حيرة - نزار ب. الزين

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • نزار ب. الزين
    أديب وكاتب
    • 14-10-2007
    • 641

    حيرة - نزار ب. الزين

    حيرة


    أقصوصة : نزار ب. الزين*


    *****

    كلما توجه أبو محمود إلى عيادة الطبيب ، تستقبله الممرضة "مونيك" هاشة باشة ، و ما أن تدخل به إلى غرفة المعاينة حتى تغلق الباب ،
    ثم ...
    تعانقه بحرارة ،
    ثم ...
    تدلك كتفيه ،
    ثم ....
    تقيس حرارته و ضغطه و مستوى الأكسيجين في دمه ، إضافة إلى اختبار السكري السريع ،
    و ابتسامتها المحببة تكاد لا تفارق شفتيها ،
    ثم .....
    تبدأ بأسئلتها الروتينية عن تطور مرضه خلال فترة غيابه عن العيادة ، و عما إذا حدث أي تطور جديد ، كل ذلك و الابتسامة تكاد لا تفارق شفتيها ،
    ثم ......
    تودعه معانقة كما استقبلته ، و هي تخبره بكل ما اؤتيت من رقة ، أن الطبيب سيحضر لفحصه خلال دقائق ....

    *****

    بعد كل زيارة للطبيب ، كان أبو محمود يغادر العيادة و دماغه قد امتلأت بعشرات التساؤلات :
    << ترى لماذا تخصني بكل هذا العطف الذي قد يرقى إلى مرتبة الحب ؟؟؟ >>
    << ترى ما الذي حببها بي ؟ >>
    << ترى ما الذي جذبها مني ؟!>>
    << كيف سأشرح لها أن حبها بلا طائل ؟ فأنا رجل متزوج و محب لزوجته و أطفاله ؟!! >>
    << ترى كيف سأواجهها بكل هذا ، دون أن أجرح مشاعرها ؟ >>
    << ألا ما أشق الحب من طرف واحد >>
    ثم ...
    و شيئا فشيئا ، أخذ موضوع هذا الحب الغريب ، يحتل مساحة أكبر من تفكيره ، إلى أن قرر أن يدعوها إلى "فنجان" قهوة في الكافيتريا المجاورة ، ليشرح لها حقيقة وضعه ، قبل أن تذهب بعيدا بعاطفتها المشبوبة ، و دون أن يؤذي مشاعرها !!!

    *****

    لم تكن مونيك التي استدعته إلى غرفة المعاينة هذه المرة ، بل إحدى زميلاتها ، و بينما كان يتبعها ، حانت منه التفاتة إلى غرفة معاينة أخرى ، كانت الممرضة فيها تعانق المريض و تلاطفه ، فتباطأ ،
    ثم .....
    انفجر ضاحكا !!!.
    *************
    *نزار بهاء الدين الزين
    سوري مغترب
    عضو إتحاد كتاب الأنترنيت العرب
    الموقع : www.FreeArabi.com

  • مباركة بشير أحمد
    أديبة وكاتبة
    • 17-03-2011
    • 2034

    #2
    هههههه.... لوعلم به الرجال ،هذا المستشفى الرومانسي العجيب، لركبتهم كل أمراض الدنيا..!!
    ..............
    كثيرا ماتزج بنا الأفكار المبعثرة، على دروب ملتوية المسارات، وفجأة نكتشف أننا
    نحن من رمى على خشوعها تلك الحقيقة ،رداء الخطأ ...!!فنبتسم أونضحك..!!
    ...........
    تقديري لمانثره قلمك المبدع من ألق وجمال
    وأسمى التحايا.

    تعليق

    • نزار ب. الزين
      أديب وكاتب
      • 14-10-2007
      • 641

      #3
      المشاركة الأصلية بواسطة مباركة بشير أحمد مشاهدة المشاركة
      هههههه.... لوعلم به الرجال ،هذا المستشفى الرومانسي العجيب، لركبتهم كل أمراض الدنيا..!!
      ..............
      كثيرا ماتزج بنا الأفكار المبعثرة، على دروب ملتوية المسارات، وفجأة نكتشف أننا
      نحن من رمى على خشوعها تلك الحقيقة ،رداء الخطأ ...!!فنبتسم أونضحك..!!
      ...........
      تقديري لمانثره قلمك المبدع من ألق وجمال
      وأسمى التحايا.
      ***********
      أختي الفاضلة مباركة

