[align=justify][align=center]لغات العرب، عرب اليوم![/align]
(لغات العرب) مصطلح لغوي قديم كان يطلق للدلالة على اللهجات العربية في الجزيرة العربية قبل ظهور الإسلام وحتى انقضاء ما كان يسمى بـ (عصر الاحتجاج) بكلام العرب أواخر العهد الأموي.
وعرب اليوم، موضوع هذا الدرس، كانوا حتى ظهور الفضائيات والإنترنت لا يكادون أن يعرفوا شيئا عن لغاتهم ولا عن عاداتهم وطبائعهم لقلة تواصلهم مع بعضهم بعضا بسبي كثرة زعل أولياء الأمور من بعضهم بعضا أيضا وانتشار الكلاب السلوقية على الحدود .. إلا أن انتشار الفضائيات والإنترنت أفسد الأمر على أولياء الأمور وجعل الناس يتواصلون مع بعضهم بدون سفر وانتقال من هذا المصر إلى ذاك.
إن وجود اللهجات أمر طبيعي، لكن من غير الطبيعي ألا يعرف أبناء اللغة الواحدة شيئا عن لهجاتها. وإذا كانت القطعية بين الأنظمة العربية كادت أن تؤدي إلى قطيعة بين أبناء الأمة الواحدة (وهذه جريمة تاريخية) فإن من واجب المثقفين العرب أن يحاربوا آليات القطيعة بكل ما أوتوا من وسائل اتصال وتواصل فيتعرفوا على لهجات بعضهم بعضا تمهيدا لإزالة الحواجز اللغوية والنفسية التي تصنعها القطيعة واللهجات ..
إذن: ليست هذه الدعوة دعوة إلى درس اللهجات، بل هي دعوة إلى معرفة الفروقات المعجمية بين اللهجات العربية بهدف:
1. التعرف على لغات الأهل وعلى التنوع الكبير في طبائعهم الثقافية.
2. الاطلاع على المخزون المعجمي للهجات العربية واستغلال ما يصلح منه لسد الثغرات المصطلحية في الفصحى.
3. المتعة المعرفية.
وأمثل على ذلك بالألفاظ الدالة على البطيخ والصرصور، تمهيدا لإزالة سوء التفاهم بين العرب في البطيخ والصرصور!
(البطيخ الأحمر): العراق: رقي (بكسر الراء والقاف بعد تشديدها ونطقها جيما مصرية)؛ الشام: جبسي (بكسر الجيم وتسكين السين وكسر السين)؛ وكذلك نِمْس للبطيخة البيضاوية الشكل؛ دَلاع/ح (بتشديد اللام) في المغرب؛
(البطيخ الأصفر): المغرب: بطيخ؛ الشام: آ/قاوُون؛ بعض العرب: شمّام!
أما (التين) فيسميه أهل المغرب كَرْمُوس لأن (التينة) عند الليبيين هي عجز المرأة .. وأما (تين الصبار) فيسمونه كَرْمُوس النصارى، فجعلوا التين اللذيذ مسلما، والصبار ذا الشوك نصرانيا!
وأما حشرة (الصرصور/الصرصار) التي لا تضر ولا تنفع، فيسميها المغاربة: سراق الزيت لاحتراف الصرصور السطو على الزيت الكحلة (= زيت الزيتون) في مطابخهم .. هذا علما أن للصرصور أماكن أخرى عزيزة على قلبه غير المطابخ، يقضي فيها وقتا كثيرا، ولكن ليس لنا أن نغير تسمية شائعة ولو في الصرصور! ولا شك في أن في تسميتهم الصرصور سرّاق ــ على وزن (فعّال) من صيغ المبالغة ــ دليلا على مدى امتعاض المغاربة من الصرصور!
ودعوة للمشاركة بما تعرفون من عجائب لغة الأهل،
وهلا وغلا![/align]
(لغات العرب) مصطلح لغوي قديم كان يطلق للدلالة على اللهجات العربية في الجزيرة العربية قبل ظهور الإسلام وحتى انقضاء ما كان يسمى بـ (عصر الاحتجاج) بكلام العرب أواخر العهد الأموي.
وعرب اليوم، موضوع هذا الدرس، كانوا حتى ظهور الفضائيات والإنترنت لا يكادون أن يعرفوا شيئا عن لغاتهم ولا عن عاداتهم وطبائعهم لقلة تواصلهم مع بعضهم بعضا بسبي كثرة زعل أولياء الأمور من بعضهم بعضا أيضا وانتشار الكلاب السلوقية على الحدود .. إلا أن انتشار الفضائيات والإنترنت أفسد الأمر على أولياء الأمور وجعل الناس يتواصلون مع بعضهم بدون سفر وانتقال من هذا المصر إلى ذاك.
إن وجود اللهجات أمر طبيعي، لكن من غير الطبيعي ألا يعرف أبناء اللغة الواحدة شيئا عن لهجاتها. وإذا كانت القطعية بين الأنظمة العربية كادت أن تؤدي إلى قطيعة بين أبناء الأمة الواحدة (وهذه جريمة تاريخية) فإن من واجب المثقفين العرب أن يحاربوا آليات القطيعة بكل ما أوتوا من وسائل اتصال وتواصل فيتعرفوا على لهجات بعضهم بعضا تمهيدا لإزالة الحواجز اللغوية والنفسية التي تصنعها القطيعة واللهجات ..
إذن: ليست هذه الدعوة دعوة إلى درس اللهجات، بل هي دعوة إلى معرفة الفروقات المعجمية بين اللهجات العربية بهدف:
1. التعرف على لغات الأهل وعلى التنوع الكبير في طبائعهم الثقافية.
2. الاطلاع على المخزون المعجمي للهجات العربية واستغلال ما يصلح منه لسد الثغرات المصطلحية في الفصحى.
3. المتعة المعرفية.
وأمثل على ذلك بالألفاظ الدالة على البطيخ والصرصور، تمهيدا لإزالة سوء التفاهم بين العرب في البطيخ والصرصور!
(البطيخ الأحمر): العراق: رقي (بكسر الراء والقاف بعد تشديدها ونطقها جيما مصرية)؛ الشام: جبسي (بكسر الجيم وتسكين السين وكسر السين)؛ وكذلك نِمْس للبطيخة البيضاوية الشكل؛ دَلاع/ح (بتشديد اللام) في المغرب؛
(البطيخ الأصفر): المغرب: بطيخ؛ الشام: آ/قاوُون؛ بعض العرب: شمّام!
أما (التين) فيسميه أهل المغرب كَرْمُوس لأن (التينة) عند الليبيين هي عجز المرأة .. وأما (تين الصبار) فيسمونه كَرْمُوس النصارى، فجعلوا التين اللذيذ مسلما، والصبار ذا الشوك نصرانيا!
وأما حشرة (الصرصور/الصرصار) التي لا تضر ولا تنفع، فيسميها المغاربة: سراق الزيت لاحتراف الصرصور السطو على الزيت الكحلة (= زيت الزيتون) في مطابخهم .. هذا علما أن للصرصور أماكن أخرى عزيزة على قلبه غير المطابخ، يقضي فيها وقتا كثيرا، ولكن ليس لنا أن نغير تسمية شائعة ولو في الصرصور! ولا شك في أن في تسميتهم الصرصور سرّاق ــ على وزن (فعّال) من صيغ المبالغة ــ دليلا على مدى امتعاض المغاربة من الصرصور!
ودعوة للمشاركة بما تعرفون من عجائب لغة الأهل،
وهلا وغلا![/align]
تعليق