حُجيل / سالم الجابري

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • سالم الجابري
    أديب وكاتب
    • 01-04-2011
    • 473

    #46
    تلك الابتسامة من صديقتي الجنية المشوبة باليأس أحيت يا للعجب في فؤادي الأمل، نظرت حولي مرة أخرى أبحث عن البغيض طمر وحراسه فلم أجد أحد، مالذي يمنعنا من الهرب إذن؟، هكذا سألت نفسي ثم ألقيت نفس السؤال على رفيقتي، هذه المرة كانت ابتسامتها ساخرة ، قالت وهي تلتفت بعيداً كأنها غير مهتمة "حاول".
    -ولم لا.....سأحاول.
    قمت واقفاً أريد الطيران....لكن...لم أستطع، كأني فقدت كل قدرة على التحول وكأن الأرضية كالمغناطيس تجذبني بقوة كبيرة، حتى القفزة الصغيرة كانت صعبة للغاية، نكست رأسي في يأس لتلتقي عيناي بعيني ذلك الجني ذو العينان الحزينتان، كأن حزنه تسرب إلي، جلست مطرقاً أفكر في ماقد يفعله بنا طمر، هل سأنتهي ميتاً من الجوع أو ربما هدية لسيده الشيطان أو قرباناً في عملية سحر.......

    نظرت إلى تلك الأكواخ البعيدة .... ربما تكون حجيل سجينة أحدها، قمت متجهاً إليها، التفت إلى رفيقتي أتوقع أن تسألني إلى أين سأذهب لكنها لم تعرني حتى نظرة، كانت غارقة في تفكير يائس.
    كدت أقطع نصف المسافة إلى الأكواخ، ميزتها الآن أنها ثلاثة أوسطها كبير، تسمرت عيناي على فتاة تخرج من ذلك الكوخ متجهة نحوي بسرعة، أيمكن أن تكون هي حجيل؟ سألت نفسي بلهفة، كانت تركض باتجاهي وعلى محياها أحلى ابتسامة وشعرها يتأرجح خلفها، توقفت مكاني من فرط المفاجأة والفرح....هاهي على بعد خطوتين، فتحت ذراعي لتلقي هي بنفسها بينهما.....مرت لحظة سعيدة لم تشأ أن تطيلها، رفعت رأسها عن كتفي وقالت " تعال بسرعة أريد أن أريك شيئاً....هيا ...هيا"
    لم تمهلني حتى أن أنطق بكلمة، جرتني بيدي وانطلقت تركض بي نحو أحد الأكواخ.
    -ماذا هنالك يا حجيل؟
    -انتظر وسترى...هيا أسرع.

    وصلنا إلى عند الباب وفتحته وطلبت من التقدم.
    -ادخل وانظر من بالداخل.
    تقدمت وبقيت هي بالخارج، للحظات كنت سأجن.....وجدت حجيل أخرى مرمية على الأرض في حالة مزرية ....التفت إلى حجيل التي جائت بي فإذا بها قد تحولت إلى طمر اللعين وهو يضحك علي باستهزاء ومعه رفقائه الجن، لقد خدعني اللعين وتلاعب بي....

    للقصة بقية....

    تعليق

    • سالم الجابري
      أديب وكاتب
      • 01-04-2011
      • 473

      #47
      كان موقفاً يدعوني للرثاء لنفسي ولحجيل، هي انتقلت من قصور أبيها ودلاله إلى أن تلقى على وجهها في هذا الكوخ، وأنا انتقلت من أحلامي الجميلة مع أجمل فتاة في أرض الجان إلى أضحوكة لبعض الجن من عبدة الشياطين، حتى هذا الواقع المؤلم يبدو هيناً مع ما ينتظرنا.
      دخلت إلى حجيل ووضعت رأسها على رجلي، تأملت وجهها الجميل وتأسفت عليه أن يلقى على الأرض، شفتاها جافة ومتشققة، فتحت عينيها قليلاً ونظرت إلي ثم نظرت إلى المحيط....تحاملت على نفسها ورفعت رأسها قليلاً لتنظر من فتحة الباب إلى الخارج، عادت وألقت برأسها في حجري وقالت بتعب بالغ "نحن في سجن طمر، أليس كذلك؟"
      -نعم يا حجيل ، نحن في سجن طمر.
      -أنت لماذا أتيت وكيف أتيت.....هل عاد الشيطان لاختطافك؟
      -لا يا حجيل بل أتيت بحثاً عنك.
      -لم يكن يجب أن تفعل هذا.......
      -وماذا كان يجب أن أفعل.......أبقى هناك؟ وهل هناك قيمة لأي شيء بدونك......لا تلومي نفسك يا حجيل على أي شيء فحبك يجعل كل تعب الدنيا قليل......عيناك اختصرت كل جمال الدنيا وما دمت قادرا على النظر إليهما فأنا في نعيم.

      للقصة بقية....

