حالة اجهاض.

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • روان علي شريف
    أديب وكاتب
    • 24-02-2011
    • 130

    حالة اجهاض.

    دخل المقهى واتخذ من ركن معتم مجلسا له.طلب قهوة من دون سكر واخرج من جيبه أوراق اصفر لونها أشرفت على التمزق.للتو تستيقظ في ذاكرته صور نائمة لخيول جموحة لم تعرف الأسر. جاء الموت من هناك كعادته يلقي نظرة أخيرة على إنجازه المعطل،وقف فوق رأسها ينتظر اللحظة المواتية ليضغط بأصابعه الباردة والرهيبة على أنابيب ظلت تربطها بالحياة. قال

    مدخل.
    من الجرح يولد الأدب فليذهب إلى الجحيم كل الذين أحبوك بتعقل دون أن ينزفوا أو يفقدوا وزنهم ولا اتزانهم.
    أحلام مستغانمي

    دخل المقهى واتخذ من ركن معتم مجلسا له. طلب قهوة من دون سكر وأخرج من جيبه أوراق اصفر لونها أشرفت على التمزق. للتو تستيقظ في ذاكرته صور نائمة لخيول جموحة لم تعرف الأسر.
    جاء الموت من هناك كعادته يلقي نظرة أخيرة على إنجازه المعطل، وقف فوق رأسها ينتظر اللحظة المواتية ليضغط بأصابعه الباردة والرهيبة على أنابيب ظلت تربطها بالحياة.
    قال الجبلي محدثا نفسه هل حقا سيأخذها ؟ لن ينتظر المستتر من الحوار بل استجاب لنداء الأشباح والأماكن المسكونة بالهوس والخراب.
    جاءت فطوم كقبس تنير دهاليز روحه المظلمة ، بخطى متعثرة طرقت أبواب الرغبة والدهشة.ألقت باللوم على حظها التعيس وبكونها امرأة في مجتمع لا يغفر للنساء.
    بحزن وتوجس قالت وهي تهذي:"ها أنا فطوم أيها الجبلي، أجيئك من حيث لا تدري.جئتك اليوم من أعماق أرضنا الطيبة المضرجة بالدماء.مرة أخرى أقف على شواطئ الأراجيف وافتح لك شبابيك ذكرياتي الأليمة على مصراعيها.هو ذا عمي ((بوشلاغم)) ينتصب أمامي بين حقول القمح شامخا كجبال (( توا قس)) الجاثمة أمامنا.رأسه في موقع الشمس كشلال وشم ذاته في الكائنات.عيناه لا تنام،واحدة على المتوسط مستكشفة آفاقنا البعيدة وأخرى تعانق بيوت الطين المتناثرة هنا وهناك بين الأخاديد والتلال وفي تناسق وتناغم مع جغرافية المكان تتشكل لوحة فنان ويتشكل معها تاريخ أمة وملحمة أجيال.
    كان بيتنا كما تذكر أيها الجبلي في أسفل المنحدر، في مكان منعزل وعلى بعد أميال منه تمتد غابة (مولاي إسماعيل) نحو الشرق في خط متواز مع حقول الرمان والزيتون إلى أن تطل على مستنقعات المقطع البقعة الوحيدة التي تبرئنا من خيانة التراب.ما أعرفه كان البحر خلف تلك الربوة على مرمى حجر لكننا نحن الحريم لم نكن نعرفه.ما كنت متيقنة منه أن أبي مثله مثل عمي(بوشلاغم) كان مخلصا لأمي ولقطعة الأرض التي بنينا عليها بيتنا.كم من مرة كانت تلك الأرض أثناء توريدها تأخذه في أحضانها بشبقية لأوقات متأخرة من الليل وكان ذلك يقلق أمي المسكينة، غالبا ما يثير حفيظتها ، تستسلم للغيرة وتشعر بالإهمال.
    ألا تذكر أيها الجبلي، يومها، كنا نحن الأطفال قبل أن يستوطن الرعب الغابة على مدار الأيام، خاصة في موسم الأمطار ننطلق إلى هناك بحثا عن الحطب والفطائر وكنا نصطاد صغار العصافير في أوكارها.كنا نتسلق أشجار الزبوج الهرمة إلى أن نصل القمة فتتراءى لنا مداخن شاهقة كتنانين واقفة تقذف من أفواهها ألسنة من اللهب وقتها سؤال وحيد كان يراودني ماذا كانت نية من شيدها ؟"
    أحرار...جمهورية...اليوم.
    على رنات بائع الجرائد الذي اقتحم المقهى عاد الجبلي من بعيد من أمكنته المسكونة بالخراب، تلاشت فطوم من أمامه وبقى سؤالها معلقا إلى الأبد.
    وكأن الغلام أيقض في نفسه شهية الكلام راح يهتف لنفسه.
    واليوم ..؟
    اليوم فطوم ما عاد يربطها بالأرض شيئا فهي وجه من أوجه المدينة. في لحظة انكسار أزاحت تاريخ عمر محافظ، اتخذت من سارة هوية لها وراحت تؤرخ لعهد جديد مليء بالتناقضات.عجيب أمر فطوم كيف تعتبر حياتها الخاصة لا شأنا لي بها؟
    خير البلية ما يبكي ومن عوالم الشك تولد الافتراضات. صحيح أن الأحكام المسبقة خنجر مغروس في جسم الحقيقة لكن الحقيقة عملاق نائم على أطراف المدينة يحتقن غيضه المتنامي ولعنة المصير قدر محتوم يطاردنا.
    مدينتنا ككل المدن، مغرية وساحرة كعملة ذات وجهين.وجه شفاف، مشع وأنيق مرسوم على واجهاتها النظيفة وعلى محيا فتيات الاستقبال عند مداخل الفنادق والمحلات الكبرى يوزعن ببراءة الابتسامات المصطنعة بالمجان، يروجن الدعاية الكاذبة لسلع مغشوشة، في الأصل، هن جزءا منها.
    ووجهها الآخر خفيا وقذرا كالنخاسة تفوح منه نتانة الأشياء والخديعة باسم الضرورة استمدت منه الجناية شرعيتها...
    فتح الجريدة وفي ركن المجتمع لفت انتباهه عنوان مميز أيقض في نفسه شهية الكتابة بعد ما كان يظن نفسه قد انتهى. كم من مرة حاول كتابة قصته الأخيرة لكنه لم يفلح. كان دائما يحس بالوهن، تتزاحم الأفكار في ذهنه. يتمرد الأبطال على قلمه ويفقد السيطرة أمام قدسية وطن في صورة امرأة مثال. أخرج قلما وورقة بيضاء وراح يؤسس لولادة قصة قيصرية سما ها "حالة إجهاض".

