بين يديها .... أحمد زكارنة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • منجية بن صالح
    عضو الملتقى
    • 03-11-2009
    • 2119

    بين يديها .... أحمد زكارنة

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    يــــدان و طــــوق و أستــــدارة


    عبير سنو
    و
    أحمد زكارنة

    بين يديها
    وَدُونَ أنْ يَسْقُطَ الغُصْنُ
    مِنَ القَلْبِ
    وَقَفَتُ حَدَّ التَّأَمُّلْ
    أحَمْلِقُ فِي مَنَاطِقِ الإدْرَاكْ
    فِي الأَمَلْ
    أحَاوِلُ وَضْعَ حَدٍّ
    بينَ التّوازُنِ والانْسِجَامْ

    بين يديها
    وبِنَظْرَةٍ يَحْرِقُهَا لَهِيبُ
    الشّهْوَةِ لِلحَيَاةْ
    كَعَلامَةِ سُؤَالٍ مَصْلُوبٍ
    حتّى المَمَاتْ
    وَبِرُوحٍ لازَالَ يُحَلِّقُ
    في المَدى
    بِشَغَفِ البَوْحِ المُؤَجَّلْ
    رحتُ أتْلُو السُّؤالَ تِلْوَ السُّؤالِ...
    لِمَ نَقْتَفِي أثَرَ الفَرَحْ
    وَالفَرَحُ نُطْفَةٌ
    فِي الألَمِ المُتَجَذِّرْ؟؟
    سُؤَالٌ هَرِمٌ سَقَطَ مِنْ عَلْيَاءِ
    مَسَالِكِ الفَرَحِ
    المَحْفُوفَةِ بِالحُزْنِ وَالشَّجَنْ
    لِمَ نَسْتَخْدِمُ المَرَايَا
    وَالأَقْنِعَةُ صُوَرٌ تُشْبِهُنَا
    فِي حَقِيقَتِنَا؟؟

    سُؤَالٌ مَازِلْتُ أجْهَلُ لِمَ يُراودني
    وَالعُرْيُ غَيْمَةٌ كثِيفَةٌ فَرَدَتْ
    جَنَاحَيْهَا عَلَى أَشْرِعَةِ المَدَى
    لِمَ كُلُّ يَوْمٍ يُحْسَبُ مِنَ الحَيَاةْ
    وَطَعْمُ الحَيَاةِ مِنْ مَتْنِ العُمْرِ
    صَحَائِفُ تَتَسَرْبَلْ؟؟
    أحَقًّا هِيَ أسْئِلَةٌ
    أمْ تُرَاهَا تَدَاعِيَاتُ الاحْتِفَاءِ
    بِتَنْصِيبِ الوَجَعِ مَلِكًا!!!

    بين يديها
    تملكني الصمت، إصغاءً إليها
    إلى صَوْتِ الاتِّكَاءِ
    عَلَى جِدَارِ الحَوَاسِّ
    وَفِتْنَةُ بَوحٍ تَسْتَنْطِقُ فُسْحَةَ الأُمْنِيَاتِ
    المُخَبَّأَةِ بَيْنَ الأنْفَاسْ

    بين يديها
    مِنْ فَرْطِ التَّشَابُهِ
    بَيْنَ اللَّهْفَةِ وَالرَّغْبَةِ
    رُحْتُ بِعَفْوِيَّةِ المُلْتَحِفِ بِالصَّفَاءْ
    أَسْتَوْطِنُ تُخُومَ الرُّوحِ
    فِي جَسَدِ الحَيَاةْ
    أَصْدَحُ بِالحُبِّ شَدْوًا
    أَسْأَلُ عَنْ سِرِّ الشَّغَفِ المَصْفُوفِ
    كَمَسَافَةِ شَوْقٍ
    يَلْهُو بِخُيُوطِ الشَّمْسِ
    يَرْتَدِي ثَوْبَ الفَجْرِ الجَدِيدْ
    يَتَشَبَّثُ بِاليد الجَذْلَى
    كَغَرِيقٍ يَقْبِضُ مِعْصَمَ الحَيَاةْ
    أتسمحين أن تكوني طَوْقَ النَّجَاةْ؟؟؟

    أتسمحين!!
    أتسمحينَ يا حُورِيّةَ السّماءِ
    يَا عُمْرًا بِتَّ تَسْكُنُ الفُؤَادْ
    سِفْرًا تَوَارَى مِنْهُ الألَمْ
    لا خَجَلَ.. لا خَوْفَ
    مِنَ العَصْفِ،
    مِنْ التّيهِ
    مِنَ الضّياعْ
    اليَومَ أعْلِنُهَا بِمِلْءِ الإرادةْ
    بين يديك سأمزق السؤال تلو السؤال

    عبير سنو:

    وَكَأنّهَا بِي
    تَسَاؤلاتٌ أصابتْ مِنَ الجَسَدِ
    عَصَبَ المَفَارِقْ
    وكأنَّهَا بِي
    تَسَاؤلاتٌ
    تَسَاقَطَتْ أقراطًا شَبَكَتْ مِعْصَمَ السَّمْع
    تَضَمَّخَتِ الأنفَاسُ
    بِحِنَّاء سُؤالٍ بِكْرٍ
    وآخَرَ
    أَسْبلَ الجَفْنُ دُونَهُ
    وآخِرُ العُنْقُودِ
    فِي كَرْمِ التَّهَافُتِ
    مَلَكَنِي

    وَكَأنّها بِي
    مَقْدُودَةٌ
    في الصّدرِ
    رَاحَتْ
    تَحْتَكِرُ

    فِي القَلْبِ
    راحَتْ
    تَلْتَصِقُ
    في الصّمتِ
    راحَتْ
    تُشْعِلُنِي
    وَتُشْعِلُ
    قَنَادِيلَ خِلْتُ يَوْمًا
    شُحَّ زَيْتِهَا
    فَأَزْكَتْهَا
    نَيَازِكُ لَهْفَتِكْ
    وَكَأنَّهَا بِي
    لِقَاحُ رُوحٍ
    امْتِدادُ شَمْسٍ
    اخْتِلاجُ
    عُمْرٍ
    طَيُّ وَرِيدِ الرُّؤى
    فَمَاذا عَسَايَ
    وَبِتَّ
    الحَيَاةْ
    ؟؟؟؟
    وَعُرْوَةٌ اتَّسَعَتْ
    تَحِيكُ دَوَائِرَ
    الأمَلِ
    بِحِبْكَةٍ ما أتْقَنَهَا
    إلاكَ
    أيَا سُؤالِيَ المَوْجُوعْ
    وَتَقُولْ
    ؟؟؟؟
    بِاللهِ ...عليكَ
    أفي حَضْرَةِ
    مِثْلِكَ
    أقتَفِي
    وَقَدْ زَرَعْتَنِي
    مِنْ بَعْدِ قِطَافٍ قَبْلَ الأوانْ
    أَعَدْتَنِي
    رَوَيْتَنِي
    صَيَّرْتَنِي
    فِي مَهْدِ
    الفَرَحِ
    جَنِينًا
    فَوَلَدْتُكَ وَوَلَدْتَنِي
    /
    وَعُدْتَ بِي
    عُذْتَ بي
    لِنُسْقِطَ عَنَّا بُرْقُعَ
    المَرَايَا
    عُرَاةَ النّوَايَا
    نَلْتَحِفُ الحَيَاةَ
    شَدْوًا أخْضَرَ
    عَلى وَتَرِ
    الفَجْرِ
    يُرَاقِصُ مَلائِكَةَ
    الصّباحِ
    المُنَدَّى
    أأقولُ لَكْ
    ؟؟؟
    أأقولُ لكْ
    ؟؟؟
    نَعَمْ
    أطْرَبْتَنِي... حَدَّ نُخَاعِ الدّهْشَة
    صَهَرْتَنِي
    أيَا طَوْقًا
    يَلُفُّنِي
    أينَ مِنِّي وَمِنْكَ الغَرَقْ
    وَحُبٌّ لنْ يُزَفَّ فِطَامَهُ
    وَالرُّوحُ
    أرضَعَ أجِنَّةَ الحَوَاسِّ
    فِينَا
    فَرْحَةً
    وَطَوْقًا حِينَ زَفَّنِي
    أَوْدَعْتَهُ
    أوْدَعْتَنِي
    طُهْرًا مُبَسْتَرًا
    لِخَالِقٍ
    مِنْ بَعْدِ حِكْمَةِ
    وِصَالِنا
    مَا هَمَّكَ
    مَا هَمَّنِي
    وَأنتَ بِي
    كَيْفَمَا اسْتَدَرْتَ أدَرْتَنِي

