[align=right]
أخوكم سالم لديه تاكسي يعمل عليه بعد دوامه الرسمي، يوم الاثنين قبل الماضي وقعت في دفتر الإنصراف وخرجت متجهاً الى البيت، كنت أحس بنشاط دفعني أن أسلك الطريق الدائري المحيط بالمدينة لعلي أصادف بعض الزبائن، لم يطل سيري حتى لمحت ما حسبته صيداً ثميناً، شيخاً مسناً يحمل كيساً بدا لي كأنه يريد الذهاب الى صحار التي تبعد عن مدينتي البريمي أكثر قليلاً عن ساعة سير، توقفت بجانب الشيخ وسألته من نافذة السيارة
-أعذرني ، هل تريد الذهاب إلى صحار؟
قال-نعم يا ولدي أريد الذهاب الى صحار وكل مرة أدفع عشرين ريالاً، إن كانت تكفيك سأركب!
عشرون ريالاً هي ثلاثة أضعاف المبلغ المتعارف عليه وحسبت حينها أني كما يقول إخواننا المصريين "حماتي دعيالي"، ركب الشيخ وانطلقنا ، اتصلت بزوجتي عيدة وأخبرتها أني سأتأخر .
بعد حوالي عشر دقائق من مسيرنا طلب مني الشيخ التوقف بإلحاح شديد، توقفت على جانب الشارع ..... نزل الشيخ وجلس على الارض...أخرج مدواخه وعمّره بالتبغ ودخن، نظف مدواخه وركب السيارة وعاودنا السير، لم أتذمّر فالعشرين ريال تستحق بعض الصبر، لكنه كرر طلبه لي بالتوقف بعد عشر دقائق أخرى، وهذه المرة لم يكتفي بالمدواخ بل أخرج من كيسه برّاد القهوة والتّمر .....لم يكن بيدي غير الإنتظار حتى يفرغ، أكل تمراته وشرب عليهن عدة فناجين من القهوة ثمّ عمّر مدواخه بالتبغ.
تكرر هذا الأمر ثلاث مرات حتى وصلنا إلى وجهتنا صحار، خلال حديثنا أخبرني الشيخ أنه طبيب شعبي يعالج مختلف الأمراض، وقد استدعاه أحدهم إلى صحار لعلاج ابنته المريضة.
بعد جهد جهيد وبحث استغرق حوالي ساعة اهتدينا إلى بيت الرجل المقصود، شعرت بالراحة لأني سأتخلص من تلك المصيبة، لكنه فاجأني بعرض مغري آخر، عرض علي أن أبقى معه حتى يعالج الفتاة وأعيده إلى البريمي مقابل عشرين ريال أخرى، قبلت العرض ولم أدري أنه يحفر لي حفرة أخرى.
دخلنا عند الرجل وجاء بالبنت المريضة، الفتاة جميلة ولكنها بدت بلا عقل، ضرب الشيخ بعصاه على الأرض بقوة مما أخاف الفتاة المسكينة، تمتم ببعض الكلمات ثم قال للأب "أدخل ابنتك وتعال"
قال الشيخ للرجل- ابنتك ليست مريضة، ابنتك تريد الزواج لا غير.
قال الرجل-الزواج ليس بيدي ثم من يريدها وهي مريضة بهذا الشكل!
أطرق الشيخ قليلاً وقد أسند خدّه على عصاه المركوزة على الأرض ... اتسعت عيناه وكأن ذهنه تفتق عن فكرة ما...قال " عندي لك رأي ماذا تقول لو زوجناها لهذا الشاب"
قال ذلك وهو يشير إلي.... حسبته يمزح لكنه بدا جاداً وأردف القول
-يا ولدي، أنت لن تدفع شيئاً ثم أنه لوقت قصير فقط حتى تقتنع أنها تزوجت فتشفى بإذن الله ثمّ طلّقها.....إنعقد لساني لحظتها وأما هو فقد التفت إلى الأب وقال له، الرجل لم يحضر معه مالاً اليوم وسندفع مبلغاً رمزياً الآن والباقي سيكون مؤجل.
