الوصية
غدا ، ، ،
حينَ تُعاتبني الحكاياتُ
التي لم أعشْها
والمقاهي التي لم أبح لها
بأسرارِ وحدتي
وتفاصيلِ قصتي
ستحزنُ السماءُ
يا حبيبتي
ستحزنُ السماءْ
غدا ، ، ،
حينَ يزورُني القمر
يعيدُ لي بقية الظل
الذي نسيتُهُ في عتمةٍ
على الجدارْ
يُعيدُ لي
ظلي الذي أضاعني
لأنني بقيتُ واقفا
حين انكسرْ
غدا ، ، ،
حينَ تبوحُ باسمكِ
العروقُ
ستشفقُ الستائرُ
التي لم تفهم الأنينْ
ستندمُ الشبابيكُ التي
لم تفتح الطريقَ
للأنفاسِ والعيونْ
ستفصحُ الجدرانُ عن هويتي
وما همستُ حين كنت صامتا
أراقبُ الدقائقْ
وأعشقُ الزمانْ
وأسألُ النوافذ الملونة
عن موعدِ الشروقْ
غدا ، ، ،
حين يُلملمُ الليلُ
آثارَ النعاسِ
عن جبيني
تغفو على أنوارها
المدينة الذبيحة
يموتُ فيها صمتُها الجريء
ويخجلُ الضجيجُ من أنيني
وأسمعُ الحياةَ
تقرعُ الطبولْ
وتعبثُ الرياحُ
في سكينةِ الوجعْ
في هدأةِ الحاراتْ
في أرق التلاميذِ
والعشاقِ
والفقراء
في لمسة الأم على جبين الطفل
تسحب الحمى
في كل هذا
كنتُ أسمعُ الهواء
ولا أرى ، ، ،
سوى وقت
يمر في الظلام كالهواء
غدا ، ، ،
حينَ تُشيّعُ النافذة السجينة
جنازةَ النهارْ
ستستحيلُ بعده
- من شدة الصقيع -
لوحة سوداءْ
لا شيء يا حبيبتي
سينتهي
سوى النهار
وما قلنا مساءً
قربَ لحظةِ الغروبْ
هناك ، ، ،
بَعدَ غَدرِالشمسِ
والمقاعدْ
حيث لم نجد مكاننا
أخافنا الموجُ
ولفّـنا الظلامْ
لا شيء في هذا المدى
سيكشف الأسماء
لا شيء يعرفني هنا
هذي الصباحاتُ التي
تطاردُ الظلالْ
لا تعرفُ الطريقَ
نحو غربتي
لا تعرفُ المكانْ
غدا ، ، ،
تجيئُني ابتسامتي
تعودُ من طفولتي
من حارتي
إلى شوارعِ المدينةِ العظيمة
تقول لي في لحظة الوداع :
لا تترك الأشجارَ رهنًا
قربَ هذه الأوجاعْ
لا تترك الساحاتِ هكذا
بلا دموعْ
لا تترك الأنينَ صامتًا
كالقهرْ
لا تترك الدنيا
لعابرةِ السبيلْ
غدا ، ، ،
حين أتركُ المكانَ
يا حبيبتي
وأدخلُ الزمانْ
لا تذبحي الوقتَ الذي
سيأتي
حين تُفتَح النوافذ
ويهربُ الظلامْ
قولي فقط
لما يمر من زمن
بأنني ، ، ،
عتبتُ ، ، ،
حين خانني المساءْ
تعليق