    هوامش
    بوشلاغم الرجل صاحب الشنبات وهي ترمز للشجاعة والفحولة والقيادة.
    تواقس جبل يطل على مدينة سيق بولاية معسكر الجزائرية.
    غابة مولاي اسماعيل مكانحيث اوقف المقاومون الجزائريون حملة الجنرال دي ميشال في طريقها لمدينة معسكر.
    المقطع مكان يتكون من مجموعة مستنقعات تتصل بالبحر الابيض المتوسط وهو مكان دارت فيه معركة فاصلة بين الجزائريين
    المقاومين بقيادة الامير عبد القادر وجنرالات فرنسا وكانت الغلبة للجزائريين.
    ليس كل الرجال خونة ولا الخيانة حتما امرأة

    http://cherifrouan.blogspot.com/
  • عبد الرحيم محمود
    عضو الملتقى
    • 19-06-2007
    • 7086

    #2
    [align=center]
    الأخت روان الغالية
    أبرز ما تتميز به القصة القصيرة هو الحدث المنفرد وتطوره تصاعدا وترابط النص ليقول شيئا ما للقارئ يريد به الكاتب إما تعديل سلوك أو خلقه أو تسليط الضوء على قيمة ما يريد الكاتب تعميقها ، وبعودتنا للنص أرى أنك استعملت لغة عالية المستوى تكاد تكون غير ملتصقة بالحدث فلغة القصة القصيرة هي لغة طين المجتمع وليس لغة فكر أو خيال مجنح غير مرتبطة بالحدث ، لقد كانت لغتك منفصلة أحيانا عن الحدث كما في قولك : "لن ينتظر المستتر من الحوار بل استجاب لنداء الأشباح والأماكن المسكونة بالهوس والخراب " .
    وكما في قولك : على رنات بائع الجرائد الذي اقتحم المقهى عاد الجبلي من بعيد من أمكنته المسكونة بالخراب، تلاشت فطوم من أمامه وبقى سؤالها معلقا إلى الأبد.
    وكأن الغلام أيقض في نفسه شهية الكلام راح يهتف لنفسه.
    هذه اللغة التي تغلب على النص تجعل هناك افتراقا لا اتحادا بين النص ولغته ، وتتسبب في عدم تطور الحدث المركزي الذي لم يظهر له أثر من البداية ، وجعل الفكرة تتبعثر بدلا من تجمعها لتنمو ككائن حي يولد في نهاية القصة ليكون هناك وجود لشيء يخرج به القاريء من القصة يمكن أن يتحدث به لمن يسأله ما وجدت بالنص .

