الخياط وعقلة الصباع
زمان .. زمان قوى .. كان بيعيش خياط طيب .. كان كل إللي يملكه من حطام الدنيا حتتين قماش واحدة رجالي وواحدة حريمي ... لما النساج الطيب* مابقاش قادر يتم توبه ظهرت أول أزمة قماش في التاريخ ساعتها زادت قوي قيمة الخياط ... اتعرض عليه فلوس ياما علشان يبيع لكن هو فكر وقال ..
إذا كان دا أخر قماش ممكن يتعمل في الدنيا فلازم إللي يلبسوه يكونوا أفضل واحد وواحدة فى الدنيا ده
.. وعلى كدا رفض كل العروض إللي اتقدمت له وكان وراها المال ، لكن لما السلطان طلبه ، ووقفه قدامه ، وعرض عليه حياته مقابل القماشة الرجالي ، مالقاش – الخياط- وراه حيطه يسند عليها فوقع وخد السلطان القماشة الرجالي إللي دعا الخياط ربنا إنها تتحول لشوك يتعذب بيها السلطان أخر واحد في الدنيا كان يستحقها ، لكن لما السلطانة عرضت عليه – وهى نايمة على سريرها الكبير- كنزها الثمين مقابل حتة القماش الحريمي ، هو أصر أنّه يرفض ، وقال لها المقولة إللي بعد كدا كررتها كتب التاريخ واتخذتها الجرائد اليومية شعار لها .." أنا ممكن أشتري عمري لكن مش ممكن أبدا أقدر أبيع قلبي .."..حتى لما السلطان – إللي كان بيتمنى إنّه يرفض علشان يحتفظ بالحريم من غير هدوم – اتوسط بينهم ، وهدده وحط رقبته تحت حد السيف ، وماكانش بينه وبين الموت إلا شعره رفض وقال للسلطان .. "أنا اشتريت حياتى منك بالقماشة الرجالي ، لكن لو بعت القماشة الحريمي أبقى ببيع قلبي وده حاجة ماقدرش عليها ..." ..
ساعتها حمد السلطان ربنا ووقف على الحياد ...
كل حريم البلد عدت عليه .. كل واحدة عرضت عليه حاجة م إللي عندها .. إللي المال .. وإللي الجمال .. وإللي خفة الدم .. وإللي .. وإللي ... شاف إللي كان مايحلمش يشوفه وسمع إللي كان مايحلمش يسمعه ولمس إللي عمره مالمسه .. لكن عمره ما رجع ولا حتى فكر يرجع عن قراره .. "إللي هتاخد القماشة هى إللي هتاخد قلبي .."
ليه الزمن فى حكاياتنا دايما سريع كدا مااعرفش لكن المهم إن زمن طويل جدا عدا ... الناس نسيته .. ستات البلد مابقتش تفرق معاهم إللي كانوا في الأول مكسوفين من عرى الدراع وعرى الرجل النهاردا ماشيين من غير هدوم ومش حاسين بأى حرج كأن هو دا العادى\ الطبيعى ، لكن هو مايأس .. يمكن استغرب شوية لما شاف أول واحدة معديه قدامه من غير هدوم ... يمكن صعبت عليه واحدة كان لسه عندها حتة خجل من عريها ... يمكن بهره منظر وسحره وحرك جواه غريزة قربت تموت .. لكن عمر إيده ما قربت م القماشة لحد ما جت هى ... عقلة صباع* .. قصيرة جدا زى البنفسجة .. بريئة جدا زى الشمس .. جميلة جدا زى الليل .. إزاى دخلت حكايتنا!!!؟ .. مااعرفش .. فجأة لقاها قدامه .. كانت أول وأخر واحدة تزور محله من سنين طويلة .. كانت أول وأخر واحدة تحتفظ باللبس لحد دلوقتى .. جت تسأل على قماش .. كأنها مش عايشه في الدنيا .. " إيه .. كنت فين؟!! .. أنت مش شايفه الناس إزاى ماشيين؟!! ".... كانت مخبيه عينيها بايدها ... "قد إيه هيبقى جميل عليكي القماش .." .. مد إيده إللي كانت مربوطة لقلبه وبدأ يقيس الطول والعرض .. الكتف والصدر ... "ياه على قدك بالظبط ..".. خرج القماش نفض من عليه التراب .. قص وفصل .. لبست وخرجت م المحل ..
حبها ؟.. آه حبها ماينكرش .. واتمناها ؟.. آه اتمناها برضه ماينكرش .. هى كمان كان باين عليها إنها موافقه ، وإلا ليه جت تطلب القماشة وهى عارفة الشرط ، وليه ضحكت لما رمى ناحيتها عينيه ،وليه وهى المكسوفة من كل الناس رمت الهدوم القديمة قدامه ووقفت ملط وهو بيناولها توبها الجديد ...؟؟؟؟؟؟؟؟؟
لبست وخرجت م المحل .. قد إيه كانت غريبة وسط كل سكان البلد العريانين .. إتلم عليها ناس كثير .. أول مرة من سنين يشوفوا هدوم ... لدرجة إنّهم افتكروا إنّ الهدوم مخلوقة للسلطان بس .. السلطان نفسه كان مقتنع إنّه سلطان علشان لابس هدوم فلما سمع من الناس إنّ فيه حد تانى لابس اتغير دمه .. حس إنّ سلطانه بيضيع .. لازم يحكم المسائل .. جمع كل مستشارى السلطنة فكر وفكروا وأخيرا اتفقوا على رأى ....
.... عارفين أنا متهيألي الرأى دا مش ممكن يكون فى صالح الخياط .. من غير ما أعرف هما قرروا إيه لكن بالمخ كدا .. متهيألى إنّ السلطان لازم له سلطانة بهدوم يبقى لازم يخطف "عقلة الصباع " – يعنى يخطف قلب الخياط – يتجوزها .. طب منين يضمن السلطان – إللي التاريخ ضاع منه- إنّ الخياط بكره مايفصلش توب جديد لحد جديد فيصبح إللي ليهم الحق فى السلطنه ثلاثة وأربعة وخمسة .. يبقى لازم الخياط يموت ......
"يموت ؟!!!!!!!!".....
تصوروا ... الخياط الطيب إللي كان كل إللي يملكه من حطام الدنيا حتتين قماش اشترى عمره بواحدة منهم ... الثانية - إللي فيها قلبه – ضيعت الباقي منه ...
*
يمكن قراءة قصة النساج والتوب لمعرفة أصل أول أزمة قماش فى التاريخ على صفحات الموقع
*سيتم نشر حكاية عقلة الصباع عن قريب
تعليق