      تعليق

      • سالم الجابري
        أديب وكاتب
        • 01-04-2011
        • 473

        #48
        كانت تستمع لي وتبتسم.....مدت يدها ووضعتها على فمي كي أسكت وأغمضت عينيها على ابتسامتها الجميلة....ارتخى كم ثوبها وانحسر عن ذراعها ليتكوم على كتفها، مازالت بشرتها نضرة رغم كل ما أصابها، قالت وابتسامتها مازالت على شفتيها " اسكت، أنت لاتعلم ماذا يمكن أن تفعل الكلمات الجميلة بالجن...وخصوصاً النساء"

        أغمضت عيني وسكت أحاول ارتشاف ما أمكنني من رائحة يدها ......أحسست أن أحداً حجب النور الداخل من الباب..... فتحت عيني وإذا بطمر ذي الخلقة الكريهة يحيط به أعوانه وقد تزاحموا على الباب ينظرون.......بمجرد أن فتحت عيني هجم علي مجموعة منهم يريدون سحبي إلى الخارج، تمسكت بي حجيل أو الأمر وهي تصرخ ثم دفعوها إلى زاوية الكوخ.......سحبوني إلى مسافة بعيدة عن الكوخ، في كل بضع خطوات كانوا يتوقفون حتى ينهرهم طمر ليواصلوا سحبي، قبل أن يطلقوني قال لي طمر "بعد يومين سأقدم حجيل قرباناً للشيطان.......سيكون احتفالاً رائعاً"

        تركوني مستلقياً خائر القوى وشعوري بالضعف أمام قوتهم كان أقسى علي من كل شيء، أسرعت إلى رفيقتي حيث تركتها وأخبرتها بما حصل، بدأت تبكي بشدة عندما أخبرتها عن نية طمر تقديم حجيل قرباناً للشيطان.

        -هل تعرف ماذا سيحل بحجيل؟
        -ماذا سيحل بها؟
        -لتُقدم قرباناً للشيطان أولاً ستجبر على تناول قاذورات الشيطان بكل أنواعها ثم تحملها المردة بعد ذلك من شعرها وهي عارية لتغمسها في وادي الصديد الأسود الذي رأيناه يخرج من مقبرة الشياطين، بعد ذلك تربط وسط دائرة كبيرة من خدم الشيطان فيأتيها، فإن أعجبته أبقاها حية ويتكرر معها الأمر كل شهر وفي كل مرة يكافئ الشيطان خدمه ، هكذا حتى تموت، وإن لم تعجبه فإنه يقتلها ويغضب عليهم.

        للقصة بقية......

        تعليق

        • سالم الجابري
          أديب وكاتب
          • 01-04-2011
          • 473

          #49
          -ولماذا يفعلون بها هذا؟
          -فضلات الشياطين ستغير جسمها كلياً لتصبح قادرة على إنجاب شياطين مثله ، كما أن الشيطان لا يطيق النظافة ولذلك يغمسونها في وادي الصديد.
          نظرت إلي رفيقتي نظرة غريبة ثم سألتني "هل تشعر بالندم الآن؟"
          -لست نادماً على شيء، ما قدر لنا لابد أن نلاقيه، وإن كان قدرنا أن ننجو سننجو.....
          قلت كلمتي تلك والتفت بسرعة إلى الخلف بعد أن شعرت بنفحة ريح خفيفة وكأن أحداً مر من ورائي.....لم أرى أحداً...قلت أخاطبها "أنا متأكد أني أحسست بأحد خلفي، ألم تري أحداً"
          -لا لم أرى أي أحد، لكني مثلك أحسست بشيء!!!