    إن ارتفاع مستوى اللغة هذا تسبب في خروج القطار عن سكته ، لذا أنصحك أختي بما يلي :
    1 - استعمال لغة الحوار العادية ، والتعبير عن ثقافتك العالية التي أراها في وصف وعاء الحدث كما فعلت جزئيا هنا ولا تجعليها تتدخل في ذاتية الفكرة .
    2 - مراعاة إبراز البطل ليكون الحدث مجاورا له أو مركزه ، ولا تجعليه في هامش الحدث كما فعلت .
    3 - تحديد مسبق بالفكرة التي تريدين التحدث عنها وتوصيلها لقرائك .
    4 - أن تكون النتيجة ونهاية القصة تحدث في فكر القاريء تغيرا ما .
    5 - الحرص على وحدة النص والانتقال الزماني المكاني السلس .
    6 - التدرج في رفع وتيرة الحدث ليصبح أزمة بحاجة لحل يأتي في نهاية النص .
    7 - خيالك عظيم الاتساع يصلح لكتابة قصيدة النثر المكثفة العميقة .
    أشكرك وأرجو ألا أكون أثقلت عليك ولا على النص فهدفي الوقوف مع النص والناص دائما .
    [/align]
    نثرت حروفي بياض الورق
    فذاب فؤادي وفيك احترق
    فأنت الحنان وأنت الأمان
    وأنت السعادة فوق الشفق​

    تعليق

    • روان علي شريف
      أديب وكاتب
      • 24-02-2011
      • 130

      #3
      المشاركة الأصلية بواسطة عبد الرحيم محمود مشاهدة المشاركة
      [align=center]
      الأخت روان الغالية
      أبرز ما تتميز به القصة القصيرة هو الحدث المنفرد وتطوره تصاعدا وترابط النص ليقول شيئا ما للقارئ يريد به الكاتب إما تعديل سلوك أو خلقه أو تسليط الضوء على قيمة ما يريد الكاتب تعميقها ، وبعودتنا للنص أرى أنك استعملت لغة عالية المستوى تكاد تكون غير ملتصقة بالحدث فلغة القصة القصيرة هي لغة طين المجتمع وليس لغة فكر أو خيال مجنح غير مرتبطة بالحدث ، لقد كانت لغتك منفصلة أحيانا عن الحدث كما في قولك : "لن ينتظر المستتر من الحوار بل استجاب لنداء الأشباح والأماكن المسكونة بالهوس والخراب " .
      وكما في قولك : على رنات بائع الجرائد الذي اقتحم المقهى عاد الجبلي من بعيد من أمكنته المسكونة بالخراب، تلاشت فطوم من أمامه وبقى سؤالها معلقا إلى الأبد.
      وكأن الغلام أيقض في نفسه شهية الكلام راح يهتف لنفسه.
      هذه اللغة التي تغلب على النص تجعل هناك افتراقا لا اتحادا بين النص ولغته ، وتتسبب في عدم تطور الحدث المركزي الذي لم يظهر له أثر من البداية ، وجعل الفكرة تتبعثر بدلا من تجمعها لتنمو ككائن حي يولد في نهاية القصة ليكون هناك وجود لشيء يخرج به القاريء من القصة يمكن أن يتحدث به لمن يسأله ما وجدت بالنص .