    عبير سنو و أحمد زكارنة
  • منجية بن صالح
    عضو الملتقى
    • 03-11-2009
    • 2119

    #2


    قـــــــراءة لـنـــــص

    يدان و طوق و أستدارة

    عبير سنو
    و
    أحمـــــــد زكــــــارنـــــة

    تحيط بالإنسان أسرار تجعله في بَحثٍ مُستمر عن كُنه و جوده يَتَأملها لِيُحَاولَ فَك رُموزها و إِدرَاكِ أَبعادها, أَسبابها , غَاياتها و سُرعان ما تحتويه هذه الأسرار و كأنه يَختزلها ليجدها قد اِحتلت كِيانه و أَقامت فيه حياة أخرى تُشبه حياة محيطه ليسأل نفسه... هل أنا داخل الوجود أم خارجه ؟ هل أنا وجود مستقل أم غيره ؟ أَسئلة تَقُض مَضجع الإنسان و يَعجز بَيانه على البَيان .... يَكتنف الكلمات صمتٌ رَهيب ليجد الفراغ سبيلا إلينا .تتخلص منا الجاذبية لِنسبح في واقع آخر لا يُشبه ما أَهتدينا إليه من أَحداث و حَكايا و كأننا نعيش في عالم المطلق و الذي يكون كلُّ شيء فيه مباح , يختفي الحدُّ ليَمتد المَدى ....نخرج من ضيق حَدَّد إقامة الإنسان , أَعجز كَلماته , سَلبها حُرِّيَتها و قَيَّد انطِلاقتها إلى فضاء أرحب, يَأخذك الصَّمت على جناحه, يُحلق بك في أَبْعاد أُخرى ليس لها أُفق لِتَسبح في بَحر خُشوع الكَلمة التي تَكون صَلاة وِصال, تَبحث عن رَديفلِتَجد مَكانها في فِكرة أو في جَوابٍ عَن سُؤال عَجزت أَحداث حَياتنا الصَاخِبة عَلى إيجَادِه أو الإفصاح عنه لِزَحمة أَفكار اِحتَلت العَقلَ لِتُسهِبَ في النَّقلِ عن الآخر دُون وَعْي بِقدرة هذا الأخير عَلى اسْتِعْمَالِ طَاقته الخَلاَّقَةِ المُبْدِعَةِ وَ القَادِرةِ على إدْرَاكِ أن ما يَخْتَزِلُهُ وُجُودُهُ هو نَفسُ مَا يَختَزِله الكَون و أن ثَورة الإنسان و هُدوئه تُشبه البَراكِين و الطَبيعة و البَحْر....

    هي أسئلة وجُودِية تَحتوينا حيرتها لتجعلنا في بحث مستمر عن الذَّات و في صِراع مُستميت مع النفس و تَقلباتها و أهوائها العاصفة تارة الخامِلة أخرى حَدَّ المَوت الذي يَكتنف حَركة الإنسان لِيجعل مِنه هذا العَاجِز عن الاِبْتكار و الإِبْدَاع بالفِكْر و السَّاعِد....
    العَمل فِكرةٌ و الفِكْرَةُ عَمل و الإنسان كَلمة يَقولٌها تُغَيِّرُ حَيَاته إلى الأَفْضل أَوْ إلى الأَسْوَأ لتكون حياتنا أَجْمَل أوْ أَقْبَح أَسْعَدَ أو أَتْعَس... لِنَجِدَ أن سَعادتنا في كثير من الأحيان تكمن في جواب على سُؤال تُلقيه الذاكرة على بساط العَقل ليتناوله الإدراك بالبحث و التنقيب يُصيب فيه أو يَخيب أو يَبقى على عَطشه و الذي تَتَشقق تحت وطأته أرضه لتكتنفه حِيرة وجودية لا يدري هل هي داخله أم خارجه ليُصبح غير قادر على الحَركة... فالحِيرة تجعل الإنسان في طواف مستمر حول نفسه و في محيطه الخارجي الطبيعي و الاجتماعي لا يهدأ له حال و لا يَستقر على مقال, تُصاحبه حركة الفكر و الجسد و الذي يشعر من خلاله بعذاب الحيرة التي تجعله أمَام نفسه كطفل فَقد أُمَّه في زِحام المدينة و ما هذا التَّكاثرِ إلا زَحمةُ أفكار مُتشعبة تَتناسل, تَتراكم على أرض عقله الحَائر و التائه في صحراء سُؤال يبحث عن جَواب ....

    هكذا وَجدتني بين يَديها... أُنثى و قصيدة لَيست كغيرها فهي تَطرح نَفسها كَسؤال يحتار المَرْء أَمام جَواب يتوق إليه دُون أن يَعرف الطَريق الذي يسلك حتى يصل إلى بر أمان يشبع لهفة رغبته بعد عثوره على جواب أو ربما على أنثى يريد أن يكون بين يديها أو تكون هي بين يديه طائعة محبة ....
    بين يديها كان الكاتب القدير أحمد زكارنة يبحث عن أنثى ... هي سؤال و جواب و حيرة اكتنفت فكره فكان هذا الإبداع بالحرف و الكلمة في قصيدة نثر أو لنقل في نص نثر الكاتب درره لتكون حيرته حيرتنا ... نشاركه البحث ليروى عطش وجوده بجواب على سؤال يكون كلمة و معنى يفتح أبوابا مغلقة على كنز يحتوي جواهر وجودنا و حقيقة نفتقد مداها, معناها و الذي يشكل فينا هذا التوازن و الانسجام الذي نبحث عنه طِوال حياتنا ..... اهتدى إليه الكاتب القدير أحمد زكارنة عندما طرح أسئلة كانت سبب حيرة وجوده ليكون بين يديها و يقول :
    بين يديها
    وَدُونَ أنْ يَسْقُطَ الغُصْنُ
    مِنَ القَلْبِ
    وَقَفَتُ حَدَّ التَّأَمُّلْ
    أحَمْلِقُ فِي مَنَاطِقِ الإدْرَاكْ
    فِي الأَمَلْ
    أحَاوِلُ وَضْعَ حَدٍّ
    بينَ التّوازُنِ والانْسِجَامْ
    تَوصل الكاتب وهو الإعلامي القدير الذي يستقى الخبر من الأخر, إلى أن يستقى هذه المرة الخبر من نفسه التي تفصح عن غربة وجودية بالسؤال تلو السؤال, لتقول له أن سبب هذه الحيرة التي تطيح بتوازنه و تلقى باستقراره على أرض واقع فوضوي و متقلب هي امرأة لا بد أن يقف بين يديها و يطرح عليها أسئلته الحائرة وهو الإعلامي المحنك ....فهل يا ترى يتوصل إلى إدراك ما في أعماق من يقف بين يديها ؟ أم أن أسئلته ستأخذ من حيرته و تطوف بين يدي هذه الأنثى اللُّغز دون أن تحصل على جواب يطفئ لهفة الرغبة و الشوق؟

    هو قلب المحب الذي وقف حائرا أمام حبيبة تتشكل أمامه كحياة أخرى يريد التعرف عليها, تحتل كيانه وهو الذي اعتاد حياة الحرية و الانطلاق, ليجد نفسه أمام أسئلة تشده إلى عالمها و أجوبة تتفلت منه , و سر يريد الاستحواذ على مفرداته دون أن يدري ما يكمن داخله... تراه يستعمل طاقة الإنسان, القادرة على اختراق عقل و قلب الأنثى الذي يحتوي هذا الوجود الشعوري ذو الزخم الكامن فيه تارة و المتفجر أخرى يجعله يعيش لحظة انتظار و ترقب لجواب أو لمبادرة, تفصح عن ما يخالج نفسه بمفردات تكون مَعْبرا لسر وجوده الكامن داخله المتواصل معها ...