          ونحن نتلفت يميناً وشمالاً خائفين إذا بذلك الصوت يخاطبنا دون أن نرى أحداً
          -لا تخافا ولا ترفعا أصواتكما.........هذا أنا أبوك يا ابنتي.
          -ماذا أبي.... أين أنت......لا...احذر قد يكون هذا طمر يتلاعب بنا
          -بل أنا أبوك يا ابنتي.........هل تذكرين أول يوم علمتك فيه حياكة وبر الغزلان....كنت تفتلين الوبر إلى الخارج وأمك تضحك عليك!
          -نعم الآن أصدق أنك أبي.....أرجوك سامحني يا أبي لقد أبقيتك ملفوفاً في وبر الغزلان لمدة طويلة ، لم أعرف أن ذلك يبقيك كالميت حتى أخبرتني أمي.
          -هذا كان مقدراً يا ابنتي وها أنتي ترين كيف تسير الأقدار، لعل ذلك يكون سبباً في إنقاذكم من الشيطان وعبده طمر.
          بعدها بدا لي أن رفيقتي تعانق أباها الخفي وتبكي وهو يحاول أن يطمأنها.......ثم أخبرته عن أمها الحبيسة في الأسفل.
          كنا أنا ورفيقتي نقاطع بعضنا باستمرار وكل منا يريد أن يروي له الأحداث حتى وصلنا إلى ما ينوي طمر فعله بعد يومين.......سكت ثم قال دعوني أفكر وسأدبر أمراً......كنت شديد السرور بوجوده رغم أني لا أراه فهو بشر مثلي، سألته عن سر قوته وعن ما قالته زوجته أنه استطاع أن يحد من قوى الشيطان بطلاسمه فقال " يا بني...كنت أهوى السحر، لم أترك كتاباً سطره الأولون أو الآخرون إلا وقرأته ولم أعلم بعالم في هذا الأمر إلا وقصدته وتعلمت منه......كنت أسخر المردة والشياطين كما أريد....طلبت من الشيطان يوماً أن يحضر لي جنية جميلة من أجل إغواء أحد الرجال ولما أتى بها أعجبت بها كثيراً ، فككت عنها الطلاسم لتتكلم بحرية......أدركت بعدها أني أمارس ظلماً كبيراً على الجن والإنس......لما عادت إلى عالم الجن ورفضت الإنصياع لنزوات الشيطان أدرك أن الطلاسم فكت عنها فحبسها في هذا السجن لكني استطعت إنقاذها بعد أن ألقيت عليه طلاسم أفقدته كثيراً من قوته ولهذا هو مازال يحقد علي.

          للقصة بقية......

          تعليق

          • سالم الجابري
            أديب وكاتب
            • 01-04-2011
            • 473

            #50
            -هل ستساعدني على إنقاذ حجيل أيها الشيخ؟
            -أنا مدين لك بالكثير يا بني.....حبك لحجيل وإصرارك على إنقاذها غير أشياء كثيرة، ربما لولاك لبقيت أنا ملفوفاً في وبر الغزلان مئات أخرى من السنين وبقيت زوجتي أسيرة طمر أو ربما ماتت من الجوع في الأسفل، ولظلت ابنتي محرومة من والديها..... هكذا هي الأفعال الخيرة دائماً، لا تعود على صاحبها بالنفع فقط بل تعود بالخير على كل جزء من هذا الكون....وفي المقابل فإن الشر والظلم لا يعم فقط من وقعوا تحته مباشرة بل يعم كل الكون عاجلاً أو آجلاً......ربما آن لي أكفر عن بعض ما قمت به من ظلم أيام ممارستي للسحر فلطالما أنبني ضميري عليها.

            -هل لديك خطة ما أيها الشيخ؟
            -نعم لدي خطة ستخلصنا من طمر ورفاقه المردة وشيطانهم إلى الأبد.

            كانت خطة الشيخ تقضي أولاً بأن يذهب وهو غير مرئي إلى داخل الكوخ الذي به حجيل ثم تصرخ حجيل مناديةً طمر فإذا جاء طمر ودخل الكوخ ألقى عليه الشيخ الطلاسم فيظهر في صورة حجيل ويأخذ الشيخ صورة طمر ثم يقوم الشيخ بإخفاء حجيل التي عليها عندئذ أن تخرج وتلاقيني على مسافة من الكوخ.

            بحثت عن ذلك الجني القصير القادر على الوسوسة وطلبت منه أن يوصل رسالتي لحجيل بتفاصيل الخطة كما نقل لي استعدادها للتنفيذ مع كلمة شوق عذبة.

            للقصة بقية....

            تعليق

            • سالم الجابري
              أديب وكاتب
              • 01-04-2011
              • 473

              #51
              بعد يومين وفي اليوم الموعود لتقديم حجيل للشيطان بدأنا نلاحظ تكاثر مرور المردة والشياطين فوقنا وكأنهم كانو يستعدون لحضور المناسبة، كانوا يبدون كالسكارى وكالمجانين ....... كانو يحسون بنشوة الإنتصار....كان الشيخ يراقب وهو صامت وكان علي في كل وقت أن أناديه لأتأكد من وجوده بقربي.....كنت أستعجل تنفيذ الخطة وهو يأمرني بالتريث والصبر .

              في هذه المرة تكلم الشيخ دون أن أناديه وقال "الآن.....سأذهب إلى كوخ حجيل وأنت ابقى على مسافة منه وانتظرها لتساعدها...إياك أن تفعل شيئاً غير الإنتظار.....يجب أن لا نتأخر وإلا أجبرتها المردة على تناول فضلات الشيطان"

              أحسست بقيامه وتحركه، قطعت نصف المسافة إلى الكوخ ووقفت أراقب منتظراً دخول طمر إلى كوخها حسب الخطة، لا حظت خروج طمر من كوخه الكبير مسرعاً إلى كوخ حجيل.....لكنه خرج بعد قليل يجرها على الأرض ويسحبها إلى أمام الكوخ الكبير....لم أستطع احتمال المشهد وتحفزت للهجوم عليه.....لكن شيئاً ما شديد النعومة لامس رقبتي.....ويدان تعلقتا بكتفي وشعيرات لها رائحة مألوفة تطايرت على وجهي.....أحسست بفرح غامر وعرفت أن التي تسحب هناك ما هي إلا طمر والذي يبدو هناك طمر ماهو إلا الشيخ.