لمّا أدركت جديّة الأمر اعترضت بشدة، لكن الأب المسكين ترجاني من أجل ابنته وقال - فقط لنقنعها بأنها تزوجت علّ الله أن يشفيها بسببك يا بنيّ، وأنا على استعداد أن أدفع لك 100 ريال.
أمام توسلات الأب وإغراء الريالات قبلت، جاءوا بالفتاة وجلست خلف أبيها وهي تنظر إلي بتغنج، أمسك الشيخ بيد الأب وقال
قل زوجتك، بنتي "شيخة".....والاب يردد وراءه
ثم جاء دوري فأمسك بيدي ورددت وراءه
قبلت........
بذلك تزوجت شيخة ، ودفع الأب خمسين ريالاً للشيخ ثم جاء بشيخة المسكينة وقال لها "هذا زوجك يا شيخة".
كنت كالذي قام لتوه من النوم على لطمة شديدة، الأب والشيخ وشاهدان من الجيران يباركون لي الزواج.
وماذا الآن هل أطلقها؟ سألت الشيخ
قال اصبر قليلاً وهيا لنأخذها معنا في السيارة لتصدق أنها تزوجت فتشفى بإذن الله، ركبنا في السيارة أنا والشيخ وما هي إلا لحظات وكانت شيخة مع صرتها في الكرسي الخلفي تتبسم لي....
-هيا تحرك يا ولدي.
-أتحرك الى أين؟ سننتظر أبو شيخة.
-مالك ولأبو شيخة، أنتم الشباب لا تعرفون شيئاً، شيخة زوجتك وأنت أولى بها من أبيها، إنطلق بنا الى أي دكان واشترِ لها مشروباً أو لعبةً لتفرح، هذه زوجتك الآن.
تمتمت بـ لا حول ولا قوة الا بالله
أشارت شيخة الى الدكان بكل بلاهة، أوقفت السيارة أمام الدكان ونزلت لأشتري لها شيئاً ، ولأعبر عن سخريتي اشتريت لها "كولا" ورقائق بطاطس، عدت الى السيارة ويا ويلي مما وجدت..... اختفى الشيخ وعوضي على الله في الاربعين ريال، والأدهى والأمر تلك البلهاء المسماة شيخة تجلس في المقعد الامامي بجانبي......طفح بي الكيل ، قررت إلقاء تلك المجنونة أمام باب أبيها والهرب إلى البريمي قبل أن تحدث لي مصيبة أخرى.
-ما أحلاها من هدية زواج يا سالم، كولا ورقائق بطاطس!!!قالت شيخة
ما أشد صدمتي حين سمعتها تقول ذلك، التفت اليها فإذا بتلك البلاهة قد انقلبت إلى نظرة جادة متفحصة، لم أقل شيئاً وواصلت متجهاً إلى بيت أبيها.
قالت-سالم، اتّق الله فيّ، أنا الآن زوجتك على سنة الله ورسوله.
قلت-هذا بيت أبيك يا بنت الناس وأنا لا أعترف بهذا الزواج.. انزلي من سيارتي.
بدأت بالبكاء ثم انكبت تقبل يدي، لم استطع مقاومة تلك الدموع المنهمرة من عينيها الجميلتين.
قلت-الآن ماذا تريدين يا شيخة؟
قالت-اسمع يا سالم، سأصدقك القول، أنا لست مريضة على الإطلاق، والشيخ المعالج كان مجرد حيلة احتلتها على أبي ليزوجني ، وحتى اذا كنت لا ترغب فيّ فأرجوك أتمم الزواج وأنا على استعداد أن أعطيك ألفي ريال ثم يمكنك أن تطلقني بعد شهر أو شهرين.
قلت-يا بنت الناس إن كان في بطنك مصيبة تريدين إلقائها على المسكين سالم فاعلمي أني متزوج ولي أولاد، خافي الله.
