و خالص مودّتي.
                              مدوّنة

                              فلكُ القصّة القصيرة

                              تعليق

                              يعمل...
                              X