              للقصة بقية......

              تعليق

              • سالم الجابري
                أديب وكاتب
                • 01-04-2011
                • 473

                #52
                بقيت محتضناً حجيل وأراقب ذلك المشهد العجيب من بعيد.....الصورة الظاهرة أن طمر يقيد حجيل أمام الكوخ على حجر طويل منتصب كالوتد، وأما الحقيقة فهي أن حجيل بين ذراعي وطمر اللعين هو من يقيده الشيخ على الوتد الحجري، كان الشيخ بطلاسمه قد أفقد طمر قدرته على الكلام فلم يكن يستطيع إلا الصراخ بصوت أقرب إلى الصفير وكان كلما صرخ ضربه الشيخ على بطنه فينثني إلى الأمام.

                دخل الشيخ إلى كوخ طمر ويبدو أنه جاء بقطعة من قماش وبر الغزلان الذي أخذه طمر عن ابنته، بعد إحدى الصرخات ضرب الشيخ طمر ضربة قوية ثم دسّ في فمه بسرعة تلك القطعة من وبر الغزلان وأمر المردة أن تملأ فمه بفضلات الشيطان وأجبره على ابتلاعها ثم أمرهم أن يأخذوه إلى وادي الصديد الأسود استعداداً لتقديمه للشيطان، وما أسرع ما علقته المرد من شعره وطارت به وهم لايدرون أنهم يحملون سيدهم.

                تعليمات الشيخ الأخرى كانت تقضي بأن ننزل إلى الأسفل من خلال الفتحة مباشرة بعد أن تغادر المردة بطمر وأن نحاول إزاحة الركام عن فتحة النفق ونخرج بالجميع إلى خارج الجبل.
                جمعنا أنا ورفيقتي كل الجن وأدخلناهم إلى أسفل ثم تعاونا لإزاحة الركام عن النفق وطلبت من رفيقتي قيادة الجميع إلى خارج الجبل إلا حجيل التي لم أستطع مفارقتها ولا هي أرخت ضمتها على عنقي.....لم أكن لأفوت المشهد الذي يلقى فيه طمر عقابه ويشرب من ذات الكاس التي سقى منا الكثيرين وكان على وشك أن يسقي منها حبيبتي حجيل، بعد أن تأكدت من دخول الجميع إلى النفق عدت وارتفعت إلى الفتحة وأخرجت رأسي منها لأراقب لحظات طمر الأخيرة.

                للقصة بقية....

                تعليق

                • سالم الجابري
                  أديب وكاتب
                  • 01-04-2011
                  • 473

                  #53
                  في الأعلى كانت السماء تغص بالشياطين من كل الأحجام استعداداً للحدث وفي الأسفل اجتمع كل الجن من عبدة الشيطان على شكل دائرة كبيرة وفي وسطها جلود جيف نتنة مدت على شكل فراش، الكل ينظر إلى الأفق منتظرين الضحية الجديدة، بانت المرد من بعيد كالدبابير تحمل ما يظنونه حجيل بنت ملك الجان....كان طمر يزداد صفيره كلما اقترب فهو يعرف ماذا سيحل به وبسيده.......جائت المردة حتى صارت فوق رقعة الجلود المخصصة لوضع القربان وهاجت الشياطين بالصياح وكأنهم يشجعون الحدث......ألقي طمر من على علو منخفض ليستقر بصديده النتن فوق الجلود......ارتفع من وراء الجبل ذلك الشيطان الضخم المخيف الذي قابلناه سابقاً.....امتد إلى الأعلى كثيراً حتى كان يصعب علي رؤية ملامح وجهه.....تحول كل أتباعه من الجن إلى حشرات صغيرة طارت عالياً واستقرت على شعره المتدلي.

                  الشيخ تحول إلى خنفسة كبيرة واستقر على رأس الشيطان هو الآخر.......بدأ الشيطان يدلي رأسه ببطء نحو القربان المقدم له......تشممه من رأسه إلى قدميه دون أن يأبه للصفير المستميت من طمر.......ألصق الشيطان رأسه برأس طمر ثم بدأ ينسحب من الأعلى ليتكوم على جسم طمر الذي بدأ صفيره يخبو شيئاً فشيئاً.

                  هنا طار الشيخ من على رأس الشيطان ولم أعرف أين ذهب حتى تكلم بقربي وقال "يبدو أن خطتنا على وشك النجاح.......ما إن يختلط دم الشيطان مع دم طمر المتشرب بوبر الغزلان حتى ينتهي الأمر وينقلب فرحهم الكبير إلى ترح أكبر"

                  للقصة بقية.....