قالت-ساء ظنك بي، أنا حرّة والحرّة لاتزني يا إبن الكرام....على ذكر زوجتك الاولى هل أنا أجمل منها؟
قلت-مالكِ ولزوجتي يا بنت الناس، ثم أن "عيدة" جميلة جداً بل من أجمل بنات الجبل.
قالت-لكن بنات الساحل ألين وألطف.
قلت-اسمعي، لا اريد منك سوى النزول من سيارتي وأنا متنازل عن المئة ريال التي وعدني بها أبوك.
قالت-حبيبي سالم، اسمع و احكم .... أختي الصغرى تريد الزواج وأبي أصر أن أتزوج أنا الكبرى أولاً، هذا هو السبب الذي جعلنا نحتال هذه الحيلة، سأعطيك الفي ريال وأتمم الزواج لشهر واحد فقط، تكون أختي قد تزوجت وبعدها طلقني، لن تعرف زوجتك بالأمر ولست مضطراً للبقاء معي.
وهكذا قبلت مرّة أخرى تحت إغراء المال ودخلنا البيت، أصرت شيخة وأمها أن أتعشى عندهم فاتصلت بزوجتي عيدة لأخبرها بتأخري حتى المساء.
بصدق شيخة يتمناها كل رجل، جميلة ولطيفة ومتحدثة رائعة وهي أيضاً "سكني تجاري" وأقصد بذلك أنها تعمل مدرسة وراتبها ممتاز.
اتفقنا خلال جلسة العشاء على ترتيبات الزفاف، أصر والد شيخة أن أدفع له مهراً خمسة آلاف ريال وبرر ذلك بأن شيخة شفيت الآن، شيخة كانت تغمز لي أن أوافق وأنها هي ستدبر المبلغ.
بعد العشاء استأذنت للعودة إلى البريمي وخرجت شيخة معي الى الباب لتودعني
قالت-حبيبي سالم، أعطني رقم هاتفك لأطمئن عليك حتى تصل.
حركت كاماتها شغاف قلبي وتنهدت بعد أن ودعتها عند الباب كأني أتنفس للمرة الاولى في حياتي، لم أسمع كلمة حبيبي من قبل، ومن يقولها لي الآن!؟ لقد عزفتها شفتان أشهى من العسل.........
اتصلت بي شيخة في الطريق وتكلمنا حتى وصلت الى البيت وأقنعتني أن أدبر الخمسة آلاف خلال يومين لنتم عقد الزواج ثم هي ستعيد المبلغ ومعه ألفين، لم أستطع النظر في وجه عيدة حين دخلت البيت ولو أنها علمت بالقصة أنا متأكد أن القيامة ستقوم وأن إخوانها وبني عمها سيأكلونني هذه الليلة.
في الصباح استأذنت من الدوام لمراجعة البنك من أجل أخذ سلفة خمسة آلاف ريال ووعدني الموظف أني أستطيع استلامها في الغد.
اتصلتُ بشيخة لأسلم عليها وأطمئنها أني أخذت السلفة.
أجابتني-أهلا سالم، أصبر سأخرج خارج مكتب المديرة....... ردّت علي روحي الآن، لماذا لم تتصل منذ الصباح، خفت أن أتصل وترد "عيدة" على الهاتف.
قلت-يا بعد عيدة وأهل عيدة، أنتِ عندي تساوين كل أهلي يا شيخة البنات، المهر سيكون جاهز غداً.
قالت-حبيبي سالم، غداءك معي اليوم...البارحة على العشاء وددت لو أني أستطيع أن أضع اللقمة في فمك....سنتغدى أنا وأنت لوحدنا.
استأذنت من الدوام مبكراً لأدرك الغداء مع شيخة البنات، كان طعم أصابعها رائعاً بل جنونياً، كنت كالرضيع ينتظر إلتقام الحلمة......خدرتني تلك الأصابع السحرية واتفقنا خلال الغداء على تسليم المهر في الغد والعرس بعد غد.