      إن ارتفاع مستوى اللغة هذا تسبب في خروج القطار عن سكته ، لذا أنصحك أختي بما يلي :
      1 - استعمال لغة الحوار العادية ، والتعبير عن ثقافتك العالية التي أراها في وصف وعاء الحدث كما فعلت جزئيا هنا ولا تجعليها تتدخل في ذاتية الفكرة .
      2 - مراعاة إبراز البطل ليكون الحدث مجاورا له أو مركزه ، ولا تجعليه في هامش الحدث كما فعلت .
      3 - تحديد مسبق بالفكرة التي تريدين التحدث عنها وتوصيلها لقرائك .
      4 - أن تكون النتيجة ونهاية القصة تحدث في فكر القاريء تغيرا ما .
      5 - الحرص على وحدة النص والانتقال الزماني المكاني السلس .
      6 - التدرج في رفع وتيرة الحدث ليصبح أزمة بحاجة لحل يأتي في نهاية النص .
      7 - خيالك عظيم الاتساع يصلح لكتابة قصيدة النثر المكثفة العميقة .
      أشكرك وأرجو ألا أكون أثقلت عليك ولا على النص فهدفي الوقوف مع النص والناص دائما .
      [/align]
      سيدي الكريم عبد الرحيم محمود أشكرك جزيل الشكر على المجهود الذي قمت به وعلى النصيحة التي قدمتها لي.شكرا لك على
      انطباعك الحسن فيما يخص خيالي الخصب الذي يصلح لكتابة قصيدة النثر الا انني لم اعترف يوما باني ممكن ان اكتب قصيدة النثر
      سأحاول ان شاء الله.
      فيما يخص القصة...حالة اجهاض...
      فاليك ما قيل لي فيها منذ 7 سنوات خلت وللعلم اني فزت بها مرتين بالمرتبة الاولى في سنة 2005 واخيرا في فبراير 2011
      بين عشرات المتسابقين ولا أظن ان لجنة التحكيم المتخصصة في هذا النوع من الكتابات ترتكب نفس الخطأ مرتين.

      هذا ما قالة الروائي المصري
      أحمد محمد عامر حسن | بتمدة حرر في 2005-10-22 15:06:42

      القاص المبدع الجميل / روان علي الشريف في الحقيقة انا لم اتحدث عن هذا النص الرائع بما يعطيه حقه انت بالفعل قاص مبدع وفي يوم من الايام وانا واثق ومن هذا انني سأعلم بأنك اصبحت واحدا من اهم كتاب القصة في الجزائر والوطن العربي وثقتي من ابداعك واختلافك واعلم يا صديقي العزيز ان المختلف هو ابداع ربما يهاجم اليوم او يقابل بسخرية او يتجاهل ولكن المختلف له المستقبل والابداع هو اولا وليس النقد اقول لك هذا وانا اكتب النقد ولكن لكي يتحقق هذا عليك بالكتابة لا تحرمنا من هذه النصوص الرائعة ودعك من اصدقائك وانت كاتب تملك كل شئ اللغة والتكنيك والتقنيات والقضية وهذه الاخيرة هي ما يفتقدها كتاب كثيرين ويظنون ان القصة اصبحت مجال للثرثرة ما قيمة قصة ترسم للناس الاحداث التي هم صناعها بدون قضية انما هي قصة راصدة اقرب الي تحقيق صحفي او حادثة في صفحة الحوادث لو قرأت تعليقي علي الاعمال هنا ستجد اني اقوم في بعض الاحيان ان اقول للمدعين انت انصاف كتاب عن طريق النقد لا قلة الادب وهم يقولون ( انت مش فاهم ) لكن ياصديقي النقد امانة وقريبا يصدر كتابي في النقد مفاتيح لقراءة وتأويل النص وهذه المفاتيح التي اقصدها هي ما وجدته عندك وهي باختصار عندما يكون هناك نص يتناول قضية عن طريق الرصد ما الذي يحافظ علي بقاء النص بعد انتهاء القضية وهي هذه المفاتيح التي احيانا تكون ثقافة المبدع الظاهرة بين السطور عن طريق التلميح هذا باختصار

      مودتي لك ايها المبدع الجميل

      الروائي / أحمد عامر






      اعلان الفوز عبر جريدة الجمهورية



      واخيرا وليس اخيرا


      لكن يا سيدي اعلم بانني شاكر مجهودك القيم وساعمل بنصيحتك لاكتب الشعر النثري.
      لك كل الود والاحترام.
      ليس كل الرجال خونة ولا الخيانة حتما امرأة

      http://cherifrouan.blogspot.com/

      تعليق

      • إيمان عبد الغني سوار
        إليزابيث
        • 28-01-2011
        • 1340

        #4
        [align=center]
        القاص المبدع// روان علي شريف
        أحببت أن أسجل حضور وأتمنى لك دوماً المزيد من الحظ والفوز
        وخطــوة موفقــة هنــا...
        بانتظار قصصك الجديدة مع كل الشكر والامتنان أخي الفاضل .
        تحياتي:
        [/align]
        " الحرية هي حقك أن تكون مختلفاً"
        أنا الهذيان وبعـض الوهم حقيقة!