                  تعليق

                  • سالم الجابري
                    أديب وكاتب
                    • 01-04-2011
                    • 473

                    #54
                    فقط حين سمعت تلك الكلمات من الشيخ رفعت حجيل رأسها المنهك عن كتفي لتشهد النهاية.....كان جسد الشيطان المتكوم فوق طمر يهتز في حركات هستيرية ثم توقف فجأة....توقفت صيحات الشياطين التي تراقب من الأعلى وكأنها تفاجأت بتوقف اهتزازات الشيطان على طمر.....رفع ذلك الشيطان الكريه رأسه من على رأس طمر ونظر إلى أعلى وهو يصرخ صرخة عظيمة أخافت كل الشياطين فتناثرت هاربة في الفضاء.....بدأ سواد جسمه ينتفخ ......زاد انتفاخ جسمه بشكل مرعب، عندها قال الشيخ "لقد قضي الأمر وانتهى الأثنان....هيا بنا قبل أن يصيبنا بعض صديده الأسود".

                    أسرعنا متجهين إلى أسفل ونحن مازلنا نسمع صرخات الشيطان التي تصم الآذان، دخلنا النفق ومشينا مسرعين إلى الخارج، ما إن خرجنا من الجبل حتى وجدنا البقية ينتظروننا، عانق الشيخ زوجته المنهكة وحملها على كتفه.......كانت صرخات الشيطان قد توقفت وأمكننا رؤية صديده الأسود يسيل من على حافة الجبل كأنه جدول........أخرج الشيخ عباءاتي الوبر ولبس واحدة وأعطاني واحدة وقال "لابد أن نتحرك بسرعة قبل أن يأتي البقية للانتقام منا.....كلكم تطيرون في الوسط وأنا سأطير على اليمين والفتى على اليسار"

                    للقصة بقية....

                    تعليق

                    • سالم الجابري
                      أديب وكاتب
                      • 01-04-2011
                      • 473

                      #55
                      لم نكن قادرين على الطيران بالسرعة المعتادة، أكثر الجن الذين معنا قد أنهكهم الجوع والحبس واستغلال المردة والشياطين، كما أن الشيخ يحمل زوجته على كتفه وأنا أحمل حجيل على كتفي، لم نكن نخشى الشياطين بقدر ما كنا نخشى مردة الجن الذين قتل كبيرهم طمر ولا شك أن لديهم دافع قوي للإنتقام ......... أملنا كان الوصول إلى حدود الأفق الأسود وعبوره إلى عالم الجن.....لا شك لدي أن بعض الأنباء قد بلغت طالع الآن وأنه قد استنفر أتباعه ......كان طيراننا بطيئاً وكان علي كل قليل من الوقت أن أتأخر لأساعد الجنية الأم وابنها المنهكان على البقاء ضمن المجموعة.

                      كأن الشيخ انتبه لأمر ما، اقترب مني وقال "علينا أن نتخلص من الجن الموسوسين ذوي العيون الحزين.......أي شيطان تلجأ له المردة يستطيع أن يخاطبهم عن بعد ويخبرونه ببلاهة عن مكاننا وبدوره سيخبر المردة"
                      كان أمراً صعباً للغاية أن نتخلى عنهم.....كانوا يبدون شديدي اللطف لكنهم لقلة عقلهم يشكلون خطراً علينا وعلى أنفسهم، توقفنا بقرب أحد الجبال وطلب منهم الشيخ أن يتبعونه ، نزل بهم إلى وادي ضيق وأمرهم بالجلوس وتركهم ثم واصلنا السير.

                      لم أكف عن النظر إلى الوراء وأنا أتخيل كل تلك الأعداد من المردة التي كانت متعلقة بشعر الشيطان تجد في طلبنا................وكأن شهاباً عظيماً انقض بشكل رأسي من السماء وأخذ معه أحد الجن المساكين الذين كانوا في الوسط بيني وبين الشيخ........

                      دب الرعب في المجموعة والتصقوا ببعضهم ، قال الشيخ إنه شيطان خاطف وهو من أسرع الشياطين، مددنا قطعة قماش الوبر بيننا أنا والشيخ لتحمي المجموعة من الأعلى ...... لكن خبرنا لابد أن يصل الآن للمردة ....بدأنا نحث المجموعة على الإسراع...كادت تلك الجنية المسكينة أن تتوقف مع ابنها لولا أن ابنة الشيخ حملت عنها ابنها وجرتها معها.

                      للقصة بقية......
                      التعديل الأخير تم بواسطة سالم الجابري; الساعة 01-05-2011, 03:44.