في الغد استلمت السلفة من البنك وطرت بها إلى صحار دون حتى أن أرجع إلى الدوام، في بيت النسيب وجدت شيخاً مرخصاً من المحكمة ينتظر لتسجيل عقد الزواج.
أتممنا العقد وسلّمت المهر ، اتصلت بي شيخة وأخبرتني انها لن تقابلني حتى غد يوم العرس لتزيد من شوقي لها، في الواقع لم يكن لذلك حاجة فقد كنت أكتوي بنارها من الآن.
صباح الخميس خرجت مبكراً وتركت "عيدة" المسكينة التي عودتها على شيء من الرومانسية في فجر الخميس، كانت المسكينة قد استعدت ولما رأتني أريد الخروج سارعت لإعداد القهوة.
وصلت صحار وإذا بالنسيب قد قام بالواجب، الذبائح على النار والخيمة منصوبة ، تغدينا ثم تعشينا وأنا كلي شوق لرؤية عروسي الجميلة، بعد العشاء انصرفت النساء وجاءت اللحظة المنتظرة للقاء الحبيبة.
جاءني أبو شيخة ليدخلني على شيخة العروس، أوصلني حتى باب الخيمة، دخلت الخيمة واذا بحبيبتي قد تسترت عني بغطاء أبيض جميل، اقتربت منها وبكل الحنان قبلت رأسها، بدأت برفع غطاء وجهها .................ما هذا !؟!؟
هذه ليست شيخة، هذه امرأة اخرى قبيحة ....ومجنونة أيضاً.
ركضت كالمجنون خارج الخيمة أبحث عن أبوها.
-ماهذا أيها الغشاشون، هذه ليست شيخة!
قال أبوها-بل تلك زوجتك شيخة أيها النسيب وهذا جواز سفرها لتتأكد.
قلت-شيخة هي التي كانت معي بالامس، تلك هي زوجتي.
قال وهو يتبسم-أيها النسيب، تلك أختها الصغرى "راية" وعرسها في الخميس القادم وأنت وشيخة معزومان.
[/align]
أخوكم سالم لديه تاكسي يعمل عليه بعد دوامه الرسمي، يوم الاثنين قبل الماضي وقعت في دفتر الإنصراف وخرجت متجهاً الى البيت، كنت أحس بنشاط دفعني أن أسلك الطريق الدائري المحيط بالمدينة لعلي أصادف بعض الزبائن، لم يطل سيري حتى لمحت ما حسبته صيداً ثميناً، شيخاً مسناً يحمل كيساً بدا لي كأنه يريد الذهاب الى صحار التي تبعد عن مدينتي البريمي أكثر قليلاً عن ساعة سير، توقفت بجانب الشيخ وسألته من نافذة السيارة
-أعذرني ، هل تريد الذهاب إلى صحار؟
قال-نعم يا ولدي أريد الذهاب الى صحار وكل مرة أدفع عشرين ريالاً، إن كانت تكفيك سأركب!
عشرون ريالاً هي ثلاثة أضعاف المبلغ المتعارف عليه وحسبت حينها أني كما يقول إخواننا المصريين "حماتي دعيالي"، ركب الشيخ وانطلقنا ، اتصلت بزوجتي عيدة وأخبرتها أني سأتأخر .
بعد حوالي عشر دقائق من مسيرنا طلب مني الشيخ التوقف بإلحاح شديد، توقفت على جانب الشارع ..... نزل الشيخ وجلس على الارض...أخرج مدواخه وعمّره بالتبغ ودخن، نظف مدواخه وركب السيارة وعاودنا السير، لم أتذمّر فالعشرين ريال تستحق بعض الصبر، لكنه كرر طلبه لي بالتوقف بعد عشر دقائق أخرى، وهذه المرة لم يكتفي بالمدواخ بل أخرج من كيسه برّاد القهوة والتّمر .....لم يكن بيدي غير الإنتظار حتى يفرغ، أكل تمراته وشرب عليهن عدة فناجين من القهوة ثمّ عمّر مدواخه بالتبغ.
