المتسللون خلسة إلى سفينة نوح

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • جلال داود
    نائب ملتقى فنون النثر
    • 06-02-2011
    • 3893

    المتسللون خلسة إلى سفينة نوح

    بانوراما نسل آدم بسيناريو مخلوقات الفُلك المشحون

    ***
    ( و أن أصنع الفُلك بأعيننا يا نوح )
    الفُلك الذي سيحمل النبي نوح و قومه و حيواناته المختارة زوجين من كل نوع.
    سيكون وطنا مصغرا ينتقل من حالة إلى حالة ، و من مكان إلى مكان.
    و بدأ نوح في صنع الفلك من عدة أنواع من خشب الأشجار ( كل أنواع الأشجار المتاحة في زمنه ).
    فكان الفلك غاية في الجمال ، يتلألأ تحت أشعة الشمس بعدة ( ألوان ) ، لم تجعله هذه ( التعددية ) في الألوان مشوها أو متنافرا،
    بل متماسكا و صلبا و متوازنا ، تتناغم ألوانه رغم ( التباين في درجاته ).
    و أمر الله نوحا أن يأخذ من كل زوجين أثنين ( ذكر و أنثى ) ، لحفظ النوع من الانقراض.
    فأختار نوح أولا من بني البشر : المؤمنين به ، بصرف النظر عن ألوان بشرتهم وسحناتهم ، و المؤمنين بوحدانية الله ، و المؤمنين بأن ( الفُلك ) هو ( وطنهم ) إلى أن يقضي الله أمرا كان مفعولا.
    حملهم الفلك ، و رغم ( كثرتهم ) ، كانوا يحسون بأن هذا الفلك ( أكثر أتساعا ) من قراهم السابقة الواسعة الرحيبة.
    و بالرغم من ( تنوعهم ) ، كانوا يتحدثون بلسان واحد مبين، لغة واحدة هي ( لغة المحبة ) و لغة المصير الواحد.
    و جاء دور الحيوانات التي كانت تشكل الأكثرية ، و التي كانت تشكل الخطورة على السفينة لما يمكن أن تحدثه من (فوضى و عراك و افتراس) و بالتالي اختلال للأمن بالفلك في عرض هذه الأمواج المتلاطمة من المياه . إنه تلاحم حتمي يفرضه (التجاور) و ( المصالح المشتركة في حيّز معلوم ). و لكن شيئا من هذا القبيل لم يحدث.
    سارت الرحلة تنساب بأمر ربها ، و بحكمة ( قائد ) واحد و بإلهام من ربه، رغم أمواج المياه من تحتهم و المطر المنهمر من فوقهم ، و الرعد يزمجر و يكركر و البرق يكاد سناه يخطف الأبصار و تنخلع له القلوب.
    و قال لهم نوح ينصحهم بأن الأرض القادمة التي سترسو عليها السفينة ، أرض خير و بركة ، ..
    و أنه لا مكان هناك للأنانية و الطمع و الحسد و الحقد.
    و عندما وصلوا .................
    عرفت الديناصورات أنها لن تستطع العيش في عالمها الجديد ، و أنه عالم لا يصلح للعمالقة من أمثالها ، و أن ( الموجود و المتاح لا يكفيها كطعام )، عندها ، انقرضت الواحد تلو الآخر ، تاركة بصماتها في حيوانات تشبهها ( شكلا و طريقة كسب عيش )، و لكن ليس ( حجما ).
    و لحقت بها فصيلة الماموث ، و هي أيضا تركت فصيلة الأفيال التي ( تحاكيها ) شكلا و لكن دون ( فائدة ) تذكر.
    و لحق بجيل العمالقة لفيف من الحيتان التي لم تتشرف بأن تعيش عصر ( يونس عليه السلام ) و تفخر بأن أحد أفراد فرع من الفصيل قد أبتلع نبيا بأمر الله.
    و لكن كفاها فخرا بأن الحيتان ما زالت ( تجوب ) مياه ( العالم قاطبة ) تسبح بحمد الله بأن قيض لها هذا ( الهواء في الماء و على سطح البحار ) ، يستنشقونه ( دونما مضايقة كما يحدث لبقية خلق الله في البر ).
    فقالت الأفيال و هي تدب بأقدامها على اليابسة :