                      تعليق

                      • سالم الجابري
                        أديب وكاتب
                        • 01-04-2011
                        • 473

                        #56
                        بدت لنا السحب المعتمة التي تشكل الحدود بين العالمين، لم أكن أتخيل أن أفرح لرؤيتها قبل ذلك اليوم، بقي القليل ونكون في مأمن.....نظر الشيخ خلفنا وصاح بي أنظر خلفك....نظرت فإذا بالشياطين المفزعة تتلوى برؤوسها الكريهة ورائنا ، تأخذ شكل السحاب الأسود حيناً وحيناً تمتد كالأفاعي......قال الشيخ "ليس هم من أخشاهم بل أخشى أن يكون الفخ أمامنا"، وكان الشيخ محقاً، لقد بقيت الشياطين على مسافة منا...لكن ما كادت تنقشع بضع سحابات سوداء من أمامنا حتى رأينا ما كنا نخشى رؤيته......صف طويل من المردة يقطعون الطريق أمامنا.....أسوأ شيء كان يمكن أن أتخيله.

                        توقفنا وقد وقد تسمرت عيوننا أنا والشيخ على جموع المردة أمامنا وإذا نظرنا إلى الخلف رأينا الشياطين متربصة تنتظر أقل غفلة لتنقض وتتخطفنا واحداً تلو الآخر....لم يكن الأمر بحاجة لكثير من التفكير ولم يكن لأي تفكير أن يفضي إلى أي نتيجة أخرى غير المواجهة المحتومة، إنها مسألة حياة أو موت، كان الموقف قد أسكت الكل حتى حجيل ، خلعت عبائتي وألبستها لحجيل ، نظرت إلى الشيخ دون أن أتكلم.....فهم الشيخ النظرة وقال كلمة كان لها وقع قوي علي، قال "في شبابي لم لأهاب مثل هؤلاء".

                        نظرت تجاه المردة وإذا بهم يقتربون وقد تضخمت أجسادهم وتشبهوا بأشكال الشياطين.......وكأني بصورة فطرية تحولت إلى نسر ضخم، صعدت عالياً لأجرهم بعيداً عن المجموعة....تبعني إثنان منهم، استدرت حول آخر قطعة سحاب كثيفة ، وجدت في نفسي قدرة عجيبة على التضخم أكثر وأكثر......بعد استدارتي واجهت الماردين فكانا بالنسبة لي كعصفورين......استطعت تمزيق أحدهم بمخالبي وأما الآخر فقد انحرف واصطدم بجناحي ورأيته يهوي بعيداً.

                        أكملت انطلاقي كالسهم نحو المردة لأشتت شملهم، لم أعرف في البداية ماذا حدث للسحب السوداء المنتشرة التي بدأت تتحرك بشكل دائري.....لم أدرك أن شيطاناً ضخماً يدير إعصاراً في اتجاهي حتى اصطدمت على سرعتي بريح قوية ساخنة أخذتني معها وقذفتني لارتطم بأحد القمم الجبلية.

                        للقصة بقية......

                        تعليق

                        • سالم الجابري
                          أديب وكاتب
                          • 01-04-2011
                          • 473

                          #57
                          كان ارتطامي بالجبل قوياً ومدوياً بسبب حجمي الضخم، انزلقت كثير من الأحجار تحتي إلى الوادي وكدت أنزلق معها لولا أني ثبت مخالبي، نظرت إلى أعلى فإذا بأحد المردة يحمل حجراً ضخماً يريد إلقاءه علي، حاولت الطيران لكن جناحي الأيمن كان يؤلمني بشدة....حاولت الإستدارة عنه إلى الجهة الأخرى للجبل لكنه كان أسرع عني بكثير، اقترب حتى أصبح فوقي بشكل عمودي استعداداً لإلقاء الحجر.....تحولت إلى طائر صغير خفيف الوزن فطرت كالسهم واتجهت نحوه مباشرة في حيلة تعلمتها من طمر.....اخترقت وجهه ونفذت من رأسه فهوى هو وحجره إلى أسفل.

                          عدت أتفقد ما حل بالآخرين فإذا هم محاطين بالمردة من كل جانب، كان الشيخ يبلي بلاءً حسناً، حول نفسه إلى مارد مثلهم فيقترب منهم ويهاجمهم، رغم ذلك استطاع المردة اختطاف بعض الجن، كان هدفهم هو انتزاع العبائتين وقطعة القماش لتتمكن الشياطين من الإقتراب.

                          قاتل الشيخ من جهة وقاتلت أنا من الجهة الأخرى لكن كان يبدو أنها معركة خاسرة ، كانت أعدادهم كبيرة وكنا قد أنهكنا......باغت الشيخ أثنين منهم وسلبوه عبائته وكادوا يخطفونه لولا أني هاجمتهما فأطلقاه.....ماكدت أعيد الشيخ حتى سمعت صرخة من حجيل وإذا بعبائتها قد خطفت هي الأخرى ومعها قطعة القماش.
                          أيقنت أنها النهاية، فما هي إلا لحظات ويأخذا أحد الشياطين بإعصاره أو يتخطفنا الشياطين الخطافون......احتضنت حجيل رأفة بها ودسست وجهها في صدري، لم أرد لها أن تناظر مصيراً كهذا.


                          للقصة بقية.....

