شهادة الزمالة الكونية في آداب الشبكة العنكبوتية
بعد تخرجي من كلية الطب جاء تعييني في قرية من قرى الوطن النائية.
قال لي مديري مع أول طبعة لقدمي في عالم الوظيفة :
ــ لا تنسى يا دكتور أنك كُرّ ..... " الكر هو ابن الحمار "
وقبل أن يكمل ، أبديت انزعاجي من اللفظ الجارح . لكنه أكمل دون أن يعيرني أي انتباه.
ــ إن ما درسته هناك في كليَّتك شئ ، والتطبيق العملي هنا شئ آخر . بعبارة أخرى وباختصار أنت في هذا الموقع
كالحمار الصغير، لا تعرف شيئا ، وعليك أن تتعلم على هؤلاء الناس الغلبانين ممارسة الطب وفنونه من جديد .
لقد علموك في الجامعة كيف تتعامل مع المرضى . بذمتك ، وأنا راضٍ بذمتك ، هل تعاملت هناك مع مرضى حقيقيين ؟
أم كانوا افتراضيين مدفوعين الأجر ؟ هل شتمك وسبّك أحدهم ؟ هل اشتبك معك آخر بالأيدي والأرجل ، وبطحك ؟
هل يقوم المريض في كلية الطب حيث درست ، بتشخيص مرضه ، وما عليك سوى كتابة الوصفة حسب رغبته
ولطعها بالختم السلطاني ؟ هل قمت بمجاملة مريض والكذب عليه بإخباره أن الحكّة التي يشكو منها هي
حساسية بسيطة وليست جرب علاجها القطران ؟
اسمع يا ابني . في سوق العمل عليك أن تتعلم ممن سبقوك ، واضْحَكْ في عبّك إذا حصلت في مدة سنتين
أو ثلاث سنوات على شهادة الزمالة الكونية في آداب وسلوكيات التعامل مع المرضى وذويهم وجيرانهم حتى
سابع جار ، وفي الضرب من تحت الحزام والخصر والضحك على الذقون إذا مال عليك الزمن وجار .
هذا على افتراض أنك - حمار شغل - وستعمل 24 ساعة في اليوم ، وفي الإجازات والأعياد أيضا .
محسوبك في هذا الموقع من عشرين سنة ، ويا دوبني حصلت عليها قبل شهرين فقط - أقصد الشهادة - .
لكن الشئ الجميل والمميز هنا ، أنك سوف تعتاد المكان والصحبة ولن تفكر بمغادرة القرية إلى مكان أكثر رقيّا .
سوف يُشار إليك بالبنان ، وستشعر بأنك رقم على شوية - أصفار - . وهذا الشئ لن تجده في المدن الكبيرة .
لأن إحساسك هناك سيسوقك إلى الحقيقة المرّة ، ألا وهي " كلنا في الهم شرق " وستغدو صفرا على الشمال
من ضمن باقي الأصفار التي تتفاخر بها الأوطان .
بعد تخرجي من كلية الطب جاء تعييني في قرية من قرى الوطن النائية.
قال لي مديري مع أول طبعة لقدمي في عالم الوظيفة :
ــ لا تنسى يا دكتور أنك كُرّ ..... " الكر هو ابن الحمار "
وقبل أن يكمل ، أبديت انزعاجي من اللفظ الجارح . لكنه أكمل دون أن يعيرني أي انتباه.
ــ إن ما درسته هناك في كليَّتك شئ ، والتطبيق العملي هنا شئ آخر . بعبارة أخرى وباختصار أنت في هذا الموقع
كالحمار الصغير، لا تعرف شيئا ، وعليك أن تتعلم على هؤلاء الناس الغلبانين ممارسة الطب وفنونه من جديد .
لقد علموك في الجامعة كيف تتعامل مع المرضى . بذمتك ، وأنا راضٍ بذمتك ، هل تعاملت هناك مع مرضى حقيقيين ؟
أم كانوا افتراضيين مدفوعين الأجر ؟ هل شتمك وسبّك أحدهم ؟ هل اشتبك معك آخر بالأيدي والأرجل ، وبطحك ؟
هل يقوم المريض في كلية الطب حيث درست ، بتشخيص مرضه ، وما عليك سوى كتابة الوصفة حسب رغبته
ولطعها بالختم السلطاني ؟ هل قمت بمجاملة مريض والكذب عليه بإخباره أن الحكّة التي يشكو منها هي
حساسية بسيطة وليست جرب علاجها القطران ؟
اسمع يا ابني . في سوق العمل عليك أن تتعلم ممن سبقوك ، واضْحَكْ في عبّك إذا حصلت في مدة سنتين
أو ثلاث سنوات على شهادة الزمالة الكونية في آداب وسلوكيات التعامل مع المرضى وذويهم وجيرانهم حتى
سابع جار ، وفي الضرب من تحت الحزام والخصر والضحك على الذقون إذا مال عليك الزمن وجار .
هذا على افتراض أنك - حمار شغل - وستعمل 24 ساعة في اليوم ، وفي الإجازات والأعياد أيضا .
محسوبك في هذا الموقع من عشرين سنة ، ويا دوبني حصلت عليها قبل شهرين فقط - أقصد الشهادة - .
لكن الشئ الجميل والمميز هنا ، أنك سوف تعتاد المكان والصحبة ولن تفكر بمغادرة القرية إلى مكان أكثر رقيّا .
سوف يُشار إليك بالبنان ، وستشعر بأنك رقم على شوية - أصفار - . وهذا الشئ لن تجده في المدن الكبيرة .
لأن إحساسك هناك سيسوقك إلى الحقيقة المرّة ، ألا وهي " كلنا في الهم شرق " وستغدو صفرا على الشمال
من ضمن باقي الأصفار التي تتفاخر بها الأوطان .
تعليق