    هكذا يشحذ الكاتب طاقة التأمل فيه لِيتَصَفَّحَ مَناطق إدراك أنثى وقف بين يديها في محاولة منه لفهم لغز يستعصي عليه إدراكه وهو الذي لا يستطيع أن يعيش الحيرة و الترقب لأنه تعود على السؤال و الجواب الفوري حتى يعيش التوازن و الانسجام الذي ينبع من قناعته بجواب يفتح له أبوابا لأسئلة أخرى وهو المتعطش إلى معرفة يكون فيها الوضوح و الشفافية هما سيدا الموقف الذي يخلق فيه روح الطمأنينة و الأمل و وضوح رؤية تجعله على أول طريق مستقبل أفضل .

    يقول الكاتب أن التأمل في مناطق الإدراك و الأمل هما اللذان يجعلانه يضع حدا بين التوازن و الانسجام وهي صورة رائعة ترسم بدقة ما يريده الكاتب في بحثه عن التوازن عند أعتاب جواب ينتظره من أنثى و في نفس الوقت يريد أن يتفادى الانسجام و الذوبان في وجودها حتى يحافظ على خصوصيته.... دقة متناهية في التعبير بالكلمة على حالة شعورية قل من يجيد التعبير عنها بهذه الصورة ليحافظ على هويته كرجل حامل لرسالة إنسانيته و يقول الكاتب :
    بين يديها
    وبِنَظْرَةٍ يَحْرِقُهَا لَهِيبُ
    الشّهْوَةِ لِلحَيَاةْ
    كَعَلامَةِ سُؤَالٍ مَصْلُوبٍ
    حتّى المَمَاتْ
    وَبِرُوحٍ لازَالَ يُحَلِّقُ
    في المَدى
    بِشَغَفِ البَوْحِ المُؤَجَّلْ
    رحتُ أتْلُو السُّؤالَ تِلْوَ السُّؤالِ...
    قبل أن يتلو الكاتب أسئلته, يصف حاله بين يَديها ليجد نفسه يتصفح وجودها الأُنثوي وهو الرجل الذي يعيش الفقد, لحال يدرك بالفطرة أن فيه حياةً وخلودا, لكن الرغبة تستحوذ على سُؤال ليفصح هذا الأخير عن آخره قبل أَوَّله فتعيش فيه الشهوة قبل أن يعِي أن فيها حياة لِيَبقى هذا السؤال مَصْلوبا حتى المَمَات.... يبدع الكاتب في رَسم حقيقة نعيشها دون أن ندرك تفاصيلها لأننا لا نستطيع التعبير عنها و لأننا أيضا نتفاعل معها بجسد يخضع لِانفِعال زَمن اللَّحظَة و لا يَخضع لإدراك العَقل الواعي للحَركة ,مدلولاتها و أبَعادها في الزمان و المكان ...ويبقى هذا السؤال مرافقا للإنسان حتى آخر رَمَق في حياته تتوارث واقعه المَصْلوب أجيال أخرى قادمة ....

    يكتشف الكاتب أن ما فيه من حيرة تمنعه من إدراك حَقيقةٍ لها تجلي وجودي فطري أن أدواته المُستعملة قاصِرة .... يَلتـجِىء إلى روح تُنعش وجوده و تُحي سؤاله فيفصح عن أَوَّلِه قبل آخره و يَنجوَ من الصَلب المميت لحياة مفرداته .... هكذا فَقط يَطرح السُؤال السليم لِيكون له جَوَاب حَقيقة و ليس خَيالَها....

    يَنْتقل الكَاتب إلى الحَديث عن الروح ليقول لنا أن لها مَدى يَسكنه بوح مُؤجل هو حقيقة تنتظر منا أدواتها التي تحرك وجودها, لتفصح عنه بكل شفافية و صدق ووفاء لروح لا تعرف الموت بل حياة أزلية خالدة ....تكون منها و فيها الحقيقة ماء فراتا مُنْسَابا لا ينقطع مداه, ليصبح للسؤال تلاوة و خشوع , تكسبنا إياها أسئلة نتلوها ....تجيبنا عن نفسها... هي حياة تتحرك فينا تحركنا لتكون حولنا...

    هذا الإعلامي القدير يجعل من روحه مُحاورا لَبقا ليكون السُؤال و المَسئول الجَواب و الحقيقة التي يبحث عنها في ثناياه, صورة أبدعها خيال كاتب احترف صدق الكلمة فصدقته القول و كتبت نفسها على صفحاته الناصعة البياض ..........و تتواصل الأسئلة ليقول لنا الكاتب في بحث مستمر عن جوابه الأول :
    لِمَ نَقْتَفِي أثَرَ الفَرَحْ
    وَالفَرَحُ نُطْفَةٌ
    فِي الألَمِ المُتَجَذِّرْ؟؟
    سُؤَالٌ هَرِمٌ سَقَطَ مِنْ عَلْيَاءِ
    مَسَالِكِ الفَرَحِ
    المَحْفُوفَةِ بِالحُزْنِ وَالشَّجَنْ
    يتناول الكاتب شعورا إنسانيا نتوق إليه كلنا, ألا وهو الفرح الذي يطرب وجودنا و يجعلنا نطير على أجنحة جمال الكلمة و الفعل و الحدث, ليقول لنا أن هذا الشعور هو نطفة في ألم متجذر ... صورة يتجلى فيها جمال الحقيقة التي لا نريد في كثير من الأحيان الاعتراف بوجودها .. فقيمة الفرح تكمن في قدرة الإنسان على معايشة الألم و قبوله كشعور يدمي داخلنا ليجعلنا ندرك بوعي و نختزل جمال و روعة لحظة الفرح التي يمنحها لنا القدر في غفلة من حياة أوجاعنا وهي التي يسببها جهلنا بقدرة الإنسان على التخلص منها...

    لماذا نقتفي أثر الفرح ؟ يقول الكاتب انه سؤال هَرِم قادم إلينا من ثنايا حياة الإنسان الأول ليطرح نفسه على مائدة وجودنا, لعله يظفر بجواب يعيد الشباب إلى هرمه المتداعي فينا ليخلصنا من ألم استهلك وجودنا..... فللفرح مسالك ترتقي إلى فضاء المعرفة بالحقيقة و التي تَحُفُّها شجوننا وأحزاننا المتعالية في جبروتها الذي نَفَخْنا في ناره عن غير قصد أو عن جهل منا بحقيقة الفرح و سلوك طريقه الوَعر ....و ينفرط عقد الأسئلة الذي يُطَوِّقُ حيرة الكاتب ليقول :

    تعليق

    • منجية بن صالح
      عضو الملتقى
      • 03-11-2009
      • 2119

      #3
      لِمَ نستخدم المَرَايَا
      وَالأَقْنِعَةُ صُوَرٌ تُشْبِهُنَا
      فِي حَقِيقَتِنَا؟؟
      سُؤَالٌ مَازِلْتُ أجْهَلُ لِمَ يُراودني
      وَالعُرْيُ غَيْمَةٌ كثِيفَةٌ فَرَدَتْ
      جَنَاحَيْهَا عَلَى أَشْرِعَةِ المَدَى

      أقنعة و قناعات تحاصر الكاتب, لتجعلنا نَسْأل هل هذه الأقنعة أشكالا تتخذ من الخيال أرضا تتكاثر عليها لتحتل الواقع وينجزها الفكر ؟ أم أن الإنسان قادر على نحت صخور نفسه ليفجر عيونا جارية تروي عطشه للحقيقة... يتعرف على سره و يتخلص من قناعات و أقنعة الخيال ؟

      هذه الأسئلة و أخرى تجعل الكاتب يستأنف البحث عن حقيقة تُؤرق وجوده في محاولة منه لإدراك مظاهر تفصح لنا عن أسبابها.أهو حقا لا يدرك أجوبة أسئلته ؟ أم أن الكاتب يستعمل طريقة غاية في الذكاء ليجعل جواب السؤال كامن فيه؟

      هكذا أراد الكاتب أحمد زكارنة من القارئ أن يَهتديَ دون عناء إلى الجواب الأقرب لِحقيقة يَجعلها تتجلي بكل طاقتها الجمالية, لنتعرف على قبح تصنعه تصرفاتنا و تكرسه أقوالنا, يضعهما جنبا إلى جنب لِتتَخَلق فينا قيمة التَمْيِيز و المَعرفة للحقيقة و التي هي جزء من خَلقنا الرباني الفطري طمسها جهلنا حتى لا نَتعرف عليها...
      هكذا نستعمل الأقنعة لننظر في المرايا و نسعد بما نريد رؤيته, لأننا احترفنا صناعة قَناعات تُغير لون الحقيقة لتجعل من الوَهم خيالا يتحرك على أرض الواقع , يتكئ على مفرداتها دون أن تكون هي لنعيش شَبَهية قاتلة .... يحتوي النسيان رسالة الإنسان على أرض البشرية و الطبيعة ليخرج علينا في كل لحظة إخوة يلقوا بيوسف في غياهب الجُب حتى لا يثري الحب وجود أَبٍ طاعِن في السن مُتعطش للجمال و مُتعة حقيقة خلقها سبحانه ليتمتع بها الخلق .