        تعليق

        • روان علي شريف
          أديب وكاتب
          • 24-02-2011
          • 130

          #5
          المشاركة الأصلية بواسطة إيمان عبد الغني مشاهدة المشاركة
          [align=center]
          القاص المبدع// روان علي شريف
          أحببت أن أسجل حضور وأتمنى لك دوماً المزيد من الحظ والفوز
          وخطــوة موفقــة هنــا...
          بانتظار قصصك الجديدة مع كل الشكر والامتنان أخي الفاضل .
          تحياتي:
          [/align]
          شكرا لك ايتها الفاضلة على المرور.
          لك كل الود والاحترام.
          شكرا.
          ليس كل الرجال خونة ولا الخيانة حتما امرأة

          http://cherifrouan.blogspot.com/

          تعليق

          • روان عبد الكريم
            أديب وكاتب
            • 21-03-2010
            • 185

            #6
            روان يا تؤام الأسم احبتها وأعيد قراءتها لاستمتع بها, انا قارئة فقط ولست بناقدة

            يومك عطر باطايب ابريل الوديع




            لك موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية . موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .

            تعليق

            • روان علي شريف
              أديب وكاتب
              • 24-02-2011
              • 130

              #7
              المشاركة الأصلية بواسطة روان عبد الكريم مشاهدة المشاركة
              روان يا تؤام الأسم احبتها وأعيد قراءتها لاستمتع بها, انا قارئة فقط ولست بناقدة

              يومك عطر باطايب ابريل الوديع




              لك موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية . موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .
              شكرا يا توأم روان.
              تقبلي تحياتي واشكرك على مرورك الذي اسعدني.
              حتى وان لم تكوني ناقدة يمكن تخرجي بخلاصة بعد القراءة
              ويسمى ذالك قراءة انطباعية.
              شكرا.
              ليس كل الرجال خونة ولا الخيانة حتما امرأة

              http://cherifrouan.blogspot.com/

              تعليق

              • محمد الصاوى السيد حسين
                أديب وكاتب
                • 25-09-2008
                • 2803

                #8
                ستكون لى مداخلتان أوَّلهما بإذن الله هى هذى المداخلة المتعلقة بالبنية اللغوية وهى كما يلى

                - تلك الأرض أثناء توريدها ) على صحة المصدر توريد من توردت الأرض إلا أنه يشترك من حيث البنية مع التوريد الذى يحمل دلالة تجارية ، لذا لو كان السياق ( الأرض أثناء تورّدِها ) لربما كان أكثر دلالة فى رأيى

                - اليوم فطوم ما عاد يربطها بالأرض شيئا ) أرى أن تكون ( شيئا ) بالرفع لأنها فاعل فتكون ( شىء )

                - عجيب أمر فطوم كيف تعتبر حياتها الخاصة لا شأنا لي بها؟ أرى أن تكون ( لا شأن َ ) اسم لا النافية للجنس مبنى على الفتح فى محل نصب

                - لسلع مغشوشة، في الأصل، هن جزءا منها ) لا تبدو هنا علة النصب الخبر ( جزءا ) إلا بتأويل قد يتعذر على كافة المتلقين والأيسر أن تكون بالفرع ( هن جزء منها )

                - ووجهها الآخر خفيا وقذرا كالنخاسة ) هنا أيضا لا تبدو علة النصب للخبر ومعطوفه والأيسر فى رأيى أن يكون السياق بالرفع ( خفى وقذر كالنخاسة )

                - وكأن الغلام أيقض في نفسه شهية الكلام راحيهتف لنفسه.) فى الحقيقة الهتاف هو الصوت العالى فى جفاء وشدة ، بينما حالة بطل النص والمونولج الحالم المثير للذكرى الذى يتهادى فيه كيانه لا يسوغ أن يهتف لنفسه أى يعلو صوته فى شدة وجفاء مخاطبا نفسه وإلا كان من اللازم أن يثير هذا انتباه المحيطين فى المقهى ويعرضه لانقطاع حالة التذكر التى تحتويه

                تعليق

                • روان علي شريف
                  أديب وكاتب
                  • 24-02-2011
                  • 130

                  #9
                  محمد الصاوى السيد حسين</B>

                  تحية اجلال واعتراف بما ذهبت اليه بدات الكتابة بالفرنسية ثم حاولت واحاول الكتابة بلغة الاجداد .لا باس ان اخطأت فاني اعترف بذلك
                  شكرا لك.
                  ليس كل الرجال خونة ولا الخيانة حتما امرأة

                  http://cherifrouan.blogspot.com/

                  تعليق

                  • محمد الصاوى السيد حسين
                    أديب وكاتب
                    • 25-09-2008
                    • 2803