      طريف تعليقك الساخر هذا

      و جميل إهتمامك بالنص

      و ثناؤك الرقيق عليه

      مع خالص المودة و التقدير

      نزار

      تعليق

      • آسيا رحاحليه
        أديب وكاتب
        • 08-09-2009
        • 7182

        #4
        هو وهم لم يدم طويلا لحسن الحظ و إلا كان البطل صدم صدمة عمره .
        ثم هذا في مستشفيات الغرب..أما عندنا هنا فأغلب الممرضات يجهلن معنى اللطف و الملاطفة.
        تحيّتي لك أخي الكريم نزار.
        يظن الناس بي خيرا و إنّي
        لشرّ الناس إن لم تعف عنّي

        تعليق

        • محمد الصاوى السيد حسين
          أديب وكاتب
          • 25-09-2008
          • 2803

          #5
          - تحياتى البيضاء

          من جماليات هذا النص هى قدرته على أن يضىء لنا بيئته الخاصة ، ويجلو لنا فكرة هامة عن هذى البيئة وهى فكرة التسويق الذى قد يصل إلى بيع المشاعر للآخرين ، إن تقارير الانجاز الذى يقوم عليها التوظيف فى الغرب قد تصل إلى حد أن تستحيل سيفا على رقاب العاملين أحيانا ،وتخرج عن كونها دليلا على الكفاية والمهارة إلى تسابق بائس يرخص فيه كل شىء ، إن الممرضة هنا تسعى لكى تسوق المنشأة التى تعمل بها ، تسعى لرفع معدل الإنجاز لدرجة أنها تبيع كرامتها وأحاسيسها للجميع بشكل يحولها إلى مشاعر معدنية باهتة مكرورة ، لكن البنية الدلالية هنا كان يجب فى رأيى أن تفاجئنا بصدمة الشرقى تجاه هذا الابتذال الذى تمارسه الممرضة ، أى أنه كان لابد وأن يظهر لنا النص دهشته من هكذا سلوك فليس من السائغ أن يقبل مريض أن تحتضنه الممرضة خفية ويتم هذا السلوك دون أن تكون بينهما وشيجة عاطفية جلية تبرر على الأقل هذا السلوك

          تعليق

          • نزار ب. الزين
            أديب وكاتب
            • 14-10-2007
            • 641

            #6
            المشاركة الأصلية بواسطة [size=4
            آسيا رحاحليه;645920][/size]هو وهم لم يدم طويلا لحسن الحظ و إلا كان البطل صدم صدمة عمره .
            ثم هذا في مستشفيات الغرب..أما عندنا هنا فأغلب الممرضات يجهلن معنى اللطف و الملاطفة.
            تحيّتي لك أخي الكريم نزار.
            **************
            أختي الفاضلة آسيا
            صدقت ، فالفارق شاسع ، و الهوة عميقة ، بيننا و بين الغرب ، فجهاز التمريض هنا حقا هو جهاز ملائكة الرحمة ، و أبو محمود بما أنه شرقي و حديث الهجرة ، فقد ظن أن الممرضة تخصه بعاطفتها ، إلى أن اكتشف مصادفة ، أنها تتعامل مع كل المرضى بهذا الأسلوب ، و قد انفجر ضاحكا عندما أدرك ذلك ، و أن كل ظنونه كانت مجرد وهم
            ***
            شكرا لمرورك أختي الكريمة و اهتمامك بالأقصوصة
            مودتي لك
            نزار
            ***********

            تعليق

            • نزار ب. الزين
              أديب وكاتب
              • 14-10-2007
              • 641

              #7
              المشاركة الأصلية بواسطة محمد الصاوى السيد حسين مشاهدة المشاركة
              -تحياتى البيضاء