      سؤال يُطرَح ليتوارى جوابه فيه ....أحقا أن الكاتب يجهل حقيقته أم أنه يجعل الحقيقة تراود النفس و تحثها على الاعتراف بها ؟
      مُراودة , عُري , كَثافة و مَدى.... مُفردات يَحذِق الكاتب استعمالها ليجعلها تتآلف لتُفصح عن روعة حقيقة يعيشها ,لكنه لا يدري كيف يفصح عنها, تتجلى له هذه الطريقة فيَبرَعُ في استعمالها ليجعل لمفردات ليس بينها ترابط إيحاء جميل يدركه الكاتب كما القارئ , ليتعرف على هذا الكم الهائل من الحيرة ,وهذا الطواف حول أسئلة تكمن فيها إجاباتها و كأنه لا يريد تصديقها لأنها غير مُعتَرف بها على أرض الواقع لكن الكاتب يُصَدقُها... لأن محاوره هي روحه المطلعة على حقيقتها و حقيقة وجودها .
      بين مد و جزر... أسئلة و أجوبة يحتار الكاتب, فتراه و كأنه ينجز رقصة وجود ليكون له كمون حائر مدرك و واع بجهل يكتنفه, فرح و حزن, شقاء و سعادة في نفس الوقت. ......
      كيف يعيش الكاتب هذه المفارقات و كيف يتعامل معها ؟ سؤال أطرحه على نفسي أولا و عليكم ثانيا لنحاول الإجابة عليه كل من خلال فكره و مدى علاقته بروحه لأن هذه العلاقة هي التي ستحدد منطق و نوع الجواب ....

      للعري كثافة و زحمة فكر و قناعات تلبسنا في مناسبات مختلفة ,لتصدقها أقوالنا و أفعالنا المتزاحمة على أعتاب الحياة و التي تقودنا حتى يوم ممات, تسقط فيه الأقنعة و تتكسر المرايا ......
      هي كثافة أفكار و أمنيات لها وجود زائف يُخَلِّق أحداثا من نسيج خَيال البشر يُلبسه ثياب عُري و سَراب خيال يخال أنه يستُر به ما يريد تَورِيته, لكنه في الواقع يساهم بكل طاقته السلبية على تعرية قُبحه الذي يتجمل به , فأشرعة المدى وحدها قادرة على أن تخرجه من ضيق النفس إلى رحاب فضاء مطلق..... و يطرح الكاتب سؤالا آخر ليقول:
      لِمَ كُلُّ يَوْمٍ يُحْسَبُ مِنَ الحَيَاةْ
      وَطَعْمُ الحَيَاةِ مِنْ مَتْنِ العُمْرِ
      صَحَائِفُ تَتَسَرْبَلْ؟؟
      سؤال وجودي من كاتب يبحث عن حقيقة مطلقة ,يريد أيضا أن يكون الزمان مطلقا لا تحاصره الأيام, ليس له حد و لا عد, بل مدى لا ينقص و لا يزيد , يسبح في سكونه, يعيش فيه الكاتب لحظة الفرح المخضب بسعادة أبدية , يهرب إليها من واقع الحيرة ليتدثر بدفئه ويتذوق طعم الفرح فيه دون أن يتكئ على وَجَع الحياة حتى لا يعرف طعم الألم, فالشعور الإيجابي وحده الموجود على أرضه العطشى للحياة السرمدية والتي تختفي فيها التناقضات و أوجاع البشرية المتراكمة على واقع موروث, أثقل كاهله كما أرض وطنه الجريح و الذي لم تندمل جراحه النازفة طوال سني عمره ,و هو الذي أصبح يخاف من مجهول يكبل أيامه القادمة, ليجعلها تشبه الماضية و كأن الكاتب يحارب أقنعة لا تستقر على حال , بل هي تتغير و تتبدل شكلا لتبقى نفسها مضمونا مؤلما يؤرق الكاتب و يزيد حيرته التي تُأَجج أسئلة تنفرط من عقدها, لتتدحرج على أرض فكر أثخنته جراح الألم وهو الذي يبحث عن أمل يُحْيِيه قَلمٌ على صَفحة بياض يريد منها أن تَبقى مُشرقة كشمس فَجر .

      هكذا يصبح العمر صحائف تُسَربل الإنسان ترسم أقنعته لتكون حَكايا حياته الماضية والتي تشكل تضاريس حياته القادمة, بما فيها من أجيال متعاقبة تعاقب الليل و النهار...
      و يقول الكاتب :

      تعليق

      • منجية بن صالح
        عضو الملتقى
        • 03-11-2009
        • 2119

        #4
        أحَقًّا هِيَ أسْئِلَةٌ
        أمْ تُرَاهَا تَدَاعِيَاتُ الاحْتِفَاءِ
        بِتَنْصِيبِ الوَجَعِ مَلِكًا!!!
        عند البحث عن الحقيقة يساور الكاتب الشَكّ ليُعيد النَّظر في كل ما طَرحه ليقول أن هذه الأسئلة ربما تكون تَداعيات وجع يحتفي بمَلك أفرزه واقع أليم يَمحو كل الأسئلة السابقة و المعبرة عن حال رَحَّالة يَجوب مسالك الحياة, ليستشف أَجْوبة من روح تحلق في مداها , بعيدة كل البعد عن أَحْداث مُؤلِمة ينسج واقعها إنسان تعصف به رياح الهوى تارة و تسكنه أخرى لتغفوَ فيه ...... تلتقط أنفاسها لتعاود صنع أقنعة وجودها بكل حرفية بعد أن استرجعت موروث وجع الإنسانية عبر الذاكرة .

        يجعل لنا الكاتب من الوجع مَلكا يَتربع على مَمْلكة الألم القَابِع بكل مفرداته على عرش الإنسان في محيطه و حياته التي أثخنتها جراح حروب, لا تضع أوزارها بل تكرر وجودها حتى لا ينقطع مداها و يعود الكاتب ليتذكر أنه بين يدي هذا الكيان الأنثوي , الفكرة أو الجمال الذي يتوق إلى مقاربة مفرداته ليحتميَ به من حَرِّ القُبح ليقول:
        بين يديها
        تملكني الصمت، إصغاءً إليها
        إلى صَوْتِ الاتِّكَاءِ
        عَلَى جِدَارِ الحَوَاسِّ
        وَفِتْنَةُ بَوحٍ تَسْتَنْطِقُ فُسْحَةَ الأُمْنِيَاتِ
        المُخَبَّأَةِ بَيْنَ الأنْفَاسْ
        يكون الكاتب بين يديها , يَلُفُه عالم الصمت و كلمة هي جمال مَحض و التي لا تُعَبِّرُ عن وجودها مخافة أن تُغتال ليصبح لِلاتِّكاء صوت و بَوح شفيف تجود به الحواس لتستنطق الأمنيات حتى يكون لها فسحة وفضاء, خَلَّقَته مفرداتها الواعية بوجودها الخلاق للحياة و روعة الجمال الكامن فيها... هي أنفاس البَوح و الفرح المُحلق في سماء حياته التي أَضْناها ألم نزفت له جراحه كَوطنه المَكلوم و الرازح تحت احتلال وَجَع نَصَّبَ نفسه مَلكا.