                    #10
                    العلاقة النحوية والتشبيه

                    يمكن القول إن فنية التشبيه فى هذا النص السردى تمثل إحدى بنى التخييل الرئيسة فى هذا النص ، وقد امتازت بنية التشبيه بالاعتماد على التشبيه التمثيلى فى موضعين أولهما

                    - جاء الموت من هناك كعادته يلقي نظرة أخيرة على إنجازه المعطل، وقف فوقرأسها ينتظر اللحظة المواتية ليضغط بأصابعه الباردة والرهيبة على أنابيب ظلت تربطهابالحياة

                    فى هذا التشبيه التمثيلى جاءت علاقة شبه جملة الحال ( كعادته ) لتكون هى العلاقة التى يبدأ عندها تخييل التشبيه ، لكن العلاقة النحوية لم يتم تقديمها مثلا لتكون أوَّل الجملة كالتالى ( كعادته جاء الموت ) أو يتم تأخيرها لتجىء فى نهاية السياق كان من الممكن أن يتم تقديم علاقة الحال أو يتم تأخيرها ، لكن الحقيقة أن ذكاء التخييل هو الذى صاغ علاقة الحال ( كعادته ) لتكون فى موضعها بالسياق، مما يكثف من رتابة وروتين الموت الأزلى بما يكشف لنا عن الجو النفسى المهيمن على وجدان بطل النص ، ولنتلقى نحن تخييل حركة الموت فى سياق علاق الحال( كعادته ) فليس من جديد وذلك بالرغم من أننا نتلقى استعارة مكنية ، تظهر لنا عبر تفاصيلها هيئة الموت وهو يقدم على قطع أنابيب التنفس فى المشفى فوق رأس فطوم حبيبة بطل النص ، إن هذا المشهد المخيف المحفز نتلقاه عبر علاقة الحال ( كعادته ) التى تصبغ دهشتنا من مشهد الموت وحركته فى المشهد بدلالة الرتابة الأليمة اللا مبالية ، التى يتوشح بها الموت أمامنا فى السياق ، لذا يمكن القول أن علاقة الحال شبه الجملة ( كعادته ) استطاعت أن تكون علاقة فاعلة فى توجيه دلالة التشبيه وتكثيف حسه الجمالى لدى المتلقى ، نقف بعدها مع التشبيه التمثيلى الآخر فى النص

                    ( مدينتنا ككل المدن، مغرية وساحرةكعملة ذات وجهين.وجه شفاف، مشع وأنيق مرسوم على واجهاتها النظيفة وعلى محيا فتياتالاستقبال عند مداخل الفنادق والمحلات الكبرى يوزعن ببراءة الابتسامات المصطنعةبالمجان، يروجن الدعاية الكاذبة لسلع مغشوشة، في الأصل، هن جزءا منها. ووجههاالآخر خفيا وقذرا كالنخاسة تفوح منه نتانة الأشياء والخديعة )

                    هذا التشبيه التمثيلى والذى أيضا احتوى أكثر من تشبيه كلها تصب فى سياق واحد هو ذم هذى المدينة التى لها وجهان كلاهما ينافر الآخر ، وهنا تلعب علاقة النعت شبه الجملة والتى تتصل بالمضاف إليه ( كعملة ذات وجهين ) تلعب دورها العميق فى تخييل هيئة المدينة فى صورة حسية سلسة صورة قطعة العملة وتوحى بالمادية أيضا، وهذى الهيئة تشى بأننا أمام ذكاء بصيرة تختزل لنا اتساع المدينة وفساحتها فى قطعة صغيرة تقلبها بين أصابعها فى سخرية حزينة دامية ، لكن ذكاء علاقة النعت ( كعملة ... ينبع فى الأساس من علاقة المنعوت ساحرة ، فهذا السحر يتجسد فى صورة خداع ومكر ويلوب بين حالين ، أوَّلها وجه الفنادق وبريقها الباهر ، وثانيهما وجه خفى وقذر كالنخاسة ، ولكن يا ترى هل استطاع هذا التشبيه التمثيلى أن يكشف لنا وجه المدينة الحقيقى ، أم أنه كشف لنا عن أزمة وجدان بطل النص ومرارة شعوره ؟ أم أنَّه اختصر لنا المدينة فى وجهين ليحفزنا نحن المتلقين ، كى نفتش عن وجهها الآخر المنسى ، إن وجه المدينة الحقيقى ليس هو الفنادق وفتياتها الباسمات ، وليس هو النخاسة والقذارة ، إن وجه المدينة الحقيقى هو فطوم الطاهرة النبيلة رغم ما ران عليها، إن وجه المدينة الحقيقى هو وفاء بطل النص لحبيبته ، هو الأرض التى لا تبخل بنوارها ، هو حس بائع الجرائد الفقير الذى يوقظ بطل النص من إبحاره فى الأسى، وهكذا يغدو التشبيه التمثيلى محفزا بذكاء ورهافة للمتلقى عبر مساءلة مشهدية قطعة العملة ذات الوجهين فحسب إلى انتاج وجه آخر للمدينة ، وهو ما تجلى فى حالة الأمل التى غمرت بطل النص مكابدا مرارة شعوره وانكساره بادئا فى الكتابة من جديد ، ثم ولنتأمل تشبيهات أخرى فى بنية النص