تكرر هذا الأمر ثلاث مرات حتى وصلنا إلى وجهتنا صحار، خلال حديثنا أخبرني الشيخ أنه طبيب شعبي يعالج مختلف الأمراض، وقد استدعاه أحدهم إلى صحار لعلاج ابنته المريضة.
بعد جهد جهيد وبحث استغرق حوالي ساعة اهتدينا إلى بيت الرجل المقصود، شعرت بالراحة لأني سأتخلص من تلك المصيبة، لكنه فاجأني بعرض مغري آخر، عرض علي أن أبقى معه حتى يعالج الفتاة وأعيده إلى البريمي مقابل عشرين ريال أخرى، قبلت العرض ولم أدري أنه يحفر لي حفرة أخرى.
دخلنا عند الرجل وجاء بالبنت المريضة، الفتاة جميلة ولكنها بدت بلا عقل، ضرب الشيخ بعصاه على الأرض بقوة مما أخاف الفتاة المسكينة، تمتم ببعض الكلمات ثم قال للأب "أدخل ابنتك وتعال"
قال الشيخ للرجل- ابنتك ليست مريضة، ابنتك تريد الزواج لا غير.
قال الرجل-الزواج ليس بيدي ثم من يريدها وهي مريضة بهذا الشكل!
أطرق الشيخ قليلاً وقد أسند خدّه على عصاه المركوزة على الأرض ... اتسعت عيناه وكأن ذهنه تفتق عن فكرة ما...قال " عندي لك رأي ماذا تقول لو زوجناها لهذا الشاب"
قال ذلك وهو يشير إلي.... حسبته يمزح لكنه بدا جاداً وأردف القول
-يا ولدي، أنت لن تدفع شيئاً ثم أنه لوقت قصير فقط حتى تقتنع أنها تزوجت فتشفى بإذن الله ثمّ طلّقها.....إنعقد لساني لحظتها وأما هو فقد التفت إلى الأب وقال له، الرجل لم يحضر معه مالاً اليوم وسندفع مبلغاً رمزياً الآن والباقي سيكون مؤجل.
لمّا أدركت جديّة الأمر اعترضت بشدة، لكن الأب المسكين ترجاني من أجل ابنته وقال - فقط لنقنعها بأنها تزوجت علّ الله أن يشفيها بسببك يا بنيّ، وأنا على استعداد أن أدفع لك 100 ريال.
أمام توسلات الأب وإغراء الريالات قبلت، جاءوا بالفتاة وجلست خلف أبيها وهي تنظر إلي بتغنج، أمسك الشيخ بيد الأب وقال
قل زوجتك، بنتي "شيخة".....والاب يردد وراءه
ثم جاء دوري فأمسك بيدي ورددت وراءه
قبلت........
بذلك تزوجت شيخة ، ودفع الأب خمسين ريالاً للشيخ ثم جاء بشيخة المسكينة وقال لها "هذا زوجك يا شيخة".
كنت كالذي قام لتوه من النوم على لطمة شديدة، الأب والشيخ وشاهدان من الجيران يباركون لي الزواج.
وماذا الآن هل أطلقها؟ سألت الشيخ
قال اصبر قليلاً وهيا لنأخذها معنا في السيارة لتصدق أنها تزوجت فتشفى بإذن الله، ركبنا في السيارة أنا والشيخ وما هي إلا لحظات وكانت شيخة مع صرتها في الكرسي الخلفي تتبسم لي....
-هيا تحرك يا ولدي.
-أتحرك الى أين؟ سننتظر أبو شيخة.
-مالك ولأبو شيخة، أنتم الشباب لا تعرفون شيئاً، شيخة زوجتك وأنت أولى بها من أبيها، إنطلق بنا الى أي دكان واشترِ لها مشروباً أو لعبةً لتفرح، هذه زوجتك الآن.