              من جماليات هذا النص هى قدرته على أن يضىء لنا بيئته الخاصة ، ويجلو لنا فكرة هامة عن هذى البيئة وهى فكرة التسويق الذى قد يصل إلى بيع المشاعر للآخرين ، إن تقارير الانجاز الذى يقوم عليها التوظيف فى الغرب قد تصل إلى حد أن تستحيل سيفا على رقاب العاملين أحيانا ،وتخرج عن كونها دليلا على الكفاية والمهارة إلى تسابق بائس يرخص فيه كل شىء ، إن الممرضة هنا تسعى لكى تسوق المنشأة التى تعمل بها ، تسعى لرفع معدل الإنجاز لدرجة أنها تبيع كرامتها وأحاسيسها للجميع بشكل يحولها إلى مشاعر معدنية باهتة مكرورة ، لكن البنية الدلالية هنا كان يجب فى رأيى أن تفاجئنا بصدمة الشرقى تجاه هذا الابتذال الذى تمارسه الممرضة ، أى أنه كان لابد وأن يظهر لنا النص دهشته من هكذا سلوك فليس من السائغ أن يقبل مريض أن تحتضنه الممرضة خفية ويتم هذا السلوك دون أن تكون بينهما وشيجة عاطفية جلية تبرر على الأقل هذا السلوك
              ***********
              أخي المكرم محمد الصاوي
              العناق هنا في أمريكا شائع ، و يمارسه الصغار و الكبار كتحية حميمية ، و بما أنه شائع و عادي ‘ فلا أعتقد أن فيه أي ابتذال أو تسويق ؛ و لكن هذا المريض "أبو محمود" باعتباره رجلا شرقيا ، و ربما كان مهاجرا حديثا ، لم يستوعب الأمر ، فظن أن الممرضة واقعة في حبه ، إلى أن شاهدها تعانق مريضا آخر ، عندئذ شعر بأنه ذهب بعيدا جدا في تفكيره ، فانفجر ضاحكا .
              ***

              أخي العزيز
              إنها الهوة الثقافية بين عالمين مختلفين أو قل أنها الصدمة الثقافية ، التي يعانيها المهاجرون من البلاد العربية
              ***
              الشكر الجزيل لمرورك و مشاركتك القيِّمة مع خالص المودة و التقدير
              نزار
              التعديل الأخير تم بواسطة نزار ب. الزين; الساعة 14-04-2011, 22:52. سبب آخر: تصويب خطأ إملائي

              تعليق

              • إيمان الدرع
                نائب ملتقى القصة
                • 09-02-2010
                • 3576

                #8
                زميلي القدير : نزار ب . الزين..
                لوحة منقولة من مسافات شاسعة ...
                رسمت لنا مفارقات ، أوضحت بعض خطوط ظلالها ....
                حقّ لهذا المغترب القادم من بيئةٍ محافظةٍ ، أن يؤوّل الأمور على هذا النحو..
                ومن المؤكّد أنّ دهشته ستتناقص على امتداد الأيام ...حتى تضمحّل ...
                شكراً لقلمك الجميل أديبنا الرائع نزار ...
                ومع أطيب أمنياتي ...تحيّاتي ..

                تعيش وتسلم يا ااااااوطني ...يا حبّ فاق كلّ الحدود

                تعليق

                • نزار ب. الزين
                  أديب وكاتب
                  • 14-10-2007
                  • 641

                  #9
                  المشاركة الأصلية بواسطة [size=4
                  إيمان الدرع[/size];653084]زميلي القدير : نزار ب . الزين..
                  لوحة منقولة من مسافات شاسعة ...
                  رسمت لنا مفارقات ، أوضحت بعض خطوط ظلالها ....
                  حقّ لهذا المغترب القادم من بيئةٍ محافظةٍ ، أن يؤوّل الأمور على هذا النحو..
                  ومن المؤكّد أنّ دهشته ستتناقص على امتداد الأيام ...حتى تضمحّل ...
                  شكراً لقلمك الجميل أديبنا الرائع نزار ...
                  ومع أطيب أمنياتي ...تحيّاتي ..
                  ***************
                  أختي الفاضلة إيمان

                  صدقت ، تتناقص آثار الصدمة الثقافية

                  بالتدريج إلى أن تضمحل

                  ***

                  ممتن لمرورك و لطيف عباراتك

                  التي أعتبرها شهادة شرف

                  زيَّنت نصي و أثلجت صدري

                  و دمت بخير و رخاء

                  نزار
                  التعديل الأخير تم بواسطة نزار ب. الزين; الساعة 30-04-2011, 18:44.

                  تعليق

                  يعمل...
                  X