        يعطي الكاتب نفسه فُسحة أمل ليهرب من ألم الواقع و وَطْأة القُبح المُهيمن على الأفعال و الأحداث, ليقف بين يديها يلتقط أنفاسه و يعيش استراحة مقاتل ينعم فيها بهدوء الكلمة التي تنشرح لها نفسه و يقول :
        بين يديها
        مِنْ فَرْطِ التَّشَابُهِ
        بَيْنَ اللَّهْفَةِ وَالرَّغْبَةِ
        رُحْتُ بِعَفْوِيَّةِ المُلْتَحِفِ بِالصَّفَاءْ
        أَسْتَوْطِنُ تُخُومَ الرُّوحِ
        فِي جَسَدِ الحَيَاةْ
        أَصْدَحُ بِالحُبِّ شَدْوًا
        أَسْأَلُ عَنْ سِرِّ الشَّغَفِ المَصْفُوفِ
        كَمَسَافَةِ شَوْقٍ
        يَلْهُو بِخُيُوطِ الشَّمْسِ
        يَرْتَدِي ثَوْبَ الفَجْرِ الجَدِيدْ
        يَتَشَبَّثُ بِاليد الجَذْلَى
        كَغَرِيقٍ يَقْبِضُ مِعْصَمَ الحَيَاةْ
        أتسمحين أن تكوني طَوْقَ النَّجَاةْ؟؟؟
        أتسمحين!!
        و تتشابه الرَغبة و اللهفة, ليكون الكاتب بين يديها هذا العاشق لوجود أجمل و لِحُبٍّ يَستأصل جذور الألم منه و يطيح بأقنعة نسج مفرداتُها الخيال و الكذب الذي يَتجمَّل أمام مرآة قبح الواقع. يستفيق الكاتب من غفوته و يَتَّشِحَ بصفاء روحه ويخوض غمار تجربة جديدة وهي الوقوف بين يديها... ليس ليسأل هذه المرة بل ليسكن تُخوم روح ينطلق منها ليعيش في كنف حياة يصدح فيها الحب بأعلى صوته ويتعرف على سر الشغف الممتد كمسافة شوق يتهادى نحو إشراق شمس يلهو بخيوطها , ينسج منها أجمل فرح يكون لباس فجر جديد, يحتمي به الكاتب من أيام قبح أقنعة و مُلك ألم اعتلى عَرش حياته.... هروب جميل إلى حب أجمل وحلم تجسده أنثى يقف بين يديها ليعيش معها أرق المشاعر ليس ليُحَمِّلَها حيرة وجوده التي أثقلت كاهله و الذي يريد أن يضعها وديعة عندها لكننا نشعر من خلال هذا التحول و كان الكاتب أدرك بوعيه الفطري أن رقة هذه الأنثى الذي يحتمي بها لا تحتمل كل هذه الحيرة ,لأنها لم تخلق لها, بل خلقت لتحتويَ و تعطي الفرح ,الحب و سعادة اللحظة , فهي لا تتحمل زيف الأقنعة و لا مرايا النفاق و لا قبح السرائر و أفعالها المتراكمة على أرض واقع الأحداث, ليجد الكاتب نفسه كأنه يَدُ غريق يتشبث فيه الفرح بمعصم الحياة ليسأل سؤاله الأخير: أتسمحين أن تكوني طوق نَجاة ؟ لِيُكَرر مَرة أُخرى .... أتسمحين ؟

        رحلة تنتهي في أحضان طوق نجاة و فرح مؤجل, وجد طريقه لبيت سعادة بعد حيرة وجود و أحداث شهود ضَمَّخَت أرض الواقع بألم الجراح النازفة ,و كأنها وجع إنسانية تدفقت من مخزون وجداني ,جعل الكاتب يعيش أَرَقَ الحِيرة و قلقا أَشْبَعَ فِكْرَه حد التُّخْمَة بأسئلة تراوح مَكَانَها حَيْرَى كَصَاحِبها يخرج منها الكاتب بصعوبة اللحظة ليكون له مخاض عسير يضعه بين يديها, لتصبح المُنقذ من حيرة و نَبِعَ حُبٍّ و شَوقَ وجود لحياة أخرى ألقت عن كاهلها أسئلة الغفلة و الحيرة لتنعم بأرقى المشاعر و أسْمَاها و يقول الكاتب مُتَّبِعا خُطى استفهام لا يستطيع التخلي عنه لأنه يشفي حب الإطلاع و الذي يعبر من خلاله عن لهفة وجود و تَوْقٍ لحياة أجمل و يقول :
        أتسمحينَ يا حُورِيّةَ السّماءِ
        يَا عُمْرًا بِتَّ تَسْكُنُ الفُؤَادْ
        سِفْرًا تَوَارَى مِنْهُ الألَمْ
        لا خَجَلَ.. لا خَوْفَ
        مِنَ العَصْفِ،
        مِنْ التّيهِ
        مِنَ الضّياعْ
        اليَومَ أعْلِنُهَا بِمِلْءِ الإرادةْ
        بينَ يَدَيْكِ سَأُمَزِّقُ السّؤالَ تِلْوَ السّؤالْ
        يكون السُؤال في هذه المَرة إسْتسْماحٌ لإرادة و ليس عادةُ صَحفي لاَمع, فَنَراه يَبوح بِحَبه لأجمل أنْثَى تَكُون حُورية سَماء و عِطر وجود و كأنه يطلب يدها بعد أن أنْقذتْه من الغَرَق في بَحْر الوَجع على أرض مَمْلكة الألم الذي تَوارى من سِفْر حَمَله سِنين ليَتَبوأ عرش فؤاده يتصفح أوراقه الناصعة البياض من بدايتها و كأنه تَخَلَّقَ من جديد بين يدَيْ حورية عُمره. يغَادره الألم و الخَوف و الضَياع ليبدأ مِشوارا آخر تكون فيه الحياة سكينة و أمل يَخُطُّه قلم إرادته على أرضه العطشى للحب و الجمال بعد أن تَبَددت حيرته التي أدْخلته تيه نفسه و جعلته يبحث عن ذاته و كأنه فقد هوية وجوده في زِحام أحداث سطا عليها ألم الواقع بكل مفرداته .

        تتخلى الحيرة عن الكاتب بعد أن يتخلى عن السؤال ليحتضن طَوق النجاة الذي يعطيه جُرأة المُبادرة النَّابِعة من قوة إرادة استمدها من وجود شَعر من خلاله بثقة تنزع عنه وهم واقع متحرك يشبه حقيقة ليست هي, تغرقه في عالم خيال يفقده التوازن و يجعله ينصهر فيه ليشكل مفردات أقنعته و يضعه أمام عديد المَرايا لتتضخَّم الحِيرة حَدَّ فِقدان الوعي وتَتُوهَ مِنه الهَوية .


        يتدارك الكاتب في نهاية النَّص لِيُعْلِنَ بمِلء الإرادة و بِرُسوخ قناعة حقيقية ليست قناعا و بعد تجربة مريرة و بحث عن حقيقة توارت أمام واقع مثخن بالجراح أنه بين يديها سيمزق السُّؤال تِلو السُّؤال .....إيحاء جميل من الكاتب الذي يستعمل أقل المفردات ليُعَبِّر عن مَخزون مَشَاعِر و كأنه يَضَعُ أمامنا قَطرة من ماء ليقول لنا هو ذا البحر .....
        هكذا يَخرج الكاتب من حيرة عالم اكتنفه الصمت ليُبحر على مركب سُؤال بدون جَواب إلى مكان آخر يكون فيه بين يديها في عالم وردي الملامح, مشرق فجره على وجوده ,ليتخلص من عبء أثقل سني عمره, ليجد نفسه أمام حب شكل له طوق نجاة و يَدا أنقذت غرقه في هوى سؤال على أرض رمال متحركة تفقده التوازن و الهوية .
        حيرة و فقد و نصف جواب ,مع نصف حقيقة و وجع حياة , شكلت كلها مُتَّكأ لكاتب احْتَرف التعامل مع الكلمة الجادة في البحث عن الحقيقة لا غيرها, في عالم حذق توريتها و طَمْسَ مَعَالمها .