    نحن ورثة العمالقة ، و البلد بلدنا و سنسحق كل من يقف في طريقنا.
    و لكن الأُسُود لم تضيع وقتا في الحديث ، فقامت بانقلاب دموي ضد الأفيال.
    و نصَبوا ( أعلاهم زمجرة ) ملكا عليهم ، و أعطوا اللبوة لقب ( أم الملوك ) بصلاحيات نائب الملك.
    و في الانقلاب إياه ، تم قطع عدد من خراطيم الأفيال ، و اقتلاع كمية من الأنياب ( العاجية ) زيادة في إذلالها ، و تم (تحييدها) تماما ،
    و منْعِها من الاشتراك في أي قتال ، فاكتفت الأفيال بتلك (الصيحة) التي تمزق طبلة الأذن أيّما ممزق .
    و لكن الأسود ، و احتراما (لحجم) الأفيال ، و حفاظا على ( التوازن البيئي و توازن القوى ) ، أطلقوا يد الأفيال في ( الغابات ) تفعل بها ما تشاء ، كما اتفقوا عند (مشارف إحدى البحيرات) على أن تمتلك الأفيال ممرات آمنة لشرب المياه ليلا ، بشرط أن يكون القمر أبن (أربعطاشر) أو في رائعة النهار ، و الويل لمن يستعمل هذه الممرات في أوقات مرورها. ثم حرموها من الاجتماع في قطيع يضم أكثر من ثلاثين فيلا في وقت واحد و في مكان واحد ، و لا بد أن تأخذ إذنا من ( الملك شخصيا ) ، أو (من أم الملوك ) في غيابه. و الويل لهم إن أتوها و هي ( مُرضِع ) أو في أوقات مداعبتها ( لأشبالها ) ، فهذا هو الهلاك المحتوم ، لأن مزاجها حينئذ يكون عدوانيا.
    الذئاب و الضباع كانت طابورا خامسا للنمور و الفهود التي كانت تعد العدة لعمل انقلاب مضاد و لكن (الملك ) أكتشف المؤامرة غير أنه غض الطرف عن ( فكرة إعدامهم ) و اكتفى ( بنفيهم ) من ولاياته و تخومها. لذا فإن الطابور الخامس أعلاه ، لا يدور في فَلك الطبقة الحاكمة من ذوات المخلب و الظفر . و رغم أنه محسوب عليها إلا أنه ظل خارج نطاق ( الهيبة ) في كل العصور ، و ظلت تخيف من هم أقل شأنا منها متحججة بانتمائها ( للطبقة الحاكمة ) و أَن لها أيادٍ و أنياب في العرين الملكي.
    عليه ، فقد انقسمت فصيلة السباع ( و التي هي من قبيلة السنور الكبيرة ) إلى عدة أقسام حسب (أنيابها و أظافرها) و ( لون جلودها ) وحسب حبها للحوم ( حمراء كانت أم بيضاء، طازجة كانت أو جيفا منتنة ).
    و بقيت الفهود و النمور ، تتربص الدوائر بالملك و قبيلته ، و تنافسه فقط في ( الصيد ) و لكن إلى حين.
    القرود كانت دائما في محل شك كل الحيوانات ( منذ بدء الخليقة و حتى قبيل ظهور نظرية داروين ) ، فهي لم تنل ثقة أي من بني جلدتها ( الغوريللا و البابون وهلم قِرْدا ) ، ناهيك عن بقية الحيوانات ، لذا ظلتْ ترتاد ( قمم الأشجار ) ، مكتفية (بالمراقبة فقط )، تقدم خدماتها للذي يدفع أكثر أو للذي يؤمِن لها الحماية. و قد عوقبت أكثر من مرة لتقديمها معلومات مضللة ، و لقيامها بعمليات مزدوجة Double Agent
    ( و أحيانا كالمنشار ).
    أما فصيلة الثعابين ( سيدة قبيلة الزواحف ) تعيش حرة منطلقة ، و لا تحتاج إلى مساعدة من أحد ، مكتفية بما منحها الله من قوة ( في السم و بينها و بين فصيلة السباع ( حلف شفاهي و ميثاق غير موقع ) و لكنه ملزم ، أسمه ( الحلف المُنزَلِق)، و يتجدد الحلف كل سنة عند موعد تغيير الثعابين ( لجلودها الناعمة ) بالاحتكاك بالأشجار و الصخور.
