تويت
لشيء ما كنتُ أبكي ذات صباح غائمٍ..
قطفتْ أمي زهرة عباد الشمسِ..
وغرستها في كفي مبتسمةً
وانطلقتْ تجمع عشبا؛ لماشيتنا
المحبوسة بفناء الدارِ..
وجدتُ مذاق الزهرة مراً ..
لا ينسجم مع لونها الجذَّاب..
من تلك اللحظة عند الطرف الأدنى..
ولج الزهرُ لفمي..
لكنه استقر بقلبي الصغير..
بالقرب من كوخنا الحجري الزاخر بالحب..
ظلت تنمو شجرة الجِمّيز..
فأقهرها تسَلُّقا كلما استطالت..
زهرة عباد الشمس لم يتغير لونها ولا مذاقها ..
أما أنا فتعلمت كيف أنصت لأشعار أبي
حين تترنم بها أمي فأنام مستسلما لصوتها الشجي..
تعلّمتُ كيف
أصنع مِسْهاما..
أقنص سحلية زرقاء..
وأدكُّ عُش العصفور النسّاج ..
رَكَضَتْ من حولي الأشياء
ومازلتُ أركض متحركا كالظل..
ملامح أبي تتغير بمرور الوقت..
لكن زهرة عباد الشمس لا تتغير..
مات شقيقي عُمر ..
ولأول مرة أشاهد أمي تبكي
فبكيت!!..
وفيما ظَلَّتْ زهرة عباد الشمس على ثباتها..
كانت جدتي المهاجرة من أرض التاريخ ..
من محيط القلعة التي سُجِنَ بها الحسنُ الهَمْدَاني ..
تُفاجِئني برحيل لم أتوقعه كأبويّ
فتسكنُ لحدا بجانب عُمر..
وينتحب أبي كطفلٍ صغير!!..
زهرة عباد الشمس لا تشيخ أو يبهت لونها..
فيما كنتُ أكبر ..
وكذلك زهرتي..
التي أتوق لرؤيتها كل حين..
لأقص عليها..
مساءً صيفيا ممطرا ..
تعرض فيه كوخنا لصاعقة
حَرَثَتْ سطحَهُ..
وقتلتْ عجلا ..
ليكون فداءً لنا كما قال جارنا حَيّان.
الصاعقة غيّرتْ ملامح ثقافتي عن أمطارْ الجوزاء..
أما زهرة عباد الشمس فكما هي لم يتغير لونها ..
وبرغم الشقوق التي مُنِيَتْ بها الدروب في جَبَلِي..
إلا أنها ألْقَتْ بي على ناصية الـ " وَرَّاد " منكسراً..
أقرأ قصائد الشاعر الكبير عبدالمحسن يوسف،
تمائم ضد النكوص وإغراءات اليأس..
ليتني كنت شاعرا كهذا الفَرَسانِيُّ العملاق..
لأرسم زهرة عباد الشمس التي لا تتغير..
أمنحها حَمدا..
كما منحتني خلودا..
أمنحها عرفانا..
كما منحتني
ربيعا منهمرا يتدفّقُ من شرق الوَرّاد ..
ينسَكِبُ من بين أنامل
زهرة عباد الشمس التي لا يتغير
لونها ..
ولا شذاها..
ــــــ
30 مارس 2011م
قطفتْ أمي زهرة عباد الشمسِ..
وغرستها في كفي مبتسمةً
وانطلقتْ تجمع عشبا؛ لماشيتنا
المحبوسة بفناء الدارِ..
وجدتُ مذاق الزهرة مراً ..
لا ينسجم مع لونها الجذَّاب..
من تلك اللحظة عند الطرف الأدنى..
ولج الزهرُ لفمي..
لكنه استقر بقلبي الصغير..
بالقرب من كوخنا الحجري الزاخر بالحب..
ظلت تنمو شجرة الجِمّيز..
فأقهرها تسَلُّقا كلما استطالت..
زهرة عباد الشمس لم يتغير لونها ولا مذاقها ..
أما أنا فتعلمت كيف أنصت لأشعار أبي
حين تترنم بها أمي فأنام مستسلما لصوتها الشجي..
تعلّمتُ كيف
أصنع مِسْهاما..
أقنص سحلية زرقاء..
وأدكُّ عُش العصفور النسّاج ..
رَكَضَتْ من حولي الأشياء
ومازلتُ أركض متحركا كالظل..
ملامح أبي تتغير بمرور الوقت..
لكن زهرة عباد الشمس لا تتغير..
مات شقيقي عُمر ..
ولأول مرة أشاهد أمي تبكي
فبكيت!!..
وفيما ظَلَّتْ زهرة عباد الشمس على ثباتها..
كانت جدتي المهاجرة من أرض التاريخ ..
من محيط القلعة التي سُجِنَ بها الحسنُ الهَمْدَاني ..
تُفاجِئني برحيل لم أتوقعه كأبويّ
فتسكنُ لحدا بجانب عُمر..
وينتحب أبي كطفلٍ صغير!!..
زهرة عباد الشمس لا تشيخ أو يبهت لونها..
فيما كنتُ أكبر ..
وكذلك زهرتي..
التي أتوق لرؤيتها كل حين..
لأقص عليها..
مساءً صيفيا ممطرا ..
تعرض فيه كوخنا لصاعقة
حَرَثَتْ سطحَهُ..
وقتلتْ عجلا ..
ليكون فداءً لنا كما قال جارنا حَيّان.
الصاعقة غيّرتْ ملامح ثقافتي عن أمطارْ الجوزاء..
أما زهرة عباد الشمس فكما هي لم يتغير لونها ..
وبرغم الشقوق التي مُنِيَتْ بها الدروب في جَبَلِي..
إلا أنها ألْقَتْ بي على ناصية الـ " وَرَّاد " منكسراً..
أقرأ قصائد الشاعر الكبير عبدالمحسن يوسف،
تمائم ضد النكوص وإغراءات اليأس..
ليتني كنت شاعرا كهذا الفَرَسانِيُّ العملاق..
لأرسم زهرة عباد الشمس التي لا تتغير..
أمنحها حَمدا..
كما منحتني خلودا..
أمنحها عرفانا..
كما منحتني
ربيعا منهمرا يتدفّقُ من شرق الوَرّاد ..
ينسَكِبُ من بين أنامل
زهرة عباد الشمس التي لا يتغير
لونها ..
ولا شذاها..
ــــــ
30 مارس 2011م
تعليق