                          تعليق

                          • سالم الجابري
                            أديب وكاتب
                            • 01-04-2011
                            • 473

                            #58
                            أغمضت عيني أنا أيضاً في لحظة يأس.....ثم سمعت شيئاً يشبه صوت طيران أسراب الجراد.....صوت سمعته من قبل، فتحت عيني وإذا بأسراب ضخمة من حرس وادي الجن الذين التقيتهم أو دخولي بلاد طالع، كانت المردة قاب قوسين من خطفنا وإذا بتلك الطيور التي هي أقرب إلى أشكال الجراد تخترق أجساد المردة وتتركهم صرعى.

                            تلا تلك الأسراب صقر انحدر من السماء ليظللنا بجناحيه الكبيرين، إنه طالع....جاء ومعه جمع كبير من الجن المحاربين، تحركت بعض الشياطين باتجاهنا.....فرد طالع جناحيه العظيمين وطار في اتجاه الشياطين ........ كان الشيخ يراقب ويقول"ماذا يفعل هذا؟؟؟ سيهلك نفسه"

                            بدأ أحد الشياطين المتقدمين يلف كالإعصار ومازال طالع يتقدم بثبات........اكتملت زوبعة الشيطان وأخذ سرعته باتجاه طالع وطالع زاد سرعته أيضاً باتجاه الإعصار.....دخل طالع بجناحيه الدوامة......وعندها تكشفت خطة طالع، بدأ وبر الغزلان يتطاير من بين ريشه ويدور مع الزوبعة وبدأ يلتصق بالشياطين المجتمعة وبدأت تصرخ وتتطاير في جنون....بعضها سقط وهوى صريعاً وبعضها استطاع أن يهرب رغم إصابته......كان مشهداً رائعاً من مشاهد الإنتصار.....التفت إلى الشيخ فإذا به ينظر بكل انبهار، عاد طالع الملك مظفراً وهو يطير بكل سكينة وهدوء، أول كلمة قالها لي بعد أن احتضن ابنته "يبدو أنك لست بأقل منها جنوناً، كان يجب أن تخبرني.....لكني أبقى مدين لك على إنقاذها"، قبض جنوده على بعض المردة وساقوهم معهم.......سار موكبنا حتى بدا لنا قصر الجبل الذي رأيته أجمل ألف مرة بعد كل ما رأيت في عالم الشياطين، هناك كان كل أهل القصر ينتظرون الأخبار السعيدة، بالطبع حجيل كانت هي التي ينتظرها الجميع ، سيدات القصر ....إخوانها وأخواتها.... الخدم وحتى الرعيان....أما نحن فيبدو أنهم نسونا أمام حضور تلك الجوهرة الجميلة.


                            للقصة بقية...

                            تعليق

                            • سالم الجابري
                              أديب وكاتب
                              • 01-04-2011
                              • 473

                              #59
                              أخذت حجيل بسرعة إلى داخل القصر وتبعها الكل باستثناء الرعيان، بقيت أنا وطالع والبقية في الساحة، أمر طالع بإعطاء الشيخ قطيع من الغزلان ولابنته قطيع آخر، كما أمر بأن تقام احتفالات النصر ابتداءً من الغد ولمدة أسبوع وأن يقيد المردة خلال ذلك في الساحة ليراهم الجميع ويكونوا عبرة.

                              استأذنت طالع لأدخل على حجيل فأذن لي، تركتهم ودخلت إلى القصر ...... بحثت عنها في غرفتها ثم غرفة أمها لكني لم أجد أحداً، فتشت الصالة الرئيسية للقصر لكني أيضاً لم أجد أحداً حتى من الخدم، ثم سمعت أصداءً لأصوات تأتي من أحد الممرات الطويلة المرتبطة بالقاعة الرئيسية، تبعت الممر الطويل الذاهب عميقاً في جذور جبل الزمرد وكلما تقدمت كانت الأصوات تقترب أكثر.

                              انتهى بي الأمر إلى كهف كبير مظلم يضيئه تلألأ النتوءات الزمردية الملونة بالأحمر والأخضر من السقف....كان كل أهل القصر هناك وكأنهم ينتظرون شيئاً، دخلت وسط الجمع فسكت الجميع وبدأوا يتهامسون.....سالت عن حجيل فأشاروا إلى نهاية الكهف حيث تشكلت زاوية مخفية من الصخور الخضراء التي تتكسر خلالها موجات لطيفة من النور المنبعث من الخلف.

                              كانت أصوات انهمار نقط الماء تسمع من وراء الحاجز....عدد من خادمات حجيل كن يتزاحمن على طريق الدخول خلف الحاجز، أخبرتهن أني أريد الدخول لرؤية حجيل لكنهن كن يتبادلن الابتسامات دون أن يفسح لي الطريق ثم نادين على أمها.....جاءت أم حجيل وطلبت مني الانتظار لبعض الوقت وأمرت الخادمات بجلب الزهور......جاءت كميات كبيرة من الزهور الملونة بسرعة وأدخلت إلى الداخل، دخلت أم حجيل لبعض الوقت ثم جاءتني ودعتني للدخول.