    الجوارح من الطيور ، أقسمت ألا تعيش إلا ( الخطف) ، معتمدة على النظر الحاد، و أخطر أنواعها نوع أسمه ( صقر الرِّمّة ) ، فهو يستطيع شم رائحة الجيفة ( من على ارتفاع شاهق ) ، و رغم أن فصيله كبير العدد ، إلا أنه بجشعه لا يحدث أحدا بما ينوي أو ما يرى ، لذا تتعارك عند ما تلتقي على ( الجيفة ) مصادفة، و تنشغل بالعراك حتى تأتي الضباع و الذئاب و تفوز بالغنيمة ، فتجتمع و هم يتلاومون و يتعاتبون و من ثم يضعون ميثاق شرف للتعاون و تبادل الخبرات و المعلومات ، و لكن ما أن تلوح في الأفق ( رائحة جثة ) ، تتمزق الوثيقة قبل أن يجف مدادها.
    الحيوانات المائية و البرمائية ( هي أكثر المخلوقات حظوظا ) ، و خاصة ( البرمائية ) فهي إن وجدت أن ( الجو ) غير ( ملائم ) برا ، زحفت للماء و غاصت فيه مستمتعة ( بالأوكسجين المذاب في الماء ). تماما كالذي يحمل جنسيتين أو جوازي سفر ، ويعيش في البلد الذي يكون أكثر استقرارا.
    زوجة نوح ، كانت من الغابرين ، لم تكن تصلح أن تكون زوجة لنبي صالح كسيدنا نوح و لا أن تنجب له من صلبه أولادا يرثون (حكمة الأنبياء) و حَمْل رسالة الرب الأبدية.
    ولدت له أبنا.
    لم يكن مؤمنا. رغم أنه من صلب نبي.
    من هنا جاءت الأضداد : العسل من تحت إبر النحل.
    المسك من تحت إبط حيوان لا زال الغموض يكتنفه.
    ورود جميلة بأغصان شائكة.
    وجوه ضاحكة مستبشرة و بنفوس كالحة السواد بل مستئذبة.
    علامة سيدنا نوح لركوب الفلك ، هو أن ( يفور التنور أو الفرن الذي في منزله و يخرج منه الماء ، إمعانا في الحذر ) ، فيعرف أنها البداية فيتوكل على الله خالقه نحو سفينته مع أتباعه و مخلوقات الله.
    زوجته ، رغم أنها رأت فوران التنور ، لم تتعظ ، لم تعرف مغزى ( المعجزة ).
    و اختارت أن تقف مع ( الباطل.) ، بهرتها أفعالهم ، و أصنامهم ، و فسقهم وفجورهم ، فانجرفت معهم ، تاركة الرجل الجليل يعفر وجهه ( بنشارة الأخشاب وحده ) ، و نقل الأشجار مع المؤمنين الموحدين ، و وقفت تسخر منه مع الساخرين.
    و أبنه ، الغرير ، قال : سآوي إلى جبل يعصمني من الماء.
    و هو لا يدري أن الغضب الآتي لا توقفه حتى سلاسل من جبال.
    و بجزع الأب ، قال نوح : يا رب أبني.
    فقال له الرب : إنه عمل غير صالح.
    فكان من المغرقين.
    يقول العلماء ( مجتهدين في ذلك ) أن سفينة نوح رستْ على جبل الجودي جنوب تركيا ، و يقول آخرون أنها رست شرق آسيا . مجرد اجتهاد.
    و لكن في اعتقادي ( الجازم و الحازم )، و مستعملا أدواتا كثيرة في الإجتهاد التاريخي ، أقول بأن السفينة رستْ في مكان ما وسط الأشجار التي دخلتْ في صناعتها ، و هو مكان لا يبعد كثيرا عن مكان غرق القوم الفاسقين ، و لكن السفينة أرادت أن تقول بأنها عادت لجذورها ، عادت لموطن الجذوع التي رسمت جسدها المتين.
    تفرق القوم على ظهر تلك البسيطة الطاهرة ، و عاشوا و هم يجترون ذكرى رحلتهم الرهيبة و من ثم تزاوجوا و تكاثروا و فاخروا الأمم ، وصاروا مثلا يحتذي بين الأمم.
    ثم ...
    و لكن فليعلموا ، أن التنور لن يفور مرة أخرى منذرا بوقوع البلاء و بدء الخلاص.
    و أن الأشجار لن تكفي لصنع سفينة لحمل الناس كلهم.
    و أن الحيوانات لن ترضى بدخول السفينة إلا مجتمعة و ليس زوجين من كل نوع.
    و في النهاية ، لقد انتهى عصر الأنبياء.