        هو الفَقد لوجود واضح المعالم, متجذر الهوية ,سليم المبنى و المعنى, ما يَجِدُّ الكاتب في البحث عنه أو ربما هي حيرة وجودية ,و فراغ نستشعره لفقد النصف الآخر المُكَمِّل لحياة آدم بعد أن فُقِدَتْ حواء الأم و الأنثى في زَحمة الصِّراعات الداخلية و الخارجية لتَرسيخ هوية غير الهوية, وواقع غَيَّرَ وجه الحقيقة.
        هي الحيرة المثمرة لِغُربة وجود و حدود, تكتنف الإنسان لتجعله يعيش عالم كثرة باغية متلونة الأقنعة , و متغيرة الأشكال , فنراه يَطمح إلى وجود مشرق فجره على سيماه المعذبة و العطشى لنظرة حب تنعش حياته و تغمر قلبه فرحا , هو التَّوق إلى التكامل مع الآخر, مع الجزء المُكمِّل للكل, و الذي يَصبو إليه آدم في غُربته ليطفئَ شوقه و يتخلص من حيرة أضْنته و أثقلت كاهله.

        كان هذا النص للكاتب القدير و الصحفي الاَّمِع أحمد زكارنة ,يرسم مفردات ألم ,يحاصرنا فيضيق الأفق و ينصهر المدى, في كلمات تحمل في ثناياها حيرة وفقد وجود, يَجعل الإنسان يتكامَل على مستوى المشاعر و الفكر و العمل الفاعل, على الأرض و البيان و الذي بدونه يصبح الإنسان كل شيء إلا نفسه التي حباها تعالى بأرقى وجود, لتكون الناطقة بالحب و جمال الكلمة و الفعل تُخَلِقُ الحَدث و لا تترك له المجال ليُخَلِقَها فتعيشه كأروع ما يكون ..... هكذا هي الأنثى حُب يُضفي على الوجود نَسائم عِطرها و شذى أَريجها و خصوبة فكر و بيان كَلمة ,تكون فاعلةً في الحياة وعلى أَرض أجيال قادمة و أخرى رائحة إلى مجهول أتت منه ....

        كنت معكم في قراءة لنص هو مرآة كاتب يعيش فيه و معه.... حاولت من خلاله , أن ألتقط لكم تجربة اختزلتها لحظة صفاء ,عاشها صاحبها, كتب عنها بحرفية فائقة في بضع سطور و كأنها سفر توارى منه الألم ليتربع الأمل على أديم صَفَحَاته.... فالإنسان بين يديْ أنثى رَحَّالة ..... الشَّوقُ حاديه و الحُب رحيق وجوده .

        منجية بن صالح و قراءة لنص "بين يديها ....أمزق السؤال تلو السؤال" للإعلامي أحمد زكارنة

        تعليق

        • د.مازن صافي
          أديب وكاتب
          • 09-12-2007
          • 4468

          #5
          ؛
          ؛
          يدان وطوق واستدارة..

          ؛
          ؛

          أحمد زكارنة:

          بين يديها
          وَدُونَ أنْ يَسْقُطَ الغُصْنُ
          مِنَ القَلْبِ
          وَقَفَتُ حَدَّ التَّأَمُّلْ
          أحَمْلِقُ فِي مَنَاطِقِ الإدْرَاكْ
          فِي الأَمَلْ
          أحَاوِلُ وَضْعَ حَدٍّ
          بينَ التّوازُنِ والانْسِجَامْ

          بين يديها
          وبِنَظْرَةٍ يَحْرِقُهَا لَهِيبُ
          الشّهْوَةِ لِلحَيَاةْ
          كَعَلامَةِ سُؤَالٍ مَصْلُوبٍ
          حتّى المَمَاتْ
          وَبِرُوحٍ لازَالَ يُحَلِّقُ
          في المَدى
          بِشَغَفِ البَوْحِ المُؤَجَّلْ
          رحتُ أتْلُو السُّؤالَ تِلْوَ السُّؤالِ...

          لِمَ نَقْتَفِي أثَرَ الفَرَحْ
          وَالفَرَحُ نُطْفَةٌ
          فِي الألَمِ المُتَجَذِّرْ؟؟
          سُؤَالٌ هَرِمٌ سَقَطَ مِنْ عَلْيَاءِ
          مَسَالِكِ الفَرَحِ
          المَحْفُوفَةِ بِالحُزْنِ وَالشَّجَنْ

          لِمَ نَسْتَخْدِمُ المَرَايَا
          وَالأَقْنِعَةُ صُوَرٌ تُشْبِهُنَا
          فِي حَقِيقَتِنَا؟؟

          سُؤَالٌ مَازِلْتُ أجْهَلُ لِمَ يُراودني
          وَالعُرْيُ غَيْمَةٌ كثِيفَةٌ فَرَدَتْ
          جَنَاحَيْهَا عَلَى أَشْرِعَةِ المَدَى

          لِمَ كُلُّ يَوْمٍ يُحْسَبُ مِنَ الحَيَاةْ
          وَطَعْمُ الحَيَاةِ مِنْ مَتْنِ العُمْرِ
          صَحَائِفُ تَتَسَرْبَلْ؟؟

          أحَقًّا هِيَ أسْئِلَةٌ
          أمْ تُرَاهَا تَدَاعِيَاتُ الاحْتِفَاءِ
          بِتَنْصِيبِ الوَجَعِ مَلِكًا!!!

          بين يديها
          تملكني الصمت، إصغاءً إليها
          إلى صَوْتِ الاتِّكَاءِ
          عَلَى جِدَارِ الحَوَاسِّ
          وَفِتْنَةُ بَوحٍ تَسْتَنْطِقُ فُسْحَةَ الأُمْنِيَاتِ
          المُخَبَّأَةِ بَيْنَ الأنْفَاسْ

          بين يديها
          مِنْ فَرْطِ التَّشَابُهِ
          بَيْنَ اللَّهْفَةِ وَالرَّغْبَةِ
          رُحْتُ بِعَفْوِيَّةِ المُلْتَحِفِ بِالصَّفَاءْ
          أَسْتَوْطِنُ تُخُومَ الرُّوحِ
          فِي جَسَدِ الحَيَاةْ
          أَصْدَحُ بِالحُبِّ شَدْوًا
          أَسْأَلُ عَنْ سِرِّ الشَّغَفِ المَصْفُوفِ
          كَمَسَافَةِ شَوْقٍ
          يَلْهُو بِخُيُوطِ الشَّمْسِ
          يَرْتَدِي ثَوْبَ الفَجْرِ الجَدِيدْ
          يَتَشَبَّثُ بِاليد الجَذْلَى
          كَغَرِيقٍ يَقْبِضُ مِعْصَمَ الحَيَاةْ
          أتسمحين أن تكوني طَوْقَ النَّجَاةْ؟؟؟
          أتسمحين!!

          أتسمحينَ يا حُورِيّةَ السّماءِ
          يَا عُمْرًا بِتَّ تَسْكُنُ الفُؤَادْ
          سفْرًا تَوَارَى مِنْهُ الألَمْ
          لا خَجَلَ.. لا خَوْفَ
          مِنَ العَصْفِ،
          مِنْ التّيهِ
          مِنَ الضّياعْ
          اليَومَ أعْلِنُهَا بِمِلْءِ الإرادةْ
          بينَ يَدَيْكِ سَأُمَزِّقُ السّؤالَ تِلْوَ السّؤالْ


          [align=right][color="navy"][align=right]في هذه الجزء من القصيدة يترجم لنا الشاعر أحمد زكارنة مشاعر العاشق و فواصل لفهم أعمق لمجريات ما يدور في فجر كتابة النص وما يدور في خيال الشاعر والغرض الذي كتبت القصيدة إجله ، ونهاية الرحلة التي يتلمس المرء تفاصيلها مع كل فاصلة وسطر .