                              كانت حجيل ترقد في بركة ماء متلألأة من قطرات الماء التي تنحدر من نتوءات لزمرد في جدار الكهف، لم يظهر من حجيل إلا وجهها ورأسها وكفيها وقد غطت الزهور الملونة سطح المياه، كانت تبدو في أبهى صورة، عادت لها أضوأ ابتسامة رأيتها ، كان شعرها تتلاعب به تموجات الماء مع كل قطرة تسقط، أغب شيء هو أنها كانت شبه شفافة، رفعت كفها لتلاقي كفي فإذا بي أمسك جسماً شفافاً ألين من الحرير، لمحت حجيل استغرابي، أخبرتني أن هذا بسبب هذا الماء الذي يتخلل الجسم ويطهره مما علق بها من أرض الشياطين..........كانت قطرة الماء تسقط فيهتز سطح الماء فينعكس الضوء على الحاجز الزمردي الأخضر ثم ينعكس بعد ذلك في وجه حجيل وكفها الشفافين.......
                              -كيف تشعرين الآن يا حجيل؟
                              -وكيف يا ترى يشعر من يمسك بكف الحبيب؟!؟!.
                              -هل تعلمين كيف أشعر وأنا ممسك بكفك الآن!!!
                              -كيف تشعر؟ قالتها وهي تتبسم
                              -اشعر أني أريد أن أنساب كإحدى قطرات الماء المتساقطة ثم أدخل إلى جسمك فلا اخرج.

                              هنا قاطعتنا أم حجيل
                              -يمكنك الجلوس معها قدر ما تشاء ولكن الآن اتركها حتى تنتهي من حمامها
                              غمزتني حجيل مودعة وخرجت من عندها وشوقي لها اضعاف أشواقي التي كانت....

                              للقصة بقية....

                              تعليق

                              • سالم الجابري
                                أديب وكاتب
                                • 01-04-2011
                                • 473

                                #60
                                مضى أسبوع الإحتفالات دون أن يسمح لي برؤية حجيل، كنت أدخل كل يوم إلى ذلك الكهف أسفل القصر وفي كل مرة كانت أمها تقول أنها لم تنهي حمامها بعد، حاولت أن أتسلى بمراسم الاحتفال بانتصارات طالع، كانت وجهاء الجن تتوافد على القصر محملين بالهدايا ، أمير جن البحار كانت هديته العنبر الأسود والعنبر الأبيض أما أمير جن السهول فكانت هديته أنواع عجيبة من المسك الرطب ، بعضهم كانت هداياهم ملابس فاخرة وبعضهم اكتفى بقطعان الغزلان، كان طالع في مجلسه يتقبل الهدايا ويمتدحها، فتح صندوق العنبر الأسود ففاحت رائحة لم أشم في طيبها رائحة من قبل ثم فتح صندوق العنبر الأبيض وتناول منه قطعة صغيرة وأكلها....تعجبت كل العجب من ذلك ولما سألت أخبرت أن العنبر الأبيض يستخدم للقوة......جاءوا بالمسك في أوعية مخيطة من جلود الغزلان المزركشة ووضعوها أمام طالع الذي أخذ يشمها ويمتدحها ثم أرسل منها لزوجاته.
                                من مراسم الاحتفال أيضاً لعبة غريبة يلعبها الجن، خرجنا إلى الساحة وانتدبت كل قبيلة رجلاً منها، ثم أخرج طالع لهم صرة ألقاها عالياً في الهواء فكانوا يتسابقون لالتقاطها والطيران بها بعيداً، من يستطيع أن يحتفظ بالصرة ويعيدها لطالع يعتبر هو الفائز.
                                في غمرة الاحتفالات كنت قد نسيت الشيخ ولما تذكرته هرعت إلى كوخه، أخبرتني زوجته التي تعافت أنه يرعى الغزلان في المروج، بحثت عنه حتى وجدته، كنت سعيداً جداً بلقائه وهو كذلك......تحدثنا كثراً عن ما مر بنا منذ لقائنا في سجن طمر......لمحت في عيني الشيخ نظرة جادة مقرونة بابتسامة أبوية قال بعدها
                                -ماذا تنوي أن تفعل أيها الفتى؟
                                -ماذا تعني؟
                                -حجيل تتوقع منك البقاء.....أليس كذلك؟
                                -هو كذلك، وأنا أريد البقاء...إني أحبها أيها الشيخ ولا أتصور حياتي بدونها.
                                -وأهلك في عالم الإنس......هل ستتركهم؟
                                -إن هذا الأمر يؤرقني كثيراً أيها الشيخ.

                                للقصة بقية.....

                                تعليق

                                يعمل...
                                X