تمتمت بـ لا حول ولا قوة الا بالله
أشارت شيخة الى الدكان بكل بلاهة، أوقفت السيارة أمام الدكان ونزلت لأشتري لها شيئاً ، ولأعبر عن سخريتي اشتريت لها "كولا" ورقائق بطاطس، عدت الى السيارة ويا ويلي مما وجدت..... اختفى الشيخ وعوضي على الله في الاربعين ريال، والأدهى والأمر تلك البلهاء المسماة شيخة تجلس في المقعد الامامي بجانبي......طفح بي الكيل ، قررت إلقاء تلك المجنونة أمام باب أبيها والهرب إلى البريمي قبل أن تحدث لي مصيبة أخرى.
-ما أحلاها من هدية زواج يا سالم، كولا ورقائق بطاطس!!!قالت شيخة
ما أشد صدمتي حين سمعتها تقول ذلك، التفت اليها فإذا بتلك البلاهة قد انقلبت إلى نظرة جادة متفحصة، لم أقل شيئاً وواصلت متجهاً إلى بيت أبيها.
قالت-سالم، اتّق الله فيّ، أنا الآن زوجتك على سنة الله ورسوله.
قلت-هذا بيت أبيك يا بنت الناس وأنا لا أعترف بهذا الزواج.. انزلي من سيارتي.
بدأت بالبكاء ثم انكبت تقبل يدي، لم استطع مقاومة تلك الدموع المنهمرة من عينيها الجميلتين.
قلت-الآن ماذا تريدين يا شيخة؟
قالت-اسمع يا سالم، سأصدقك القول، أنا لست مريضة على الإطلاق، والشيخ المعالج كان مجرد حيلة احتلتها على أبي ليزوجني ، وحتى اذا كنت لا ترغب فيّ فأرجوك أتمم الزواج وأنا على استعداد أن أعطيك ألفي ريال ثم يمكنك أن تطلقني بعد شهر أو شهرين.
قلت-يا بنت الناس إن كان في بطنك مصيبة تريدين إلقائها على المسكين سالم فاعلمي أني متزوج ولي أولاد، خافي الله.
قالت-ساء ظنك بي، أنا حرّة والحرّة لاتزني يا إبن الكرام....على ذكر زوجتك الاولى هل أنا أجمل منها؟
قلت-مالكِ ولزوجتي يا بنت الناس، ثم أن "عيدة" جميلة جداً بل من أجمل بنات الجبل.
قالت-لكن بنات الساحل ألين وألطف.
قلت-اسمعي، لا اريد منك سوى النزول من سيارتي وأنا متنازل عن المئة ريال التي وعدني بها أبوك.
قالت-حبيبي سالم، اسمع و احكم .... أختي الصغرى تريد الزواج وأبي أصر أن أتزوج أنا الكبرى أولاً، هذا هو السبب الذي جعلنا نحتال هذه الحيلة، سأعطيك الفي ريال وأتمم الزواج لشهر واحد فقط، تكون أختي قد تزوجت وبعدها طلقني، لن تعرف زوجتك بالأمر ولست مضطراً للبقاء معي.
وهكذا قبلت مرّة أخرى تحت إغراء المال ودخلنا البيت، أصرت شيخة وأمها أن أتعشى عندهم فاتصلت بزوجتي عيدة لأخبرها بتأخري حتى المساء.
بصدق شيخة يتمناها كل رجل، جميلة ولطيفة ومتحدثة رائعة وهي أيضاً "سكني تجاري" وأقصد بذلك أنها تعمل مدرسة وراتبها ممتاز.
اتفقنا خلال جلسة العشاء على ترتيبات الزفاف، أصر والد شيخة أن أدفع له مهراً خمسة آلاف ريال وبرر ذلك بأن شيخة شفيت الآن، شيخة كانت تغمز لي أن أوافق وأنها هي ستدبر المبلغ.
بعد العشاء استأذنت للعودة إلى البريمي وخرجت شيخة معي الى الباب لتودعني
قالت-حبيبي سالم، أعطني رقم هاتفك لأطمئن عليك حتى تصل.