                    - جاءت فطوم كقبس تنيردهاليز روحه المظلمة

                    يقوم التشبيه هنا على علاقة شبه جملة الحال ( كقبس ) وهى العلاقة التى تصف لنا مجىء فطوم لتنير ظلمة فى دهاليز الروح ، بما يفتح مجال التخيل وسيعا أمام الاستعارة المكنية ( دهاليز الروح ) ، علينا هنا أن ننتبه لذكاء علاقة المفعول به الذى جاء جمعا ( دهاليز ) والتى توحى بالتشعب والحيرة والتشتت ، بينما حضور فطوم قبس واحد فكأنه رغم كونه قبسا واحدا صغيرا رهيفا كفطوم ، له القدرة على أن يجتاز كل هذى الدهاليز بنوره ، لنجد أن التشبيه يستحيل تعبيرا كنائيا عن قدرة فطوم على أن تزيل عذابات بطل النص ، وأن تكون يدا لخلاصه ونجاته من حيرته وانكساره

                    - هو ذا عمي ((بوشلاغم)) ينتصب أمامي بين حقول القمح شامخا كجبال (( تواقس)) الجاثمة أمامنا.رأسه في موقع الشمس كشلال وشم ذاته في الكائنات

                    تمثل علاقة الفعل المضارع ( ينتصب ) علاقة رئيسة فى تكثيف دلالة طرف التشبيه الأول ( ينتصب شامخا ) إن علاقة المضارعة تضفى على حضور العم ( بوشَلاغِم ) قدرة على التجدد والاستمرار فى ذات الهيئة من شموخ وصلابة رغم تغاير الأعصر والحيوات ، فهو تماما كجبال ( تواقس ) ، ثم نتلقى علاقة النعت ( الجاثمة ) وهى العلاقة التى توحى بثقل المشهد ، وحضوره الضاغط على الوجدان والرغبة فى التحرر ، إن علاقة النعت توحى أمام بصائرنا بالجبال وكأنها محمولة على الصدور راسخة ثقيلة ، ثم تجىء علاقة الظرف ( أمامنا ) لتكثف من هذى الدلالة فهذى الجبال عائقة للحركة للأمام تنتصب باستمرار بين حقول القمح التى توحى بالحياة فكأن الحياة مسيجة بالحجر الجامد الجاثم أمام الخطى لا يحيد ، تماما كالعم ( بوشلاغم ) الذى يعوق ويحرس فى ذات الوقت ، ثم يمتد تخييل التشبيه عبر تفاصيل جديدة حين نرى رأسم العم بوشلاغم فى الأفق كما رأس جبل تهدر عليها الشمس فتحيلها شلالا يتهادى ضوءه فى الكائنات ، هذى التفاصيل الجديدة تكشف لنا حيرة بطل النص تجاه العم بوشلاغم وما يمثله فهو التقاليد وهو الأصالة ، هو الخوف من التحرر وهو الجذر النابض فى الأرض كل هذا فى آن واحد

                    - على رنات بائع الجرائدالذي اقتحم المقهى عاد الجبلي من بعيد من أمكنته المسكونة بالخراب، تلاشت فطوم منأمامه وبقى سؤالها معلقا إلى الأبد. وكأن الغلام أيقظ في نفسه شهية الكلام