          يبدأ شاعرنا قصيدته بقوله : بين يديها ويأخذنا الى أجمل صورة لعاشق وهو بيني يدي محبوبته فما اروع بوحك وما أرق كلماتك شاعرنا الكريم كلمات مفعمة باجمل المشاعر وارق الاحاسيس .. وكأن المحبوبة شجرة ندية ينتصب فيها الغصن قويا ممتدا من قلبها .. يتأمل ، يحملق ، يحاول ، توازن ، انسجام .. هذه مفردات تدلل على أن سلوك العاشق هو سلوك عقلاني يؤدي الى غرض موجود في عقل الشاعر وهذا الغرض هو الذي يدفعه الى أن يقف بين يديها ، يتأملها ، حركات يؤديها ، أفعال يقوم بها ، أوامر يصدرها الى أحاسيسه ..
          ويعود لنا ليكتب بلهفة الحنين " بين يديها " قمة في التجلي في حضور العاشقة ، بل أنه قد وصل معها الى ذروة الاشتهاء .. وأسقط المدلول على الحياة خجلا من البوح العلني .. فكان شفافا رقيقا مؤدبا وهذا قمة الانفعال الداخلي الجميل بين ما ينشده من المحبوبة روحا وما يتوق له جسدا .. وتستمر انفعالات العاشق وعواطفه المادية تجاه المحبوبة فهو شغف بها متلاءم معها لكنه لازال في شفافيته مؤجلا بوح يُعبر عما يخالجه من مشاعر .. مشاعر تتحول الى اسئلة متتالية متعانقة تشبع رغبات حاجته الى المحبوبة ..
          ويبدو أن شاعرنا قد أصابته رعشة حزن عميقة حولت مسار نبضه الى مسار يندب فيه واقع الحزن المكتسح ووميض الفرح الخافت ... بل أنه يصور أن الفرح نطفة ... وهنا قمة التلهف حيث تتحول النطقة الى جنين السعادة في رحم الألم .. وكان واقعيا حد الصراخ مبررا سؤاله واستهجانه واقعية الأحزان والأفراح .. وبمنطقية الشاعر وشعوره الوجداني ومنطقية النص يمكننا أن نذهب الى حيث مقصد الشاعر من أن هذه النطقة الى منبع ومصدر الحياة واستمراريتها برغم كل ما يحيطها من مجتمع يعمد الى تشويهها وعدم وصولها الى حيث ولادة الروح فيها .. فالنطفة هي عشقه و المجتمع هو الظروف المحيطة بهذا الحب .

          والتعديل أو التغيير في مطلع النص ليدخل في عمق التساؤلات هو سلوط طبيعي نتيجة التفاعل الشعوري واللاشعوري في داخل الشاعر ولتزاحم دوافعه وأمانيه ولربما عدم قدرة على الوصول الحقيقي الى المحبوبة .. الوصول الى حيث الواقع خروجا عن ملائكية الافتراض الحسي .. فهذا النزعات والرغبات وغريزة الاشتهاء والشهوة للحياة والحاجات النفسية والعاطفية .. وهنا تتضح الصورة أن شاعرنا يؤمن بالحب بأي صورة كانت لكنه ومع لهيب حاجته ونزعته الى ترجمة أحاسيسة يحترق تساؤلا .. لماذا نستخدم المرايا والأقنعة وصور تشبهنا في حقيقتنا .. فهو يعترف أن هذا الحب وهمي متخفي لا يرتقي الى الواقع المحسوس .. هنا كان تفسير للحرمان الذي يعاني منه الشاعر ولربما نفهم مصدر ومنبع أحزانه .. وتخوفه من المجهول ومرور الوقت دونما وصول الى مبتغاه الذي ينشده .
          وامتداد للشفافية والتي هي في حقيقتها غموض التساؤلات التي تتقاذف عاصفة في خيال وأعماق الشاعر وتتقاذف غامضة في قراءة المتلقي لهذا النص .. فالغيمة عارية وإن كانت تمتد في مساحات المدى .. لن تنهمر قبلات السماء الى الأرض ، ولن تتلامس شفاه الحبيب مع الحبيبة .. أصوات واضاءات تدلل على هذه الغيمة حيث الحالة الشعورية المفعمة والمنفعلة والمندفعة ولكنها أشياء معنوية نظرية لا تقوى أن تتحول الى عناق نِتاج الغيمة مع أرض مشاعره العطشى لها .. وهنا تفسير آخر لهذه النطفة التي قد لا تستطيع الصمود في ظروف قاهرة ..
          ويعاود السؤال بدهشة واقعه وعنفوان حبه .. وهنا يصف لنا عواطفه بتلك الصحائف التي تتسربل من الحياة دونما متعة منشودة .. وماأجمله شاعرنا القدير حين يقرر بنفسه ما وصل الى اليه القاريء عن تلك الاسئلة الوجودية ... فيهمس بقوله " أحقا " .. أحقا هي أسئلة .. أم تراها اسقاط لرفضه أن يسيطر الوجع على عواطفه وكيان عشقه .. فكم مؤلما أن يتم تنصيب الوجع ملكا .. وهذا دلالة على الخوف الشديد ولربما عدم المقدرة على الخروج من قيد عاطفته .
          وفي غمرة انتكاسة أمنياته وقيود مراده يلتزم الصمت بل أن الصمت يتملكه اصغاء الى صوت عاطفته وشعوره الوجداني ومطلبه .. لقد اكتمل الان ما راد من حب .. لكن لم يصل لحواسه هذا الاكتمال .. ولربما يتحدث هنا الحبيب الى حبيبته يسعده بوحها واجابتها عن كثير من تساؤلاته وخيالاته وأمنياته ومخاوفه .. يحتاج حقا الى أن تدفئه بهذا الالتصاق في حضور بوحها وأنفاسها .. نعم هو ينتشي طربا بهذا البوح بعد صمت .. هنا كانت نقلة شعر بها الحبيب ..
          وهنا تبدأ مشاعر العاشق في التدفق والتعبير عن نفسها ، هذا الشعور بالحب الذي يعطي الاحساس باللهفة والرغبة بعد أعراض قلق سيطرت عليه وصاحب بوحه .. انه الحب الذي يستمر لسنوات وهو الذي يجمع بين مشاعر الرغبة واللهفة مع الإحساس بالأمان والراحة في آن واحد .. والتعبيرات التي تلت ذلك ودلَّت عليه هو فخامة المفردات الوردية والمخملية التي سيطرت على باقي النص والبوح .. فهو يلهو بخيوط الشمس ويرتدي ثوب الفجر " الأمل الجديد " بعد أن كان غارقا في كثير من تفاصيل الوجع والألم والخوف والتردد ومناداة الحب الحقيقي .. ويبدأ بعد ذلك بنشر عواطفه وبسخاء ملحوظ حين يناديها بكل لهفة .. أتسمحين .. وكررها ثلاثا ..
          أتسمحين أن تكوني طوق النجاة .. والطوق هنا يختلف عن القيد .. ففي جزء النص السابق كان هناك قيدا يؤلمه .. أما الان فهي طوق ينجيه مما يعاني .. فهي طوق الرحمة والحب والود له .. ومعها يكون نجاته من كل ما يعاني .. ولربما هنا الشاعر تخلص من متطلبات حبه وكثير مما يجول في خاطره عن مستقبل الحب . فأقنع نفسه بأن يعيش لحظات الجمال والعشق ويتغاضى عن نداء أعماقه حول صمود هذا الحب .. ألم يكن الحب نطقة في رحم الوجع .. اليوم الحب هو طوق النجاة له ..؟! ..
          والصور التي توالت حتى نهاية النص كانت تفسر ما ذهبت اليه في تحليل الحالة الشعورية الأنية للشاعر ..
          فيناديها يا عمرا بت تسكن الفؤاد .. برغم الألم أنت باقية .. برغم التساؤلات أنت باقية .. لا خجل من حبنا ولا خوف من عواصف يشعر بها هو ولربما لم يفسرها ولم يترك لنا تفسيرا لها إلا ما يعانيه من أحاسيس ظاهرة تعكس تعبيرات جسده .. فهو معها لن يضييع ولن يتوه ...
          ويصل الشاعر الى قمة العاطفة في لحظات عاشقة بل في ذروة عشقه لينثر لها نسيما وهمسا .. ويطمئنها بل ويطمئن خلجات أعماقه وصراعات مشاعره .. يقرر .. اليوم أعلنها .. وهنا هروب من الخوف والتردد والتساؤلات .. وفي هذا ذكاء ملحوظ .. ويمزق السؤال تلو السؤال وفي هذا قفز عن متاعبه ولكن دون علاج لها .. هو إعلان يقصد به التحدي .. تحدي ظروفه وواقع حبه ولربما بوصلة النجاة في عصف تناقض سيطر على علاقته بالحبيبة .. وهذا ما يفسر أن حبه الحقيقي لم يكتمل بعد فهو ينقصه كثير من مقومات الحب الحقيقي الذي يجمع بين مشاعر الرغبة واللهفة مع الإحساس بالأمان والراحة في آن واحد .. فما انتهي به الشاعر هو راحة لحظية ولكن بلا أمان حقيقي .. وهذا يفسر طبيعية هذا الحب