حركت كاماتها شغاف قلبي وتنهدت بعد أن ودعتها عند الباب كأني أتنفس للمرة الاولى في حياتي، لم أسمع كلمة حبيبي من قبل، ومن يقولها لي الآن!؟ لقد عزفتها شفتان أشهى من العسل.........
اتصلت بي شيخة في الطريق وتكلمنا حتى وصلت الى البيت وأقنعتني أن أدبر الخمسة آلاف خلال يومين لنتم عقد الزواج ثم هي ستعيد المبلغ ومعه ألفين، لم أستطع النظر في وجه عيدة حين دخلت البيت ولو أنها علمت بالقصة أنا متأكد أن القيامة ستقوم وأن إخوانها وبني عمها سيأكلونني هذه الليلة.
في الصباح استأذنت من الدوام لمراجعة البنك من أجل أخذ سلفة خمسة آلاف ريال ووعدني الموظف أني أستطيع استلامها في الغد.
اتصلتُ بشيخة لأسلم عليها وأطمئنها أني أخذت السلفة.
أجابتني-أهلا سالم، أصبر سأخرج خارج مكتب المديرة....... ردّت علي روحي الآن، لماذا لم تتصل منذ الصباح، خفت أن أتصل وترد "عيدة" على الهاتف.
قلت-يا بعد عيدة وأهل عيدة، أنتِ عندي تساوين كل أهلي يا شيخة البنات، المهر سيكون جاهز غداً.
قالت-حبيبي سالم، غداءك معي اليوم...البارحة على العشاء وددت لو أني أستطيع أن أضع اللقمة في فمك....سنتغدى أنا وأنت لوحدنا.
استأذنت من الدوام مبكراً لأدرك الغداء مع شيخة البنات، كان طعم أصابعها رائعاً بل جنونياً، كنت كالرضيع ينتظر إلتقام الحلمة......خدرتني تلك الأصابع السحرية واتفقنا خلال الغداء على تسليم المهر في الغد والعرس بعد غد.
في الغد استلمت السلفة من البنك وطرت بها إلى صحار دون حتى أن أرجع إلى الدوام، في بيت النسيب وجدت شيخاً مرخصاً من المحكمة ينتظر لتسجيل عقد الزواج.
أتممنا العقد وسلّمت المهر ، اتصلت بي شيخة وأخبرتني انها لن تقابلني حتى غد يوم العرس لتزيد من شوقي لها، في الواقع لم يكن لذلك حاجة فقد كنت أكتوي بنارها من الآن.
صباح الخميس خرجت مبكراً وتركت "عيدة" المسكينة التي عودتها على شيء من الرومانسية في فجر الخميس، كانت المسكينة قد استعدت ولما رأتني أريد الخروج سارعت لإعداد القهوة.
وصلت صحار وإذا بالنسيب قد قام بالواجب، الذبائح على النار والخيمة منصوبة ، تغدينا ثم تعشينا وأنا كلي شوق لرؤية عروسي الجميلة، بعد العشاء انصرفت النساء وجاءت اللحظة المنتظرة للقاء الحبيبة.
جاءني أبو شيخة ليدخلني على شيخة العروس، أوصلني حتى باب الخيمة، دخلت الخيمة واذا بحبيبتي قد تسترت عني بغطاء أبيض جميل، اقتربت منها وبكل الحنان قبلت رأسها، بدأت برفع غطاء وجهها .................ما هذا !؟!؟
هذه ليست شيخة، هذه امرأة اخرى قبيحة ....ومجنونة أيضاً.
ركضت كالمجنون خارج الخيمة أبحث عن أبوها.
-ماهذا أيها الغشاشون، هذه ليست شيخة!
قال أبوها-بل تلك زوجتك شيخة أيها النسيب وهذا جواز سفرها لتتأكد.
قلت-شيخة هي التي كانت معي بالامس، تلك هي زوجتي.
قال وهو يتبسم-أيها النسيب، تلك أختها الصغرى "راية" وعرسها في الخميس القادم وأنت وشيخة معزومان.
[/align]
تعليق