    ***
    جلال داود ( ابو جهينة ) الرياض
    التعديل الأخير تم بواسطة جلال داود; الساعة 07-04-2011, 09:30. سبب آخر: خطأ إملائي
  • جلال داود
    نائب ملتقى فنون النثر
    • 06-02-2011
    • 3893

    #2
    و لكن فليعلموا ، أن التنور لن يفور مرة أخرى منذرا بوقوع البلاء و بدء الخلاص.
    و أن الأشجار لن تكفي لصنع سفينة لحمل الناس كلهم.
    و أن الحيوانات لن ترضى بدخول السفينة إلا مجتمعة و ليس زوجين من كل نوع.
    و في النهاية ، لقد انتهى عصر الأنبياء

    تعليق

    • حسين يعقوب الحمداني
      أديب وكاتب
      • 06-07-2010
      • 1884

      #3
      وأنا أحضر طوفان الخاطره للأستاذ جلال داوود أستحضرتني قصيدة الأديب الراحل العملا ق رشيد مجيد
      اليكم النص والرد يتبع
      الطوفان , للشاعر والأنسان رشيد مجيد





      الـــطـــــــوفــــــــــــان ...




      الـــطـــــــوفــــــــــــان ...في الألف الرابع قبل الميلاد ....
      توضأت الأرض بما ينبُع من جوف الأرض ....
      وفار التنُّور وأقلعت الفلك ..
      وعاد الطين إلى الطين ...
      فكان الطوفان ,

      كانت أكثر من مقترفيها أدرانُ الناس ....
      وكانت أثقل من أن تتحملها سفن التّوابين ...
      وأقبح من أن تخفي سوءتَها الأرض ..
      وكان عذاب المنتظرين مصائِرَهم أقسى
      وهَوَانُ المعتصمين أذل ...
      وكانت أشواط الموج المتعثر بالموتى لا تدري .
      أهي الغرقى في الأدران ,
      أم الأدران ?
      فلقد أغرق حتى ميناء التوبة , واختلط الأمر...
      فسيَّان إذن ما ليس يكون , وما قد كان .

      كان الغزو المائي يمط حزام الأفق ...
      فتنبسط الأرض أمام زحوف الغرق الممتد إلى .....
      أوسع من تلك الدائرة الكبرى ..
      وإلى خلف حدود العودة ..
      حيث يموت الموت هناك ويُنسى النسيان
      في الألف الرابع كانت هيمنة الطوفان
      كان الموت وكان البعث الأول للأرض وللإنسان .
      كان الطلْق , وكان الميلاد ...
      وكان النجم القطبيُّ الآخر ...
      إن الإنسان هو الإنسان
      وتراخى الموج ...
      ولم يعد الطير الثالث ...
      واستلقى الماء بأوعية الأرض ...
      وأوَّبت الفلك على مرساة أمان ..
      وتتابعت الأيام , وقد أمن الإنسان ..
      فأبطره الأمن , إلى أن زل ... فأنساه محبته .
      وتوسده حتى وَطِئتْه أمانيه ..
      وحتى ملته سلامته .
      فتوحمت الأرض الحبلى .
      تتشهى لحم أجنتها المنتظرين إياب الطوفان ,
      التعديل الأخير تم بواسطة حسين يعقوب الحمداني; الساعة 20-02-2015, 18:56.

      تعليق

      • منار يوسف
        مستشار الساخر
        همس الأمواج
        • 03-12-2010
        • 4240

        #4
        نعم انتهى عصر الانبياء و المعجزات و لن يكون هناك طوفانا آخر لأن لن يكون هناك سفينة تحمل كل هذا العدد
        سيترك البشر يمزقون بعضهم البعض حتى تأتي النهاية
        ربما لن يحتاجوا لسفينة أخرى و لا طوفان يبتلعهم بعد أن يفنوا بعضهم بأيديهم

        مقال جميل و تفسير رائع و أسلوب مشوق في عرض هذا الحدث المهيب الذي حدثنا عنه القرآن

        تحية و تقدير أديبنا

        تعليق

        • فوزي سليم بيترو
          مستشار أدبي
          • 03-06-2009
          • 10949

          #5
          وما أدراك يا أخي داود جلال أن الأرض التي نحيا فوقها أنها ليست فلكا عظيما
          قد قام ببناءه أجداد أجداد أجدانا ووضعونا فيه نسبح في الفضاء بين الكواكب والمجرات
          لنصل إلى مكان ما وُعِدْنا به .
          اصبر قليلا سنعبر درب التبانة إلى درب الّلاعودة قريبا جدا .
          تحياتي
          فوزي بيترو

          تعليق

          • جلال داود
            نائب ملتقى فنون النثر
            • 06-02-2011
            • 3893

            #6
            المشاركة الأصلية بواسطة حسين يعقوب الحمداني مشاهدة المشاركة
            وأنا أحضر طوفان الخاطره للأستاذ جلال داوود أستحضرتني قصيدة الأديب الراحل العملا ق رشيد مجيد
            اليكم النص والرد يتبع
            الطوفان , للشاعر والأنسان رشيد مجيد





            الـــطـــــــوفــــــــــــان ...