          [align=center]
          * * * * * * * * * *
          [/align]





          [/align]
          [/align]
          مجموعتي الادبية على الفيسبوك

          ( نسمات الحروف النثرية )

          http://www.facebook.com/home.php?sk=...98527#!/?sk=nf

          أتشرف بمشاركتكم وصداقتكم

          تعليق

          • د.نجلاء نصير
            رئيس تحرير صحيفة مواجهات
            • 16-07-2010
            • 4931

            #6
            الراقية :منجية بن صالح
            الأستاذ المبدع والاعلامي:احمد زكارنة
            بين يديها
            نص حعلتنا فيه نقترب منها
            ونراها بعينيك أستاذي
            وقراءتك منجية للنص قراءة وافية ورائعة
            كنت هنا بين رياض حرفك أستاذ أحمد وسعدت بمروري
            وأدرك أن لي عودة
            تقبلا تحياتي
            sigpic

            تعليق

            • غاده بنت تركي
              أديب وكاتب
              • 16-08-2009
              • 5251

              #7
              ما أجمل ما قرأت ،
              أحسست أن الحرف تحول قدحاً والنقاط إبريقاً
              فثملنا برشف المعنى وجمال الحضور ،
              وكأنني ألمح عناقيداً من نجوم تتلألأ على كبد السماء
              تتساقط أمام قمر ليل أبى إلا أن يشهد فصل غرامٍ مُباح ،

              من سواكَ يا زكارنة يمتشق الحرف كسيفٍ من حرير يغرزه في سويداء
              قلوبنا وأرواحنا المتعشطة لشفافية أضحت بعيدة كمنابت الفرح فوق أرض
              الأحلام ،
              من غيرك يا زكارنة يموسق الحب والحرف كناي يعزف لنا فيهدأ
              تعب القلوب ويستكين الشوق فوق تلال الحنين ،

              لله دركما كنتما هنا روعة اخذتني إلى حيث أفتقدت كل هذا الزخم
              في خضم زمنٍ يهدي قنابل فتنفجر أرواحنا ألماً ،
              شكراً لكما : أستاذ احمد زكارنة ، وسيدة عبير ،
              وشكراً منجية الرائعة وشكراً دكتور مازن القدير ،

              تقديري
              نســــــــــــــــــــامح : لكن لا ننســـــــــى
              الحقوق لا تـُعطى ، وإنما تـُـنـتزَع
              غادة وعن ستين غادة وغادة
              ــــــــــــــــــ لاوالله الاّ عن ثمانين وتزيد
              فيها العقل زينه وفيها ركاده
              ــــــــــــــــــ هي بنت ابوها صدق هي شيخة الغيد
              مثل السَنا والهنا والسعادة
              ــــــــــــــــــ مثل البشاير والفرح ليلة العيد

              تعليق

              • عبير سنو
                عضو الملتقى
                • 17-02-2011
                • 16

                #8
                السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                الاستاذة الناقدة ...الاخت الفاضلة منجية
                بداية دعيني اضوع مساحات لا ضفاف لها من الشكر الجزيل لمجهودك القيم
                حيث كانت لك وللدكتور الكريم الاديب والناقد د. مازن صافي؛ قراءة دقيقة تنم عن حرفية قلم وشفافية احساس
                تشرفت والزميل الاعلامي الكاتب احمد زكانة بالمرور عليها وتسليط المزيد من الضوء
                ومن ركن صغير آخر اطل غاليتي آملة التصحيح حيث أني مجرد هاوية تقطف من فوق جبين احساسها بعض ثمار...ولست بإعلامية
                اقتضى التنويه من جانبي للأمانة فقط واحتراما لمصداقيتي امام كل قارئ تشرفت وزميل القلم احمد بمروره .

                شكرا جزيلا اكررها مع باقات ود وتقدير



                /


                عبير سنو

                تعليق

                • منيره الفهري
                  مدير عام. رئيس ملتقى الترجمة
                  • 21-12-2010
                  • 9870

                  #9
                  [align=center]يا سيدتي القديرة و أختي الغالية منجية بن صالح

                  قراءة عميقة ...عميقة كعادتك ...فقراءاتك مميزة و إبداعك ينحني له كل الملتقى

                  شكرا لك أستاذتي الراقية و شكرا لأحمد زكارنة و عبير سنو على هذه الحوارية الجميلة
                  [/align]

                  تعليق

                  • منجية بن صالح
                    عضو الملتقى
                    • 03-11-2009
                    • 2119

                    #10
                    المشاركة الأصلية بواسطة نجلاء نصير مشاهدة المشاركة
                    الراقية :منجية بن صالح
                    الأستاذ المبدع والاعلامي:احمد زكارنة
                    بين يديها
                    نص حعلتنا فيه نقترب منها
                    ونراها بعينيك أستاذي
                    وقراءتك منجية للنص قراءة وافية ورائعة
                    كنت هنا بين رياض حرفك أستاذ أحمد وسعدت بمروري
                    وأدرك أن لي عودة
                    تقبلا تحياتي
                    الغالية نجلاء

                    شكرا على التعليق و سعيدة بردك الجميل و يا رب أكون عند حسن ظن الجميع
                    كل التحية و الود

                    تعليق

                    • منجية بن صالح
                      عضو الملتقى
                      • 03-11-2009
                      • 2119

                      #11
                      المشاركة الأصلية بواسطة غاده بنت تركي مشاهدة المشاركة
                      ما أجمل ما قرأت ،
                      أحسست أن الحرف تحول قدحاً والنقاط إبريقاً
                      فثملنا برشف المعنى وجمال الحضور ،
                      وكأنني ألمح عناقيداً من نجوم تتلألأ على كبد السماء
                      تتساقط أمام قمر ليل أبى إلا أن يشهد فصل غرامٍ مُباح ،

                      من سواكَ يا زكارنة يمتشق الحرف كسيفٍ من حرير يغرزه في سويداء
                      قلوبنا وأرواحنا المتعشطة لشفافية أضحت بعيدة كمنابت الفرح فوق أرض
                      الأحلام ،
                      من غيرك يا زكارنة يموسق الحب والحرف كناي يعزف لنا فيهدأ
                      تعب القلوب ويستكين الشوق فوق تلال الحنين ،

                      لله دركما كنتما هنا روعة اخذتني إلى حيث أفتقدت كل هذا الزخم
                      في خضم زمنٍ يهدي قنابل فتنفجر أرواحنا ألماً ،
                      شكراً لكما : أستاذ احمد زكارنة ، وسيدة عبير ،
                      وشكراً منجية الرائعة وشكراً دكتور مازن القدير ،

                      تقديري
                      العزيزة غادة

                      مرروك على الموضوع يسعدني ألف شكر لك على التعليق
                      كل الود و الشكر

                      تعليق

                      • منجية بن صالح
                        عضو الملتقى
                        • 03-11-2009
                        • 2119

                        #12
                        المشاركة الأصلية بواسطة منيره الفهري مشاهدة المشاركة
                        [align=center]يا سيدتي القديرة و أختي الغالية منجية بن صالح

                        قراءة عميقة ...عميقة كعادتك ...فقراءاتك مميزة و إبداعك ينحني له كل الملتقى

                        شكرا لك أستاذتي الراقية و شكرا لأحمد زكارنة و عبير سنو على هذه الحوارية الجميلة
                        [/align]

                        الأخت الغالية منيرة

                        قراءة المقال هو في حد ذاته شرف لي و تعليقك عليه يسعدني
                        فشكرا لوجودك و شكرا لأديبة راقية لها إحترام و صدق حرف و جمال تعبير
                        كل الود و التحية

                        تعليق

                        يعمل...
                        X