                    تأتى علاقة الجملة الاسمية هنا ( كأن الغلام ... والتى يجىء خبرها جملة فعلية ( ... أيقظ ) لتكون هى طرف التشبيه ، الذى يتناغم مع الطرف الأول حركة الغلام الصغير ، ورناته ليبيع بضاعته من جرائد يحملها ويدور بها ، فلماذا أيقظ هذا المشهد رغبة بطل النص فى الكتابة ؟ والتى عبَّر عنها هنا عبر الاستعارة التصريحية ب ( الكلام ) إن هذا الغلام الصغير يستحيل بشارة على القدرة على المكابدة والتجلد فى وجه المدينة ، لعله مثل فطوم قروى قادم من قريته البعيدة ليحيا هنا ، لكنه يظل حيا وقادرا على أن يكون شريفا وبسيطا ، رناته البريئة تهدم مشهدية الخراب الغارق فيها البطل وتعديه لواقعه فى سلاسة ليتأمله ويتأمل حضوره البسيط النبيل مما يجعل الرغبة فى الكتابة تندفق إلى الحس مرة أخرى

                    - اليوم فطوم ما عاد يربطها بالأرض شيء فهي وجه منأوجه المدينة

                    تمثل علاقة الجملة الاسمية ( هى وجه ) تشبيها بليغا محذوف الأداة ، أى أن طرفى التشبيه ينصهران فى هيئة واحدة ففطوم ليست كأنها وجه بل هى وجه من وجوه المدينة ، نحن هنا أمام تغاير حضور فطوم فى هذا التشبيه الذى يتغاير عنده حضور فطوم من قبس ينير دهاليز الروح ، وطفلة بريئة تعدو فى الحقول إلى هيئة أخرى حيث تغدو مجرد امرأة قضمتها المدينة وألبستها وجهها سارقة منها روحها القديمة ، لكن بطل النص يحكام فطوم ربما بوجدان العاشق لذا يحترز عبر هذا التشبيه

                    الأحكامالمسبقة خنجر مغروس في جسم الحقيقة

                    وهى تشبيه بليغ محذوف الأداة أيضا ، ليوازن به مشاعره التى تدين فطوم ، بأنه من جهة أخرى لا يجوز له أن يغرس خنجر ظنه فى جسم الحقيقة ، بالطبع قساوة التشبيه تستحيل تعبيرا كنائيا دالا على الحالة الوجدانية العنيفة التى يكابدها بطل النص من قلق وحسرة على ضياع فطوم

                    ختاما نجد أن التشبيه هنا فى هذا النص كان قادرا عبر توظيف العلاقة نحوية فى انتاج بنية تخييل ثرية تتناغم مع الجو النفسى لبطل النص ، وتنبض بنبض وجدانه

                    تعليق

                    • روان علي شريف
                      أديب وكاتب
                      • 24-02-2011
                      • 130

                      #11
                      شكرا على المجهود الجبار سيدي.
                      تحياتي لك.
                      ليس كل الرجال خونة ولا الخيانة حتما امرأة

                      http://cherifrouan.blogspot.com/

                      تعليق

                      • صفاء محمّد
                        • 26-03-2011
                        • 5

                        #12
                        رَوَآن ..
                        قَرَأْتُ بِدَآيَةَ القِصَّة ،، ثُمَّ سُرْعَآنَ مَآ هَمَسْتُ لِنَفْسِي
                        أَنْ كُفِّي الآنَ عَنِ القِرَآءَة ...
                        وَ عُودِي حِينَمَآ لَآ يَكُونُ هُنَآكَ مَآ يَشْغَلُكِ عَنِ القِصَّة
                        فَانْتَظِرِي عَوِدَةَ قَرِيبَة
                        إِلَى حِينِ العَوْدَة
                        تَقَبَّلِي أَجْمَلَ التَّحَآيآ

                        تعليق

                        • روان علي شريف
                          أديب وكاتب
                          • 24-02-2011
                          • 130

                          #13
                          المشاركة الأصلية بواسطة صفاء محمّد مشاهدة المشاركة
                          رَوَآن ..
                          قَرَأْتُ بِدَآيَةَ القِصَّة ،، ثُمَّ سُرْعَآنَ مَآ هَمَسْتُ لِنَفْسِي
                          أَنْ كُفِّي الآنَ عَنِ القِرَآءَة ...
                          وَ عُودِي حِينَمَآ لَآ يَكُونُ هُنَآكَ مَآ يَشْغَلُكِ عَنِ القِصَّة
                          فَانْتَظِرِي عَوِدَةَ قَرِيبَة
                          إِلَى حِينِ العَوْدَة
                          تَقَبَّلِي أَجْمَلَ التَّحَآيآ
                          وطال انتظاري سيدتي
                          وها انا اطلب العودة ...
                          تحياتي.
                          ليس كل الرجال خونة ولا الخيانة حتما امرأة

                          http://cherifrouan.blogspot.com/

                          تعليق

                          يعمل...
                          X