            الـــطـــــــوفــــــــــــان ...في الألف الرابع قبل الميلاد ....
            توضأت الأرض بما ينبُع من جوف الأرض ....
            وفار التنُّور وأقلعت الفلك ..
            وعاد الطين إلى الطين ...
            فكان الطوفان ,

            كانت أكثر من مقترفيها أدرانُ الناس ....
            وكانت أثقل من أن تتحملها سفن التّوابين ...
            وأقبح من أن تخفي سوءتَها الأرض ..
            وكان عذاب المنتظرين مصائِرَهم أقسى
            وهَوَانُ المعتصمين أذل ...
            وكانت أشواط الموج المتعثر بالموتى لا تدري .
            أهي الغرقى في الأدران ,
            أم الأدران ?
            فلقد أغرق حتى ميناء التوبة , واختلط الأمر...
            فسيَّان إذن ما ليس يكون , وما قد كان .

            كان الغزو المائي يمط حزام الأفق ...
            فتنبسط الأرض أمام زحوف الغرق الممتد إلى .....
            أوسع من تلك الدائرة الكبرى ..
            وإلى خلف حدود العودة ..
            حيث يموت الموت هناك ويُنسى النسيان
            في الألف الرابع كانت هيمنة الطوفان
            كان الموت وكان البعث الأول للأرض وللإنسان .
            كان الطلْق , وكان الميلاد ...
            وكان النجم القطبيُّ الآخر ...
            إن الإنسان هو الإنسان
            وتراخى الموج ...
            ولم يعد الطير الثالث ...
            واستلقى الماء بأوعية الأرض ...
            وأوَّبت الفلك على مرساة أمان ..
            وتتابعت الأيام , وقد أمن الإنسان ..
            فأبطره الأمن , إلى أن زل ... فأنساه محبته .
            وتوسده حتى وَطِئتْه أمانيه ..
            وحتى ملته سلامته .
            فتوحمت الأرض الحبلى .
            تتشهى لحم أجنتها المنتظرين إياب الطوفان ,
            تحياتي أستاذ حسين يعقوب

            شكرا على المرور المشبع بهذه القصيدة المترعة حكما

            تعليق

            • جلال داود
              نائب ملتقى فنون النثر
              • 06-02-2011
              • 3893

              #7
              المشاركة الأصلية بواسطة منار يوسف مشاهدة المشاركة
              نعم انتهى عصر الانبياء و المعجزات و لن يكون هناك طوفانا آخر لأن لن يكون هناك سفينة تحمل كل هذا العدد
              سيترك البشر يمزقون بعضهم البعض حتى تأتي النهاية
              ربما لن يحتاجوا لسفينة أخرى و لا طوفان يبتلعهم بعد أن يفنوا بعضهم بأيديهم

              مقال جميل و تفسير رائع و أسلوب مشوق في عرض هذا الحدث المهيب الذي حدثنا عنه القرآن

              تحية و تقدير أديبنا
              تحياتي أستاذتنا منار يوسف
              شكرا على المرور البهي

              تعليق

              • جلال داود
                نائب ملتقى فنون النثر
                • 06-02-2011
                • 3893

                #8
                المشاركة الأصلية بواسطة فوزي سليم بيترو مشاهدة المشاركة
                وما أدراك يا أخي داود جلال أن الأرض التي نحيا فوقها أنها ليست فلكا عظيما
                قد قام ببناءه أجداد أجداد أجدانا ووضعونا فيه نسبح في الفضاء بين الكواكب والمجرات
                لنصل إلى مكان ما وُعِدْنا به .
                اصبر قليلا سنعبر درب التبانة إلى درب الّلاعودة قريبا جدا .
                تحياتي
                فوزي بيترو
                أستاذ
                نا فوزي سليم بيترو

                تحياتي

                ننتظر لعل وعسى
                لك الشكر على المرور الباذخ

                تعليق

                يعمل...
                X